روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الرابع والثلاثون

رواية جاريتي 3 الجزء الرابع والثلاثون

رواية جاريتي 3 الحلقة الرابعة والثلاثون

– يا ابنى بطل حقد بقا يا ساتر يارب ده ايه ده انا ممكن اولع قبل ما افكر حتى احجز القاعه
قالها آدم الممدد على سريره فى غرفته بعد ان عاد من زياره جورى بمرح ليضحك راجح بصوت عالى و هو يقول
– مش للدرجه دى يا عم هتحجز القاعه و تلبس البدله كمان و تفرح و تهيص و بعدين تاخد التكليف فى الوريد وتستشهد
ظل آدم صامت لعده ثوان بصدمه ثم قال
– استشهاد ايه يا ابنى دلوقتى طيب بس اتجوز كده و ادلع و بعدين يا عم استشهد معنديش مانع و الله هو حد يطول بس اتجوز
ثم ضحك ضحكه ساخره و اكمل قائلا
– و بعدين يا عم ما تتجوز انت كمان و بلاش الاحقاد دى
كان هذا دور راجح فى الصمت ثم قال بصوت مهزوز
– مش هاخد من اخويا فلوس تانى يا آدم كفايه لحد كده اهو انا قربت اخلص الشقه و بعدين يا ابنى ما احنا واخدين اجازه اسبوع قبل الاختبارات النهائيه هشتغل كده و الفلوس اللى هتطلع مع الفلوس اللى معايا هنجز بيها حاجه
اخذ نفس عميق بضيق ثم قال
– انا بس مش عارف اقول لموده ايه و هى كمان بتسأل نفس السؤال الشقه هتخلص امتى
ظل آدم صامت يشعر بالضيق على حال صديقه لكنه ايضا يتفهم موقفه و احساسه
– خلاص يا عم النكدى هتخلص الشقه و هتتجوز و تفرح و تنبسط بلاش نكد بقا يا دراما كوين
ليضحك راجح بصوت عالى و هو يقول بصوت مائع
– و الله يا سى ادم ما كنت عايزه اشيلك همى بس انت يا اخويا الصدر الحنين الى فى حياتى
– عيب عليكى يا بت ده انتِ الحته الطريه ولو مشلتش همك اشيل هم مين بس مش ناويه بقا تبعتيلي صورك
قال آدم مسايره فى مزاحه ليشهق راجح بخجل مصطنع و هو يقول
– كده بردو يا سى آدم هو انت فاكرنى ايه يا اخويا شمال لا ده انا محترمه و معرفتش قبلك غير ٧ بس
ليضحك الصديقان بصوت عالى بمرح ليقول ادم من بين ضحكاته
– انت ملكش حل مش عارف انت ازاى هتكون ظابط
– ظابط ايقاع …. يا عم فكك بقا دى الدنيا بنعشها مره واحده خلينا نقابل كل حاجه بضحكه الحياه قصيره
قال راجح ذلك بهدوء شديد على غير عادته ثم اغلق الهاتف بعد تحيه صغيره و وعد بلقاء الاصدقاء غدا
غادر آدم السرير و وقف فى نافذه غرفته ينظر الى الحديقه الواسعه التى تنيرها اعمده الاناره المنتشره فى كل مكان اخذ نفس عميق اكثر من مره فى محاوله للتخلص من ذلك الضيق الذى يشعر به يجسم على صدره و يجعل لديه احساس قوى بحدوث شىء سىء
••••••••••••••••••••••••
كان يسير فى الممر الطويل بعد مروره من بوابه شركته كعادته فى الايام الماضيه لا ينتبه الى شىء و كأنه تحول الى اله تتحرك و تعمل فقط
لقد ظل فى غرفته لمده ثلاث ايام متواصله بعد مواجهته لوالديه بحقيقه ما يشعر به يحاول ترتيب افكاره و لكنه لا يعلم بماذا يفسر احساسه الان و لما نور و لماذا يعيش تلك الحاله انها لم تكن يوما تنظر اليه بأعجاب و لم تتفوه و لو بالخطأ انها تكن له اى شعور و لم يحدث بينهم ما يجعله يعيش احساس الارتباط و ايضا كيف استطاع ان يكون لديه كل تلك المشاعر لانسانه لا يوجد بحياتها سوا الالم و الخوف و قد شاهد بنفسه كل ما كانت تمر به رغم انه حتى الان لا يعلم كل ما حدث معها و لكن ما يعلمه حقا كافيا ليجعله يتخيل كم الالم النفسى التى تعانى منه و ايضا من التشوه فى الافكار تجاه كل ما هو جميل فى علاقه الرجل و المرأه يعلم جيدا ان هناك صور كثيره تحطمت امام عينيها و يعلم تأثير ذلك عليها لكنه و دون شعور منه تعلق قلبه بها و اراد من كل قلبه ان يبدل حزنها فرحا ان يحول كل آلامها لسعاده لا وصف لها و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و الحياه ليست ورديه حتى يتحقق بها كل ما نريد
انتبه من شروده على اصطدامه بشىء ما
ليجدها فتاه صغيره الحجم ترتدى فستان طويل و خمار و وجهها خالى من مساحيق التجميل لتذكره بنور تنظر اليه بغضب و هى تقول بعصبيه
– مش تفتح ايه ماشى كده و لا همك حاجه هو انا مش باينه خالص كده
ثم انحنت تجمع الاغراض التى وقعت منها ارضا ظل ينظر اليها وهى تنحنى امامه ليتراجع سريعا خطوتان للخلف و هو يقول بصوت لا روح فيه
– انا اسف يا انسه حقيقى ماخدتش بالى
لاحظت ابتعاده لتلك الخطوات و ايضا شعرت بالخواء فى صوته لتقف تنظر اليه بعد ان جمعت اوراقها و قالت بضيق رغم كل شىء
– خلاص حصل خير بس
ليقاطعها صوت يأتى من خلفها و هو يقول
– صهيب باشا حمدالله على السلامه يا فندم مندوب شركه ايلكا فى انتظار حضرتك من نص ساعه
لتشعر تلك الفتاه بالصدمه و هى تردد بلا صوت
– صهيب باشا
ثم اغمضت عينيها بضيق وهى تقول بحزن
– اترفدنا و الحمد لله
ليبتسم صهيب و لاول مره منذ اكثر من شهرين ثم غادر من امامها دون كلمه و لكنه حين ابتعد قليلا عنها قال لذلك الرجل الذى كان يتحدث اليه
– مين الينت دى؟
التفت الموظف ينظر اليها فى نفس اللحظه التى كانت هى ايضا تنظر فى اتجاههم لتعود بنظرها سريعا و هى تردد بحزن و وجهه طفولى باكى
– اترفدت ….. اكيد اترفدت
قال الموظف بهدوء
– دى موظفه فى قسم المحاسبه
هز صهيب راسه بنعم ثم قال بأمر
– على ما اخلص الاجتماع عايز الملف بتاعها يكون عندى و تاريخ حياتها ….. مفهوم
و دلف الى المصعد الذى اغلق بابه الان و ظل ذلك الموظف واقف فى مكانه يحاول استيعاب الموقف و طلب مديره و يشفق على تلك المسكينه التى وقعت بين يديه خاصه فى تلك الايام التى يتلاشاه الجميع فيها حفاظاً على و ظيفتهم و حياتهم
•••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تمسك الهاتف تتحدث معه عبر احد برامج الرسائل بسعاده فاليوم هى تتحدث معه دون خوف و خجل و احساس بالذنب فوالديها يعلمان بذلك و يرحبان خاصه و قد انهت امتحاناتها و تنتظر النتيجه
ايضا كلماته التى لا تريد ان تتوقف عن قرائتها تسعدها بشده تطمئنها رغم يقينها انها ليست افضل الاختيارات له و مؤكد سيأتى يوم ما يكتشف ذلك و لكنها قررت ان تسعد بتلك اللحظات معه و تدخرها فى ذاكرتها ليوم قريب يبتعد فيه و لا تجد ما يواسيها سوا الذكرى
– مريم عامله ايه دلوقتى ؟
كتبت تلك الجمله حتى توقف سيل كلمات الحب و الغزل فحقا قلبها يؤلمها
بعد ثوان قليله وصلت اليها رساله منه
– بقت احسن الحمد لله بصراحه انا كنت خايف من عجز عمر انه يقدر يقف جمبها فى كل المواقف بس بصراحه انه قدر يشلها رغم الم رجله بسبب القدم الصناعيه خلانى اطمن
قرأت كلماته بعينيها ثم كتبت بحزن
– مش كل عاجز ضعيف … ربنا يطمنكم عليها ديما
كانت تنظر الى شاشه هاتفها تنتظر رسالته لتجده يتصل بها شعرت بالاندهاش و لكنها قبلت الاتصال و وضعت الهاتف فوق اذنها
– جمله مش مفهومه بس حبيت انك تسمعى كلامى مش تقريه ….. انتِ مش عاجزه انتِ مريضه و هيجى يوم و تخفى …. انتِ بس محتاجه تصدقيني فيها تحبينى اكتر تحسى بالأمان …. انتِ احلى بنت شفتها فى حياتى …. و كلامى عن عمر خاص بعمر بس عارفه ليه علشان انا راجل زيه و فاهم معنى ان خطيبتى تكون محتاجه مساعده و انا مقدرش اساعدها …. يعنى وجودى عبىء فى حياتها
تستمع الى كلماته و الدموع تغرق عينيها ليكمل هو قائلا
– زينه ….. انتِ حياتى كلها و ارجوكى بلاش كلامى فى اى موضوع تخدى الكلام عليكى و اوعى تفكرى فى يوم ان انا هكتشف انك مش مناسبه ليا مهما كانت حياتنا هتكون صعبه …. اعرفى حاجه مهمه جدا
صمت لثوانى يعلم جيدا ان هناك فوق و جنتها تسيل تلك الدمعات التى تحرق قلبه و روحه فأخذ نفس عميق ثم قال
– الكون كله فى كفه ….. وانتِ لوحدك فى كفه …. و لو بعدت عنك فى يوم ده معناه انى ميت لإن مفيش حاجه هتبعدنى عنك الا الموت
خيم الصمت عليهم كثيرا لتغلق هى الهاتف و كتبت
– بعيد الشر عنك …. ربنا يخليك ليا متقولش كده تانى بالله عليك
ليرسل اليها ذلك الوجه المبتسم ثم بدء فى تسجيل صوتى كانت تنتظره على نار
(( بتقفلى السكه فى وشى ماشى ماشى … لما اجيلك بس عارفه …. هجبلك معايا هديه حلوه …. بحبك ))
لتبتسم بسعاده و ارسلت اليه قلب كبير ينبض و هى تدعوا الله ان تكون خير زوجه له و ان لا يندم فى يوم ما
•••••••••••••••••••••••••
جالس على كرسى القريب من السرير ينظر اليها بقلق و توتر لتبتسم وهى تعلم جيدا بماذا يفكر عليها ان تطمئن خوفه و ان تهدء من غضبه و ان تضمن ان لا يتهور و يقوم بعمل اي شىء يضر به نفسه
– يا عمر انا كويسه هو معمليش حاجه بقالى يومين بقول نفس الكلام انا من الارهاق و مع الضغط النفسى من كلامه السخيف بس اغمى عليا متكبرش الموضوع
قالت بهدوء فى محاوله جديده لجعله يهدء و لكن من الواضح انه دون جدوى
فهو لم يغلق على كلماتها فقط ينظر اليها بنظره تخشى تفسيرها
نظره تشبه نظره الوداع …. و عند هذا التفكير شعرت بآلم قوى بقلبها …. بعد عده دقائق قال ببرود
– متقلقيش اللى حصل ده مش هيتكرر تانى و لو حتى كان الحل الوحيد انى ابعد
لم تدعه يكمل كلماته لتقول بغضب
– انت هترجع تانى جبان متخاذل هترجع تانى تعيش فى الظلمه هترجع تانى تستسلم و تبقا ضعيف
كان ينظر اليها بصدمه و حزن و قبل ان تقول شىء قال هو
– انا معنديش استعداد اخسرك ولو هتكونى بخير و انتِ بعيد عنى يبقا لازم ابعد انتِ اهم من اى حاجه و اهم منى و هو ناوى على الشر و لو حصلك حاجه ولو بسيطه انا مش هقدر اقاوم و لا هقدر اعيش فى الظلمه و باستسلام زى ما انتِ بتقولى …. هموت يا مريم هموت
و غادر سريعا بعد تلك الكلمات التى جعلت قلبها يتألم بشده و روحها تكاد تغادر جسدها و عقلها يحاول ان يجد حل …. و لم يكن امامها غيره لابد ان تذهب اليه عليها ان تحل الامر
••••••••••••••••••••••••••
عادت الى صمتها و كأن حديثها الاخير مع اختها آنها كل قوتها و قدرتها على التحمل منذ تلك اللحظه و هى تبكى لا تريد مقابله جواد و لا تريد الحديث من جديد حتى انها رفضت مقابله رحيم لم تسمح لاحد بالاقتراب منها سوا مهيرة التى ظلت جوارها طوال اليوم تطعمها بيديها و تتحدث اليها هى فخوره بها و بموقفها و بأنها قويه جدا و ليس لدى الكثير من الناس الشجاعه التى تجعلهم يقومون بما قامت به من اجل شقيقتها
و لكن ذلك الالم الذى بداخل صدرها لا يقل و كأنه متعلق بروحها لن يذهب الا بموتها
و ذلك جعل الخوف يتسلل الى قلب ملك و ايمن من جديد
•••••••••••••••••••••••
مر اليوم هادىء بشكل جعله يشعر بالرعب ففتون كانت تقوم بدورها على اكمل وجهه كزوجه الكبير تشرف على تجهيز الطعام و جميع التجهيزات و ايضا تهتم بالضيوف و الابتسامه لم تغادر و جهها مطلقا
و حين حضر اسر قص عليه كل مخاوفه فأصبح الاثنان كصقور حذره عيونهم ترصد كل حركه و كلمه و موقف حتى ذهب الجميع الى بيت الحج مختار و هناك تصاعد خوف صفى الى اقصى درجه حيث ان الرجال بالخارج و النساء جميعا بالداخل
و فتون الان مع نسيم و لا يعلم ماذا سيحدث
كان يبدو عليه التوتر و القلق و الخوف يشعر بشعور سىء و لكنه لا يستطيع الحديث عنه حاول اسر ان يلهيه عن كل ما يدور برأسه و اجبره على الرقص معه و الاحتفال بعقد قرانه و سط اخوتها و اخيه …… و حين انتهى الشيخ من عقد القران اقترب صفى من الحج مختار و طلب منه ان يرى زوجته فالان اصبح من حقه ان يراها و يجلس معها فأرسل معه اخيها و هدان الذى ادخله احدى الغرف و ذهب ليحضر نسيم من وسط النسوه
قبل ذلك بقليل كانت فتون تجلس بجانب نسيم و بالجهه الاخرى تجلس الحجه صفيه و من وقت لاخر تقترب فتون من اذن نسيم تقول لها جمله تبدو فى ظاهرها تهنئه و سعاده بعقد قرانها على صفى و لكن باطنها كلمات غير مفهومه
(( مبروك عليكى الغالى …. خلى بالك منه اصله حبيب الكل ….. اخدتيه و يارب تقدرى تتهنى بيه ))
لتعلوا الزغاريد و تهتف الفتايات بأنه قد تم عقد القران و بعد عده دقائق حضر اخيها ليصطحبها لرؤيه زوجها انه لشخص مميز خطف قلبها بنظره عينيه و رغم انها مره واحده فقط الا ان قلبها تعلق به بشده و خاصه عينيه التى كانت تنظر اليها برجاء
دلفت الى الغرفه و هى تنظر ارضا لتجده يقف هناك ينظر اليها بلهفه ظلت واقفه فى مكانها تنظر ارضا ليقترب هو منها بهدوء خطوه بعد خطوه حتى و قف امامها ينظر لها ظلت هى مخفضه راسها بخجل ليقول هو بصوت هادىء
– ارفعى راسك خلينى اشوف عنيكى و اتملى من چمالك
رفعت راسها تنظر اليه بوجه شديد الحمره من كثره الخجل ليقول بابتسامه واسعه
– بسم الله ما شاء الله سبحان من خلجك و صورك آيه فى الچمال
لتخفض و جهها سريعا بخجل ليبتسم بسعاده ثم مد يديه يمسك بيدها التى ارتعشت اثر لمسته لها و لكنه جذبها برفق و اجلسها على تلك الاريكه الكبيره و جلس بجانبها و هو يقول
– نسيم
رفعت راسها تنظر اليه لتجده يتأملها و لمعه عينيه تخطف انفاسها ليمسك يديها من جديد و قال برجاء
– حبينى يا نسيم …. حبينى و خبينى من العالم احمينى من شر نفسى ومن شر شياطين الإنس خليكى چمبى و معايا انى محتاچك جوووى يا نسيم جوووى
ظلت تنظر اليه بعدم فهم و لكنها تشعر ان هناك سر كبير لا تستطيع استيعابه او فهمه و لكن ما هى اكيده منه انه يعانى و يتألم و انها بشكل ما دواء له من ذلك الآلم و المعاناه
••••••••••••••••••••••••••••••
يجلس بداخل غرفته ممد على السرير بارهاق بعد عودته من بلده صديقه كم كان سعيد من اجله و لكنه الان يشعر بخوف شديد على صديقه حين رآى زوجه اخيه ولاحظ نظراتها لصفى و ذلك الشر الذى يطل من عينيها رغم عشق زوجها لها الواضح جدا
اخذ نفس عميق و هو يغمض عينيه ثم اعتدل جالسا و امسك هاتفه و اتصل بها لقد اخذ الاذن من اخيها ان يتصل بها من وقت لاخر
كان يستمع لرنين الهاتف و هو موقن انها تشعر بالخجل من الاجابه عليه و لكن حين بدء يشعر باليأس من استجابتها وصله صوتها الرقيق و هى تقول
– السلام عليكم
ليبتسم بسعاده وروح المشاغبه تعود اليه من جديد و هو يقول
– و عليكم السلام و رحمه الله يا آنسه خديچه
لم تقل شىء ليكمل هو بمرح
– طمنينى عليكى يا آنسه خديچه
قالت بعد عده ثوان
– الحمد لله يا أستاذ آسر
– أستاذ …. ليه كده يا آنسه ده كلها ثلاث سنين و ابقا ظابط قد الدنيا ليه تقوليلى استاذ ده انا نفسى اسمع يا حظابط من زمان
لتضحك بمرح على مزحته ليقول هو بهدوء رغم ذلك الحزن المصطنع فى نبره صوته
– ما بلاها استاذ و آنسه و اقولك يا ديچه و تقوليلى يا حظابط
لتضحك من جديد ليكمل هو قائلا بصدق
– لو تعرفى ضحكتك دى عملت فيا ايه انا كنت مخنوق و مضايق جدا و بجد ضحكتك نسيتنى كل حاجه
لتبتسم هى بخجل ثم قالت بصوت قلق
– ممكن تحكيلى على فكره …. اقصد يعنى
ليقاطعها و هو يقول سريعا
– انا اكيد هحكيلك كل حاجه تخصني لكن الموضوع ده يخص صاحبى و سر من اسراره و انا متعودتش اطلع اسرار اصحابى بره
ابتسمت بهدوء و هى تقول
– واضح انك شخص صاحب مبادىء
– جدا فوق ما تتخيلى … رغم انى بحب الهلس و الضحك زى عنيا … يعنى هتلاقيني ساقع زى البطيخ فى الصيف و دافى و حنين زى البطاطا فى الشتا
قال سريعا. …. لتضحك بصوت عالى ليقول من جديد
– ضحكت يعنى قلبها مال
صمتت ليقول هو بهدوء
– انا هقفل بقا علشان انا اتفقت مع اخوكى ان مكلمكيش كتير
ظلت صامته ليقول من جديد
– شكرا انك ردتى عليا و شكرا انك سمعتيني
– شكرا انك اتصلت بيا
قالتها بخجل ليبتسم و هو يقول
– خلى بالك من نفسك
و اغلق الهاتف و هو يبتسم بسعاده و تنهد براحه ليغمض عينيه و يغط فى نوم عميق
••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف امام المقود يعد كوب من القهوه و عقله سارح بها
عقله يكرر صورتها وهى داخل قفص الاتهام بقاعه المحكمه بكائها و صراخها و رجائها بطلب الاعدام انتبه من افكاره على فوران القهوه اغلق المقود و وضع القهوه بالكوب و غادر المطبخ متوجها الى الشرفه حيث يفضل الجلوس هناك خاصه فى ذلك الوقت من الليل
بعد غد جلسه سماع الشهود
وهى لن تحضر بعد طلب محاميها لذلك هو ايضا يشفق عليها من الحضور و تذكر كل ما حدث من جديد
هو يعلم جيدا انها لا تتوقف عن التفكير فيه لكن الحديث فى المحكمه و قصص الشهود عن ما كان يحدث مؤكد هذا كثير
اخذ نفس عميق وهو يحاول ترتيب افكاره عليه ان يساعدها سوف ينتظر حكم المحكمه و على اساسه سوف يقرر شكل المساعده التى تحتاجها و هو قادر على تنفيذها مهما كانت
•••••••••••••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالى استيقظ راجح كعادته مبكرا و اعد وجبه افطار سريعه استيقظ اخيه ليجد الطاوله معده ابتسم و هو يجلس على كرسى الطاوله فى نفس اللحظه التى خرج فيها راجح من المطبخ و هو يحمل بين يديه كوبان من الشاى ابتسم اخيه بسعاده و هو يقول
– يا سلام حضره الظابط بذات نفسه هو اللى محضرلى الفطار ده ايه الكرم الكبير ده
ليجلس راجح و هو على وجهه ابتسامه مشاغبه و هو يقول
– الفطار ده يمشى معاك رشوه
ليقطب اخيه حاجبيه باندهاش و ردد خلفه
– رشوه …. و يا ترا عايز ترشيني ليه
نظر راجح الى اخيه و قال بخجل
– محتاج حد يشتغل الاسبوع ده معاك فى الورشه اى حاجه يعنى حتى لو عامل نظافه
قطب اخيه حاجبيه و ظهر على وجهه الضيق ثم قال
– انت محتاج فلوس يا راجح
صمت راجح قليلا ثم قال بصراحه
– انا معايا مبلغ عايز اكمل عليه علشان النقاش يكمل شغل و انا الاسبوع ده اجازه يعنى اشتغل فيه معاك لو محتاج حد باليوميه
ظل اخيه ينظر اليه بضيق ثم قال
– راجح عايز كام انا هديهملك …. و انزل معايا الورشه ساعدنى بردوا لكن تقولى عامل نظافه ازاى يعنى
عاد راجح ينظر امامه ثم قال بهدوء
– خلاص يا حبيبى متشغلش بالك انا هتصرف
و وقف على قدميه ليغادر الطاوله ليمسك اخيه بيده و هو يقول
– يا راجح حاول تفهم انت اخويا الصغير و ابنى ازاى عايزنى اتعامل معاك على انك عامل بأجره فى ورشتك
ليجلس راجح على ركبتيه و هو يقول لاخيه بمحبه
– حبيبى الورشه دى بتاعتك انت و انا لما هشغل معاك احسن ما اشتغل مع حد تانى أوامرك انت على قلبى زى العسل
لينحنى اخيه و يقبل راسه بحب ابوى و هو يقول
– ميأمرش عليك ظالم يا حبيب اخوك … و انا فعلا محتاج مساعدتك علشان فى طلبيه جديده و محتاج اى مساعده ممكنه
ليبتسم راجح بسعاده و هو يقبل يد اخيه باحترام

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *