روايات

رواية قطر وعدى الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى البارت السادس

رواية قطر وعدى الجزء السادس

رواية قطر وعدى
رواية قطر وعدى

رواية قطر وعدى الحلقة السادسة

-ايوه اتجوزك أنتِ ..
رددها بابتسامة على ذهولها الواضح يبدو أنها لم تتوقع أبدًا أن يعرض عليها الزواج , رُبما لم تفكر يومًا أن علاقتهما يمكن أن تتخذ منحنى آخر غير مدير وموظفته ..
وعنها لم يكن إندهاشها سوى عدم تصديق .. هل قُدر لها أن تحصل على ما تمنت ؟ , دومًا ما كانت أمنياتها أضغاث أحلام , وكانت تهيئ ذاتها أن تودع إعجابها وتعلقها بهِ في القريب العاجل ليُضاف لقائمة المفقودات .. ولكن يبدو أن للقدر ترتيب آخر !!
جمعت شتات نفسها وهي تهتف بخجل فطري :
-يعني… حضرتك فاجئتني وأنا ..
قاطعها وهو يقول :
-أنا عارف إني فاجئتك ومش طالب منك رد دلوقتي , أنا بس عاوز أعرف هل في أمل في الموضوع ولا لأ ؟
وهل تخبره أنها موافقة بلا تردد ؟؟ , بالطبع لا فلتحفظ ماء الوجه أولاً , وتأخذ وقت بالتفكير ثانيًا , فالأمر كان مجرد إعجاب ومشاعر بسيطة تجاهه أما الآن فقد أصبح في مرحلة الجدية , وما يُقرر لا رجعة فيهِ ..
-يعني أنا محتاجه وقت أفكر .. مقدرش أديك رأي دلوقتِ .
تنهد بصبر رغم فضوله الشديد وتلهفه لمعرفة رأيها لكنه ابتسم وهو يردد :
-تمام .. خدي وقتك ..بس نقول 3 أيام كويس ؟
أومأت برأسها بتوتر بالغ , قاطعه صوت هاتفه فأجاب سريعًا حين وجدها والدته ..
-أنا جاي حالاً ..
هتف بها منتفضًا من مكانه , يلتقط سترته ويجمع أشيائه في حين يردد :
-معلش يا دكتورة لازم امشي نكمل كلامنا بعدين .
تسائلت بقلق :
-خير هو في حاجه ؟
أجابها وهو يخرج من المكتب :
-عادل عمل حادثه وهو جاي ..
———-( ناهد خالد) —–
والثلاثة أيام المهلة أصبحوا سبعة .. والسبب معلوم , لقد انشغل بأمر أخيهِ ومرضه ولم يكن متفرغًا للقدوم للعمل حتى، واليوم أخبرتها السكرتيرة أنه ينتظرها بمكتبه ..
بخطى مضطربه كانت تدلف له وابتسامة متوترة ترتسم على محياها تعلم جيدًا أنه سيسألها عن قرارها النهائي ..
وبالفعل جلست أمام مكتبه , ليبتسم لها بهدوء :
-ازيك يا دكتورة ؟
-الحمد لله .
أجابته بخفوت ثم أكملت متسائلة :
-دكتور عادل عامل ايه ؟؟
تنهيدة عميقة خرجت منه قبل أن يردف :
-الحمد لله بقى بخير .. الأسبوع الي عدى كان صعب أوي بس الحمد لله عدت.
-الحمد لله .
غمغمت بها بخفوت قبل أن ترفع رأسها بانتباه حين هتف :
-طبعًا للظروف الي حصلت عدى أسبوع كامل تفكري فيه براحتك , مش 3 أيام زي ما كنا بنقول .. أعتقد بقى وصلتِ لقرار !.
وبالفعل في السبعة أيام الماضية فكرت كثيرًا ولأكثر من مرة , هي تعلم جيدًا أهمية الأمر بالنسبه لها فإن وافقت فلا سبيل للعودة وسيتقدم لها ويسير كل شئ بشكل معلن .. وإن رفضت لن يكون لها معه فرصه أخرى .. وبأخذ رأي القلب والعقل توصلت لقرار ألا وهو الموافقة .. فأين أسباب الرفض ؟ .. شاب , وسيم , وذو مكانة راقية , من تعاملها معه يبدو أنه ذو أخلاق جيدة , ويعمل بنفس مجالها , بالإضافة إلى انجذابها له .. جميع الأسباب في صالحه .. لذا حسمت قرارها .
اذدردت ريقها بصعوبة , تشعر أنها ستنصهر بين ثانية والآخرى , أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تردد وهي خافضة رأسها تتحاشى النظر إليهِ وتأخذ أصابعها دورها في الشد على نهاية سترتها تخرج فيها توترها :
-تقدر تكلم بابا .
ارتخت ملامحه وهو يستمع لحديثها ليتنهد براحة وقد شعر بأن حِمل موافقتها قد زُيح عن صدره , ومن ثم ردد بلهفة :
-طيب هو موجود في البيت النهاردة ؟
اتسعت عيناها ذهولاً لتردد :
-لأ النهاردة ايه يعني كام يوم كده و…
-هاتي رقمه ..
قاطعها بجملته لتنظر له بدهشة فأكمل :
-هاتي رقمه وأنا هتفاهم معاه ونتفق احنا على الميعاد .
وبالفعل أعطته رقم والدها ليطلبه على الفور وينهض متجهًا لركن بعيد نسبيًا في المكتب حتى انتهى من محادثة والدها فعاد وعلى وجهه ابتسامة واسعة عرفت سببها حين ردد بنبرة انتصار :
-والدك مستنيني النهارده الساعة 8 … يعني بعد 10 ساعات .
فُغر فاهها بصدمة وهي تسأله :
-ازاي حدد معاد معاك بالسرعة دي ! , بابا في العموم بيحدد ميعاد بعد يومين على الأقل لحد ما يتكلم معايا ومع ماما ويعرفنا .
لمعت عيناه بزهو وهو يردد :
-مانا مش أي حد برضو يا … يا دكتورة .. لحد ما أخد موافقة والدك .
وقفت تبتسم بارتباك وهي تهتف :
-طيب عن اذنك .
-تقدري تروحي بدري النهاردة … على الأقل تتكلمي مع والدتك وتعرفيها .
التفت تجيبه موضحه :
-ماما عارفه من وقت ما كلمتني .. بس محبتش أقول لبابا غير لما أنتَ تكلمه الأول وتحدد معاه ميعاد .
أومئ متفهمًا وقال بإصرار :
-تمام .. بس برضو تقدري تاخدي باقي اليوم اجازة .
أومأت موافقة فبالطبع ستحتاج لها والدتها للتحضير من أجل استقبال هذه الزيارة المفاجئة .
———————-
-انا جاي النهاردة يا عمي عشان اتقدم لبنت حضرتك..
رددها بهدوء ظاهري رغم ارتباكه الداخلي من الموقف برِمته..
استمع له ” مسعد” بهدوء قبل أن يتسائل مستغربًا :
– ايوه يابني بس فين أهلك.. متآخذنيش بس مش غريبة تيجي تتقدم لوحدك؟؟!
أجابه بتوضيح :
– كل الحكاية إني حبيت اجي الأول واخد الموافقة بعدين اجيب أهلي عشان لو محصلش نصيب مبقاش أحرجتهم..
اومئ ” سعد” برأسه متفهمًا وقال :
– ماشي.. على خير إن شاء الله.. بس أنا حابب أعرف عنك أكتر..
– آه طبعًا ياعمي.. أنا اسمي ياسر الدميري.. صاحب شركة الدميري للصناعات الدوائية.. خريج كلية صيدلة و عندي امي واخويا واختي وبابا اتوفى من ٣ سنين ربنا يرحمه..
غمغم ” سعد ” :
– ربنا يرحمه يابني.
– بس وطبعا الشركه ليا انا وماما واخواتي.. بس انا ليا النصيب الاكبر من حيث الإداره بس.. وعندي شقة وعربية وحالتي المادية الحمد لله كويسه جدا… ده الي اقدر اقوله لحضرتك ولو عندك أي استفسار تاني اتفضل..
نفى برأسه وهو يقول:
– لأ , معنديش استفسارات تانيه.. وفي النهايه الأهم هو إنك تكون شخص كويس ونحس ده من تعاملنا معاك ومع عيلتك.. ده الي هيخليني مطمن على بنتي مش أنتَ عندك ايه.
تنحنح بتوتر طفيف وهو يسأله :
– طيب ياعمي يعني حابب أعرف رأيكم المبدأي ايه؟؟
تحدث ” مسعد ” بجدية :
-بصي يابني , أنا مش هكدب عليك بنتي بلغتني إنك عرضت عليها الجواز من أسبوع وسيبتلها مهله تفكر قبل ما تيجي وتتقدم .. وأنا أقدر أتفهم إنك حبيت تاخد منها الموافقة قبل ما تيجي هنا عشان متتحرجش ويكون الرفض منها هي .. خصوصًا إنكم زمايل شغل , أو بمعنى أصح هي في الآخر موظفة عندك , ومش حلوه في وشك إنك كمديرها تتقدملها وتترفض .. عشان كده حبيت تاخد الموضوع من بره الأول وأنا فاهم ده عشان كده مش هلومك إنك كلمتها هي الأول.. بس الي أقدر أقولهولك إنها مادام جابتك هنا يبقى هي موافقة .. وأنا برضو سألتها وحسيت إنها ميالة للموضوع وهسألها تاني قدامك .. بس أي اتفاق مش هيتم غير بحضور أهلك .. وكل الي هيتم في القعدة دي إنك هتاخد الموافقة ونقرأ الفاتحة كدة عشان تبقى فاتحة خير وهنحدد ميعاد تيجي فيه مع أهلك ولما أشوف موافقتهم والدنيا تبقى تمام.. نتكلم بقى في أمور الشبكه وغيره من الإتفاقات عشان نبقى على نور .
هز ” ياسر ” رأسه بموافقة مرددًا :
-عداك العيب يا عمي .
-تمام يابني ..
هذا ما أردفه قبل أن ينظر ل زوجته التي وقفت متجهه للداخل لتستدعي إبنتها ..
دقائق وكانت تأتي معها حاملة أكواب القهوة , ووضعتهم على الطاولة ملقية السلام بخفوت .. طالعها ” ياسر ” بإبتسامة فهذة المرة الأولى التي يراها بثياب غير بذلة العمل , فقد كانت ترتدي بنطال أسود تعلوه كنزه خضراء زاهية وجمعت شعرها على جانب واحد فبدت بشكل مختلف لكنه راق له كثيرًا ..
بدأ ” مسعد ” الحديث وهو يقول :
-دكتور ياسر عرفني عن نفسه , وأنا مبدأيًا معنديش اعتراض عليه , وحاليًا احنا مستنيين موافقتك الأخيرة عشان أحدد ميعاد معاه ييجي فيه هو وأهله .. قولتي ايه يا زهرة ؟
أجابته بصوت منخفض من كثرة خجلها فهذة المرة الأولى التي تجلس فيها لتعلن عن موافقتها على العريس المتقدم :
-الي تشوفه حضرتك .
ابتسم ” سعد ” بهدوء قائلاً :
-يبقى زي ما قولتلك يا دكتور , هي موافقة إن شاء الله , تقدر تيجي امتى مع أهلك ؟
نظر له ” ياسر ” ليرد بلهفة :
-أي وقت , لو تحب بكره مفيش مانع .
نفى ” سعد ” برأسه وهو يضحك بخفوت :
-لا بلاش بكره , خلينا بعد بكره أفضل الساعه 8 مناسب ؟
أومئ إيجابًا مرددًا :
-مناسب حضرتك .
-ماشي , لحد ما تيجوا إن شاء الله ملكش كلام معاها خالص في الشغل .
أردف بها ” سعد ” بجدية , ليومئ له ” ياسر ” متفهمًا :
-متقلقش حضرتك , مش هيكون في أي تواصل ما بينا خارج حدود الشغل .
ربط ” سعد ” على كتفه بشكر خفي , ووجه حديثه لإبنته قائلاً :
-ايه يا زهرة مش هتقدمي القهوة للدكتور ؟
أومأت له سريعًا لتنهض حاملة كوب القهوة مقدمة إياه له ثم أعطت الآخر لوالدها ..
-اعذروني في السؤال بس هي مين زهرة ؟
ضحك ” سعد ” بخفوت مجيبًا :
– زينب .. زينب هي زهرة ..!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطر وعدى)

اترك رد

error: Content is protected !!