روايات

رواية شظايا أنثى الفصل التاسع عشر 19 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الفصل التاسع عشر 19 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى البارت التاسع عشر

رواية شظايا أنثى الجزء التاسع عشر

رواية شظايا أنثى الحلقة التاسعة عشر

 

عاد إيهاب إلى منزله وأخذ ينادي على منار ولكنها لم ترد عليه فأخذ يبحث عنها إلى أن وجدها جالسة داخل حجرة نومهما وتبكي بقهر.

ضم إيهاب قبضة يده بغضب وهو يستمع إلى نحيب زوجته التي تبكي بحرقة وتشكو له من تصرفات والده الذي تجاوز هذه المرة جميع الخطوط الحمراء بعدما تحدث عن منار بالسوء أمام الناس وقال أنها فتاة بلا شرف وأن ابنها سقط في فخها وتزوجها لأنها لجأت للسحر والشعوذة حتى تسيطر على عقله.

ارتفع صوت بكاء منار التي تحدثت بنبرة متحشرجة أججت من غضب إيهاب فهو لا يمكنه تحمل رؤية دموعها:

-“تصور يا إيهاب أنه بيقول عليا أني غلطت معاك وعشان كده أنت قررت تتجوزني عشان تصلح الغلطة دي وقال عليا كمان أنه بيشك أني بستغل غيابك لما بتخرج وبجيب رجالة غريبة على البيت رغم أنه بيكون موجود وعارف أني مش بعمل كده”.

احتضنها إيهاب وهتف بتوعد وهو يربت بحنو على خصلات شعرها:

-“اهدي يا حبيبتي ومتخافيش أنا مش هسيب حقك وأوعدك أني هخلي عبد الستار يدفع تمن كل كلمة وحشة قالها في حقك”.

دفـ…ـعته منار وهي تصرخ بحدة رافضة اقترابه منها:

-“كل مرة بتقول الكلام ده ومش بتعمل حاجة وهو بيسوء فيها وبيفضل يهين فيا كل شوية وأنت كل اللي بتعمله هو أنك تقولي معلش وحقك عليا وبتضحك عليا بكلمتين مفيش ليهم أي ستين لازمة، أنا خلاص زهقت ومبقاش عندي طاقة أستحمل تلقيح وإهانة من أبوك في الراحة والجاية”.

أمسك إيهاب بمنار وأخذ يهدئها ولكنها قابلت جميع محاولاته بضـ…ـربه في صدره والصراخ بقوة في وجهه:

-“أنا مش هقعد في البيت ده دقيقة واحدة بعد النهاردة وهلم كل حاجتي وهمشي ومش هخليك تعرفلي طريق”.

لم يجد إيهاب أي وسيلة يهدئ بها من غضب منار ويمنعها من الرحيل مثلما تنوي سوى أن يقسم أمامها أنه سوف يكسـ ـر شوكة عبد الستار في أقرب وقت وسوف يصبح البيت لهما بمفردهما.

رفعت منار حاجبيها وسألته بشك وهي تعقد يديها أمام صدرها:

-“وأنا إيه اللي يضمنلي أنك هتنفذ الكلام ده ومش هتعمل زي كل مرة؟”

أجابها إيهاب بجدية بعدما قبل يديها:

-“لو منفذتش وعدي ليكِ في أقل من شهرين تقدري ساعتها تعملي كل اللي أنتِ عايزاه ومش همنعك ساعتها من أنك تسيبي البيت”.

جلست منار ووضعت ساق فوق ساق وهي تتساءل ببرود قصدت به إثارة غيظ إيهاب حتى يحرص على الوفاء بوعده:

-“طيب وأنت إزاي هتخلي البيت ده ليك لوحدك؟ حتى لو عبد الستار مات وغـ ـار في داهيــ ـة متنساش أن عندك أخت والمفروض أنها هتورث معاك في البيت ده ومش هتسيبنا براحتنا”.

من الجيد أن منار ذكرت سيرة مريم فهو قد نسي أمرها ولم يخطر في عقله فكرة أنها ستشاركه في هذا البيت في حال توفي عبد الستار.

فكر إيهاب قليلا ثم أجاب وهو ينهض ويشمر عن ساعديه:

-“أنا جيتلي فكرة كويسة جدا هتخليني أضمن أن البيت يكون ليا ومريم ميبقاش ليها أي حق فيها بس اصبري عليا يا حبيبتي وأنا هخـ..ـلصك من عبد الستار”.

نظرت له منار بدهشة غير مستوعبة لما يقول فهذه المرة رأت بريق الإصرار في عينيه وهذا يعني أنه سيفعل المستحيل حتى يفي بوعده ولكن السؤال كيف سيفعل ذلك بطريقة تجعل مريم تعجز عن المطالبة بأي حق من حقوقها في هذا المنزل؟!

كادت منار تسأل زوجها عن تفاصيل الخطة التي يحيكها في رأسه ولكنها تراجعت وقررت أن تكتفي بدور المشاهد وألا تتدخل إلا إذا طلب منها إيهاب أن تساعده.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

تملكت السعادة من مريم بعدما حصلت على حكم بحضانة ابنتها فقد سهرت كثرا وظلت تنتظر فترة طويلة حتى صدر هذا الحكم العادل الذي سيعيد لها فلذة كبدها.

احتضنتها رانيا وهي تهتف بابتسامة:

-“ألف مبروك يا مريم، أظن كده أنتِ معندكيش أي سبب دلوقتي يخليكِ تزعلي بعد ما اطلقتي من بهاء وبنتك هترجع دلوقتي لحضنك”.

أخذت مريم تحمد الله على نعمه وفضله عليها ثم تحدثت بجدية وهي تنظر إلى رانيا بحزم:

-“أنا لازم دلوقتي أروح بيت فتحية عشان أجيب بنتي اللي مشوفتهاش بقالي أكتر من عشر شهور”.

ابتسمت رانيا في حنان وهي تهتف بتأكيد:

-“إحنا فعلا هنروح على بيت فتحية بس مش لوحدنا”.

ابتسمت مريم وهي تسألها بفضول:

-“مين اللي هيجي معانا وإحنا رايحين لفتحية؟”

ظنت مريم أن رانيا تقصد شريف بحديثها وقد فطنت الأخيرة لهذا الأمر فاتسعت ابتسامتها وهي تقهقه بمرح قائلة:

-“أقصد البوليس مش اللي في دماغك يا هانم”.

ارتبكت مريم بشدة وهتفت بتلعثم وكأنها تتحدث لأول مرة في حياتها فهي لم يكن عليها أن تسأل رانيا عمن سيرافقهما لأنه من البديهي أن يذهب برفقتهما أفراد من عناصر الشرطة:

-“أنتِ قصدك إيه بالكلام ده يا رانيا؟”

مطت رانيا شفتيها هاتفة بابتسامة وهي تحاول كبح تلك الضحكات التي تصر على الظهور فوق وجنتيها:

-“مش قصدي حاجة يا حبيبتي، يلا بينا دلوقتي عشان نروح نجيب سلمى من بيت العقـ..ـربة اللي كانت في يوم من الأيام حماتك”.

ابتسمت مريم بعدما تخيلت تعبيرات وجه فتحية فهي بالتأكيد سوف تصاب بصدمة شديدة بعدما تراها واقفة أمامها بعد مرور تلك الفترة الطويلة.

-“مش بعيد فتحية تمـ..ـوت من الخضة أول ما تشوفني”.

ألقت مريم تلك العبارة وهي تسير برفقة رانيا التي صعدت إلى السيارة فتبعتها ومن خلفهما سيارة الشرطة وتوجهوا جميعا إلى منزل فتحية.

طرقت مريم على باب المنزل بعنف شديد وكأنها تريد أن تكســ….ـره على رأس صاحبته لتسمع صوت فتحية وهي تهتف بنبرة غليظة:

-“جرى إيه يا اللي بتخبط ما قولت جاية أفتح الباب أهو، هي الدنيا طارت ولا أنت واحد أطـ…ــرش ومفيش عنك مخ!!”

فتحت فتحية الباب واتسعت عيناها بصدمة شديدة وهي تردد:

-“مريم!! أنتِ إيه اللي جابك هنا؟!”

تماسكت فتحية وتجاوزت صدمتها بسرعة ثم هتفت بغلظة:

-“إيه اللي جابك هنا يا مقصــ…ـوفة الرقبة؟! هو أنتِ مش مكسوفة من نفسك بعد العملة الســ…ـودة اللي عملتيها؟!”

حاولت رانيا أن تسيطر على غضب مريم الذي بدأ يتفاقم بسبب استفزاز فتحية لها:

-“اهدي يا مريم عشان خاطري، إحنا جايين عشان سبب واحد وهنمشي على طول ومش في صالحنا أننا نتخانق مع الست دي”.

فشلت رانيا في منع مريم التي أمسكت فتحية من تلابيب جلبابها وجرتها إلى داخل المنزل ثم دفـ..ـعتها وتحدثت بنبرة تحذيرية وهي ترمق فتحية بنظرات قاتمة دبت الرعب في قلبها:

-“هي مين دي اللي عملتها سـ..ـودة يا ولية حيـ…ــزبونة، إحنا هنستعبط على بعض ولا إيه، أنا وأنتِ والناس كلها عارفين أن ابنك الحيــ…ـوان هو اللي لبسني القضية القـ..ـذرة دي والحمد لله ربنا نصرني وخرجت منها ومش بس كده ده أنا كمان أخدت حكم بالطلاق وبحضانة سلمى وجاية دلوقتي أنفذ الحكم”.

عقدت فتحية ساعديها أمام صدرها وهي تصيح بتحدٍ:

-“تنفذي إيه يا عينيا!! ده بعدك يا أختي، ابقي قابليني لو عرفتِ تاخدي بنتك وتخرجي من هنا على رجليكِ”.

نظرت رانيا خلفها ثم تحركت قليلا فانفرجت شفتي فتحية بعدما رأت أمامها عناصر من الشرطة.

تحدثت رانيا وهي تنظر إلى الضابط:

-“زي ما حضرتك شايف يا فندم، مدام فتحية مش ناوية تخلينا ننفذ حكم المحكمة وعايزة تمنع الأم من بنتها الوحيدة”.

تقدم الضابط من فتحية هاتفا بصرامة جعلت نظراتها تزوغ في كل مكان بحثا عن أي وسيلة تخرجها من هذا المأزق:

-“المحكمة حكمت لمدام مريم بحضانة البنت واللي أنتِ بتعمليه دلوقتي شيء غير قانوني يا حاجة فتحية ولو فضلتِ مصممة على موقفك هتتعرضي لمشاكل ملهاش أول من أخر، إحنا جايين ننفذ الحكم اللي صدر ولو أنتِ معترضة ممكن ترفعي قضية وتطالبي بحضانة البنت”.

جلست مريم على الأريكة واضعة إحدى ساقيها فوق الأخرى ورمقت فتحية بتشفي وهي تقول:

-“ها يا فتحية، هتجيبي سلمى بالذوق ولا تمشيها عناد وتاخدي فوق دماغك، على فكرة أنتِ ممكن تتحبسي لأنك بتعطلي الشرطة وبتمنعيهم من أنهم يشوفوا شغلهم”.

حدجت فتحية مريم بنظرة غاضبة ظهر بها العجز وقلة الحيلة بينما الأخيرة متلذذة بتلك النظرات الضعيفة ولم تكتف بالشعور بالسعادة بل بادلتها بنظرات أكثر جرأة وقوة وكأنها تقول لها أريني ما لديك أيتها الشـ.ــمطاء المـ..ـتسلطة.

في تلك اللحظة خرجت سلمى من غرفتها بعدما سمعت صوت والدتها الحبيبة وركضت نحوها واحتضنتها بقوة وهي تردد بلهفة:

-“ماما حبيبتي وحشتيني أوي، أنتِ ليه مشيتي وسيبتيني هنا لوحدي؟ هو مش أنتِ قولتيلي أنك مش هتبعدي عني أبدا وهتخلينا نمشي من هنا ومش هنرجع تاني؟!”

قبلت مريم رأس ابنتها وشددت من احتضانها وانحدرت دموع الفرح من مقلتيها وهي تهتف:

-“حصل يا حبيبتي، أنا فعلا وعدتك أني مش هتخلى عنك بس اللي حصل الفترة اللي فاتت كان غصب عني بس كل حاجة هترجع زي الأول وأنا وأنتِ مش هنرجع البيت ده تاني”.

نهضت مريم ومدت كفها لابنتها قائلة:

-“يلا يا حبيبتي، خلينا نمشي من المكان المقـ..ـرف ده وأوعدك أني هعوضك عن كل الحاجات الوحشة اللي شوفتيها في فترة غيابي”.

غادرت مريم برفقة سلمى ورانيا تحت نظرات فتحية المحتقنة بسبب الانتصار الذي حققته طليقة ابنها ولكنها أقسمت ألا

تستسلم مهما حدث وسوف تجعل مريم تندم على كل ما فعلته.

تملك الحقـ..ـد من قلب فتحية فهي لم ترَ ابنها قُرة عينها منذ بضعة أشهر بسبب مريم التي جاءت الآن وأخذت سلمى بكل سهولة ودون أن تتمكن من إيقافها ومنعها.

دلفت فتحية إلى غرفتها وأخرجت من درج الكومود شريحة كانت تضعها داخل علبة صغيرة ثم أمسكت هاتفها ووضعت الشريحة بداخله واتصلت بالرقم الذي يستخدمه بهاء في تلك الفترة والذي لا يعلم عنه أي شخص سواها وذلك حتى لا تتمكن الشرطة من العثور عليه.

-“أيوة يا ماما مالك فيكِ إيه؟ مش من عادتك تتصلي بيا بالنهار”.

جلست فتحية على طرف السرير وضـ..ـربت فخدها الأيمن بيدها اليمنى ورددت بغِل:

-“مريم جيت من شوية وكان معاها البوليس وأخدت سلمى غصب عني وأنا مقدرتش أمنعها”.

استكملت حديثها بعدما أخذت شهيقا وزفيرا عاليا دل على مدى الغضب الذي تشعر به في فؤادها:

-“بنت ستين في سبعين بتتحامى في البوليس وبتستغل غيابك عشان تـ..ـذلني وتكـ..ـسر مناخيري قدام اللي يسوى واللي ميسواش”.

احتقن وجه بهاء بعدما سمع تفاصيل ما جرى قبل قليل في منزل والدته وشعر بالغضب ولكن سرعان ما اختفى هذا الشعور بعدما خطرت في باله فكرة إذا أحسن استخدامها سوف يتخلص من جميع مشاكله.

ابتسم بهاء بعدما نسج عقله في بضع ثوانٍ تفاصيل الخطة التي سوف يسير على منوالها:

-“متزعليش نفسك يا ماما، أصلا مريم لازم تاخد سلمى وتخليها في حضنها”.

صاحت فتحية باستنكار فما يقوله ابنها لا يدل سوى على شيء واحد وهو أنه فقد عقله ولم يعد قادرا على فهم أي شيء يدور حوله:

-“إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده، الظاهر أنك….”

قاطعها بهاء قائلا بجدية:

-“اهدي وأنا هفهمك كل حاجة وهخليكِ تعرفي ليه مريم لازم تاخد سلمى”.

وبالفعل أخذ يسرد عليها تفاصيل الفكرة التي خطرت في رأسه أثناء حديثها فاتسعت ابتسامة فتحية لأن تلك المرة سيكون النصر حليفها هي وابنها ضد مريم عـ..ـدوتها اللدودة.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

انتظر إيهاب عودة عبد الستار إلى المنزل وعندما عاد أوقفه قبل أن يدخل إلى غرفته فجلس عبد الستار على الأريكة منتظرا سماع الكلام الذي سيقوله إيهاب.

التقط إيهاب ورقة وقلم ووضعها أمام والده قائلا بحدة:

-“خد شوف الورقة دي”.

أمسك عبد الستار بالورقة ونظر إليها واتسعت عيناه بصدمة وردد بتلعثم وهو يرمق إيهاب بنظرات مستنكرة:

-“ده عقد بملكية البيت!!”

ابتسم إيهاب ببرود وقال:

-”أيوة ما هو أنا عارف أن ده عقد ملكية البيت وأنا هخليك تمضي عليه دلوقتي سواء بالذوق أو بالعافية وأنت عليك تختار الطريقة اللي تناسبك”.

رمقه عبد الستار باحتقان واستقام واقفا وهو يصرخ في وجهه:

-“أنت اتجننت يا إيهاب!! عايز تاخد مني البيت بالعافية!!”

أخرج إيهاب ســ..ـلاح نـ…ـاري من جيب سترته ووجهه نحو رأس عبد الستار وهو يلقى عليه نظرات محتقـ..ـرة ثم أردف متسائلا بصرامة:

-“هو أنا مش حذرتك قبل كده وقولتلك منار خط أحمر واللي يزعلها يزعلني؟”

تلجلج عبد الستار ولم يتمكن من الرد بسبب الرعب الذي أصابه من فوهة المسـ…ـدس الموجه نحوه فاستكمل إيهاب حديثه وهو يشحذ سـ…ـلاحه:

-“أظن كلامي المرة اللي فاتت كان واضح أوي بس أنت طنشته وفضلت تضايق مراتي وتعـ…ــايرها وتقلل منها قدام الناس والموضوع ده أنا مش هعديه بالساهل وعشان كده أنت هتتعــ…ـاقب وهتدفع تمن مضايقتك لمنار”.

نظر عبد الستار حوله يتطلع إلى منار التي تتابع ما يحدث أمامها بشماتة قبل أن يردف بغيظ:

-“إيه الكلام اللي بتقوله ده يا إيهاب؟! أنت نسيت أني أبوك؟! للدرجة دي منار سيطرت عليك وخليتك زي الخاتم في صوابعها!!”

دفع إيهاب عبد الستار ورمقه بنظرات ساخطة ثم قرب منه الورقة مرة أخرى وهو يتمتم بتهــ…ـديد:

-“بلا أبويا بلا أخويا، امضي يا عبد الستار بدل ما أفرغ المسـ…ـدس في نفوخك”.

استحوذ القلق على عبد الستار بعدما استشعر أن ابنه سوف ينفذ تهــ…ـديده بالفعل إذا لم يوقع على عقد ملكية البيت.

أمسك عبد الستار بالقلم وترك توقيعه على الورقة فانتشلها إيهاب وابتسم بانتصار ولكن قطـ…ـع عليه عبد الستار لحظته السعيدة بقوله:

-”على فكرة يا إيهاب الورقة دي مش هتفيدك بحاجة لأن لازم يكون معاك محامي وهو اللي يخليني أمضي على العقد وكمان لازم يكون فيه شهود ده غير أن المفروض أجي معاك الشهر العقاري وأنت بتسجل العقد عشان يضمنوا أني فعلا كتبتلك البيت باسمك”.

ضحك إيهاب بشدة ثم أشار إلى أصدقائه والمحامي الذين خرجوا من الغرفة ووقّع اثنين منهم على العقد كشاهدين وبعدها أخذ المحامي الورقة وقال:

-“اطمن يا إيهاب، كل حاجة هتمشي زي ما أنت عايز، إحنا الاتنين هنروح الشهر العقاري نسجل العقد وأنا هستغل معارفي هناك وهظبط الأمور عشان كل حاجة تتم من غير ما يشترطوا وجود عبد الستار”.

غادر أصدقاء إيهاب وتبعهم المحامي فنظرت منار إلى عبد الستار بتشـ..ـفي وجلست أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها وهي ترمي حديثها بلهجة متكبرة:

-“شوفت بقا يا حمايا قد إيه إيهاب ذكي وعامل حساب كل حاجة وأن مفيش هنا في البيت ده واحد غبـ..ــي غيرك”.

وضع عبد الستار رأسه بين كفيه وأخذ يبكي بحسرة شديدة على السنوات التي أفناها في تربية ابن ظن أنه سوف يكون سند له عندما يشيخ ولكنه خيب أماله وخالف كل توقعاته ووصل به الأمر إلى تهديده بالســ…ـلاح من أجل إرضاء راقصة وضيعة

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شظايا أنثى)

اترك رد

error: Content is protected !!