رواية شظايا أنثى الفصل الثامن عشر 18 بقلم بتول علي
رواية شظايا أنثى الفصل الثامن عشر 18 بقلم بتول علي
رواية شظايا أنثى البارت الثامن عشر
رواية شظايا أنثى الجزء الثامن عشر
رواية شظايا أنثى الحلقة الثامنة عشر
أشرقت شمس الصباح بعد ليلة طويلة مليئة بالأحداث الكثيرة امتلك بها شريف نسختان من التسجيل الذي كان يسعى للحصول عليه مهما كلفه الأمر.
لم ينم شريف طوال الليل ولم يغمض له جفن وعندما دقت الساعة الثامنة صباحا غادر المستشفى برفقة كل من أنور ومريم وذهب معهما إلى النيابة حتى يقوم بتسليم التسجيل ويتخلص من وصمة العا*ر التي أُلصقت به وبمريم بدون وجه حق.
استمع وكيل النيابة إلى التسجيل وتكشفت أمامه جميع الحقائق ولم يعد هناك أدنى شك في براءة مريم من التهمة المنسوبة إليها.
نالت مريم البراءة مثلما أرادت واتسعت ابتسامتها وزادت فرحتها بعدما صدر أمر بضبط وإحضار زوجها وتأكدت في هذه اللحظة أنها سوف ترى بهاء وهو ذ*ليل ويدفع ثمن كل ما فعله بها منذ يوم زواجهما وحتى هذه اللحظة.
خرجت مريم من النيابة وعادت إلى منزل إحسان التي احتضنتها واستقبلتها بابتسامة واسعة وهي تقول:
-“ألف مبروك يا مريم، الحمد لله الغمة انزاحت وخلصنا من الموضوع ده خلاص”.
جلست مريم ورفعت رأسها تنظر إلى إحسان وتحدثت بجدية:
-“لا لسة الموضوع ده مخلصش يا خالة، أنا مش هرتاح غير لما بهاء يدوق كل العذ*اب اللي أنا شوفته طول السنين اللي فاتت، لازم أشوفه مذ*لول ومفضو*ح زي ما حاول يذ*لني ويفضــ*ـحني بعد ما اتهمني في شرفي”.
وافقها شريف في الرأي فهو أيضا لن يشعر بالراحة إلا بعدما يكتمل انتقامه من بهاء.
استأذن أنور وانصرف حتى يتابع أخر التطورات والمستجدات بشأن إلقاء القبض على بهاء حتى ينتهي هذا الملف من حياة مريم لكي تتمكن من استئناف الإجراءات اللازمة في قضية الطلاق التي رفعتها قبل عدة أشهر.
اتصل أنور برانيا وأخبرها بكل ما جرى فابتسمت وقالت:
-“كويس أوي يا أنور، أول ما الحيو*ان ده يتقبض عليه عرفني على طول”.
أومأ أنور قائلا بتأكيد فهو يتفهم جيدا سبب رغبتها في معرفة تفاصيل إلقاء القبض على الشخص الذي حاول قتـ*ـلها مرتين بدم بارد:
-“من غير ما تقولي يا رانيا، أنا هبلغك بأي حاجة جديدة تحصل في قضية بهاء بس أنتِ شدي حيلك واخرجي من المستشفى عشان تكملي إجراءات قضية الطلاق بتاعة مريم، أنا هكون صريح معاكِ ومش هخبي عليكِ، شريف عايز مريم تطلق النهاردة قبل بكرة عشان يتجوزها وأنا عايز أساعده لأنه صاحبي”.
ضحكت رانيا بشدة وتحدثت من بين ضحكاتها فهي قد رأت بنفسها نظرات شريف لمريم وتدرك مدى حبه لها:
-”من الناحية دي اطمن، أصلا بهاء هيتسجن وده هيخلي طلاق مريم يتم بشكل أسرع”.
-“أنا هاخد التلاتة كيلو بعشرة جنيه ومستحيل أزود في السعر أكتر من كده وده أخر كلام عندي”.
قالها عبد الستار بصرامة شديدة وهو ينظر إلى بائعة الخضروات التي رمقته بحدة وهي تقول:
-“أنا كلامي كان واضح يا عبد الستار، الاتنين كيلو بعشرة وأنا مش هقبل فصال في سعر الحاجة لأن لسة منزلاها من التاجر ولو نزلت السعر هخسر وبيتي هيتخرب ومش هعرف أشتري بضاعة جديدة”.
وضع عبد الستار الأكياس جانبا وهتف بسخرية:
-“هتخسري إيه بس يا ولية يا حر*باية ده أنتِ هتكسبي ومكسبك هيكون كبير أوي لو بعتي التلاتة بعشرة بس أنتِ واحدة طما*عة وعايزة تكوشي فلوس كتير وكله على حساب الناس الغلابة”.
لم تتحمل البائعة إها*نة عبد الستار لها وتلميحه بأنها امرأة غير أمينة فنهضت وصاحت بصوت جهوري وصل إلى مسامع أصحاب المحلات المجاورة ومنهم من خرج حتى يستطلع الأمر ويرى ما الذي يجري:
-“أنا مش حر*باية ولا سوسة ولا بضحك على الناس ويكون في علمك الخبث والكدب مش موجودين غير عندك أنت يا عبد الستار، الله يرحم زمان لما كنت فاتح محل صيانة أجهزة كهربائية وكنت بتاخد الأجهزة على أساس تصلحها والناس يدفعولك فلوس كتير وفي الأخر بتخر*بها بعد ما كنت
تسر*ق منها قطع الغيار السليمة”.
شعر عبد الستار بالارتباك وحاول إسكات البائعة ولكنها أبت أن تتوقف عن الحديث:
-“وأهو ربنا وقفلك بالمرصاد والمحل بتاعك و*لع وبيتك اتخر*ب وابنك اللي كنت بتصرف عليه فلوسك الحرام فشل في التعليم وبقى صا*يع وضايع وقليل التربية وكل يوم والتاني يعمل بلو’ة وأخر مصيبة عملها هو أنه راح اتجوز رقاصة بتعمل كل شوية مشكلة في المنطقة”.
ضحك الناس على كلام البائعة فقد كان عبد الستار في الماضي يتفاخر بابنه وكان يتشا”جر مع معظم جيرانه لأن أبنائهم يريدون مصادقة إيهاب.
رددت البائعة بنبرة ساخرة وقد سيطرت ملامح الشما”تة على وجهها:
-“أنا إيهاب ابني هيكون بكرة مهندس قد الدنيا وابنك الجر”بوع ده مينفعش يصاحبه أو حتى يمشي معاه وهو رايح الدرس”.
كانت تلك العبارة التي ألقتها البائعة واحدة من بين عبارات كثيرة كان يقولها عبد الستار لكل من يحاول التقرب من إيهاب.
استمرت البائعة في سخريتها وهي تلاحظ اقتراب منار منها:
-“أنا فاكرة كويس أوي يا عبد الستار يوم ما جيت اتخا”نقت معايا زمان عشان حسن ابني مشي مع ابنك وقعدت تقول على ابني جر”بوع وأهو سبحان الله حسن ربنا كرمه ودخل كلية الطب واتخرج منها السنة اللي فاتت وأنت ابنك هو اللي بقى مقر”ف ومحدش بقى بيطيق يبص في خلقته”.
تدخل أحد الواقفين قائلا بتهكم:
-“اهدي بس يا أم حسن، إيهاب بقى فعلا مهندس، هو أنتِ نسيتِ أن مراته تبقى رقاصة وهو أكيد بيصمم ليها الحركات الهندسية اللي بتعملها وهي بترقص قدام الناس وبعد كده بيقعد عند رجليها يلم النُقطة اللي بتنزل عليها”.
في هذه اللحظة وصلت منار حيث يقف عبد الستار ونظرت إلى وجوه الناس وهي تصيح بهم:
-“جرى إيه يا راجل أنت وهو شغالين تريقة على الصبح كده ليه، مالها يعني الرقاصة إن شاء الله ولا أنتم زهقانين ومش لاقيين حاجة تعملوها فقولتوا تقضوها تريقة على اللي رايح واللي جاي، ده كفاية الفلوس اللي البلد بتستفاد منها بسبب حفلات الرقص اللي بتتعمل ولعلمك بقى الرقاصة اللي مش عاجباك دي بمية راجل ومحدش له عندي حاجة”.
رد عليها أحد الرجال قائلا بغضب شديد فهو قد تعرض لكثير من الإها”نات عندما كان يعمل في الخارج بسبب هؤلاء الراقصات فقد كان يعرض عليه زملائه في العمل مقاطع فيديو لمجموعة فتيات يقمن بالرقص ويقولون له “انظر ماذا تفعل ابنة بلادك” وفي بعض الأحيان كان يُقال له “نساءكم يعرضون أنفسهم علينا مقابل أموال زهيدة”:
-“روحي يا شيخة ربنا ينتـ*ـقم منك أنتِ واللي زيك، بسبببكم يا شوية أشكال مقر*فة الناس برة بيقولوا على مصر بلد رقا*صات وكل ده لأن أنتم اللي بتظهروا على الساحة وفي وسائل الإعلام اللي بتشجع القر*ف ده كله وناس كتير لما بتزور مصر بيكونوا واخدين عنها فكرة غلط وبيتصدموا لما بيلاقوا غالبية الستات محترمين وبيشتغلوا شغلانة شريفة ودول فعلا اللي يستاهلوا يتقال عليهم ست بمية راجل مش أنتِ يا اللي بتكسبي فلوسك من هز وسطك”.
أخذت منار تتشا*جر مع الرجل وتشتـ*ـمه بألفاظ بشعــ*ـة وفي المقابل تدخل الجميع وانهالت عليها موجة من الشتا*ئم وطالب الكثير برحيلها من منطقتهم حتى لا يكون لها تأثير سلبي على الفتيات المراهقات.
نظر عبد الستار لمنار بحقد وكز على أسنانه قائلا:
-“روحي يا شيخة اللهي يتخســ*ـف بيكِ الأرض، بسببك أنتِ بقى كل اللي يسوى واللي ميسواش بيعا*يروني بعد ما بوظتي ابني الوحيد”.
عادت منار إلى المنزل وهي تتو*عد لعبد الستار وجلست تنتظر عودة إيهاب حتى تشكو له مما فعله والده بها في غيابه.
جلس مدحت داخل الزنزانة يفكر كيف سيتصرف في تلك الورطة التي وقع بها فهو يريد أن يخرج من الزنزانة ولكنه بعدما أمعن التفكير أيقن أن هذا الأمر من المحال أن يحدث والحل الوحيد أمامه حتى يتم تخفيف العقوبة عنه هو الاعتراف بكل شيء وأنه حاول قتـ*ـل رانيا تلبية لطلب بهاء الذي وعده أن يمنحه مبلغ كبير من المال نظير هذه الخدمة.
أثناء شرود مدحت نظر له بعض المساجين بنظرات نا*رية يبدو من خلالها أنهم يخططون لشيء فظيـ*ــع وقد بدأوا في تنفيذ خطتهم عندما أخذوا يتشا*جرون مع بعضهم وبدأ كل منهم في ضـ…ــرب الأخر بشكل وحشـــ*ي وبشــ*ـع.
أثناء تلك المشا*جرة قام أحد المساجين بضـ…ــرب مدحت فنهض الأخير وأخذ يضـ…ــربه دفاعا عن نفسه وفي تلك اللحظة اقترب مسجون أخر وسدد طعــ*ـنة لمدحت في معدته.
سقط مدحت أرضا ونز*ف الكثير من الد”ماء تحت أنظار المساجين الذين راقبوه وهو يحتضر وانتظروا قليلا إلى أن تأكدوا من وفاته قبل أن يصيحوا بصوتٍ عال حتى يجذبوا انتباه العسكري الذي كان متواطئا معهم في جر*يمتهم.
تأكد العسكري من موت مدحت ثم توجه إلى أحد الضباط وهمس له في أذنه ببضع كلمات جعلته يبتسم قبل أن يشير له بالمغادرة.
خرج العسكري من مكتب الضابط الذي رفع سماعة الهاتف وأجرى اتصال وعندما رد عليه الطرف الأخر ابتسم وقال:
-”كل حاجة تمت زي ما أنت عايز يا بهاء، عد الجمايل بقى يا سيدي وشوف أنا خدمتك كام مرة لحد دلوقتي”.
شعر بهاء بالسعادة بعدما علم بوفاة مدحت من قريبه الذي يعمل ضابطا في الشرطة ولكنه ليس أمينا في عمله بل هو مثال يحتذى به في الخســ*ـة والو*ضاعة فهذا الضابط هو نفسه الذي كان برفقة بهاء أثناء ذهابه إلى شقة شريف حتى يلقي القبض عليه وعلى مريم بتهمة ارتكابهما لجريمة الز*نا.
أنهى بهاء المكالمة بعدما شكر قريبه وتمتم بفرحة وهو ينظر إلى فتحية التي كانت تجلس وتنتظر سماع أخر الأخبار:
-“مدحت خلاص مات قبل ما يعترف عليا يعني كده مفيش حاجة هتثبت أن أنا ليا دخل بمحاولة قتـ*ـل رانيا”.
نظرت له والدته وهي تشعر بالقلق الشديد وقالت:
-“طيب وبالنسبة لموضوع مقصو*فة الرقبة اللي اسمها مريم هتعمل فيها إيه؟ لو طلع فيه نسخة تانية من التسجيل إياه ساعتها أنت هتروح في د*اهية”.
وكأنه كان ينقصه أن تذكر فتحية أمر التسجيل حتى يأتيه اتصال أخر من قريبه يخبره به أنه يتوجب عليه الهرب بأقصى سرعة لأنه قد صدر أمر بضبطه وإحضاره بسبب ادعائه الكاذب على مريم.
تأكد بهاء في هذه اللحظة أنه قد نجا من جريمة محاولة
قتـ*ـل رانيا ولكنه لم يتمكن من الإفلات من تهمة ادعائه الكاذب على مريم واتهامه زورا لها بالز*نا.
شعور رانيا بالغضب بعدما علمت بقتـ*ـل مدحت جعلها غير قادرة على الجلوس داخل المستشفى لوقت أطول وأصرت على مغادرتها في أسرع وقت ممكن.
في البداية رفض الطبيب السماح لها بالمغادرة ولكن بعد إصرارها الشديد رضخ لرغبتها ولكن بشرط أن يكون خروجها من المستشفى على مسؤوليتها الشخصية.
وافقت رانيا على شرط الطبيب وغادرت المستشفى وعادت إلى منزلها الذي ابتعدت عنه لفترة طويلة.
اقتربت سارة من والدتها واحتضنتها بشدة وهي تهتف بفرحة شديدة:
-“حمد الله على السلامة يا ماما، أنا كنت عايزة أجي المستشفى عشان أشوفك بس خالتو رفضت وقالت أنك مش عايزاني أروح المستشفى”.
ابتسمت رانيا وبادلت ابنتها العناق قائلة:
-”أنا عارفة أنك مش بتحبي المستشفيات وعشان كده قولت لخالتك متجيبكيش وبعدين أنا خلاص خرجت وهقعد معاكِ هنا فبلاش تجيبي سيرة المستشفى مرة تانية”.
رن جرس الباب فركضت سارة نحوه وفتحته ثم احتضنت مريم التي دخلت وأغلقت الباب خلفها.
نظرت مريم إلى سارة بابتسامة وسألتها:
-“أمال فين ماما يا سارة؟”
أجابتها سارة وهي تسير أمامها:
-“قاعدة جوة مع خالتو في أوضة الصالون”.
توجهت مريم نحو غرفة الصالون وعندما رأتها شقيقة رانيا نهضت وسلمت عليها ثم ذهبت إلى المطبخ حتى تعد عصيرا باردا.
جلست مريم أمام رانيا وسألتها وهي تشعر باستغراب شديد:
-“أنا مش فاهمة إيه اللي خلاكِ تسيبي المستشفى يا رانيا؟”
هتفت رانيا بغيظ وهي تضم قبضة يدها اليسرى:
-“أنتِ عرفتِ أن مدحت اتقتـ*ـل جوة زنزانته ولا لسة أنور مقالكيش؟”
شهقت مريم وصاحت بصدمة وهي تضـ…ــرب صدرها:
-“اتقتـ*ـل!! يا نهار أسو*د ومنيل ده كده خلاص مبقاش فيه حاجة تثبت التهمة على بهاء لأن الشخص الوحيد اللي يعرف كل حاجة مات”.
تابعت رانيا بنبرة ظهرت بها المرارة الشديدة والتي انتقلت بدورها إلى مريم بعدما سمعت الكلام الذي قيل لها:
-“ومش بس كده، ده كمان لما البوليس راح يقبض على بهاء عشان التهمة التانية مش لاقوه وعرفوا بعد كده أنه هرب قبل ما يوصلوا بيته بربع ساعة”.
أخذت مريم تبكي بشدة فقد كانت تتمنى أن تنتـ*ــقم من بهاء وتراه وهو ذ*ليل ولكن يبدو أن أمنيتها لن تتحقق وذلك بسبب ذكاء بهاء الذي يسبقهم دائما بخطوة.
كفكفت مريم دموعها وهتفت بحزم وهي تنظر إلى رانيا:
-“أرجوكِ يا رانيا مهما حصل خليكِ ماشية في موضوع طلاقي لأني خلاص اتخنــ*ـقت وكل دقيقة بتمر عليا وأنا على ذمة بهاء بحس فيها أن فيه حبل غليظ بيتلف حوالين ر”قبتي”.
وعدتها رانيا أنها ستبذل قصارى جهدها حتى يتم الطلاق بأقصى سرعة لكي تتمكن من الحصول على حضانة سلمى فهي تعلم جيدا أن الصغيرة المسكينة تعاني على يد فتحية التي لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبها المتحجر.
مر ستة أشهر على هروب بهاء ولم تتمكن الشرطة من العثور عليه وفي هذه الفترة نالت مريم حكما بالطلاق وأصبحت حرة ورفعت قضية أخرى من أجل الحصول على حضانة سلمى.
استغل مروان فرصة هروب بهاء وجعل نورا تتجرع كل أشكال الذ”ل على يديه والتي استسلمت وصارت تنفذ أوامره وتخد”م سميرة لأنها لم يعد بإمكانها تحمل عقو”بة الحبـ*ـس داخل غرفتها لبضعة أيام متواصلة كما أنها أرادت أن تحصل على طعام يسد جوعها وليس تلك الفتات التي كان مروان يضعها أمامها في الغرفة قبل أن يغلق عليها الباب.
فكرت نورا في مسألة الهروب من المنزل واستغلال الذهب الذي سر”قته من والدتها حتى تصرف به على نفسها إلى أن تجد عمل ولكن فشلت جميع محاولات هروبها بسبب مروان الذي كان يغلق كل يوم باب الشقة بالمفتاح فقد أصبح حريصا جدا على عدم هروبها لأنه اكتشف أنها تحمل طفله في أحشائها.
حمل نورا الغير متوقع جعل سميرة تقلل من طلباتها وتحرص على راحتها وهذا الأمر ليس حبا فيها ولكن من أجل سلامة حفيدها الذي ستستخدمه بعدما يُولد في قهـ*ــر نورا وحر*ق قلبها.
جلست نورا تفكر فيما ستقوم به بعد الولادة فهي لا يمكنها أن تعيش مع مروان الذي يتفنن في إذ*لالها كما أنها لا يمكنها أن تهرب من المنزل وإذا نجحت في ذلك فلن تتمكن من أخذ ابنها معها لأنها تعلم جيدا أنها إذا هربت بطفلها فزوجها سيقلب العالم كله رأسا على عقب حتى يجدها وإذا غادرت بدون الطفل سيحتر*ق قلبها لأنها لا يمكنها أن تستغني عنه بعدما تعلقت به وهو جنين يتكون في أحشائها.
أخذت نورا تبكي بقهـ*ــر لأنها علمت أن كل ما يحدث معها في هذه الفترة هو جزاء عادل لكل ما كانت تفعله مع زوجة أخيها وأنه لا يزال ينتظرها الكثير فكما تدين تدان ولو بعد حين.
يتبع
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شظايا أنثى)