روايات

رواية أبو الرجالة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة البارت الثاني والعشرون

رواية أبو الرجالة الجزء الثاني والعشرون

أبو الرجالة
أبو الرجالة

رواية أبو الرجالة الحلقة الثانية والعشرون

بمنزل كمال..
أستيقظ بالصباح وبداخل قلبه قلق غريب، ربما عدم وصوله لفريد ما يجعله يشعر بهذا، تنهد بتعب ومسح على خصلاته الناعمة، فريد لا يحب فيروز وهذا واضح مثل الشمس لما يعرض حياته للخطر حتي يتقرب منها؟!.. أخذ هاتفه من جوار الفراش وضغط على رقم هالة، أجابته بنبرة صوت تائهة :
_ صباح الخير يا عمو..
_ هالة أنا عايز أشوفك النهاردة ضروي أظن إن في كلام كتير بنا لأزم يتقال..
فهمت ما يود قوله أو ربما لم تفهم كل هذا غير مهم، نظرت لفريد النائم بجوارها منذ أن عاد بلا كلمة واحدة ثم قالت :
_ تمام يا عمو نتكلم بالليل، فريد رجع من كام ساعة…
أخيراً قدر على أخذ نفس عميق مرتاح، سألها بلهفة وهو يقوم من فوق الفراش حتى يبدل ملابسه بسرعة :
_ بجد يا هالة!! قوليلي هو حصل له إيه؟!.
_ أطمن يا عمو مفيش فيه خدش واحد..
أغلق معها الخط وبدل ملابسه نومه بأقل من خمس دقائق وخرج من الغرفة، لأبد أن يرى ثريا أولا حتى ينعش باقي يومه، بحث عنها بجميع أركان المنزل بلا فائدة، هنا بدأ يشعر ببوادر الخطر، قلبه أعطى إليه أكثر من إنذار منذ أن فتح عينه وها هو تأكد من عدم وجودها..
يستحيل أن تكون فعلتها وتركته، عاد لغرفة النوم بسرعة البرق وفتح خزانة الملابس ليجدها فارغة، رفع هاتفه سريعاً وقام بالاتصال عليها فردت عليه ببرود :
_ خير؟!..
_ أنتِ فين بالظبط يا ثريا؟!..
نبرته كانت غاضبة وأنفاسه كانت عالية، شعرت بهذا بكل بساطة فقالت :
_ مالكيش دعوة، حاليا أنا سبتك وهجيت وعشان أنت راجل محترم يبقى الأفضل تطلقني سمعتك هتبقى زي الزفت قدام الجيران لما يعرفوا ان مراتك هربت..
هذا بالتأكيد جنون، ثريا لن تفعل هذا وحتى لو ضرب عقلها وفعلتها لن يتركها، ضرب الخزنة بقوة حتى سقط بابها على الأرض ثم رد عليها بهمحية :
_ مين اللي ضحك عليكي وفهمك اني محترم ده أنا هجيب و******* عشان تحرمي تقومي من جانبي من غير إذن مش تسيبي البيت..
أغلقت الهاتف بوجهه وهذا ما زاد الأمر جنون لديه، سيذهب إلى بيتها ومع إنه على يقين من عدم وجودها هناك ولكن لن يقطع يقين قلبه مردفا :
_ ماشي يا ثريا ماشي..
____ شيما سعيد _____
بغرفة بمكتب موسى ببيته..
عيناه على الملف أمامه وعلقه بمكان أخر، هل مازالت تحب هذا الرجل؟!.. سؤال إجابته ستكون قاتلة، لما هي دون عن باقي النساء يرغبها لما لم يشعر بالاكتفاء عندما أمتلكها بل أراد المزيد كأن هذا أخر يوم له بالحياة، ترك الملف من يده وخلع نظارته الطبية مردفا :
_ أهدى عليها شوية يا موسى، هي لسة عارفاك من فترة قليلة أديها وقت تحبك وبعدين أقفل عليها وخلي محدش يشوفها الا بأذنك وبين أيدك..
هدأ قليلا بعدها قال لنفسه تلك الكلمات المشجعة، سمع دقة رقيقة على باب الغرفة فقال وهو يسند بظهره على ظهر المقعد مغلقا عينيه :
_ أدخل..
دلفت هي بخطوات مرتجفة، خروجه من غرفة النوم من أمس ولم يعود حتى الآن جعلها تشعر بالكارثة التي فعلتها بأول يوم لهما سويا، أبتلعت ريقها بتوتر وبدأت تقترب منه، وقفت خلف المقعد ورفعت كفيها ببعض التردد وبدأ تمررهما على رأسه، خرجت منه تنهيدة طويلة ومر على هذا أكثر من خمس دقائق فقالت :
_ أرتحت؟!..
قال بهدوء وهو مازال على وضعه مردفا :
_ جيتي ليه؟!..
سؤال بسيط أخجلها بشدة ومع ذلك تغلبت على نفسها مردفة :
_ مش أنت جوزي والست مكانها مكان جوزها..
شهقت بقوة بعدما سحب جسدها وأجلسها فوق ساقيه هامسا :
_ أنا زعلان منك يا فيروز ومش عايز أزعل منك عايز أعوضك وأعوض نفسي بيكي عن كل اللي فات..
بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي نفسها بعض التراوة قائلة :
_ آسفة…
أعتذار لطيف، أنتشي قلبه من وجودها بين يده، ما هذا يا فتاة قربك بمفرده مهلك، قرب رأسها منه ثم وضع شفتيه على انفها ثواني وخرج عن السيطرة كل ما وقعت عينيه عليه قبله بخشونة اذابتها بين يده، همهمت مردفة :
_ موسى..
_ امممم..
_ إحنا في المكتب.. تعالي نطلع فوق.
ثبتها بذراعه حول خصرها وباليد الأخرى ازاح أوراقه من فوق المكتب، حملها بخفة ووضع جسدها على سطع المكتب هامسا :
_ حلو المكتب، أم الجناح ده قفلتي..
_____ شيما سعيد _____
دق خاطر على باب غرفة هادية للمرة المليون، زفر بضيق من رد فعلها هذا، توقع عندما يقول الحقيقة سيمر الأمر مثلما حدث مع نوسة ولكنها وبكل آسف تركته دون كلمة من أمس إلى الآن..
مسح على خصلاته ثم قال بضيق :
_ أفتحي بقى يا هادية عيب كدة..
كانت بداخل تعيد الحسابات بداخل رأسها وبكل مرة تظهر النهاية أمام عينيها سيئة للغاية، أغلقت باب خزنة الملابس ومعها أخر فستان لها وضعته بداخل حقيبة ملابسها وأغلقتها، أخذت نفس عميق ثم أقترب من باب الغرفة وسمحت اليه بالدخول..
دلف سريعاً وقال :
_ مستخبية في الاوضة من إمبارح ليه يا هادية،وبعدين شنطة هدومك بتعمل ايه على السرير؟!..
سألها بخوف من الإجابة، لتقول هي بهدوء :
_ ماشية..
هل قالتها بكل بساطة وكأنه لا يعني إليها أي شيء، بلحظة غضب ألقى الحقيبة من فوق الفراش صارخا :
_ يعني إيه ماشية ومين سمح لك تمشي، أنا مش هسيبك يا هادية، من البداية لعبتي عشان أقرب منك وأحبك وقتها قولتلك بلاش صممتي وأنتِ عارفة كويس أوي حياتي عاملة إزاي، دلوقتي بقي عايزة تمشي؟!.. لأ يا هادية مش هينفع القرار المرة دي بأيدي أنا بس فاهمة أنا بس..
ملامح وجهه بمفردها كانت مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها أرهقت قلبها قوف طاقتها بكثير، معه كل حق ولكن منذ متى وخطأ واحد يدفع الإنسان ثمنه الباقي من عمره؟!.. رفعت رأسها اليه بقوة رغم خوفها الداخلي من نظراته مردفة :
_ أنت كمان كسبت..
رفع حاجبه بعدم فهم مردفا :
_ يعني إيه؟!..
_ كان نفسك أحبك وأتوجع وده حصل يا خاطر، أنا دلوقتي موجوعة، قولتلك بلاش أحبك عشان أقدر أكمل معاك دلوقتي أنا مش قادرة أبص في وشك ولا أقدر أطمن قلبي..
هل أعترفت بالحب اليه؟!.. نعم لقد سمعها وأطرب قلبه بجمال الكلمة، حاول الاقتراب منها الا إنها أشارت له بالرفض وعادت خطوة للخلف فقال بحنان :
_ وايه الوجع في كدة بتحبي جوزك وجوزك بيحبك يبقى نفرح ونقرب بدل ما نبعد وتنعذب..
سقطت من عينيها دمعة وراءها ألف دمعة ودمعة، تخلت عنها ساقيها فالقت بجسدها على الفراش، زادت شهقاتها مع انين قلبها، جلس بجوارها وضم جسدها إليه مردفا بحنان :
_ كفاية دموع، دموعك غالية وأنا قلبي مش حمل وجعك، اللي فات كله راح بحبك يا هادية وكنت رافض أقرب لحد ما أسمعها منك دلوقتي بقي أنا مش هسيبك الا وأنتِ في بطنك كمال الصغير..
يا ليته صمت، مع سيرة حديثه الأحمق جعل عقلها يتخيل أشياء مريبة، ابتعدت عنه بكل قوتها صارخة بغضب :
_ هو ده كل اللي في دماغك؟!.. إزاي أبقى معاك في سرير واحد مش كدة، لو أنت أخر راجل في الدنيا وروحي فيك مش هتقرب مني يا خاطر، روح شوف المصايب اللي وراك يمكن فعلاً يطلع لك عيل من الحرام اللي عشت عمرك كله جوا منه…
مهما كانت مكانتها لديه لن يتحمل تلك الإهانة أو يسمح لها بها، قام من مكانه مردفا بغضب :
_ لو كان ده اللي في دماغي كنت اخدتك من أول يوم جواز وبالرضي مش بالغصب يا بنت ثريا، اللي فات مش من حقك تتكلمي فيه دي حياتي قبل ما تدخلي أنتِ فيها غصب عني، دخلتيها وأنتِ عارفة اني كلي مصايب يبقى دلوقتي مش من حقك تقولي لأ…
قامت هي الأخرى رغم ألم جسدها العجيب مردفة :
_ كنت غبية وفوقت طلقني بقى لكن مش هعيش معاك بكل المصايب دي مش هخرج معاك وانا حاسة إن كل واحدة بتسلم عليها كانت في حضني قبل كدة، مش هقدر أعيش معاك وانت ممكن يكون عندك طفل من غيري، قولتلك لو حبيتك مش هكمل معاك يوم واحد طلقني بقى بدل ما أرفع عليك قضية..
قالتها بدل المرة اثنين ” طلقني” جذبها من خصرها جعلها بين أحضانه عنوة ثم همس بجنون وعشق أعمى عيناه عن أرتجاف جسدها :
_ موافق أطلقك بس لما تاخدي لقب مدام الأول ما لما تتجوزي بعد كدة هيقول ايه طلعت من بين خاطر أبو الدهب زي ما دخلت وهي قاعدة معاه كام شهر..
فزعت من معنى هذا الحديث، حاولت جعله يبتعد عنها الا إنه سحب شفتيها بقوة بعد عدة ثواني أصبحت حانة عاشقة لتمر من بعدما ثواني وتحمل هادية لقب زوجة خاطر أبو الذهب بكامل اردتها..
وضع رأسها على صدره وهو يأخذ أنفاسه بسعادة وانتشاء واضح على معالم وجهه، انكمش جسدها بالفراش وهي تشعر بعدم قدرتها على النظر إليه، مرر يده على خصلاتها هامسا :
_ مبروك يا حياتي..
_ طلقني أظن محدش دلوقتي هيقول حاجة عليك يا إبن أبو دهب..
ربما يكون معها حق تلك الزيجة خطأ كبير من البداية، قام من فوق الفراش وقال وهو يرتدي ملابسه :
_ أنتِ طالق يا هادية..
بمنزل فريد..
أستيقظ من نومه وجد هالة تنام على المقعد المقابل للفراش جالسة، ليلة زواج فيروز من موسى الراوي أعلن بها خسارته بكل جدارة، ذهبت عروسته العبة اللذيذة لرجل غيره، لأول مرة يفكر بتأمل ملامح هالة، قام من محله وجلس على طرف الفراش بالقرب منها، جميلة لا ينكر، تحبه وهذا ظاهر بكل تصرفاتها معه، تبدو عليها البراءة وجد أصابعه تحثه على لمس وجهها الناعم هامسا :
_ أنتِ حلوة اوي يا هالة وخسارة فيا..
على عبثه بوجهها فتحت عينيها بضجر، أنتفض جسدها بلهفة مردفة بنبرة صوت رقيقة لأول مرة أو ربما هو الذي لم يأخذ باله منها من قبل :
_ فريد أنت كويس في حاجة بتوجعك..
أوما إليها بتعب ظاهر على ملامحه ثم عاد بجسده ليلقي به على الفراش مردفا :
_ إيه اللي يخلي واحدة زيك في جمالك واسم عيلتك تتحمل كل اللي عيشتيه معايا طول السنين اللي فاتت دي يا هالة؟!..
سؤال ربما يكون بسيط واجابته أبسط بكثير الا إنها شعرت بالألم، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة وقالت :
_ نفس السبب اللي خلاك رغم كل اللي عملته معاك محبتنيش، هو هو السبب اللي مخليك تجري ورا فيروز وتنزل من نفسك ومني يا فريد..
فيروز على ذكر إسمها تذكر زواجها وسأل نفسه سؤال صريح قاله بصوت وصل لهالة :
_ تفتكر لو فعلا بتحب فيروز يا فريد كنت هتقعد عادي كدة وأنت عارف ومتأكد إنها في حضن غيرك؟!..
كانت الإجابة رغم وضوحها بعيدة عنه كل البعد، يبدو انه مرهق أغلق عينيه بقوة وفتح ذراعيه لهالة مردفا :
_ هالة ممكن تيجي في حضني عايز أنام وأنتِ بين أيدي..
يا الله على حلاوة طلبه، ألقت بجسدها سريعاً بين يديه وأغلقت عينيها هي الأخرى مستمتعة بتلك اللحظة من أعماق قلبها ربما لن تتكرر همهمت بمتعة مردفة :
_ فريد..
أبتسم :
_ اممم..
_ أنا بحبك..
كلمة سمعها بحياته كثيراً ولم يقولها الا لفيروز والان وبكل صراحة سألها :
_ هو الحب ده بيبقى عامل إزاي يا هالة؟!.
تعجبت من حالته الغريبة، لا تفهم ما يحدث معه أو بماذا يفكر، ابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه وجدته مغلق العينين ومعالمه تبدو مرتاحة لأقصى درجة فهمست :
_ في البداية قلبك بيدق بسرعة ومشاعرك بتخليك تعمل حاجات مش شبهك، بتتنازل وأنت مبسوط وراضي، وبعدين تبقى مش شايف غير حبيبك نفسك تبقى معاه دايما بتحس إنك ملكت الدنيا كلها وهو جانبك، لما تحب بجد لو انحطت قدامك ستات الأرض كلها مش هتشوف غير اللي بتحبها يا فريد..
تنهد بثقل وهو يفتح لها باب قلبه، جذبها لتنام على صدره مرة أخرى وقال :
_ يبقى أنا عمري ما حبيت قبل كدة يا هالة..
_ وعشان كدة أنا لسة في حضنك يا فريد..
______ شيماء سعيد _____
بشرم الشيخ..
دلفت ثريا لفيلا في غاية الجمال والرقي، بدأت تتفقد المكان حولها بتعبيرات منبهرة يبدو أن زوج ابنتها بمكانة مرموقة، أختارت غرفة بالدور الأرضي والقت بجسدها على الفراش بتعب، الآن تشعر بالكثير من الأمان وضعت يدها على معدتها المتتفخة :
_ متزعلوش بس بابا كمال ده راجل واطي وبتاع ستات الأحسن ليكم تبقوا بعيد عنه أصله معرفش يربي وأنا بصراحة خايفة على أخلاقكم يا قلب ماما….
ابتسمت إبتسامة حنونة وأكملت حديثها الهام مع أطفالها حتى دق باب الغرفة، رفعت حاجبها بتعجب هامسة :
_ هو في حد ساكن في البيت ده والا هو مسكون؟!..
عضت على شفتيها بالقليل من الخوف ثم قالت :
_ مين؟!..
_ أنا عايدة الشغالة يا مدام ثريا..
سمحت لنفسها بالخروج براحة وقالت :
_ أدخلي..
دلفت الخادمة وقالت بأحترام :
_ موسى بيه بعتني عشان أقعد مع حضرتك وأشوف طلباتك تأمري بأي حاجة..
ابتسمت بهدوء مع شعورها بأن هذا الغريب ربما سيكون الإختيار الأفضل بحياتها وحياة صغارها، حركت رأسها بنفي قائلة :
_ لأ شكراً روح أرتاحي لو أحتاجت أي حاجة هقولك..
خرجت عايدة لتبقى ثريا بمفردها، حملت هاتفها الجديد وقامت بالاتصال على موسى الذي اجابها سريعاً مردفا بنبرة صوت متلهفة :
_ ازيك يا مدام ثريا المكان عاجبك ومرتاحة فيه؟!..
_ الحمد لله يا موسى المكان كويس جداً مش عارفة أشكرك إزاي ع…
قطع حديثها بصوته القوي :
_ كدة هزعل يا مدام ثريا حضرتك والدة فيروز يعني في مقام امي وأخواتها في حمايتي اهتمي بصحتك ولو احتجتي أي حاجة رني عليا أو قولي للحرص اللي تحت..
_ حاضر يا ابني تسلم..
أغلقت معه الهاتف وذهبت في سحابة نوم عميق ربما اليوم هو أول يوم تشعر بوجود سند لها فلا يوجد أي داعي للقلق..
_____ شيما سعيد _____
بمحل نوح..
كان يتابع عمله بتوثيق بعض الفواتير الموضوعة أمامه، شعر بالملل والاشتياق لقطعة قلبه عطر، ترك الأوراق من يده مقررا الذهاب إليها وسيذهب العمل للجحيم..
أشار لأحد رجاله مردفا :
_ واد يا حودة خليك مكاني لحد ما أروح مشوار في السريع وأرجع..
أوما إليه حودة قائلا :
_ تمام يا ريس..
ذهب لمنزله بخطوات سريعة يغلب عليها حماس طفل صغير، انطفت تلك الابتسامة من على وجهه بعدما رأها تنزل من الشقة مرتدية نقاب يخفى ملامحها ورغم هذا عرفها من عينيها..
أرتفعت دقات قلبه بتعجب وأبتعد سريعاً من مكانه ليخفي نفسه وراء العمارة، حاول تملك حاله ورفع هاتفه وقام بالاتصال على رقمها رأها تفتح على الخط بتوتر مردفة :
_ حبيبي وحشتني..
سألها بهدوء :
_ أنتِ أكتر يا روح قلبي، قوليلي حبيبي بيعمل ايه وأنا في الشغل..
أبتلعت ريقها وهذا وصل إليه انتظر أي إجابة تريح قلبه ولكن الأمر زاد سوء مع ردها :
_ خلصتي الغدا ونايمة على السرير مستنية حبيبي لما يرجع من الشغل…
ماذا تقولي يا صغيرة وماذا تفعلي من وراء ظهري، عض على شفتيه حتى لا تخرج منه صرخة تحطم الأخضر واليابس ثم قال بهدوء :
_ ماشي هقفل أنا بقى عشان عندي شغل مهم واحتمال كبير أتأخر النهاردة..
أخذت نفس مرتاح وقالت :
_ مع إنى مش بحب أقعد من غيرك بس ربنا معاك..
أغلق الهاتف بوجهها فقد فقد قدرته على التحمل، لا يريد أي كلمة كذب أخرى صغيرته تفعل شيء من وراء ظهره ومع ذلك سيعمل ما هو والان، ترك سيارته وصعد بأقرب سيارة أجرة خلف سيارتها..
مرت نصف ساعة ووصل معها لعيادة خاصة بالعقم، أبتلع ريقه بعدما علم ما تفعله، تركها تنزل وتصعد وبعد خمس دقائق صعد خلفها، جلس على المقعد المقابل لها مردفا بقوة :
_ بتعملي ايه هنا يا عطر؟!..
أنتفض جسدها بفزع ودارت بوجهها إليه، قبل أن تنطق بكلمة واحدة سألها بقوة أكبر :
_ عايز أسمع الحقيقة وشيلي النقاب ده من على وشك نقاب ربنا مش لعبة…
خائفة من رفع عينيها لعينه ولكن لابد من المواجهة، بكف مرتجف ازحت النقاب من فوق وجهها ثم قالت بهدوء :
_ جبت التحليل بتاعتك للدكتور وجاية أشوف رأيه الناس كلها قالت إنه ممتاز يبقى فين المشكلة لما نجرب..
جذب ذراعها إليه وضغط عليه بكل قوته قائلا بجنون نابع من شعوره المميت بالعجز :
_ أنا مش هخلف يا عطر جوزك راجل عقيم ليه مصممة طلقتك وقولتلك شوفي حياتي فضلتي ماسكة فيا دلوقتي مش من حقك تقلي مني أو تحسسيني بالعجز…
حركت رأسها بنفي لتلك الفكرة وسقطت دمعة ساخنة من عينيها مردفة :
_ أنا مش بقلل منك أنا بس بدور معاك على أمل، رفضت اقولك عشان لو مفيش أمل فعلاً موجعش قلبك زيادة..
مسح على وجهه وقام من محله مشيراً على غرفة الطبيب :
_ لو عايزة تكملي معايا يلا نمشي ولو عايزة تدور على العيال وتبقى أم ادخلي للدكتور ولما توصلي لبيت أمك هبعت لك ورقتك..
صدمت من حديثه، لماذا دائما يطلب منها التضحية من أجله وهو لا يفعل شى واحد من أجلها، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة ثم قالت :
_ مش كل مرة أنا اللي هختار يا نوح المرة دي بقولك أهو يا اما تدخل معايا ونجرب مرة واتنين وعشرة لو في امل يا أما تمشى وتبعت ورقتي عند أمي..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أبو الرجالة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *