روايات

رواية عروس رغما عنها 2 الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية عروس رغما عنها 2 الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية عروس رغما عنها 2 البارت الثاني

رواية عروس رغما عنها 2 الجزء الثاني

رواية عروس رغما عنها 2 الحلقة الثانية

-انا اتقبلت قدري يا حياة …اتقبلته بنفس راضية …يمكن ده عقا*ب مناسب ليا بسبب اللي عملته في بنات الناس …أنا ك*سرت قلب مهرا وغيرها …وجه الوقت عشان يتك*سر قلبي …وليلي هي اللي هتعمل كده …هي اللي هتك*سر قلبي في اليوم اللي تقرر ترتبط بحد غيري !
……….
-ايه اخبار جدك طمنيني ؟!
قالتها حسناء بنبرة قلقة بعد ان اتت مهرا من المشفي كان واضح عليها الاعياء الشديد لأنها قد قضت ليلتها بالمشفي هي وادم …وادم كان متعبا اكثر منها لانه قضي ليلته خارج المشفي واقف مكانه …كان يرفض بإصرار ان يدخل ومهرا لم تعلق…هي قررت ان تترك امر مسامحته لجده للزمن…الزمن قادر أن يغير كل شئ…قادر أن يشفي جر*وح ادم بسبب جدها …
ابتسمت مهرا بتعب وقالت:
-الحمدلله يا طنط بقا كويس حتي انهم نقلوه اوضة العناية وحالته بتتحسن وهي مسألة ايام ويخرج …
تنهدت ونظرت لادم وهي تبتسم وقالت :
-صحيح كان فيه عقبة قدامنا بسبب انه فصيلة دمه مكانتش متوفرة بس ادم اتبرعله …
نظرت حسناء الي ادم وهي تشعر بالفخر …كانت السعادة بادية علي ملامحها لأن ابنها استطاع التغلب علي حق*ده وساعد جده ….هذا الأمر أسعدها لأنها عرفت أنها استطاعت تربية ادم جيدا …ربته تربية حسنة …وهي فخورة به كثيرا …اقتربت حسناء من ادم وامسكت ذراعيه ثم استطالت وقبلت رأسه قائلة:
-تربيتي فيك مراحتش هدر يا آدم …شكرا يا بني ….

 

 

نظر ادم الي والدته بتعب …الجميع يتوقع منه الغفران وهو حقيقة قد تعب …لما لا يفهمان أنه لن يغفر لهذا الرجل وليس معني أنه تبرع له بالدم أنه غفر …لا مستحيل …هو لن يغفر لجابر عزام ولن يتقبله في حياته ابدا …يجب أن تفهم والدته هذا ويجب أيضا أن تفهم مهرا هذا …لا يريد لأحد أن يضغط عليه …
تكلم ادم بنبرة شبه باردة :
-انا عملت ده لوجه الله …اي حد لو كان محتاج دم كنت هديله يا امي وكله بثوابه…
ثم ولج الي غرفته لتتنهد حسناء وهي تنظر إلي مهرا وتقول:
-معلش يا بنتي هو محتاج وقت .
ابتسمت مهرا وقالت :
-عارفة يا طنط وبراحته ياخد الوقت اللي هو عايزه أما مش هضغط عليه ولا حضرتك كمان …ادم قلبه ابيض وهيسامح واللي حصل معاه كان صعب فأكيد محتاج وقت ..
ابتسمت حسناء وهي تربت علي كف مهرا وقالت:
-بالله عليكي جدك دلوقتي بقا كويس يا مهرا ..
ابتسمت مهرا وقالت:
-الحمدلله صدقيني بقا بخير .
-الحمدلله يا بنتي طمنتيني …روحي دلوقتي ارتاحي ونامي عقبال ميعاد الغدا وهصحيكي ..
-لا انا هعمل …
قاطعتها حسناء بحزم امومي وقالت:

 

 

-قولت يا مهرا مش هتعملي حاجة …أنتِ هتروحي زي الشاطرة عشان ترتاحي يا بنتي أنتِ وشك بقا شبه اللمونة …روحي ارتاحي …
ابتسمت مهرا لها بحب وهزت رأسها ثم اتجهت الي الغرفة …
خرجت مرام من المطبخ وهي تقول:
-هو ادم جه يا ماما ..
-ايوة يا حبيبتي ودخل دلوقتي يرتاح …بعد ساعة كده حضري الغدا …
هزت مرام رأسها وكادت أن تذهب إلا ان حسناء اوقفتها وقالت:
-بت يا مرام تعالي هنا شوية …
تقدمت مرام من والدتها ونظرت إليها بحيرة لتقول حسناء :
-مش واجب برضه تزوري جدك ده عمل عملية خط*يرة و …
صمتت حسناء عندما نظرت إلي مرام ووجدت ملامحها تحولت إلي الجليد…إذا كان آدم عنيد فمرام.اس*وأ منه …قد يكون كر*هها داخل قلبها ولا تنفعل مثل ادم ولكن نظراتها الباردة تلك قادرة علي قت*ل جابر عزام في مكانه …
-يا مرام يا بنتي ده جدك …
-جدي من انهي ناحية بالضبط يا ماما ؟!جابر عزام ملوش علاقة بيا وانا مليش علاقة بيه ولا هيكون وإذا كان آدم هيخضع عشان مهرا براحته بس انا لا مستحيل اعامله.كجدي في يوم من الايام …

 

 

ضر*بت حسناء كف علي كف وقالت:
-يا عيال انتوا ناويين تجن*نوني !فيه ايه مش عايزين تحلوا المشاكل ليه عشان مهرا علي الاقل !
-يا امي مهرا علي راسي وانا بحبها بس انا مبحبش الراجل ده ولا عايزة اي علاقة تجمعني بيه …هو السبب في م*وت بابا وانا مستحيل اوده أو أزوره أو تربطني بيه اي علاقة …فمتحاوليش معايا ممكن يا امي لو سمحتي …
-ياربي هتم*وتوني والله يا بنتي ده زيارة المريض واجب …
-لما يكون المريض يخصني يا امي …أنا هزور واحد ميخصنيش ليه ..
قالتها مرام ببرود ثم انسحبت الي غرفتها وهي تشعر بالضيق من إصرار والدتها علي تقريبهما من جابر عزام ..
هزت حسناء رأسها وقالت :
-والله ما حد هيمو*تني غيرك يا مرام…ربنا يهديكي…
……
في غرفة ادم ومهرا ..
اخذ ادم ملابسه كي يذهب الي الحمام ويأخذ دوش …
توقفت مهرا أمامه فقال وهو يرفع حاجبه :
-عايزة ايه يا بت انتِ….
ضحكت مهرا وهي تجذبه إليها ثم تقبله علي شفتيه بسرعة …
-دي عشان اتبرعت بالدم لجدي …
ضحك وقال:
-يا ستي لو المكافأة كده اتبرع كل يوم .

 

 

ضحكت مهرا وهي تعانقه…ضمها ادم إليه وقال:
-طيب وبالنسبة اني بقيت للصبح برا المستشفي مستنيكي مفيش اي مكافأة للجهد ده …
ضحكت مهرا وهي تقول بتلاعب :
-لا يا دومي ده بس مكافأة التبرع بالدم …
-خلاص يا ستي اروح بكرة لجدك.واشوف لو محتاج دم تاني اتبرعله يمكن اتكافأ تاني
ضحكت مهرا بقوة وشاركها هو الضحك .
…….
في اليوم التالي …
في شركة سامر ..
كان يجلس وهو يشعر بالهم….لا يركز ابدا بعمله …ما زالت هي تحتل عقله بشكل غريب …قلبه يعت*صر بقوة …يشعر بالإختناق وكلمة الطلاق مازال صداها موجود في عقله…لم يتخيل ابدا ان يشعر بالر*عب عندما تقرر كارما تبتعد عنه …كانت جادة …حقا جادة كليا …تريد الابتعاد عنه ..تريد تركه للأبد …هل يسمح بهذا؟!!هل يطلق سراحها بما انه فءشل في ان يحبها….هل يخ*اطر ويخسرها هي أيضا …ليكون صريحا ما زالت مرام تحتله…ما زال يشتاق إليها ولكن فكرة الابتعاد عن كارما تق*تله …هو لا يريد ان يبتعد عنها ….لقد اعترف بهذا …هي زوجته …والدة طفله …يعلم انه قال لها كلام ق*اسي جدا وهو ليس فخورا بما فعله ولكنه تصر علي إخراجه من حياتها وحياة طفلها وهذا ليس عدلا …هو طلب فرصة اخري …لقد كاد أن يتوسل إليها ولكنها ما زالت مصرة علي عنادها …ما تفعله به حقا س*ئ للغاية …كارما تد*مر ما بينهما بكل سهولة …تريده أن يطلقها ويبتعد كيف اصبحت عنيدة لتلك الدرجة ونست حبه …كيف للمرأة التي أحبته بكل تلك القوة تن*بذه من حياتها الان …كل تلك الأسئلة كانت تدور في عقله وتنهكه …
نهض بضيق من مكتبه واتجه لنافذة مكتبه مال برأسه ووضعه علي الزجاج …كان منهك…مشتت وحزين …لقد خسر كل شىء في حياته …تخلي عنه الجميع ..اختنق وهو يتذكر حديقه الاخير مع كارما …يتذكر لمعة الاصرار بعينيها…ذلك الاصرار علي إخراجه من حياتها …

 

 

فلاش باك …
كان يقف متجمدا بعد كلمتها تلك … طلاق…اي طلاق هذا …هل تريد ان تقصيه عن حياتها للابد …
-انتِ بتقولي ايه يا كارما ؟!
قالها سامر وهو يشعر بالصدمة منها بينما هي تنظر إليه ببرود …رغم الا*لم الذي يحتل قلبها الا انها رفضت أن تظهر له ال*مها …لقد اذ*اها سامر بما فيه الكفاية وهي لن تسمح له أن يتلاعب بها مجددا هذا يكفي …يكفي ما فعله …هي لن تخا*طر بقلبها وبطفلها من أجل هذا الرجل مهما حدث …ستبتعد عنه وتربي طفلها جيدا …لن تدعه يحتاج الي شئ …ستعطيه الحب والحماية …يتعلمه أن له كرامة واحترام للذات …ستعلمه ما ف*شلت والدتها في تعليمها إياه …
-ايه الغريب يا سامر بقول عايزة اتطلق …أظنك عارف كده كويس …عايز الطلاق يتم بهدوء مش عايزة اي مشاكل ولا محاكم ..زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وانا متنازلة عن كل حقوقي مش عايزة حاجة ….
اشتعلت عينيه بالغضب وامسكها من ذراعها ثم قربها منه وهو يقول بنبرة تغ*لي من الغضب. ..
-انتِ اكيد اتجن*نتي صح ؟!طلاق ايه !!!أنا عملت ايه لده كله …ليه المعاملة دي. ..ليه مش قادرة تسامحي….ليه …
دفعته وهي تصرخ قائلة :
-ولسه بتسأل …حقيقي يا بج*احتك …بعد ما اللي عملته فيا بتقول عملت ايه ….انت ايه معندكش احساس ….
تصاعدت الدموع في عينيها وانسكبت وهي تنظر إليه بكر*اهية …لا تصدق مدي انانيته…
-كارما ..

 

 

قالها محاولا تهدئتها إلا أنها صرخت وهي تدفعه:
-لا لا اياك تلمسني …انت فاهم …اياك !!!انت د*مرت حياتي …د*مرتني يا سامر …خلتني اك*ره الحب …اك*ره ضعفي وأك*ره نفسي لاني حبيتك …انت بذلت مجهود ج*بار عشان تحسسني اني ولا حاجة وبرافو انت كسبت …أنا حاسة اني فعلا ولا حاجة …مجرد واحدة فا*شلة مقدرتش تنسيك مرام…واحدة كانت تسمعك بتهي*نها وتسكت عشان بتحبك…اتحملت معاملتك الز*فت ليا كأنك بتعاق*بني عشان خسرت مرام …واللي رافض تعترف بيه يا سامر أنك خسرت مرام بسبب انا*نيتك بس …انت اللي اتخليت عنها …انا مليش ذنب ..ذ*نبي الوحيد اني رضيت اني ارتبط بيك بعد ما سيبت صاحبتي وخ*سرتها …ذ*نبي اني رضيت لنفسي الذ*ل …سمحت ليك تهي*نني …بس صدقني ده انتهي يا سامر انت انتهيت من حياتي الحمدلله…دلوقتي أنا مليش الا ابني ومتخافش أنا مش وح*شة لدرجة اني احرمك من ابنك …تقدر تشوفه وقت ما تحبه لكن متتوقعش مني اني ارجعلك …أو اسمح ليك تفضي غضبك فيا انا….لو سمحت أخرج من حياتي…أنا مش عايزة اشوفك تاني …ورقة طلاقي توصلني بهدوء واللي هيبقي بيننا يا سامر هو ابننا وبس ..
-ولو مطلقتش !
ابتسمت ببرود وقالت:
-بسيطة ارفع عليك قضية …بس انت يا سامر للدرجادي معندكش كرامة عشان تتمسك بواحدة مش عايزاك !!!
ضم كفيه وهو يسيطر علي غضبه الذي بدأ في الاشتعال …وقرر أنه من الأفضل أن يذهب الان قبل أن يند*م علي ما سيقوله أو يفعله !!!
باك …
خرج من شروده وهو يشعر بالحزن علي ما وصل إليه …كارما أخرجته تماما من حياتها ولا يوجد ما يفعله …هل يذهب ويترجاها.هذا صعب جدا عليه…..هو لن يفعل هذا بكل تأكيد!!
………

 

 

في منزل كارما …
كانت تقف تحت صنبور المياه تأخذ دوش …ترفع رأسها لأعلي وتسمح للمياه أن تنساب علي وجهها …كانت مغلقة عقلها تماما لا تريد أن تفكر فيما حدث منذ آخر لقاء بينها وبين سامر …لقد انتهي سامر من حياتها والان يوجد الأهم لكي تفكر به…. طفلها… طفلها الذي أعطاها الامل لتكمل حياتها التعي*سة تلك …طفلها هو النقطة المضيئة في حياتها وهي سوف تفعل المستحيل كي تربيه جيدا!!
أغلقت الدوش ثم أخذت المشفة وجففت نفسها جيدا ثم بدأت بإرتداء بيجامتها الوردية البيتية …قررت عدم الذهاب للعمل اليوم وان ترتاح هذا بالطبع بعد أن أخذت الاذن من صاحب الصيدلية الذي أشفق لحالتها وقرر التعاون …
ارتدت منامتها اخيرا ثم كادت أن تخرج من الحمام ولكن لم تنتبه لتلك المياة التي تملأ الأرضية الناعمة والتي نتجت من استحمامها لتنزلق ساقها وتصرخ بقوة ثم تسقط علي الأرض ويصطدم رأسها بحافة البانيو …فتفقد الوعي !!!
….
مرت عدة دقائق لتفتح كارما عينيها وهي تشعر بالدوار …تأوهت وهي تشعر بأ*لم عني*ف أسفل بطنها :
-ابني …ابني …
قالتها كارما وهي تبكي بعنف ولا تستطيع النهوض …نظرت إلي الصالة وهي تتذكر أنها تركت الهاتف بالصالة ولحسن الحظ كانت قد تركت باب الحمام مفتوح بما انها بمفردها بالمنزل …زحفت بصعوبة ناحية الصالة بعدما فشلت نهائيا في أن تنهض !
اخيرا وصلت للمنضدة التي عليها الهاتف وهي تبكي بينما الد*ماء لطخت الأرضية …أمسكت الهاتف ثم اتصلت به …الوحيد الذي سوف ينجدها ..
…..

 

 

رن هاتف سامر وهو واقف أمام النافذة ليخرجه من جيبه بملل ولكن الملل تحول الي تحفز وهو يري اسمها …رد بسرعة ولهفة قائلا:
-كارما !!!!
-سامر …سامر الحقني أنا وقعت ..ابني يا سامر ..ابني …تعالي بسرعة ..انت عارف هتلاقي المفتاح فين ..
بهت وجه سامر ولكن بدأ بالخروج من مكتبه وهو يركض بطريقة أثارت ريبة موظفينه بالشركة
-كارما …كارما حبيبتي أنا جاي …
….
ما هي إلا عشر دقائق وكان سامر قد وصل بسبب قيادته المتهورة …ركض داخل البناية حتي وصل الي شقة كارما …اخذ المفتاح الاحتياطي من اصيص الزرع بجانب شقتها وفتح الباب …صرخ بقوة وهو يجدها واقعة علي الأرض ..فاقدة الوعي ودم*,اؤها علي الأرض …
……….
في المشفي …
نقلها سامر بسرعة الي هنا وانتظر ساعة إلا ربع وهو يشعر بالقلق ينهش قلبه …اخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات ..اقترب سامر منه بلهفة ليقول الطبيب :
-الحمدلله هي كويسة …قدرنا نسيطر علي النزيف بس للاسف فق*دنا الجنين ربنا يعوضك !!
…………
كان يقف بسيارته امام منزلها كالمعتاد ….البراكين كانت تشتعل داخله الايام السابقة وهو يراها تخرج معه كالعادة ..تستقل حياة سيارته ويذهبون الي بناية ما …يكاد يفقد عقله وهو يتخيل أسوأ السيناريوهات في عقله …لا يفهم ما الذي بين حياة وبين مروان …وكيف اجتمعا من جديد ..غيرة قاسية احتلت قلبه …تجعله يرغب بقتل مروان هذا ولكن بأي حق ….كيف يطالب بحقه في حياة وهو الذي تركها بأسوا طريقة …كيف يحاسبها وهو من خانها…والسؤال الاقسي لماذا يراقبها ..لماذا يغار هل اصابته لعنة العشق معقول؟!!هل سيعاني الآن …هل انقلبت اللعبة التي بدأها هو …هل اصبح فعليا الضحية …تلك الاسئلة كانت تدور في عقله …تلك الاسئلة تنهكه …ترعبه!!!..يخاف أن يصاب بتلك اللعنة …هو لا يريد أن يواجه ما واجهته حياة …

 

 

اغمض عينيه وقرر أن يذهب لن يراقبها اليوم بل سيحاول بأي طريقة أن ينساها…وما كاد أن يذهب بسيارته ولكنه تجمد وهو يراها تخرج من البناية ….غاص قلبه في صدره وهو يتأملها جيدا …ترتدي قميص من الحرير ازرق وبنطال اسود …شعرها البني الذي استطال قليلا تركته حرا ونظاراتها التي تخفي ملامحها كانت مستقرة فوق راسها وتحمل حقيبتها السوداء …تبتسم ابتسامة رائقة بينما تشير بكفها الي مروان الذي اتي للتو بسيارته ….اشتعلت عيني احمد بالنار وهو يراه …
ذلك المزعج كم يكرهه …هل كُتب عليه أن يأخذ مروان كل امرأة في حياة احمد الاول مهرا ثم حياة !!!
كان يرتعش من الغضب ….جل ما كان يريده الان هو أن يح*طم رأس ذلك المدعي مروان …أخذ يتنفس عدة مرات حتي يهدأ نفسه …هو لا يريد أن يتهور وان تته*مه حياة بالغيرة يجب أن يحافظ علي صورته أمامها ….انتظر وهو يراقب حياة وهي تستقل سيارة مروان …تجلس بجانبه …الشي*طان كان يعبث بعقله…كان يخبره أن بالتأكيد هناك علاقة مشب*وهة بين حياة ومروان وذلك الخاطر جعله يكاد يج*ن…هو لا يتحمل هذا …لا يتحمل مجرد التفكير أن هناك أي علاقة بينهم …غيرة أو تملك لا يهم …جل ما يعرفه أن تلك الأفكار تمنعه من النوم ولذلك لابد أن يضع حل لتلك الأفكار …يجب أن يتخلص منها …
…..
من ناحية أخري …
جلست حياة بجوار مروان وقالت بسعادة :
-اول مرة اتحمس كده وانا رايحة للدكتور ..
ابتسم مروان مبتهجا لتحسنها …في الواقع بعد ما قررا الاثنين أن يواجها مخاوفهما ويتكلمان بدءا يتحسنان …وهذا يسعده…يجعله يثق أنه سوف يكون بخير قريبا …
-وبصراحة أنا كمان …

 

 

 

-ايه رايك نحتفل بمناسبة أننا بدأنا نتعافي النهاردة تحب نروح فين …
تردد مروان …لم يرد أن يحرجها وقال بتوتر:
-طيب ممكن نأجل الموضوع شوية يا يا حياة …أنا النهاردة ورايا حاجات مهمة جدا بعد الجلسة وحابب …
ابتسمت حياة بخبث وقالت:
-رايح ليها صح …ها قول. ..
-هروحلها كالعادة ابصلها من بعيد بس مش هتكلم معاها
قالها وهو يتنهد …لا يعرف هل قراره صح ام خطأ هل صحيح قراره أن يظل في الظل هكذا دون أن يحدثها أو يعترف …هل سيترك سعادته تتسرب من بين يديه ولكنه كان متيقن تماما أن ليس من حقه أن يكون سعيدا بعد كل ما فعله معهما…هو مصمم ان يتع*اقب بحب ليلي …هذا عق*اب مناسب !
ابتسمت حياة بحزن غريب وهي تري الصراع البادي علي وجه مروان …تعرف أن هذا صعب عليه …أن تعشق من طرف واحد بحد ذاته لعنة …هي تعرف كم أن شعور الحب من طرف واحد قاسي للغاية …الم تحب احمد وذاقت عذ*اب الحب …كم.ان ارتباط مروان بتلك الفتاة مستحيل …هي قريبة مهرا واخت زوجها …مهرا ..مهرا من كانت صديقتها وهي طع*نتها بعن*ف في ظهرها وكل هذا من أجل رجل …حياة لن تسامح نفسها ابدا علي ما فعلته…ذلك الذ*نب سيظل يطاردها حتي تمو*ت ….
فكرت بحزن …كم تريد أن تذهب لمهرا وتعتذر منها ولكن ليس لديها الجراءة …كيف تذهب لتلك التي سلمتها ببساطة الي مروان …كيف ستنظر لعينيها…تل الأسئلة كانت تدور بعقلها …صمت مروان وهو يراقب تعاقب الانفعالات علي وجه حياة ….وعرف فيما تفكر ..ذ*نبهما المشترك …ربنا لو أخبر حياة أنه لم يلمس مهرا هل سترتاح …ولكن ما يفيد اخبارها بالحقيقة …رغم أنه لم يلمس مهرا ولكن ما فعله مع مهرا كان بش*ع جدا …ما فعله معها لا يمكن مغفرته ..
فكر بهم وهو يقود سيارته بينما بدأ أيضا احمد بقيادة سيارته ليتبعه …
. …….

 

 

بعد ربع ساعة تقريبا …
وصلا الي البناية ونزلا سويا …
كان احمد يجلس في سيارته وهو يغلي من الغضب …كان يفرك كفيه حتي احمر …عينيه السوداء احمرت …بلغت الغيرة اقصاها لديه …غيرة لم يشعر بها تجاه مهرا …غيرة قادرة علي إحر*اق اي شئ أمامه ….
قرر أن ينتظر حتي تخرج حياة وتبقي بمفردها ثم يتحدث معها …لن يتركها حتي يتحدث معها …لن يترك نفسه ف*ريسة لأفكاره …
……..
في عيادة الطبيب النفسي …
كان مروان جالس علي الكرسي المريح وهو يتحدث براحة :
-برضه حاسس ان فيه حاجة ناقصة يا دكتور ..
ذنب مهرا رافض يسيبني …أنا ظل*متها ومش قادر اسامح نفسي ولا حتي اروح لها واعتذر لها واقولها الحقيقة …أنا تعبان اووي يا دكتور …
-يمكن المواجهة هتساعدك يا مروان …انت مشكلتك في عقدة الذنب اللي عندك وانت بتقول انك معملتش حاجة لمهرا وده افضل …بس انت قررت من نفسك أن مهرا مش هتسامحك ..ليه متجربش ..حاول يا سيدي …
-انا خايف اواجهها يا دكتور ..خايف بجد ..
-خد وقتك يا مروان …تصالح مع نفسك واعرف الوقت اللي هتمتلك فيه الشجاعة عشان تروحلها …
هز مروان رأسه وهو يشرد …ربما هذا هو الحل أن يتكلم مع مهرا ربما تسامحه …
……..
بعد.ان انتهت جلسة كل من حياة ومروان خرجا سويا وهم يبتسمان …في كل مرة يأتيان الي هنا يشعران براحة غريبة …
تنهدت حياة وقالت:

 

 

-بجد انا بقيت كل ما اجي هنا ارتاح اكتر …ياريتني اخدت القرار ده من زمان …
-علي الاقل اخدناه يا حياة والحمدلله …أنا دلوقتي هوصلك عشان اروح مشاويري..
ابتسمت حياة وربتت علي كتفه وقالت :
-لا يا مروان روح انت أنا حابة اتمشي شوية ..
ربنا يوفقك …
ابتسم لها بإمتنان وقال:
-تعرفي تروحي لوحدك …مفيش مشكلة يعني ..
-اكيد مفيش مشكلة روح انت …أنا احتمال اروح ازور قبل اهلي وبعدين اروح ..
-ماشي يا حياة سلام
قالها هو ثم استقل سيارته وذهب …
ارتدت حياة نظاراتها وهي تسير غير منتبهة تماما لهذا الذي يكاد ينف*جر من الغيرة عندما رآها تلمس كتف مروان …
قاد احمد السيارة ناحيتها وقد قرر أن يتكلم معها مهما حدث …هو لن يعاني بتلك الطريقة …لا ابدا …
……….
بعد قليل …
توقفت سيارة الأجرة أمام المقب*رة …نزلت حياة منها ودخلت المقب*رة في نفس الوقت ..توقف احمد بسيارته ونزل منها ….
…..
-حياة ..
قالها احمد.فجأة لترتعش وهي تراه واقف خلفها…
-انت بتعمل ايه هنا !!
قالتها حياة بصدمة ليقترب هو منها …ابتعدت بخوف إلا أنه امسك ذراعها …لحسن حظه وسوء حظها لم يكن هناك أحد بجانبهما

 

 

-كنتي بتعملي ايه مع مروان ؟!
-وانت مالك !
صرخت به بهياج ليبتسم بشراسة وقال:
-انا هوريكي ازاي مالي !!!
ثم بسهولة رفعها علي كتفه وحملها ….كان يخط*فها فعليا !!!
…………
-وحشتيني يا خالتو
قالتها ملك وهي تضم ليل …ليل الذي كانت تنظر إليها ببهوت وهي تربت علي شعرها دون عاطفة حقيقية…ليل ظنت ان ملك هي الوسيلة المثالية لتقريبها من انس لذلك اظهرت الحب لها ولكن لتكن صادقة هي لا تكن أي مشاعر لملك رغم انها ابنة شقيقتها …هي ارادت فقط انس وقد فش*لت في هذا ولكن لكي تستطيع ان تتزوج انس يجب أن تتقرب اكثر من ملك …لقد حدثت المحامي واخبرها.انه من الأفضل أن تنتظر حين يتزوج أنس من مرام حتي تستطيع ان تضغط عليه جيدا حينها سوف يطلق تلك المرأة وتفرغ الساحة لها تماما !!! ابتسمت وهي تتخيل اليوم الذي سيكون اسمها مع اسم أنس…اليوم الذي ستكون ملكه …اليوم الذي فيه سيطرد مرام من حياته وتبقي هي فقط معه …ذلك اليوم سيكون أفضل يوم في حياتها….
جلست ليل بجوار ملك وقالت:
-هو بابي مش موجود يا لوكا .
-لا يا خالتو لسه في الشغل …

 

 

ابتسمت ليل وقالت:
-بجد جميل خالص …علي فكرة بقا أنا جاية عشانك أنتِ لانك وحشتيني اووي يا لوكا …
-وانتِ كمان يا خالتو وحشتيني اووي وتيتا كمان …بابا قال في الويكيند هيخليني اروح عندها
لمعت عيني ليل الخضراء وهي تقول:
-بقولك يا لوكا … هو انتِ بتحبي تيتا وخالتو ليل ؟!
هزت ملك رأسها وهي تقول:
-طبعا يا خالتو بحبكم اووي وبحب اقعد معاكم وبحبك أنتِ بالخصوص …
ضحكت ليل وقالت بخبث :
-طيب حابة تعيشي معانا ؟!
بهتت ملك قليلا وقالت:
-انا عايشة مع بابا ..
-بس أنس مش بابا يا لوكا أنتِ عارفة كده…أنس عمك…والاولي تيجي تعيشي مع خالتو اللي هي أقرب من عمك ليكي …
ابتعدت ملك عنها وقد بان عليها الضيق وقالت:
-لا يا خالتو محدش قريب ليا قد بابي …انس هو بابي اللي رباني واللي عيشت معاه طول حياتي وحابه اعيش معاه هو بس !
احمر وجه ليل بغضب وكادت أن تصفعها علي وجهها ولكنها قررت اللعب بخ*بث ..يجب أن تتمهل كي تكسب تلك الجولة …يجب أن تقلب ملك علي أنس كي تضمها لصفها…
اصطنعت ليل الحزن وقالت:
-يعني أنتِ مش عايزة تعيشي مع تيتا يا لوكا …علي فكرة تيتا بتحبك …غير انس اللي سايبك هنا للخدامين ومش مهتم بيكي …ده غير لما يتجوز هيهملك اكتر ويهتم بعياله الحقيقيين …قوليلي بقا يا ملك أنتِ هتكوني اهم ولا أولاده …
-ليل…

 

 

صرخة واحدة من انس جعلها تنتفض بقوة .
.نظرت ليل الي أنس ووجدت عضلات وجهه متقلصة من الغضب !!
………..
خرجت من كليتها بهدوء وهي تسير باتجاه الشارع الرئيسي لكي تعود لمنزلها …صديقتها ميار لم تحضر اليوم الي الجامعة بالاضافة ان فجأة طرأ عليهم امتحان مفاجئ وهي لم تجاوب جيدا …كان اليوم كا*رثيا بامتياز…تتمني ان يمر باقي اليوم علي خير ..
من بعيد كان يقف مروان وهو يراقبها ..كانت ابتسامة شجن مسيطرة علي وجهه …هو يغرق بها يوما بعد يوم…يع*اقب نفسه بها ولا يقترب منها حتي …كيف تملكته تلك الفتاة لتلك الدرجة كيف …وما المميز بها ويجعلها تح*تله بتلك الطريقة المرعبة …ليست الاجمل ولكن بالتأكيد الانثي الاكثر تميزا التي رآها في حياته كلها …كانت تسير بتمهل علي الطرقات …قرر هو أن يسير خلفها دون أن ير*عبها…كان سعيد بشكل غريب وهو يراقبها هكذا خلسة كال*لص …أنه يتصرف بج*نون وذلك ليس غريب علي شخصيته المخت*لة كما يعرفها …ضحكة افلتت منه عندما تذكر أن ادم جعله ياكل الورد عندما اقترب منها وك*سر يده أيضا …ماذا سيفعل تلك المرة …لابد أنه سيق*تله لو عرف أنه يراقب شقيقته سوف يق*تله بكل تأكيد ….

شعرت ليلي كأن أحد.يسير خلفها …نظرت فجأة خلفها لتشهق وهي تجده …
-يخربيتك أنت بتعمل ايه هنا ؟؛
بهت مروان وهو يتراجع للخلف …ما هذا الحظ …لم يكن يريد أن تراه …
-ده أنا هطين عيشتك والله …
-اسمعيني بس …أنا غرضي شريف ..
-شريف وانت …انت والشرف متجتمعوش ا
ابتلع مروان ريقه وقال؛

 

 

-انا بحبك يا ليلي والله بحبك ونفسي تحبيني!
-حب ايه يا بني اللي احبهولك انت عبيط ؟!!لا بجد مخك فيه حاجة …انت خط*فتني وحاولت تع*تدي عليا …سج*نت اخويا …ده أنا أقل حاجة اعملها معاك اني أفضي م*سدس في راسك مش احبك …حبك برص ان شاء …
قالتها ليلي بشراسة ثم كادت تذهب من امامه الا انه بسرعة قطع طريقها وهو يقول متوسلا:
-طيب اديني فرصة …علي فكرة أنا كويس بس الظروف …
-ظروف ايه يا عم أنت..وانا مالي بظروفك ما تسيبني في حالي والا اقسم بالله اقول لادم اخليه يك*سر ايديك التانية …أنا مش ناقصة هم …
بعدين أنا ازاي متوقع اني احب واحد مريض زيك …لو نسيت اللي حاولت تعمله معايا ..عمري ما هنسي اللي عملته بمهرا …
اختنق صوتها وقد لمعت عينيها بالدموع واكملت :
-انت د*مرت حياة المسكينة ومتوقع اني أقبل حبك ده …حبك ده تبله وتشرب ميته …
ثم ذهبت من امامه ..قال فجأة بقوة:
-لو قولتلك اني ملمستش مهرا اصلا …هتديني فرصة !

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عروس رغما عنها 2)

اترك رد

error: Content is protected !!