روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت السادس والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء السادس والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة السادسة والأربعون

| دائمًا ما أكتُب عنك في أحلامي، حلمت بهذا اليوم سِنين من العُمر و دونته بدفتري الخاص بأحلامي معك إلي أن جاء هذا اليوم، واجهتنا الكثير من المصاعب إلي أن أستطعنا تجاوزها ويدنا مُتشابكة ببعض، أرد أن أُكون كُل الأشياء معك ليبدأ الحلم بالتحقُق، دَعيني اليوم أكتُب عني، عن حالتي بهذا اليوم حين رأيتك دَوافع حُبي لَكِ مَتينه لَم تُهدم في هي مُصنعه بأصفاد العشق
عَزيزتي..
عُمري أبتدأ من هذه اللحظة مَعك. |
#بقلمي

* مساءًا داخل منزل بعيد عن الأنظار..
دَلف خالد وعز إلي المنزل مُتوجهين نَحو الغُرفة القابعة بها حنان والده عز، بعد أن وَصلوا أمام الغُرفة جاء صوت عز قائلًا:
– خليك أنت هنا يا خالد
أومأ خالد إليه قائلًا بهدوء:
– هروح أطمن علي مي علي ما تتطمن علي والدتك
زَفر عز بقوة قبل أن يُحرك أُكورة الباب لينفتح خطي بقدم والقدم الأُخري تتراجع لا يعرف ما به لَكنه أشتاق إليها كثيرًا وبنفس التوقيت غير مُصدق أنه سيسمع صوتها كما أخبره خالد..
بَعد أن دَلف الغُرفة أغلق الباب بَهدوء وعينيه تَدور بإهتمام علي حنان إلي أن رآه ضَوء خفيف ينبعث من رُكن بالغُرفة ليقترب ليراها جالسة علي مَقعدًا شاردة بشيئًا ما هكذا كان يتضح..
إقترب إليها بخطوات سريعة كانت دليلًا علي اشتياقه إليها إلي أن صار واقفًا أمامها ليهمس إليها بضعف قائلًا قبل أن يرتمي ساقطًا أمامها علي رُكبتيه يَدس وجهه علي فخذيها باكيًا:
– ماما

 

 

أضاف علي حديثه قائلًا بَبُكاء مُميت لقلبها:
– وحشتيني يا أُمي سَمعيني صوتك.. صوتك وحشني أوي
فاقت من شرودها علي صوت عز أعز الناس لقلبها مُداوي جُروحها مُنذ صَغره يَعتني بها رَفعت يدها علي شَعره تُمسد عليه برفق قائلة بنبرة خرجت عبر حنجرتها كالسيف الذي أنغرس بقلبها مُنذ أن عَلمت بسادية زوجها وهي تتألم كُل ليله كانت النبرة تَخرُج بَضعف:
– ع.. عز حبيب ماما أنت وحشتني أكتر يا أبني، أرجوك مَتعيطش يا حبيبي أنا كويسة
رَفع رأسه وفرك بعينيه يَلتقط نفسه بَصعوبة قائلًا بنبرة أجشة ودموعه تتساقط علي خديه:
– ما.. ماما سَمعيني صوتك مَتسكُتيش أتكلمي تاني
ثنت ظهرها للأمام برفق تلتقط رأسه بين يديها لتطبع قُبلة علي خديه قائلة بَحُب ويدها تَهبط علي خديه تَمسح دموعه بأناملها:
– عُمري ما هبطل كلام معاك يا نور عيني، أنت متعرفش أنت وحشتني قد إيه
سَحبته بين ذراعيها تَحتضنه ليرفع جسده مُقابلها يُبادلها العناق لتَهمس إليه قائلة:
– حُضنك وحشني يا حبيبي ريحتك إحساس الدفا عايزة أشوف جاسر وجني وحشوني أوي
طال العناق ليبتعد عز ماسكا كَف يدها بين راحة يده قائلًا:
– ماما عايزة أسال حاجة؟.. تعرفي حد بأسم داوود الباشا
بمُجرد نُطقه لأسمه أختفت إبتسامتها لتردف قائلة:
– داوود!.. أنت تعرفه منين ؟!
طالت نظرات عز إليها يُحاول إيجاد إجابة لسؤاله عبر ملامحها لَكن لَم يري إي إجابة ليردف قائلًا:
– داوود.. داوود ده قصته معايا قَصة مش قادر أعبر لحد الأن إذا كُنت بحبه ولا لا، كُل اللي أعرفوا أنو أكتر واحد ساعدني في فترة كُنت فيها في مأزق..

 

 

قاطعت حديثه قائلة بصرامة:
– لما أتسجنت.. خبيت عليا ليه يا عز وإزاي ده حصل؟!
أغمض عينيه لمُدة ثوان ليفتحهُم وهو يَردف قائلًا:
– خالد طبعًا اللي عرفك
حركت أناملها علي خديه قائلة بهدوء:
– بدون قَصد مَكنش يعرف أنك مخبي عليا.. أحكيلي يا عز إزاي ده حصل ؟
تنهد بهدوء ليردف قائلًا:
– مش لازم تعرفي يا أُمي بس اللي عايزك تعرفيه أنِ أتسجنت ظُلم مَكُونتش عملت حاجة
شَرد بالماضي وما حدث بعد خروجه من السجن قائلًا:
– مَكُونتش عايز أوصل للنُقطة اللي أنا فيها دي كُل اللي حصل وبيحصل غصب عني
أردفت قائلة بنبرة قلق بسبب حديثه الغير مَفهوم ويدها ما زالت تَتحرك علي وجهه:
– مالك يا عز؟.. أحكيلي يا ضنايا إيه اللي حصلك؟!
عض علي شفته وهو يَستنشق هواء بعدما شَعر بالخنقة والضيق بمُجرد أن جاء ما حدث بالماضي وما يَحدُث حاليًا علي مُخيلته ليردف قائلًا:
– أنا زي الفُل يا أُمي.. بس أحكيلي مين داوود؟
تنهدت قائلة بهدوء وهي تَشرد للماضي:
– داوود.. أول مرة أسمع الاسم ده قبل جوازي من ال.. الصياد
إجتمعت الدموع بحدقتيها عندما جُبرت علي نُطق أسمه علي لسانها لا تُخب أن تَتذكره بالأساس لَكنها مُجبرة..
أستكملت حديثها قائلة:

 

 

– في يوم دَخل عليا غفير الفيلا وأنا قاعده في جنينة الفيلا ومعاه بوكية ورد كبير اوي مليان بالورود المُختلفة كان البوكية ده جاي ليا أخدوا ولقيت جواه كارت..
إرتسمت إبتسامة علي شفتها لتستكمل حديثها قائلة:
– حنان كحنان قَلبك الذي سَحرني مُنذ أن أتيت وسَكنت حولك لا أُريد أن يَخطفك أحد سواي لهذا أرسلت لكي تلك الباقة مُختلف الورود مثلك تمامًا مُختلفة جمالك مُتعدد كُل شيء بَكِ مُختلف أرد أن أُعبر عن حُبي لَكِ قبل أن أتقدم إليكِ وأيضًا أُريد أن أعرف إذا كان يوجد أحد بقلبك أم قلبك فارغ يَنتظرني..
– مُرسل إلي الزهرة التي أحلم بقطفها.
من العاشق الولهان داوود الباشا الذي ظَل يُحبك بصمت لمُدة تجاوزت الخمس سنوات ♡
سَقطت دَمعه علي عينيها لتقوم بَمسحها فورًا بأصبعها الصغير وأردفت قائلة:
– ده كان أول جواب يبعته ومَكنش الأخير إنغرمت بيه.. برغم سكوتي مَملش ولو يوم مع أنِ مَبعتلوش جواب أرُد في علي جواباته..
تغيرت ملامح وجهها من السعادة إلي الحُزن والندم والألم قائلة:
– لَحد ما جالي خبر من والدي أن في واحد صديقه جاي يتقدم ليا بس مش ليه لأبنه اللي هو الصياد مَعرفتش أرفُض مَكنش مسموح ليا ماخدوش رأيي بالأساس ولما أتشجعت واتكلمت مع والدتي رَفضت أنها توقف معايا وقتها قالتلي أن عيلة الصياد دي أكبر وأغني عيلة مَينفعش تتقارن بَحد تاني كان وقتها جدك وأبوك مُكتسحين عالم رجال الأعمال بالفعل سَكت وقبلت بالفعل داوود كان مرحلة في حياتي وأنتهت.. فترة خطوبتي من أبوك كانت أحلا فترة تَمُر علي إي بنت وتتمناها كمان كان حنين جدًا بيحبني كريم معايا مَفيش طَلب بطلُبه مابيتنفزليش حبيته ونسيت بالفعل داوود بس كان في دايما حاجة تخوفني كُل ما بيقرب موعد جوازنا مَكُونتش أعرف أنِ هتعب أوي كده..

 

 

زفرت بقوة قائلة ودموعها تتساقط كُلما تحدث وينشق صدرها لنصفين:
– كان ونعمة الزوج معايا صحيح كان ليه تَصرُفات غريبة كان بيغير عليا من والدي لما يجي مايحبنيش أقرب منه ولا يَحُضني كذلك مع أبوه ومع إي راجل مَمنوع السلام بالأيد مَمنوع أظهر لو حد من صُحابه جه، اتكلمت معاها وكان رده أنُه بيغير عليا مَهوس بيا كلامه فرحني كُنت لسه صُغيرة ومش فاهمة إي النتايج اللي هوصل ليها لو رضيت بالوضع وبالفعل سَكت تأقلمت علي الوضع لَحد ما خلفتك لما عرف أنك ولد اضايق وقال كلام مَستوعبتوش إلا بعدين.. كلامه كان عُبارة عن أن مش عايز حد يشاركني فيكي كلام اللي هو بيغير لما بقضي وقتي معاك حصل أنُه مَد أيدوا عليا بس كان بيصلحني فورًا بعد سنين حملت في جاسر كان فاكر أن المرة دي هحمل في بنت.. لما جه وقت الولادة و وصل ليه الخبر أن المولود ولد ساب البيت في لحظتها ومرجعش غير بليل حاول يتعامل عادي بس مَعرفش نظراته كشفتلي أنُه مَكنش مَبسوط أبدًا بخلفه جاسر ده حتي مَشلهوش يومها.. مَرت الأيام وأزداد عُنفه وطلباته غير أصراره أنِ لازم أخلف بنت وبالفعل جت جني كان بيعاملها مُعاملة عُمري ما شوفتوا بيعامل حد فيكُم زيها مَعرفش ليه وإي السبب.. أتكلمت معاه وكان رَدوا عليا أن ربنا مَرزقهوش بأخُت بنت وهو بيحب خلفه البنات مرت السنين وحصل اللي أنت عشته يا عز أنت وأخوك فضل فضولي يقتلني ليه بيتعمد ياخُدني بالغصب و.. وقُصادك أنت وأخوك..
قالت حديثها الأخير لتخفض رأسها لأسفل أنفجرت ببكاء مرير رَفعت يديها تُخفي وجهها عن أعيُن عز أنتابها نَفس الشعور الذي مر عليه سنوات الإحراج عندما كان يراها عز وجاسر عارية داخل غُرفة لا ليست غُرفة بل مَسرح تلفاز سرير حديد تَمدد عليه مُكبلة بأصفاد حديد من يديها وقدميها وعُنقها لَم يَرأف لو لمرة بحالتها كَم توسلته بأن لا يفعل هذا لَكن رده عليها أنها عَصته كُلما جاء ورآها تَجلس معهُم تُداعبهُم أو تَطعمهُم أو تفعل معهُم إي أمور تفعلها الأُم مع طفليها يَجن جنونه ويفعل ما يفعله.. كَرهت ضعفها وإرضائها بالوضع تلك السنين الذي مرت عليها كالسجن بل بالعكس السجن أرحم لها من سجن الصياد..
رَفع عز وجهها بين يديه قائلًا بدموع تنهمر علي خديه كأنها نار من الجمر تُحرق كيانه بأكمله هو بالفعل عاش الأمر لَكن أزداد وجعه بعد أنَ سّمع الأمر يَخرُج علي لسان والدته بتلك الكسرة والندم يَكره الصياد أضعاف مُضاعفه من كُره:
– أُمي حقك عليا، سامحيني أنِ مَعرفتش أخلصك منه من أول يوم شوفتك فيه وأنتي بتتعذبي بسببي وبسبب جاسر..
قاطعت حديثه بوضع يدها علي فمه قائلة بنبرة مُحشرجة من البُكاء:
– أنا اللي أسفه أنِ أختارتلكُم أب زي ده.. أسفه أنِ مَقدرتش أقول لا بس لما جيت وقولت مَحدش وقف جمبي والدي قالِ ده جوزك أكتر واحد هيخاف عليكي ومش عايزك تيجي تشتكي من مُعاملته مرة تانية
علاه صوت بُكاءها وأنتحابها بشهقات تُقطع قلبه وتمُزقة لإشلاء وهي تَستكمل حديثها قائلة:
– للأسف أنا ضعيفة وبسبب ضعفي مَكُونتش الأُم اللي تفتخر ولا تحلم بيها..

 

 

لَم يدعها تستكمل حديثه سَحب كفوفها وقبلهُم قائلًا بنبرة مُتقطعة بسبب بُكاءه المرير:
– أنتِ مش ضعيفة يا أُمي أنتِ أحسن أُم أنا فخور بيكي في كُل لحظة أنك قدرتي تربينا وتطلعينا رجالة في عز ما أنتي متحاوطة بشخص مريض سادي مَجنون.. أنتي أستحملتي اللي مافيش ست تقدر تستحمله من أجل ولادها أوعي تقولي مرة تانية علي نفسك كده سامعة يا أجمل وأحلا حنان في الدُنيا..
كان عز في أسوء حالاته من الأنهيار والكسره لَم يَشعُر بالكُره تجاه أبيه أكثر من الحين لَكن قرر التماسك ولو عبر الكلمات ليردف قائلًا بنهاية حديثه بنبرة مازحة حتي يُخرجها من تلك الحالة..
نَهض من علي الأرضية وحملها بين ذراعيه مُتجه بها للخارج يَضعها بسيارته ثُم رَجع إلي المنزل مرة أُخري يُجلب مي ليخرُج تلك المرة هو وخالد سويًا تَحرك عز بسيارته معه حنان ومي وخالد بسيارته خَلفه..
أصرت مي علي الرجوع إلي قصر والدها التي تَقبع به والدتها بمُفردها مع الخدم لتصل إليها حاولت أُمها الحديث معها حتي تَفهم إلي أين ذَهبت لَكن مي لَم تَرُد عليها لتصعد إلي غُرفتها تُريد الجلوس بمُفردها تُفكر بأمرها مع الديب..
* عند مُعتز داخل سيارته المُتجهه إلي فيلًا اللواء رَفعت بعد أن أخبره والده بأمر ذهاب زوجته إلي منزل والديها..
تَوقفت سيارة مُعتز أمام فيلًا اللواء رَفعت ليترجل منها دَلفا للداخل تَحت حديث الحُراس بأن ينتظر إلي أن يَخبروا اللواء لَكن أتي إليهُم صوت مُعتز الصارم الذي أوقفهُم عن استكمال حديثهُم:
– تبلغوا مين !.. أنا داخل لمراتي يعني مش محتاج أذن ولا زفت سامعين
خَفضوا رأسهُم بأطاعه وتوجهوا إلي البوابة ليقوم رئيس الحرس بأخبار فوزية التي كانت بالداخل هي وأحمد وديما ونور أما اللواء لَم يَكُن بالداخل..
دَلف مُعتز وفَتح إليه الخدم ليستقبلوا أحمد وفوزية يجلسون معه في البهو الاستقبال..
تَنهد مُعتز قبل أن يَردُف قائلًا:
– هي نور فين؟.. إيه لسه مَوصلتش
حمحمت فوزية بإحراج لتردف قائلة:
– لا وصلت يا حبيبي بس طلعت تنام أ.. أصلها تعبانة شوية
حرك رأسه بإيماء ليردف قائلًا:

 

 

– ااه.. أصلها تعبانة شوية والمفروض مَكنتش تتحرك من البيت إلا لما تخف وتستأذني في الأول.. ولا إيه يا أبو حميد
قال أخر حديثه وهو يُربط علي فخذ أحمد، ليردف أحمد قائلًا:
– بُص يا مُعتز أحنا مَنعرفش إيه المُشكلة اللي بينك وبين نور علشان كده أطلع بنفسك وحل الأمر بلاش تسيب الموضوع يكبر
حركت فوزية رأسها بإيماء دليلًا علي إعجابها بحديث أحمد قائلة:
– كلامك عين العقل يا أحمد.. أطلع يا مُعتز ليها وعلي ما تحلوا اللي بينكُم هحضر العشاء علشان نتعشي سوا يلا يا أبني نور غُرفتها أخر أوضة ناحية اليمين وأنت طالع علي السلم
أومأ مُعتز وهو ينهض قائلًا:
– تمام يا طنط مش هتأخر يا أبو حميد عليك
نَهض أحمد قائلًا:
– لا براحتك أنا كده كده ماشي ورايا شُغل في المعرض
تَحرك مُعتز نحو الدرج ليخطئ أول درج ليأتي إليه صوت ديما رَفع عينيه ليراها تَهبط الدرج كانت ترتدي أحدي فساتينها المُبهرجة العارية..
كانت تتحدث بنبرة ساخرة:
– مُعتز.. عاش من شافك والله وحشتيني عامل إيه؟
قالت حديثها وهي تَهبط الدرج بَبُطء وتتمايل بدلال بخصرها الرفيع وصوت كعبها يَرن بأذنيه، أما هو تَحرك إليها بخطوات ثابته في تلك اللحظة كانوا بمُفردهُم بعد ذهاب أحمد وذهاب فوزية إلي المطبخ..
وَقفوا بمُنتصف الدرج لَتمد ديما ذراعيها نحو مُعتز تَضع كفها علي كتفه قائلة بنبرة دَلع ونعومة:

 

 

– إيه يا حضرة الظابط ينفع تكون متجوز أُختي وميكُونش معايا رقمك ولا بنتقابل ولا أعرف عنك حاجة
وَضع يديه بجيب بنطاله ينظُر إليها بتركيز طالت نظراته التي تتحرك عليها من أسفلها لأعلاها، قطعت ديما الصمت الذي طال لتنظُر إلي ما ينظُر كانت عينيه مُثبته علي مفاتنها الظاهرة أقتربت إليه إلي أن كاد جسدها يلتصق به لَكن أبتعد مُعتز قليلًا قبل أن يلتصق جسدها به نَظرت إليه بحاجب مرفوع وهي تُحرك يدها من كتفه إلي صدره هامسة إليها بنبرة دلع مُثيرة:
– إيه سرحان في إيه للدرجادي؟
لَم يرُد عليها لتهمس إليه بجانب أُذنه لَكن بعد أن أقتربت إليه ويدها بدأت بالسير لأعلي إلي أن لامست خديه قائلة:
– إيه اللي مزعلك من نور للدرجة دي؟!.. كُل ده علشان راحت تزور حبيبها القديم ده مايُعتبرش الأكس ده خلاص أصبح في سجل المُتوفين ولا أنت بتغير يا دودو؟!
مَسك يدها بقسوة وأنزلها من علي وجهه وأخد مسافة يتحرك جانبًا حتي يَبتعد عنها بسبب التصاقها به قائلًا:
– أظُن دي حاجة لا هتفيدك ولا تَخُصك!..
كرر الأمر مرةً أُخري حرك عينيه عليها من أغمسها لأعلاه قائلًا بأستهزاء:
– شوفي أنتي رايحة تسهري في أنهي نايت كُلوب.. يلا علشان متتأخريش
رَفعت يدها تُحرك بالنفي بأصبع السبابة وهي تَقول:
– تؤ تؤ.. نايت كُلوب إيه بس؟!.. أنا ماليش في الكلام ده.. اه والله
أقتربت إليه ومدت أناملها تَعبث بأزرار قميصه قائلة بدلال:

 

 

– أنا ماليش غير في الظُباط بحبهُم أوي أصلهُم الأمن والأمان ف بحب أطمن أنهُم بخير.. ها مش هتديني رقمك..
قاطع حديثها بثانية وَمد يده يَشد حقيبة يدها الصغيرة بحركة جريئة فَتحها يُخرج الهاتف ليسحب أصبع الإبهام يَضعه علي زر البصمة لينفتح الهاتف وبدأ يَكتب رقمه ليرن أيضًا ثُم فَتح كف يدها و وضع به الهاتف لتمسكه جيدًا تنظُر إلي عينيه قائلة بدلع:
– موحا.. هسميك موحا وأنت سميني ميما أتفقنا
لَم يرُد عليها بل أنسحب من أمامها يُكمل السير إلي غُرفة نور بعد أن وضع حقيبتها بيدها، بعد أن تَحرك من أمامها إرتسمت إبتسامة واسعة علي شفتها وهي تَلف خُصله من شعرها علي أصبعها قائلة بتفكير:
– موحا.. مُمكن يفدني باردو
بعد أن قالت حديثها أستكملت طريقها هابطة الدرج بتمايُل ودلال وجسدها يتراقص بدلع..
* داخل غُرفة نور..
أقتحم مُعتز الغُرفة دون أن يَطرُق علي بابها لينتفض جسد نور بفزع رَفعت يدها علي فمها تلتقط أنفاسها بَبُطء لترفع عينيها تُتابع أغلاقه للباب إلي أن تَحرك نحوها ليجلس بجانبها علي الفراش يثني جسده قليلًا للأمام ينظُر إلي اللابتوب الموضوع علي فخذيها كادت أن تَغلقه لَكن يده منعتها من أسترسال ما تُريد أردف بصوت عالي يقراء الكلام المُدون في الصفحة المَفتوحة علي جوجل..
– كيفية مَعرفة إذا كان شريك حياتي يُحبني؟..
عليكي بالتأكُد أولًا إذا كان رَجُل صالح..
مَد يَداه يتحرك من خلال الفأرة القابعة في لوحة المفاتيح إلي الصُفح الأُخري المَفتوحة ليقراء المواضيع التي تبحث عنها بفاهه مَفتوح:
– كيفية مُصالحة شريك حياتك ؟.. كيف تَجعلي شريك حياتك يُساعدك ؟
حرك رأسه ينظُر إليها بصدمة مما رآه ليردف قائلًا ويداه ما زالت علي الفارة:
– أنتي عبيطة يا حبيبتي ؟!.. إيه الهبل اللي بتعملي سيرش عنه ده؟!
حركت رأسها بالإتجاه الأخر لينهض مُعتز يتجول بغُرفتها قائلًا بمُحاولة فَتح حديث أخر:
– تعرفي أن دي أول مرة أشوف أوضتك

 

 

أنسابت دموعها علي خديها وما زالت تُخفي وجهها جانبًا ، زَفر مُعتز بضيق بعد أن طال صمتها وأردف قائلًا بنبرة عصبية:
– هتفضلي ساكتة.. يعني أنا جاي علشان أصالحك مع أن واحد غيري كان رزعك علقه بعد ما سبتي بيتك من غير ما تقوليلوا..
قال حديثه وهو يتجه نحوها لَكن أبتلع حديثه بعد أن رأه دموعها تتساقط علي خديها رَفع يده يَمسح دموعها بأنامله قائلًا بهدوء بعد أن حَن قلبه إليها:
– مالك يا بابا إيه لازمة الدموع دي دلوقتي؟!
أردفت قائلة بنبرة جاشة من بُكاءها:
– تصالحني بعد إيه؟!.. بعد ما مديت أيدك عليا!.. بعد ما اتهمتني بالباطل أنِ لسه بفكر في حازم!.. بعد إيه يا مُعتز!
كانت تَجلس علي الفراش وهو يَقُف مُقابلها يداه علي وجهها يستمع إلي حديثها ليتأثر قلبه بسبب حديثها هو بالفعل كان غاضب لَكن بمُجرد دَخوله الغُرفة ورآها نَسي جميع غضبه منها ولا يُريد سوي مُصالحتها وأحتضانها خصوصًا بعد أن رآه ما تبحث عنه..
كاد أن يتحدث مُعتز لتصرُخ نور عليه بقوة وغضب مع إزدياد بُكاءها:
– أنت أكتر واحد عارف قد إيه أنا بكره حازم وباردو جاي مع أول مُشكلة ما بينا تتهمني بالباطل وكأنك مش عارف هو عمل إيه فيا!..
دَفعت يداه بقسوة وهي تقُف أمامه صارخة تضربه بقبضتها في صدره:
– حازم أغتصبني فاهم يعني إيه؟.. أغتصبني وهددني أنو هيفضحني أتزفت أتصورت معاه بسبب تهديداته أنا مهما أحكيلك كان بيعمل إيه مش هقدر أعبرلك عن كُرهي ليه أنا كُنت محطوطة قُدام الأمر الواقع كان لازم أخرس علشان شرفي اللي أستباحه لنفسُه ورماه علي الأرض محبتهوش بالرغم أنُه حبني وعلي فكرة حازم اعترفلي ليه عمل كده بس ده مَكنش مُبرر ليا أنِ أغفرله أنا مَكُونتش محتاجة منه غير ورقة جواز رسمي تثبت أنِ أتجوزت علشان معيش طول عُمري خايفه من العار والورقة التانية ورقة إثبات نسب وعلشان تعرف حاجة حازم ملمسنيش غير لما أغتصبني ووقتها حصل حمل بكُل تهديداته أنا مقبلتش أنِ أسلملُه نفسي برضايا يعني أنا مش رخيصة

 

 

قالت أخر حديثها وهي تَنهار علي الأرض باكية تَنتحب بقوة ليعلو صوت شهقاتها، تجمد جَسده يقبض بأصابعه بقوة فوق ظهر المقعد القابع بجانبه حتى أبيضت مفاصله..
مر عليهُم الوقت هي تَنتحب وهو ينظُر إليها بحُزن وشفقه علي حالتها غضب من ذاته بسبب ما فعله معها تسرع بالأمر وحكم عليها بالباطل دون أن يَجعلها تُدافع عن ذاتها بل نصب المحكمة وحكم عليها دون أستماعها..
أما هي كانت تَبكي وكأنها لَم تبكي في حياتها كانت تُفكر بما كانت تخشاه ف أسوء مخاوفها تَحدُث أمام عينيها كانت تُخاف مُنذُه زواجهُم بأن يَحدُث مُشكلة بينهُم ويتهمها بماضيها أو يَذكرها به حتي ولو بدون قَصد ويرميها بالباطل بسبب ما حدث الذي لَم يَكُن لها سبب به بل هي ضحية ذلك الوغد الذي خططت ونفذ خطته وأستباح جسدها ظَلت مكانها تُشعر بالأختناق يَحكُم فوق صدرها لا تُريد رؤيته أمامها حتي لا تضعف فلقد أحبته حقًا وتُريده أن يأخُذها معه حتي ولو بالقوة يُرجعها بجانبه للمنزل لَكن بنفس الوقت لا تُريده بسبب قدفه إليها بالإتهام وإهانتها أمام عائلته وضربه إليها ف هو طعنها بوحشية تغلغل الألم صدرها وأرتفعت غصه البُكاء في حلقها تُخنقها..
عند هذا الحد لَم يستطع الصمت بل القي بنفسه يَجلس أمامها يَسحبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة يُقبل كُل أنش بوجهها وهو يعتزر إليها عما صدر منه وتاره يلعن حازم يأمل لَو لَم يَكُن تحت التُراب الأم لَكان جعله يَندم ويتوسل إليه حتي يقتله رحمه بما كان سَيفعله به..
– حقك عليا علي كُل كلمة جرحتك بيها تتقطع أيدي قبل ما تتمد عليكي دموعك غاليه عليا يا نور أنا مش بحبك وبس أنا بدمنك حقك عليا يا نور عيني متزعليش مني.. أنتِ متعرفيش أنا حسيت بأيه وقتها مَكُونتش في وعي غيرتي وخوفي علي أنك تكوني مش بتحبيني زي ما أنا بحبك سيطرت عليا يا نور، غير كلام ديما وقتها جنني مقدرتش أتحمل أنك مُمكن تكوني مُفتقده حازم أو حتي مُشتقاه..

 

 

تنهدت بألم وعينيها تَدور فوق ملامحه بعد أن وضعت أصبعها علي شفته تَمنعه من أستكمال حديثه هامسة بصوت موجوع:
– متنطقهاش.. أنا بَكره أنت مش بنت ف مش هتقدر تحس أحساسي وقت ما لمسني غصب عني الإحساس ده بيقتل..
التقطت نفسها قائلة بعد أن سيطرت علي إحراجها مُصره علي قول حديثها الذي كان علي طرف لسانها:
– أ.. أنا سلمتلك قلبي قبل جسمي يا مُعتز أنا لو كُنت مَبحبكش مُستحيل كُنت أعمل كده.. أنت مَفهمتنيش ولا قدرت تفهمني طالما شكيت فيا..
قَطع حديثها و وضع أصبعه علي شفتها قائلًا:
– أنا مشكتش فيكي يا نور.. صدقيني كُل اللي حصل ده لحظة شيطان أنا واثق فيكي بس غصب عني خوفت كلام ديما جنني
توسعت حدقيتها بصدمة وكأنها تذكرت الحين أمر ديما لتردف قائلة:
– ديما..
تحدث مُعتز قائلًا:
– أنتي صح أتكلمتي معاها في حاجة بخصوص الكلام اللي قالتوا
حركت رأسها يمينًا ويسارًا قائلة:
– لا أنا وصلت متكلمتش مع حد نهائي طلعت علي الأوضة فورًا
قالت حديثها وهي تبتعد عن أحضانه جلست فوق الفراش تتطلع أمامها بأعيُن مَصدومة تملأها الدموع للحظات كانت كالدهر عليها لتَردف قائلة تحت صدمتها:
– هيا ديما أزاي تقول كده !.. ده أنا فتحتلها قلبي وحكتلها اللي حازم عملوا فيا أزاي تكدب وتقول أنِ رايحة المدافن لحازم وهيا عارفة أنِ رايحة لجني وبنفسها دورت علي العنوان وجابتوا علي أساس..
رَفعت يدها علي فمها شاهقة بصدمة بعد أن بدأت تَوضح أمامها الحقيقة لتُردف قائلة:
– مَعقولة ديما كان قصدها تحبني المدافن عند حازم ط.. طَب هيا إيه عارفها أنك هتكون موجود في لحظتها !
رَفعت وجهها تنظُر إليه بصدمة قائلة:

 

 

– هو أنت عرفت مكاني أزاي؟!.. أنت بتراقبني يا مُعتز
نَفخ بضيق ليجلس أمامها علي طرف الفراش يَسحب كفوفها بين راحة يده قائلًا:
– لا كُنت براقبك ولا حاجة كُل الموضوع أن قاسم كان حاطت حراسة تراقب ديما علشان لو حاولت تأذي إيلا وبالصدفة قاسم حكالي أن ديما وأنتي روحتوا المدافن بعد ما الحارس قالوا فطلبت رقم الحارس وتواصلت معاه وجيت قبل ما أدخُل شوفت ديما وقالتلي اللي قالته بس كده.. بس اللي عرفتوا من قاسم قبل ما أجي هنا أن في نفس اليوم ديما راحت ل إيلا الشقة وكانت عايزه تموتها علشان كده أستغلت حكاية حازم وجني علشان تشوش الحارس وتروح هيا ل إيلا.. يارب تَكوني فهمتي حقيقة أُختك زي ما أميرة أُختك فهماها ومتوقفيش معاها لمُجرد أنها أختك ديما أذت إيلا جامد وقاسم كمان بسبب ديما و والدك أتوقف عن العمل بالتزوير
شَحب وجهها مما سَمعته تَسحب كفيها من بين يداه تَضُم جسدها بَذراعيها تتراجع بجسدها للخلف هامسة إليه بعدم تصديق:
– مُستحيل.. ديما أُختي مُستحيل تعمل فيا كده أكيد في سوء تفاهُم وبابا مُستحيل يَزور حاجة مهما كانت عداوته مع الشخص
صبت نظراتها عليه لتتعالي شهقات بُكائها تُكرر كلماتها لا تُصدق حديثه ف هي عاشت طيلة حياتها فَخورة بوالدها تُحب عائلتها ف هي رقيقة هشة ناعمة كُل هذه الأسباب كانت السبب في جعل شخص مثل حازم يستغل سذاجتها وطيبة قلبها تَعرف هذا لَكن بالتأكيد يوجد شيء خاطئ لا تُصدق أن ديما تَفعل هذا..
أردفت قائلة وهي تنظُر إليه بأهتمام:
– أكيد في حاجة غلط يا مُعتز ديما مُستحيل تعرضني لموقف زي ده حتي لو زي ما قولت علشان قاسم مُستحيل تأذي حد من الأساس
إلي هُنا ولَم يَستطع الصمت أنفجر بوجهها قائلًا:

 

 

– ديما أُختك دي أسوء بني أدمه وجدت علي وجهه الأرض بسبب هوسها بقاسم مش مُتقبله أنُه رافضها مش عايزها بيحب واحده تانية أُختك عملت حجات متتخيلهاش مُستحيل تيجي علي تفكيرك وأبوكي بدل ما يوقفها عند حدها ساندها وخلاها تتمادي في شرها اللي مابيخلصش وقُريب هيخلص عليها وعلي إي حد قُريب منها..
صَرخت بوجهه تضربه علي صدره بقبضتها تُنكر كلماته ما كان منه سوا أنه حاوط خصرها بيد واليد الأخري ثبت كفوفها يَجذبها إلي جسده ليرتطم جسده بجسدها كان صدرها يعلو ويهبط أثر شهقاتها العنيفه وتحرُكات جسدها ضد جسده لَعن نفسه علي حديثه الذي أوصلها لتلك الحالة حرك يده يُربط علي ظهرها يَهمس لها بكلمات مُهدئه حتي هدئت شهقاتها واستكانت بين ذراعيه ليسألها بخفوت بنبرة هادئة جاشة:
– أحسن دلوقتي ؟
هزت رأسها بالإيجاب وما زالت تلتقط أنفاسها بصعوبة ليُحدثها بصوت هادئ دافي يملؤه الحنية:
– طَب عايزك تدخُلي تغسلي وشك علشان هننزل نتعشي مع مامتك لأنها بتحضر العشا وبعدها نروح
تَجمد جسدها مُبتعدة عنه بوجهه مُلطخ بالدموع وأعيُن مُنتفخة وإحمرار أنفها قائلة بَجمود ونبرة هُجومية أنفعالية:
– مين اللي هيروح.. أنا مش هروح معاك في إي حته أنت فاكر اللي حصل ده هيعدي بالساهل ده أنت بتحلم
نَفخ بضيق وهو يراها تبتعد عنه بوجهه يكسو الأحمرار وملامح مُنفعله ونبرة شرسة هُجومية أقترب منها يرفع يديه علي وجهها قائلًا بنبرة مُهدئة:
– أهدي يا حبيبتي وكُل حاجة أنتي عايزاه هعملهالك هعتذرلك قُدام الكُل عن سوء فهمي..
قاطعت حديثه بَهجومية وشراسة تدفع يديه من علي وجهها لتنهض من الفراش مُبتعده عنه قائلة وهي تَضغط علي شفتها معا تَمنع ارتجافتهُم:
– أطلع يا مُعتز وسبني سبني لحد ما أقدر اغفرلك وأنسالك اللي عملتو يمكن أقدر
رَفع حاجبه ينظُر إليها بصدمة ف هي تُريد مُعاقبته وتُعيد عليه كلماته التي قالها لها مُسبقًا ليردف قائلًا:
– والله !.. بتربيني يعني !

 

 

قال حديثه وعينيه تَدور فوق ملامحها الحزينة المُتعبة يُتابع حديثها بملامح هادئة لعله يستكشف إي شيء بما تُريدُه حتي يُصالحها..
لتردف قائلة:
– ولا بربيك ولا حاجة.. أنا بعيد عليك كلامك علشان تعرف بيوجع قد إيه كسرة قلبي مش بالساهل أنا صحيح مُمكن أبان ليك وللكُل أني مُسالمة وطيبة وساذجة كمان بس مُستحيل أتنازل عن كرامتي مرة تانية كفاية أني أتنازلت عنها مع زفت الطين اللي وجهتلي تُهمت أنِ بحبوا
بلع لُعابه ببعض من التوتر لأول مرة يُهاب من رده فعلها بل لأول مرة يراها تتحدث معه بتلك النبرة ليردف قائلًا:
– طب أنتي إيه اللي يراضيكي وأنا اعملهولك ؟!
نَظرت إليه بتحدي تَمسح دموعها بَكفوف يدها الصغيرة قائلة بصرامة:
– تطلع برا حالًا.. ماتورنيش وشك لحد ما أفكر أنا عايزة إيه!
صَك علي أسنانه بمُحاولة في السيطرة علي غضبه بسبب حديثها ليردف قائلًا بهدوء:
– نور أنا ماسك نفسي بالعافية مش عايزك تشوفي غضبي علشان كده أدخلي أغسلي وشك وتنزلي معايا بهدوء بدون شوشرة ولا فضايح
كَتفت يدها حولها أسفل صدرها قائلة بتحدي:
– زي ما عملت فضايح وشوشرة قُصاد أهلك أنا عايزة أعملها هنا قُصاد أهدي
أقترب إليها قائلًا بنفاذ صبر:
– نور أعقلي وأركزي كده بقولك مش عايز فضايح ولا شوشرة
قالت بنفس نبرة التحدي وما زالت علي وضعها:
– أعمل اللي تعمله وخلي اللي مايشتري يتفرج يا مُعتز
جَز علي أسنانه بعدما وَقف أمامها قائلًا من بينهُم بَبُطء يملؤه التحذير مما جعلها تتراجع للخلف بعدما عَلمت بأن صبره قد نفذ يرتجف جسدها قليلًا من التوتر والخوف مما جعلها تَضغط علي جسدها بذراعيها المُلتفته حولها:
– ده أخر كلام عندك

 

 

قالت سريعًا بدون تفكير:
– ايوة..
لَم يُمهلها لحظة تَدرُك بها ما حدث حملها بيد واحد واليد الأُخري ألتقط بها حقيبة ملابسها التي لا تُزال مُعبئة يَسحبها مع حقيبة يدها تَحت صدمتها وصُراخها عليه بأن يَترُكها حاولت دَفعه والتملمُل من بين ذراعيه لَكن دون جَدوي..
أغمضت عينيها بأستسلام بعد أن شَعرت بأنفاسه التي تَلفح بوجهها أثر ألتصاق جسدهُما بسبب حَمله إليها خرج من الغُرفة وهَبط الدرج تَحت أنظار فوزية وديما التي ما زالت بالأسفل بعد أن عادت مرة أخري للبيت صاعدة غُرفتها بعد أن نَست شيئًا لتهبط كادت أن تَخرُج لَكن تلك المشهد جعلها تَقُف تنظُر إليهُم بصدمة وحقد من مظهرهُم مع دَلوف رَفعت..
رَفع اللواء رفعت حاجبه قائلًا بشراسة بعد أن جاء فورًا بعد حديث فوزية بأن نور جاءت بحقيبتها غاضبة من زوجها لَكن لَم تُكمل حديثها بأن مُعتز جاء حتي يُصالحها بعدما أغلق الهاتف بوجهها..
– أنت بتعمل إيه هنا في الوقت ده؟!.. ومالك شايل البت كده وخدها علي فين ولا كأن ليها أهل تتكلم معاهُم يا سيادة النقيب مُعتز
قال حديثه الأخيرة بنبرة ساخرة جعلت أعصاب مُعتز تنفُر من بين عظامه ضاغطًا علي جسد نور يلصقها به أكثر كأنه يوجه إليه حديث بأنها زوجته ومن حقه أن يأخذها بأب مَكان يُريده مما جعلها تأن بخفوت مما جعله يُخفف من حدة ذراعه المُلتفت حولها..
– لا يا سيادة اللواء انا جاي هنا بصفتي جوز بنتك مش النقيب مُعتز يعني أنت كمان حمايا مش اللواء
جَز رَفعت فوق أسنانه قائلًا من بينهُم:
– طَب أتفضل يا مُحترم نزل بنتي اللي لافحها علي أيدك بدون ما تعمل أعتبار لوقفتنا وتعالي نتكلم علشان أعرف إيه المُشكلة اللي حصلت ما بينكُم خلتها تيجي بيت أبوها في الساعه دي غضبانه
رفع مُعتز نور بيده أكثر بطريقة إستفزازية يوجه رسالة إلي رفعت بأنها زوجته ليردف قائلًا ببرود:
– نُقعد وقت تاني يا حمايا.. لأن دلوقتي هاخُد مراتي ونروح نتعشي سوا علشان في كلام كتير عايز أقولهولها
قال أخر حديثه وهو يَطبع قُبلة علي خديها غامزًا إليها بَطرف عينيه مما جعلها تخفض وجهها بإحراج ليردف مُعتز قائلًا:
– ولا إيه يا حبيبتي؟!
أغمضت عينيها بمُحاولة في إخراج كلامها بهدوء وتُأجل النقاش معه في منزلهُم بأنفعال سَتُعلمه الأدب بطريقتها، لتردف قائلة وهي تَتلمس كتفيه بكفها:

 

 

– كده يا حبيبي
قال رفعت من بين أسنانه بغضب:
– بقي كده!.. طب تمام بس مترجعيش تشتكي يا هانم
تحرك مُعتز للخارج ليردف قائلًا وهو يسير بجانب رفعت قائلًا:
– لو الوقت بصحيح متأخر، الهانم بنتك رايحة فين؟!
قال أخر حديثه وهو يَرمي نظرة علي ديما التي لَم تستمتع إلي حديثهُم قاطع حديثهُم قول فوزية:
– طب أستنا يا بني نتعشي سوا
أبتسم مُعتز قائلًا بمعذرة وأحترام:
– وقت تاني يا طنط.. ومتخافيش علي بنتك هيا مع جوزها اللي بيحبها ومُستحيل يزعلها
قال حديثه الأخير موجهها كلامه خصيصًا إلي نور بمُحاولة في أن يَرق قلبها له ليُغادر المنزل صاعدًا سيارته بعد أن وَضعها بجانب مقعده..
بعد أن غادر مُعتز ونور كادت أن تذهب ديما لَكن أني صوت والدها الغاضب جعلها تتوقف بصدمة قائلة:
– نعم!.. يعني إيه رايحة فين؟!
صَرخ رفعت بوجهها وهو يتقدم إليها قائلًا بشراسة:
– أطلعي فوق يا بت وملكيش خروج لحد ما تتعدلي وبقولك إيه حوار قاسم ده تنسي خااالص أنا مش عايز مشاكل في شُغلي..
جحظت عينيها قائلة بصدمة:
– يعني إيه؟!.. أنت مش قولتلي أنك هتوقف جمبي وتجوزني قاسم خلاص سَحبت كلامك
ألتقط شعرها بين أنامله يَشده بقسوة قائلًا بنفاذ صبر:
– وقوفي جمبك هيكلفني خُسارة شُغلي.. قاسم ومش عايزك يعني المفروض تخلي عندك دم وتتهدي بقي أنا ساكتلك ومش عايز أزعلك بس لحد هنا وكفاية لما يتبعتلك أمر بأن يتكشف عليكي تاني يبقي في حاجة هتحصل وهتضُر منصبي اللي بنيته سنين أنا مش مُستعد أخسر شُغلي علشان عيلة تافهه زيك.. يلا علي فوووق
قال أخر حديثه بَصُراخ وقسوة يدفعها للأمام ظَلت تنظُر إليه بصدمة قبل أن تَركُض علي الدرج قاصدة غُرفتها، تَوجهت إليه فوزية تُربط علي كتفه قائلة بمُحاولة في تهدئته:
– أهدي يا رفعت.. أهدي يا حبيبي علشان صحتك وتعالي نتكلم فوق في أوضتنا
قالت حديثها وهي تُحاوطه صاعده به نَحو غُرفتهُم..

 

 

* داخل غُرفة عز وخلود بعد أن وَصل وجلست خلود مع حنان غير مُصدقة أنها تراها أمامها طيلة جلستهُم التي لَم تتعدي النصف ساعة كانت خلود تُتابع عز بنظراتها تَعرف أنه بحالة غير جيدة يحتاجها، ساعدت حنان هي وعز للصعود إلي الغُرفة ومن ثُم دَلفت هي وعز جناحهُم..
بمُجرد أن خطت رجليهُم بالداخل سَحبها عز من رقبتها طابعًا قُبله عليها وهو يَتنفس بعُنف وغضب لَفت خلود ذراعيها حول ظَهرُه تَضُمه إليها هامسة إليه ببعض الكلمات المُهدئة لقلبه:
– أسحب نفس قوي للداخل ثانيتين وخَرجُه بَبُطء خالص
إعتدلت بَوقفتها تَضُمه إليها وهي تَشعُر به يتشبت بجسدها أكثر رَفعت ذراعها تُعدل شعرها لتردف قائلة:
– إيه اللي تعبك للدرجة دي؟
دَس أنفه بعُنقها يَشم عبيرها وهو يَسحب نفس قوي للداخل ويُخرجه كما قالت له ظَل هكذا لدقائق إلي أن تَحدث قائلًا بنبرة وجع:
– موجوع نفس وجع زمان وأنا شايفها بتتعذب قُدامي مش قادر أعملها حاجة كأنِ أنا اللي مُقيد بالحديد مش هيا صوت صُراخها أنا سامعُه مَحاوطني من كُل إتجاه نفسي أفقد الذاكرة علشان أنسي الأحداث وصُراخها طول الليل من الوجع والإحراج اللي كان مليها لَكن في نفس الوقت مش قادر أسيبها عايز أحررها من الماضي اللي بيحاوطها ومازال بيحاوط جاسر، أول ما دخلت وشوفتها وسمعت صوتها اللي لسه مليان بوجع سنين حسيت أنِ برجع تاني لنُقطة الصفر بنهار مش عايز كده مش بعد كُل ده أرجع أعيش نفس القهر والذُل والضعف ده تاني..
سَقط لتسقُط معه علي الأرضية ظَل مُتشبت بجسدها وأنفه بين حنايا عُنقها يستكمل حديثه بنفس النبرة المُؤلمة المُفجعه لقلبها علي رفيق العُمر:
– أنا بكرهه كُل ما ما قلبي بيرجع غصب عني يَحاول يصفالوا أو يَحن ليه يقوم راجع كرهوا تاني حاسس أن النهاية قربت لازم تَكون شافعة ومُرضية لقلبها وقلب جاسر.. جاسر اللي مازال بيخاف يَدخُل الفيلا الكوابيس اللي مُتأكد أنها بتحاوطه زي ما بيحصل معايا دمرنا ودمرها عيلة كاملة أصبحت محتاجة ملجأ يتبناها لمُعالجة نفسية شاملة بسبب أب مريض مش قادر يستوعب معني كلمة أمومة ، مهما اللي كان أتعرضله في طَفولته مش من حقه يَدمرنا يحرمنا من حُضن الأُم لسنين علشان غرايزُه المريضة أنا وجاسر مثال حي أتربينا وسط بيئة مؤذية بس مطلعناش نعمل ذيُه..

 

 

 

رَفع وجهه من بين عُنقها قائلًا بأعين مُنتفخة حمراء ودموعه مُلظخه علي وجهه:
– عُمرك حسيتي أنِ عنيف معاكي طَب عُمري وجعتك يا خلود، قولي لو أنا وجعتك للحظة حتي مش أنا دايما بسألك إذا كُنتي مَبسوطة معايا ولا لا بعد كُل مرة بقربلك فيها مش بسألك إذا كُنت وجعتك حتي ولو بدون قَصد.. كده ولا مش كده يا خلود رُدي علياا
قال حديثه الأخيرة بصُراخ ودموعه تزداد علي وجهه ليرتفع صوت شهقاته مما جعل خلود تَسحبه بين ذراعيها تَضُمه إليها أكثر ليتشبت بها يَبكي بشهقات ضد بشرة عُنقها وجسده يرتجف بين ذراعيها لتردف قائلة:
– كده يا حبيبي.. أنت مافيش حد في حنيتك ولا طيبة قلبك بلاش تزود علي نفسك أنت عملت اللي عليك مَكنش في أيدك حاجة تعملها اكتر من كده يا حبيبي
تَنفس بقوة وهو يَرفع يده يتلمس خُصلات شعرها الطويل المُموج بتمويجاته الساحرة كالبحر زفر بقوة يُريد إخراج ما يَخنقه بالداخل ليهمس إليها بنبرة هادئة:
– خلود.. أنا ملمستش جميلة كُل ده طلع من تَخطيط داوود قاسم مأذنيش أنا اللي أذيتوا ودمرتوا مادتش نفسي وقت حتي أسمعه كأني بنتقم من الدُنيا اللي مددنيش فُرصة أعبر عن اللي جوايا قُومت أنا مددتهوش فُرصة، أنا مظلوم وظالم سَمعت كلام شيطاني ونفذته بالحرف الواحد حققتله مطلبه في أنُه يَحبس روحي في أيده كان مُتأكد أنه هيقدر يسيطر عليا ويوهمني خلاني مُجرم تاجر مُخدرات بعد ما كُنت بدافع عن حقوق الناس وبقبُض علي التُجار بقيت أنا واحد منهُم يعني مفرقتش عنهُم
علاه صوت بُكاءه قائلًا وهو يبتعد عنها شبر يَمسك وجهها بين كفيه:
– روحي هتفضل مَحبوسة في الوحل طول ما أنا ظالم وفلوسي جاية من الحرام.. لو مُوت هموت وأنا عارف أنا رايح فين أنا حتي مش قادر أدعيلوا بأنه يسامحني ويغفرلي ذنوبي من كُتر المعاصي اللي مَحاوطاني أنا مَكسوف أركعله لأنِ مش طاهر ذنوبي نجستني خلاص حاسس أن نهايتي هتكون بشعة مش قادر أستوعب أنِ هسيبك لوحدك بعد ما وصلت معاكي للنُقطة دي

 

 

شَهق بقسوة لتنفجر خلود ببكاء مرير قائلة من بين بُكاءها الأليم أثر كلماته:
– لا متقولش كده يا عز أنت هتوب وربنا هيسامحك لو عايز نبدأ من الصفر أنا معاك مش عايزة غير وجودك جمبي.. عز أنا مش لوحدي اللي عايزاك في مامتك
سَحبت يداه من علي وجهها لتُمررها علي معدتها قائلة بنبرة مُتحشرجة:
– أبنك أو بنتك عايزينك أحنا حياتنا لسه بتبتدي سوا..
رَفعت يدها تُحاوط وجهه قائلة بأمل بالرغم من دموعها التي تَنهمر علي خديها:
– فين كلامك يا عز ليًا وقت ما جيت أتقدمتلي فين وعدك لبابا اللي كان عارف كُل ظروفك اللي صدق أنك أتسجنت ظُلم وقبل يديك بنته علشان عارف أنك راجل هتشلني جوه عينيك بلاش تيأس أحنا في البداية خلاص هنقفل كُل الصُفح القديمة وهنبدأ من جديد حياة نضيفة.. معايا أنا بس
تنفست بقوة تستكمل حديثها قائلة بنبرة جادة لا تَقبل النقاش تُحفزه علي الأصرار والنهوض من جديد تتلمس خديه:
– علي فكرة يا عز أنا اتجوزت راجل مُستعد يحارب الدُنيا كُلها ويعمل إي حاجة علشان عيلته..
لَف ذراعه حول رقبتها يَسحبها تَحت ذراعه ليطبع قُبلة طويلة علي رأسها قائلًا بنبرة مُتحشرجة:
– وقبل عيلته علشان مراته حبيبه قلبه خلوده في الدُنيا أنا صحيح مش كبير في السن بس عندي خبرة في الحياة تخليني أعرف أقدر الست اللي معايا.. أنا بحبك أوي يا خلود
وضع إصبعيه أسفل ذقنها يُثبت وجهها المُلطخ بالدموع ك وجهه ينظُر إلي عيونها قائلًا بحُب:
– كُل ما أقرر أنِ ماحكلكيش حاجة علشان مشيلكيش همومي ألاقيني بجري علي حُضنك وأقول كُل اللي وجعني برمي حمولي كُلها عليكي مَبكونش حابب كده بس مبقدرش أتكلم ولا أعيط مع حد غيرك
رَفعت يدها تتلمس شفته قائلة بَهمس:
– بوقك بيطلع كلام زي الشهد
ضَحكت بخفة تستكمل حديثها قائلة:

 

 

– أنا لا شوفت ولا هشوف حد متربي زيك يا زوزي سبب حُبي ليك حنيتك تربيتك النضيفة بالرغم كُل الظروف اللي واجهتك فضلت مُتمسك بحنية قلبك اللي زرعتها والدتك فيك.. أنا بحبك آوي
قالت أخر حديثها وألقت بنفسها بين ذراعيه تتنفسه بعشق لينحني برأسه يَدفن وجهه بشعرها قائلًا بتنهيدات عشق:
– بدمنك يا خلودي الأبدي.. ودلوقتي عايز أفضل طول اليوم في حُضنك لحد ما الدُنيا تنور ونكمل كلامنا بُكره
قال أخر حديثه ليحملها بين ذراعيه مُتوجه بها نحو الفراش حتي يَنعم بالدفئ والطمأنينة بين ذراعيها ♡
~إنتهي هذا اليوم إلي هذا الحد بسلام ليبدأ يوم جديد يَحمل معه الخير يملؤ بإجواء مُشرقة بالأمل والسعادة يَأمل بأن يَمُر اليوم كما يّحلم له مُنذُ سنين حَلم بهذا اليوم لَكن سنعرف بالنهاية ما رأي القدر..♡
تنهد بعُنف أثر الكابوس الذي زاره جعله يَنتفض من نومه مع بداية خَطوط النهار سَحب الهاتف يُريد أن يَطمئن عليها بعدما رآه في الحلم مَكروهًا يَصيبها أتصل بها ليطيل الرنين بدون إجابة عاود الأتصال مرةً أُخري ليأتي إليه صوتها الرقيق الهادئ يَملؤه الدفي والنعومة قائلة:
– صباح الخير يا بيبي
تنهد بأطمئنان بعد أن أتِ إليه صوتها الذي طمئن قلبه ليردف قائلًا:
– صباح النور يا حبيبي.. مابترُديش ليه كُنتي نايمة؟!
جاء إليه صوتها المُبهج قائلة بدلع:
– نايمة إيه بس ده أنا صاحية من الفجر يدوبك صليت وفطرنا بعدها نزلت أنا وأصالة معانا غريب أشترينا قُماش وشوز وجدي بَعت يجيب الخياطة علشان تفصلي الفُستان علشان حضرتك مفكرتنيش أنِ أشتري فُستان علشان النهاردة
إرتسمت إبتسامته علي شفته بعدما أني إليه حديثها بصوتها المُحبب لقلبه ليردف قائلًا بتنهيده:
– طَب و وصلتوا لفين؟
أبتعدت عن التجمُع العائلي وخَرجت إلي الحديقه حتي تتحدث معه بمُفردها قائلة:
– قربت تَخلص أهو
أردف قائلًا بنبرة قلق:

 

 

– تفصيله الفُستان عاملة أزاي ؟
جزت علي أسنانها بمُحاولة كَتم ضحكتها من نبرته قائلة:
– تفصيله جميلة ومؤدبة خالص خالص يا حبيبي.. ولونه نبيتي زي ما أتفقنا تَظبط اللون معايا في البدلة مَفهوم
تحدث بصرامة قائلًا بشك:
– مَفهوم يا إيلا بس أنا بتكلم جد مش عايز أفورة
تحدث قائلة ببعض من الجدية:
– هو مش أُوفر والله ومتقلقش جدي أساسًا والوحوش اللي هنا مش هيسبوني أفور يعني
أردف قائلًا بجدية وبعضًا من الغيرة:
– قصدك مين بالوحوش مش فاهم
إبتسمت بعد أن علمت بغيرته ف هي أعلم الناس بكُل نبرة تَخرُج من فاهه ما مقصدها لتردف قائلة:
– أعمامي وغريب وفارس ما أنت عارف العرق الصعيدي هنا زي فيلم التار ولا العار
قالت أخر حديثها وأنطلقت ضَحكه من بين أسنانها ليردف قائلًا بجمود أثره الغيرة:
– أعمامك وتمام معنديش مانع بس غريب وفارس إيه دخلهُم في الموضوع من الأساس بقولك إيه مَحدش يتحكم فيكي سامعه لو حد بس داس لك علي طرف عرفيني وأنا أعرفه مقامه
زادت إبتسامتها لتردف قائلة تَنفي حديثه وشكُوكَه:
– مَحدش ضايقني نهائي يا قاسم حتي أعمامي ومراتتهُم بيعاملوني عادي مش زي الباقي بس مش وحش مَلهُمش دعوة بيا
أردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة يُحاول السيطرة علي كومه غيرته بسبب بُعدها عن ناظريه:
– تمام يا حبيبي هانت بأذن الله يوم النهاردة بس يعدي علي خير ومش هتبعدي عني لحظة بعد كده.. بس لحد ما أجي مش عايز هزار علي الفاضي والمليان مع ولاد عمك سامعه يا حبيبي
أومأت إليه بالإيجاب وكأنَهُ يراها قائلة:
– حاضر يا حبيبي
ليتحدث قائلًا:

 

 

 

– طب أقفلي وهتصل بيكي فيديو كول علشان وحشتيني يا ملبن
إبتسمت قائلة بخنوع مُحبب للرجُل الذي تُحبيه:
– حاضر يا قلب الملبن
أغلقوا سويًا ليتصل بها عبر أحد البرامج بعد أن جَلست علي أحد المقاعد القابعة بالحديقة الواسعة، بمُجرد أن رآها أمامه إبتسامة مُشرقة حالت علي ثغره ليردف قائلًا وهو يَراها خُصلاتها الذهبية تنتشر حولها مع لامعه لون سماءها وبُندقتها التي تَشُع من عيناها أثر نور الطبيعة المُحاوطها قائلًا:
– ياخراشي علي جمال الصُغنن بتاعي وحشتيني يا ملبن
تَوسعت إبتسامتها قائلة:
– وأنت كمان.. بس تعالي قولي هنا كُنت بتعوم فين علي الصُبح كده ؟!
رَفع حاجبيه يُخفض بصره ينظُر علي ذاته قائلًا دون فهم:
– بعوم إيه!!
أردفت قائلة من بين ضحكاتها:
– ما هو مَفيش إنسان طبيعي بيقوم من النوم متبهدل كده شعرك منكوش ليه بالمنظر ده بس !
رَفع قاسم يداه علي شَعرُه يُرتب من خُصلاته المُشتعه قائلًا بغزل:
– لا يا ملبن هو الطبيعي كُل الناس بتصحي منعكشه إلا أنتي طالعه من علبه المولد علي البوق علطول علشان تدوبي فيه
أحمرت وجنتيها من الإحراج قائلة بنبرة هادئة مُحرجة:
– قاسم بطل كلامك ده.. مَتكسفنيش
أبتلعت حديثها بصدمة بعد أن رأت غريب يَقُف مُقابلها ومما يتضح أنه قَد سمع إلي حديث قاسم وغزله بها الصريح جاء صوت قاسم قائلًا بعد أن رآي تغيُر ملامحها للأنكماش وتوسُع عينيها:
– إيه ملبن مالك سرحت في إيه بس؟!

 

 

 

رفع غريب يداه علي وجهه إلي أن لامس ذقنه بحركة مُحذره بأنه سيُأدبها قائلًا بَهمس:
– هوريكي
قال حديثه ليجلس بجانبها يُقرب وجهه من الهاتف قائلًا بجمود لَكن مازحًا:
– اجده تطلع منيهُم يا حضرة الضابط من اللي بيعاكسوا البنات الصُغننين في عِز النهار
صُدم قاسم لَكن حاول تَدارُج الأمر سريعًا حتي لا يَظهر علي ملامحه ليردف قائلًا بجمود مُتجاهل مَزحه:
– أزيك يا غريب ؟
سَحب غري بالهاتف من بين يدها قائلًا:
– الحمد الله بخير وأنت يا عريس أخبارك إيه؟
أردف قائلًا قاسم وعينيه تُحاول مُتابعة ذراع إيلا الظاهر عبر شاشة الهاتف لعله يستكشف مَدي قُربهُم:
– تمام يا غريب.. بقولك إيه صحيح سيف مش عندكُم
تحدث غريب يُأكد حديث قاسم قائلًا:
– ماتجلجلش يا جاسم جدي حذره أنُه يجي البلد طول ما إيلا موجودة
تَنهد قاسم بأطمئنان وكاد أن يستكمل حديثه لَكن جَسده تَخشب وصّرخ علي غريب بقسوة وعُنف بعد أن رآه يَمد يده حول كتف إيلا:
– نزل أيدك وأبعد عنها بدل ما أجي أطلع عين اللي خلفوك.. أنت أهبل ولا إيه؟!
لَم يَمهله الحديث ليردف قائلًا:
– أديها الموبايل وقوم فز من جمبها مَتقعُدش لازق فيها من الأساس، أنا مافيش في أدبي ولا قلة أدبي في خليني أتعامل معاك بأدب لحد ما الجوازة دي تتم علي خير وبلاش تخليني أوريك قلة الأدب
صَدم غريب بمن سيل التهديدات التي أمطرت عليه ليردف قائلًا تحت صدمته:
– إيه يا معلم ماسورة مجاري وأتفتحت في وشي إيه هدي حالك أنا كُنت بَسند أيدي علي مسند المُرجيحه مش جصدي أحُط أيدي عليها ثُم دي بنت عمي متنساش..

 

 

قَطع قاسم حديثه قائلًا بصرامة:
– أديك قولتها بنفسك بنت عمك يعني مش أُختك ولا مراتك علشان تتعامل معاها بإريحيه بس هيا في حُكم خطيبتي ومراتي قُريب إن شاء الله يعني أتكل علي الله وخليك لذيذ
رَفع غريب حاجبه قائلًا:
– أجده !.. طَب تمام يا جاسم مستنيك النهاردة وهتشوف جلة الأدب والرزاله علي أصولها أصل أنا رزيل رزيل جوي
قال أخر حديثه ثُم نَهض يُعطي الهاتف إليها يترُكها مع الوحش الغاضب الذي سينفجر بها..
في ذلك الوقت كان يوجد من يُراقبهُم عبر تُراس غُرفتها تَقُف إعتماد تنظُر إلي ما حدث بغيرة وشَك يُمزق قلبها ضغطت بقوة علي سور التراس حتي أبيضت مفاصلها من الغيرة والغضب..
~ عند إيلا وقاسم..
أردفت قائلة فورًا بمُحاولة بأصلاح الأمر:
– أنا ماليش دعوة يا قاسم حسابك معاه وخرجني برا الموضوع أنا عن نفسي مليش دعوة بحد من ولا عمامي أقولك أنا مش مُعترفة بالنسب ده أساسًا
رَفع قاسم حاجبه ينظُر إليها بَغضب مُصطنع يَكتم ضَحكاته بصعوبة بسبب مظهرها كانت خائفة علي زعله وليس منه..
ليردف قائلًا:
– والله!.. وطالما كده مَقُومتيش ليه أول ما قَعد بدل ما أنتِ سيباني أغلي في نفسي وأنا قاعد بحسب المسافة بينكُم ولا كأني طالب هندسة في الأمتحان
ضَحكت بخفة قائلة من بين أسنانها:
– أحسن علشان تَحس بيا لما بضايق من أُم أربعة وأربعين
ضيق حاجبيه قائلًا:

 

 

-بذمتك ينفع الملبن الطري ده يغير من حاجة نشفه زي زفته الطين دي وبعدين متجبيش سيرتها في يوم عسل زي ده يا عسل
زادت وتيرة ضحكاتها لتردف قائلة:
– علي فكرة أنا خُوفت علي زعلك مش منك
توسعت إبتسامته بإشراقة كان ينتظر هذه الجُملة مُنذُ زمن لا يُريدها تُخاف منه مهما حدث لأنه من بعد اليوم الذي رَفع يده عليها ظَلت تُذكره بفعلته إلي أن وصل إلي أنه كَره ذاته بسبب فعلته لَكن كلماتها الأن اطفئت من نار قلبه المُشتعل بحريقة داخليه مُنذُ زمن..
أردف قائلًا تحت نظرات عَشقهُم بنفس نبرتها مُقلدًا أياها:
– علي فكرة أنا بموت فيكي وبغير جدًا أنا ماسك نفسي بالعافية أنِ سايبك قاعدة عندك وسط ولاد عمك علشان أقدر أوصلك مش مُتقبل الفكرة بس اللي مسكتني هدفي وسعي في الوصول ليكي غير ثقتي العامية فيك يا ملبن
إبتسمت بسعادة لتردف قائلة بإحراج ليخرُج حديثها بشكل مَعكوس من التوتر والإحراج بحروف مُتقطعة:
– طَ.. طَب أ..أنا هقوم أشوف الفُستان وصلت الخياطة لحد فين
ضَحك قاسم عليها ليردف قائلًا:
– قوم يا واد أنت يا اللي بتتحرج من أقل كلمة وروح شوف الفستان والخياطة
نَظرت إليه بحاجب مرفوع قائلة بلماضة تُخرج طرف من لسانها:
– ملكش دعوة.. باي يا وحش
أغلق معها والابتسامة لا تُزال مُرتسمة علي شفته لينهض من الفراش مُتجه نحو المرحاض يبدأ يومه بنظافته الشخصية بعد أن أراح قلبه بالاطمئنان عليها أولًا وبعد أن ينتهي سيبدأ يومه بتجهيز كافة الأشياء مما سيجلبه وهو ذاهب إليها إلي المُفاجأة إلي تجهيز ذاته كعريس..

 

 

* داخل فيلًا خالد الشيمي
أتِ خالد من عمله مُبكرًا حتي يَطمئن علي جني..
دَخل الجناح ليرآه المكان من حوله مُظلم تَحرك إلي الفراش بَبُطء وأشغل زر الأضاءة الخافته ليراها مُتسطحة علي الفراش نَزع جاكت بدلته يليه القميص ليصبح عاري الصدر..
تَنهد بقوة ليتمدد بجانبها يَسحبها من خصرها ليلصقها به رفع يده لشعرها يَبعده جانبًا ليدس وجهه بعُنقها طابعًا قُبله رقيقة بين ثنايا عُنقها هامسًا إليها بنبرة شغف:
– تّعب اليوم كُلو بيروح بمُجرد ما برجع البيت وأخدك في حُضني
إبتسمت جني قائلة بنبرة دافئة مع ملمس يديه حولها يَشعُرها بالدفئ:
– أموت وأعرف إيه اللي غيرك التغير الجزري بالشكل ده؟!
طَبع قُبله علي عُنقها ليدس أنفه بين حنايا عُنقها يُحركها ضد ملمس بشرتها ويَشم عبيرها قائلًا بنبرة هوس مُغيب:
– طول عُمري بحبك يا جني مَكُونتش عايز أقسي عليكي أبدًا بس طريقة تَعامُلك معايا من وقت ما اتجوزتك طول الفترة دي دايما حاسس بالكُره، فكرة أنك مش مُتقبلاني خلتني زي المجنون حاولت كتير أعاملك بهدوء وحنية بس كُنتي بتتعصبي وترجعي تفكريني تاني أنِ أتجوزتك في الضلمة فكرة أنك بتحسسيني بعجزي كانت بتقتلني أنا خلصت جامعة من هنا وكُل تفكيري أنِ أرجع أحاول مع أهلك تاني ودورت علي شُغل وأشتغلت بالفعل بس لما رجعت علشان أتقدم ليكي لقيت الدُنيا أتشقلبت عز أتسجن و والدتك في المُستشفي وأنتِ وجاسر بعدوا عن والدكُم حاولت أتكلم معاكي علي جوازنا بس دايما كُنتي بترفُضي مَجاش في بالي غير أنِ أخطفك وأحرق الشقة علشان يفتكروا أنك بعد الشر عليكي موتي وينسوكي دي الطريقة الوحيدة اللي كُنت هعرف أتجوزك بيها.. بس دلوقتي طريقتي أختلفت زي ما بتقولي لما حسيت أنك هضيعي مني لأول مرة أحسك بتبادليني مشاعرك أنا مش وحش يا جني كُل الموضوع أني حبيتك وأنتي حبتيني مَكنش ينفع أسيبك تضيعي من أيدي خصوصًا وأنا عارف أن رافضك ليا علشان أهلك رافضين خوفك أن أبوكي يأذيني خلاكي تفكري أنك تتخلي عني بس أنا عكسك تمامًا فضلت مُتمسك بيكي علشان بحبك
ألتفتت إليه بجسدها الذي ما زال بين ذراعيه تنظُر إلي وجهه المُقابل لوجهها قائلة وهي تتنفس بَبُطء بسبب مَلمس يديه التي تسير علي خديها:

 

 

– أنا عُمري ما كرهتك يا خالد بس كرهت طريقة تعاملك عصبيتك اللي كانت بتأذيني أنا بحبك و أوي كمان بس هرجع وأقولهالك اللي وجعني طريقة جوازنا اللي مَكنش حد يعلم بيها غير أهلك وأصحابك طب فين أنا أهلي فين !..
نَظر داخل عينيها قائلًا بنبرة صادقة:
– هتصدقيني لو قولتلك أنِ مَفكرتش في إي حاجة غير أنِ عايزك معايا عايز أتنعم في حُضنك اللي بيحسسني أن الدُنيا كُلها بين أيديا، ااه لو تعرفي أنتي بالنسبالي إيه يا جني؟
بادلته النظرة قائلة بشرود بحديثه:
– بالنسبالك إيه يا خالد؟
خرجت دمعه من عينيه تنساب علي خديه قائلًا بصدق ومشاعر:
– إنتي الدُنيا كُلها.. وأنا معاكي بحس أنِ مش محتاج حاجة تانية إنتيِ لو طلبتي الدُنيا كُلها هتكون تَحت رجلك
رَفعت يدها تَتلمس شفته بإصبعها قائلة بنبرة تُعبر عن عشقها الدفين اه مُنذُ سنين لا تقل عنه عشقه لها:
– مش بعرف أقول كلام حلو زيك بس اللي لازم تَعرفه ولازم أعترف بيه أنِ عرفت قيمتك أنت المَكسب الحقيقي اللي طلعت بيه من الدُنيا
أردف خالد قائلًا بسعادة تَنُط قافزة من عينيه:
– يا خرابي يا جدعان الأميرة جني بنفسها بتعترف أن الشيمي مَكسبها يابوي يا جدعان
ضَحكت جني بنبرة مُرتفعة ليرفعها خالد فوق جسده يُسطحها علي صدره لترفع ذراعيها تُحاوط عُنقه تُقرب أنفها إليه تُحركها علي أنفه بَبُطء قائلة:
– لودي أميرتك عايزة تَطلُب طلب صُغنن قد كده منك.. مُمكن
أردف قائلًا وهو يَزيد من ضمها:
– أُومري وأنا أنفذ
تحدث قائلة تَحت قلقها من أن يَرفُض طلبها:
– عايزة أكمل تعليمي..

 

 

ضيق عينيه قائلًا بصدمة:
– ليه وأنا مش مكفيكي يعني ف عايزة تتعلمي علشان تشتغلي ولا إيه بالظبط؟!
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لا طبعًا يا حبيبي.. بس ده حلمي يا خالد أنا مجموعي في الثانوية كان كبير وكُنت هدخُل كُلية بس حصل اللي حصل وبسبب جوازنا رفض تخليني أكمل بس دلوقتي الدُنيا أتظبطت بينا أنا عايزة أرجع أكمل
أردف خالد قائلًا:
– ترجعي تكملي دلوقتي يا جني بعد ما عدي سنتين علي جوازنا وعلي موضوع التعليم..
قاطعت حديثه بعصبيه قائلة بأنفعال:
– خالد أنا مش كبيرة أنا يادوب واحد وعشرين سنة يعني أقدر أدخُل جامعة عادي وحتي لو كُنت كبيرة التعليم مالوش سن
أغمض عينيه يُهدء من روعه ليفتحهُم يَرفع يديه يُربط علي خدها قائلًا:
– مش قصدي يا روحي أنتي صغيرة وأنا عارف كده كويس بس مش عايزك تتعبي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لو قَصدك علي موضوع البيبي مَتقلقش ولو خايف أنِ أقصر معاك باردو متقلقش أنا هعرف أظبط الدُنيا بس أنت وافق.. أصلًا لسه مش هينفع أقدم غير السنه الجاية لأن السنادي خلاص راحت الترم التاني هيبدأ كمان أسبوع
رفع حاجبه قائلًا:
– ده أنتي بتفكري في الموضوع من بادري بقي؟!
إبتسمت قائلة:
– نور.. صاحبتي اللي قولتلك عليها هيا في سنه تالته شجعتني لمًا عرفت أنِ مَكملتش
خّبطت علي رأسها قائلة:
– أوبا.. أنا نسيت أكلم نور دي وحشتني آوي
كادت أن تَنهض من عليه ليمسك معصمها يوقفها قائلًا:
– عايز أقولك حاجة كده.. عز وقت المُشكلة ك.. كان يعني من خوفه عليكي طبعًا قال أنك بعد الشر موتي والخبر نزل في الجرايد وعلي الأنترنت علشان.. امم بُصي بصراحة كده نور أتصلت علشان تتأكد إذا كان الخبر ده صح ولا لا بس أنا مردتش عليها

 

 

صدمة إحتلت وجهها لتردف قائلة بعدم تصديق وأنفعال:
– هو عز إزاي يعمل كده؟!.. لا بجد ده اتجنن خالص يعني إيه ! أنا في نظر الناس ميته
سَحب وجهها يَطبع قُبله علي شفتها قائلًا بعد أن إبتعدت:
– بعد الشر عنك يا روحي.. عز مَكنش يُقصد من خوفه عليكي وعلي اللي حصل وقتها
نَفخت بضيق قائلة وهي تَنهض:
– طب سبني دلوقتي لَما أفكر هقول إيه لنور اللي فَكراني ميته دي
قالت أخر حديثها بسُخرية، لينفُخ خالد من أفعال عز ثُم سَحب هاتفه يتصل بأحد بأمر ما سيفعله مساءًا..
* أمام سرايا العُمدة داخل مَدينة سوهاج
وَصلت سيارة فَخمة سوداء أمام دار العُمدة خلفها سيارة خاصة بالحرس ليهبط من السيارة الفخمة رَجُل و إمرآه يَبدو عليهُم الثراء والرُقي ” جلال الجارح وحرمه زينب مُعتصم ”
تَرجل قاسم من السيارة بَجاكت فَخم باللون الأسود يَصل إلي مُنتصف فخذيه يُميزه بروز مَنديل الجيب البارز باللون النبيتي الغامق يرتدي أسفله بلوفر كول برقبة مُرتفعة مع سروال بنفس اللون الجاكت مع حذاءه اللامع باللون الأسود.. كان أنيق بشكل راقي مع قَصه شَعره البُني الغامق بخُصل فاتحة بنعومته الهائلة يُمشطه للخلف بطريقة بارعة مع أنسياب بعض خُصلات جانبية من الأمام مع طول الذي أزداد طولًا تلك الفترة ليزيده وسامة عن وسامته..
دَلفوا وخلفهُم ثلاثة من الحرس أثنان يَحملون بعضًا من الحلوي الفاخرة الذي جلبها قاسم من أفخم أماكن بالقاهرة منها الكعك والجاتوه والعديد من أنواع الحلوي الغربية أما الثالث كان يَحمل علبة كَبيرة للغاية أما هو كان يَحمل باقة أنيقة للغاية من الورود التي تَعشقها فتاته مع هديه خاصة بها لأمر الخُطبة، أستقبلهُم العُمدة وأعمامها وغريب بالترحاب ليأخُذ الخدم من الحُراس المُعلبات التي بين أيديهُم لَكن الحارس الذي كان يَحمل العلبة الفاخرة دَخل بنفسه يَضعها بالمطبخ، في تلك الحين أقترب قاسم من أصالة وقال لها بعد الكلمات لتتوسع إبتسامتها وتُحرك رأسها بإيماء بأنها سَتُنفذه مَطلبه..
جَلس قاسم و والديه في غُرفة الأستقبال الفخمة التي كان يَملؤها أثاث فَخم وحولهُم العُمدة وأعمامها وغريب..

 

 

حمحم قاسم قبل أن يتحدث لا يعرف لما تَوتر كأنه بأختبار دراسي وعليه أن يَنجح به بدأ الحديث حول أمر طَلبه لإبنة هَذا الدار حول زيجتهُم ليردف قائلًا بنبرة رجولية باحتة:
– طَبعًا زي ما أنت عارف يا عُمدة أنا جاي ليه النهاردة.. أنا يَسعدني ويُشرفني أنِ أطلُب أيد حفيدتك إيلا سيف الأسيوطي
في تلك اللحظة كان يُوجد من يلتقط عبر كاميرا هاتف إيلا جَميع ما حدث من بداية وَصول سيارته أمام السرايا إلي دخولهُم إلي كلامه كان فارس يَقُف علي باب الغُرفة الموارب يلتقط جميع ما يَحدُث بأمر من إيلا..
جاء صوت العُمدة الأجش القوي قائلًا:
– وأنا موافج مبدئيًا.. بس لازم نَسمع رأي العروسة حتي لو عارفينه دي الأصول
إبتسم قاسم وزينب وجلال برغم ضيقه لعدم تقبله بالأمر للحين بسبب غيرته عليها كان يُريد أن يأتي اليوم الذي سَيطلُب أحد الرجال بَخُطبتها ذلك اليوم حلم به كثيرًا والأن يتحقق لَكنه لَيس أباها..
أردف العُمدة قائلًا بصوت قوي:
– جوم يا غريب نادي علي بنت عمك إيلا
نَهض غريب تحت إبتسامته ليغمز إلي قاسم بتوعُد لما حدث..
مر وقت قليل ليأتي غريب ومعه العروس ” إيلا “..
خَطتت أولي خَطواتها بقدميها اليُمني داخل الغُرفة برأس مُنخفضة أسفلها جاء إليها صوت العُمدة يُحفزها علي القدوم والجلوس بجانبه لتفعل الأمر.. كانت تَسير بخطوات بطيئة تَحت أعيُن الكثير..
زينب التي كانت تُتابعها بَلهفه وأشتياق لرؤيتها إلي بنتها الجميلة سوف يتم خُطبتها علي ولدها كانت سعيدة لهُم للغاية..
جلال الذي كان يَكتم دموعه داخل حدقتيه عندما رآه بذلك الوقت والإحراج يَكسو ملامحها مع الفرحة العارمة تمني كثيرًا هذه اللحظة يُريد الأم أن يَجلس مكان العُمدة حتي يَشعُر بإحساس الفرحة والخوف والغيرة علي طفلته عندما يَقوم أحد بطلبها يُريد إحتضانها وإلقاء شرُوطة العصيبة علي تلك المُتقدم للزواج منها حتي يُعرفه أنه سَيعطي كنزًا غاليًا عليه لَم يُفرط به بسهولة..

 

 

قاسم الذي مُنذُ دخوله هذا المنزل وهو مُتوتر إلي أن رأها شَعر بإزدياد توتره وضربات قلبه التي تُقرع بطبول العشق والسعادة لا يُصدق أن حلم السنين يَقترب وعلي مشارف أن يَتحقق جمالها أسره ف هو حقها أسيرها مُنذُ زمن خصيصًا أسير عينيها التي سّحرته مُنذُ رؤيتها مشاعره كانت عنيفه تنهيدات عشق تَخرُج من ثناياه يُريد عناقها بشغف وإسكات طبول قلبه بقُبله من نَعيم شفتها..
بدأت عينيه تَسير عليها وعلي ما ترتدي فقد سَحرته أكثر ما هو مَسحور إلتمعت عينيه من جمالها الساحر ملاك علي هيئة بَشر، كانت ترتدي فُستان مَخملي ناعم باللون النبيتي الصارخ من قُماشة القطيفة الذي كان يَنعكس علي بشرتها الحليبية ناصعة البياض يُسدل علي جسدها ويُبرز إنحناءات جسدها بطريقة راقية دون إبراز جسدها بطريقة مُلفته مُبتذله كان رسمة الصدر ترتسم بَشق بَسيط من المُنتصف دون إبراز مفاتنها واسع الصدر يُبرز مَنطقة بعد الصدر إلي عُنقها الطويل المرمري وبعض من كتفيها ليُغطي باقي كتفيها بأكمامه الطويل القطيفة التي تُخفي ذراعيها بأكملها كان له نَفخه من بداية الأكتاف كان يُميز منطقة بداية الصدر والكتفين ألماس علي هيئة ماسية تُحاوط الجُزء بالكامل باللون الفضي كان الفُستان طويل يَصل إلي كاحلها ترتدي حذاء بكعب باللون الفضي مع أنسياب شَعرها بخُصلاته الذهبية علي ظهرها بَطوله وبعضًا من الخُصل التي تنساب علي وجهها تَعطيها جمالًا فوق جمالها لَم تتبهرج وتضع مَكياج صاخبًا أكتفت بالماسكرا الذي زادت من طول رُموشهاوبعضًا من أحمر الخد وتمشيط حاجبيها و وضع قلم الشفاه علي شفتها باللون النود الهادئ الذي أعطاه رَوْنَق خاص بها لتخطف الأنظار في تلك الليلة ♡
جاء حديث العُمدة يسألها عن جوابها لطلب قاسم خفضت بصرها بإحراج تُفرك بيدها تُحرك الخاتم التي ترتديه بالوسطي لتبتسم تلقائيا لترتسم إبتسامة علي شفته هو أيضًا بعد أن عَلم بما شردت هذا الخاتم هو من قام بتلبيسها إياه ليلة البارحة عندما أرسل مُعتز إلي منزله حتي يَجلب إليه علبه قَطيفة ليُفاجأها بأمر الخاتم الذي قام بشراءه مُنذُ سنوات لها كان كُل ليلة يُريد أن يَعترف لها بمشاعره لَكن لَم تُحين له الفُرصة لَكن أنتهت الأحلام وأصبح حُبهُم واقع أمام الجميع لذلك قرر أعطاءه إليها البارحة كان الخاتم علي شكل تاج ذهب أصلي خالص كان رقيق للغاية مثلها..
رَفعت رأسها قليلًا تُرجع خُصلات شعرها التي تناثرت حولها خلف أُذنيها قائلة بنبرة نعومة هادئة:
– موافقة يا جدو
بعد أن نَطقت بموافقتها عَلت الزغاريد بعد أقتحام أصالة وصفاء وإعتماد الغُرفة تَحت نظرات الفرح من كُل القابعين بالغُرفة لتدخُل نعمات وثُريا يَجلسون بَصمت دون قول شيء..

 

 

أردف العُمدة قائلًا بجدية:
– زي ما فَهمت من كلامك قبل أجده أنك ماعوزش فترة الخطوبة تَكون طَويلة
أردف قاسم قائلًا:
– أنا مش عايز فترة خُطوبة أساسًا اللي هو بمُجرد ما نجهز العفش وكُل المُستلزمات نَكتب الكتاب وندخُل علطول وياريت لو نكتب الكتاب بدري
حرك العُمدة عينيه علي إيلا ليراه السعادة علي وجهها المُرتسم عليه ملامح خجلها ليردف قائلًا:
– وأنا موافج بس عايز أشوف المكان اللي هتعيشوا فيه علشان أكون مَطمن عليها وزي ما الشرع بيقول أنت عليك تجيب الحجات المطلوبة منك وأحنا كمان
قاطع حديثه قاسم قائلًا بإعتراض بنبرة جادة لا تَقبل النقاش:
– لا طبعًا مش موافق.. الكلام ده لو هتجوز واحده غير إيلا أما دلوقتي الأمر مُختلف أنا اللي هجيب كُل حاجة خاصة بالعفش والأجهزة بإحتياجات إيلا كاملة حضرتك عايز تجبلها إي حاجة تبقي عُبارة عن هدية بعيد عن إحتياجات البيت
توسعت إبتسامة العُمدة وغريب وبنات أعمامها مع أنبهار جلال وزينب بأبنهُم وسعادتهُم بتربيته ، ليردف غريب قائلًا:
– بس أجده الحمل عليك تقيل أوي يا جاسم
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– حمل إيه بس!.. مَفيش حاجة تغلا علي إيلا هو أنا هتجوز كُل يوم حد بالحلاوة دي
قال أخد حديثه غامزًا إليها دون أن يَلفت نظر أحد، لتتوسع إبتسامتها أقتحم فارس الغُرفة يَقُف أمامها يُثبت الكاميرا عليها قائلًا بمزاح:
– ضَحكت يعني جلبها مال وخلاص الفرق مابينا إتشال يلا يا جلبي روحلها
عَلت ضحكات الجميع مُنهُم من كان يَضحك بإصتناع عادا قاسم لَم يَضحك نهائيًا بَل أنكمش وجهه بالغضب قائلًا بنبرة غيرة:
– وبعدين مش فاهم هنتكتم علشان سيادتك تَكنل بقية مَقطع الأُغنية؟!

 

 

ألتفت فارس إليه يُثبت الكاميرا علي ريأكشنه قائلًا بمزاح:
– العريس الغيور رزق
نَفخ قاسم بَضيق ليردف جلال قائلًا حتي يَنهي النقاش:
– مش يلا بقي نقرأ الفاتحة
قال حديثه وهو ينظُر إلي إيلا بإبتسامة وحُب الذي بادلته الإبتسامة، بدأوا بقراءة الفاتحة لينتهوا بدأ الجميع بالمُباركة لينهض جلال مُتجه نَحو إيلا ليقوم بإنتشالها داخل أحضانه لترتفع قَدميها من علي الأرضية تتشبت به بقوة مع همساته إليها بالمُباركة وَسط أعيُن الجميع..
– مَبروك يا إيلي.. أنتي بنتي وهتفضلي بنتي الأب اللي ربي وحب وأنا مَحبتش حد في حياتك قدك يا بنتي.. حاسس روحي بَتنُط من الفرحة وأنا شايفك قُدامي عروسة قَمر بنقرأ فَتحتها علي الشخص اللي بتحبه اللي بيكون أبني ربنا يخليكوا ليا يا حبيبه بابا ♡
مع إنتهاءه لحديثه أقترب قاسم منهُم طابعًا قُبله علي كتف جلال قائلًا بنبرة إحترام وحُب يُحاوط كتفيه بكفوف يده:
– ربنا يخليك لينا يا جلجل.. بحبك يا حاج
قال أخر حديثه طابعًا قُبله علي شَعر إيلا في الخفاء لينظُر جلال إليه قائلًا بعد أن أنزل إيلا من بين يديه:
– والله!.. بتحبني ولا بتحب حد تاني؟!

 

 

ضَحك قاسم ليردف قائلًا:
– طَب بعد أذنك يا حاج عايز أقدم هدية بسيطة لخطبتي هاا.. سامعين
ضَحك الجميع لتقترب زينب تَحتضن إيلا تُبارك إليها بدموع الفرح:
– مبروك يا بنتي.. مَتعرفيش أنا حلمت باليوم ده وعن قُريب هلبسك الطرحة البيضة بأيدي
قامت إيلا بإحتضانها بقوة تُقبل خديها وهي تَقول:
– أنا بحبك اوي يا مامي
مَسكت يد زينب وأقتربت من جلال تَمسك يده لتُقبل خد جلال قائلة:
– بحبك أوي يا بابي أنت ومامي ربنا يخليكوا ليا
مع حديثها كانت يَقُف العُمدة يَستمع إلي حديثها بألم بقلبه عندما تَذكر ولده سيف ليمسح دموعه فورًا قبل أن يراها أحد..
جَلست إيلا علي المقعد ليقترب منها قاسم بعد أن سَحب باقة الورد ليعطيها إليها بين يدها شَمت رائحتها بإبتسامة واسعة علي شفتها تَحت الكاميرا التي تلتقط جميع الأحداث.. جَلس قاسم مُقابلها يَفتح علبة مَخملية بنفس لون فُستانها كبيرة ليظهر طَقم سلسلة ذَهب أبيض بشُعاع اللؤلؤ يتوسطها قيراط من كُرات اللؤلؤ من الذهب الأبيض..
تَوسعت إبتسامتها بسعادة عارمة كادت أن تتحدث لَكن ما أوقفها دَخول الخدم الغُرفة بجوارهُم أصالة يَجرون طاولة مُتحركة عليها كعكة كَبيرة مُكونة من ثلاث أدوار يَعلوها شَمعتين من أعلاه بَرقم عُمرها 19..♡

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد

error: Content is protected !!