روايات

رواية مليحة الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي

رواية مليحة الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي

رواية مليحة البارت السادس

رواية مليحة الجزء السادس

رواية مليحة الحلقة السادسة

بعد ما فهد مشى بعربيته .. منعم رجع لفوز اللى كانت سرحانة اوى لدرجة انها ماحسيتش بيه لما قعد جنبها ، منعم بصلها باستغراب و قال لها : مالك يا امى … سرحانة فى ايه اوى كده
فوز بانتباه : قلقانة يا منعم ، حاسة ان الحكاية دى مش هتخلص على خير ابدا
منعم : و يا ترى ايه اللى قالقك بالظبط
فوز : الكلام اللى سمعناه من فهد يا ابنى ، الست اللى اسمها فادية دى واضح انها مش سهلة ابدا … دى مجرمة و مكانها فى الزنازين مش بين الناس ابدا ، و الحقيقة انا مش قادرة اعرف ان كان صبر فهد عليها طول الوقت ده شجاعة و اللا ضعف
منعم : عندك حق ، بس برضة فى نفس الوقت لما تبصى للحكاية كلها على بعضها .. هتلاقى ان مافيش اى حاجة فى ايده يقدر يعملها ، كل الاوراق اختفت بموت فاروق الله يرحمه
فوز : بس انا خايفة اوى على هادية منها ، هادية غلبانة و كل اللى فى دماغها انها تحمى بنتها و ورث بنتها من اللى طمعانين فيه
منعم : الحقيقة موضوع الوديعة ده خلانى احترمتها اوى
فوز بفضول : ازاى بقى
منعم بتوضيح : يعنى … اللى يخليها تبيع جزء من عفش بيتها و ما تفكرش انها تفك الوديعة الكبيرة دى لمجرد انها تنفذ وصية جوزها .. رغم انها كان ممكن تفكها و تعيش ملكة هى و بنتها ، و حتى كان ممكن تعمل لها وديعة برضة بمبلغ اقل شوية ، بس هى كان كل همها انها تنفذ وصية جوزها الى جانب طبعا الحفاظ على حق بنتها
فوز : بنت حلال و بتخاف ربنا و بتراعيه فى كل تصرفاتها
منعم : ايوة … كفاية تربيتها لمليحة ، و ااه لو تعرفى علاقتها بالطلبة بتوعها عاملة ازاى
فوز بفضول : ازاى يا ترى
منعم بابتسامة شاردة : البنات بيحبوها جدا … لدرجة انهم كل يوم الصبح لازم يروحوا يصبحوا عليها و يبوسوها قبل الطابور ، و لو اى بنت حست ان فى حاجة تعباها بدل ما تروح للدكتور .. تجرى علي هادية و تقوللها
فوز بخبث : واضح انك واخد بالك و مركز معاها كويس
منعم بانتباه : لأ …. عادى يعنى ، مانتى عارفة انى بحب اراقب كل اللى بيحصل قى المدرسة
فوز بابتسامة : ايوة طبعا … انت هتفوللى
منعم بص لها بتحذير و قال لها : و بعدهالك يا ست فوز
فوز بضحك : هو انا يا ابنى اتكلمت
منعم : اصلى عارف تلميحاتك و حافظها بالميللى
فوز : طب بعيد عن تلميحاتى … نويت على ايه
منعم و هو بيبص فى ساعته : الساعة دلوقتى حداشر … تفتكرى تبقى نامت
فوز : الله اعلم يا ابنى
منعم خرج تليفونه من جيبه و هو بيقول : حتى لو نامت .. تصحى لنا
⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡
عند هادية كانت راقدة فى سريرها و واخدة مليحة فى حضنها و هى بتلعب فى شعرها بعد ما راحت فى سابع نومة ، و كل شوية تبص لمليحة و تتنهد و تستغفر ، و فجأة اتنفضت من مكانها على صوت تليفونها ، اتشاهدت لما استوعبت ان ده صوت التليفون و لما لقت اسم دكتور منعم على الشاشة فرددت و صوتها مليان قلق و قالت : ايوة يا دكتور
منعم : اوعى اكون صحيتك
هادية : لا ابدا انا لسه مانمتش .. مش جايلى نوم
منعم و هو بيبص لفوز بجنب عينه : ليه … ايه اللى قالقك .. خايفة ؟
هادية من غير مراوغة : مرعوبة
منعم بدفعة : طول ما انا جنبك اوعى تخافى من حد
و لما بص منعم على فوز لقاها حاطة ايدها بقها و هى بتحاول تدارى ابتسامة عريضة و هى بتحاول تبعد عينها عنه ، فحمحم بصوته وكمل كلامه بغيظ من امه و قال : و بعدين ماما كمان هتبقى معاكى على طول
هادية بتردد : ربنا يخليكم .. انا عارفة انى تعبتكم جامد معايا
منعم : يا ستى و لا تعبتينا و لا حاجة
هادية : الحقيقة انا كنت منتظرة بس ان النهار يطلع عشان اكلم حضرتك و ابلغك باللى قررت اعمله
منعم بانتباه : قررتى تعملى ايه فى ايه
هادية : انا قررت اسافر
منعم بحدة : تسافرى تروحى فين
هادية باستغراب : اى حتة بعيدة عن فادية هتبقى كويسة بالنسبة لى
منعم : و انتى يعنى لما تسافرى ، هى لو حطاكى فى دماغها .. مش هتعرف توصل لك
هادية : طب اعمل ايه بس ، انا عاوزة ابعد عنها باى شكل
منعم : طب ما انتى ممكن تبعدى عنها من غير ما تسافرى و لا حاجة
هادية بانتباه : ازاى بقى
منعم : انا هقول لك ازاى … اسمعى يا ستى
⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡
فى فيلا فادية ، لما فهد رجع لقى عربية غريبة راكنة قصاد الفيلا ، فاعتقد ان فى عندهم ضيوف ، لكن لما دخل لقى الهدوء طاغى على المكان ، و كان جعان جدا ، فقرر انه يروح المطبخ ياكل اى حاجة لان اكيد الشغالين كلهم ناموا ، و لما قرب من المطبخ … لمح النور منور ، فاعتقد ان فى حد من الشغالين لسه صاحى ، ففرح انه هيلاقى حد يجهز له اكل ، و لسه بيقرب من الباب سمع …….
فادية : تانى مرة لو اتصرفت اى تصرف زى كده من نفسك تقول على روحك يا رحمن يا رحيم
مسعود ساب كوباية العصير اللى كان بيشربها ، و قال لها بغلظة و هو بيشدها من دراعها جامد : انتى اللى ماتنسيش روحك ، و انا حذرتك قبل كده بس الظاهر ان انتى اللى مش مصدقة انا ممكن اعمل ايه ، مشهد المنظرة و الجبروت اللى انتى اتمنظرتى بيه النهاردة ده على الولية و العيال مايخيلش عليا ، و انتى عارفة كويس اوى انى اقدر اوديكى ورا الشمس و ما ارجعكيش تانى .. عاوزة تيجى البيت عندى تيجى بادبك و عشان تجيبيلى الفلوس اللى اتفقنا عليها العصرية .. غير كده … كان مولد و انفض … انتى فاهمة ؟؟؟ 😬
مسعود زقها جامد لما خلص كلامه لدرجة انها كانت هتقع على الارض لولا قدرت تمسك فى كرسى من الكراسى اللى موجودة فى اخر لحظة
مسعود كمل كلامة بتحذير و قال لها : و عشان اللى حصل منك النهاردة دة .. عقابا ليكى .. لو بكرة .. الساعة عدت خمسة من غير ما تبعتيلى خمسين الف جنية ، اعتبرى ان خلاص مافيش مابيننا و ما بين بعض اسرار … و النت فضايحه كتير و فى كل بيت ، و من غير سلام عليكم
و سابها و خرج من باب المطبخ ، و اللى فهد قدر بسرعة يستخبى منه قبل ما يشوفه ، و اول ما ده حصل فهد خرج بسرعة من تانى على برة و اتسحب ورا مسعود اللى كان راكن عربيته قدام الفيلا و اللى قدر فهد انه يصور نمرتها بموبايله فى اخر لحظة و ابتسم بسعادة شديدة جدا انه قدر يعمل كده
و رجع دخل من تانى و شاف فادية و هى طالعة على السلم و هى واضح عليها الغيظ و الشرود فقال : مسااء الخيرررر
فادية التفتت بخضة و قالت : ايه ده ، هو انت من ساعة ما خرجت ماكنتش رجعت غير دلوقت
فهد : لا ازاااى ، ده انا رجعت ، و حتى بالامارة سألت عليكى و قالولى انك خرجتى … الا هو انتى خرجتى روحتى فين
فادية بحدة : و هو انت من امتى بتسألنى رايحة فين و اللا جاية منين
فهد ببساطة و هو بيقعد و بيحط رجل على رجل : الله … مش امى و المفروض ابقى متطمن عليكى و عارف انتى فين و مع مين ….. و بتعملى ايه بالظبط
فادية بغضب : لما ابقى اتسخط ابقى مشى معايا مخبر يحرسنى يا سى فهد
فهد : مخبر مرة واحدة … ليه بس كده ، ده انا عاوز اتطمن عليكى مش عاوز اراقبك
فادية سكتت و نزلت من تانى الكام سلمة اللى كانت طلعتهم ، و قربت من فهد و قعدت جنبه و كل ده من غير عينها ماتنزل من عينه و هو راسم ابتسامة ناعمة على وشه ، و اول ما قعدت قالت له : نفسى اعرف انت ايه اللى بيدور فى دماغك بالظبط ، و ايه اللى غيرك من ناحيتى ، ده انت بالذات كانت روحك فيا لانك عارف و متأكد انك احب اخواتك لقلبى ، مش عارفة ليه حاسة انى مابقيتش فارقة معاك و لا بقيت حتى تقوللى يا ماما ، دايما بقيت تقوللى يا فادية هانم ، و لو غلطت و قلت يا ماما ، بحس انك بتقولهالى تريقة
فادية حطت ايدها على كتف فهد بنعومة و قالت له بتأثر : انت فى حاجة مزعلاك منى يا حبيبى ، لو انا عملت حاجة زعلتك قول لى ، ده انا ماعنديش غيرك انت و اخوك ، و اديك شوفت فاروق راح من وسطنا فى ثانية من غير اى مقدمات ، مش عاوزة لو حد فينا راح فى اى وقت .. يروح و حد تانى زعلان منه
فهد بابتسامتة اللى لسه مرسومة على وشه : و هو الموت فاضيلنا كده عشان يختار مننا كل شوية حد و اللا ايه ، بس عموما ماتقلقيش انا عمرى ما ازعل من امى ابدا ، امى اللى جابتنى للدنيا دى و اديتنى من روحها ، ده انا ابيع عمرى كله عشانها
فادية بارتياح : تسلم لى يا قلب ماما ، اومال مالك بس ، متغير ليه
فهد : انا مش متغير و لا حاجة ، كل ما هنالك انى مش عاوز مشاكل تانى مع مراة فاروق و بنته
فادية : انا مابعملش مشاكل
فهد : بصى .. انتى معاكى كل ورثى انا و فادى و عمر ماحد فينا طالبك بيه ، و لا عمر حد برضة ما هيطالبك بيه ، ياريت تعتبرى الوديعة بتاعة البنت دى اكنها لم تكن ، لانك لو صممتى تأذى البنت دى او امها … للاسف انا مش هقف ساكت ، و انا مش عاوز بعد العمر ده كله اقف قصادك
فادية بغطرسة : و انت عارف انى مابحبش حد يراجعنى فى كلامى
فهد قام من مكانه و راح ناحية السلم بعد ما قال : اتفقنا
فادية بعدم فهم : اتفقنا على ايه
فهد التفت لها و قال : ان ما حدش هيراجعك فى كلامك
فادية : يعنى قررت تطاوعنى
فهد بابتسامة : لأ
فادية بحدة : يعنى ايه بقى الكلام ده
فهد : يعنى لكم دينكم و لى دينى ، انتى مش عاوزة تسيبى البنت اليتيمة فى حالها ، و انا قررت انى احمى البنت دى بعمرى كله مهما كانت النتيجة ، انا مش عاوز صدام نتايجه هتبقى اكبر بكتير عن ما انتى متصورة ، و انتى مش فارق معاكى غير الخمسة مليون اللى فى البنك باسم هادية
فادية باصرار : لانها فلوسى انا مش فلوسها
فهد وقف قدامها و قال لها بهدوء لكن و هو بيضغط على كل حرف بيطلعه من بقه : كل العز اللى احنا فيه ده ، و كل الفلوس اللى فى البنوك سواء باسمك او باسم هادية … اساسها راغب الحاوى ، و من بعده ولاده و سلساله و كل اللى على اسمه و من ضمنهم مليحة … تصبحى على خير يا فادية هانم
فهد اتدور و سابها و مشى و كان على وشه ملامح غضب ممكن تح..رق بلد بحالها ، و من وراه فادية اللى كانت بتطحن فى سنانها و ضروسها بغيظ لدرجة ان صوت اعصاب الفك عندها كانت مسموعة
فهد راح طلع الجناح بتاعه هو و نهلة اللى لقاها قاعدة بتقرى فى كتاب ، و اول ما شافته قفلت الكتاب و قامت تستقبله و هى بتقول : كل ده تحت بتعمل ايه ، ده انت واصل بقالك اكتر من نص ساعة
فهد بتعب : و عرفتى منين
نهلة بفضول : شفتك و انت بتصور نمر العربية اللى كانت راكنة قصادنا .. هو مين ده يا فهد
فهد : انتى شفتيه قبل كده
نهلة : ايوة ، جه هنا النهاردة بعد ما انت زعقت مع طنط فادية بعد الغدا وخرجت
فهد : كان عاوز ايه
نهلة : ما اعرفش ، بس طنط قالت انه موظف فى ملجأ بتتبرعلهم بفلوس و اتأخرت عليهم الشهر ده .. فجه طالب المساعدة
قبل نهلة ما تكمل كلامها كان فهد انفجر فى الضحك وقعد يضحك فترة متواصلة لحد ما تعب ، و نهلة بتراقبه و مستنياه يبطل ضحك عشان تفهم ايه الحكاية
و اول ما بطل صحك .. نهلة قالت له باصرار : افهم بقى
فهد : تفهمى ايه بالظبط
نهلة و هى بتعد على صوابعها : بتضحك على ايه … و مين الراجل ده ، و بتصور عربيته ليه
فهد بسخرية : بضحك على ان فادية هانم بتتبرع للملاجئ ، و الراجل ده انا ما اعرفوش ، و صورت عربيته عشان اكشف على النمر و اشوفه كان بيعمل ايه بالليل فى الوقت ده عندنا
نهلة : الصراحة انا ما استريحتلوش ، و ما تزعلش منى يا فهد ، الراجل ده فيه سر بينه و بين مامتك
فهد بفضول : اشمعنى
نهلة : لانها ارتبكت اول ماشافته ، و صممت تقعد معاه على انفراد رغم ان فادى كان موجود وقتها ، و كمان لما جه دلوقتى ، خرجت اخدته بنفسها و دخلته على المطبخ
فهد بذهول : و انتى عرفتى منين انها اخدته على المطبخ
نهلة و كأنها تنفى تهمة عن نفسها : انا ماقصدتش اتجسس عليها ، لكن انا كنت قاعدة فى البلكونة مستنياك و كنت محضرالك العشاء عشان عارفة انك ما اتغديتش كويس ، و كان فاضل العصير ، و وانا برص الاطباق على ترابيزة البلكونة لمحت نور العربية بتاعته ، و لما لقيتها مش عربيتك ما اهتمتش ، لكن قبل ما ارجع على جوة لمحت مامتك و هى بتفتح له البوابة ، و شدته على جوة ، و لما نزلت اجيب العصير لمحتها سحباه و رايحة بيه على المطبخ و هى عمالة تتلفت يمين و شمال ، فانكسفت و حسيت انها هتضايق لو لقتنى دخلت عليهم المطبخ ، فطلعت على هنا تانى من غير ما اجيب العصير ، رغم انى كنت محضراه على الترابيزة
فهد بسخرية : لا ما خلاص اتشرب ، ماليش فيه نصيب
نهلة : الراجل ده مش مظبوط ابدا يا فهد … تحسه كده سوابق
فهد بتنهيدة : و ياما لسه فى الجراب يا حاوى ، بكرة هعرف يا نهلة و هتصرف 😒
نهلة : طب ياللا غير هدومك و تعالى عشان تاكل .. و اللا كلت برة .. انا مستنياك من بدرى عشان نتعشا سوا
و اثناء ما هم بياكلوا نهلة قالت : انما انت روحت فين و اتاخرت ليه كده
فهد و هو مركز عينيه على عينيها : كنت عند منعم
نهلة بعدم انتباه : منعم مين
فهد : منعم صاحبى بتاع زمان
نهلة بصدمة : و ايه اللى فكرك بيه بعد السنين دى كلها
فهد : مش هتصدقى
نهلة : لا هصدق .. بس قول
فهد : هادية بتشتغل فى المدرسة بتاعته
نهلة بدهشة : سبحان الله ، بس عرفت ازاى
فهد حكى لنهلة على اللى حصل بينه و بين هادية و ان هادية استنجدت بمنعم و والدته لانهم جيرانها فى نفس الشارع
نهلة : فعلا .. صدق اللى قال .. رب صدفة خير من الف ميعاد ، بس برضة مش فاهمة .. ليه روحت له تانى
فهد : عشان يساعدنى انى احمى هادية و مليحة من اللى ممكن الهانم تعمله فيهم
نهلة بسعادة : بجد يا فهد … بجد قررت اخيرا انك تاخد خطوة ايجابية
فهد بتنهيدة : ايوة يا نهلة ، و بكرة تعرفى ان عمرى ما كنت سلبى ، بس احيانا الظروف بتبقى اقوى مننا
⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡
عند منعم و هو لسه بيتكلم فى التليفون مع هادية قال : ماما عندها شقة فى الحسين ، و انا و فهد اتفقنا انك تروحى تقعدى فيها
هادية بحدة : و انا ليه انفذ حاجة فهد طرف فيها
منعم بهدوء : قبل اى حاجة عاوز اسالك سؤال مهم
هادية : اتفضل
منعم : انتى بتثقى فيا و فى ماما
هادية باستغراب : ايه الكلام ده
منعم : من فضلك يا هادية ردى بكل صدق
هادية : طبعا يا دكتور ، بثق فيك جدا و طنط فوز بعتبرها مامتى .. يعنى اكيد برضة بثق فيها جدا
منعم : تمام ، يبقى لازم تتأكدى انى عمرى ما هخليكى تخطى خطوة واحدة غير و انا متأكد ان فيها حمايتك و مصلحتك ، الشقة دى شقة والدتى كانت بتاعة جدى الله يرحمه ، و فى قلب حى الحسين ، يعنى الشوارع مليانة ناس اربعة و عشرين ساعة … يعنى ونس وحماية طبيعية ، و ماما كمان هتقعد معاكى و انا كمان
هادية بذهول : و انت كمان ايه .. مش فاهمة
منعم بابتسامة خبث : انا كمان هقعد معاكم هناك
هادية بتردد : حضرتك عارف ان الكلام ده ما ينفعش و كمان انا …….
منعم : الشقة بتاعة والدتى على نظام شقق زمان ، ليها اوضة بباب منفصل على السلم ، و كمان ليها حمام خاص بيها علشان الضيوف ، يعنى مش هبقى معاكم فى قلب الشقة ، لكن معاكم فى قلب البيت
انا هوصل ماما الصبح و هتاخد معاها الشغالين و هتروح على هناك عشان البنات يلحقوا ينضفوا المكان قبل ما ارجع من المدرسة ، و مش عاوزك تنزلى المدرسة اليومين دول
هادية : الحقيقة انا كنت بفكر فعلا فى كده
منعم : خلاص اتفقنا ، و ان شاء الله بعد ما اخلص المدرسة هاجى على البيت عشان اخد شوية حاجات ليا و اول ما اخلص هديكى خبر ، و اعدى عليكى اخدك انتى و مليحة .. اتفقنا
هادية : ربنا يقدم لنا كل اللى فيه الخير ان شاء الله
منعم :دورتى عل الورق اللى قلتلك تدورى عليه
هادية بتردد : اايوة
منعم :ها .. لقيتيه
هادية : و لقيت اكتر منه
منعم :طب كويس ، حافظى بقى على الورق ده و هاتيه معاكى و انتى جاية
هادية :حاضر يا دكتور
منعم : ياللا .. تصبحى على خير
هادية : و حضرتك من اهله
و قبل ماتقفل الخط سمعت منعم بيقول بلهفة :هادية استنى
هادية :ايوة يا دكتور .. سامعاك
منعم : من دلوقتى لحد اما اجيلك بكرة ان شاء الله بعد الضهر مش عاوزك تتحركى من البيت و لا تفتحى لحد الباب و لو حصل اى حاجة … سامعانى يا هادية … اى حاجة .. تكلمينى فورا .. مفهوم
هادية بامتنان : مفهوم يا دكتور .. حاضر
منعم : مع ااسلامة
هادية قفلت الخط و هى قلقانة و خايفة و طول الوقت عينها على مليحة و كان زى ماتكون خايفة تنام عشان ماتغمضش عينها لحظة عنها ، لكن سلطان النوم اخيرا حن عليها و قدرت تنام لها ساعتين قبل صلاة الفجر
هادية قامت صلت الفجر و قررت تنزل اوضة المكتب من تانى ، يمكن تلاقى اى اوراق تانية مهمة ، و فعلا ابتدت تدور فى الادراج و المكتبة ، و فتحت ضلفة المكتبة و قعدت تبص بين الكتب لحد مالفت نظرها شنطة اوراق اول مرة تشوفها ، لانها كانت محطوطة ورا الكتب بطريقة ماتخليش حد ياخد باله ، و لما حاولت تفتح الشنطة لقتها مقفولة بقفل بالارقام السرية
هادية حاولت تفتح الشنطة بكل التواريخ اللى تعرفها لكن ما قدرتش ابدا تفتحها لحد ما يئست انها تعرف تفتحها نهائى ، و فجأة افتكرت جملة كان دايما فاروق بيقولهالها و هو بيضحك لما كانوا لسه بيعلموا مليحة المشى ، كانوا كل واحد فيهم يمسكها من ايد و كان حجمها صغير جدا وسطهم و ده اللى كان دايما مخليه يقول .. احنا عاملين زى ال ١٠١ ، هادية مدت ايدها على القفل فى محاولة اخيرة و اللى اتفاجئت ان القفل انفتح ، فاتعدلت بسرعة و فتحت الشنطة و مدت ايدها خرجت ملف اول ما فتحته و بصت فيه ، لقت صورة لست عمرها بالتقريب فى أواخر العشرينات .. ملامحها هادية و جميلة ، لكن كانت بتبص بشرود و خوف .. زى ماتكون تايهة ، و لما قلبت الصورة لقت مكتوب على ضهرها .. ياريتنى كنت معاكى .. سامحينى
هادية استغربت جدا ، و ما بقيتش عارفة دى مين و لا حتى عارفة الخط ده بتاع مين ، و لما بصت على باقى اللى فى الملف لقت قسيمة جواز باسم راغب الحاوى .. ابو فاروق ، و تهانى السيد ، ولقت صورة من بطاقة ابو فاروق و كارت بتاع مستشفى ، و اوراق كتير اوى اللى فهمته منها ان فاروق كان بيحاول يصلح اسم الام فى شهادات الميلاد بتاعته هو و اخواته ، لانها كمان لقت مستخرجات رسمية من اسمائهم و اللى مثبوت فيها ان الام اسمها تهانى مش فادية ، لكن الصدمة الحقيقية ، لما لقت شهادة ميلاد فادية و اللى اتفاجئت منها ان فادية تبقى اخت تهانى
هادية و هى عينها رايحة جاية بين الورق و بعضه بصدمة 😱 : يعنى ايه .. يعنى فادية خالتهم مش امهم … طب و امهم فين ، ماتت و اللا طلقها و اتجوز اختها ، طب و كتب ولاده باسم اختها ليه … ده حتى حرام ، انا مابقيتش فاهمة حاجة ، طب ليه فاروق خبى عليا كل الكلام ده ، و كان بيحاول يثبت ايه
طب انا دلوقتى اعمل ايه بالورق ده ، اخليه معايا ، و اللا اديه لفهد و لا ايه بالظبط … أستغفر الله العظيم
هادية قامت تدور تانى فى المكتبة و المكتب يمكن تلاقى حاجة جديدة ، بس ما لاقيتش حاجة تانى ، فخدت الشنطة و طلعت جابت الورق اللى لقته قبل كده ، و حطت كل الورق مع بعضه فى الشنطة ، و ابتدت تحضر شنطة ليها و لمليحة عشان يبقوا جاهزين فى اى وقت لما منعم يعدى عليهم عشان ياخدهم يوديهم شقة الحسين 😊

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مليحة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *