روايات

رواية ما النهاية الفصل العاشر 10 بقلم ميرال مراد

رواية ما النهاية الفصل العاشر 10 بقلم ميرال مراد

رواية ما النهاية البارت العاشر

رواية ما النهاية الجزء العاشر

رواية ما النهاية
رواية ما النهاية

رواية ما النهاية الحلقة العاشرة

* الاشعة و التحاليل اللي عملناها اثبتت كلها ان آسر عنده سر*طان في المخ… و لازم نعمله عملية استإصال الو*رم بكره !!
اتصدمت و قولت و انا بعيط
‘ اكيد لو عمل العملية و نجحت هيقوم صح ؟
* نسبة نجاح العملية قليلة… لان حالته متأخرة و مخضعش لأي علاج قبل كده… و ده سبب ان الورم سيطر عليه و دخله في غيبوبة… مقدرش اكذب عليكي و اقول انه هيعيش… !!
‘ ازاي يعني مش هيعيش ؟
* قولت لحضرتك… عدم خضوعه لأي علاج قبل كده ده عرضه للخطر اللي هو فيه دلوقتي… مفيش امل غير العملية… بس انا قولتلك بوضوح… نسبة نجاح العملية لا تتعدى ال 20%
قال قاسم
• طب يا دكتور هو من امتى جاله السر*طان ده ؟
* من 6 شهور او اكتر
• يعني بقاله فترة طويلة… آسر كان عادي و صحته كويسة… ملاحظتش في يوم انه تعبان… مش مفروض تظهر اعراض عليه توضح حالته ؟
* بقية التحاليل بتقول إن آسر كان عارف ان عنده سر*طان… و تقريبا مخضعش لأي علاج برغبته… انا حكاية عدم ظهور اعراض عليه… دي غريبة… اكيد كان بياخد حاجة بتخفي الأعراض… زي مسكن قوي… ايوة فيه مسكن مخصوص للسر*طان… اكيد كان بياخده
طلعت من الشنطة علبة الحبوب اللي لقيتها و قولت
‘ زي دي يا دكتور ؟
* اه هو ده… ده مسكن بيخفي الأعراض الخارجية اللي مفروض كانت تظهر عليه و تلاحظوا تعبه… بس ليه كان بياخد الحبوب دي ؟
• آسر منطقش لحد على مرضه… احنا كلنا اول مرة نعرف دلوقتي
* انا آسف مش قادر اطمنكم بحاجة دلوقتؤ… حالته حر*جة جدا… ادعوله العملية تعدي بخير لان هي املنا الوحيد انه يعيش
حطيت ايدي على بوقي و صرخت و جسمي كله بيرتعش… نوران قومتني و فضلت تهديني…
‘ آسر هيمو*ت !!
• يا رنا متيأسيش… انا عارف آسر قوي و بيستحمل و العملية هتنجح متقلقيش
‘ ازاي انا مكنتش اعرف… هو ليه خبى عني اصلا… ازاي معرفش عن الحوار ده حاجة !!
• و انا برضو حتى مقاليش ابدا… شكله كده خاف علينا و فخبى عننا كلنا
عيطت بحر*قة عليه
‘ ليه يا آسر كده… ليه متتكلمش عن كده… هتبقى مبسوط لما تسيبني ؟؟
فضلت اعيط بشدة و نوران و قاسم بيهدوني… بعد شوية جه ابو آسر… كان وشه مخضوض و قال
* آسر فين ؟؟
قاسم اخد محمد على جمب و قاله كل حاجة… الدموع ظهرت في عيونه
* هو ليه خبى عني ؟؟ ده انا ابوه و آسر عمره ما خبى عني حاجة… ليه يعمل كده ؟؟
• احنا برضو كلنا متفاجئين و اول مرة نعرف… اهدى يا عمي… و تعالى انا و انت نعرف تفاصيل اكتر عن العملية
اخده آسر و نزلوا الدور اللي تحت… نوران كانت بتطبطب عليا وبتقول
– بطلي عياط و خليكي قوية يا رنا… ادعيله انتي بس و هيبقى كويس بإذن الله… اهدي متعمليش في نفسك كده
‘ اهدى ازاي… آسر دلوقتي ممكن يروح مني في اي وقت… اللي هيجنني هو ليه خبى عني… حتى لو مش عايز حد يعرف… على الأقل كنت انا عرفت… مكنتش هسيبه والله… كنت همعل كل اللي عايزه و اخد بالي عليه… لكن هو خبى عني و معملش حساب ان عدم خضوعه لأي علاج ده هيد*مره… كان عايش على مسكن طول الفترة دي.. و للأسف ملاحظتش حاجة عليه او حتى تعب مفاجىء اتعرضله… كان كويس اوي و صحته كويسة و عمره ما اشتكى ان فيه حاجة و*جعاه… هو ده مخلنيش اشك فيه… والله لو كنت اعرف كنت هخليه يتابع العلاج غصب عنه… بس للأسف انا اول مرة اعرف كل ده كأني وحدة غريبة مش مراته !!
خدتني في حضنها و قالت
– اكيد كان عنده سبب… بس ده مش مهم دلوقتي… المهم انك تفضلي قوية… مينفعش انتوا الاتنين تتعبوا… لازم انتي تفضلي واقفة على رجلك عشان تقدري تساعديه… عشان لما يقوم بالسلامة يلاقيكي جمبه… اهدي يا حبيبتي
كانت نوران بتهديني و مش سيباني لوحدي… حسيتها زي اختي بالظبط…
قومت وقفت جمب العناية المركزة اللي فيها آسر… بصي عليه من الشباك… كان نايم على السرير و كوم اجهزة متركبة عليه… منظره صعب… حاولت امسك نفسي على اد ما قدرت…. صعب عليا اشوفه نايم كده بيصا*رع المو*ت و مش قادرة اعمل حاجة… اول مرة احس نفسي إني عا*جزة كده… مفيش اي حاجة بإيدي اعملها… لو خسر*ته انا همو*ت وراه… مش بعد ما صالحنا بعض يقوم يسبني… كان بيتحايل عليا اجي البيت معاه… طلع ده عشان ينيمني في حضنه لأخر مرة… كأنه كان حاسس ان هتحصله حاجة… مسكتش غير لما صالحني و رجعني البيت… كل العناد اللي عنده معايا كان بسبب انه كان قلبه حاسس انه هينام كده… مغيب عن الواقع… حتى شاشة جهاز نبض القلب بتبين ان ضربات قلبه مش متزنة…
‘ آسر لا… ارجوك لا… اوعى تسيبني لوحدي… انا مليش حد غيرك… اوعى تمشي !!
لقيت الدكتور معدي في الممر روحت قولتله
‘ دكتور معلش… هو ليه لازم نستنى لغاية بكره لغاية ما يعمل العملية… ليه ميعملهاش دلوقتي… حضرتك مش شايف ان لو استنيت لغاية بكره يبقى كده اتأخرت… ده لسه يادوب العصر أذن دلوقتي
* مضطرين يا مدام… هو دلوقتي في العناية و تحت مراقبة مشددة… اديناله جرعة كويسة من العلاج تساعده يستحمل صعوبة العملية… مضطرين نستنى لغاية بكره كمان على الفجر عشان نكون اتأكدنا ان الجرعة وصلت ل جسمه كله
‘ طالما كده يبقى في امل طبعا ان العملية تنجح صح ؟
* لا برضو… ده شىء بإيد ربنا… اوعدك انا و الطاقم الطبي كله هنعمل اللازم بزيادة عشان يقوم… الباقي على ربنا و دعواتك له انه يقوم بالسلامة…
‘ تمام
مشي الدكتور… رجعت بصتله و قولت
‘ هتبقى كويس… انت قوي و هتقوم انا متأكدة !!
رجعت قعدت معاهم… والده كان بيعيط و يقول
* سامحني يا آسر لو قسيت عليك في يوم و زعلتك مني… و انت كنت بتعاملني كويس و دايما جمبي… حتى مسيبتش الشركة و استلمتها من بعدي… انا فاكر كويس لما قولتلي مش هخلي تعبك يضيع و انا هكبرها و عملت كده فعلا… مع ذلك كنت قا*سي عليك شوية… و انت مكنتش تتكلم و كنت في قمة الادب في اسلوبك معايا… ياريتها كانت جات فيا انا مش أنت…
‘ هيبقى كويس… متخفش يا عمي… آسر هيصحى و يقوم… احنا ندعيله و بإذن الله يقوم و يرجع يبقى وسطنا تاني
* و نعم بالله يا بنتي
كنت ماسكة دموعي قدامهم بالعافية قدامهم… حتى قاسم انها*ر و هو شايف صديق عمره بيروح منه… مقدرتش استحمل… قومت روحت الحمام و انفجر*ت في العياط… مش قادرة اصدق كل اللي بيحصل ده… و اشمعنا آسر ؟ ده مفيش احسن منه ولا في طيبة قلبه و حنيته عليا و على كل الناس اللي يعرفهم…
‘ يارب اختبارك صعب المرة دي… صعب اوي… ياريتني كنت مكانه… على الأقل انا لو حصلي حاجة مكنش حد هيحس غير آسر… آسر لو حصلتله حاجة وحشة ناس كتير هتزعل عليه و انا اولهم… انا مش قادرة اقعد خمس ساعات من غيره… طب لو قدر الله مشي… انا هعمل ايه… حياتي هتكون عاملة ازاي من غيره… هيعيش ازاي اصلا
أسئلة كتير جات على بالي… و كلها أسئلة تخوف و مجرد ما بتخيلها جسمي بيتنفض من الخوف… انا مش هقدر اتقبل الواقع لو آسر مشي… مش هقدر بجد !!
اتوضيت و روحت صليت في المسجد… و بدعي ربنا ان آسر يقوم… مسكت المصحف و قرأت فيه يجي 3 ساعات بنية ان آسر يقوم و مفهوش ولا خدش… عندي يقين تام بربنا ان آسر هيبقى كويس… لانه مش شخص وحش عشان يستاهل المو*ت… بالكعس آسر ده احسن واحد شوفته في حياتي و مش هشوف احسن منه…
رجعت قعدت معاهم في المستشفى… كل واحد كان في عالم تاني… كأن كل واحد بيفتكر حاجة عملها لآسر
” قولت انك عايزني… نعم يا بابا
* أنت هتتجوز
” السيرة دي تاني ؟
* اه و مش هسكت غير لما تتجوز… نظام خروجك و حريتك اللي عايشها زيادة عن اللزوم دي تبطلها… أنت كبرت و لازم يكون فيه حدود
” بس يا بابا الكلام ده تقوله في حالة لو أني وحش و بعمل حاجات غلط… يعني بسهر فين… يا في الجيم او المطعم… مروحتش كبا*ريه يعني
* اللي عندي قولته خلاص… أنت هتتجوز و انا عندي العروسة
” كمان انت اختارتها !! يا بابا انا مش عايز اتجوز و لا اد الجواز اساسا… نظام حياتي عبارة عن يومي في الشركة و شوية بره و 7 ساعات بناهم في البيت… مين اللي هستحمل عيشتي دي ؟؟
* ما انا عارف… عشان كده هتتجوز… لازم تستقر انت مبقتش مراهق عشان افهمك… بعدين انت كبرت و مؤهل للجواز… عايز ايه تاني…
” انا مش مؤهل نفسيا للجواز… مقدرش اشيل مسؤولية بيت او اسرة… مش هينفع والله
* لا هينفع… من بكره هتيجي معايا عشان تتقدم للبنت اللي هتتجوزها… و مش عايز اي اعتراض… البنت محترمة و مفيهاش غلطة… و هي اللي هتنفعلك…
” يا ربييي… يعني شوفتها عشان تقول هتنفعلي ؟؟
* اه انا اعرفها… و واثق فيها ان هي هتخليك عاقل شوية… بعدين لو سيبتها تبقى غبي
زعق و قال
” لا مش هتجوزها… مش بعد ما نجحت و اثبت وجودي يبقى اتجوز… انا مش عايز كده… مش عايز وحدة تتحكم فيا كل ما تشوف وشي… انا مش هكرر نفس سناريو جوازك من امي… و في الاخر ايه اللي حصل… اتطلقتوا و جوازكم كان فاشل !!
ضر*به ابوه بالقلم
* انا قولت اللي عندي… هتتجوزها يعني هتتجوزها… برضاك او غصب عنك مش مهم… هتتجوزها بقولك اهو
” اه… تمام… افهم من كده انك هتجوزني لوحدة معرفهاش لمجرد انك تعرفها… هتترتاح كده ؟
* اه هرتاح… يلا اطلع على اوضتك… و مفيش خروج غير بكره الصبح… خروج الليل ده تبطله
” ابطله لو كنت بعمل حاجة غلط… معملتش اي حاجة غلط عشان تجبر*ني تجوزني بالعافية…
* لا واضح إنك معملتش… ده انت بترجع وش الصبح كل يوم… الله اعلم بتقى قاعد مع مين اساسا
” اه قول انك شاكك فيا… قولها… كل الدراما دي عشان برجع متأخر و انت شاكك لأكون ماشي مع وحدة في الحرا*م مع انك مفروض تبقى اول واحد واثق فيا… بس تمام اوي كده… عن اذنك
• عايز ايه مني يا آسر ؟
” البنت اللي أنت بتكلمها دي يا قاسم عايزك تبطل تكلمها
• ليه بقا يا ابو جناحات ملايكة أنت… أنت مالك بيا ؟؟
” انا صاحبك و اخوك و خايف عليك… خايف لتك*سر قلبك… ايه اللي ضمنك انها هتتجوزك ؟ هي مستنية تلاقي احسن منك و هتجري عليه تتجوزه… و انت بتتسلى بيك في وقت فراغها… و ايه اللي عليك بكل ده… اصبر و ربنا يكرمك باللي تستاهل قلبك بجد… بلاش تدخل الطريق ده و تكمل فيه…
• خلاص يا آسر عرفت من كلامك ده إنك مثالي و مش بتكلم بنات و ملاك… حاجة تاني ؟
” قاسم… انا مدعتش إني إنسان مثالي ولا حاجة… انا عملت حاجات غلط برضو بس ندمت و رجعت… عشان انا بني آدم اعترفت بغلطي و صلحته… و مدخلتش طريق الحب اللي انت فيه ده عشان عارف ان اخرته وحشة… و بحذرك تحذير صريح تبطل تكلمها… عشان متوقعش في مشكلة زي ما معظم الشباب وقعوا في نفس المشكلة… قلبك و مشاعرك غاليين… سيبهم فاضيين لغاية ما تيجي بنت الحلال اللي تستاهلك بجد و هي بس تسكن قلبك… اصبر مش لازم كل حاجة منتشرة يبقى نقلدها
• آسر أنت صديقي و بعتبرك اخويا… بس انك تتكلم غلط عليها مش هسمحلك… و متدخلش في حياتي و خليك في حالك
” لا هتدخل عشان خايف عليك و مش عايز اشوفك مكسو*ر… و اعقلها بالعقل كده… هي لو بتحبك فعلا ليه بتماطل معاك… كل ما تقولها انا جاهز اتقدملك و هي تخترع حجة و تقولك مش دلوقتي… دي كلها تلاكيك بتأكد انها مش اد الجواز او مستنية حد معين يجي هو اللي يتقدم… و الشخص ده مش إنت… لو انها لو عيزاك فعلا كان من اول ما قولتلها انا هتقدملك كانت وفقت فورا
زعق فيه و قال
• قولتلك ملكش دعوة بحياتي… متتدخلش يا آسر…. و بطل جو نصايح امي اللي بتعمله معايا ده… و ياريت كلامنا من دلوقتي ميزدش عن صحوبيتنا و الشغل اللي بينا… غير كده متتكلمش… بعدين انت اكيد بتكلم بنات بس مخبي و هتظهر حقيقتك اللي محدش يعرفها
” اه ماشي مش هتكلم تاني… لو كنت بكلم وحدة كنت هقولك لاني مش بخاف من حد… بس انا حذرتك اهو… و متأكد مليون في مية انها مش هتتجوزك و هتقول بنفسك آسر كان على حق…
• طب يلا يا آسر… كلامنا خلص… امشي يلا
كل شخص فيهم كان بيفتكر مواقفه الو*حشة ناحية آسر… كل شخص فيهم ندام دلوقتي على كل كلمة قالوها غلط عليه… كل واحد بيتمنى يرجع الزمن بيهم عشان يصلحوا كل ده… لمجرد إن آسر على حافة المو*ت كله افتكر ماضيه معاه و بيتمنى يسحب كلامه دلوقتي….
رجعت وقفت ابص عليه من الشباك… عايزة ادخله بس مش هينفع… جوايا كلام كتير عايزه اترمي في جضنه و احكهوله… ما بينا مترين و ازاز و باب و مش قادرة اروحله حتى… و لما كان موجود قدامي بعدت عنه… اد ايه انا غبية… فضلت افتكرت حاجات كانت موضحة نفسها بنفسها بس مكنتش فهماها… بس فهمتها دلوقتي…
” رنون… رنون
‘ نعم يا آسر ؟
مسك الريموت و قفل التلفزيون… سند راسه على رجلي و قال
” بقولك… هو انا لو حصلي… يعني هتعملي ايه ؟
‘ ايه السؤال الغريب ده… و ايه مناسبته ؟
” مش عارف بس هو خطر على بالي ف قولت اسألك… يعني هتعملي ايه مو*ت مثلا
‘ يوووه يا آسر… ايه السيرة اللي تخوف دي
” هو المو*ت بيخوف ؟
‘ اكيد طبعا
” لا مش بيخوف… بعدين كلنا معرضين للمو*ت في اي وقت… يعني ممكن الدور يجي عليا في اي وقت… الله اعلم امتى
‘ بعد الشر عليك… استنى بس نعجز انا و انت و نعمل قبيلة عيال صغننة و بعد كده نمو*ت سوا
ضحك و قال
” بس بتكلم بجد… يعني لو ربنا افتكرني كده… انتي هتعملي ايه ؟
‘ هد*مر و هنها*ر… مش هيعدي يومين بالظبط و اجيلك…
” يعني مش هتتجوزي لو مو*ت ؟
‘ اتجوز ؟؟ انت اتهبلت ولا ايه… آسر انت لا تعوض بأي واحد… و اصلا مستحيل يعني اعيش مع حد غيرك… انا ليك و بس يا آسر
” الله يطمنك ريحتي قلبي..
‘ بس برضو معرفتش انت بتسأل ليه ؟
” متاخديش في بالك… مجرد سؤال عادي…
‘ طب ايه ؟؟
” ايه ؟
‘ تعالى نقوم… نروح المطبخ و نعمل حاجة ناكلها
” مكرونة ؟
‘ اه طبعا هو احنا لينا غيرها
” طب يلا
‘ كنت حااسس يا آسر… كنت ساعتها مستغربة من سؤالك ده… دلوقتي عرفت ليه انت سألتني السؤال ده… بس أنت هتعيش والله… و هتبقى كويس… يارب اشفيه…
عدى الوقت و بقينا في نص الليل
• رنا ؟
‘ ايه الدكتور قال حاجة جديدة ؟
• لا… بس كنت جاي اقولك يعني الوقت اتأخر و انتي تعبتي… يعني روحي البيت و انا هبات هنا ولو حصلت حاجة هبلغك…
‘ لا مش همشي… انا مش هخرج من المستشفي دي غير لما يكون آسر خارج معايا… مش همشي غير لما آسر يقوم بالسلامة
• بس روحي انتي و تعالي الصبح احسن
‘ لا يا استاذ قاسم… انا مش همشي… انت بس خُد عمي روحه البيت عشان هو تعب… و انت كمان روح و ابقا تعالى الصبح
• هتقعدي لوحدك ؟
‘ اه… المهم انتوا روحوا عشان تعبتوا
• لو احتاجتي اي حاجة اتصلي عليا في اي وقت
‘ تمام
قاسم اخد عم محمد و مشيوا… قعدت على الكرسي و سندت رأسي على الحيط… و تقريبا اخدتني نومة… صحيت لقيت نفسي في بيت آسر و نايمة على السرير و كنت لابسة اسود… قومت و فضلت انادي على آسر… لكن مكنش موجود… دورت عليه في كل مكان في البيت و بنادي عليه و انا بعيط… فتحت باب الشقة و نزلت تحت… لقيت في الجنينة ناس كتير معرفهمش لابسين اسود حتى عمي واقف معاهم ولابس اسود و بعيط… شوفت قاسم نفس شىء و جريت عليه
‘ هو ايه اللي حصل… بتعيطوا ليه و فين آسر ؟؟
• البقاء لله… آسر اتو*فى !!
صرخت بأعلى صوتي و وقعت على الأرض… فجأة صحيت على صوت الممرضة
* يا مدااام
‘ هو فيه ايه ؟
* سمعتك بتصرخي ف صحيتك
قومت روحت عند العناية… لقيته نايم و الجهاز موضح ضربات قلبه… فضلت اخد نفسي و هديت شوية
‘ الحمد لله… اشكرك يارب انه طلع مجرد كا*بوس… الحمد لله
رجعت قعدت على الكرسي
* عايزة حاجة اجبهالك ؟
‘ لا… شكرا
* طب تعالي اقيسلك الضغط… حساه عِلي شوية
‘ لا… انا تمام اوي
* طب لو احتجتي حاجة انا في الأوضة اللي على يمينك
‘ تمام
مشيت الممرضة… فتحت تليفوني اشوف الساعة كام… لقيتها وصلت 10 الصبح… الحمد لله الوقت بقا يتحرك شوية… اتصلت على قاسم عشان يجي و متأخرش و جه
‘ العملية هتتعمل النهاردة… انا هروح البيت… هجيب هدوم لآسر و اجهز شوية حاجات هيحتاجها و هاجي على المغرب… خليك هنا معاه و لو جاتلك حاجة ضروري… خلي حد من رجال الأمن يقعد معاه
• تمام اتطمني
خرجت بره المستشفى… ركبت العربية و رجعت ل بيت ماما… اخدت هدومي كلها و روحت عند بيت آسر… اخدت دُش و خرجت… فتحت الدولاب… رتبت هدومي في مكانها… لفت انتباهي وسط الهدوم شراب لونه اسود مرسوم عليه توم و جري… ضحكت من قلبي
” غمضي عيونك
‘ ليه بقا… اااااه انت هتعمل زي ساعتها و تحط في قفايا البُرص البلاستيك… هر*ميك من البلكونة يا آسر لو هتعمل كده تاني !!
” لا والله… المرة دي حاجة جديدة
‘ هتحط في قفايا نحلة بلاستيك المرة دي ؟؟
” بقولك حاجة جديدة… و ملهاش علاقة بقفاكي يا رنا
‘ اامممم… مش متطمنة برضو…
” غمضي بس
‘ ربنا يستر
غمضت عيوني
‘ هااا… والله حساك هتغد*ر بيا
” فتحي
فتحت عيوني و لقيت ماسك في ايديه شراب على شكل توم و جري… كان مبسوط اوي و هو ماسكهم… اخدت واحد و لبسته
‘ يا بن المحظوظة… لقيته فين ده ؟
” اشارة المرور كانت واقفة… لقيت راجل على الرصيف بيبيع الشرابات دي… مقدرتش اقاوم و نزلت اشتريت اتنين
‘ شكله قمر اوي…
” اه فعلا…
‘ كأنك بتقرأ افكاري… كنت عايزة نفس الشكل بس نسيت
” هاتي ايدك
‘ ليه ؟
” هاتي ايدك بس
مدلته ايدي و حط في ايدي صرصار… نطيت من السرير و صرخت اما هو وقع على السرير من كُتر الضحك
‘ والله انت بارد… انت كل مرة تجيب لعبة بالشكل ده و تخوفني بيها
” عشان انتي جبا*نة
ضر*بته على كتفه و قولت
‘ مش عارفة اشكرك على الشراب و لا اش*تمك لانك خوفتني بلعبة
” مفيش داعي للشكر… شكلك و انتي بتنطي من السرير زي الفران كده خلاني انسى قعدتي في الشغل 12 ساعة بحالهم
‘ طب مفيش اكل
” خلاص هشتري من بره
‘ لا استنى… هقوم اعمل بس متجبش حاجة من بره
” اه طبعا مراتي و كده و خايفة عليا من أكل المطاعم
‘ اه طبعا لازم اخاف… بعدين انا اكلي احلى من اكلهم اساسا
” احنا هنكذب على بعض ؟
‘ انت قصدك إني اكلي و*حش ؟؟
” لا طبعا… هم اكلهم و*حش
‘ احسب حاجة تانية
لسه همشي شدني لحضنه و با*سني في خدي و قال وهو بيضحك
” مراتي القمر اللي بتخاف من اللعب البلاستيك
‘ ما انت بارد فعلا… مرة تجيب بُرص و دلوقتي صرصار و المشكلة ان شكلهم زي الحقيقي بالظبط… انا لو اعرف بس المحل اللي بتجيب منه الحاجات دي هروح او*لع فيه
” لا مش هتعرفيه… صاحب المحل قالي هيجيب سحلية… هشتريها منه و اجي اخوفك بيها
‘ طب فكر تعمل كده تاني و انا هو*لع فيك انت و صاحب المحل
” الآه… ده انتي عد*وة الفرحة
‘ طب يلا يا بارد روح غَير هدومك
حطيت الشراب مكانه… و رتبت بقية الهدوم جوه الدولاب… طلعت شطنة و حطيت فيها كام ترينج لآسر… لانه هيبات في المستشفى تاني بعد العملية… قفلت الشنطة… لبست و اخدت الشنطة و نزلت… ركبت العربية و طلعت… ف طريقي للمستشفى… المرور وقف وقفة سو*دة… و كوم عربيات على الكوبري و مش عارفة اتحرك حتى اخد طريق تاني… اضطريت استنى… تقريبا حصلت سر*قة و الظباط بيدوروا على حد معين… كل واحد منهم بيعدي على العربيات و يشوف البطاقة و الرخص… جه ظابط عندي… خبط على الشباك.. فتحت و قال
* لو سمحتي رُخص العربية و البطاقة
‘ تمام… لحظة بس
الحمد لله لقيتهم… طلعتهم و اديتهمله
* ايه ده انتي مدام آسر محمد فاروق ؟
‘ اه
* خطيبتي بتشتغل في شركته… قالتلي انه تعبان و محجوز في المستشفى من امبارح و هيعمل عملية… الف سلامة عليه و ان شاء الله يبقى كويس
‘ ان شاء الله
* ابقي سلميلي عليه… انا برضو قابلته في المرور… وهو بجد محترم و ابن ناس… خطيبتي بتقولي ان عمره ما عمل مشكلة مع بنت في شركة او حتى بص لوحدة فيهم بطريقة مش تمام و بيعامل الكل بمنتهى الأخلاق و الذوق
‘ حاضر يوصل طبعا
* لو احتاجتي اي حاجة… انا هكون في الخدمة…
‘ اشكرك
* الطريق مفتوح… عدي
شكرته و طلعت… و اخيرا وصلت المستشفى… ركنت العربية في موقف المستشفى و نزلت… لقيت ناس كتير شباب و بنات وافقين عند باب المستشفى… حد منهم شافني و قال بصوت عالي
* الحقوا مراته اهي !!
كلهم التفتولي… و جريوا عليا حاوطوني في دايرة
* ربنا يقومه بالسلامة… احنا زعلنا اوي لما عرفنا…
– احنا موظفين بتوعه… و الحقيقة استاذ آسر انسان خلوق و كان بيلتمس العُذر للكل… لما كنت بتعب كان بيديني اجازة و ميخصمش جنيه واحد من مرتبي و فوق ده كله كان بيعمل شغلي لما كنت ببقى مش موجود
• ساعدني في علاج ماما و حط كل تكلفة العملية فوق كتافه و مع ذلك لما نزلت الزيادة زود مرتبي زي الباقي مع اني قعدت شهر كامل منزلتش فيه الشركة بسبب ظروفي…
* حتى و انا كمان… لما عرف إني هتجوز ساعدني جدا و جمعلي شقة حلوة… و لما قبضت المكافأة رفض ياخد مني فلوس و قالي اعتبرها هدية مني ليك و بدفع ايجار بسيط خالص بفضله
° ساعد بابا لما طلع على المعاش و الحكومة قالت انه مش موظف حكومي عشان ياخد معاش… ساعده و طلع تقرير بحق حصوله على المعاش…
– مجرد ما وصل الخبر نزلنا و قولنا نزوره بس مش راضيين يدخلونا… شوفناكي و جينالك… لو عايزة اي حاجة اطلبي و كلنا في خدمتك… احنا مهما عملنا عمرنا ما هنقدر نعمل نص المساعدات اللي عملها معانا استاذ آسر
• احنا بنيجي الشركة مش عشان المرتب… احنا بنيجي عشان أستاذ آسر… عمرنا ما هنلاقي مدير زيه… مش بنحس انه المدير….بالعكس كأنه اخونا بالظبط… احنا بنحبه و هو اخونا الكبير… و محدش يقدر ينكر فضله على كل واحد فينا
فضلوا يتكلموا كتير عنه و انا مخضوضة من العدد اللي قدامي… و مش عارفة ارد على ده ولا ده ولا ده…
• اطلبي اللي عيزاه… كلنا تحت امرك و مش هنتأخر ابدا عن مساعدته…
‘ انا مش عارفة اقول ايه شباب… بس كفاية جيتكم لغاية هنا… و هو هيفرح اوي لما يقوم و يعرف انكم جيتوا… بجد اشكركم واحد واحد… كل اللي عيزاه منكم حاجة وحدة… النهاردة آسر هيخضع للعملية الساعة 4 الفجر بالظبط… عيزاكم في الوقت ده تدعوله و تقرأوله قرآن… و انتوا كلكم ناس طيبين و ان شاء الله ربنا يقبل دعائنا كلنا
* اكيد طبعا هندعيله
– انا معايا مبلغ بسيط… هطلعه صدقه بنية شفائه…
• و انا برضو هطلع صدقة… دي اقل حاجة نعملها عشانه
* احنا نلم مع بعضنا و نطلع صدقة مع بعض بنية شفائه
– فكرة هايلة
_ انا موافق
* و انا كمان موافقة
– كلنا موافقين !!
شكرتهم كلهم… و دخلت المستشفى… كنت مبسوطة اوي… اول مرة الاحظ ان آسر كويس مع الكل بالطريقة دي لانه مكنش يحكي و يتفاخر بكده… آسر عرف يعمل بصمة جميلة له على الأرض… و عرف كويس يخلي الكل يفتكره بأجمل الكلام…
لقيت عمي و قاسم… و كان فيه يجي 7 شباب اول مرة اشوفهم…
‘ استاذ قاسم… هم مين دول ؟
• دول عيال عمام آسر
‘ هم دول قرايبه !! بس آسر قالي ان فيه مشاكل حصلت ما بينهم و من وقت كتير قاطعوه خالص
• اه فعلا… عدى وقت كتير و سنين كمان
سلموا على عمي و عليا و واحد منهم اتكلم و قال
* اي نعم فيه بينا مشاكل مازلت مستمرة لحد الآن… بس احنا منقدرش ننكر ان آسر كان راجل معانا في الأزمات… كان لما حد فينا يتعب او يتأ*ذى… بيركن خلافاتنا على جمب و يجي يسأل و يساعد كمان و يعمل الواجب بزيادة… ف احنا منقدرش نستند*ل معاه و منجيش… احنا برضو ما بينا دم مش مية
‘ شرفتوا كلكم… تشربوا حاجة ؟
* لا شكرا يا مدام… احنا جينا من بدري بس قولنا نستنى لغاية ما حضرتك تيجي نسلم عليكي… احنا نمشي دلوقتي و هنيجي اول ما يقوم… لو احتاجتي اي حاجة قولي… انتي برضو من العيلة و في مقام اختنا و كلنا تحت امرك
‘ لا شكرا… توصلوا بالسلامة
* نستأذن احنا
سلموا عليا و مشيوا…
عدى الوقت… و وصلنا الفجر… وقت العملية… نقلوا آسر اوضة العمليات… و جهزوا كل معدات و احتياجات العملية… شوفتهم من الشباك بيحلقوا شعره… وقفت من بره على اعصابي… مقدرتش استحمل منظر انهم بيفتحوا رأسه بالمشر*ط… قعدت بعيد و بهز في رجلي بقلق… خايفة ليحصل اي خطأ و يروح مني…
عدى وقت كتير… الساعة وصلت 7 الصبح و لسه العملية مستمرة… و مفيش اي خبر ولا اي حد من دكاترة او الممرضين خرجوا… تقلت قلبي و روحت عند الشباك… حاولت اشوف اي حاجة لكن من شايفة… الستارة من جوه مش مخلياني اشوف الا حاجات بسيطة… سمعت الدكتور بيقول
* كلها ثواني و نبدأ نخيط الجر*ح و العملية تبقى تمت بنجاح !!
فرحت جدا… مفيش ثواني و سمعت صوت جهاز نبض بيصفر بطريقة غريبة و عالية اوي… رجعت بصيت… لقيت الدكاترة كلهم قاموا مفزوعين… و الدكتور اللي بيقوم بالعملية بيقول بزعيق
* النبض بينزل… هاتوا جهاز الصدمات الكهربائية بسرعة !!
صوت الدكتور كان عالي لدرجة ان ابو آسر و قاسم سمعوا و جم وقفوا جمبي يشوفوا اللي حصل… بس احنا مش شايفين حاجة جوه…
جابوا الجهاز و بدأوا بعملوا مساج كهربي لعضلة القلب…
* اهدوا كلكم و خليكم ثابتين… يلا ابدأ
– بسم الله الرحمن الرحيم … 1… 2 … 3
* مفيش تغير… النبض ما زال بينزل… تاني بسرعة
– 1… 2… 3…
كرروا المساج كذا مرة… لغاية ما خلاص الجهز سكت و قفل خالص !!
* النبض اختفى !!
– ما*ت !!
كنا بره و لسه منعرفش حاجة… كنت بكذب نفسي و بقول
‘ الجهاز بطل تصفير… يبقى النبض رجع استقر و بقا طبيعي… و كلها ساعة و ينقلوا آسر الأوضة اللي هيبات فيها… آسر كويس اكيد… آسر مش هيسبني اكيد… هيقوم و يتحسن…
خرج الدكتور و باصص في الأرض… جرينا عليهم و قولنا
• آسر كويس صح ؟
* ابني رجع كويس يا دكتور ؟
‘ العملية نجحت و آسر هيقوم صح ؟؟
* مقدرناش ننقذه… العملية كانت صعبة عليه و بطل يقاوم… أنا آسف… البقاء لله
حطيت ايدي على بوقي و بعيط و بقول بتق*طيع
‘ لا… لا… آسر كويس… انت بتكذب… آسر هيقوم… آسر مستحيل يمو*ت و يسبني !!
* والله عملنا كل اللي في مقدرتنا… دي ارادة ربنا… ادعوله بالرحمة
وقعت على الأرض و بصرخ و بعيط بشكل فظيع… مش قادرة اللي سمعته ده… معقولة آسر ما*ت ؟؟
فجأة يسعمنا صوت الدكتور التاني جوه بينادي و بيقول
– دكتور حازم… تعالى بسرعة !!
دخل الدكتور و دخلت وراه… لقيت الدكاترة كلهم متفاجئين… آسر ايده بتتحرك و الجهاز رجع اشتغل !!
* النبض رجع… و النبض مستقر كمان !!
– سبحان الله… كنت لسه هغطي وشه بالملاية… فجأة لقيت ايده بتتحرك… دي معجزة بجد !!
شوفت بنفسي جهاز النبض بيوضح ان ضربات قلبه رجعت طبيعية… فرحت اوي و الإبتسامة رجعت على وشي و بعيط في نفس الوقت…
* اقفلوا الجر*ح و خيطوه كويس… و بعد كده انقلوه الأوضة اللي هيبات فيها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما النهاية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *