روايات

رواية في حي الزمالك الفصل الثالث 3 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك الفصل الثالث 3 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك البارت الثالث

رواية في حي الزمالك الجزء الثالث

رواية في حي الزمالك الحلقة الثالثة

زْمَةٍ مَالِيَّةٍ 🦋✨

“حقيقي.. حقيقي أنت أحسن أخ في الدنيا.”

“نعم!!! بعد كل ده وتقولي أخوكي؟!!!”

قال بنبرة أشبه ‘بالردح’ ..

“أفنان! ” جاءها من الخلف صوت والدها الغاضب.

“طب اقفل دلوقتي يا نوح ونبقى نكمل كلامنا بعدين.” أنهت المكالمة سريعاً وهي تشكر والدها داخلياً أنه أنقذها من حديثها مع نوح بشأن علاقتهم.

“نعم يا بابا..”

“أنتي ازاي تتكلمي مع عمتك بالإسلوب ده؟” سأل بغضب ثم أشار لها بإصبعه بألا تتحدث ثم أشار برأسه نحو هاتفه لتقترب وتُلقي نظرة، كما توقعت إن والدها يُمثل أنه يعاقبها كي يرضي شقيقته ولكي يرتاح من آلم الرأس.

“أنا أسفة يا بابا مش هتتكرر تاني.” اردفت بنبرة متأثرة.

“لو اتكلمتي معاها كده تاني مش هيحصلك كويس أنتي سامعة؟”

“حاضر يا بابا.” قالت ليبتعد عنها بمسافة كافية ويتحدث في الهاتف يُنهي المكالمة ويعود إليها.

“متزعليش من كلام عمتك.. أحنا فعلاً ظروفنا مش أحسن حاجة لكن وحياتك عندي لو كان نفسك في الطب كنت هدخلهالك حتى لو اضطريت أشتغل بعد الضهر.”

“ربنا يخليك يا حبيبي ويباركلي في عمرك.. حضرتك عارف أني كده كده حلمي كان الصيدلة من زمان وإني الحمدلله مبسوطة في الكلية وتقديراتي كويسة، أنا مش بزعل عشان نفسي لكن لما بحس أن الكلام فيه تلميح على حضرتك أو ماما مش بقدر اتمالك أعصابي.”

 

“أنا عارف.. تسلميلنا يا حبيبتي بس برضوا خوديها على أد عقلها ومتركزيش معاها.”

“في أيه هو أخوكي يعني وأنا معرفش ولا ايه؟”

“زي أخويا وأنا قولتله كده من قريب.”

“أنا بصراحة مش مقتنعة بالهري اللي أنتي بتقوليه ده.”

“وأنا هكدب عليكي ليه؟ بصراحة أنا تفكيري في الوقت الحالي كله للدراسة.. أنا كل اللي يهمني أني أنجح بتقديرات كويسة وأتعين في شركة ولا مصنع أدوية محترم وأعوض بابا عن كل سنين الشقى.” تحدثت أفنان بصدق.

“كل ده جميل وربنا يوفقك فيه.. لكن أظن أن خطوة زي قراية فتحة مثلاً هتبسطه أوي.”

“هو نوح هو اللي قالك تكلميني؟” سألت أفنان بصدمة.

“لا نوح ميعرفش ولا قال حاجة أصلاً.”

“لا يا شيخة؟” سألت أفنان بغيظ قبل أن تنقض على مريم وتضربها بالوسائد.

“وأما هو نوح ولا أتكلم ولا فتح سيرتي بتتسحبي من لسانك ليه؟ وبعدين نوح اصلاً مشغول برسالة الماچيستير اللي بيعملها.. بطلوا تطلعوا إشاعات بقى!”

“انتوا الإتنين خايبين!”

“يعني الولد بيحضر ماچيستير وأنا بطلع من أوائل الدفعة.. تصدقي خايبين فعلاً.” علقت بسخرية وهي تقلب عيناها بتملل قبل أن تقول:

“بقولك ايه غيري سيرة الحوار ده.. يالهوي تصدقي حصل حاجة من شهر كده ونسيت احكيلك.”

“حاجة ايه؟ خير إن شاء الله.”

“كنت ماشية في الشارع وبعدين….” سردت لها ما حدث ذلك في اليوم في الزقاق المظلم حيث أنقذت الشاب ليضحك كلاهما، مؤكد أنه يشعر بالعار لما حدث ومؤكد أنه لو رأى أفنان مجدداً لأبرحها ضرباً لسردها ما حدث لكل من تعرفهم تقريباً (عدى والديها.)

“حاضر يا بابا.. يلا نمشي.”

 

“يلا يا حبيبتي.” انتهت المحادثة هنا لتقترب أفنان وتقبل رأس والدها ثم تأخذ بيده ويذهبوا إلى السيارة حيث ينتظرهم والدتها وشقيقتها.

انقضى اليوم بسلام بل وشهراً كاملاً.. لم يتحدث أفنان ونوح كثيراً خلال تلك الفترة سوى ليطمئن كيف أدت في الإختبارات وها هي قد أنهت عامها الثالث بكلية الصيدلة.

“كل ده نوم؟ أنتي جثة يا بنتي؟!” صاحت مريم وهي تقتحم غرفة أفنان وميرال.

“أيه ده.. أنتي جيتي أمتى؟” سألت أفنان وهي تفرك عيناها.

“بقالي ساعة.. فتحت أنا وميرال النور وشغلنا فيلم بصوت عالي وأنتي ولا هنا… حلوفة!” قالت وهي تقذف أفنان بالوسائد الصغيرة.

“يا ستي ما صدقت خدت أجازة!! مش كفاية سكاشن ٨ ونص بتاعت أخوكي!!”

استيقظت أفنان بعد معاناة كبيرة، قامت بتجهيز فنجان من القهوة ثم عادت للحجرة مجدداً.

“أيه يا بنتي ده؟ قهوة عالريق.”

“يا ستي كلت سندوتش وأنا في المطبخ، إلا هي ميرال راحت فين؟”

“نزلت تجيب حاجات مع خالتو وبصراحة بقى أنا قولت نقعد أنا وأنتي على إنفراد.” تحدثت بحماس وهي تغمز بإحدي عينيها لتنظر نحوها أفنان في ريبة وتقول:

“أيه يا مريم هتعملي ايه؟ متتهوريش!!” اردفت بدراما زائدة وهي تتشبث بثيابها.

“يا بت بجد.. نوح أخويا.”

“والله؟ معلومة جديدة كنت فكراه جاركوا وبتعطفوا عليه.”

“بطلي هزار.. قصدي موضعكوا يعني.”

“ما شاء الله هو كمان في مواضيع؟ مريم أنا ونوح متربين سوا ها.. متربين سوا.”

“كان شكله أيه بقى؟”

“يادي أم السؤال اللي كله بيسألهولي كل أما تيجي سيرة الموضوع! مش فاكرة حاجة غير شكل الساعة.”

“الساعة؟” سألت بتعجب لتومئ أفنان بحماس وتردف :

“بصراحة أول حاجة بتلفت نظري هي الساعة.. بحسها رمز الشياكة بالنسبة للولاد والرجالة يعني.”

“طب مفيش أي حاجة تانية غير الساعة؟ أكيد ابن ناس بقى وكده.”

“واد صايص كده.. مش عارف يدافع عن نفسه يا ستي أنا أرجل منه.”

 

“هو مين ده؟” اردفت ميرال وهي تقتحم الغرفة.

“بنت حلال كنا لسه جايبين في سيرتك.. اقعدي بقى مع مريم عقبال ما أشوف حاجة مهمة عالاب توب.” استطاعت أفنان أن تهرب من الحديث حول نوح.

“حاجة مهمة ايه؟”

“بقلب كده في صفحات الصيدليات لو عايزين حد part time ‘نصف دوام’ أو مصنع أدوية.. أي حاجة مفيدة في المجال يعني.”

“طب يا ستي ربنا يوفقك.” أخذت تتصفح في موقع شهير للبحث عن وظائف وتدريبات حتى وقعت عيناها على تدريب في شركة من كبرى شركات الأدوية في مصر… شركة RHEB، لكن لسوء حظها لقد اكتمل العدد كما هو موضح لكنها رأت أنه لا بأس من المحاولة فهي تقدم طلب للتدريب لجميع الشركات والمصانع لعل أحدهم يقبل بها حتى وإن توافي الشروط كاملة.

طُلب منها أن تضع سيرتها الذاتية أثناء التقديم على التدريب، نظرت للشاشة بسخرية.. يريدون أن يعلموا خبراتها لمنحها التدريب.. إن كانت تملك خبرات سابقة وكافية لما عساها تُقدم على تدريباً آخر؟!

على أي حال وضعت سيرتها الذاتية التي تتضمن بياناتها وعلاماتها في السنتين الماضيتين بالإضافة إلى عمل تطوعي او اثنتين قد ساهمت فيهم.

وجدت أن هناك اسئلة يتوجب عليها أن تجيبها من أجل التسجيل، كانت تحتاج إلى ذكاء وإتقان وكأنه إختبار IQ لا إختبار للكيمياء وعلم الدواء والأمراض لكن لا بأس لقد حاولت على الأقل.

“هو نوح أخباره أيه؟ والرسالة اللي بيقدمها خلصت ولا لسه؟” سألت ميرال بإهتمام لتنظر نحوها مريم وهي تُضيق عيناها بشك.

“اشمعنا؟”

“اشمعنا ايه يا بت هو مش ابني خالتي وواجب اطمن عليه برضوا؟”

“بقولكوا أيه انتوا بترغوا كتير أوي أنا هروح أحضر الغدا مع ماما.” انسحبت من الغرفة تاركه إياهم يتحدثون بشأن نحو وتوجهت لتساعد والدتها.

“مالك يا ماما شكلك متضايق؟” سألت أفنان بقلق لرؤيتها وجه والدتها العابس على غير العادة.

“مفيش حاجة.”

“متأكدة؟”

“عمتك وأبوكي اتخانقوا.”

“ليه بقى؟”

“عشان إيراد المحل بتاع جدك الله يرحمه..”

“مش تيتا بتاخد الفلوس شهر وبابا شهر وعمتو شهر؟”

“اه.. بس جدتك بقى شايفة أن أبوكي مش محتاج الفلوس عشان هو راجل وخلاص كبر.” اردفت والدتها بحزن وقلة حيلة..

“نعم؟ ده ورث هو ايه الهبل ده؟!”

“بتقول أن عمتك وبنتها أولى عشان جوز عمتك مسافر.”

“اه جوزي عمتي مسافر بيشتغل برا مصر وبياخد مرتب ما شاء الله كبير وبيبعتلهم كل شهر! لكن أحنا ظروفنا مش أحسن حاجة..”

“هنعمل ايه بقى يا بنتي حكم القوي..”

 

“متشليش هم يا ماما.. أنا هدور على شغل.. واصلاً ميرال كمان بتدور وإن شاء الله ربنا هيكرمها.” اردفت أفنان في محاولة لطمئنة والدتها.. لقد أخذت الأمور تزداد سوءاً مؤخراً..

“خلاص فرفشي كده يا رورو.” قالت أفنان وهي تستخدم اسم تدليل لوالدتها ثم تقبل رأسها وتبدأ في تحضير الطعام.

“صحيح لما تخلصي أبقي غيري هدومك عشان نوح جاي يتغدى معانا.”

“حاضر.. بس هو مش مريم هتبات معانا؟ إيه اللي جايبه؟”

“وأنتي مالك أنتي بيت خالته يجي في الوقت اللي يحبه.”

“أنا شاكة أنك بتحبي نوح أكتر ما بتحبينا.”

“طب ما دي حقيقة.”

“شكراً أوي يا ست الكل.. خلي نوح يجي يخرطلك الملوخية بقى.”

بعد ساعة ونصف تقريباً كانت تحضيرات الغداء قد تمت.

“الباب بيخبط افتحي يا أفنان ده أكيد نوح.” صاحت والدتها من الداخل لتهرول ميرال نحو الباب وتقول :

“هفتح أنا.”

“ازيك يا نوح عامل ايه؟” قالت ميرال بإبتسامة واضحة ليُبادلها نوح ويقول :

“الحمدلله بخير، جبتلكوا آيس كريم من اللي أفنان بتحبه.”

“شكراً، أتفضل.. أغسل ايدك وأقعد عالسفرة.”
جلس الجميع لتناول الغداء وبرفقتهم والدها ‘أحمد’ الذي كان واضح عليه الحزن وإنشغال رأسه بالتفكير..

“أظن يا أفنان ضيعتي أسبوعين في النوم واللعب المفروض دلوقتي تنزلي تدربي.”

“لا وأنا مستنية أقتراحاتك يخويا.. بعت طبعاً لشركات أدوية ومصانع بس لسه محدش رد عليا.”

“إن شاء الله يجيلك تدريب كويس أنتي متفوقة وتستحقي.. عمتاً أنا في تدريب كده احتمال أنزله قريب لو الموضوع مشي هاخدك معايا.”

“لا يا سيدي شكراً مبحبش الوسايط أنا هعتمد على نفسي.”

“الحق عليه أنه بيساعدك يعني؟ سيبك منها يا حبيب خالتو وكُل.”

“مالك يا بابا مش بتاكل كويس ليه؟” سألت ميرال لتدعس أفنان على قدمها لتصمت الآخرى.

“مفيش يا حبيبتي مرهق من الشغل بس.”

“إلا قولي يا نوح تعرف شركة اسمها RHEB؟”

 

“أعرف شركة اسمها RHEB؟! دي مشهورة جداً يا بنتي.. مش أي حد يعرف يدخلها ولا حتى يعدي من قدمها.”

“خلاص يعم الأوڤر.. أنا عارفة أنها شركة كبيرة بس قولت اتأكد منك.”

“أفنان بقولك أيه عايز أتكلم معاكي في موضوع كده بعد الغدا.” تحدث وهو يُعيد ضبط نظارته الطبية.. إنه متوتر، أنقبض قلب أفنان وهي تدعو الله بداخلها ألا يتحدث بالموضوع الذي في رأسها.

“ماشي مفيش مشكلة.”

أنهوا الطعام وذهبت ميرال لتُعد طاقم من ‘الشاي الساده’ بينما وقف نوح وأفنان في الشرفة ليتحدثوا.

“خير يا دكتور.”

“دكتور أيه أنتي كمان هيبقى هنا وفي الجامعة؟”

“أخلص يا عم الحج مش فاضية.”

“هو أنتي في حد في حياتك؟” سأل لتشعر بغصة في حلقها.

“اه طبعاً في..” تجهم وجهه لثوانٍ وشعر بأن قلبه على وشك مغادرة ضلوعه.

“كتب العضوي والحيوي والبوتاني والميكرو ولا كل دول مش مالين عينك.” نظر نحوها بإشمئزاز وعصبية قبل أن يقول:

“ولما اسقطك في العملي بترجعي تزعلي!”

“يعم بهزر معاك الله! نوح أنت أخويا وصديقي الصدوق، أكيد لو في حاجة زي كده هحكيلك يعني.”

ابتسم براحة ثم صمت وهو يتأمل ملامحها التي تُشبه خاصته فكلاهما يُشبهان والدته أي خالتها، العيون البُنية والبشرة البيضاء الباهتة قليلاً والأنف الصغيرة نسبيًا لكن الإختلاف كان يكمن في لون خصلات شعره البنية المُلتفة.

“تاخد صورة أربعة في ستة تتنح فيها براحتك؟”

“هو أنتي يا بنتي على طول مسحوبة من لسانك كده؟”

“ما أنت لسه هتسبل وأنا بصراحة مليش خلق للكلام ده.”

“بقولك أيه أنا ماشي.”

“بطل رخامة وأقعد معانا شوية.”

“طب روحي هاتي الآيس كريم اللي جبته ناكل كلنا سوا.”

“هتذلنا عشان جبتلنا علبة آيس كريم؟ عالعموم ماشي يا سيدي.”

بعد مرور أسبوع كانت تتصفح أفنان هاتفها بملل حتى وصلها إشعار على البريد الإلكتروني خاصتها..

 

“مرحباً أفنان، نُحب أن نعلمكِ بأنه تم قبولكِ بشكل مبدأي للحصول على تدريب في شركات RHEB، علماً بأنه يتوجب عليكي الحضور لإجراء مُقابلة شخصية في يوم الثلاثاء الموافق ../../..
وفي حالة أن تم قبولكِ سيكون هناك مبلغ عليكِ سداده ثمناً للتدريب وهو ألف جنيهاً مصرياً فقط لا غير، في حالة إنها التدريب كاملاً دون التغيب يحصل المتدرب على شهادة لإنهاءه التدريب مع وضع اسمه في لائحة الإنتظار للتعينات بعد التخرج.”

لم تشعر أفنان بنفسها إلا وهي تقفز وتصرخ بجنون داخل حجرتها.. لم تظن ولو بنسبة واحد بالمئة أنه سيتم قبولها!! خاصة وأن العدد قد أكتمل وأنه بالتأكيد قد قام مئات الطلاب بتسجيل إستمارة التدريب.. لكن وقع الإختيار عليها!

إن استطاعت إجتياز هذه المقابلة الشخصية وإنهاء ذلك التدريب فستكون نقطة قوة كبيرة في تاريخها المهني ولربما استطاعت في المستقبل الحصول على وظيفة في هذه الشركة!

“خير يا أفنان في حاجة ولا أيه؟” دلفت والدتها إلى الحجرة بقلق وهي تمسك في يدها أدوات الطهي.

“معلش خضيتك.. بس أصلي اتقابلت بشكل مبدأي في شركة أدوية كبيرة أوي!!!”

“الله أكبر مبروك يا حبيبتي..هتشتغلي يعني؟”

“لا لا ده تدريب.. بس أنتي مش متخيلة يا ماما الموضوع ده هيفرق معايا إزاي بجد!”

“طب ما تتكلي على الله يا بنتي وتشوفي أيه المطلوب.” هنا قفز إلى رأس أفنان تكلفة التدريب..
كيف ستستطيع توفيرها؟ إن والدها على وشك أن يمر بأزمة مالية..

“مالك قلبتي وشك ليه كده؟”

“أصل.. هما عايزين ألف جنيه..” صمتت والدتها لثوانٍ وقد تجمد وجهها لكنها سرعان ما عاودت الإبتسام وقالت:

“وأيه المشكلة يعني؟ هتصرف من خالتك ولا من أي حد المهم بس متضيعيش الفرصة دي من إيدك..”

“لا يا ماما، أنا مش هروح.. البيت أولى بالفلوس دي.”

“يا بنتي مش بتقولي أنها فرصة حلوة؟ متضيعهاش من إيدك.”

“فرصة أيه اللي بتتكلموا عنها؟ خير إن شاء الله.” اردف والدها وهو يقتحم حديثهم بإبتسامة دافئة.

“ست أفنان اتقبلت في تدريب وزعلانة عشان عايزين ألف جنيه.”

“وزعلانة ليه؟ أنا هتصرف وأديكي الفلوس اللي محتاجاها.”

“بصراحة يا بابا أنا محوشه ٧٠٠ جنيه.. بس..”

“بس أيه؟”

“أنا عرفت أن العربية عطلت.. خد يا بابا الفلوس دي صلح بيها العربية أحسن..”

“أنتي عبيطة يا بت؟ أنتي فاكرة أني ممكن أخد منك جنية واحد؟”

“يا بابا ما هي فلوس مين يعني؟ ما هي فلوسك أنت وماما في الأول وفي الآخر.”

“ولو برضوا.. رانيا روحي هاتي ٣٠٠ جنية من الدولاب.”

“يا بابا بس…”

“من غير بس، يلا يا رانيا بسرعة من فضلك.” أحضرت والدتها المال ليأخذه والدها ويمنحه لأفنان ويُمسك يدها بحنان ويقول:

“العربية تتصلح متتصلحش في داهية لكن مستقبلك وسعادتك مينفعش يتعطلوا عشان أي حاجة تانية في الدنيا.” قال لتُقبل رأسها ثم يضمها في حنان.

“لو عوزتي أي فلوس تاني عشان التدريب أو غيره عرفيني.”

“حاضر يا حبيبي.. ربنا يباركلي فيك أنت وماما.”

“ويبارك فيكي أنتي وأختك يارب يا حبيبتي.” اردفت والدتها ثم تُغادر الغرفة هي وزوجها تاركين أفنان غارقة وسط أفكارها وترددها..

هل حقاً ستُكمل أمر التدريب ذلك أم أن تمنح والدها المال وتجد أي كذبة لإقناعه؟ ..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (في حي الزمالك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *