روايات

رواية يعقوب وسما الفصل الثاني 2 بقلم أسماء أحمد

رواية يعقوب وسما الفصل الثاني 2 بقلم أسماء أحمد

رواية يعقوب وسما البارت الثاني

رواية يعقوب وسما الجزء الثاني

رواية يعقوب وسما الحلقة الثانية

_أقبلي الأدد أنا بشمهندس.
صوت إشعار من الفيس دوى في الأوضة، ففتحت التطبيق وكان بوست جايلي في الذكريات من أربع سنين، كنت كاتبه “تكون في أيدك وتقسم لغيرك” بصيت للكلام وأنا بسترجع شعورى وقتها، لما كان المفروض خطوبتي على عبدالرحمن بعد شهر وفعلًا خطوبته حصلت بعد شهر لكن على واحدة غيري، هو كان معايا وكل حاجة حواليا توحي بأنه ليا بس مبقاش ليا…تنهيدة طويلة خرجت مني بسبب الذكريات دي، لكن ابتسامة بسيطة ظهرت على وشي لما عيني وقعت على بوكية الورد اللى على الطرف التاني من السرير، فعلًا تكون فأيدك وتقسم لغيرك، زي بوكيه الورد كان لحد غيري وبقى ليا.
أثناء ما أنا بفتكر لقائي مع يعقوب وتفاصيل اليوم، شوفت أن فيه رسالة جاتلي فالأزر، ففتحتها وكانت:
“أقبلي الأدد أنا بشمهندس” وجنبها أيموشن ضحك.
فتحت بروفايل إللى باعت الرسالة، وكان البروفايل مقفول فمفيش أي شيء ظاهر ولا قادرة أعرف أي معلومة، لكن حاولت أدقق في الصورة الصغيرة لاقيته يعقوب، ضحكت ببلاهة وكتبت:
” فاكر نفسك جنس تالت من البشر ولا إيه!”
“طبعًا يابنتي أنا مميز”
“حد قالك قبل كدا إنك مغرور؟”
“كتير”
“طب ضيف على الكتير دول واحد”

 

 

مسكت كوباية النسكافية اللى جنبي وطلعت البلكونة وفأيدي التانية التليفون، كان ظاهرلي أنه بيكتب:
“عجبك الورد؟”
“ومين ميعجبهوش الورد؟”
“لأنه زوقي فعجبك أكيد”
“أنت عايز إيه دلوقتي؟”
“نبقى أصحاب”
رديت بسماجة وأنا بشرب بوق نسكافيه ومستمتعة بالأجواء الخريفية:
“لأ”
“أنتِ الخسرانة”
“بنسبالي مش خسارة”
خرجت من المحادثة، وجوايا فضول غريب إني أشوف بوستاته، فلما نقبل الأدد ونشوف بيقول إيه كدا.
قلبت في البوستات ونزلت لحوالي سنتين أو أكتر كمان، شخص بينشر بوست كل شهر تقريبًا، تنوعت منشوراته بين صوره في الچيم أو العربية أو بحر إسكندرية مع صحابه المختلطين برغم أنه من بني سويف، بوستاته أغلبها هزار ودمه خفيف، و..إيه كمية البنات فالريأكتس والكومنت دي!
“شايفك قبلتي الأدد يعني!”
“غيرتي رأيك بسرعة”
رسايله خرجتني من البروفايل، فرديت عليه:
” أبدًا، بس أهو قولت أشوف البوستات اللى قافل الأكونت عليها دي”.
بعد أسبوعين كنت واقفه في المطبخ بشرف بنفسي على الأكل، رغم أنه لسه مفتوح بس ربنا مبارك فيه والطرابيزات مش بتفضى ودا شيء باسطني جدًا، قررت في نص اليوم على الساعة أربعة العصر، إني أخرج أروح أسكيت بما إني خفيت تمامًا من الكدمات، أخدت شنطتي وفي طريقي وأنا خارجة كان قاعد يعقوب وقباله واحدة، بيبتسمو لبعض لكن أول ما لمحني استأذن من البنت دي وقام، فكل الأحوال مهتمتش وخرجت برا المطعم، لكن صوته وهو بينادي عليا قطع خطواتي.
_يا سما.
_يا نعم!
_هو أنتِ ليه مش طيقاني كدا؟ دا أنا حتى ساعدتك.

 

 

دارت عيني بملل حواليا وأنا بلبس الكتف التاني من الشنطة، ورديت:
_يعني عايزني أسقفلك ولا إيه؟ وبعدين أنا معرفكش علشان أطيقك أو العكس.
_وفإيدك تعرفيني ونبقى أصحاب.
بزهول مصنطع رديت عليه:
_معقوله بشمهندس هيتواضع ويتعرف على بشرية زيي!
_إيوه.
_طب البشرية بتقولك لأ، عن إذنك بقى.
لفيت ضهري ليه، فكمل بسرعة:
_وأنتِ جايه المطعم تراقبيني ولا إيه؟
_اللى متعرفوش إني صاحبة المطعم دا، بسلامة ياهندسة.
إنسان مغرور لكنه لطيف وجذاب ودي حقيقة مش هقدر أنكرها بيني وبين نفسي، ابتسمت وأنا فاتحه دراعاتي، ولابسة جزمة السكيت وبجري في شارع فاضي خالي من البشر، دي هوايتي التانية بعد الطبخ، اتعلمتها مؤخرًا.
بعد أسبوعين كمان بعد الموقف دا، واقفه في نفس الشارع بسكيت وأنا بضحك من قلبي، بس سمعت صوت حد جاي من ورايا وفي ثانية كان موازيني بالاسكيت بتاعه وكان يعقوب.
_مقولتليش يعني إنك بتحبي السكيت!
_وأقولك ليه؟
_مش يمكن محتاج خبرة وعايز أتعلم منك؟ أصلي مبتدئ من ست سنين بس.
_بس؟
_بس.
قللت سرعتي بالتدريج، وأنتهت فقرة التزلج بإني قاعدة على الرصيف بقلع الشوز، جه قعد جنبي وأتكلم:
_شايف في عينيكِ…
قاطعته بسخرية:
_نظرة حزن!
نفى بصباعه السبابة:
_لأ عِند ودماغ ناشفة.
هزيت راسي بإيجاب، وأنا بقوم:
_دي حقيقة.
_أنا معجب بيكِ وعايز نرتبط.
_اه أنت لاقيت حوار صحاب مش جايب معايا، قولت أما أرتبط بيها!
خلل إيده في شعره وهو بيرد:
_أنا معجب بيكِ بجد.
رديت وأنا بربع أيدي، وببصله بحده:
_بس أنا مليش في الأرتباط.

 

 

_أومال هتتجوزي إزاي!
لفيت الناحية التانية علشان أمشي، وأنا برد بلا مبالاة:
_باللى يدخل البيت من بابه.
_يعني لو جيت أتقدمتلك هتوافقي؟
لفيت دماغي ليه وأنا ببعد:
_ممكن اه….وممكن لأ.
كان جوايا حد بيقولي ليه تقوليله كدا، دا حد مش شبهك لا في الطباع ولا الصفات ولا شكل حياتكم نفسه، واحد حياته مليانه سفر وبنات ودا شيء مرفوض عندك، فليه تخليه يجي وأنتِ عارفة إنك هترفضيه، ولكن قلبي بيقولي ما نديه فرصة، وتدي لنفسك فرصة.
تفكيري وقف عند رؤيته ليه ولأهله في صالة بيتنا، حاسة الدنيا بتجري بيا وخايفة أقع على وشي، أنا رجعت في كلامي ومش عايزة أقعد معاه لوهلة فكرت أسيب كل حاجة وأمشي..ماما ندهت أسمي فرجعتني تاني للواقع وهو أنا، هو، قاعدين في البلكونة.
_أخيرًا هنتكلم سوا من غير ما تسبيني وتمشي.
_لأ مش علشان في بيتنا يبقى مقدرش أعمل كدا، أنا ممكن أسيبك وأقوم أروح أوضتي.
بعد مقدمة طويلة عنه وعني من ناحية الشغل والدراسة، جينا في النقطة اللى هتطفشه:
_صحابك البنات.
_مالهم.
_أنا مش حابه الشخص إللى أرتبط بيه يكون عنده صحاب بنات أصلًا، لكن لو في إطار الشغل ميضرش.
_يعني إيه؟
_يعني اللمة اللى حواليك دي على الفيس وخروجك معاهم في سفريات وفسح بدون سبب، ممنوع بنسبالي.
_ودا اسمه إيه بقى!
_زي ما تسميه.
_شكلك جميل جدًا النهاردة.
_مش عاجبك الكلام، فبتغير الموضوع؟
_بالعكس كل حاجة فيكِ عجباني وبتشديني بطريقة غريبة.
غيرت الموضوع وأنا بشد كمام البلوزه بتوتر:
_أرتبطت قبل كدا؟
قال بمشاكسة وابتسامة:
_كسفك الكلام، فبتغيري الموضوع ها…. أرتبطت تلت مرات.
_أنت عارف إللى بيرتبط كتير بنسميه إيه؟
_بتاع بنات… بس مرتين منهم كانو في المراهقة، وواحدة في الجامعة وبعدين اكتشفت إن إحنا مش مناسبين لبعض.
كويس أنه حكى من نفسه عنهم لأن فضولي كان مش هيخليني أركز في حاجة.
_بتحبي السفر!
_لأ، أنا شخص بيتوتي جدًا.

 

 

_بس البيت روتيني خالص، وأنا مش بحب الروتين.
_بالعكس، أنت ممكن في يوم تاكل في البلكونة ويوم تاني تسهر، يوم تالت تخلص شغلك على النت وأنت قاعد فيها، يوم رابع تلعب شطرنج مثلًا وأنت بتراقب السما والطريق والناس، كل الحاجات دي في مكان واحد، فالتغيير في روتين يومك مش المكان!
_كلام جميل، بس أنا برضو بحب السفر، وإني أجرب حاجات أول مره أعملها، حاجات مجنونة أحيانًا، وجديدة غالبًا.
_ربنا يقلل شغفك دا معايا إن شاء الله وتحب البيت زيي.
غمزلي وهو بيبتسم:
_أو يزود شغفك دا معايا إن شاء الله وتحبي السفر زيي.
إنتهت القعدة وانتهى عقلي من التفكير معاها، هو مختلف عني جدًا كشخصية وتفكير، اه في نقاط بينا مشتركة لكن معدودة، إيه يخليني أوافق عليه! علشان يدخل القلب بضحكته ولا شخصيته المرحه، ولا اختلافه اللى بيشدني.
_فيه واحد بيقول عايز مدير المطعم يا سما.
رفعت عيني من الورق إللى كان فأيدي، وبصيتلها باستفهام.
_ليه؟ الأكل إللى نزلتوه ليه في حاجة غلط!
_أبدًا والله.
قومت من مكاني وإتجهت للى كان مديني ضهره، وظهرت علامة استغراب على وشي لما شوفته.
_أفندم الأكل فيه حاجة غلط حضرتك.
_بصراحة الأكل فوق العظمة، علشان كدا كنت عايز أشكر المدير القمر بنفسي.
بصيت بإحراج للشيف ميسون والجرسون إللى كان واقف، واتكلمت بحرج:
_تقدروا تروحوا تكملو شغلكم يا جماعة.
وجهت نظري بغضب للى قاعد بياكل، ولا كإنه عمل حاجة.
_أنت إيه اللى قولته دا يا يعقوب.
بصلي ببراءة شديدة واتكلم:
_أنا قولت الحقيقة، أنتِ فعلًا قمر.
_أنت جاي ليه؟
_أنتِ شايفة إيه؟
_واللهِ أنا شايفة من كل طبق أتنين فشكلك مستني حد.
_فعلًا.
_طب عن إذنك.
_يعني بعد ما جيتي تمشي! وأنا مستنيكِ من بدري.

 

 

_أنا!
_أيوه، أقعدي.
شديت الكرسي وقعدت وأنا بسأل:
_وياترى إيه سبب العزومة دي؟
_أصل لاقيتك ليكِ أسبوعين بتفكري فموضوع إرتباطنا، فقولت أعزمك ونفكر بصوت مسموع لو تحبي.
_إحنا مختلفين، وبعاد عن بعض فكل حاجة تقريبًا، يمكن مفيش نقطة إتفاق بينا غير الاسكيت.
_وإيه المشكلة فكدا؟ أنا شايف دا شيء جميل لأننا مختلفين فكل واحد فينا هيجرب حاجات جديدة بسبب التاني.
_أعتقد الاختلاف شيء مرهق.
_جربي الأول وبعدين أحكمي وليكِ حرية الإختيار بعدين.
_هتعبك معايا.
_وأنا موافق.
لحظات صمت عدت قطعها هو:
_تقبلي أخدك يوم كامل نسكيت فيه بعد ما أوديكي أسكندرية نقضي يوم هناك.
حطيت إيدي على خدي وأنا برد بسخرية:
_واللهِ!
_إيه! طب بعد قراية الفاتحة!
_والله لو هتقرأ المصحف كله، ماينفعش.
في نص الخطوبة قررنا نكتب الكتاب، أو بمعنى أصح هو اللى أصر على كدا.
سندت علي أيده وأنا بضحك، وابتسامتي تغطي الكون كله، بصيت لعيونه بامتنان:
_يعقوب بجد انبسطت جدًا، أنا أول مرة أجي أسكندريه، أول مرة أدخل سينيما، أول مرة ازور كل الأماكن اللى ودتني ليها، وأول مرة حد يشغل يومي وياخدني من نفسي كدا من غير ما يسيب ليا أي وقت أفكر في حاجة، بجد كان يومي جميل بسببك.
ابتسم_تيجي نقعد؟
_ماشي.
خلصنا الاسكيت وقعدنا على كرسي في الشارع.
_تخيلي اليوم اللى قولتلك تعالى نقضيه في أسكندرية إتحقق بعد سبع شهور.
_وقته المناسب بقى، زي ما دا الوقت المناسب علشان أسألك ليه اختارتني أنا بذات؟
_علشان رفضك ليا شدني، كنت عايز أتعرف عليكِ بأي شكل وأنتِ رافضة، حسيت إنك حد مميز، ولما قربت منك واتخطبنا إحساسي بقى حقيقة.
_وكان أحلى قرار أخدته إني واففت عليك واللهِ.
_ بالله عليكِ أثبتي كدا.
بصيت باستغراب فكمل:
_قصدي ردودك الحلوه دا، أصل قبل ما نكتب الكتاب كنتي دبشة أوي.

 

 

_حبيبي والله.
قرب عليا بابتسامة لطيفة:
_عيون حبيبك وقلبه.
_لأ تلزيق مش عايزه.
_يابنتي مش معقول كدا.
_يعقوب هتستحمل كل عيوبي بعد الجواز؟
_هو فيه تاني!
الاختلاف مش وحش، بالعكس جميل إنك تتحاور مع حد مختلف عنك فالتفكير فتكتسبو خبرات من بعض، جميل إن كل واحد يكون ليه هوايات وحياة مختلفة فتجربوا حاجات جديدة، والأجمل من كل دا يعقوب.
رد وهو بيديني ضهره قبل ما ينام:
_سما واللهِ العربية بتاعتي ما طوليها تاني.
_أستنى بس هفهمك.
_تفهميني إيه؟ أنتِ دمرتي العربية، لما مش بتعرفي تسوقوا بتركبوا عربيات ليه!
ابتسمت لأجل أول ذكرى لأول موقف حصل بينا، فلمسته بحب:
_خلاص حقك عليا.
حسيته هدي فكملت:
_فاكر أول موقف حصل بينا؟ كان على العربية فاكر والمستشفى وبوكية الورد.

 

 

ابتسم وهو بيجاوب_فاكر طبعًا.
_أنا نسيت أسألك على حاجة مهمة.
_إيه هي؟
_بوكيه الورد دا كنت جايبه لمين؟ أكيد لواحده من البنات الملزقين إللى كنت مصاحبهم قبل مانتخطب.
_….
_إيه أنت بتبصلي كدا ليه!
“بعد عِدة طُرق من الألم، وصلتُ إلى دَربي الآمن أنت”

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية يعقوب وسما)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *