روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت التاسع والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء التاسع والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة التاسعة والأربعون

–« ‏- مشاعر تُستنفز. »
| لطالما حلمت مُنذوا فترة مُراهقتي أن يلتقطني شخصّ حنون أكون أنا كُل الأشياء وأهمها بحياته، لا ينتهي يومه إلا عندما يسمع صوتي الذي يَكون له كالدفيء الذي يتنعم به جسدك في فصل الشتاء عندما تندثر تحت لحفاك بغُرفتك وفراشك الوحيد القادر علي مُحاوطتك، تمنيت كثيرًا أن من يحبني لا يجرؤ على ضياعي من بين يديه، لا أعرف ما أنا عليه الأن هو حلمي الذي حلمت به أم كابوس لا أُريد أن أعِشهُ، لَكنني مُرغمه بسبب التعود. |
#بقلمي
* داخل الغُرفة المُقيمة بها جني داخل المُستشفي
– خ.. خالد خا.. خالد أنت سمع.. سمعني ؟!
عندما لَم يُقابلها إي رد منه عادت تَقُص عليه حديثها مرةً أُخري لَكنها كانت بنبرة يملؤها القلق والأرتعاب.
لَم يسعفه لسانه بأن يَرُد عليها كما فعل جسده اللعـــ.ين الذي لَم يتوقف عن الارتجاف وقدميه التي كانت تُركل إي شيئا تصطدم عبره، كُل هذا بسبب هذا الصوت المُتردد الذي جعله وكأنه مُصاب بالشيزوفرينيا بدأت أنفاسه تَثقُل حاول مرارًا وتكرارًا بأن يُسيطر علي تلك الحالة التي أصابته، لَكن قد خرج الأمر عن السيطرة لينها ر ساقطًا علي الأرضية ظَهره مُستند علي الحائط يُحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبة كانت عينيه تَرف بقوة مع فُقدانه في التحكُم بجسده الذي كان يرتجف بهستيريا.
تَجمعت الدموع بعينيها وهي تراه بتلك الحالة وما زاد الوضع عليها هي عدم قُدرتها في تَحرُك جسدها كُلما حاولت تَحريك جُزئها السُفلي كان يَجتاحها ألم غير مُحتمل ليصدُر منها أنين خافت حاولت التحدُث تُنادي عليه بنبرة صوتها الضعيفة أثر تعبها وعيناها جاحظتان أثر صدمتها من حالة خالد لأول مرة تراه بتلك الحالة.
– خ.. خال.. د.. خا.. لد
ظَل خالد علي حالته التي مزقت روحها كانت تنز ف بسبب مظهره الذي أهلــــ.كها كآن صعبًا عليها أن تَري خالد ذالك الو حش الذي يُهابه الجميع ينها ر أمامها بهذا الشكل، كلفها أمر الهبوط من الفراش الكثير مما جعل جسدها يرتطم علي الأرضية بقوة ليرتفع أنينها لَكنها تحاملت علي نفسها، لتنهض سارت نحوه وهي تتكأ علي كُل الأثاث الذي قابلها إلي أن وصلت إليه أخيرًا لتنهار قواها الذي باتت تُعافر من أجل الوصول إليه، لتسقُط بجانبه سَحبته بين ذراعيها بكُل قوتها إلي أن أرغمت جسده علي الخضو ع كانت حالته وصوت صُراخه يُمز قها إلي اشلاء.
أرغمت جسدها بالإبتعاد عنه قليلًا بعد أن هدأت وتيرة أنفاسه العالية وصمت عن الصُراخ، حاوطت وجهه تُثبته بين كفوف يدها تنظُر إلي عيناه بدموع تنساب علي وجنتها وكأنها تُريد أن تمتص الحُزن البادئ علي ملامحه التي كساها الحُزن.
أردفت قائلة بنبرة هادئة وصوت ضعيف يَكسو الألم:
– م.. مالك يا حبيبي ؟، إإ.. إيه اللي تعبك ؟!
أبتلع الدموع بحنجرته لا يُدري ما حدث إليه وما السبب لَكن بمُجرد أن شَعر أنه يُمكن أن يفقدها، شَعر بأن عالمه ينهار لا يتصور أنه سيأتي اليوم الذي يتفارقون من أجل إي شيء، هو يعيش ويتنفس وجودها معه، ظَلت عينيه تَرف بُسرعه مُفــــ.جعه لَكن الصوت أختفي نهائيًا ك أنفاسه التي هدأت كان جسده لا يُزال يرتجف لَكن هدأ عن الأول بكثير، حاول إخراج صوته ليأتي صوته مُتحشرجًا مُمتزجًا بدموعه التي جففها حتي يستطيع رؤيتها.
– أنتــــي..
كانت تلك الكلمة المُكونة من ثلاث حروف هي التي أستطاع إخراجها بعد ما أصابه، يَشعُر بأنه يُريد أن يأخُذها ويرحل بعيد عن العالم ويفقد كُل منهُم الذاكرة حتي لا تأتي الآلام ل تُرهقهُم، كان لديه حاله من الرهاب بأنها إذا عرفت بفقدانها لطفلها أو أكتشفت بما حدث مُسبقًا بأن تتركه وتبتعد عنه وهذا إذا حدث لَم يستطع العيش بدونها، يعرف أنه مريض بها وأن كُل ما كان يفعله بها بسبب رفضها إليه وكأنه يُعاقبها علي عدم تقبُل الأمر كيف لها أن ترفضه بعد كُل ما فعله من أجلها، هو علي أستعداد بأن يَفقُد كُل شيء مهما يَكُن؛ بل أنه علي أستعداد بأن يُكرث حياته لها بمُقابل أن يطمئن أنها تُحبه كما يُحبها هو، دائمًا لديه هاجس بأمر حُبها يشعُر بأنها لا تُحبه بقدر حُبه لها، تستطع الإبتعاد عنه إذا أُتيح لها الأمر عكسه، لهذا السبب كان يقوم بحبسها بالمنزل حتي لا تستطع الهروب منه ليعود هاجس خوفه مرةً أُخري يَطرُق عليه باب الخوف من تركها له.
*خارج الغُرفة
كانت تَقُف ريتاج بأقدام تتخبط ببعضها من الخوف بسبب صُراخ خالد غير قادرة علي التحرُك، ك حال كُل من سمع صُراخ خالد إذا كان من الزوار أو المرضي، أما عن الأطباء والمُساعدين لَم يَكُن موجود أحد منهُم حينها في الدور، ترجل عز راكضًا نحو ريتاج بعد أن دَلف الدور ليستمع إلي صوت خالد، وَقف ينظُر إلي ريتاج بصدمة. ليردف قائلًا:
– إيه اللي حصل ؟!
حركت ريتاج كتفيها لأعلي دليلًا علي عدم معرفتها مما جعل عز يتحرك نحو الغُرفة بعجله دَلف الغُرفة لتُثبت أقدامه علي باب الغُرفة بسبب مظهرهُم ساقطين علي الأرض بأحضان بعضهُم ولا يوجد صوت سوا أصوات أنفاسهُم الها ئجة، دَلف الغُرفة بعد أن ظل ثوان ينظُر إليهُم.
حمحم حنجرته ليصدر صوتًا حتي يلفت أنظارهُم استدارت جني بجسدها لتصرُخ بقوة بعد أن أجتاح الألم أسفل معدتها مرةً أُخري، عندما تَحركت بعجله مُبالغ بها لتتذكر حينها أمر النز يف أرجعت رأسها تنظُر إلي خالد وضعت كفها علي معدتها تضغط عليها لعل الألم يقل.
لتردف قائلة بنبرة ضعيفة يملؤها الألم:
– خ.. خالد إإ.. إيه اللي حصلي؟!، طمني ال.. البيبي كويس
كانت النوبة التي أجتاحت خالد قَد أختفت، بدأت الأعراض تنسحب إلي أن عاد إلي طبيعته عادا عينيه التي كانت تَرف، نَظر إليها بألم يُمز ق قلبه لا يعرف بما عليه أن يقول لها تَنفس بقوة لينهض بعد أن حملها بين ذراعيه، سار بها نحو الفراش ليضعها عليه برفق شديد، كاد أن يبتعد عنها لَكن يد جني التي تعلقت بيده رَفع عينيه بَبُطء شديد وكأنه يُهاب أن تتلاقي عيونهُم بعضهُم لتستكشف كذبته، تلاقت عيونهُم وشرد بها كانت مقلتيها مليئين بالخوف والتوتر ليعلم أنها ترجوه بنظراتها أن لا يَكون قد أصاب شيئًا طفلها، ليشعُر بأنها لا تُريد سماع إي خبر حزين تتعلق بأمل أن يكون طفلها مازال بخير ولَم يصبه إي شيء مُفجــــ.ع يُحزن قلبها.
عندما لَم تأخُذ ردًا من خالد حركت عيناها نَحو عز الواقف ب بداية الغُرفة لتردف قائلة بنفس نبرة الخوف والترجي بأعيُنها:
– عز الدُكتور قال إيه سبب ال.. النز يف ؟، ال.. البيبي كويس صح
ابتلع عز الغصه التي تشكلت بحنجرته ليُكور كفوف يده يضغط عليهُم بقوة حتي يستطع أن يَقول لها ما أراده، إذا ترك الأمر إلي خالد الأن يعرف أنه لن يستطيع أن يَقول لها أنها أجهضت وسيُخبأ عليها الأمر، لَكن عليه أن يُصارحها الأن حتي لَا ينعقد الأمر أكثر من هذا، لهذا السبب قرر أمساك زمام الأمر.
ليردف قائلًا بنبرة هادئة وصوت رزين يملؤه الحكمة:
– العُمر لسه قُدامكو يا جني تقدروا تجيبوا بدل البيبي عشرة..
قاطع حديثه صُراخها به وأنفجا رها به دُفعه واحده كانت أوصالها بأكمالها ترتجف غير مُصدقة حديثه:
– أأ.. أسكُت يا ع.. عز أأ.. أنت بتقول إيه !
بمُجرد أن تحدث عز أغمض خالد عينيه ليصُك علي أسنانه غاضبًا من عز، ليلــــ.عنه بداخله بسبب عدم صمته لَم يَكُن يستطيع أن يُلجم لسانه وينتظر عدة أيام ليخبرها هو بمعرفته بعد أن يطمئن عليها ويتأكد أن كانت ستتقبل الأمر أم لا، لَكن عز لَم يترُك إليه الفُرصة بأن يُخبرها هو كما أراد بدلاً من أقتحامه الغُرفة وأخبرها بتلك الطريقة التي ستتدمي جني ويُمكن أن يُصيبها مكروه من هول الصدمة.
حركت جني عينيها علي خالد تتمسك بكفوفها بمعصميه تشد عليهُم وهي تردف قائلة بنبرة ضعيفة وصوت هادئ خلفه صُراخ وغضب يُدمي كُل من يَقُف أمامها.
– خ.. خالد الكلام ده مش صحيح، ط.. طفلنا كويس مش كده
قالت حديثها بنبرة ضعيفة حزينة يشُوبها الألم والكسرة، ف لقد رأت الصدق بأعيُن عز وأستشفت الصدق بحديثه، لَكن قلبها لَم يستطع التصديق كانت ملامح خالد واضح عليها أن يوجد شيئًا حدث سيحزنها كثيرًا لَكنها لَم تتوقع أن تلك الخبر فُقدانها لطفلها توقعت أن يوجد ضرر حدث إليه أو إي شيء غير أنها فقدته.
جاء صوتها الضعيف بنبرة تؤلم كُل من سمعها تائهه حزينة هشه لا تعرف ما اللعــــ.نة التي أصابت حياتها لتجعلها جحــــ.يم هكذا مُنذوا أرتباطها به لتُصبح حرم خالد الشيمي، وكلما أصبحت سعيدة تأتي التعاسة لتدُق بابهُم تشعُر أن تعاستهُم مُرتبطة ببعض أما السعادة فلا سبيل إليها في هذه العلاقة، كانت تتحدث وعيناها مُتعلقة علي حبيب عُمرها ” خالد ” لا تُحيد أنظارها عنه تتمسك بمعصميه جيدًا وكأنه طوق النجاة الأخير لديها.
– لو بتهزروا قولولي أنا مش حمل وجع القلب أأ.. أنا حاسة أنِ في كابوس، خ.. خالد أنت عارف قد إيه أنا كُنت بحلم أنِ أكون حامل منك مش كده كان نفسي أشيل طفلنا أوي وأحضنه نفسي أجرب شعور الأمومة أوي نفسي أمارس الأمومة وحنيتها علي طفل يكون من صُلبك.. خالد أبننا كويس صح ت.. تلاقيه ضعيف شوية بسببي أأ.. أنا فعلًا مُهمله في أكلي ب.. بس خلاص وعد يا روح مامي هاخُد بالي من أكلي علشانك.. نفسي أوي يا خالد أعرف نوعه هو الدُكتور قالت في الشهر الخامس ولا السادس اللي بعرف نوع الجنين أأ.. أصل أنا ناسية
جاء صوت خالد بنبرة مُتحشرجة ضعيفة حزين عليها خائفًا أن يَحدُث لها مكروه قائلًا بنبرة تأنيب ضمير إلي عز بسبب حديثها الذي مز قه أربًا:
– ليه.. لييه يا عز لييييه
إلي هُنا ولَم تستطع الصموت لتصرُخ بأعلي نبرة مؤلمة قد تسمعها بحياتك حينها ابتلع خالد حديثه بسبب صُراخها القوي، حاول خالد السيطرة علي جسدها الذي ظل ينتفض بقسو ة كُلما صرخت وبكت لَكن دون جدوي كانت تبكي وتصرُخ بهستريا، أما عز ركض يُخبر الطبيبة بما أصابها لتأتي وعندما أتت أخرجت خالد خارج الغُرفة لتفعل اللازم هي والمُساعدة.
” الرواية حصرية علي جروبي عالم ماسة Isra Elshtwy “
* بعد مرور بضعًا من الوقت
خرجت الطبيبة والمُساعدة من غُرفة جني وعلي معالمها الغضب وبنفس التوقيت الحُزن، وَقفت أمام خالد وعز الذي بمُجرد خروجها من الغُرفة تقدموا إليها.
تحدث خالد قائلًا بنبرة قلق وخوف:
– هي كويســ..
قاطعت الطبيبة حديثه قائلة بنبرة غضب عارم:
– أنا اللي عايزة أسال إيه اللي حصل بالظبط ؟!، إنتوا قُلتوا ليها إيه وصلها لحالة الانهيا ر الكاملة دي ؟!
تحدث عز قائلًا بنبرة حاول إخراجها ثابته:
– عرفتها أنها فقدت طفلها، مَكنش ينفع أخبئ عليها اكتر من كده
إلي هُنا ولَم يستطع خالد الصموت ليلتفت إلي عز بجسد مُتصلب ودون أن يجعله يُدرك ما يَحدُث لَكــــ.مه بقوة وغضب علي وجهه صارخًا به بنبرة غضب مُشتــــ.عل:
– أ.. أنت بتدخل ليه ؟، من وقت رجوعك لحياتها والمصايب نزله ترف علينا.. أنت السبب، أنت اللي خلتنا نوصل للي أحنا فيه دلوقتي لو مَكونتش بعدها عني وزيفت خبر مو تها ومش بس كده وهمتها أنها لسه حامل مَكوناش وصلنا للي أحنا عليه دلوقتي، ودلوقتي بسببك أنا مش عارف أعمل إيه !، مش عارف أزاي هخليها تقدر تتجاوز اللي حصل !
بعد أن نَهض عز تقدم نحو خالد لينتشله من ياقة سُترته يقبض عليها بقبضتيه القوية يُعنــــ.فه وهو يصيح عليه بنبرة غضب قائلًا:
– لو بتخاف عليها اوي كده، كُنت فكرت قبل ما تحر ق بيت جاسر وتزيف خبر مو تها علشان تتجوزها من ورانا، كُنت فكرت فيها وأنها عاشت يتيمة الأم والأب برغم أنهُم عايشين كُنت رأفت بحالتها و استنيت لحد ما تقنعني بجوازكُم وتتجوزها قُدام العالم، أقولك جرب تدي ل جني حُرية الأختيار وأنا واثق أنها وقتها هتهر ب من سجــــ.نك قفصك اللي فضلت حابسها فيه طول عُمرها.. جني لو كانت بتحبك بعد اللي أنت عملته بالتأكيد كرهتك، جني أُختي وأنا أكتر واحد عارف هيا بتفكر في إيه، كانت متعلقة بالطفل ده علي أمل أنك تتعدل علشانه.. بلاش ترمي عليا ذنو بك أنا لو كُنت زيفت خبر مو تها ف ده علشان أحميها وأحررها من سجــــ.نك.. أمًا أنت زيفت خبر مو تها علشان تسجــــ.نها في قفصك في فرق كبير ما بينا.. فرق السماء والأرض أقولك الخُلاصة حتي الصياد اللي عذ بني وذ لني أنا وأخويا مقدرش يأذ ي جني أنت مُتخيل أنا بشبه قسو تك بمين !
قَصد عز أن يُخرج حديثه بتلك النبرة القا سية يعرف أن نصف حديثه خاطئ لَكن كان عليه أن يقوله حتي يُنبه خالد عن طريقة تصرفه مع جني، يجب أن يتخلي خالد عن أنانيته ويعطي جني حق التصرف بحياتها، قصد أن يقول هذا حتي يُعطي القليل من الحُرية لشقيقته الواقعة في غرام هذا المُخــــ.تل المريض بحُب جني.
بعد أن قال عز حديثه دب فع خالد بعيدًا ليسقُط علي الأرضية، تلجم لسانه عن الحديث بعد هذا الحديث كان حديث عز ك القُنبـــــ.لة التي فجر ت أعماق قلبه، ف عز لَم يتهاون مع خالد وقذ ف عليه أقســـ.ــي الكلمات التي أراد خالد نسيان ما فعله معها بالماضي لَكنه بالفعل لا يستطيع أن يعطيها مقدارًا من الحُرية خوفًا من أن تترُك إليه الساحة بأكملها وتهر ب حتي تُنعم بالحُب مع شخص يُحبها كما تُريد ويُقدرها، يُهاب أن يُعطيها الحُرية حينها ستتركه بلا شك هكذا كان يفهم.
رَكضت ريتاج إلي خالد تجلس بجانبه علي الأرضية تُحاول الأطمئنان عليه ومُساعدته في النهوض لَكن ظل خالد جالسًا علي الارضية، رفع رأسه لأعلي ينظُر إلي عز بتوهان ليردف قائلًا بمُحاولة بإنكار حديث عز:
– أبوها راجل وس*، أما أنا الراجل الوحيد اللي عشقته وحبته ج.. جني بتحبني هتعيش وهتموت وعشقي محاوطها
ضَحك عز بسُخرية قائلًا بنبرة استهزاء:
– لو واثق من حُبها ليك عُمرك ما كُنت هتقول الكلمتين دول..
قاطع حديثهُم حديث الطبيبة قائلة بنبرة ساخرة يشوبها الجدية:
– اللي بيحصل ده مايصحش، اتفضلوا أدخلوا عندها و تخانقوا أفضل علشان تَكملوا عليها
وضع عز يديه الإثنين بجيب بنطاله ينظُر للأسفل علي حذاءه من الإحراج، أما خالد نَهض بمُفرده وتحرك إلي الطبيبة ليردف قائلًا:
– عايز أعرف حالة جني بالظبط، والطريقة اللي المفروض أتعامل معاها بيها الفترة دي
أومأت إليه الطبيبة بالإيجاب لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– تمام، بس الكلام مش هيكون هنا في مكتبي.. وياريت اللي حصل ده ميحصلش تاني أحنا في مُستشفي مُحترمة وفي مرضي معانا مش لوحدنا
قالت حديثها الأخير بنبرة تحذير ل كُلًا منهُم لتتحرك بعدها ليتحرك معها خالد فقط، أما عز لَم يتحرك معهُم فضل أن يذهب للطبيبة بعد خالد بمُفرده حتي لا يحدُث بينهُما شجارات بمكتب الطبيبة.
* داخل الفُندق أمام غُرفة ” 211 ”
كان يَقُف أمامها بقامته الطويلة الفارعة بجسد مُعضل يرتدي بنطاله لَكن من أعلي كان عا ري لا يستُر جسده إي شيء، قاطع حالة الهيمان التي سقطت عليها وهي تنظُر إليه بجر اءة كانت في قمة السعادة من الابتهاج الغامر الذي أدي إلي غياب عقلها من إي منطق لَم تَكُن تُدرك ما حولها، هي الأن تشعُر بإنتشا ء روحها وعينيها بمُجرد أنها شعرت أنها ستحصُل عليه أخيرًا حتي لو كانت الطريقه مُخالفة إلي كُل شيء حولها، كانت تشعُر بأن سعادة العالم بأجمعه تتمحور حولها وهي تراه يَمد يديه ليلتقط كف يدها بين راحة يده حينها صبط نظرتها علي عينيه تنظُر إليه نظرة انتشا ئيّة عبرت عن حالة السعادة والفرح والسرور التي تملكتها، لتزداد وهي تراه يغلق باب الغُرفة عليهُم، تَحرك بها للداخل وما زالت يديهُم بأيد بعض إلي أن وصل إلي الفراش المُتوسط الغُرفة وَقف أمامه ليدفعها عليه، سَقط جسدها علي الفراش لتنظُر إليه بسعادة لتغمُرها حالة أكثر من السعادة تُشبه حلوي السُّكْر وهي تراه يقترب إليها دون أن يلمسها ينظُر إليها ليطير الجُزء الباقي من عقلها، ليأتي صوت قاسم الهادىء بقوله.
– في اللحظة اللي أحنا فيها دي عايزة إيه ؟
كان قلبها يُخفق بقوة من السعادة وعيناها لا تُحيد عنه لترفع يدها تتحسس صدره بأناملها، لتردف قائلة بنبرة مُغيبة نهائيًا عن الواقع:
– عايزاك يا قاسم.. ع.. عايزاك تقرب ومتبعدش عني عايزاك ليا أنا أأ.. أنا لوحدي
تركها تفعل ما تُريد فَلم يبعد يدها التي تتحسس جسده ف هي لا تُؤثر عليه ولو صارت ع ارية أمامه، لا يوجد امراءه تُحرك ذره من مشاعره سوا حبيبه عُمره ” إيلا “، ليردف قائلًا بنفس نبرة الهدوء والثبات:
– هتكوني سعيدة وأنا باخدك في الحرام، باخُد شرفك اللي المفروض تصُونيه من أجل نفسك قبل أهلك للراجل اللي هيجي يتجوزك
حركت رأسها بالإيجاب قائلة:
– موافقة يا قاسم.. المُهم أكون ملكك أنت.. قاسم أنت بتحبني ب.. بس مش حاسس بسبب وهمك أنك بتحب إيلا.. صدقني أنت بتحبني زي ما أنا بحبك
نَظر إليها نظرة لَم تفهمها قبل أن يعتدل بوقفته يتحرك إلي الأريكة القابعة بالغُرفة يَجلس عليها، ظَل صامتًا لا يتحدث يُفكر فقط ليردف قائلًا بهدوء:
– إيه اللي جه في بالك أول ما بعتلك أنِ عايز أشوفك في أوضة لوحدنا
أعتدلت ديما علي الفرش دون أن تنهض تسطحت علي أحد جانبي جسدها لتثني معصمها وتسند رأسها عليه، تنظُر إلي قاسم قائلة:
– عايز الحق ولا أبن عمه
إبتسم قاسم بطرف شفته بسُخرية ليردف قائلًا:
– ابن عمه
أردفت قائلة بنبرة جريئة وهي تنظُر إليه بجراءة:
– لوهله شكيت أنك مُمكن تكون هتخدعني، بس بعدها أفتكرت أنِ ست وحتي لو كُنت عايز تخدعني لإي سبب في دماغك أنا أقدر أغو يك وأظن أنِ حلوة وعندي مُقاومات تخليني أغر يك ولا إيه ؟!
نوبه من الضحك أحتلت قاسم ظل يُقهقك، وهذا جعلها تستــــ.شيط من الغضب لتنهض من الفراش تسير نحوه تَقُف أمامه لتردف قائلة بنبرة غضب يملؤها الجدية:
– تَحب تجرب، أوعدك أنك هتركع وقتها تحت رجلي علشان أسيبك تلمسني
نظر إليها بأستياء ليردف قائلًا بأكثر نبرة هادئة في الكون:
– زي ما عملتي مع ياسر، وأنتِ اللي ركعتي علشان يلمسك وهو اللي مرضاش أنتِ إزاي ساف** كده، إزاي قدرتي تحاولي تغو ي خطيب أُختك
أ شتعل وجهها بالغضب لتنفــــ.جر به صارخه بوجهه قائلة بنبرة كُره وسواد نابع من الداخل:
– ياسر ده حبيبي أنا، أنا اللي شوفته قبلها بس هو حب مين أو أتوهم أنُه حب مين ياسر ده حبيبي أنا، أنا اللي شوفته وحبيته من أول نظرة وجت هيا وخطفته مني.. هيا اللي خطفته مش أنا
تحدث قاسم قائلًا بنفس نبرة الهدوء والثبات:
– مش ذنبها أنُه حبها هيا قلبه دق ليها هيا مش ليكي، اللي أنتِ بتعمليه ده أنانية أنا جايبك هنا مش علشان ألعب عليكي ولا إي حاجة أنا جايبك علشان نتكلم أنتِ بنت وأنا مُستحيل أئذي بنت خصوصًا أنِ أشتغلت مع أبوكي وأكلنا عيش وملح مع بعض حتي بعد اللي عمله فيا مش من تربيتي أنِ أرُدله الأساءه بالأساءه.. علشان كده أنا عايز أخلص معاكي الموضوع يا ديما بهدوء عايز نقفل الصفحة دي نهائي ومتتفتحش
جلست بجانبه تلتصق بجسدها بجسده تَضع كفها علي كتفيه تتحسسه قائلة بنبرة مُغو ية:
– لو بُعدك عني بسبب كلام ياسر وأميرة صدقني يا قاسم أنا نسيته ومبحبش غيرك أنتــ..
قاطع قاسم حديثها قائلًا بجمود وهو ينتشل يدها يُبعدها عنه، يد فع جسدها بعيدًا عنه حتي لا تَكُن مُلتصقه به:
– أميرة متعرفش حاجة عن اليوم اللي روحتي فيه لياسر الشقة، واللي لازم تعرفيه أنِ مبحبش حد غير إيلا وياسر بيحب أميرة حتي مُعتز جوز أُختك نور بيعشقها مُستحيل حركاتك دي تخيل علي حد فينا
تنفست بغضب قائلة بنبرة صوت مُرتفعة:
– والله!، يعني هُما قلبوك عليا وفهموك أنِ بغر ي كُل واحد فيهُم
لوي قاسم شفته قائلًا:
– حقيقي مش فاهم إيه السبب أنك تعملي كده ؟، هل زي ما ياسر بيقول أنك مهوسه بالرُتب ولا أنتي مابتحبيش تشوفي أتنين بيحبوا بعض بجد.. أنتِ عايزة إيه ؟!
نظرت إليه بأغو اء لتردف قائلة وهي تجلس علي رُكبتيها علي الأريكة تُحاوط بذراعيها عُنقه:
– كفاية كلام، عايزاك مش عايزة غيرك
مَسك يدها بقسو ة وأبعدهُم عنه قائلًا بنبرة مُعنــــ.فه قوية:
– أيدك جمبك تتكلمي بأدب صوتك ميعلاش ، وسيبك من جو المجانين ده أحنا دلوقتي لوحدنا أتكلمي بصراحة ونهاية الكلام لو أتشقلبتي أنا عُمري ما هلمسك ولا هفكر فيكي
حركت ديما يدها علي صدر فُستانها ليفهم قاسم علي الفور ما تُريد أن تفعله مَسك يدها وكبلها جيدًا بيده قبل أن تُمزق قُستانها، ليرفع وجهه ينظُر إليها كانت عينيه تومض بالرُ عب لا تعلم رده فعله المُنتظره ولَكن في كُل الأحوال هي ميـــــ.ته لا محال أبتلعت ريقها وهي تنظُر إليه بصعوبة خائفة.
ليأتي إليها صوته المُر عب قائلًا بصوت عالية ونبرة غضب:
– أنتِ غبية يا بت، يعني أنتِ في أوضة لوحدك معايا والكاميرات جيباكِ وأنتِ طالعه بمزاجك، وبكُل غباء بتفكري تعملي فضيـــــ.حة مش هتأذي حد غيرك أنتِ
خفضت رأسها ليستكمل حديثه قائلًا:
– هتسمعي الكلمتين اللي هقولهُم وهتنفذيهُم ورجلك فوق رقبتك، وبعدها هتغوري من هنا ومش عايز أشوف وشك تاني ولا أسمع أنك أتعرضي لا ليا ولا ل إيلا.. ساامعه
رفعت رأسها وأماءت له بالإيجاب، ضغط قاسم علي معصمها بشده كانت عيناه مُشتـــــ.علة بنا ر الغضب والصدمة من جراءتها، كانت أنفاسه قادرة علي إحرا قها في الحال، لتأتي كلماته الغاضبة الشر سة تضور جوعًا لتمز يقها.
– من النهاردة وهتخرجي أسم قاسم من عقلك مش مسموحلك تفكري فيا، مش عايز أشوف وشك في إي حته أنا فيها، مَكونتش حابب أجر حك بس أنتِ اللي أطرتيني لكده يا ديما أنا حقيقي عُمري لا حبيتك ولا هحبك متحُطيش أمل ولو واحد في المية أن هيجي يوم هحبك فيه، أنا هعيش وأمو ت قلبي مبيدُقش غير لواحده بس، بلاش تضيعي عُمرك كُلوا وأنتي بتجري ورا سراب عززي نفسك حبي نفسك شوية فوقي يا ديما لسه قُدامك فُرصة أنك ترجعي كويسة وتكونِ أحسن.. نصيحة لو فضلتي بكُرهك وأنانيتك دي هتخسري الكُل
امتلئت مقلتيها بالدموع بسبب حديث قاسم الذي مزق قلبها كيف لهُم أن لا يَحبوها ماذا ينقصها ، هي علي قدر عالي من الجمال كيف يحدُث معها هذا ؟!، حاولت التملُص من قبضته، ليرخي قاسم قبضته عليها ينظُر إليها قائلًا:
– مش هتخرُجي من هنا غير وأنا سامع أنك هتتغيري، ويكون في علمك أنا مش بكرهك أنا بالفعل حاولت أحبك وقت خطوبتنا بس مقدرتش كُنتِ هتكونِ مبسوطة لو كملت معاكي وخدعتك أنِ بحبك وأنا قلبي معاها
أخذت ديما نفسًا طويلًا لتزفُر تُبعد به خوفها والرُ عب الذي تملكها بسببه، حتي تستطيع التحدُث أمامه.
لتردف قائلة بصوت هادئ:
– بس أنا قابله ببواقي مشاعرك، اتجوزني يا قاسم صدقني هقيد ليك صوابعي العشرة شمع بس أقبل..
صَدمه احتلته بسبب حديثها كيف لها أن تكون بتلك الصورة كيف دعست كرامتها من أجل الحصول عليه، هو علي علم أنها لا تُحبه بل هي مريضة تُريد أن تَحصُل علي إي رجُل يعشق أمراءه لَكن ما سبب مرضها لا يعرف، فقد حبس أنفاسه الغاضبة مانعًا نفسه من التهو ر عليها وصفـــــ.عها، يريد أن يُخرج طاقه غضبه بها، لَكنه منع نفسه من القيام بذلك.
عندما قابلها صمته قررت أكمال حديثها لتردف قائلة بنبرة غير مُتزنة أثبتت جنونها ف هي فاقدة للعقل بكُل تأكيد:
– قاسم أنت بتحبني أسمع كلامي جرب طيب تلمسني شوف هتحس بأيه، ل.. لو عايزني أغير شكلي وأبقي شبها معنديش مُشكلة أنا أعرف دُكتور تجميل شاطر أوي هيخليني نُسخه طبق الأصل منها، ولو علي لون الشعر عادي صبغه هتقوم بالواجب، متقلقش يا روحي أنا هعملك كُل اللي أنت عايزوا بس جرب صدقني هتحب الموضوع وهتحبني، أنت أأ.. أصلًا بتحبني بس موهوم بحُبك ليها دي علشان طول عُمرها قُصادك ع.. علي فكرة بقي أنا ش.. شاكة أنها مُمكن تكون عملالك عمل ااه.. أصل مُستحيل راجل يقدر يرفُض ديما أجمل واحده في أُخواتها، أُخواتها إيه بس أنا أجمل واحده في العالم، مش كده يا حبيبي
كانت تتحدث وهي تُحرك يدها المُحرره من قبضته علي وجهه تتلمسه وهي تلصق جسدها بجسده، أما هو كان غير مُستوعب حديثها تأكد أنها مريضة بل مجنونة يجب أن تدخُل مصحة للعلاج النفسي، لَم تدعه يخرُج من حالة الصدمة بسبب حديثها لتُقرر أن تُكمل عليه وكأنها تُريد مو ته بذبحة صدرية بسبب حديثها الغير مُتذن.
استكملت حديثها بنفس نبرة الجنون والحالة حتي تصرُفاتها كانت غير مُتزنة:
– أأ.. أنا حاولت محبش ياسر بس مَقدرتش، ب.. بس أول ما شوفتك أنت وأنا وقعت خلاص، وقعت فيك يا أبن الأيه إلا قولي يا قاسومي إيه السحر اللي أنت عاملهولي علشان أحبك بجنون كده
أستغلت قبضته التي ارتخت علي يدها لتتحرر، لتقُف علي مشط قدميها تُحاوط عُنقه بذراعيها تتحدث بالمقربة من وجهه..
أضافت علي حديثها تلك الأحاديث:
– أنا مُعترفة أنِ مجنونة بيك، وجناني ده مُمكن يوصلني أنِ أقتــــ.ل حبيبتك ، حبيبتك يا قاسم إلي أنت بتقولي بتعشقها أأ.. أنا مُمكن بسهوله أمو تهالك وقُصاد عينيك علشان كده لازم تحبني أأ.. أنت مَقُدمكش حل غير أنك تستسلم لحُبي
ابتلعت غصه مؤلمه في حلقها وهي تبتعد عنه تُجلس علي الأرضية تُربع قدميها لتُكمل حديثها بألم قائلة:
– هُما السبب مش أنا، دايما كان إي حاجة بتعجبني وأنا طفله كان لازم تيجي لعندي حتي لو الحاجة دي في أيدي حد من أخواتي
رَفعت وجهها تبتسم إليه بجنون تنظُر إليه ك طفلة وديعة قائلة:
– علشان كُنت زنانه اوي بفضل أعيط لحد ما أخُد الحاجة دي ليا وكبرت علي كده، بس جت أميرة وخدت مني أول شاب شوفته وقلبي دق ليه ظابط مالي مركزه وسيم وحلو كُل المواصفات اللي أنا عايزاه فيه، بس وقتها هو أُعجب بيها هيا وللأسف كُل خططتي فشلت في أبعادهُم، بس مش أنا السبب يا قاسم ده السبب
بنهاية حديثها وضعت يدها علي قلبها تُشير أنه السبب بجميع ما يحدُث..
أستكملت حديثها قائلة بنبرة هادئة يشوبها الحُزن:
– أنا مَكُونتش أتمني أن حياتي تمشي بالشكل ده، وأن يجي عليا اليوم اللي اترجا في حد أنُه يحبني ومش بس كده أنِ أسلملوا نفسي بكُل سهولة، بس ده اللي حصل أنا لقيت نفسي برسم وبخطط بمُنتهي التهور والأندفاع علشان أخليك معايا، عارفة أنِ غلط بس متعودتش أنِ أعوز حاجة وماخُدهاش
خفضت رأسها لأسفل تضيف علي حديثها قائلة:
– أسفة يا قاسم أسفة أرجوك سامحني علي كُل اللي عملتوا.. كان نفسي ألاقي اللي يحبني بسهولة بس أظاهر أن مكتوبلي أنِ أتعب علشان ألفت النظر
نظر لها قاسم بعُمق يتأكد إذا كان حديثها صادق أم تخدعه ، يعلم أن الحُب من طرف واحد شعور قا سي ومؤلم، لَكن بحالة ديما هذا مرض وليس حُب هي لا تَحبه هي فقط تُريد الحصول عليه ك الطفلة التي تتشبت بلعبة وعند حصولها عليها ستلقيها لَكن ما يجعلها تُجن أنه لَم يُبادلها الفُرصة غرورها هو من أوصلها إلي هذا الطريق، وهو لن ينخدع عليه أن يتأكد أنها حقًا ستبعد عن طريقه نهائيًا.
رفعت عينيها قليلًا دون أن ترفع وجهها تسترق النظر إليه بخُبث حتي تعرف إذا جلب حديثها نفعًا وتعاطف معها أم لا، كان يجب عليها أن تتحدث أوقاتًا بشر اسة وهجو م ثُم ترتدي قناع اليمامة الوديعة حتي يتعاطف معها.
كانت معالمه غير واضحه حتي نظراته لها لَم تعلم إذا كان تعاطف معها أم لَم يُصدقها، حين طال الأمر وشعرت بالإحباط نَهضت من علي الأرضية وتقدمت تَقُف أمامه بوداعه تنظُر إليه بأعيُن ناعسة تُرفرف ببراءة مُصطنعه، هذا أخر أما لديها بأن تقنعه قبل أن يتزوج إيلا عليها أن تفعل كُل ما أستطاعت به حتي يُصبح لها، أنها النهاية لا مفر.
خرج صوتها بنبرة ناعمة وكأن عصفور صغير يُرفرف حوله لتردف قائلة:
– يَمكن متصدقش الكلام اللي هقولهولك، بس خلاص مبقاش في إيدي حل غير أنِ أبعد وأخليك تعيش سعيد مع اللي قلبك أختارها حتي لو ده هيد مر قلبي أنا
تنهدت بقوة لتستكمل حديثها قائلة:
– أنا هحضر نفسي علشان أسافر، هسافر خالص يا قاسم علشان تعيش مبسوط طالما أنت بتكرهني ومش عايزني في حياتك
حرك قاسم رأسه بالنفي لقد بدأ قلبه بالتعاطُف معها بسبب نبرتها ليردف قائلًا:
– ديما أنا مش بكرهك، أنا بكره تصرُفاتك فين ديما اللي أول ما عرفتها..
قاطعت حديثه إقترابها منه وتمسكت بمعصميه بكفوف يدها جيدًا لتردف قائلة بنبرة ضعيفة يشوبها الحُزن بدموع تنساب علي خديها:
– ليا طلب عندك قبل ما أبعد عنك خالص
أنتظرت ثوان حتي يَرُد عليها لَكن لَم يظهر عليه إي رده فعل لتستكمل قائلة:
– أحضني يا قاسم، عايزة أسمعك بتقولي أنك بتحبني قولي كلام حلو حتي لو مش من قلبك أنا راضية.. أرجوك مترفُضش ده أخر طلب ها طلبوا منك..
* داخل فيلًا الجارح/ تحديدًا بغُرفة المعيشة
كانت تتحرك إيلا بالغُرفة ذهابًا وأيابًا بيدها الهاتف تتصل علي قاسم مُنذوا أستيقظها ظلت تبحث عنه لتُخبرها زينب بأنه غادر، لتعرف منها أنه غادر بعد أن دَلفت هي بغفوتها.
صَرخت زينب عليها بغضب قائلة:
– إيلا، أعقلي وأركزي في مكانك عايزة أتابع الفيلم
وَقفت إيلا تنظُر إليها بشراسة وغضب لتردف قائلة:
– والله!، يعني أنا محروق دمي وقلقانه علي البيه أبنك وأنتي كُل اللي همك أحداث الفيلم.. تمام يا مامي كده
نَفخت زينب بغضب لتنهض من علي الأريكة تَقُف أمامها تَضع كفوفها علي وجه إيلا قائلة بنبرة هادئة:
– أهدي يا روح مامي ، قاسم راجل وكبير ميتخافش عليه أكيد مشغول علشان كده مش بيرود عليك أستني شوية وهو هيكلمك يطمنك بنفسه
عضت إيلا شفتها لا تعرف اما كُل هذا القلق لَكنها غير مُطمئنه هكذا تَشعُر. لتردف قائلة بمُحاولة من الهدوء:
– يارب يكون بخير، سوري يا مامي أنِ أتعصبت عليكي بس حقيقي غصب عني
طَبعت زينب قُبله علي وجنتها لتحتضنها بين ذراعيها تسحبها معها نحو الأريكة. لتردف قائلة بهدوء:
– علي ما الفيلم يخلص يكون هو خلص مشاويره وجيه كمان مش كلمك
إبتسمت زينب بأخر حديثها لتُبادلها إيلا الإبتسامة بإصطناع لَكنها مازالت قلقه.
* داخل غُرفة الطبيبة
يَجلس خالد علي المقعد المُقابل للمكتب الذي تجلس خلفه الطبيبة تتحدث معه عن حالة جني..
تسائل خالد في صدمة مأخوذة مما سمعه من الطبيبة بنبرة صوت مُتحشرجة يشوبها الألم:
– مش فاهم !، إزاي مُمكن اللي حصلها يأثر علي حملها ؟!، أنتِ بتقولي إيه ؟!.. أنا مش فاهم أنتِ مش عملتي العملية ليها علشان تكون كويسة، ليه كلامك دلوقتي بيتغير
تحدثت الطبيبة بنبرة مُتأثرة لَكنها لا تخلو من العملية لتردف قائلة:
– أُستاذ خالد أنا بقولك مُمكن مش أكيد، أحنا مستنين تصحي وتكون تقبلت اللي حصل علشان أقدر أكشف عليها واطمن أن مفيش إي ضرر أو التهاب حصل في عُنق الرحم، لأن الدم اللي نز فته من المهــــ.بل كان كتير غير وجود الإفرازات وتشنُج عضلات الرحم والوجع المُستمر ده يخليني أقلق، وبالنسبة للعمليه اللي خضعت ليها كانت مُهمه علشان أشيل الجُزء المُتبقي من المشيمة اللي كان مُرتكز في السم اللي لو كُنا أتأخرنا أكتر من كده كان مُمكن ينزل للرحم وقتها كُنا هنضطر نشيل الرحم خالص، ونقلنالها د م بدل اللي فقدته.. وللأمانة الطبيبة لو لقيت حالة الرحم مش مُستقرة وهيحصلها مُضاعفات بسببها هكون مُضطرة أشيله خالص علشان ننقذ حياتها.
ابتلع لُعابه من هول صدمته مما أستمع إليه، يعلم جيدًا أن جني تعشق الأطفال وتُريد الإنجاب وكلام الطبيبة هذا إذا حدث سوف يُنهي بحياتها إذا حدث، لا عليه التصرف لَكنه كيف، هل يُنقلها إلي مُستشفي بالخارج.
ليردف قائلًا بنبرة عجله يشوبها الخوف:
– أنا مُمكن أنقلها تتعالج برا، بس حوار شيل الرحم ده مينفعش نهائي جني وقتها هتدمر
تحدثت الطبيبة قائلة بهدوء:
– صدقني يا أُستاذ خالد برا مش هيعملوا أكتر من اللي هيحصل هنا، وإن شاء الله الأمور متوصلش لكده أنا بس بنبهك علشان تكون في الصورة بس الكلام ده طبعًا مدام جني مش هتعرف عنه حاجة إلا لما نكشف ونطمن أن كُل المؤشرات الحيوية طبيعية
فاضت مقلتيه بالدموع المكتومة بها، فأصبح لا يستطيع الرؤية لينهض من علي المقعد بسلام ليردف قائلًا بنبرة كساها الألم والحُزن:
– عايز أكون معاها في كُل لحظة حتي لو هتفضل نايمة ، مش هقدر أمشي وأسيبها
* داخل غُرفة جني
فَتحت عينيها بعد زوال المُخدر الذي حقنوها به كانت الرؤية معدومة تمامًا، شيئًا فشيئًا بدأت الرؤية توضح أمامها كانت وحدها في الغُرفة حاولت أن تتذكر ما حدث معها لَكن عقلها كان مُتوقف نهائيًا لا يّعمل، تحاملت علي نفسها تَجلس بأعتدال تستند بظهرها علي الوسادة تحت أنينها الخافت بسبب الألم الذي أجتاح أسفل معدتها بسبب تَحمُلها، بعد أن جلست حركت عينيها تنظُر علي يدها وكم التوصيلات الموصولة من الأجهزة إلي يدها، كان عقلها يعمل بَبُطيء ليبدأ بالعمل ليُذكرها بما حدث مُنذُه الألم الذي أجتاحها بغُرفتها والنز يف الذي حدث لها إلي ما أخبرها به عز أنها فقدت طفلها، أخفضت يدها لتضعها علي معدتها تتحسسها بأيادي مُرتجفة وبرودة بأطرافها مع توقف دقات قلبها لثوانِ ليأتي بذهنها اليوم الذي عرفت بحملها كَم كانت سعيدة كَم حلمت برؤيته، لتتساقط دموعها بغزارة وأطرافها تنكمش ضاغطة علي لحم معدتها وهي تأن بصوت ضعيف علي فقدها لطفلها، إلي تلك اللحظة لَم تَكُن تستوعب أنها فقدت طفلها تشعُر أنها داخل كابوس وستستيقظ من غفوتها بعد قليل لَكن الحلم لا ينتهي بل ألمها يزداد، أزدادت الدموع بالتساقُط علي وجنتها كانت روحها تصرُخ من الداخل تعتصر معدتها بقبضتها وهي تَهمس بضعف إلي طفلها غير مُصدقة ما يحدُث حولها.
– حبيبي أعمل إي رده فعل أنك لسه جوايا، أأ.. أنا حاسة أنك ولد من أول يوم عرفت أنِ حامل وأنا حاسة بكده، هتكون راجل مامي مش كده علشان كده مينفعش الراجل يزعل مامته أعمل إي حركة تثبتلي أنك جوايا، علشان خاطري..
انتظرت ثوان تنتظر إي حركة تحدُث داخل معدتها لتعود بالحديث إليه قائلة بضعف ونبرة مُتحشرجة بسبب بُكاءها:
– علشان خاطر مامي، علشان خاطر أُمك، متوجعش قلبي أأ.. أنت أملي أن الحياة ترجع تبتسم ليا من جديد أرجوك متدمرش ليا الأمل الوحيد اللي باقيلي يا ضنايا أنت حته مني م.. مينفعش تسبني
علا نشيجها لتُكور كف يدها وتضر ب علي معدتها بقبضتها بقوة كانت تبكي بهستيرية مُفرطة تشعُر بتمزُق بقلبها، حين علمت أنها فقدت طفلها عندما لَم تَعُد تشعُر بتلك القشعريرة التي كانت تُصيبها عندما تتلمس معدتها، بدون أن تعي خرجت كلمات غير مفهومه من حنجرتها.
– أأ.. أنت فين يا قلب ماما ؟، روحت ف.. فين، بابا بحبك متزعلش.. هخبيك
مش هقول ل.. لحد أأ.. أنك لسه في بطني، ع.. علشان خاطري متتخلاش عني أأ.. أنا حاربت ع.. علشان أحمل فيك، م.. مش بعد ده كُلوا تقوم سايبني، رُد عليا، رُد علي متخافش ، رُد يا روح ماما
إزدادت دموعها بالتساقُط علي وجنتها وهي تشعُر بروحها تتمزق لأشلاء مع تحطُم قلبها، أغمضت عينيها بقوة الألم أصبح لا يحتمل ليس ألم جسدها بل ألم روحها ، ظَلت تُردد بهمس تلك الكلمات وهي تشعُر بفُراق روحها إلي جسدها.
– خُدني معاك، متسبنيش.. خُدني معاك، متسبنيش
فَتحت عينيها بَبُطء بعدما جاء إليها صوت الباب ينفتح لتري خالد يدلف عبره ظَلت نظراتها مُعلقة عليه وهي تراه يقترب إليها بهدوء بعد أن أغلق الباب خلفه.
كان خالد يقترب بَبُطء شديد وكأنه خائف من مواجهتها يعرف أن روحها كادت أن تُغادر جسدها هذا كان واضح بشدة علي مظهرها، يعلم أن فُقدانها لطفلها كسرها، ألامها مثله لَكن وقتها لَم يحزن علي فُقدانه لطفله مثلما تألمت روحه وتمزقت علي فُراقها كانت صدمته و وجعه أكثر منها بكثير.
وَقف مُقابلها ينظُر إليها بوجع وحُزن كانت ملامحه مُرهقة مُتعب حزين وكأنه يحمل أوجاع العالم بأكمله علي كتفيه.
نَطقت كلمة واحده كانت كفيله بأن ينتشلها بين ذراعيه لتدُ فن نفسها بصدره تجهش بالبُكاء لَكن تلك المرة بصوت مُرتفع تأن، تَلف ذراعيها حول جسده وبأطرافها تعتصر لحم ظهره تُخرج حُزنها بأكمله به.
هذه الكلمات التي أخرجتها من فوها هدمت كُلًا منهُم..
– روحنا راحت مننا يا خالد، فقدناه
كانت دموعهُم تسري علي وجنت كُلًا منهُم لتتساقط علي ظهر الأخر، يدها ترتجف بقوة ك حال نشيجها الذي كان يملؤه الأرتجاف ظَلوا علي هذا الوضع ساعة، ساعة بأكمالها يَضُمها داخل جسده وأنين كُلاهُم يُمزق الأخر.
بتلك اللحظات عدد من الأسئلة راودت ذهن خالد، هل ستتخلي عنه ؟، يُمكنها أن تُلقي عليه الحمل بسبب فُقدانها لطفلها ؟.. لَكن لما، هو يتألم مثلها بل يشعُر بأضعاف ألمها بالتأكيد ستكون رحيمة عليه.
هدأت أنفاسها الها ئجة لتبتعد عنه قليلًا تنظُر إليه قائلة بهمس:
– حاسة أن روحي بتتسحب مني يا خالد، أنا موجوعه
لَم يَرُد عليها كان شارد بعيونها لَم يَعُد يهتم إلا بها عينيه لا تُريد سواها، لَم يعُد يعنيه إي شيء غيرها، لَكن بنفس التوقيت لا يُريد أن يسمع صوتها لأن بالتأكيد حديثها سيجئ حه، وكأنه أعطي إشارة لأُذنيه وعقله بأن يتوقفان لهذا الأمر لَم يستمع إلي حديثها، ظَلت نظراته مُسلطة عليها يتشرب معالم وجهها المُرهقة بعيونها الذابلة المُمتلئة بالدموع التي نشفت علي وجنتها.
ظل علي هذا الوضع دقائق هي تتحدث معه وهو لا يستمع إليها إلي أن جاء إليها صوته بنبرة جوهرية يشوبها صوته المُتحشرج:
– مش هتروحي لإي مكان هتفضلي جمبي في حُضني حتي لو هضطر أحبــــ.سك زي زمان
ضيقت حاجبيها بصدمة مُمتزجة بالخوف لتشعُر بقبضتيه الملفوفة حول معصمها تعتصرها بقوة مع صوته الذي بدأ بالارتفاع:
– سامعه يا جني مش هتسبيني هتفضلي ملكي، أنتِ بتاعتي تَخُصيني أنا لوحدي، ماحدش هيقدر يخلصك مني حتي المو ت مش هيقدر ياخدك مني.. سااامعه
صرخ عليها بأخر حديثه، لتنكمش علي نفسها بخوف بسبب حديثه وليس نبرته المُرتفعه، ر عبها الأمر حاولت سحب يدها من قبضته لَكن كان الامر يزداد سوءًا كُلما حاولت سحب يدها حتي تُحررها ضغط علي معصميها أكثر بأكثر إلي أن غرزت أظافره بلحمها كُل هذا دون أستاعبه، لتأن بقوة تَصرُخ عليه عندما شعرت بتمزُق يدها، ليبتعدوا الفور يأخُذ خطوة بجسده للرجوع للخلف ينظُر بصدمة إلي يدها ليندفع بعدها نحوها يمسك يدها يتفحصها، لَكنها دفعته بخوف ناتج عما حدث تنظُر إليه بنظرات رُعب إرتسمت علي معالم وجهها.
ألتقط أنفاسه وهو يُعاود الإقتراب منها مرةً أُخري لَكن بعدما وَقف ليهمس إليها بنبرة هادئة يُطمئنها:
– أهدي، أهدي يا روحي..
أحتضن رأسها بين ذراعيه لتضع رأسها علي معدته ظَل يُربط عليها وهو يقوم بالإعتذار منها إلي أن قال بنهاية حديثه ما جعلها تنصدم:
– هو أنا عملت إيه خوفك مني للدرجة دي ؟!
رَفعت رأسها تنظُر إليه بصدمة كانت تتأكد إذا كان يتحدث بجدية أم يمزح، لَكن رأت الصدق بعينيه لتسرد إليه ما حدث بنبرة مُرتجفه يشوبها الخوف، أبتعد خالد عنها ليجلس أمامها علي طرف الفراش والصدمة تعتريه، مَدت كف يدها تُحاوط كفه.
هَمست قائلة بنظرات مُسلطة عليه تُطمئنه:
– أهدا يا خالد، تلاقيك من الزعل مقدرتش تسيطر علي نفسك، أأ.. أنا مش زعلانة منك يا خالد
حرك وجهه ينظُر إليها ليردف قائلًا بتوهان:
– واللي حصل من شوية باردو من الزعل !، أأ.. أنا مش عارف إيه اللي بيحصل معايا
رفعت كفها علي وجنته تتحسسها قائلة:
– الزعل بيع مر أوي يا خالد، أأ.. أنا تعبانة اوي أرجوك خليك جمبي خُدني في حُضنك
أومأ إليها بالإيجاب ليردف قائلًا:
– حاضر يا حبيبتي ، بس الدُكتور هتيجي تطمن عليكي وتركبلك سيروم غير اللي قرب يخلص ده وهتديلك مُسكن علشان الآلم ميرجعش تاني
كادت أن تتحدث ليضع أصبعه علي شفتها قائلًا:
– بلاش كلام دلوقتي، أنا هروح أنادي الدُكتور وبعدها هنام ولما نصحي نتكلم في اللي أنتي عايزاه
أومأت إليه بالايجاب ليتحرك خالد خارج الغُرفة يُبلغ الطبيبة بأستيقاظ جني لتأتي إليها تفعل لها اللازم لتخرُج وهي علي علم بأمر جلوس خالد مع جني تلك الليلة، ليغفو سويًا بأحضان بعضهُم تاركين جميع الآلام خلفهُم حتي ينعمون بالدفئ بالمقربة من بعضهُم.
لَم تنعم جني بالراحة سوي بأحضان خالد مثله أيضًا، علاقتهُم أشبه بالداء والدواء إذا جرح أحدهُم الأخر هو من سيشفيه، هكذا بُنيت علاقتهُم يحرقون بعض ويقومون الدُنيا فوق روؤسهُم لَكن إذا تأذت أو تأذي هو يهد مون الدُنيا من أجل بعضهُم. ♡
* بممر غُرف الفُندق
كانت تسير بالردهه بدموع تتساقط علي وجنتها تعتصر هاتفها الذي سجل كُل شيء من بداية دُلوفها الغُرفة إلي خروجها، قد وضعته في ثيابها وأشعـــــ.لت المُسجل حتي يقوم بتسجيل كُل شي يحدُث بالداخل علي أمل أن تستطع السيطرة عليه لتستغل حديثه ضد علاقته ب إيلا، لَكن ما حدث بأخر حديثهُم مزقها ف عندما طالبته بأن يُعانقها ويُسمعها بعض كلام الغزل كان رده عليها بأنه لا يستطيع أن يُبادلها الحُب بأي شكل لا يستطيع أن يُعانقها أو يُلقي عليها كلمات الغزل، لأن هذا يُعتبر خيا نه إلي معشوقته، وأيضًا قام بأخبارها أنها عندما تَقع بالحُب ستعرف معني حديثه أن المُحب لا يخون لا يخدع بل ينجرف بعشقه مع حبيبه فقط.. تذكرت حينها أن طيلة مُده خطوبتهُم لَم يُخبرها بأنه يُحبها حتي لو من باب المُجاملة إلي تلك الدرجة هو واقع بحُب فتاته.
خرجت من باب الفُندق مُتوجهه نحو سيارتها تسلُك طريقًا أقسمت أنها لَم تذهب إليه مُجددًا، لَكن الأن تحتاجه وبشده ف هو من سيقوم بإمتصاص ألامها الدامي.
* داخل الملهي الليلي
هَبط قاسم من الغُرفة متوجه نحو الملهي ليدلفه ثُبتت قدميه وهو يري مُعتز يَقُف علي أخد الطاولات يرقُص علي ألحان الموسيقي الصاخبة المُشتـــــ.علة بأركان المكان وياسر يَقُف مع الحشد المُجتمع حول ياسر يُقوم بالتطبيل إليه بواسطة الطبلة القابعة بين ذراعيه.
سار قاسم نحوهُم ليدخُل بين الحشد واقفًا أمام مُعتز الواقف علي الطاولة وعلي جانبه الأيسر ياسر ليردف قائلًا بنبرة مُرتفعة يشوبها الصدمة:
– إيه اللي بيحصل هنا بالظبط ؟
نَظر ياسر إليه برفعه حاجب ليردف قائلًا بسُكر وهو يطرُق علي الطبلة:
– متأفلمش
رّفع قاسم حاجبه قائلًا بنبرة دندنة:
-مابقفلمش، بفتح مابقفلتش
طرق ياسر عده طرقات علي الطبلة ينظُر إلي قاسم قائلًا:
– رايق اوي
حالت إبتسامة علي شفت قاسم وهو يستمع إلي حديث ياسر إلي مُعتز.
– ألعب يا رعااش
ضَحك قاسم بقوة وهو يستمع إلي حديث ياسر الموجه إلي مُعتز الذي من الواضح عليه أنه شرب المُحيط المُسكر حتي يُصبح بالحالة تلك كان أشبه بالرا قصات المُحترفة، توجه قاسم نحو قسم خاص بالغناء في الملهي ليسحب ميكرفون الغناء ليردف قائلًا بنبرة تدُل علي مزاجه الرايق يُحرك جسده علي ألحان الموسيقي الصاخبة:
– رايق وهتعايق ولو حد زعلني هيضايق، تعالا نرستق الدُنيا ما بينا بدل ما أقلبها حرب وأنت اللي هتدايق.. برو أأ..أديني الرعشة المتينة
ضَحك ياسر ومعه الحشد الواقف بقوة وهُم يرون قاسم يتحرك نحو مُعتز يَقُف أسفله قائلًا بنبرة دندنه:
– يا ليلي يا ليلي يا عيني.. يا ليلي يا عين يا ليل يا عين يا ليل
بلحظة قفز قاسم علي الطاولة الواقف عليها مُعتز يَقُف بجانبه خلع جاكت البدلة يمسكه بيد واحده يرفعها لأعلي ليقوم بالرقص به يلفه بقوة لأعلي وهو يُدندن بصوته قائلًا:
– رايق لو مين عليا لو حرب جايه والله ماتضايق.. هتعايق مزاجي حلو وشكلي الحلو عليا كده لايق، ليه مزمزء جايين نحلي لو حتي كُل الدُنيا بتحدق
مال مُعتز علي قاسم يُحاوط خصره بذراعه قائلًا بنبرة دلع:
– ايه اليوم الحلو ده ايه الناس الحلوه دي، ايه اليوم الحلو ده وايه الناس الحلوه دي
ضَحك ياسر ليركُض يصعد علي الطاولة بجانبهُم يطرُق علي الطبلة قائلًا بدندنه:
– يا ملعلع الليله جي محلو لوحدي مدلع.. هنولع الدُنيا رقص ما خلاص يا نحس بتودع

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد

error: Content is protected !!