روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الرابع والأربعون

رواية جاريتي 3 الجزء الرابع والأربعون

رواية جاريتي 3 الحلقة الرابعة والأربعون

و صل صفى الى بلدته توجه مباشره الى بيته و حين طرق الباب وجده مفتوح بالأساس فدلف سريعا و هو يشعر بالخوف لأنه لم يجد والدته تجلس فى مكانها المعتاد صعد سريعا الى غرفه اخيه و كلما اقترب اتضح له صوت والدته و فتون و شخص اخر اقترب من الغرفة ليجد و الدته تجلس جوار عتمان و فتون تقف خلفها و بين ديها فتون الصغيرة و الطبيب يعاين عتمان الذى يبدوا عليه التعب بشكل واضح اقترب منهم سريعا و هو يقول
– خير يا دكتور طمني على اخوى
التفت الجميع اليه و لاول مره يرى فى عيون الحجه صفيه دموع والدته القوية التي وقفت جوار عتمان بعد موت والدهم كتف بكتف من تحملت كل المصاعب دون ان تتألم او تضعف الان تبكى مرض ولدها الكبير سندها بهذه الحياه وتد البيت و اساسه
قال الطبيب بعمليه
– الاعراض الواضحة تعب و ارهاق و فقد شهيه لكن ايه سبب ده كله مش عارف
ليقترب صفى من الطبيب و قال بسرعه
– شوف المفروض نعملوا ايه و هنعملوه تحاليل ندخله المستشفى اى حاچه
اعتدل الطبيب واقفا و هو يقول
– انا هكتب على شويه تحاليل و على اساس النتايج نحدد الخطوة الجاية
و غادر مباشره تارك خلفه قلب ام يتلوى الما على ولدها و اخ يبكى قلبه ولاول مره خوفا من فقد اخ بدرجه اب و قلب يقفز من السعاده و هى ترى بعينيها هدفها يتحقق و تقترب منه بخطوات واثقه و ثابته
اقترب صفى من سرير اخيه و جلس بجانبه و انحنى يقبل يديه بحب و احترام و هو يدعوا الله ان ينجيه خرجت فتون من الغرفه بعد ان اقتربت من عتمان و ربتت على كتفه ثم قالت
– هروح اعمل الغدا
و وضعت فتون الصغيرة بين يديى حماتها و غادرت و هى تقول
– خليها چنب ابوها يمكن علشانها يجوم بالسلامة
كان صفى يتابع كل حركاتها نظراتها و الشك بداخله يزيد بل و يتأكد
ظل صامت يفكر كيف يخرجهم من البيت حتى يقوم بما يريد فلم يجد سوا حل وحيد و لو انه يخاطر قليلا
•••••••••••••••••••
استيقظ من نومه و على وجهه ابتسامه سعادة اختفت حين لم يجدها بجواره اعتدل جالسا يبحث عنها فى الغرفة ليبتسم من جديد و هو يراها ترتدى اسدالها و تصلى ظل يتابعها بعينيه بابتسامة راضيه … انها حقا ندى صباح جميل يجعل حياته نضره و رائعة
لا يصدق انها اصبحت زوجته كل يوم يضمها الى صدره يسقيها من نهر عشقه العذب ينقش فوق جسدها وروحها كل يوم اساطير عشقه لها يدخلها عالمه و يضع بين يديها مفاتيحه و هى رغم خجلها و براءتها الا انها تتعلم و تظهر حبها له و عشقها الكبير خاصه بالغيرة التى تجعل قلبه يقفز كالأطفال من السعادة
انتبه انها قد انتهت من صلاتها فقال بصوت هادىء
– تقبل الله يا نادو
نظرت اليه بابتسامة خجولة وقالت
– منى و منك … صباح الخير
مد يده لها لتضع ما بيدها على الكرسى القريب منها و توجهت اليه … و وضعت يدها فى يديه ليقبلها بحب
و هو يقول
– صباح الورد على عيونك …. يارب نصليها انا و انتِ قدام الكعبة و فى المسجد النبوي
– امين يارب
اعتدل جالسا و هو يقول
– اجهزى بقا على ما اخد دش سريع علشان ننزل نفطر عايز اليوم كله نقضيه على البحر الصراحة نفسى اشوفه و اكيد انتِ كمان نفك
ابتسمت بسعادة و هزت راسها بنعم و تحركت سريعا لتنفذ ما قاله من فورها
ليغادر السرير و دلف الى الحمام و بعد عده دقائق خرج يلف حول خصره منشفه طويله
لتخفض نظرها ارضا ليبتسم بمشاغبة و هو يقول
– نسيت اخد هدومى معايا
و اقترب منها و اكمل فى مشاغبته
– و بعدين يعنى هو انا خارج كده قدام حد غريب ده قدام مراتى القمر و العسل و اللي هتقوم تغير اللي هيا لبساه ده علشان هى مش خارجه مع سوسن
نظرت اليه باندهاش بعد ان كان يبتسم و يغمز لها بمشاغبة قطب جبينه و علا صوته قليلا لتقف من فورها تنظر الى ما ترتديه فستان ابيض طويل مزين بزهور حمراء تطير فوقها بعض الفراشات بأكمام طويله مبطن و حجابها لا يظهر منها شىء اين و ايضا ليست شفافه إذا اين المشكله نظرت اليه و قالت باستفهام مندهش
– مالوا الفستان يا محمود ما هو كويس و محتشم
ليقترب منها و عينيه تلتهم تفصيلها بحب و عشق كبير قال
– الفستان تحفه عليكى و يجنن و مخلى شكلك زى القمر و مجننى و انا بغير الصراحه
لتبتسم بسعاده و هى تقترب منه بأبتسامه واسعه و قالت بحب
– بتغير يعنى بتحب و طالما بتحبنى فأنا من ايدك دى لايدك دى اغيره حالا
ثم وقفت على اطراف اصابعها و قبلت وجنته وتحركت خطوه واحده لتبدل ملابسها ليمسك يدها يعيدها امامه و انحنى يقبل شفتيها بشوق كبير و كأنه كان غائب عنها منذ سنوات … و انتهى بهم الامر ككل يوم منذ وصلهم لتلك المدينه الساحليه لم يغادروا الغرفه الا قليلا مكتفين بنفسهم و حبهم عن العالم بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••
كانت تسير بجانبه على شاطىء البحر يده تحتضن يديها بحب كبير يتحدثان بأبتسامه كبيره
فكم سعادتهم لا توصف فكل منهم يثبت للاخر صحه اختياره حب أواب الكبير و اهتمامه و حرصه الشديد على اسعاد فجر بكل الصور و اثبات انه قادر ان يكون الزوج الذى تستحقه
و كانت هى بكل طاقتها تؤكد له انها سعيده بجواره و انه اكبر هديه فى قدرها كله بعد ان رزقها اب كسفيان و ام كمهيره و اخ كآدم و عائله كعائلتها
نظرت اليه بأبتسامه واسعه و قالت بمشاغبه
– تقدر تلحقنى
ليقطب جبينه بعدم فهم و اندهاش و لكنه استوعب ما تقصده حين ركضت سريعا كان يتابعها بعينه و يتابع اثر قدميها على الرمال بأبتسامه واسعه ثم ركض هو الاخر خلفها و ضحكاتهم تعلو بسعاده و حب و كان يحاول الوصول اليها لكنها قد سبقته بمسافه كبيره و لكن فجأه سقطت فجر ارضا و هى تصرخ بألم ليركض اليها سريع و جثى امامها يسألها بأهتمام
– مالك يا فجر ايه اللى حصل
– رجلى رجلى وجعانى اوووى
قالتها بألم لينظر الى قدمها و مد يديه ليمسكها برفق لتصرخ بألم ليشعر بالخوف عليها فوقف يحملها بين يديه و عاد سريعا الى الفندق و عند الاستقبال طلب لها الطبيب و صعد بها الى الغرفه و كانت هى رغم الم قدمها الا انها كانت تحمل همه فى حملها و انها ثقيله عليه حين وضعها على السرير نظرت اليه بأسف و قالت
– انا اسفه يا أواب تعبتك
ليقطب جبينه و هو يقول من بين انفاسه اللاهثه
– اسفه على ايه بس يا فجر المهم اطمن عليكى يا حبيبتى …. لسه وجعاكى
قال الاخيره و هو ينظر الى قدمها بقلق لتهز راسها بنعم حين سمعت صوت طرقات على الباب ليركض اليه يفتحه سريعا
دلف الطبيب و أواب يقول من خلفه
– لو سمحت طمنى على رجليها مالها
نظر الطبيب الى أواب و فجر بأندهاش و لكنه قال بهدوء
– حاضر متقلقش كده ان شاء الله حاجه بسيطه
بدء الطبيب فى فحص قدميها وبعد عده ثوان اعتدل واقفا و هو يقول
– بسيطه ان شاء الله التواء بسيط هنلفها برباط ضاغط و هديها مسكن و يومين راحه و هتبقا كويسه ان شاء الله
هزت فجر راسها بنعم و اقترب أواب و هو يقول
– لو محتاجه نروح للمستشفى نعمل اشعه و نطمن
نظر اليه الطبيب و قال بعمليه
– لو بعد يومين فضل فى وجع جامد و مقدرتش تدوس عليها هنعمل كده فعلا
و غادر سريعا ليقترب أواب منها و جلس بجانبها و هو يقول
– الف سلامه عليكى يا حبيبتى انشاء الله تكون حاجه بسيطه
ثم وقف سريعا و دخل الى الحمام و احضر منشفه كبيره و بللها بالماء و عاد اليها و جلس بجانب قدمها يمسح عنها رمال الشاطىء و هى تشعر بالحرج الشديد منه و حاولت منعه و سحب قدميها لكنه نظر اليها بحب و قال
– اهدى يا قلبى و بعدين احنى واحد يا فجر و لازم نقف جمب بعض فى كل المواقف و انتِ دلوقتى تعبانه و ده واجبى نحيتك
لتبتسم بحب و مدت يدها لها ليقترب منها و وضع يديه فوق يدها لتقبلها بحب و هى تقول
– ربنا يخليك ليا يا حبيبى و ميحرمنيش منك ابدا
ليقلدها و يطبع هو الاخر قبله على يديها بحب و هو يقول
– و يخليكى ليا يا قلب أواب و عمره كله
لتبتسم بسعاده ليقف سريعا و ساعدها على التمدد و هو يقول
– نامى يا حبيبتى و ارتاحى و انا جمبك
لتهز راسها بنعم و اغمضت عينيها فالمسكن بدء فى جعلها تشعر ببعض الراحه و ظل هو جالسا بجانبها يربت على راسها بحنان حتى تأكد من انها قد غفت فغادر من جوارها و دلف ليأخذ حمام سريع و عاد يجلس جوارها من جديد

••••••••••••••••••••••••••
كانت منشغله ببعض الاوراق منفصله تماما عما حولها فتلك الاوراق غايه فى الاهميه للمشروع القادم
و كان جميع زملائها كذلك كل منهم مشغول بشىء ما شديد الاهميه فتلك الايام العمل فى الشركه على قدم و ساق من اجل المشروعات الجديده …. لم يشعر احد به و هو يدلف الى المكتب و يجلس امامها و على وجهه ابتسامه سعاده ان حبيبته ليست استغلاليه و لا تعتمد على زواجهم انها تقوم بعملها بأهتمام حقيقى و حب لعملها القى نظره على باقى زملائها الذين لم ينتبهوا لدخوله بعد و قال
– لو المشروع الجديد نجح قسم المحاسبه هتكون له مكافئه كبيره جدا
ليرفع الجميع وجه عما يفعلوه باندهاش لجلوسه امامهم دون ان يشعروا به
نظر الى بلسم و غمز لها بمشاغبه ثم قال
– كل واحد شايف شغله كويس و لا فى مشاكل
ليقول رئيس القسم
– متقلقش يا صهيب بيه كل حاجه هتكون زى ما حضرتك عايزها و احسن
لم يعلق صهيب على كلمات رئيس القسم و نظر الى بلسم و قال و هو يرفع حاجبه الايسر و قال
– حقيقى الكلام ده يا انسه بلسم
هزت راسها بنعم و قالت بهدوء
– حقيقى جدا يا فندم ان شاء الله كل حاجه تكون عند حسن ظن حضرتك يا باشمهندس
ظل ينظر اليها و هو صامت لعده ثوان ثم وقف على قدميه و هو يقول
– تمام … بالتوفيق للجميع
و غادر سريعا ليعود كل منهم الى عمله و لكن بعد دقائق حضرت السكرتيره و طلبت من بلسم الذهاب اليه لتذهب اليه من فورها طرقت الباب بهدوء كعادتها و دلفت لتقف امامه كعادتها ليغادر كرسيه و وقف امامها ينظر اليها بعيون غاضبه و قال
– يا فندم و حضرتك يا باشمهندس … كان ناقص تقوليلى يا بيه بالمره
لترفع حاجبيها باندهاش و قالت باستفهام
– طبيعى مش حضرتك مدير الشركه و كنت بتكلمنى على اساس انى موظفه يبقا لازم احافظ على الالقاب و المسافه كمان يا حبيبى
رفع حاجبيه بأعجاب و مع ابتسامه جانبيه جذابه و يديه تحاوط خصرها و عينيه تنظر الى عمق عينيها بحب كبير و هو يقول
– طبعا معاكى حق … بس انا مش بحب اسمع منك الالقاب دى ليا .. انتِ مراتى حبيبتى … و بعدين انا ليه كل يوم بحبك اكتر من اليوم اللى قبله … يا ترى تعرفى ايه السبب؟ … طيب انا ليه كل يوم بتعلق بيكى و بعنيكى ؟ طيب تعرفى انى كل يوم بتأكد اكتر انك اول حب فى حياتى و اخر حب
كانت تنظر اليه بحب كبير ظاهر فى عيونها و جعلها لا تستطيع ان تجيبه بأى شىء ليمسك يديها و قربها من شفتيه و قبلها بحب شديد و هو يقول
– ايه رايك نتغدا النهارده سوا … بصراحه فى موضوع مهم عايز اتكلم معاكى فيه
هزت راسها بنعم و من داخلها شعور غريب ثم قالت
– ماشى اروح انا اخلص شغلى بقا علشان مديرى صعب اوووى شرير فى نفسه كده
ليضحك بصوت عالى لتغادر سريعا قبل ان تقبله فصوت ضحكاته مع هيئته الرجوليه المميزه تجعلها اسيره هواه و كان هو ايضا يشعر من داخله بحب كبير لها يجعله يريد ان يكون جوارها دائما ان يتحدث معها دائما ان يقص عليها كل شىء بداخله كل شىء يحدث معه اخذ نفس عميق و نظر الى الباب الذى خرجت منه منذ قليل و همس
– بحبك يا بلسم … يا بلسم كل جروحى
•••••••••••••••••••••••
كانت تقف فى وسط مرج كبير غايه فى الجمال و السحر نظرت اليه بأبتسامه واسعه و هى تقول بعدم تصديق
– ايه المكان ده يا عمر … يجنن
اقترب منها يلف يديه حول كتفيها و هو يقول بأبتسامه رقيقه
– المكان ده شفته فى اول رحله ليا علشان الشغل كانت لهنا و المكان ده رسمت فيه اجمل لوحاتى اول ما بدأ النور يرجع لحياتى بسبك عاهدت نفسى انى اجيبك هنا علشان ارسملك لوحه
كانت تنظر اليه بعيون يملئها الحب و قلب يرفرف كالفراشات من السعاده و روحها تهفوا اليه فكم تشعر جواره بسعاده كبيره و فخر اكبر مع كل مره تراه ينظر الى الحياه بسعاده و فرح و انفتاح يرى بها كل ما هو جميل و مميز … رفعت يديها و وضعتها فوق وجنته و هى تقول
– ده ايه الشرف العظيم ده الفنان الممبدع عمر شخصيا عايز يرسمني ده يوم سعدى ده و لا ايه
ظل ينظر اليها بصمت لدقيقه كامله ثم قال باستفهام
– هو انتِ ازاى شيفانى حاجه كبيره كده
– لانك كبير يا عمر … كبير اوووى … مش عارفه ليه انت مش شايف حقيقه نفسك و مش مقدر نفسك صح .
اجابته سريعا و بصدق حقيقى استشعره فى كل كلمه …. اخفض نظره ارضا و تحرك خطوتان ليقف امامها و هو يقول
– مرايتي كانت مكسوره … و الظلمه كانت عاميه عينى لحد ما نورك خلى الدنيا شكلها اختلف حواليا و حبك صلح مرايتي و ضخ فى جسمى الحب و الحياه و الامل و خلانى اشوف الدنيا بشكل جديد و حلو اوووى
اتسعت ابتسامتها خاصه مع نظره عينيه العاشقه المصاحبه لكلماته التى تسعد قلبها و روحها و تجعلها دائما تشعر بقيمتها الكبيره فى حياته و اهميتها
انتبهت من افكارها على يديه التى تحاوط يدها يسير بها برفق حتى و قف بجوار شجره قصيره مميزه الشكل و خلفها تدرج فى احجام مجموعه اشجار ثم طلب منها الجلوس ارضا بالوضعيه التى تريحها لتبتسم و هى تجلس امام الشجره تضم قدميها الى صدرها بأحدى ذراعيها بطريقه ناعمه واليد الاخرى وضعتها اسفل راسها تنظر الى الامام بسعاده و ابتسامه حب ظل يتأملها لثوانى ثم تحرك سريعا ليخرج ادواته و بدء فى الرسم بين تبادل نظرات الحب و العشق و الغرام
•••••••••••••••••••••••
– يعنى يا ولدى نسيب اخوك العيان و نروح نزور نسيم
قالتها الحجه صفيه بغضب شديد و نفاذ صبر من اصرار صفى على ذهابهم لزياره نسيم بحجه انها تشعر بأنها منبوذه منهم و لا يهتمون بها و وعدها ان يظل بجوار عتمان و لا يفارقه ابدا
حين تأكد من مغادرتهم دلف صفى الى البيت و سريعا بدء فيما كان يريد فعله ثم توجه الى غرفه اخيه و جلس بجانبه بعد ان قبل يديه و قال
– جوم يا عتمان جوم اجف على رچليك جوم يا اخوى و بوى و صاحبى انا مش حمل انى اخسرك يا اخرى
نظر عتمان اليه بأرهاق شديد و كأنه يستنجد به ليشعر صفى بألم قوى فى قلبه و هو يشعر بالعجز هو لا يفهم ما به و لا يعلم ماذا عليه ان يفعل له كل ما بيده الان ان يدعوا الله ان ينجيه مما هو فيه
فى تلك اللحظه عادت والدته و فتون بعد ان ظلوا بالخارج لمده ساعه ليغادر الغرفه و وقف امام و الدنه و قبل يديها بأحترام و اعتذر منها و لكنه برر موقفه بأنهم قد اوضحوا لها الوضع و شعرت بأهتمامهم بها فلن يشغلوا بالهم بها و يتفرغوا لمرض عتمان
لتهز الحجه صفيه راسها بنعم و هى تنظر الى ولدها بنظره ان هناك شىء لا تفهمه و لكنها ستظل صامته
ليخفض راسه هاربا من عينيها ثم قال
– بكره هنروح نعمل التحاليل لعتمان علشان نطمنوا و نشوف هتتصرف ازاى و بسرعه
لتهز راسها مره اخرى و دلفت الى غرفتها و هى تقول
– ربنا كريم يطمنا و يريح جلوبنا
امن خلفها برجاء اغلقت الباب خلفها و ظل هو واقف مكانه لتقترب فتون منه و هى تقول بدلال
– شفت اللى حاصل لاخوك يا عمى
قطب جبينه بضيق و نظر اليها من اعلى لاسفل و قال
– شفت … و ان شاء الله هيبجا كويس
لوت فمها و قالت
– ان شاء الله يا عمى
و غادرت من امامه و دلفت الى غرفه عتمان و اغلقت الباب خلفها ظل ينظر الى الباب المغلق و هو من داخله يتأكد انها السبب فى ما وصل اليه اخيه
و لكن ليس بيده دليل على ذلك اخذ نفس عميق و هو يدعوا الله ان يشفى اخيه و يطمئنهم عليه اولا و كل شىء له وقته و حسابه

••••••••••••••••
كان يجلس معها على احدى الطاولات فى ذلك المطعم المميز ينظر اليها بأبتسامه عاشقه و بعد ان طلبا ما يريدون من الطعام و رحل النادل نظرت اليه بأهتمام كبير و تركيز و قالت
– انا سامعه
اخفض راسه لثوانى ثم اخذ نفس عميق وقال
– فى موضوع عايز احكيهولك علشان عايزك تشاركيني فى كل حاجه كمان مش عايز اى حاجه فى الدنيا تكون سبب فى يوم من الايام انه يحصل بنا اى خلاف
قطبت جبينها بحيره وقالت بقلق
– انت كده بتخوفهم على فكره
– لا متخافيش انا هحكيلك كل حاجه
و بدء فى سرد كل شىء من اول مره وقعت عينيه على نور الى ان قابلها و اكتشف حقيقه الامر و تأكد من مشاعره تجاهها
كانت تستمع اليه بتركيز كبير و قلبها يشتعل بداخله الغيره نار حارقه و قويه و هو يصف كم كان يشعر بحبها و برغبته القويه فى انقاذها و ايضا احساسه انها يحبها و كم هدأت تلك النار و الغيره و اختفت حين فهمت كل ما حدث معها و حقيقه احساسه و اصبح ما بداخلها فقط احساس بالشفقه عليها انتبهت من افكارها على كلماته
– اخر مره زرتها كان قبل خطوبتنا و قتها اتأكدت انى محبتش حد و لا هحب حد قدك و ان كل اللى كان جوايه نخوه راجل حقيقى ميقبلش اى حاجه من اللى حصل لها بس
– بس ايه
قالتها سريعا .. ليرفع ذراعيه و اراحهما على الطاوله و قال بصدق
– انا مش هقدر ابطل اسأل عنها … و لا هقدر يكون فى ايدى حاجه اعملها ليها و معملهاش عايزك تكونى فاهمه ده و تكونى مصدقه ان بس بعمل ده لانها بجد صعبانه عليا
ظلت صامته تنظر اليه و هو تركها كما تريد تأخذ كل وقتها فى التفكير و استيعاب الامر حتى قالت
– انت انسان جميل اوووى يا صهيب حقيقى … رغم انى حسيت بالغيره فى اول كلامك لكن حقيقى قليل اوووى لما نقابل ناس فى حياتنا عندهم ضمير و احساس بالمسؤليه تجاه الاخرين زيك كده
ابتسم بسعاده لكلماتها التى اسعدت قلبه بشده و اراحته و ايضا جعلته يشعر بالفخر حقيقى من اختياره لتلك الفتاه صاحبه القلب الكبير و العقل الحكيم مد يديه امامها لتضع يدها فى احضان يديه ليرفعا الى شفتيه يقبلها بحب كبير و امتنان ايضا لتقول من جديد
– كنت عايزه اطلب منك لو ينفع انا كمان ازورها معاك من فضلك خلينى ازورها
ليبتسم وهو يهز راسه بنعم ثم انحنى يقبل يديها من جديد حين حضر النادل بالطعام بدأوا فى تناول الطعام بين مناقشات و حكايات مختلفه و ضحكات كثيره بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••••
فتح عينيه بتثاقل يحاول استيعاب اين هو وما الوقت و ماذا حدث .. نظر حوله ليجد جورى غافيه بجواره فى وضع غير مريح اعتدل حتى يوقظها ليشعر بالاندهاش و هو يرى والدته غافيه على الاريكه الكبيره و والده يقف امام النافذه الكبيره فهمس يناديه ليلتفت سفيان سريعا ينظر اليه مع ابتسامه راحه واقترب منه بعد ان وضع كوب القهوه من يديه و جلس يجاوره ينظر اليه براحه يشوبها بعض القلق و قال
– انت كويس يا ابنى ؟ حاسس بحاجه ؟
ليهز آدم راسه بلا ثم قال
– هو ايه اللى حصل ؟
قص سفيان كل ما حدث ليغمض ادم عينيه بقوه و كأنه يتمنى ان يكون كل ذلك حلم كابوس مزعج ينتهى سريعا و يستيقظ ليعود من جديد لواقع وجود راجح ليجد هاتفه يعلوا رنينه و اسمه ينير الشاشه و حين يجيبه يقابله بمزاحه المعتاد و مرحه الذى يجعل كل شىء من حوله يبدوا سعيدا و جميل و كان سفيان ينظر اليه بقلب اب خائف و قلق بقلب اب يتألم لحال ولده بقلب اب يخشى رد فعل ولده الذى يحفظه عن ظهر قلب
فتح عينيه ينظر الى والده و قال
– انا محتاج ازور بلال و موده … انا عايز ارجع شغلى .
خوف … ما يشعر به سفيان الان خوف يصل حد الرعب خوف لم يشعر به من قبل و لم يتصوره سوا مره واحده يوم الحادث المشئوم خوف على حياه ولده التى وضعها فوق كفه من يوم دخوله كليه الشرطه و لكن ليس بيده شىء يفعله سوا الدعاء ان يحفظه الله من كل شر
هز راسه بنعم و هو يقول
– حاضر يا آدم شد حيلك بس انت و ارتاح النهارده و نعمل كل اللى انت عايزه بكره ماشى
هز آدم راسه بنعم فهو يشعر بأجهاد كبير فى كل جسده وكأنه كان يسير مشوار طويل دون جدوى او هدف … ثم رفع عينيه ينظر الى مكان والدته و قال
– نومتها كده غلط خدها على اوضتكم خليها ترتاح و انت كمان يا بابا لازم ترتاح انت اكيد مانمتش مش كده
ربت سفيان على يد و لده من جديد و هو يقول
– دلوقتى اقدر اروح انام خلى
ثم وقف على قدميه وهو يشير براسه بأتجاه جورى
– خلى مراتك تنام عدل … كانت هتموت من الخوف عليك .
هز آدم راسه بنعم ليقف سفيان و اقترب من مهيره يحملها برفق و غادر الغرفه لتفتح عيونها وهى تسأل
– هيبقا كويس ؟!
نظر اليها سفيان بأندهاش لتقول بأقرار
– صحيت اول ما نده عليك بس سبتك تكلمه لوحدك علشان دموعى متغلبنيش و اضايقه
ليضمها اكثر الى صدره بحنان و عطف و هو يهمس بجانب اذنها
– هيبقا كويس ابنك قوى .. و هيعدي الازمه دى بسلام …. انتِ بس ادعيلوا
اغمض عينيها و هى تريح راسها فوق كتفه من جديد و همست
– ربنا يصبره و يحميه من كل شر و يرحم راجح و كل الشهداء و يصير اهلهم و كل حبايبهم و ينتقم من الظلمه اللى ميعرفوش ربنا
اخذ سفيان نفس عميق و هو يؤمن خلفها ولكن من داخله يزداد احساسه بالخوف فهؤلاء الناس كالأسد المفترس المسعور الذى يقتل من اجل غريزه الصيد فقط و ليس للطعام و ذلك اشرس انواع القتل لانه بلا ضمير او شرف بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••
بعد ان غادر والده الغرفه اعتدل قليلا و حاول ان يجعلها تتمدد بشكل مريح اكثر الا انها فتحت عيونها سريعا و جسدها ينتفض بخوف ليربت على ظهرها و هو يهمس بجانب اذنها
– متخافيش يا استاذ جورى متخافيش
لتضمه سريعا و بقوه مما جعله يشعر بالاندهاش خاصه مع ارتفاع صوت بكائها ليأخذ نفس عميق و هو يحاول استيعاب حالتها مع كلمات والده عنها
ظل يربت على ظهرها برفق حتى بدأت شهقاتها فى الهدوء ليهمس بجانب اذنها
– اسف يا جورى … اسف
رفعت راسها و وجهها الغارق بالدموع تنظر اليه و قالت باستفهام
– اسف على ايه ؟ على خوفى عليك و قلبى اللى كان هيقف ؟ و لا على على الرعب اللى هعيش فيه من اللحظه دى … اسف على ايه يا آدم ؟
اخفض راسه قليلا ثم اخذ نفس عميق و هو يقول
– اسف على كل ده … اسف انى صاحب الشهيد راجح الوحيد و اللى هفضل حزين عليه عمرى كله …. اسف على ساعدتك اللى انكسرت و مش عارف هقدر اعوضك عنها و لا لا … اسف على الخوف اللى عشتيه النهارده و على الخوف اللى هتعيشى فيه بعدين
صمت ثوانى ثم رفع عينيه ينظر اليها بنظره لم تستطع تفسيرها و قال
– بس مفيش فى ايدى حاجه اعملها علشان ابطل اقولك اسف … القرار قرارك يا جورى … خدى وقتك فى التفكير يا تقبلى تكونى قد مسؤليه زوجة ظابط شرطه روحه على كفه و ممكن يخرج فى اى وقت و ميرجعش و قرر ياخد تار صاحبه … نرجع تانى زى ما كونا انتِ بنت عمتى و انا ابن خالك
ثم غادر السرير ليدلف الى الحمام و تركها خلفه الصدمه ترتسم على ملامحها مع عدم التصديق …. لماذا اصبح هكذا هى فقط ارادت منه ان يضمها الى صدره ان يربت على ظهرها و يخبرها حتى لو كذبا انه بجانبها الى الابد انه يحبها … الان ماذا … ماذا عليها ان تفعل هل تثور لكرامتها و تذهب من هذا البيت الان … او تنتظر و تحاول استيعاب حالته غير المتزنه و تمرر الامر و تتحدث مع خالها اولا فهو اكثر من يستطيع فهم ما حدث و فتح تلك الابواب الذ أغلقها آدم فى وجهها
ظلت على جلستها حتى خرج من الحمام و عاد يتمدد جوارها بلا كلمه واحده او حتى نظره عابره …. و كأنه جسد بلا روح أله تتحرك و تنفذ الاوامر و فقط اغمض عينيه وظلت هى على جلستها تنظر اليه بحيره و خوف و كان هو يشعر بها و بكل ما بداخلها لكنه ليس بيده شىء الان سوا ما قاله و عليها ان تختار
••••••••••••••••••••••••••
وصل امام المستشفى و قد اتخذ قراره هو لن يترك تلك الفرصه تضيع من يده كلمات نور له المره الماضيه جعلته يفتح عقله عن كل ما كان غائب عنه و لم يكن يراه
لقد كلف طارق ان يحضر له كل المعلومات الممكنه و غير الممكنه عن زوج اخت صديقه ذلك (( البلطجى )) و عنها هى ايضا و كيف تعيش و بطريقه ما استطاع التواصل معها و ايضا قد بدء فى مسك اول الخيط الذى سيجعله يضع ذلك القذر فى السجن لمده طويله
و يتمنى ان ينتهى من ذلك سريعا فحال اخت صديقه ليس جيدًا بالمره
وقف فى استعلامات المستشفى يسأل عنها فأخبرته الموظفه ان يتنظر قليلا حتى تحضر
و بالفعل توجه الى تلك الكراسى المنتشره فى المكان و جلس على احدهم و هو يضع قدم فوق الاخرى ببعض التوتر ازداد حين اقتربت هى من الاستعلامات و اشارت لها الموظفه عليه
سارت فى اتجاهه و كان هو يشعر ان كل خطوه تخطوها فى اتجاهه تكسر قيد من تلك القيود التى وضعها بيديه حول نفسه نظره عينيها ابتسامتها الرقيقه كان يشعر ان قلبه لم يعد يريد البقاء داخل جسده بل يود ان يخرج من صدره و يذهب اليها يختبىء داخل كفيها
وقفت امامه مباشره و قالت بهدوء
– ايوه يا فندم خير ؟ حضرتك طلبت تشوفنى ؟
ظل ينظر اليها بصمت لعده ثوان ثم مد يديه و هو يقول
– أدهم الالفى وكيل نيابه … و بصراحه انا واحد دغرى ومليش فى الف و الدوران انا شفتك مره كنت بزور مريضه هنا و الحقيقه من وقتها مش عارف ابطل تفكير فيكى علشان كده جيت النهارده عايز رقم والدك
كانت تستمع اليه باندهاش و صدمه و عدم فهم لكن من داخلها ترتسم ابتسامه واسعه كم هو صريح و واضح و لا يستطيع الكذب و تجميل الحديث
و كان هو يلوم نفسه من داخله ما هذا الذى قاله هل هذا ما اوصى به نفسه ان يكون هادىء و رومانسى تحدث من جديد قائلا
– انا اسف بس الحقيقه انا صريح و مش بعرف الف وادور و بقول الكلام بشكل مباشر
هزت راسها بتفهم و لم تتحدث ليخيم الصمت عليهم لعده ثوان حتى قال هو باستفهام
– هتدينى رقم والدك ؟
ظلت تنظر اليه بصمت ثم قالت
– طيب انت مفكرتش مثلا انى اكون مخطوبه او متجوزه
– لا ما انا سألت عليكى و عرفت انك مش مرتبطه بأى شكل
اجابها سريعا لتبتسم و هو تقول
– طيب و اللى سألتهم عليا مكنش معاهم رقم بابا
شعر بالاحراج فصراحته تجعله دائما فى مواقف محرجه … هز راسه بنعم و هو يقول
– معاهم رقم والدك لكن لو انتِ اللى اديتهولى هعتبر دى موافقه مبدئيه منك و اكلمه بقلب جامد
اعجبها حديثه و هيئته و تلك الخصلات البيضاء التى تغزوا شعره فمدت يدها له لينظر اليها باندهاش فقالت
– تليفونك علشان اكتب لك رقم بابا
ظهر على وجهه الاستيعاب و الحرج ايضا خاصه فى احمرار اذنيه و اخرج هاتفه من جيب بنطاله و مد يده به لتقول
– طيب افتحه
– مفتوح
قالها بهدوء لتبتسم و هى تستوعب انه شخص واضح صريح ليس لديه ما يخفيه و كل تلك الصفات تجعلها تشعر برغبه قويه فى ان تقول له انها موافقه على الارتباط به قبل حتى ان يتحدث الى والدها لكنها ظلت صامته لم تقول شىء و حين انتهت من كتابه الرقم اعادت اليه الهاتف ليقول هو بأبتسامه جانبيه جذابه رغم عدم قدرته على تكوين جمله مفيده
– شكرا .. هكلمه … و هحدد بقا معاه معاد
كانت تتسع ابتسامتها مع كل كلمه يقولها … و هزت راسها بنعم مع اخر كلماته
– سلام بقا
قالها بخجل شديد و هو يتحرك ليغادر لتقول هى الاخرى
– سلام بقا
ليبتسم وهو يغادر يشعر ان قلبه يرفرف من السعاده و يدعوا لنور بداخله على تلك السعاده التى بسببها فتحت له ابوابها

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *