رواية جاريتي 3 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة مجدي
رواية جاريتي 3 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة مجدي
رواية جاريتي 3 البارت الخامس والعشرون
رواية جاريتي 3 الجزء الخامس والعشرون
رواية جاريتي 3 الحلقة الخامسة والعشرون
كانت تقف امام النافذه الكبيره داخل غرفتها بالمستشفى التى تطل على حديقه كبيره مبهجه الشكل رغم الظلام الا ان الإضاءة اظهرت جمالها كانت تشعر براحه كبيره رغم انها ارتكبت ذنب كبير و هو القتل
و تعلم جيدا ان عقابها يجب ان يكون كبير الا انها تشعر براحه و متقبله ذلك العقاب بكل راحه و كأنها كانت تسير طريق طويل و اخيرا وصلت لمقصدها او كأنها كانت تحمل جبل كبير و قد تحطم بالكامل
ابتسمت وهى تتذكر صهيب انها تريد ان تقابله تريد ان تشكره انها مدينه له بالكثير يكفى وقوفه بجانبها حتى اخر لحظه
اغمضت عينيها وهى تتذكر نظره عينيه لها حين كانت تغادر مبنى النيابه
توجهت الى السرير و تمددت عليه وهى تتذكر كلمات الطبيب لها
– ياريت تتعاونى معانا علشان مهمتنا تكون سهله
اى تعاون ذلك الذى يطلبه منها انها مستسلمه لما سيحدث و متقبلاه و لا تعترض عليه فهى قد اكتفت من تلك الحياه و لا تريد منها المزيد
••••••••••••••••••••••
كان يجلس على السرير الخاص به بعد انتهاء يومهم الدراسى يقتله القلق يريد ان يعرف نتيجه حديثه مع سفيان امسك هاتفه و ظل يضرب به على يديه وهو يفكر ولكن شوقه و قلقه حسم الامر فأتصل به وهو يتوجه الى النافذه الصغيره المفتوحه حين اجابه سفيان قال آسر مباشره
– حضرتك عملت ايه فى موضوع خديجه ؟
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
– طيب قول سلام عليكم او ازيك يا عمو ايه يا ابنى ده قطر من غير فرامل
ليبتسم آسر بخجل و قال بتردد
– معلش بقا يا عمى انت عارف الحب بهدله خلانى اندله بهدلى صحتى بالله عليك طمنى و فرحنى
ليضحك سفيان من جديد وهو يفكر آن آسر بخفه ظله قادرا على اخراج اى شخص من الضيق الى السعاده و الفرح
– يا خساره الرجاله …. انا كلمت اخوها و البنت طالبه تقعد معاك كمان مهيره عندها بعض التخوفات و عايزه كمان تقعد معاك حماتك بقا
ليبتسم آسر بسعاده كبيره و هو يقول بسعاده و فرح كبير
– حماتى على عينى وراسى اقعد معاها و تحت امرها و الله و حدد مع محمود معاد علشان اما انزل الاجازه اروح اقعد مع ديچه … اقصد انسه خديجه
وقال كلماته الاخيره بهيام وحب ليضحك سفيان من جديد وهو يقول
– الله يرحمك يا رجوله
– يا عمو ما بلاش انت كلنا عارفين حكايتك مع طنط مهيره ان الله حليم ستار بقا
ليضحك سفيان من جديد و هو يقول بلوم مرح
– ولد ايه ان الله حليم ستار دى كنت بقابلها من ورى اهلها و لا كنت خاطفها
– لا كنت بتحبها بجنون وماتستحملش عليها الهوا يا عمو يا عمو ده انت قدوتنا فى الحب
شعر سفيان بسعاده كبيره من كلمات آسر رغم بساطتها الا انها جعلته يشعر بفخر رجولى انه استطاع ان يضع محبوبته فى المكانه التى تستحقها بين الجميع صمت لثوانى ثم قال
– مش هوصيك على خديجه يا آسر
اخذ اسر نفس عميق ثم قال
– عمرى فداها
اغلق الهاتف مع سفيان ليبدء فى الرقص و هو يغنى تلك الاغنيه الشعبيه
– و النبى يا ست انتِ عندك حته بت من عنيها دبت و فوت و النبى جوزيهالى …. تبقى حلالى فى البطاقه تبقا ام عيالى
ليضحك صفى على صديقه الذى يرقص بسعاده وهو يغنى من جديد
– يا ولاد بلادنا يوم الخميس تيرارارا هكتب كتابى و ابقا عريس تيرارارا و الدعوه عامه و هتبقا لمى و هيبقا ليا فى البيت و نيس ياه يا و لاد بلادنا
بعد ان هدء آسر و جلس فى سريره حين قص كل ما حدث لصفى و بارك له صفى على كل ذلك و تمنى له السعاده عاد الى سريره يفكر فيما حدث صباحا بعد استيقاظه كان يستعد للخروج من الغرفه استمع لصوت رنين هاتفه يدل على وصول رساله و حين فتحها شعر بالصدمه
كانت الرساله من فتون مضمونها
(( لو فاكر انك كده بتخلص من ذنبك القديم و هتبدء حياه جديده تعيش فيها سعيد تبقى بتحلم انا انتقامى هيكون نار نار تحرقك و تحرق قلبك ونصيحه خاف عليها ))
شعر حقا بالخوف …. ان ما يحدث منها الان جنون ماذا لو علم اخيه بكل ذلك ماذا سيكون تصرفه و اذا وصل الامر الى نسيم
و اااااه من نسيم الرقيقه التى لم يفارق جمال وجهها مخيلته منذ رآها فقط نظره واحده جعلته يتعلق بها لا يعلم اذا كان هذا التعلق من اجل خلاصه من ذنبه فى حق اخيه و فتون ام تعلق لحاجته للبدء من جديد ام احساسه القوى بكم القبح و الحقد بداخل فتون و الذى رآى امامه نقاء و صفاء داخل عينين نسيم
نسيم اسم على مسمى هادئه طيبه و خجوله ان والدته حقا احسنت الاختيار و لكن الان ماذا عليه ان يفعل كان يود لو تحدث مع آسر فى الامر لكنه لا يود كسر فرحته او ان يتسبب له بضيق خاصه و هو فى انتظار تلك اللحظه من وقت طويل
اغمض عينيه لدقيقه كامله يحاول ان يهدء من نفسه حتى يصل الى الحل السليم فلم يجد امامه سوى امه عليه ان يتصل بها و يطلب منها ان تنتبه لتصرفات فتون و لكن لن يخبرها السبب الحقيقى سيقول لها ان فتون مؤكد ستغار فهى تريد ان تكون سيده البيت و تخشى من نسيم ان تأخذ مكانها
و هذا الامر كافى ان يجعل والدته تضع فتون تحت نظرها طوال الوقت و بذلك يبعدها تماما عن نسيم
اخذ نفس عميق براحه و هو يقرر محادثه والدته بعد اذان الفجر حتى يضمن ان تكون مستيقظه
•••••••••••••••••••••••••
فى غرفه اخرى كان يجلس على سريره يمسك بهاتفه ايضا و لكنه يبتسم وهو يكتب بضع كلمات لجورى يطمئنها عليه فى نفس اللحظه التى وضع راجح حافظه الثلج على جانب كاحله الايمن لينتفض آدم من الالم ليقول له راجح بمرح يحاول الهائه عن الالم القوى بقدمه
– حقك عليا يا سى آدم … سلامه رجلك يا خويا
أبتسم آدم وهو يقول محاولا نسيان ذلك الالم القوى الذى اصاب كاحله فى احدى التمرينات
– ايدك ناعمه اووووى يا بنتى ادعكيلى رجلى كمان
ليضحك راجح بصوت عالى و قال بصوت ناعم قليلا
– يعنى كان لازم تنزل تلعب مع العيال فى الشارع يا سى آدم انت كبرت يا خويا على الكلام ده
ليضربه ادم بقدمه السليمه ليضحك راجح بصوت عالى ثم قال بحزن مصطنع
– كده و كمان بتضربنى وانا اللى قاعد تحت رجليك
– ولا ارحمنى كفايه الوجع اللى فى رجلى متوجعش انت كمان دماغى يا دراما كوين
قاطعه ادم قائلا بمرح ليضحك راجح بصوت عالى ثم قال
– كوين انا … يا هبتك اللى راحت يا راجح يا ابن سليم العلى مكنش يومك
رفع حافظه الثلج ينظر الى كاحل آدم و هو يقول
– يا ابنى انت محتاج تروح للدكتور مش عارف مقولتش للقائد ليه
اعتدل آدم قليلا ثم قال بألم
– كنت فاكر الحكايه بسيطه
ليقف راجح وهو يقول بقلق
– مش هينفع كده انا هروح ابلغ القائد
وخرج من الغرفه دون ان يستمع لرد آدم الذى اراح رأسه للخلف و هو يغمض عينيه بشده بعد اااه الم قويه
بعد عده دقائق كان الطبيب بغرفه آدم يفحص قدمه فوجد الأمر بسيط لا يحتاج للجبس لكنه عمل جبيره و اخبره بالراحه ليومان
اقترب راجح بعد رحيل الطبيب و اعطى آدم الدواء الذى و صفه له الطبيب و هو يقول
– الف سلامه عليك يا صاحبى
اخذ آدم الدواء و تناوله ثم اعتدل نائما وهو يقول
– الله يسلمك يا صاحبى
واغمض عينيه و غرق فى النوم مباشره ظل راجح ينظر اليه قليلا ثم ابتسم و هو يمسك بهاتفه ليتصل بمودته لا يعلم لما يشتاقها كثيرا
حين سمع صوتها قال بلهفه
– و حشتينى و الله العظيم و حشتينى
ابتسمت بخجل وهى تقول
– وانت كمان طمنى عليك
اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق يستمتع بصوتها الحانى ثم قال
– طمنينى عليكى يا قلب راجح
قصت عليه يومها كما اعتادت معه
– بس بقا و انا راجعه البيت قابلت اخوك و بصراحه انا اتكسفت اووووى من اصراره على انه يشيل الحاجات اللى كنت شرياها و وصلهالى لحد البيت
ليبتسم راجح وهو يقول بابتسامه حنونه
– هو كده راجل و سند و حمايه طول عمره مصدر امان و طبيعى يعمل كده معاكى يا موده انت خطيبه اخوه
– حقيقى ربنا يباركلك فيه … خلى بالك من نفسك و طمنى عليك دايما
اغلق الهاتف معها و تمدد على السرير بعد ان نظر إلى آدم و اطمئن عليه و شعر بشىء ما داخله فعاد جالسا من جديد ثم امسك بعض الاوراق الموجوده بجانب السرير و القلم وبدء بكتابه شىء ما
•••••••••••••••••••••
عاد سفيان الى البيت ليجد مهيره تجلس فى بهو القصر و يبدوا عليها الضيق و لكن ما قلقه حقا هو ذلك الجرح فى كف يديها التى تحاول تعقيمه اقترب منها سريعا و هو يمسك يديها واخذ من يديها القطن وبدء فى تعقيم الجرح و هو يقول بلهفه
– ايه اللى حصل ؟
لم تتحدث و بالاساس لا تعلم ماذا تقول له و كيف ستفسر له ما حدث هى حتى تلك اللحظه لا تستطيع تصديق ما حدث
رفع راسه ينظر اليها و هو مقطب الجبين و قال
– الجرح بسيط بس بردوا عايز افهم حصل من ايه ؟!
اخذت مهيره نفس عميق و هى تتذكر ما حدث منذ قليل
كانت تشرف على تجهيز الطعام التى تعده الخادمه لشمس و صعدت به اليها فتحت الباب و دلفت الخادمه و وضعت الطعام على السرير و غادرت الخادمه لتجلس مهيره امام شمس التى تنظر اليها بضيق شديد و غضب ابتسمت مهيره بحنان و هى تربت على قدمها بحنان وهى تقول
– عامله ايه النهارده يا حبيبتى
ظهرت معالم الامتعاض على وجه شمس التى قالت بغضب
– حبيبتك ؟! ده من امتى … انت طول عمرك بتحبى ليل اكتر منى … دايما تتكلمى معاها هى و انا لا دايما وخداها تحت جناحك لكن انا لا
قطبت مهيره حاجبيها باندهاش و هى تقول
– عمرى يا شمس انتِ واختك عندى واحد هى بس كانت محتجانى الفتره الى فاتت دى و لجأت ليا
وقفت شمس لتقول بصوت عالى و عصبيه
– انا محدش بيحبني محدش عايزينى كلكم بتحبوا ليل هى اللى هاديه و طيبه و انا الشريره اللى متستهلش الحب و الاهتمام
وقفت مهيره ومدت يديها تحاول ان تحتضنها لتدفعها شمس بقوه لتتراجع مهيره خطوتان للخلف بصدمه كبيره و بدأت شمس تلقى كل شىء ارضا و على مهيره حتى وصلت ان التقط صحون الطعام و بدات الاطباق فى الانكسار و كوب العصير الذى انكسر اسفل قدمى مهير لتتراجع للخلف خطوه اخر وكادت ان تسقط لتستند على السرير لتجرح يديها قطعه زجاج من الاطباق المتهشمه لم تجد مهيره حل لكل تلك الهستيريا
فأقتربت سريعا من شمس و صفعتها و هى تقول
– انتِ فاكره الجنان ده هيوصلك لحاجه لو فاكره كده تبقى غلطانه …و مالكيش عذر انتِ زيك زى اختك عندنا كلنا و لو على المقارنات فهى كمان كانت بتحس بالنقص لمًا تشوفك اجتماعيه و محبوبه و الكل حوليكى و هى لا لكن عمرها ما فكرت تأذيكى ولو على جواد فهو حبها هى محبكيش انتِ و ده مش ذنبها كمان انتِ المفروض تفرحيلها لكن انتِ اللى حقوده و قلبك اسود
كانت شمس تستمع الى كلماتها و صدرها يعلو و يهبط من اثر العصبيه و صوت تنفسها عالى جدا تحركت مهيره نحو الباب و ندهت بصوت عالى على الخادمه التى حضرت فورا و طلبت منها تنظيف الغرفه و ظلت واقفه معها حتى انتهت و غادرت الخادمه وقفت مهيره عند الباب و نظرت الى شمس وقالت
– راجعى نفسك يا شمس … راجعى نفسك قبل فوات الاوان
واغلقت الباب خلفها لتجلس شمس ارضا تبكى بصوت عالى
كان سفيان يستمع لكلماتها بضيق و هو يفكر عليه ان يجد حل سريع
قبل يد مهيره بحب و قال
– الف سلامه عليكى يا قلبى …. وانتِ على فكره اتصرفتى صح متلوميش نفسك يا حبيبتى
وضعت رأسها فوق كتفه و هى تقول
– انا خايفه اووووى يا سفيان اووووى
ربت على يديها بحنان و هو يخرج هاتفه واتصل بأحد اصدقائه و سأله عن طبيب نفسى جيد يناسب حاله شمس
فمد يديه يمسك تلك (( النوت)) و القلم و سجل عليه
اسم الطبيب (( رحيم رضا النادى ))
اوصل ايمن الحج راضى الى بيته و جلس معه بعض الوقت احضر له طعام و اصر ان يطعمه بنفسه قبل رحيله و لم يتركه الا بعد ان تأكد من نومه عاد الى المستشفى حتى يعيد زين و فرح الى البيت فمنذ امس و هم هناك يكفى ذلك ليذهبوا ليستريحوا قليلا
و حين غادروا توجه الى النافذه الزجاجيه ينظر الى ملك الغائبه عن الوعى تماما يرجوها بقلبه ان تعود اليه فهو بمفرده يشعر بوحده شديده و ضياع و خوف
لقد قرر الطبيب اجراء عمليه زرع الكلى غدا و هو يشعر ان قلبه من شده خوفه سيتوقف
ظل على وقفته تلك لبعض الوقت ثم تحرك خطوتان و جلس على احدى الكراسى المتراصه فى جوانب الرواق
و اخرج هاتفه و اتصل بمهيره التى اجابته سريعا بلهفه و قلق
– ايمن حبيبى طمنى عليك انا طول اليوم بتصل بيك و انت مش بترد عليا انت كويس يا حبيبى
انه يحتاج ذلك الاحساس ان هناك من يحمل معه ذلك الحمل الثقيل و ان هناك من يهتم لامره و يقلق من اجله
– انا تعبان يا مهيره تعبان اووووى و خايف …. مش قادر اسيب ملك اللى بكره داخله اوضه العمليات و لا ارجع و اقعد جمب بناتى و اخدهم فى حضنى اخبيهم من كل الدنيا و من الناس امسح كل اللى حصل و هيحصل و احميهم حتى من نفسهم
كانت تبكى لكلماته هى تشعر بكل ما يمر به ان شمس و ليل قطعه من روحها و هو اخيها حبيبها هو حاضرها التى تمنت و جوده فى ماضيها البعيد
– حبيبى هون على نفسك كل حاجه ان شاء الله هتكون بخير و ملك هتقوم بالف سلامه و اطمن سفيان شاف دكتور كويس وهنكلمه علشان شمس و ليل …. كمان ليل المفروض انها هتصحى خلال ساعتين و هطمنك عليها ان شاء الله
ظل صامت لعده ثوانى ثم اخذ نفس عميق وهو يقول
– ان شاء الله … انا مش عارف من غيركم كنت هعمل ايه لوحدى فى كل ده ….. بس بالله عليكى يا مهيره اول ما ليل تفوق كده طمنينى عليها
اغلق الهاتف و هو يغمض عينيه و يريح رأسه على الحائط خلفه فهو حقا يشعر بالإنهاك و الضعف فما يمر به صعب جدا لا يستطيع احد تحمله و هو يشعر ان طاقته كادت ان تنتهى
••••••••••••••••••••••
اقترب محمد من مكان جلوس اخيه فى حديقه منزلهم الخلفيه جلس ارضا بجانب كرسى اخيه ينظر الى السماء بصمت كصمت اخيه العميق الذى لم يشعر به حتى الان
ضرب قدمه ضربه خفيفه لينظر محمود اليه باندهاش و قال
– انت هنا من امتى ؟
اخذ محمد نفس عميق و هو يتمدد على العشب ثم قال
– الحب بهدله يا محمود يا خويا … مين كان يقول ان سياده الدكتور الجامعى المحترم يقعد كده بليل يبص للسما و يعد النجوم
ابتسم محمود ابتسامه صغيره فأخيه على حق هو لم يتخيل نفسه يوما يشعر بالحب الذى يصل حد العشق و يحرمه النوم و يجلسه تحت السماء الواسعه ينظر اليها بصمت و تفكير
اخذ نفس عميق ثم قال باستفهام
– تفتكر اتصل بعمو سفيان و اطلب منه يروح معانا و انا بخطب ندى و لا احنى كفايه
ظل محمد صامت يفكر قليلا ثم قال
– اعتقد ممكن تقوله اكيد وجود حد كبير يكون معانا قدام باباها علشان يعرف ان لينا عيله كبيره و مش مقطعوعين كفايه خيلانك اللى من زمان محدش فيهم فكر يسأل عن ماما الله يرحمها و لا علينا
هز محمود راسه بنعم ثم قال بعد تفكير
– خلاص بكره هكلمه و اقوله … مقولتليش صحيح هحدت معاد مع عمو زين ولا لسه
اخذ محمد نفس عميق و اخرجه ببطىء ثم قال بضيق
– الحاله الان لا تسمح …. عمو زين قاعد عند عمو سفيان علشان حاله طنط ملك هنستنى شويه كده لحد ما يرجعوا بيتهم انا اصلا حاسس ان فى حاجه غريبه
هز محمود راسه بنعم ثم و قف على قدميه و هو يقول
– ربنا يصلح الحال …… انا خلصت عد النجوم اسيبك انت بقا تعدهم و اروح انام انا … تصبح على خير
ابتسم محمد ابتسامه صغيره و هو يهز راسه بنعم ليغادر محمود لينظر محمد الى السماء من جديد و هو يتنهد بشوق ثم همس
– امتى بقا تبقى ليا ومعايا …. ياااارب
••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى منتصف سريرها تتحدث مع جورى عبر الهاتف بعد ان ابلغها والدها بأن محمود اتصل به و حدد معه موعد يوم الخميس القادم لخطبتها و رغم سعادتها الكبيره بذلك الخبر الا انها تشعر بخوف كبير و توتر
– كنت هطير من الفرحه يا چوچو انا بجد مكنتش مصدقه انه كلم بابا و خطبنى منه و كلامه معايا فى الجامعه كنت حاسه انه حلم جميل اتمنيته و مش قادره اصدق انه اتحقق ده غير بقا انى خايفه اوووى بصراحه
لتضحك جورى بصوت عالى و هى تقول
– واقعه واقعه يعنى … يا بنتى اتقلى يا بنتى كده و متبقيش خفيفه كده
صمتت ندى عده ثوانى ثم قالت بعد تنهيده طويله
– تفتكرى هو كمان بيحبني يا جورى … و لا الموضوع بالنسبه ليه مجرد بنت كويسه شاف فيها انها تنفع تكون مراته
– ايه التفكير ده يا بنتى … بلاش شيطانك يلعب فى دماغك بالافكار دى علشان كده مش صح … يا ستى يوم الخميس قرب جدا و اكيد عمو عماد هيخليكى تقعدى معاه ابقى اسئليه و قتها على كل اللى فى دماغك بس بتقل ها بلاش تبانى مدلوقه يا واقعه
لتضحك ندى بصوت عالى و هى تقول
– معاكي حق … انا نفسى يوم الخميس يجى بقا
لتضحك جورى من جديد و هى تقول بمرح
– يا واقعه … ربنا يفرحك دايما يا نادو
– امين يارب … و اشوفك فى بيت سى ادم قريب يا چوچو قلبى
••••••••••••••••••••••
كانت تمسك بهاتفها تنظر الى تلك الصور التى ارسلها لها عمر منذ قليل تتفحص كل صوره بدقه و تعلق عليها بما تريد
كان ذلك يحدث بعد حديثه معها بعد اتفاقه مع اخوتها على كل شىء و قرأه الفاتحه
انه سيقوم بتغير كل شىء بالشقه حتى تكون جاهزه لفرشها كما تريد هى
ان الشقه الخاصه به كبيره و واسعه هى لم تفكر فى ذلك الامر من قبل لكن ذلك اسعدها بشده انها تحب الاماكن الواسعه تكون مريحه للعصاب من وجه نظرها
ارسلت اليه
– طمنى عليك انت ؟
انتظرت الرد و لكنه لم يصلها رغم انه شاهد الرساله بماذا يفكر لماذا هو صامت لماذا تأخر فى الرد و لكنها لاحظت انه يكتب شىء ما فأنتظرت رغم ان فضولها سيقتلها لمًا كل ذلك الصمت الطويل و كل تلك الفتره فى الكتابه فسؤالها بسيط و اجابته ابسط و لكن حين وصلها رده كانت الدهشه و الصدمه يرتسمان على ملامحها بوضوح
– كويس جدا … اول مره احس انى كويس من فتره طويله اوووى … انا كنت نسيت احساس ان الواحد يكون كويس … انتِ نعمه كبيره من ربنا هفضل اشكره عليها فى كل ركعه و فى كل وقت لولا دخولك فى حياتى انا عمرى ما كنت هرجع احس بأحساس انى كويس
ثم رساله اخرى
– شكرا لوجودك فى حياتى …. شكرا لنورك الى محى ظلمه ايامى … شكرا بجد يا مريم
كانت الدموع تسيل فوق وجنتيها رغم تلك الابتسامه الكبيره و السعاده التى تشعر بها اقتربت منها خديجه تنظر اليها بتعجب وهى تقول باستفهام
– مالك يا مريم انت بتعيطى و لا بتضحكى ؟!
نظرت اليها مريم من بين دموعها و قالت بأبتسامه كبيره فما تشعر به الان لا تستطيع وصفه بالكلمات كيف تشعر بأهميتها فى حياه عمر يكفى كلماته انها نور ظلمته و نجاته من وحدته و ضياعه جعلتها تشعر بأهميتها ….. كيف تصف ذلك الاحساس هى لا تعلم لكنها سعيده سعيده جدا
– حلو اوووى احساس انك مهمه فى حياه انسان و ان وجودك بيفرق معاه و يخلى حياته تختلف احساس عمرى ما حسيته و مستعده ادفع عمرى كله مقابل الاحساس ده
ظلت خديجه صامته تفكر فى كلماتها ان ذلك الاحساس حقا رائع ولكن هل هو كافى ليكون اساس الزواج و اقتراننا طوال حياتنا بذلك الشخص ام هناك اشياء اخرى اهم مثل التفاهم و التوافق الاجتماعى و الثقافى
ربتت على قدم اختها و قالت برفق
– مريم انتِ بتحبى عمر بجد و لا انت بس فرحانه بالاحساس اللى و صفتيه دلوقتى
ابتسمت مريم و هى تفهم كلمات اختها و تفهم خوفها و قلقها عليها و قالت بتفهم
– اكيد بحبه و وجوده مهم فى حياتى … بس الاحساس اللى انا بتكلم فيه ده احساس انا محتاجه احسه حلو اوووى ان وجودك يكون مهم اوووى لحد بأهميه حياته انتِ فهمانى
هزت ديچه راسها بنعم وهى تقول بأبتسامه مع نظره غير مفهومه بالنسبه لمريم
– فاهمه … فاهمه جدا
وربتت من جديد على قدم مريم و هى تقول
– ربنا يسعدك يا قلبى
ثم عادت الى مكتبها و نظرت الى الكتاب الذى امامها و هى تفكر فى كلمات سفيان لها عن آسر و كم هو يحبها و يريدها و انه مستعد لاى شىء من اجل ان تكون له
اخذت نفس عميق و هى تدعوا من داخلها ان تشعر بما تشعر به مريم الان فكم هى بحاجه لان تشعر بأنها بتلك الاهميه لدى آسر
لتنتبه لما تفكر به فمنذ متى اصبح آسر و كيفيه تفكيره بها مهم لديها لتلك الدرجه هزت راسها حتى تخرجه منها و تعود بتركيزها الى دراستها و لكن ظل عقلها يدور فى دوائر حتى تجلس معه و تسمع كلماته و ما سيقوله لها
••••••••••••••••••••••••••
دلفت مهيره الى الغرفه التى تتواجد بها ليل و اقترب بهدوء من السرير لتجدها مستيقظه تنظر الى النافذه المفتوحه على منظر النجوم فى السماء صامته تماما جلست بجانبها و وضعت يدها برفق فوق خصلات شعرها تداعبه برفق لكن ليل وكأنها فى عالم اخر منفصل تماما عن ما يدور حولها لم تشعر بها او بلمساتها اقتربت منها اكثر و قالت بالقرب من أذنها بصوت هادىء
– حبيبتى ليل
لم تجيبها و لم يبدوا عليها انها سمعتها من الاساس شعرت بالقلق وهى لا تستجيب الى ضمتها و قبالتها و كلماتها قطبت مهيره حاجبيها بقلق و هى تجذب ليل لتنظر اليها و لكنها لا تنظر اليها تنظر الى السقف بنظرات ثابته فربتت على وجنتها برفق وهى تقول
– ليل حبيبتى ردى عليا مالك ياقلب عمتك … متخوفينيش عليكى
ولكنها لا تستجيب اليها بأى شكل شعرت بالخوف حقا و القلق لتخرج من الغرفه سريعا وهى تنادى على سفيان بلهفه و قلق ليخرج لها سفيان من الغرفه و هو يقول بتوتر
– مالك يا مهيره فى ايه ؟ ايه اللى حصل ؟
لتشير الي غرفه ليل وهى تبكى و تقول بتوتر و قلق
– ليل يا سفيان ليل مش بترد عليا مش بتتحرك
ليدلف الى الغرفه سريعا و اقترب من ليل برفق و ربت على يديها لتتشنج يديها قليلا ليقول برفق
– ليل حبيبتى ردى عليا حاسه بحاجه فى حاجه تعباكى
لم تتحرك و لم تجيب نظر الى مهيره بقلق و كاد ان يتحرك ليجد ليل تمسك بأصبع يديه القريب من يدها بقوه نظر الي يديها ثم الى وجهها الذى لا يبدوا عليه اى اختلاف فعاد بنظره الى مهيره التى تبكى بصمت فأخذ نفس عميق و ربت على يد ليل و هو يقول
– انا جمبك متخافيش …. مش هسيبك ابدا يا ليل اطمنى
لترخى يديها الممسكه بأصبعه ليسحب يده برفق ثم ربت على خصلات شعرها و غادر الغرفه و هو يقول لمهيره
– انا هتصل بالدكتور رحيم لازم يجى يشوف ليل حالا
جلست مهيره على احدى كراسى غرفه المعيشه الموجوده بين غرف النوم تبكى بخوف و قلق ان ما يحدث مع تلك الفتاتان لا تتحمله حقا تشعر بالخوف ماذا كانت ستفعل دون سفيان حقا كانت ستموت خوفا
عاد سفيان من الغرفه وهو يقول
— الدكتور جاى حالا
هزت راسها بنعم ليلاحظ تلك الدموع فى عينيها و نظرات الخوف الساكنه فى عيونها فأقترب منها و جلس بجانبها يضمها الى صدره و هو يقول
– متقلقيش يا حبيبتى ان شاء الله هتكون بخير
– يارب
ظل يربت على كتفها برفق حتى اقتربت منهم الخادمه و هى تقول
– الدكتور و صل
••••••••••••••••••••••
كانت ورد تجلس بجانب ياسمين فى منتصف سرير الاخيره بعد عودتهم من تلك النزهه الرائعه التى رتبت لها زهره تبتسم وهى تشاهد تلك الصور التى التقطتها اختها لهم اليوم وهم فى تلك النزهه مع والديها و اخيها قالت ياسمين بابتسامه
– بصى جواد واقف مكشر ازاى
لتضحك ورد وهى تقول بهمس و كأن هناك احد معهم بالغرفه يستمع لحديثهم
– بقالوا كتير ماشفش ليل فأكيد مضايق الحب بهدله
صمت ياسمين قليلا و هى تقول بتفكير
– ايوه معاكى حق الله يكون فى عونه بقا
ثم ضحكت ورد بصوت عالى و هى تقول
– بصى ماما و هى مكشره و بابا بيحاول يراضيها
– انا مش قادره اتخيل حب و غيره ماما على بابا رغم حب بابا الكبير و الواضح ليها و بعد سنين جوازهم دى كلها
اعتدلت ورد تنظر الى ياسمين وهى تقول
– تفتكرى يا سيمو لما نكبر ممكن نحب حد اوى كده زى ما ماما بتحب بابا او نلاقى حد يحبنا زى بابا ما بيحب ماما
نظرت اليها ياسمين بتفكير عميق و نظره عميقه تليق على طفله فى العاشره و قالت بهدوء
– معتقدش يا ورد علشان اصلا مفيش زى بابا يا بنتى انت مش شايفه بيتكلم ديما على ماما ازاى
كانت زهره تقف عند الباب منذ بدايه حديث الفتايات و كانت تبتسم بسعاده فحبهم هى و صهيب قد زرع داخل اولادهم حب كبير بينهم و بين بعضهم البعض اغلقت الباب و ذهبت الى غرفتها و اقتربت من صهيب المدد على السرير و جلست بجانبه و هى تقول
– البنات مبسوطين اووووى فسحه النهارده فرحهتم جدا
ليفتح ذراعه فوضعت راسها على كتفه و هو يقول
– الحمد لله كانوا وحشنى اوووى …. بس جواد فى حاجه غريبه مكنش على طبيعته كان ساكت و حزين
هى ايضا لاحظت ذلك و ليس اليوم فقط انه على هذا الوضوع منذ اكثر من اسبوع حاولت اكثر من مره ان تفهم ما به و التحدث معه لكنه يرفض الحديث رغم اهتمامه بدراسته و عدم تقصيره بها الا انها حقا قلقه عليه و لا تعلم ماذا عليها ان تفعل
– اقعد معاه يا صهيب يمكن تعرف مالو انتوا رجاله زى بعض و يمكن يحكيلك اللى فى قلبه
اخذ نفس عميق وهو يفكر فى حال ولده بقلق و قال بهدوء
– هكلمه … لازم اكلمه
••••••••••••••••••••••••••••
كان العسكرى يصعد السلم سريعا وهو يلهث بتوتر و قلق و طرق باب الضابط ثم دخل سريعا و هو يقول من بين انفاسه
– إلحق يا باشا المسجونات اللى تحت مقطعين بعض و مش قادرين عليهم
ليغادر الضابط مكتبه وهو يسب و يلعن فى تلك المسجونات الخارجات عن القانون كم يود لو كان بيده الامر لاغرق ذلك الحجز بالنزين و اشعل عود ثقاب واحد فقط و القاه فيه ليتخلص منهم جميع دفعه واحده
و لكن ما حدث بالاسفل حين و صل الى الحجز كان صادما و غير متوقع
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)