روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت السابع عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء السابع عشر

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة السابعة عشر

كان براء فى انتظار الطبيب المعالج له بفارغ الصبر ، ليعطيه الفيديو الخاص بكاميرات المراقبة .
ودق قلبه بشدة عندما وجده امامه ،فالتقط منه الهاتف سريعا ، بعد أن دخل قلبه الشك عندما علم أن الذى يرافقها ليس بطبيب فى المستشفى ، إذا فمن هو ؟
لتنزل عليه الصاعقة عندما رأى وجه صلاح الذى يرافقها فصرخ بمرارة ….يا خاينة.
هتهربى مع صلاح !
ثم ضحك بهستيرية مردفا …وانتم جال ايه عتجولوا أنها عتحبنى !!
وهى مصدجت إنى راقد فى المستشفى ، وهو چه لحد إهنه واخدها منى .
يا بجاحتها ، بس انا مش هسكت واصل ، ومش هنهيهم ببعض .
انا هروح هكتلهم التنين ،وملهاش عندى دية ، دى خاينة وده جزائها .
وهم أن يقوم من مكانه غاضبا ، لولا أن أستوقفه باسم بقوله …أهدى بس إكده يا خوى .
لينفعل براء فى وجهه مردفا ….أهدى كيف ومرتى هربت مع عشجها ، انا حاسس ان جلبى جايد نار ومش هطفى النار دى غير لما أكتلها بيدى دى .
عشان اغسل عارى بيدى .
فبكت بانة وأردفت بنحيب…….لا يا خوى يستحيل زاد تعمل إكده .

 

 

صدجنى والله دى عتحبك جوى وكانت عتموت عليك وهى شايفاك أكده بين الحيا والموت .
فأردف براء ساخرا ..ايوه مهى جالت ده خلاص عيموت عاد ومفيش منيه رجا ، فاشوف نفسى مع واحد يحبنى وعشان أكده هربت معاه بعد ما أكل بعقلها حلاوة .
وعندما وجد الطبيب أن الموضوع أصبح شائك لهذه الدرجة ، قرر الانسحاب من بينهم ، ليترك لهم حرية التناقش.
حاول باسم تهدئته مردفا بتروى ….لازم تهدى يا براء ، انت دلوك متعصب ومش عارف تفكر بعقلك.
فكر زين يا خوى ،وافتكر عاد زاد كويس ، زاد اللى اتربت وسطينا ،وخابرين أخلاقها كويس .
فيستحيل تعمل إكده .
براء بغضب …وأديها عملت ، وانا هكتلها ومحدش هيقدر يحوشنى ..
ذعرت بانة من حديثه الغاضب فرددت ….. يا خوى ، أرجوك لااااا اوعاك تعمل إكده .
ولازم تسمع منيها الأول ،جبل ما تحكم عليها .
يمكن مظلومة .
واستنى ورينى الفيديو إكده وأنا هحكم من منظرها وهى خارجة معاه .
وشها مبسوط لو فعلا عايزاه وماشية معاه بإرداتها فعلا .

 

 

ولا مغصوبة عليه وهو اللى يمكن ماشى عاد وراها وعايز يخدها ويغصبها عليه .
طالعها باسم بحماس مردفا …..عندك حق يا بانة .
هو من زمان عيحبها ، ومش بعيد الحب عمى نظره .
وخلاه يعمل أى حاجة حتى لو كانت غلط عشان يوصلها .
طالعهم براء بعدم تصديق مما يقولون ولكنه رضخ لقول بانة ، وأعطى لها الهاتف .
لتعيد تشغيل الفيديو ، فنظرت له بدقة وتتبعت تعابير زاد ، الذى ظهر جيدا على وجهها الفزع .
ووجدت صلاح يجذبها جذب خلفه من معصمها ، رغما عنه .
ثم دققت مرة أخرى لترى خيال سلاح مخفى من وراء ذلك المعطف الطبى .
لتشهق مردفة بقلق …حرام عليك يا خوى ، ده باين جوى على وشها أنها عتموت من الخوف .
شوف كده ودقق بنفسك كويس ، وشوف هو هيجرها وراه ازاى ؟
وكيف مسكها من دراعها ، ومش خابرة كمان الظل الاسود اللى تحت البنطو ده سلاح ولا ايه !
ده شكله خطفها يا براء .
ولازم نلحجها بسرعة ، إلا يعمل فيها حاچة المجنون ده .
براء بعدم تصديق …مش عارف ، حاسس انك عشان تحميها منى عتجولى إكده .
بانة …لا بچد شوف بنفسك كده هيچرها وراه كيف ؟
ليدقق النظر براء ، ليرى بأم عينه مرة أخرى حقيقة ما ترويه أخته حقا .
فاعتدل بالفعل ،ووضع يده على صدره متألما مردفا بألم …خلينى اشوف بنفسى حالها .

 

 

يلا بينا نطلع على بيت صلاح ، ويا ويلى منى إذ كان خطفها صوح .
…………..
أقنع حمدى قمر ، بمصاحبته فى السيارة ، لتوصيل شنطة معبئة بأكياس من البودرة المخدرة .
وأمرها أن تسدل شعرها وتفتح مقدمة عبائتها ، لتكون مصدر فتنة لأى دورية تفتيش تقابلهم ، لتلهيهم عن التفتيش عن شنطة السيارة .
ليتحرك بالفعل نحو المعمل الخفى فى أحد الأبنية المهجورة على أطراف القرية .
حيث يجود به سرداب ، ينزل إليه عن طريق سُلم .
هذا السرداب عبارة عن غرفة يتم بها تحضير تلك المواد المخدرة .
من أقراص وبودرة وحشيش وغيرها من الممنوعات التى تخزن بها .
لا يعرف مكان ذلك أحد سوى حمدان وحمدى وبعض من أتباعه .
وضع حمدى الكمية المطلوبة فى تلك الصفقة فى حقيبة صغيرة ، ثم خرج بها سريعا إلى سيارته .
فوجد قمر ترتعد خوفا من ذلك المكان الموحش .
اعتذر لها حمدى بقوله …معلش اتأخرت عليكى يا قمر .
قمر بخوف …..حرام عليك يا حمدى ، انا خلاص كان جلبى عيجف من الخوف.
انت إزاى جلبك جامد أكده ومهتخفش من المكان ده ، مش سامع صوت الديابة اللى هتنوح من كل حتة !
فضحك حمدى مردفا بفحيح الأفعى …جمدى جلبك أكده عاد .

 

 

ومعلش بكرة تتعودى ، زى حالاتى ، وجلبك يبجا من حديد ، وتدوسى على اى حد فدى نفسك وبس يا قمر .
ابتسمت قمر ابتسامة ممزوجة بالألم مردفة بغصة مريرة …شكلها إكده خلاص يا حمدى ، وفعلا مبجاش فارق معايا حاچة .
حمدى ..انا إكده ، اطمنت عليكى يا جلب حمدى .
ابتسمت قمر بسخرية مردفة بتهكم …جلبك ، لا خلاص ده كان زمان .
دلوك انا خلاص شلت الغمامة اللى كانت على عيونى .
ودلوك انا وانت اللى بينا المصلحة وبس ..
فضحك حمدى مردفا …وماله برده المصلحة لما تكون عليها شوية حب يروى البدن إكده .
لتسبه قمر فى نفسها مردفة ..حقير وواطى يا حمدى .
ثم أنطلق بها نحو المكان المحدد لتلك الصفقة على الطريق الصحراوى .
لتقابلهم نقطة شرطة فى الطريق ، فيبتلع حمدى لعابه بخوف ، وتلمع عين قمر بالخوف ويرتجف جسدها .
لتجد يد حمدى تربت على يديها بأطمئنان مزيف مردفا ….اثبتى إكده عاد ،وهنعدى بس اعملى كيف مجولتلك .
لتزيل فى الحال حجابها ، فانسدل شعرها الطويل على ظهرها ، ثم فتحت أزار عبائتها لتظهر مفاتنها .
ثم أمرها حمدى أن تجلس فى المقعد الخلفى ، بحجة أنه السواق الخاص بها .
لتفعل كما أمر وتسرع للمقعد الخلفى.
وعلى بعد دقائق ، أستوقفتهم الشرطة .
الضابط بغلظة ..رخصك .

 

 

حمدى بثبات مصطنع …تؤمر يا باشا .
ليخرج له حمدى الرخص .
فأمره الضابط ….إنزل وافتح شنطة العربية.
لتفتح قمر باب السيارة ، وتترجل منها ،وتقف أمام الضابط تتلاعب بخصلات شعرها ، وتتغنج بجسدها مردفة بدلال ….خير يا باشا .
للتسع عين الضابط عن اخرهما محدقا بها برغبة مردفا ..كل خير يا هانم .
نتشرف بحضرتك .
قمر بدلال ….انا قمر .
ابتسم الضابط بقوله ..لا إسم على مسمى بجد .
على فين العزم بإذن الله ؟
اقتربت منه بدلال مردفة …اهو جولت يعنى أشم شوية هوا ، بدل الحبسة فى البيت .
ثم عبست بقولها ….تصور مهيخلونيش واصل أهمل البيت عيخافوا عليه من النسمة .
ابتلع الضابط لعابه وعينه تحدق بها مردفا …عندهم حق ، اللى فى جمالك مفروض ميخطوش عتبه البيت ،انتِ تتخطفى على طول .
فابتسمت قمر بدلال …لا كيف ده وانا فى حرم الحكومة بذات نفسيها.
جولتلى رقمك ايه يا باشا ، عشان اتصل بيك لو حصولى حاچة تلحجنى .
ابتسم الضابط مردفا …هاتى موبايلك عاد احفظهولك عليه ، فأعطته قمر هاتفها ، فحفظ له رقمه عليه وناولها إياه مردفا …فى اى وقت رنى عليا ، هتلاقينى فى الخدمة يا قمر .

 

 

ضحكت قمر مرددة…متحرمش يا باشا .
وحمدى يتابع حديثهم ويبتسم بخبث بعد أن تحقق مراده فى إنشغال الضابط بها عن التفتيش .
قمر ….طيب يا باشا ، تسمحلى أمشى عشان الوقت أتاخر وعيقلقلوا عليه أكده .
الضابط ….اه اه طبعا ، اتفضلى .
وعندما جلست قمر فى السيارة واستعد حمدى للإنطلاق بها
فأشار إليها الضابط بيده مردفا …هستنى إتصالك فى أى وقت يا قمر .
لتشير إلى بيديها مردفا ..عيونى ، حتى عشان اسمع صوت الحكومة ، ثم أطلقت ضحكة شيطانية.
لينطلق بعدها حمدى بالسيارة .
الضابط …يخربيت كدا ، انا مشوفتش بالجمال والرقة دى قبل كده .
…………
علم والد نهلة ما حدث لأبنته على يد حفيظة وأنها الآن بالمستشفى ، فأسرع إليها لكى يطمئن قلبه ، بعد أن قضى ليلتين لم يكف بها عن البكاء والتضرع لله أن يجدها ، فيكفى ما حدث لابنته الصغرى ناهد التى ماتت على يد ذلك الجبار منصور .
الذى هو بنفسه أصبح أسير لحب إبنته الثانية ( نهلة ).
ولج إليها والداها بعد أن حدد له إدارة المستشفى مكان غرفتها .
لتبكى نهلة عند رؤيته …ابوى .

 

 

فبكى هو معها ثم أسرع لاحتضانها بحب ، ليثير ذلك غيرة منصور عليها .
فهو لا يريد لأحد أن يلمسها سواه حتى لو كان والداها .
منصور بغيظ مردفا بغيرة …حيلك يا حاج .
بعد عنها سوى عشان تعبانة ..
فابتعد عنها قليلا والداها مردفا بحنو…سلامتك يا بتى .
عينى عليكى وعلى اللى حصلك .
نهلة بغصة مريرة…عجول ايه بس يا بوى .
حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل واحد عيحسد غيره على النعمة .
والد نهلة بغصة مريرة ….وعشان أكده خايف عليكى يا بتى .
ثم نظر الى منصور بخوف مردفا بقلق…بجولك ايه يا منصور بيه .
شوفلك عروسة تانية غير بنتى ، عشان أنا مش مستغنى عينيها ، وبزيادة اللى حوصل لبتى ناهد .
فمش عايز أخسر اللى فاضلة دى كمان .
سرت رعشة فى جسد منصور عند ذكر ناهد وما حدث معها ، فطالعته نهلة بعين الكره لانه سبب ما حدث لها .
وما تفعله معه ، ما هو إلا إنتقاما لروح أختها الطاهرة .
تشنجت أوصال منصور وتلون وجهه بحمرة الغضب ليثور مردفا بغضب … أنت عتجول ايه يا راچل يا خرفان أنت .!!
كيف أنت تمنعنى اتچوز ، انت صدجت نفسك ولا ايه ؟
انا بس اللى حدد أتچوز ولا متچوزش .
وانا عتچوزها رغم أنف الكل .

 

 

والد نهلة بإنكسار …انا خايف عليها يا منصور بيه.
ده خدامة زيها وعملت فيها إكده ، امال مرتك وولدك هيعملوا ايه فيها ؟
منصور بغلظة …ملكش صالح ، وانا جادر أحمى مرتى منيهم كلهم .
فحرك والداها فمه متهكما بقوله ..كنت قدرت مع حفيظة .
منصور بإنفعال …عتجول ايه يا طور انت ؟
لتثور نهلة لكبرياء والداها الذى وضعه منصور فى التراب مردفة بتملك وثقة …..أنى كمان مش رايدة اتچوزك يا منصور ، خلاص غيرت رئيى .
فطالعها منصور بصدمة مردفا …ايه اللى عتجوليه ده يا بت .
كيف ده ؟
وأنتِ خابرة انى عحبك وأنتِ كمان عتجولى عتحبينى .
ولا خلاص معدتيش تحبى منصور يا نهلة.
نهلة بدلال ….لا عحبك يا منصور كيف الاول واكتر وانا جلبى كان عيتجطع وانا بجولك مش عايزة أچوزك وحسيت أن روحى خلاص عتفلفص منى .

 

 

ده حتى مش جادرة ابص لعيونك اللى كيف الغزال دى .
فسرى شعور بالإنتشاء فى جسد منصور ورفع شاربه بزهو مردفا ….امال ايه يا بت مدام عتحبينى إكده .
كيف مش عايزة تچوزينى وأنتِ خابرة انى عموت عليكى .
قطبت نهلة جبينها مردفة بغضب ….ما انت السبب عاد يا منصورى .
شوف كيف عتكلم ابوى جدامى ، امال عتعمل ايه فيه من ورا ضهرى ، ولا عشان احنا ناس غلابة هتدوس علينا بمداسك .
لا عشان كده مش عتچوزك طول ما انت مش بتحترمنا .
لتتبدل تعبير وجهه المتشنجة إلى هادئة وتجده قد أقترب من أبيها لتتفاجىء به مقبلا راسه مردفا بأسف ….معلش يا ابو نهلة متاخدش على خاطرك منى يا راچل .
انا بس رايد بتك ومجدرش تبعد عنى .
تفاجىء والد نهلة بما فعله منصور ، وتسائل أيعقل أن جبار الصعيد بنفسه يقبل رأسه من أجل ابنته .
فنظر لابنته التى ابتسمت له بمكر فاومئت له برأسها ليطمئن عليها .
فابتسم والد نهلة مردفا …انا اللى اسف انى عليت صوتى بس من خوفى على بتى يا منصور بيه .
منصور مؤكدا له …جولت متخفش عاد .
ودلوك خلاص هنروح ، وهشيع نكتب الكتاب .
ثم غمز لها مردفا ..عشان أعرف أدويها انا بيدى وأغير لها على الجرح كمان .
فابتسمت نهلة مردفة…أن شاءالله يخليك ليا يا سيد الرجالة .
وانا خابرة يدك عتكون عليه كيف البلسم .

 

 

لتحدث نفسها نهلة …ربنا يسترها ويكون حصل اللى فى بالى ، عشان أطلع عليه عفاريتى الزرقة عليك براحتى .
ليعود بها بالفعل إلى القصر ، حاملا إياها على يده غير عابئا بنظرات الناس إليه ولا مشاعر زهيرة ، التى خرجت مستندة على ابنة خالتها ، لتعلم لما يجهر بصوته الذى زلزل به كل أرجاء القصر ؟
منصور بصوت جهورى عالى …..انا جيت يلى فى الجصر ، ومن أهنه ورايح ، اللى هيدوس على ضفر من ضفر مرتى نهلة ، هدوس عليه بقطر يجيب أچله .
ثم صاح فى متولى ….إچرى يا زفت ابعت هات المأذون ، وخليه يطلعلى فى أوضة النوم .
لترمقه زهيرة بنظرة نارية ، يعلم معناها جيدا .
فطالعها بغضب مردفا …أجفلى اوضتك عليكى يا زهيرة ، وراعى نفسك زين أنتِ وولادك .
يأما أنتِ خابرة من زمان جوى انا ممكن اعمل ايه عاد ؟
فصاحت زهيرة بإنفعال ….دخلينى اوضتى يا بهية ، بناقص اللى فيه ولدى .
ثم رددت حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم .
وفى داخل غرفتها حدثتها بهيرة بقولها ”
….أنتِ عتسكتى عاد يا زهيرة على اللى بيعمله چوزك اللى كبر وخرف ده ؟
كيف يعنى يتچوز بت كانت خدامة عنديكى !

 

 

 

ابتلعت زهيرة لعابها بمرارة ثم أردفت …انا معدش يهمنى حاچة غير ولادى وبس يا بهية .
أما هو فيعمل اللى يعمله مهيمنيش.
بهية بإندهاش …كيف ده ؟
أنتِ مش زى الحريم اللى عتغير على چوزها ولا ايه ؟
حركت زهيرة رأسها بلا مبالاة مردفة ….أديكى جولتى چوزها .
لكن انا بعتبره مات من زمان جوى ، ومبجاش فى جلبى ليه حاچة .
بهية بسخط ..للدرچاتى !
زهيرة.مؤكدة بمرارة ….ايوه واكتر كمان .
المهم دلوك براء يجوم بالسلامة وأفرح بيه وبأخواته .
بهية…يارب .
بس دى بت صغيرة ، وممكن تخلفله ولد ، يشارك عيالك فى الورث.
تنهدت زهيرة ثم أردفت بحزن …..مش عتصدجينى لو جولتلك ، أن شاءالله تاخده كله ، المهم عندى راحة البال انا وولادى .
&&&&&&

 

 

ولج منصور إلى غرفته حاملا نهلة بين يديه كالأطفال ، ثم وضعها على الفراش برفق .
سئلها منصور بحنو …ها مرتاحة إكده ولا أزودلك مخدة ورا ضهرك ؟
نهلة بدلال مصطنع ..تسلمى يا سيد الرچالة ، مرتاحة اه .
اجعد انت استريح شوية .
انت من بدرى واجف على رجلك كيف الطور اللى عيلف فى الساقية وميملش ولا يتعب .
ولا كمان وانت شيلنى عاد على يدك ، ولا هركليز فى زمانه .
منصور بحب ….انا راحتى ، هى راحتك يا ست الستات كلاتها .
وانا مستعد أعمل اى حاچة المهم أنول رضاكى يا جلبى.
اتسعت عين نهلة مرددة ..عتحبنى جوى إكده يا منصور!!
أمسك منصور يدها ورفعها لفمه يقبلها بحب مردفا بحنو …عتسئلينى بردك يا نهلة !
ده أنتِ متعرفيش حالى كان كيف من غيرك .
كنت عموت وبجيت اكلم نفسى كمان .
ومتردتش ليا روحى غير لما اطلعتلك تانى .
طالعته نهلة بنظرة إنتصار وحدثت نفسها بغل …ولسه عتموت على يدى كتير جوى جوى يا منصور .
مش موتة واحدة بس ، عخليكى تبكى بدل الدموع دم .
على اللى عملته فى اختى وغيرها .
ثم عاد متولى ووقف أمام غرفتهم وحمحم ، ليستأذن فى الدخول بمصاحبة المأذون ورجل اخر يشهد على العقد وايضا والد نهلة .

 

 

فأذن لهم منصور ، وتم عقد القران بالفعل بمباركة متولى .
وعلى خوف من والداها خشية أن يصيبها مكروه .
انحنى والد نهلة ليقبل جبينها مردفا بحب …الف مبروك يا جلب ابوكى ، ربنا يسعدك ، وخلى بالك من نفسك .
وعندما جاءت لترد ، سبقها منصور بقوله …مجولنا متجلجش عليها ،ويلا روح دارك إستريح .
فطالعته نهلة بخوف هى الأخرى وكأنها تترجاه أن يظل معها ولكنه لم يكن بيديه شىء مع نظرات منصور التى تحسه على المغادرة سريعا ،فاستودعها الله ودعى لها ثم خرج ، وخرج من كان معه .
ليسرع منصور بلهفة إلى غلق الباب بسعادة ، ثم التفت إلى نهلة متطلعا إليها بشوق ورغبة ملئت عينيه وفهمتها نهلة التى إصابتها الرجفة والخوف منها .
فحدثت نفسها
…استرها معايا يارب ده انا غلبانة وهو طور مهيفهمش ومش واعى كيف انا تعبانة جوى وخابرة أنه ميهموهوش غير نفسه السو دى .
ارتبكت نهلة من نظراته إليها بقولها ..عتبصلى ليه إكده يا منصور !
كأنك أول مرة عاد تشوفنى .

 

 

 

فخطى منصور إليها والإبتسامة لم تفارق محياه ثم أردف بلهفة .. ..مش مصدج انك بجيتى مرتى خلاص يا بت .
وإن الجمال ده كله بتاعى عاد ، وان خلاص مبجاش فيه حاچة تحوشنى عنيكى ، بعد ما كتبنا الكتاب خلاص يا جلب منصور .
فابتلعت نهلة لعابها بخوف بعد أن أدركت خطورة ما هى مقبلة عليه ، لوحده بعد ذلك .
قد جلس بجوارها يطالعها بحب ، ورفع يده على وجهها يلامسه بلطف ثم داعب شفتيها الوردية برغبة و هم أن يقبلها .
فابتعدت عنه نهلة متصنعة الألم بقولها …اه يا جتتى ، اه يانى ، مش جادرة خالص ، حاسه كيف سكين هتجطع فى جتتى .
اه ، اه ، اه يانى .
فزع منصور من تألمها مردفا .. ألف سلامة عليكى يا جلبى.
طيب أشيع ليكى دكتور تانى بدال تعبانة أكده جوى.
ومنها لله اللى كانت السبب ، اهو خدت جزئها وراحت فى داهية وماتت وخلصنا منيها.
نهلة بمكر .. ..لا ملوش لزمة عاد دكتور ، انا هاخد العلاج يمكن ارتاح هبابة وكمان عايزة انام شوى عشان جتتى تتستريح عاد وانسى التعب ده .
منصور مؤكدا ..ومين سمعك ، انا كمان عموت وانام ، فسحى فسحى هبابة إكده يا بت ، عشان أنام جارك .
ليتابع بأبتسامة ….
أنام جار الهنا والحب والسعادة .
والله حاسس كأنى بحلم ومش حقيقة .
مش خابر يا بت يا نهلة ، أنتِ عملتى فيا ايه بالظبط .
ده كأنى انا الطاير فوق غيط المانجا مش الكرنب وبس عاد من الفرحة .

 

 

وعندما حاول أن يتمدد منصور بجانبها .
إتنتفضت نهلة صارخة …اه يا جتتى مش جادرك أتحرك ولا حد يلمسنى عاد .
ثم تابعت بقولها ”
معلش يا منصورى ، هملنى بس عجبال ما أخف يا حبيبى .
وروح نام أنت فى اى أوضة تانية يا جلبى .
عشان يعنى لو من غير ما تحس وانت نايم چيت عليه مش هستحمل .
ففتح منصور فاه ببلاهة مردفا ..ايه ، هو ده حديت بردك .
ده انا مصدجت أنام جارك يا نهلة وكنت عتمنى اليوم ده بجالى كتير جوى .
نهلة برجاء …معلش الأيام چاية كتير جوى ، عجبال ما أخف بس يا حبيبى .
اديك شايف چتتى متشرطة .
فزفر منصور بضيق ….إكده ، طيب .
هروح اتسطح فى اى مخروبة برا وامرى لله .
بس لو احتچتى حاچة ،كلمينى ، أچى على طول .
نهلة بدلال …اه طبعا ، متحرمش منك يا جوز الهنا .
ثم ارسلت له قبلة فى الهواء .
فوضع منصور يده على قلبه مردفا بعشق …اه ، صابت جلبى يا بت.
ثم تابع بقوله “

 

 

انا همشى أحسن من جدامك عشان مش جادر أطلعلك من غير ما أجى چمبك .
نهلة بإبتسامة مكر …مع السلامة يا جلب نهلة .
وما أن غادر فضحكت مردفة بخبث …نام نامت عليك حيطة يا كلب البحر انت .
……….
وضع صلاح الطعام أمام زاد ، فأدرات بوجهها عنه ورفضت أن تأكل .
فطالعها صلاح بعتاب مردفا …وبعدين معاكى يا جلبى .
لازم تاكلى حاچة ، كده مش كويس على صحتك .
أفتحى خشمك عاد وانا هأكلك بيدى .
فالتفت زاد له مردفة بمكر …عايزنى أكل ، فك يدى دى الأول.
صلاح بخوف …لا عاد ، أخاف افك يدك تهربى منى .
فطمئنته زاد .. أهرب كيف وانت جافل كل حاچة ، باب وشباك .
وفاضل تجفل عليا نسمة الهوا كمان .
طالعها صلاح بحب …وياريت كمان أحطك جوا جلبى يا زاد .
أنتِ متعرفيش انا أحبك جد ايه ؟
زاد بحنق …جولتلك معينفعش الكلام ده .

 

 

انا ست متچوزة ، ميصحش الكلام ده .
وجولتلك جبل سابج ، ده نصيب .
اتركنى لوجه الله أحسن وشوف حالك بدل ما تضيع نفسك ومركزك بين الناس .
صلاح ….انا مهيمنيش غيرك دلوك يا زاد .
وان كان على جوازك من براء ، انا هخليكى يطلجك ونچوز .
فانفعلت زاد …لا ده يستحيل .
عبس صلاح مردفا ….مش جولتى عندك كرامة ، فين بجا وهو عيحب غيرك .
ليه عايزة تكونى مرته ؟
زاد مؤكدة….ايوه عندى كرامة ، لكن ربنا كتب خلاص أكون مرته.
وهفضل أكده حتى لو كان على الورج بس .
فانفعل صلاح … لا عطللجك منيه ،وعتكونى ليا انا بس .
فبكت زاد بمرارة ، فأشفق عليها صلاح مردفا …بس خلاص عشان دموعك دى غالية عليا جوى .
ويلا افتحى خشمك أكلك .
حركت زاد رأسها ….لا مليش نفس عاد .
لتنطفىء بعد ذلك الكهرباء ، فتفزع زاد مردفة …ايه ده ؟
انا هخاف من الضلمة .

 

 

صلاح مطمئنا لها …متخافيش ، اكيد شوى وهتيچى الكهربا .
وهدخل چوه أجيب شمعة .
ليأتى بها بالفعل صلاح ويضعها على المنضدة التى بجانبه .
ثم طالع وجه زاد على ضوئها فغازلها بقوله … حتى على ضوء الشمعة بردك چميلة .
وانشد لها شعرا
فى عينيك يصير الحلم حقيقة
يستل الصبح بريقه
ويبل الظامىء ريقه
يكتشف الناظر بعد الأمس طريقه
لتغمض زاد عينيها بآسى محدثة نفسها بما يشغلها وكأنها لم تسمع صلاح ولا يعنيها فى شىء حديثه ولكن ما يهمها هو براء فقط لذا قالت …يا ترى عامل ايه دلوك يا براء ؟؟
فوج يا جلبى ، وتعال انجدنى من المچنون ده .
تعال يا براء …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *