روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الثالث والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث والعشرون

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثالثة والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
كى تعيش مرتاح فى هذا العالم الموحش ، عليك أن تتعلم القسوة وأن تجعل قلبك كالحجر 💔
………
مازالت غالية فى شرودها متذكرة بدقة أول لقاء بينها وبين ممدوح الچبالى .
وهى على المسرح تغنى وترقص
حبيبــــــــــــــــى … حبيبــــــــــــــــى … حبيبــــــــــــــــى
ياشمس يامنورة غيبى .. وكفايه ضيك يا حبيبى
ياشمس يامنورة غيبى .. وكفايه ضيك يا حبيبى
وودى ياليالى وجيبى ولا الاقى زيك يا حبيبى
فتقابلت نظراتهم معا فى نظرة طويلة ، فدق قلب غالية له التى كانت فى ذلك الوقت باسم ثانى وهو ( بدور ) .
وأطلقت اسم غالية عندما تركت الرقص وتحولت إلى شيخة أو بمعنى أصح دجالة .
شعرت غالية بنبضات قلبها المتسارعة وهى تنطق بكل كلمة من كلمات تلك الأغنية وكأنها ترددها له هو وحده .
وكان هو يطالعها بإعجاب ويبتسم ويغمز لها من حين لآخر .
حتى انتهت من إستعراضها .

 

 

ثم تابعها حتى وصلت إلى غرفتها .
وعندما استعدت لغلق الباب ، وجدته أمامها يقف حائلا بينها وبين الباب ، يطالعها بإعجاب .
فتصنعت الغضب مردفة بحدة …ايه عايز ايه يا راچل انت ؟ وسع من جدامى عايزة أستريح وروح مطرح ما چيت .
ابتسم ممدوح فخطف قلبها بابتسامته مردفا …لا مجدرش أبعد بعد ما لجيتك ، وانا جاعد إهنه مش همشى ، لغاية ما أنول وصالك يا ست الحسن .
حركت رأسها بتمنع ودلال مردفة …وه _ ما جولت أمشى .
لعب ممدوح على وترها الحساس بقوله …لا انا جتيل عينيكى الحلوة دى يا ست الستات .
ابتسمت بدور مردفة ..ومنين الجدع ؟
ممدوح مشيرا إلى قلبه …من جلبى .
فضحكت بدور …يوه شكلك غلباوى .
ممدوح بمكر …غلباوى اه ، بس مفيش فى حنية جلبى .
ادينى بس فرصة أثبتلك .
فـ أشارت إليه بدور للدخول مردفة ..طيب ادخل يا غلباوى ، اشوف إيه حكايتك ؟
خرجت غالية من شرودها على إتصال من حمدان .
حمدان بصوت أجش..كيفك يا غالية ؟
غالية بإمتنان ..بخير يا سيد الرچالة .
أبتسم حمدان بقوله ساخرا ..ها حضرتى العلاچ ، خلى الراچل ينبسط .
فضحكت غالية …بس إكده عيونى هبسطه اخر إنبساط لدرجة انى هخليه مش حاسس بالدنيا .
حمدان بفحيح الأفعى …بس حبة حبة ، عشان محدش يشك فينا يا غالية .
غالية …اه طبعا ، وعلى رأى المثل طباخ السم بيدوجه .
يلا حار ونار فى جتته .
ودلوك هدخل أحضر الخلطة وأسويها على نار هادية .

 

 

حمدان بغل وسواد مدفون فى قلبه من سنين ..سويها عشان يچى اليوم اللى أشوفه بينهد زى ما هد حياتى كلها .
………..
ليعم المساء ويطلب منصور من متولى الذهاب سريعا إلى تلك الشيخة ليأتى له بالدواء كما أخبره .
منصور بغلظة ..بس جولها لو مجبش نتيچة ، هتدفع عمرها جصاد اللى اخدته منى .
متولى ..حاضر يا باشا ، ثم اتجه إلى غالية ليحضر له ما أراد .
فجلس منصور ولاحت ابتسامة على محياه محدثا نفسه …اكيد عتكون ليلة المرة دى ولا ليلة وليلة وچيلك يا بت أعلمك مين هو منصور الچبالى اللى عمره ما يتهد واصل وعيفضل طول عمره چبل وصحته حديد .
ثم هاجمته الذكريات من جديد .
وتذكر سنوات عمره الضائعة ، فى جمع المال من كل حدب وصوب وبأى طريقة كانت ، حتى لو كانت من النهب والسرقة والتجارة فى المواد المخدرة ، وتهريب الأثار والقتل .
كما تذكر جيدا اليوم الذى غدر به بأصدقائه .
عندما أمرهم بالحفر فى أحد البيوت المهجورة ، للتنقيب عن الأثار الفرعونية .
وبدئت الواقعة عندما أتى إليه طارق بقوله …انا جتلك اهو حسب معادنا ، عشان نروح نعمل المطلوب وهريدى وهلال منتظرينا هناك .
فأكد ممدوح …معاكم طبعا ، يلا بينا .
وبالفعل قاموا بالحفر لمدة ساعات متواصلة ، حتى سمعوا صوت رنين معدن عندما قام أحدهم بالضرب عليه .
فشهق بفرحة…إظاهر العروسة قربت تظهر يا چدعان ..
فطالعه ممدوح بنظرة شيطانية وحدث نفسه …حلو جوى عملتوا اللى عليكوا يا رچالة بس سامحونى انا محتاج الطلعة دى لحالى عشان عتكون تمهيد لامبراطورية الچبالى عشان أشوف صوح مين أحسن انا ولا سيادة الضابط المغمور منصور اللى مش عارف كيف الناس عتحبه وهو يدوبك عايش بمرتبه هو ومرته وابنه براء .
وابوى الله يسامحه كل ما يبيع المحصول يعطيه نص تمنه وانا يجولى مفيش ما أنت خابر الدودة عتاكل المحصول .
طول عمرك يا ظالم يا ابوى ، بس خلاص چه الآوان عشان أوريك من هو ممدوح يا بوى .
وبالفعل أخرج أصدقائه صندوق نحاسى وبفتحه وجدوا به تمثال فرعونى وعدة مقتنيات من الذهب الخالص وأوانى فضية .
فصاحوا جميعا ..الله اكبر ، كده خلاص طلعنا فوق فوق .
والدنيا هتضلحكلنا بعد سنين الفقر .
ممدوح بنظرة شيطانية….ايون ، الحمد لله.
يلا يلا حملوا الصندوق وانا هطلع على سلم الحبل عشان أحمله من فوق ألا يجع فوق دماغنا .
وبالفعل حمل ثلاثتهم الصندوق ببطىء خشية أن ينقلب عليهم وممدوح ينتظرهم فى الاعلى ، حتى تناوله منهم واخرجه .
وعندما استعدوا للخروج من ذاك القبو الذى كان يحفرون به ، حرك ممدوح ذاك السلم الحبلى عدة حركات سريعا ، فتساقطوا منه واحدا تلو الآخر وانهار فوقهم الرد وسمع ممدوح صرخاتهم باسمه .ممممدوووووووح .

 

 

ثم سكن الصوت تمام واختفوا تحت الردم .
ليطلق ذلك الشيطان ممدوح ضحكة شيطانية مردفا …معلش بجا يا صاحبى انت وهو ، البقاء للأقوى .
ليحمل بعدها هو الصندوق بصعوبة إلى مكان خفى ، يجمع به كل ما سرقه من قبل .
ثم عاد لمنزله فى منتصف الليل يغنى ، وكأنه لم يفعل شيئا .
وكانت تنظره أخته الأصغر منه كوثر بعد أن داهمها القلق بسبب تأخره إلى تلك الساعة .
وعندما عاد تنفست كوثر الصعداء وأسرعت إليه ….ممدوح الحمد لله انك جيت بالسلامة يا خوى .
ابتسم لها ممدوح فهى الأقرب إلى قلبه وتهتم به عن والديه الذين يفضلون منصور عليه .
ممدوح مطمئنا لها ..متخافيش على اخوكى يا بت ، انا كيف الجطة بسبع أرواح .
فنصحته كوثر ….حافظ على نفسك يا خوى وبلاش السهر إكده ، متجبش لنفسك الكلام من ابوك .
فابتسم ممدوح بسخرية…خلاص مبجتش تفرق ، اخدت على إكده.
فاستيقظ أبيه على صوته العالى وخرج غاضبا وهدر فى وجهه ..انت شرفت يا واكل ناسك .
ما لسه بدرى ، الفجر لسه مأذنش .
ويا ترى كنت هتعمل ايه الليلة ، وكنت سهران فى أنهى مصيبة ؟
زفر ممدوح بضيق ..خلاص هستنى لما يأذن الفچر .
فانفعل عزيز الجبالى….انت كمان هترد عليه وتتمسخر يا كلب .
وهم أن ببطش به ولكن ممدوح أمسك بيده وهدر بصوت عالى….لا خلاص مش هسمحلك يا بوى تمد يدك عليه تانى ، انا مجبتش عيل صغير خلاص .
تلون وجه عزيز من شدة الغضب مردفا …والله كبرت عليا يا ممدوح .
طيب يمين تلاتة ما انت جاعد فيها وملكش مكان عندى من النهاردة وروح بات فى اى خرابة يكش الديابة تكلك ونستريح من جرفك .
حرك رأسه ممدوح غير مباليا وأردف ببرود …ده يوم المنى ، وانا اصلا مش عايز أعيش معاكم تانى ، وهدلى مصر واشتغل وهرچع اوريك مين هو ممدوح الفاشل .
فضحك عزيز مردفا بسخرية …ابجا ورينى ، ديل الكلب عمره ما يتعدل .
ليغادر ممدوح بين بكاء أخته كوثر عليه …لا يا خوى متهملناش ، حرام عليك يا بوى .
فدفعها عزيز بقوة مردفا..حرمت عليكى عشتك ، خشى جوه يا بت ، ده هيعرنا جدام اخوكى سيادة الظابط وجدام خطيبك .
……..
ثم خرج منصور من شروده على صوت متولى ؛ اهو العلاج يا منصور بيه ، وبتجولك تحط نجطتين على كوباية مية أو عصير وتشربهم كل ليلة هتبجا زى الحصان .
فسئله منصور بريبة ..متأكد يا ولا ؟
فغمزه متولى مؤكدا…اكيد يا بيه ، دى وصفاتها متخرش المية .
فطلب منصور كوب من العصير ، ووضع فيه نقطتين ثم أرتشف منه بإنتشاء .
وما كانت إلا لحظات حتى تعالت ضحكاته وشعر بنشوة غامرة وأخذ يغنى ، ثم ذهب إلى غرفته .
رأته نهلة بتلك الهيئة الغير طبيعية ، فانقبض قلبها وحدثت نفسها …شكله شارب حاچة وشكلها ليلة مش فايتة ، يا مرك يا نهلة ، أنتِ اللى چبتيه لنفسك عاد .

 

 

وقف منصور على باب الغرفة مبتسما وطالعها برغبة مردفا ….مالك يا بت بعيدة كده ليه ما تقربى منى ، ولا أجولك أقرب انا .
ليخطو أمامها بخطى بخطوات مهزوزة مترنحة ، لترتجف نهلة مرددة ..الراچل شكله إتچنن ولا شكله مسطول ومش دارى بنفسه عاد ، أستر يارب .
لتجده قد أقترب منها وضمها بقوة ثم تركها وعاد ليضمها وكرر ذلك عدة مرات .
ثم ألقى بنفسه على الفراش ضاحكا بقوله ..انا مبسوط جوى جوى .
ليذهب بعدها فى نوم عميق ، دون أن يشعر .
فتنهدت نهلة بإرتياح وابتسمت …لا حلو جوى جوى .
استمر فى البلبعة اللى خدتها دى يا سيد الرچالة .
وكده أنام وانا جلبى مرتاح .
وكل يوم والتانى بشوفك بتنهد يا ابن الچبالى وسبحان من له الدوام .
……….
نعود لمحفوظ وكلامه اللاذع لـ إلهام تلك الضحية لإنسان ظالم جشع يخوض فى أعراض الناس بجانب مجتمع ذكورى متخلف يجعل الضحية متهمة وتشير إليها هى أصابع الإتهام رغم أنها مجنى عليها وهى من ذاقت الألم والمرارة ولا أحد يشعر بالنار التى فى جوفها ومع ذلك يصبون عليها غضبهم وقد يتخلصون منها وهى لا ذنب لها ، مجتمع عقيم يتجه رغم التقدم إلى الجاهلية ويا ليتنا نعود لنتخلق بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أمر محفوظ إلهام أن تتجهز للزواج فى الجمعة القادمة ، ثم تركها وغادر .
فطالعت إلهام والدتها بإنكسار وتكاد روحها تنفطر من كثرة البكاء .
فحركت حكمت رأسها بإنكسار مردفة بحزن …إرضى بنصيبك يا بتى ويشكر واد عمك أنه عيستر عليكى ومتخلاش عنيكى .
وده يخليكى تعيشى خدامة تحت رچليه العمر كلاته وتستحملى غصبا عنيكى غضبه ومعايرته ليكى فى الريحة والچاية.
ضربت إلهام على وجهها مردفة بنحيب …ودى تبجا عيشة ياما .
بعد ما كنت عينيه وجلبه وعيسمعنى أحلى كلام ، دلوك عيمرر عيشتى ويحملنى ذنب مش ذنبى .
حكمت بغلظة …ايوه يا بتى وعتستحملى غصبا عنيكى ، مش أحسن من الفضيحة وتبجا سيرتنا على كل لسان عاد .
فنهر إسماعيل زوجته بقوله …بزيادكى يا حكمت ، هى فيها اللى مكفيها عاد ، مش ناجصة لسانك العفش ده .
وجومى يلا شوفى عتعملى ايه ولا تحضرى ايه ليها عشان الچواز واشتريلها كل اللى نفسها فيه عاد .
ثم أشار اسماعيل إلى إلهام بقوله …وأنتِ يا بتى عايز أجولك كلمتين ، انا خابر إن اللى حوصل واعر وشديد عليكى بس مش لوحدك علينا كلاتنا وعلى محفوظ بالخصوص ، لأن صعب على اى راچل يعرف أن الست اللى تخصه چه عليها راچل تانى وسرق منه فرحته جبليه .
وده عيخليه غضبان ومتعصب ومش طايجك ، بس معلش تحملى يا بتى وخليكى مع ربنا سبحانه وتعالى وجولى يارب مع الوقت يروق ويرچع محفوظ اللى عيحبك ومسيره الزمن ينسى كل حاچة خصوصا لما تخلفى منه قطعة عيل ينسيه نفسه.
فرفعت إلهام بصرها للسماء مرددة ….يااااااارب ، مفيش أحن منك على عبادك ، هونها يارب .
…………….

 

 

استيقظ براء من نومه وعزم الأمر على مقابلة قمر لعلها تخفف عنه ما يعانيه رغم أنه مازال يعانى من ألم جرحه ولكنه قام وصلى فرضه ثم حاول بصعوبة تغيير ملابسه ونثر عطره المفضل ومشط شعره باحترافية .
ثم غادر غرفته ، لتلمحه بانة التى كانت فى غرفة زاد تحدثها عن أمر يشغلها .
فأسرعت بانة الى أخيها مردفة بقلق …على فين يا خوى إكده وانت لسه تعبان ؟
براء مطمئنا لها ….معتخافيش انا بجيت كويس ، وهو مشوار مهم أكده وهرچع أخر النهار بإذن الله.
شعرت زاد بنغصة فى قلبها بعد أن حدسها قلبها أنه على موعد بمن أحبها ، بعد أن رأت أنه يهرب من عينيها ويتغاضى النظر إليها ويبدو عليه الحرج .
بانة بلطافة….كنت وفرت صحتك يا عريس ، ده خلاص دخلتك قربت .
فتنهد براء بضيق ، فخرجت زاد عن شعورها وأرادت الأنتقام لكرامتها المهدرة بقولها …بانة وبعدين ، انا جولتلك مش هيحصل ولو على رجبتى .
فرمقها براء بنظرة نارية وانفعل بعد أن شعر بحديثها أنه إهانة لرجولته فأردف بغيظ ..ايه عتجولى ايه حضرتك !
ردديه تانى إكده وعتكون ليلتك مش فايتة .
فتحدته زاد وطالعته ببرود وحركت رأسها بقولها …جولت على جثتى أتچوزك يا براء .
كور براء يده بإنفعال واقترب منها مع اشتعال الغضب فى دماؤه ، فأمسك بمعصمها بقوة متطلعا إلى عينيها بقوة مردفا بحنق ..زودتيها جوى وأنتِ مش جدى يا بنت الناس ، مش براء اللى تجوليله إكده .
وهنتچوز برضاكِ أو غصبا عنك ، ولا أنتِ يمكن لساكِ عايشة على الذكريات .
ثم غمزها بمكر جعل وجنتيها تتلون حرجا …بس هعرف كيف بطريقتى أنسيكى كل حاچة الا براء وبس .
زادت حدة زاد بقولها ..انت جليل الأدب وانسى اى حاچة فى دماغك خالص ، ده لا يمكن يحصل يا ابن الچبالى.
ليصدمها براء بقوله ساخرا …..مش لو كنتى فى دماغى اصلا .
ليغادر بعدها ويتركها فى حالة ذهول .
بعد أن تجمدت أطرافها ولم تشعر إلا بدموعها الحارة على وجنتيها ، فأشفقت بانة عليها واقتربت منها تربت على كتفها بحنو مردفة …بس بس يا حبيبتى ، صدجينى هو ميجصدش حاچة ، بس هو هيتناقر معاكِ وخلاص.
زاد بهمس …لا فعلا يا بانة ، انا مش دماغه.
لكن اللى فى دماغه هو اللى ريحلها دلوك .
شهقت بانة بحرج مردفة ..لا يا ستى عتجيبى الكلام ده منين بس ؟
زاد بغصة مريرة ….من جلبى اللى عيحس بيه .
ضمت بانة شفتيها بحرج ثم أردفت …الله يهديكم لبعض .
…….
تعرق منصور أثناء نومه وأخذ يحرك برأسه بعد أن هاجمته حلم يتكرر كثيرا ليستيقظ بعدها مذعورا وهو يردد ….لاااا متقربش منى ، لا متموتنيش كيف ماموتك .
بعد عنى ، بعد عنى يا منصور متموتنيش كيف ماموتك .
لتستيقظ نهلة بفزع على صراخه مردفة بقلق …منصور فيك ايه ، انت عتحلم اياك ، جوم جوم يا راچل .
ثم ضحكت ساخرة بقولها …جال ايه هيموت نفسه بنفسه !!
الراچل من إمبارح مخه ضرب ، سبحان الله ربنا هيخلص فيه اللى عمله عاد.

 

 

جلس منصور على فراشه يزيح عنه حبات العرق التى تناثرت على وجهه مردفا بتوتر ..ناولينى يا بت كوباية مايه .
فناولتها نهلة كوب من الماء كان بجانبها ، فارتشفه منصور على آخره وتنهد بإرتياح ثم طالعها بحب بقوله …..أما كانت ليلة يا بت عال العال ، وعشان بسطتينى ، جومى يلا ألبسى هوديكى للصايغ يملى دراعاتك كلها دهبات .
اتسعت عين نهلة غير مصدقة ما يقوله وحدثت نفسها…لا ده لسع خالص ، يا منچى من المهالك يارب .
بس كيف لسه هكمل انتقامى منيه وهو أكده مش دارى بحاچة وهيهلوس .
بالعكس خايفة جلبى يضعف ويصعب عليا .
يا سبحان الله جد ايه الإنسان ضعيف وهيتغير حاله فى لحظة بس اللى يستوعب كده .
ثم ابتسمت وتابعت بقولها ..وماله يا جلب نهلة ، يخليك ليا .
دلوك حالا هلبس وأچى معاك .
لينزلوا بالفعل بعدها إلى ساحة القصر ، ليجد حمدان فى انتظاره يطالعه بعين الشماتة .
ولكنه وقف عندما رآه ورمق نهلة بنظرة نارية ، جعلها تخاف وتختبىء خلف ظهر منصور .
رحب به منصور …اهلا يا واد عمى ، عايز حاچة عشان أنا مستعچل ، هاخد الچماعة فى مشوار إكده .
حمدان. ..بس كنت رايدك نكلم فى تحضير ليلة چواز العيال وكمان حاچة بخصوص الشغل مهمة .
فأشار إليه منصور بغير مبالاة …اعمل اللى تريده وحضر براحتك الليلة وشوف الشغل ، انا مش فايج دلوك .
ثم ضحك بصوت عالى وعبث بيده فى وجنتيه مردفا …سلام بجا يا حمدان .
ثم أشار إلى نهلة ..يلا بينا احنا يا جلبى .
فطالعه حمدان بإندهاش ثم ابتسم بمكر وحدث نفسه …شكل غالية زودت الچرعة جوى والراچل جرب يبجا فى خبر كان ويبجا مچنون رسمى .
وطبعا عياله مهيعرفوش حاچة عن شغلنا وانا عمهم ونسيبهم وهكون إكده انا الكل فى الكل .
وتنتهى امبراطوريه الچبالى وتبتدى امبراطوريه حمدان .
وإكده اكون خدت حجى تالت ومتلت وخدت حجك يا فريال منيه .
ليشرد مرة أخرى فى ذكرياته .
عندما أصابها خلل فى مخها وأصبحت تصرفاتها غير طبيعية بسبب ما تعرضت لها من دفع ممدوح لها واغتصابها عنوة .
فاضطر حمدان لأخذ أجازة من عمله ليقوم بالاعتناء بها ، لأنها كانت وحيدة ليس لها أحد يعتنى بها .
فسئله جابر ببراءة الطفولة …ابوى هى أمى ملها إكده شوية تضحك وشوية تعيط ومعرفش هى عتجول ايه ؟
مسح حمدان على شعره بحنو مردفا ..ادعيلها يا ولدى تخف عشان تعبانة جوى ..
چابر ..ربنا يشفيكى ياما .
بس انا چعان جوى يا بوى .
حمدان ..هچوم أجبلك حتة جبنة تكلها يا ولدى .
جابر بنفور ..وبعدين مفيش غير الچبنة امتى امى تخف وتطبخلى الأكل اللى احبه.
ليسمع بعدها صوت طرق على الباب .
حمدان …جوم افتح يا جابر .
فيجدها جابر جارته المطلقة ست فهيمة ، فطالعها بنفور مردفا ..دى الست فهيمة يا بوى ..
فوقف حمدان يستقبلها ..اهلا يا ست فهيمة .
فهيمة بدلال ..إزيك يا سى حمدان ، امسك بس منى إكده صينية الوكل دى .
حمدان بحرج …مكنش ليه داعى ، تتعبى نفسك يا ست فهيمة .
فهيمة بلطافة….تعبك راحة يا سى حمدان .
وانا جولت آچى اطمن على ست فريال ، عامله ايه دلوك ؟
حمدان بحزن …زى ما هى ربنا يتولاها برحمته ..

 

 

فعاتبته فهيمة …بس هتفضل إكده جاعد جمبها لا شغلة ولا مشغلة .
مينفعش إكده عشان حتى تعرف تچيب الجرش عشان تصرف عليهم .
تنهد حمدان بمرارة ….. أعمل ايه خايف اسيبها تعمل فى نفسها حاجة .
ولا تخرج ومتعرفش ترچع زى ما حوصل أول إمبارح وجعدت أدور عليها اليوم كله ولجيتها يا حبة عينى هتنزف من رچليها بسبب العيال كانوا هيمشوا وراها ويجولوا المچنونة اهى ويحدفوها بالطوب .
فهيمة بمكر …طيب ايه جولك انا أجعد معاها اراعيها عجبال ما تيجى من الغيط .
ابتسم حمدان … ياريت بس انا مش عايز اكتر عليكى عشان تشوفى مشاغلك .
فاقتربت منه بدلال مردفة ..انت أهم حاچة عندى ، يوه جصدى طبعا يهمنى مصلحة الست فريال وجابر يا حبة عينى ..
حمدان بإمتنان ..تسلمى يا ست فهيمة ، بس خدى بالك واياكى تخليها تطلع السطح ولا تهوب ناحية الباب .
فهيمة ..حاضر يا سى حمدان متخافش يا خوى .
حمدان …خلاص من بكرة إن شاء الله أنزل الشغل وأسبها فى رعايتك .
فهيمة بخبث …بس إكده عيونى التنين .
……………..
اتصل على باسم فتاة تطلب منه زيارة منزلية لوالدها المريض .
حاول باسم يعتذر لسوء حالته النفسية وبعده عن ملك وقرب زواجه من عزة ولكن تلك الفتاة أصرت وترجته بقولها …عشان خاطر ربنا يا دكتور ، ابوى تعبان جوى وصدره طالع نازل وعينهج وخايفة يروح فيها .
باسم بحرج ….أمرى لله ، جوليلى العنوان ومسافة السكة عكون عنديكى ..
فأخبرته بالعنوان وتوجه إليه مسرعا وحدث نفسه فى الطريق ….وبعدين يا باسم معاك ركز إكده وده واجبك تلبى اى رغبة مريض محتاجك .
ولكنه رغما عنه شرد فى ملك وابتسامتها الرقيقة وحديثها الذى ينم عن قلب طيب يكاد يكون نادرا فى هذا الوقت .
براء بإنكسار …ربنا يسامحك يا بوى ، عتخلينى أخسر أحن وأطيب جلب ولو اتجوزت ستات العالم كله مش علاقى زى ملك روح الجلب .
ثم خرج باسم من شروده عندما وصل إلى العنوان بالفعل وتوجه نحو البناية ودلف للداخل واستقل المصعد ووقف أمام الشقة وعندما وضع يده على الباب وجده قد انفتح سريعا ليرى أمامه وجها ليس بالغريب عليه .
ابتسمت عبير وأردفت بدلال …أهلا يا دكتور .
ثم تقدمت منه وجذبته للداخل بين ذهول إندهاش باسم من جرئتها تلك ثم أغلقت الباب
فما ستفعل تلك المجنونة به ؟
…………….
لم يعلم براء سر عبوسه تلك المرة التى يذهب بها الى قمر ، هل بسبب غضبه من زاد ام إحساسه بأنه يخون الاثنين معا ،يحب ومتزوج من واحدة وأخرى بدئت تشغل عقله بعنادها وسيتزوجها رغما عنها .
زفر براء بضيق ..ده كده صوح المثل اللى عيجولوا عليه ( زوج الاتنين يا جادر يا فاجر ) .
فهچيب بس القدرة منين وانا من أولها دماغى تعبت ويستحيل أكون التانية دى ( فاجر ) انا مش أكده خالص .
انا مش عارف چبت لنفسى وجع جلب ليه !
بس اعمل ايه ؟
انا بحب قمر ،بس زاد فيها حتة كده مدوخانى ، حاچة جديدة عنيها بتجول كلام كتير ومش جادر أفهمها .
وظل هكذا يحدث نفسه حتى وصل إلى شقته.
فاستخدم مفتاحه وولج للداخل ، ليجد قمر فى انتظاره فى أبهى صورها وزينتها ، فسال لعابه .
طالعها براء بإعجاب …ايه الحلاوة دى يا جلبى !
اتوحشتك جوى جوى .
لتسرع إليه قمر ،وتتعلق به وتضمه إلى صدرها مردفة بإصطناع ..وانا كمان اتوحشتك جوى جوى .
حمد لله على سلامتك .
تأوه براء ألما لملامستها جرحه .
فابتعدت عنه قمر برفق مردفة بحنو …مالك يا عيون قمر ؟
براء متألما …..معلش لسانى تعبان بس مجدرتش أجعد كل ده من غير ما أشوفك .
أمسكت قمر بيده …طيب تعال أجعد استريح .

 

 

ولا أجولك تعال جوه على السرير مدد احسن ، وانا هدخل أعملك فرخة بلدى ترم عضمك وتشرب الشوربة تطيب الچرح .
طالعها براء بحب ..أنتِ قربك دوايا يا قمر .
تعالى بس وسيبك من الوكل ، انا محتاچك جوى .
فاسنتده قمر للداخل وجلست بجانبه على الفراش ، فاستلقى براء بجسده على الفراش ولكنه وضع رأسه على فخذها يطالعها بحب ،فهمست …بحبك جوى يا براء .
لتنحنى إليه وتقبله قبلة ناعمة ، حتى تثير مشاعره ، لتعرف تأخذ منه ما تريد .
ثم لاعبت قمر خصلات شعره الناعمة مردفة بحنو ..ايه مش عتجولى ايه مضايجك عاد غير موضوع چواز ابوك الشايب العايب ده .
وما أظنش يعنى أن موضوع جوازك من بت عمتك مضايجك ،منا خابرة الرچالة عيحبوا يچوزوا اتنين وتلاتة وأربعة .
طالعها براء بعتاب مردفا ..ليه عتجولى إكده ، انتِ مش مصدجة انى عحبك وچوازى منيها غصب وطبعا مضايج .
قمر …اه جولت ، بس خايفة جوى ، تلف عجلك وتاخد جلبك مع الوجت وتنسانى يا براء .

 

 

فاعتدل براء وحاول ضمها بصعوبة مردفا بحب …ده يستحيل طبعا ، أنتِ الحب كله يا قمرى .
فحدثته بمكر ..طب وانا ايش ضمنى انى هفضل على ذمتك ومش عتبعنى لو فعلا محبتهاش ، انا خايفة فعلا .
براء مؤكدا ..أضمنلك بروحى يا قمر .
قمر بدهاء ..تسلملى روحك بس يعنى احنا مچوزين فى السر وخايفة مع الوجت تنكر ده ، فلازم يكون ليا تعويض لو حصل ده فى يوم من الأيام عشان اكون مطمنة ،ده لو بتحبنى صوح .
بدء الشك يتسرب إلى قلب براء مردفا باستفهام ..يعنى ايه مش فاهم ، أنتِ عايزة ايه بالظبط ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *