رواية جعفر البلطجي الفصل الخامس عشر 15 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي الفصل الخامس عشر 15 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي البارت الخامس عشر
رواية جعفر البلطجي الجزء الخامس عشر
رواية جعفر البلطجي الحلقة الخامسة عشر
مدّ يده ومسح تلك الدمعة العالقة على أهدابها بحنان وهو يقول:والله هبقى كويس خايفه كدا ليه يا بيلا ما انا زي الفل أهو دا هما اللي خايفين مني مش انا انتَ مُدركة
ضحكت بخفه ونظرت لهُ بدموع وأبتسم هو وطبع قُبلة على يدها وقال بحنان:متخافيش كل حاجه زي الفل ومفيش حاجه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه فسمع هو صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من لؤي فأجابه قائلًا بجديه:ايوه يا لؤي … تمام … حلو أوي الباقي دا لعبتي انا .. لا لا انا جاي حالًا … تمام
أغلق معه ونظرت لهُ بيلا وعقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وقالت:في ايه يا جعفر حصل حاجه ولا ايه
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:شكلها بدأت بدري وهتحلو أوي
عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وتقول بعدم فهم:لا مش فاهمه قصدك ايه
نظر أمامه بأبتسامه وهو يقول:هتعرفي كل حاجه بس مش دلوقتي .. انا لازم أمشي دلوقتي
نهض جعفر ونهضت هي ورآه وقالت:هتروح فين طيب
نظر لها وهو يقول:الحارة
نظرت لهُ بهدوء دون أن تتحدث بينما تركها هو وخرج من الغرفة تحت نظراتها التي تتبعته بهدوء
في الحارة
كان لؤي جالسًا وهو ينظر لفتحي وفارس بأبتسامه خبيثة وهو ينظر لمنصف من الحين للأخر أيضًا ويقول بصوتٍ عالِ:أستغفر الله العظيم يارب على الصبح الجو كاتم أوي النهاردة
نظر لؤي لمنصف الذي نظر لهما وقال بأبتسامه وصوتٍ عالِ:معاك حق … والجو عفن فجأه كدا تقولش ريحتهم طفحت
نهض فارس بحده وغضب وكان سيتحدث ولكن أوقفته يد فتحي الذي كان جالسًا ببرود ويضع ساق فوق أخرى وينظر لهما نظره بارده ، نظر فارس لهُ وجلس من جديد على مضض بينما نظر لؤي لمنصف وضرب على كفه وهما يضحكان بسخرية ، بينما نظر فارس لفتحي وقال بصوتٍ مكتوم وغاضب:انتَ منعتني ليه انتَ مش سامع بيقولوا ايه
تحدث فتحي ببرود وهو ينظر لهما قائلًا:سامع … بس مش عايزك ترّد عليهم دلوقتي … الرّد هييجي بعد شويه متقلقش
نظرا لهما من جديد وكان فتحي يتوعد لهما بالأنتقام الشديد ولكنه يعلم بأن جعفر سيأتي في أيا وقت فهو يعلم بأنه لن يهدء وسينتقم من الجميع
على الجهة الأخرى
فُتح باب المخزن المتواجد بهِ كلًا من غزالة وهادي ودلف أكرم وورأه جعفر الذي دلف وكان الظلام يحجب رؤيتهما لهُ بينما كانا هما يُحاولان أن ينظرا لهُ فكان الظلام يسود المكان ولا يوجد إلا نور القمر هو الذي يُنير جزء بسيط من المكان ، أقترب جعفر بخطوات ثابته وعيناه مُسلطة عليهما فوقف فجأه أمامهما وأظهر ضوء القمر عيناه فقط التي كانت تُطالعهما بأهتمام في محاولة التعرف عليهما ولكنه لم يسبق لهُ وأن رأهما فتحدث بصوته الرجولي الجاد وهو يقول:أنتوا مين
نظرا لبعضهما ثم لهُ وتحدثت غزالة وهي تقول بضيق:والله أنتوا اللي خاطفينا مش العكس يعني انا اللي المفروض أسألك انتَ مين
جعفر ببرود:وانا مزاجي كدا … أنتوا مين وكنتوا بتعملوا ايه في الحارة بقالكوا شويه رايحين جايين عليها ليه خير في حاجه
هادي:اه فيه وحتى لو مفيش يخصك في ايه
نظر لهُ جعفر وقال ببرود:ميخصكش
غزالة:أسمع يا أستاذ انتَ أحنا مش جايين حُبًا في الحارة اللي عاملي عليها موال ولا كأننا دخلنا كومباوند الوزير أحنا جايين عشان بندور على واحد وهنمشي أول ما نلاقيه
جعفر بهدوء:ومين هو بقى اللي بتدوروا عليه
هادي:ودا يخصك في حاجه ملكش فيه
جعفر ببرود:براحتكوا … كنت ناوي أساعدكوا
أستدار جعفر وأعطاهما ظهره وكان سيُغادر ولكن أوقفه صوت غزالة وهي تقول بلهفه:لا لا أستنى رايح فين
هادي بضيق:سيبيه هنعوز منه ايه يعني
نظرت لهُ غزالة نظرات نارية وقالت:ملكش دعوه انتَ
ثم نقلت نظرها لجعفر وقالت بأبتسامه بلهاء:رايح فين بس يا أستاذ الكلام أخد وعطا برضوا ولا ايه
جعفر:وانا مبكررش كلامي مرتين
غزالة بتوتر:لا لا ومين قال كدا بس طبعًا محتاجين مساعدتك تقدر تساعدنا
جعفر بهدوء:أكيد
ألتفت إليهما من جديد وقال:مين الشخص اللي بتدوروا عليه في الحارة دا
غزالة بتلقائية وأبتسامه بلهاء:واحد كدا أسمه جعفر
جعفر بهدوء:جعفر … ودا عايزين منه ايه دا
غزالة بتلقائية:هنتكلم معاه شويه
جعفر:كدابة
نظرت لهُ غزالة وهي تعقد حاجبيها بتعجب وقالت:وهكدب ليه … وبعدين هكدب أزاي يعني
نظر لها جعفر وقال:عنيكي فضحاكي وانا بعرف الكداب من الصادق وطول ما انتِ بتكدبي انا مش هساعدك
غزالة بلهفه:لا لا خلاص انا هقولك كل حاجه عشان تساعدنا وهنديك كمان اللي انتَ عاوزُه
أبتسم بجانبيه ونظر لها قليلًا قبل أن يقول:وانا موافق … عايزين جعفر دا ليه وتعرفوه منين
غزالة:بص هو مش أحنا اللي عاوزينه حد تاني والحد التاني دا أدانا صورته وقالنا إنه هنا فأحنا جينا عشان ناخده معانا
حرك رأسه برفق ثم قال:الحد التاني دا مين
هادي بحده:انتَ مش واخد بالك أنك بتسأل في حاجات متخصكش
نظر لهُ جعفر نظره حاده وقال:انتَ لو مسكتش وحطيت جزمه قديمه في بوقك انا هكتمك لأخر العُمر فاهم
غزالة:بُص يا أستاذ انتَ دي أسرار ومينفعش تطلع لحد زي ما بيقولوا بالبلدي كدا يعني أسرار شغل
نظر لها جعفر وقال:ودا شغلي … أظنّ الكلام واضح دا لو عوزاني أساعدكوا في انكوا تمسكوه وعلى فكرة .. مسافة ما أخد المعلومات كلها اللي تخصه في نص دقيقة هيكون قدامك
نظرت لهُ غزالة بعدما عقدت حاجبيها وقالت بتعجب:دا اللي هو أزاي يعني مش فاهمه تكونش ساحر يعني ولا عفريت المصباح السحري وهتحققلي أمنياتي انتَ عبيط يا جدع انتَ ولا انا اللي مهبولة
عضّ جعفر على شفته السُفلي وهو يُشدد على قبضة يده وقال بهدوء مصطنع:بقولك ايه يا غزالة هتيجي معايا سكة ودوغري من غير وجع دماغ وقلة أدب أهلًا وسهلًا لكن شغل الهبل وطوله اللسان دي فانا منصحكيش تشوفيني وانا في أسوء حالاتي عشان غبي أوي وانتِ واحده ست مستحيل أمدّ أيدي عليها يعني فجوزك القمور دا هو اللي هيعاني كل ما تغلطي
أبتلع هادي تلك الغصه بخوف وهو ينظر لغزالة بعينان متوترتان بينما نظرت هي أيضًا لهُ ثم نظرت لجعفر الذي قال:ها … سامعك
أبتلعت غزالة تلك الغصه التي سببت لها أختناق قبل أن تتحدث ونظرت لجعفر بتوتر الذي كان ينظر لها بترقب وهو على يقين تام بأنها خافت من نظرته التي أصبحت أكثر حده وأكملت حديثها وقالت بقلق وخوف:الشخص اللي طلب مننا كدا واحده ست عندها سته وعشرين سنه عاميه كدا وعنيها خضرا بس متسألنيش بقى على أسمها
شرد جعفر بعيدًا وهو يقول بنفسه:واحده ست .. وعاميه … وعنيها خضرا .. بس انا معرفش حد بالمواصفات دي هعرفها أزاي والأهم هو أزاي تعرفني وبتحرض ناس عليا ؟! … لا الموضوع في غموض لازم أعرف مين الست دي وعايزه مني ايه بالظبط
نظر لغزالة وقال بترقب:مكانها فين
شعرت غزالة بالرعب فإذا أخبرته فبالتأكيد ستكون نهايتها فقالت بفزع وتوتر:لا لا معرفش معرفش … مش لازم تعرف كفايه لحد هنا
شعر جعفر من نبره حديثها بالخوف والقلق وعدم الأمان فيبدوا بأن هذه المرأة خطيرة للغاية وصعب اللعب معها مهما حدث فبالتأكيد ستفوز هي بالنهاية … ولكن هل سينتصر الشر على الخير ؟! … بالتأكيد لا لذلك سوف يكتفي بهذا القدر واعتدل بوقفته وهما ينظران لهُ بينما نظر لهما جعفر وقال:لينا معاد تاني يا قطقوطه
خرج جعفر تحت نظرات الصدمه النابعة من عينيها وهي تُنادي عليه وتُحاول إيقافه ولكنه لم يستجيب لها وأكمل سيره تحت نظرات الضيق النابعة من عيناهما، كان سراج واقفًا بالخارج ينتظره حتى رآه يقترب منه وهو شارد فأقترب منه ووقف أمامه وهو يقول:ايه اللي حصل عرفت حاجه
نظر لهُ جعفر دون أن يتحدث وهذا ما جعل الآخر يقلق من شأنه ويُدرك بأن هُناك شيئًا قد حدث بالفعل
على الجهه الأخرى
كانت بيلا تتحدث مع هناء في الهاتف وهي تقول بنفاذ صبر ودموع:يا ماما صدقيني انا معرفش لحد دلوقتي جعفر ناوي على ايه وبعدين انا مبحبش قاعده الصعيد وانتِ عارفه كدا كويس بلاش تغصبيني على حاجه انا مش عوزاها
هناء بقله حيله:أعمل ايه بس يا بنتي خالك مُصر ومش واثق في جعفر مع أني قولتله أنه كويس وابن ناس لسه مخونه ومش مرتحاله
زفرت بيلا بضيق وهي تمسح على خصلاتها للخلف وهي تنظر حولها بعينان دامعتان، فتحدثت بإصرار وهي تقول:قوليله بيلا مش هتتحرك من مكانها وهتفضل مع جعفر … انا واثقه في جوزي وعارفه أنه قادر يحميني وإلا مكانش كل دا حصل من الأول … انا هضطر أقفل معاكي دلوقتي لأني محتاجه أرتاح شويه وأنام عن أذنك
أنهت حديثها ثم قُطع الخط ونظرت والدتها للهاتف بعينان حزينتان ودموع وهي تشعر بخيبة الأمل، بينما وضعت الهاتف هي الأخرى على الفراش بإهمال ودفنت وجهها بالوساده وهي تصرخ بعلو صوتها بصوتٍ مكتوم فمنذ صغرها وهي دائمًا تفعل هكذا، تشعر بأنها ترتاح قليلًا عندما تقوم بفعلها
في مخزن كبير يسوده الظلام الدامس كُل ما يُسمع صوت الكهرباء التي كانت تخرج من بعض الأسلاك المسئولة عن الضوء، يقف جعفر بالقرب منها وخلفه سراج الذي كان لا يعلم على ماذا ينوي صديقه، بينما كان جعفر ينظر لهذا الشرار الذي كان أمام عينيه بهدوء غير عادي، تحدث أخيرًا بعد مرور القليل من الوقت وهو يقول عله يجد حلًا لفك تلك الشفرة:ست عندها ستة وعشرين … عاميه … عنيها خضرا
سراج:بتتخيل شكلها ولا ايه مش قادر أفهمك
كان جعفر ينظر أمامه بهدوء وتركيز وكأنه يراها أمامه وقال:تخيلها معايا … في أسباب كتير أوي لسه منعرفش عنها حاجه … زي ايه اللي خلاها عاميه هل هي حادثة ولا هي مولودة كدا ولو هي حادثة مين السبب فيها وليه أتعمت … ولون عنيها خضرا فأكيد شبه لون عيوني لأن هو دا اللون الوحيد اللي أول ما حد يقولك عليه ييجي في دماغك أوتوماتيكيًا … حكايه أنها عندها سته وعشرين سنه غريبه شويه … انا معنديش غير أمي واختي … يا تري مين تاني موجود عاوز ينتقم مني والأهم من دا كله
ألتفت إليه وهو ينظر لهُ قائلًا:ليه … انا فاكر كويس أوي أني مأذتش حد انا أه كدا بس مفكرتش أأذي حد … حتى بيلا وأكرم … سميحة وفتحي وفارس وفتوح وعصفوره … انا يمكن أذيتهم عشان هما بيأذوني لكن انا مقدرش أأذي حد من غير ما يعملي حاجه بس انا حقيقي مفيش أي واحده في حياتي غير بيلا إذًا مين الست دي … يعني دي من دوري … مستغرب أوي وحاسس في حلقه لسه مفقوده
سراج:هي غريبه شويه فعلًا بس لو ركزت فيها يا جعفر انتَ مجرد شخص عادي مش بتاع بزنس ولا راجل سيرته مسمعه في العالم كله انتَ حيالله على باب الله منين هيتجمعوا كل دول على أذيتك وتدميرك هنا في نقطه غامضة
حرك رأسه بقله حيله وهو يمسح على خصلاته وتحدث قائلًا:معرفش في ايه ومعرفش أذيت الناس دي كلها أمتى … بس تمام انا مستعد لكل دا وأي حد أذاني وأذى اختي ومراتي انا مش هرحمه وهعيشه في جحيم … كل ساقِ سيُسقى بما سقى ولو بعد حين .. الصبر … محتاج شويه هدوء وصبر عشان أقدر أوصل للبت دي وأعرف مين هي وعايزه ايه وفي نفس اللحظة اللي هكون لاقيت فيها البت دي هكون ضربت عصفورين بحجر على الناحية التانية وخلصت منهم
أبتسم سراج بخفه وقال:حاسك ناوي على شر وتخطيط شيطاني هيبهرني
نظر لهُ جعفر بطرف عينه وعلى ثغره أبتسامه جانبيه وهو يقول:مسألة وقت ومسرحية الجحيم الأبدي هتبتدي … هتكون تحت رعاية جعفر البلطجي وشركاءه
ضحك سراج قائلًا:لقد عاد الشيطان من جديد أيها السادة الأعزاء
جعفر بأبتسامه وحقد:يبقوا كلهم بيصرخوا من الوجع وانا واقف بتفرج وانا مبسوط بوجعهم … وحق كل دمعه حُزن نزلت من عيون مراتي واختي لأندمهم أشد ندم … من يتعدى على نسائى فقد خط أولى خطواته إلى الجحيم الأبدي … وانا جحيمي غير .. أخد حق مراتي الأول وبعدها أفوق لنفسي ولمها
أبتسم سراج الذي أقترب منه وربت على كتفه برفق وهو يقول:وانا في ضهرك يا صاحبي .. معاك على خط الموت
نظر لهُ جعفر بعيناه الخضراء الصافيه وأبتسم لهُ وهو يقول:أوفى حد في حياتي هو انتَ يا سراج … مش هلاقي زيك يا صاحبي مهما لفيت الدنيا دي كلها
عانقه سراج وهو يبتسم قائلًا:انا بحبك يا صاحبي ومستعد أعمل أي حاجه في سبيل أشوف ضحكتك مرسومه على وشك … انتَ تستحق كل حاجه حلوه انا عارف بس الإنسان مبياخدش كل حاجه هو عاوزها … لازم الحياة تقسى عليه في حاجه معينه بس انتَ كشخصيه جدع ونضيف من جواك … انتَ بس مش عارف تاخد حقك من الدنيا ومن اللي أتحرمت منه … بس انا واثق أن العوض كله هي مراتك … هي الشخص الوحيد اللي هيقدر يداوي جروحك كلها ويبدء معاك من نقطه الصفر … جوايا حاجه بتقولي أنك معاها هتبقى جعفر تاني خالص جديد عليا أول مرة أشوفه … خليك واثق في ربنا وفي نفسك ومن توكل على الله فهو حسبه … توكل على ربنا وسلمهاله ربنا عمره ما هيخذلك جرب وهتفهم معنى كلامي كويس قدام
أبتسم جعفر وربت على ظهره ثم أبتعد بعد لحظات وهو ينظر لسراج الذي حرك رأسه برفق وهو يقول:جرب يا صاحبي … جرب ترمي حِمل من حمولك على ربنا وشوف اللي هيحصل … هتلاقيلها حل من عنده هو مكانش في دماغك ولا كان هيبقى موجود … انتَ بتعشق التجارب .. جرب ولو لمره واحده وهتفهم كل حاجه حصلت بعدين
حرك جعفر رأسه بتفهم وهو ينظر لهُ بأبتسامه، ربت على كتفه ثم شدد عليه وفهم سراج بأنه سيفعل ما قاله لهُ فببعض الحركات التي تُصدر من جعفر يكون لها معنى لا يفهمه أحد سوى سراج، أبتسم سراج وربت على يده وهو يقول:نبدء
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:نبدء
على الجهه الأخرى
_بقالها قد ايه في الغيبوبة ؟!
_تسع سنين
نظرت لها من الخارج إنها توأم بيلا، هي نسخه مصغرة منها، هي في غيبوبة منذ تسع سنوات ولم تستيقظ بعد … لقد أستغرقت وقت طويل للغاية ولكن لا يوجد دافع تستيقظ من أجله لذلك هي لا تُريد الأستيقاظ وبنفس الوقت لا أحد يعلم أين أهلها فمنذ تسع سنوات حتى الآن لم يسأل عنها أحد، زفرت السيدة بحزن وهي تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يقومها بالسلامة دي لسه شابه صغيره عمرها ضاع في غمضه عين كدا
كانت تتحدث مع نفسها وهي تنظر لها من النافذه الزجاجية بشفقه وهي تراها نائمة مستسلمه تمامًا لما يحدث حولها
في منزل كيڤن
كانت بيلا جالسة على الفراش وتنظر بهاتفها وهي تُشاهد صورها مع جعفر وهي تبتسم من الحين للأخر فكانت بعض الصور قد أُلتُقطت عشوائيًا ولكنها جميله للغاية، لقد أحبه قلبها وتقبله بصدر رحب وأصبح هو ونيسها الوحيد ودواء يشفي جروحها الدامية، لقد أصبح شيئًا أساسيًا في حياتها لا تستطيع أن تمتنع عنه، شردت للحظات وهي تتذكر كيف كانت تنفر منه وتحتقره، تتذكر حينما كانت تضحك ساخره وهي تتخيل بأنه زوجها وفي يوم من الأيام ستكون بين ضلوعه، تذكرت سخريتها ومضايقتها لهُ بالحديث وكم جرحته ولكنه كان لا يُظهر شئ وهي على يقين بأنه يتقطع لأجزاء صغيره حزنًا فهو لم يختار بأن تكون هذه هي حياته، والآن هي زوجته التي لا تحبه فقط بل تعشقه ولا تستطيع الأبتعاد عنه فقد أصبح أمنًا وأمانًا، البيت الذي تركض إليه تبكي وتشكو وتصرخ بهِ، لقد أصبح ملاذها الوحيد، زوجها وحبيبها ومن عشقه قلبها، زفرت براحه وعلى ثغرها أبتسامه حالمة ثم سمعته يقول:تخيلتي ايه مخليكي مبسوطه أوي كدا
فزعت بيلا وألتفتت خلفها وهي تشهق بخوف وعندما رأته وضعت يدها على قلبها وزفرت الهواء براحه فأتسعت أبتسامته وأقترب منها وجلس أمامها مباشرًا وهو ينظر لها، فنظرت لعينيه التي رأت فيهما الحب والحنان والشوق، نظره عاشق يتطلع لمحبوبته دون ملل، عاشق قد أستطاع ربح هذه الحرب من أجلها، قررت الحديث كي تجذب أنتباهه وهي تقول بأبتسامه:انتَ اللي سرحان دلوقتي مش انا
ظل على حاله لم يتحدث ولم يتحرك وكأنه مُغيب، فأبتسمت هي وأخرجته من شروده وهي تُحرك يدها أمام وجهه فأستفاق هو من شروده ونظر لها فضحكت هي بخفه وقالت:سرحان في ايه كدا انتَ مش معايا خالص
أبتسم هو وأمسك يدها وقربها منه وطبع قُبله عليها ثم نظر لها وقال:فيكي
نظرت لهُ دون أن تتحدث فقال هو بأبتسامه:ملامحك بتسحرني بطريقه غريبه بس عجباني وجايه على هوايا
ضحكت بيلا بخفه ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:بس انا مش حلوه للدرجه دي عشان تقول كدا أو تفضل مركز في ملامحي
تحدث جعفر دون تفكير وقال:انتِ في نظري أجمل واحده في العالم كله ميهمنيش كلام أي حد طالما انا شايفك كدا حتى لو انتِ مش حلوه ووحشة … انا عارف أنك في كل الأحوال هتبقي حلوه وهتخطفي الأنظار
أبتسمت بيلا وهي تنظر لهُ فقالت بنبره ماكره:دا على كدا بقى كل الشباب هتُعجب بيا وهيعاكسوني وانا معاك
تبدلت نظراته فجأه وظهرت الغيرة في عينيه وقال بنبره لا تنُم على خير:ليه يا روحي وانتي شيفاني ايه عشان أسمح بحاجه زي دي تحصل دا مجرد التخيل جنني مبالك لو حصل مش بعيد اعمل حاجه نندم سوا عليها
أبتسمت أكثر وأحبت أن تُلاعبه قليلًا وقالت:مش عارفه مش حساك … عارف قبل ما تيجي سميث كان بيعاكسني وقالي إني حلوه أوي النهارده عن كل يوم ايه رأيك انا حلوه فعلًا زي ما بيقول ولا هو بيضحك عليا
صق على أسنانه بقوه وهو ينظر لها نظره حاده غاضبه تقسم بأنه سيقتله فى الحال ولم ينتظر كثيرًا حتى نهض وهو ينوي الذهاب لسميث كي يُبرحهُ ضربًا بينما شهقت هي بذهول عندما رأته ذاهبًا إليه بالفعل فنهضت سريعًا واقتربت منه سريعًا ووقفت أمام الباب وهي تنظر لهُ وتقول:رايح فين
نظر لها وقال بصوتٍ كتوم:أبعدي
حركت رأسها نافية فأعاد كلمته من جديد بنفس الوتيرة وهو يقول:أبعدي عشان انا قسمًا بالله عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي ومش طايق نفسي أبعدي عشان متغاباش عليكي بجد
ضحكت بيلا وهي تنظر لهُ بينما نظر هو للجهه الأخرى وهو يزفر بغضب بينما ظلت تضحك وهي تنظر لهُ فنظر لها وقال بغضب:ممكن اعرف بتضحكي على ايه دلوقتي انا مقولتش حاجه تضحك
أمسكت بذراعه وحاولت السيطرة على ضحكاتها فزفر هو بنفاذ صبر وأمسك بيدها وأبعدها عن طريقه ولكنها منعته من جديد وقالت ضاحكة:أستنى انتَ صدقت بجد انا كنت بضحك عليك أصلًا
نظر لها فجأه وضحكت هي أكثر وحركت رأسها برفق وهي تقول:اه والله كنت بضحك عليك هو ولا شافني ولا انا خرجت من الأوضة أصلًا انا كنت بلاعبك وبشوف ردّ فعلك ايه مش أكتر
نظر جعفر للجهه الأخرى وهو يصق على أسنانه وهي تنظر لهُ وتضع يدها على فمها وهي تُحاول كبت ضحكاتها بشتى الطرق بينما نظر هو لها وقال بضيق:بتضحكي يا مستفزه
لم تستطع تحمل تعابير وجهه المضحكه فبدأت تضحك وهي تقول:انتَ فظيع انا مش قادرة أمسك نفسي بجد شكلك بيضحك أوي
زفر جعفر وحرك رأسه بقله حيله وهو يقول:عوض عليا عوض الصابرين يارب
نظر لها ورأها تضحك بصوتٍ مكتوم وهي تضع يديها على فمها وتضحك عليه كي لا يسمعها وهي تضحك ولكنها كالعادة فشلت فصق هو على أسنانه وقال بغيظ:يا شيخه بقى دا انتِ مستفزه صحيح
تركها ودلف من جديد بينما دلفت هي أيضًا خلفه وهي تراه يجلس على الفراش ويمسح على وجهه وهو يستغفر ربه بخفوت فجلست أمامه وأبتسمت بشدة وهي تنظر لهُ بينما نظر هو لها ومن ثم ضرب بكفيه وهو يقول:لا إله إلا الله ايه اللي مضحكك أوي كدا نفسي أعرف
بيلا بضحك:شكلك
زفر بقوه ومسح على وجهه ونظر لها من جديد وقال:بيلا بطلي أستفزاز بجد انا دمي محروق سبحان من مخليني هادي كدا
بيلا بأبتسامه:ايه يا جعفر مضحكش يعني وبعدين انتَ اللي مبتصدق أعملك ايه يعني
نظر لها وهو يقول بغيظ:عشان انا مغفل وحمار
بيلا بأبتسامه:بتغير بجد
نظر لها نظره ذات معنى ومن ثم نهض وخرج للشرفه بغيظ شديد بينما تابعته هي بأبتسامه وهي تراه يمسح على خصلاته وينظر أمامه بهدوء فقالت بنفسها:لازم أتأكد بنفسي اه تصرفاتك وردودك وتعاملك بيقولوا كدا بس انا برضوا لازم أتأكد وأتطمن مع أني واثقه بس معلش التأكيد مطلوب
بعد مرور أسبوع
كان جعفر واقفًا أمام سراج ومعه بيلا وهو يتحدث معه
سراج:لازم تمشي يا جعفر الموضوع بيتطور وأحنا مش واخدين بالنا
جعفر بتساؤل:أزاي هو مش مكان أمن على حسب كلامك ؟
سراج:كان … دلوقتي فتحي عرف وفارس عرف وهدفهم الرئيسي بيلا يعني بيلا دلوقتي في خطر وكمان …
نظر لهُ جعفر وعقد حاجبيه وهو يقول بترقب:وكمان ايه وقفت ليه
نظر لهُ سراج وأبتلع تلك الغصة وقال:ناويين يموتوها
شعر ببرودة أطرافها وتجمد جسدها فنظر لها ونظرت لهُ هي بعينان متسعتان وخوف وصدمه فضمها لأحضانه وحاوطها بذراعيه وهو يُمسد على خصلاتها وحاول طمئنتها قائلًا:أهدي مفيش حاجه خالص متخافيش
تحدثت بيلا برعب وهي تقول بتقطع:هموت
رفع رأسها إليه ونظر لعينيها وقال بإصرار:لا يا بيلا انا مش هسمح لحد فيهم يقرب منك لو كان فيها موتي … محدش هيأذيكي طول ما انا عايش وفيا نفس انا مش هسمح بكدا أكيد
نظرت لهُ وسقطت دموعها بخوف فضمها لأحضانه وهو يُمسدّ على ظهرها وخصلاتها بحنان وهو يقول:والله العظيم ما هسمح لحد يلمسك مهما حصل … انا حلفت وهنفذ كلامي حتى لو كان فيها موتي بس المهم انتِ
نظرت لهُ وحركت رأسها برعب وقالت:لا لا يا جعفر عشان خاطري انا مش عايزه أبعد عنك لا بالله عليك متسبنيش وتمشي
مسدّ على خصلاتها بلطف وقال:متخافيش مش هسيبك انتِ هتفضلي معايا مهما عملوا محدش هيقدر ياخدك مني
ضمته بقوه وتمسكت بقميصه من الخلف بشدة بينما نظر هو لسراج نظره تحمل الكثير والكثير، بالتأكيد تحمل الشر والتوعد لهؤلاء الأوغاد الذين بالتأكيد لن يصمتوا إلا بجريمة بشعة ستنتهي عند موت واحدٍ منهم، مسح سراج على خصلاته وقال:لازم تمشي يا صاحبي في أي حته انا هقلق عليك لو فضلت هنا لازم ييجوا ميلاقوش حد هنا
حرك جعفر رأسه برفق وتفهم ونظر لبيلا وهو لا يعلم إلى أين سيذهب بها فليس لديه أحد، نظر لسراج الذي قال:تعالى معايا انا هوديك مكان ميخطرش على بال حد
جعفر بتساؤل:ومها ؟ … انا مش هسيب أختي هنا يا سراج
سراج:متخافش على أختك
جعفر بإصرار:لا يا سراج انا مش هسيب أختي هنا وأمشي انا هاخد مها معايا مش هسمحلهم يستغلوا أي نقطه عشان يضعفوني بيها ويجبروني أظهر وبيلا معايا لا انا هاخد أختي معايا
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول بأستسلام:خلاص براحتك اللي يريحك أعمله انا مش هجبرك على حاجه
ذهب للحظات وتركه مع بيلا التي هدأت قليلًا وطبع قُبلة على رأسها وهو يُفكر فيما سيحدث فأهم شئ بالنسبة إليه شقيقته وزوجته، لحظات وعاد سراج ومعه مها التي أقتربت من جعفر الذي ضمها لأحضانه ونظر لسراج وقال:ييجوا وقت ما ييجوا انا خدتهم وهمشي
سراج بقلق:ربنا يستر وتعدي على خير يا صاحبي انا مقلق
جعفر:لا أن شاء الله تعدي على خير أتطمن عليهم بس وانا مش هعتق حد فيهم
سراج:خير … يلا بينا
في الصعيد
عبد المعز:وه كيف يا ولدي أكده
صلاح بهدوء:معلش يا بوي لازم أمشي كفاية أكده
حاتم:انتَ لحجت يا ابني خليك شويه كمان
صلاح:تتعوض مره تانيه يا واد عمي لازم أمشي عشان الشغل
عزيزه:روح يا ابني ربنا يسترها معاك جادر يا كريم ويرزجك من حيث لا تحتسب ويرزجك بالذُرية الصالحة يارب
طبع صلاح قُبلة على رأسها ويدها وهو يقول بأبتسامه:ربنا يخليكي ليا يا ست الكل ومتحرمش من دعواتك دي
أبتسمت عزيزه وربتت على ظهره بحنان وقالت بحب:ربنا يحفظك ويستر طريجك يا حبيبي خلي بالك من مرتك وأهتم بيها عشان هفتانة حبتين
أبتسم صلاح ونظر لأزهار ثم قال:متخافيش عليها ياما
أبتعد عنهم وأقترب من أزهار وأخذ الحقائب ونظر لهم وقال:أستودعتكم الله سلام عليكوا
خرج صلاح وخلفه أزهار وأقترب من سيارته ووقفوا هم ينظرون لهُ وردّوا السلام، وبعد لحظات أشار صلاح لهم وذهب تحت نظراتهم لهُ حتى أختفى من أمامهم ودلفوا هم من جديد
في الحارة
فارس:وأفرض حصل عكس كدا
فتحي بحده:انا مش هسكت مش عايز تيجي وتوفر صحتك يا حبيبي خليك
زفر فارس ونظر لهُ وكان هو يستعد للمغادرة وهو يأخذ أغراضه، ظل فارس في صراع عنيف للحظات قبل أن يتركه فتحي ويذهب ولكن عادت سموم فتحي تضرب عقله ليستفيق فجأه من دوامه مشاعره وحرك رأسه يمينًا ويسارًا وهو يقول:لا لا مش هضعف هي قليله الأدب حطت راسي في الطين وانا لازم أغسل عاري بأيدي
خرج خلف فتحي وهو يُناديه بقوه قائلًا:فتحي
توقف فتحي وألتفت إليه فأقترب هو منه وهو يقول:انا خذت قراري الأخير .. انا جاي معاك
علت أبتسامه سعيده على ثغر الأخر قبل أن يقول:براڤو عليك يا فارس … كدا انا احبك
في مكان آخر بعيد
دلف سراج إلى ذلك الكوخ الخشبي الصغير وخلفه جعفر الذي كان معه مها وبيلا وهو ينظر حوله، ألتفت إليه سراج ونظر لهُ وقال:هنا أمان أكتر انا عارف أن الموضوع مش ولا بُد أن انتَ تقعد في كوخ صغير بس أحسن من قاعده الشارع
حرك جعفر رأسه بتفهم وهو يقول بهدوء:الحمد لله على كل حال كتر خيرك يا صاحبي
أبتسم سراج وقال:عيب عليك متقولش كدا أحنا أخوات أهم حاجه تخلي بالك من أختك ومراتك
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه خفيفه:متقلقش كله خير
سراج بتمني:أتمنى والله يا جعفر الموضوع رخم حبتين بس فرجه قريب أن شاء الله .. انا هضطر أمشي انا بقى كفايه لحد كدا عشان ترتاحوا شويه لو عوزت حاجه كلمني أتفقنا
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:تُشكر يا صاحبي
أبتسم سراج لهُ ومن ثم تركه وخرج وأغلق الباب خلفه بينما نظر جعفر حوله بتفحص
بعد مرور القليل من الوقت
كان جعفر جالسًا وعلى يمينه مها التي كان يضمها لأحضانه وعلى يساره بيلا التي كان يضمها لأحضانه أيضًا والتي كانت تتمسك بقميصه بقوه وكأنها تخشى ضياعه بينما كان هو مستيقظًا وهما نائمتان بأحضانه وكان يستند بظهره على الجدار خلفه وهو يلعب بخصلاتهما كي تطمئنا بأنه معهما، نظر لساعه الهاتف وجدها الواحده بعد منتصف الليل فشعر بالنعاس يسيطر على جفنيه فتثائب ونظر للتان كانتا تشعران بالبرودة فحاول تدفئتهما وهو يُمسدّ على ذراعهما ويشدد من أحتضانه لهما، ولم يستطع هو التحمل أكثر وغفلت عيناه في ثُباتٍ عميق رغمًا عنه
في منزل كيڤن
كان سراج يدور حول نفسه وهو لا يعلم إذا كان قد علم بأنه هنا أم لا فهو يعلم حيل فتحي الكاذبة ولكنه لا يعلم بأنه يساعدهم بنفس الوقت بالتهرب منه، نظر لساعه يده وهو يقول بنفسه:يا ترى بتفكر في ايه يا فتحي دلوقتي وناوي على ايه
زفر سراج وهو يشعر بأن عقله سيتوقف عن التفكير، لحظات وسمع صوت بالخارج فخرج سريعًا من المنزل وهو ينظر حوله فسار قليلًا تجاه الصوت حتى رأى فتحي امامه ومعه فارس وفتوح ورجاله فوقف وهو ينظر لهم وسمع فتحي يتحدث قائلًا بصوتٍ حاد:يا مرحب بالدراع اليمين للبلطجي بتاعنا
تجاهل سراج سخريته وهو يقول بجديه:جاي عاوز ايه يا فتحي مش هتبطل شغل العيال دا بقى وتعقل ولا ايه
فتحي بصرامه:بص ياض انتَ .. من الاخر كدا .. هتقول فين مكان المحروس ولا نجيبه أحنا بمعرفتنا وساعتها مش هنسمي عليه
سراج:وانتَ فاكر نفسك بتهديدك دا أن انا هخاف وأقولك هو فين .. في أحلامك يا فتحي
فارس بغضب:بقولك ايه هتقول مكانه فين ولا تستحمل اللي هيحصله فيك انتَ
سراج:انا عندي أستعداد أتحمل أي حاجه تحصل فيا … بس برضوا مش هعترف على صاحبي مهما حصل
حرك فتحي رأسه برفق وهو يقول:بتضطرني أستعمل أسلوب انا مش عاوز أوصله يا سراج … انتَ برا الموضوع أعترف عليه وملكش دعوه حسابنا معاه مش معاك انتَ
سراج بإصرار:وانا مش هعترف برضوا وأعلى ما في خيلك أركبه يا فتحي يا جزار
حرك فتحي رأسه برفق وهو يمسح على وجهه وقال:يبقى تستحمل اللي هيحصلك
أقترب منه فتحي وهو ينوي على الشر وقبل أن يلكمه كان سراج يمنعه ويردّها أثنتان فعاد فتحي للخلف وهو يضع يده على وجهه وجاء رجال فتحي بالتدخل كي يردّوا لهُ الصاع صاعين تحدث سراج وهو يقول بحده:لو رجالتك أتدخلت يا فتحي متبقاش رجوله منك
أوقفهم فتحي وهو يُشير بيده فتوقفوا هم ونظروا لهُ بحده فتحدث فتحي بنبره هادئه وهو ينظر لسراج قائلًا:محدش يتحرك … كله مكانه
نظر لسراج نظره تملئها الحقد والكراهيه والشر وهو يقول بفحيح كالأفعى:خلينا راجل لراجل … بس متعيطش في الآخر
أبتسم سراج بسخريه وجانبيه ونظر لهُ بينما نظر لهُ فتحي وهو يتوعد لهُ بالدمار
في منزل فارس
فتح أكرم الباب ودلف بعدما علم بأن سميحه ليست بهِ وأغلق الباب خلفه ودلف سريعًا وهو يبحث بكل مكان عن أي شئ ضد والده، أخرج هاتفه وهاتف جعفر ووضع الهاتف على أذنه وهو يسنده بكتفه ويبحث بكل مكان وهو يدعوا بأن يُجيبه، بحث في الأدرج ولكن لا يوجد شئ فدلف للغرفه ولم يُجيبه جعفر فأعاد مهاتفته ووضعه كما كان وعاد يبحث من جديد في الخزانه الخاصه بهِ، بين ثيابه، في الأدرج الخاصه بهِ، سمع صوت جعفر الناعس يُجيبه قائلًا:أيوه يا أكرم
أكرم بتعجب:انتَ نايم !
جعفر بنعاس:اه صحيت على تليفونك في حاجه ولا ايه
أكرم:الدنيا والعه يا معلم وانتَ نايملي في العسل
عقد جعفر حاجبيه وهو يقول:ليه في ايه
أكرم:فتحي واخد فتوح وفارس ورجالته وطلعوا على سراج وانا في شقه أبويا دلوقتي بدور على أي حاجه ضده
أعتدل بجلسته وتألم بسبب ظهره وقال:لا أستنى عشان توهت منك … هو فتحي هناك دلوقتي
أكرم:أيوه
جعفر:وسراج لوحده هناك … معرفتنيش ليه من بدري سايبني كدا
أردف بها وهو ينهض ولكنه تألم وهو يستند بيده على الجدار فقال أكرم بقلق:مالك في ايه
تحدث جعفر بصوتٍ متألم وقال:مفيش حاجه انا كويس … المهم دلوقتي … انتَ فين
أكرم:في شقه أبويا
عقد جعفر حاجبيه وقال:وسميحه سمحتلك كدا عادي
ضحك أكرم بخفه وقال:صباح الخير يا معلم سميحه مش هنا أصلًا
مسح جعفر على وجهه وهو يقول:بتعمل ايه دلوقتي عندك
أكرم:بدور على أي ورق ضده نفسي أمسك عليه حاجه بس مش عارف
جعفر:دور في حاجات سميحه اكيد هتلاقي حاجه
أكرم بقلق:انا حاسس أن بابا مخبي حاجه يا جعفر قلبي مش مطمن وحاسس إني هلاقي فعلًا
ما إن أنهى حديثه حتى رأى ورقه ملتصقةً بها شهادة ميلاد فنظر بها وهو يتفحصها ويقرأ ما بها “كايلا فارس حسام” صُعق أكرم وهو يرى أسم والده ووالدته وتاريخ الميلاد “16/7/2002”
تحدث أكرم بصدمه وهو يقول بتذكر:16/7/2002 … دا تاريخ ميلاد بيلا … معقوله تكون … أختي وتوأم بيلا
نظر للشهادة من جديد وهو مازال مصدومًا ولكن أخرجه من صدمته صوت جعفر وهو يقول:يا أكرم انا بكلمك في ايه
أستفاق أكرم من صدمته ورمش بعينيه وهو يمسح على وجهه وقال:انا عايز أقابلك ضروري بعد ساعه هشوفك
أغلق معه دون سماع شئ منه وتعجب جعفر كثيرًا من تحوله المفاجئ ولكنه لم يُعلق ولكن عقله منشغل بسراج فهو لا يُريده أن يتأذى بسببه، مسح على خصلاته ونظر لشقيقته وزوجته النائمتان وهو يُفكر ماذا سيفعل فهو لا يستطيع أن يتركهما وحدهما هنا ويذهب سيظل عقله أيضًا منشغلًا بهما، خرج من الكوخ الصغير ووقف بالخارج وهو يُشعل سيجارته ويُدخن بشراهه ويزفر الهواء بقوه وهو ينظر حوله
على الجهه الأخرى
خرج أكرم من المنزل وأغلق الباب خلفه ونزل للأسفل وخرج من العمارة بأكملها ولكن أوقفه صوتًا مألوفًا، صوت أنثى، بحث عن مصدر الصوت حتى رأى عُلا تقف وهي خائفة أقترب منها سريعًا وقال بصدمه:عُلا انتِ كويسه مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل
نظرت لهُ عُلا وقالت بدموع:أكرم
أرتمت بأحضانه وهي تبكي بينما عانقها هو وهو لا يعلم ماذا حدث لها فنظر لها وقال بقلق:في ايه يا عُلا انتِ كويسه ايه اللي حصل
عُلا بدموع:سميحه
عقد حاجبيه وقال بخوف:مالها عملتلك حاجه في ايه أتكلمي عملتلك حاجه
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وقالت:سميحه أتهجمت عليا ومعاها واحد وانا لوحدي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي)