روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الحادي والثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الحادي والثلاثون

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الحادية والثلاثون

يا صديقتي أولى الناس برحمة قلبك هو أنتِ فاعتنى به جيدا ولا تجعليه عرضة للخدش أبدا ممن يستحق أو لا يستحق قلبك أقرب لك
……..
مازالت زهيرة فى ذكرياتها ..
حيث أخذت تدور حول نفسها فى الغرفة وتفرك فى يديها بقلق .
حتى سمعت رنين الهاتف ، فانقبض قلبها .
ثم أسرعت إلى الهاتف ليخبرها المتحدث ….أن زوجها العقيد منصور الچبالى قد أصيب فى حادث وهو متواجد الأن فى المستشفى العسكرى .
ففزعت زهيرة وصرخت ..منصور ،انا جاية حالا .
فارتدت ملابسها على وجه السرعة وأسرعت للمغادرة ، فقابلها والد منصور ( عزيز الجبالى )فسئلها عن وجهتها عندما رآها على هذا النحو بملابس الخروج . …خير يا بتى على وين ؟
ومنصور اتأخر ليه ؟
متخبيش عليا ، انا جلبى هيجولى چراله حاچة .
دمعت عين زهيرة بقولها …متخافش يا عمى ، هو بس أغمى عليه فى الشغل وهروح أطمن عليه .
خلى بالك انت عاد من العيال .
وضع عزيز يده على قلبه متألما مردفا بخوف …لا يا بتى حوصل حاچة لولدى .
انا چى معاكى .

 

 

حاولت زهيرة تهدئته بقولها ……متخافش يا عمى ، وريح نفسك وانا هروح أطمن وهكلمك عاد ، وخليك أنت عشان العيال .
ثم غادرت سريعا قبل أن تنتظر رده .
وصلت زهيرة إلى المستشفى بقلبا فزع وجسد ينتفض من الخوف ودموع تتلألأ فى مقلتيها .
ثم وقفت أمام الأستعلامات تستفسر عن ما حدث لمنصور وعن رقم غرفته بقولها ….جولى لو سمحت چوزى العقيد منصور الچبالى حوصله إيه وهو فين دلوك ؟
فحدثها الموظف وطمئنها بقوله ….سيادة العقيد مصاب فى حجرة 8 وهو كويس دلوك الحمد لله ، لكن للأسف اخوه تعيشى أنتِ وهو فى المشرحة بعد ما أتجلبت بيهم العربية فى الطريق.
فشهقت زهيرة مرددة…لا حول ولا قوة الا بالله.
إنا لله وإنا إليه راجعون .
كنت هتضيع چوزى يا ممدوح وروحت فيها أنت ، سبحان الله.
ثم أسرعت الى الغرفة بقلب ينبض بالخوف ولا تعلم سر خوفها وإنقباض قلبها رغم أن الموظف طمئنها أنه مجرد كسر فى الساق وبعض الخدوش والكدمات .
لتفتح عليه الباب ، لتراه مسطحا على الفراش بوجه حزين يتخلله بالفعل الخدوش والكدمات.
فأوجعها مظهره وأسرعت إليه بعين دامعة مردفة بنحيب ..منصور ، ألف سلامة عليك يا حبيبى .
فابتسم ممدوح بمكر محدثا نفسه …أول وأحلى حاچة فى حياتك يا منصور بجت ليا .
ثم أخفى أبتسامته سريعا متصنعا الألم والحزن ثم جاهد ليبكى مردفا…شوفتى يا زهيرة اللى حوصل .
اخوى ممدوح مات , مات بعد ما خلاص كان عينصلح حاله وكنت چى انا وهو نكلم ابوى ونصلحهم على بعض .
فأمسكت زهيرة بيده ورفعتها إلى فمها تقبلها مردفة بحزن …هدى نفسك يا حبيبى ، متعملش فى نفسك كده
الأعمار بيد الله وده عمره والحمد لله أنك بخير وانكتبلك عمر چديد .

 

 

ثم ظهر على وجه زهيرة الأندهاش عندما لاحظت خشونة يد منصور عند ملامستها له وأتساخ أظافره .
فحدثت نفسها متعجبة ….منصور عمره ما كان شكل يده أكده .
بس يعنى ممكن يكون من الحادثة .
ثم طالعته بتخوف بعض الشيء مردفة …وكيف حوصلت الحادثة دى ؟
ومين كان اللى سايق العربية ؟
توتر ممدوح بعض الشيء ولكنه تماسك قائلا ….ممدوح اللى كان عيسوق وفچاة معرفش يسيطر على العربية وكنا فى طريق الچبل ، فانجلبت بينا ، بس هو يا كبدى نزل محطش منطق.
الله يرحمك يا خوى.
ثم أصطنع البكاء ، فأشفقت عليه زهيرة مرددة …..الله يرحمه ويسامحه .
ثم تأملها ممدوح بنظراته الماكرة وحاول أن يتقن دوره فى شخصية منصور فحدثها بقوله …العيال وحشونى جوى ، وابوى ،مچوش معاكى ليه ؟
زهيرة.. ..خوفت على أبوى الحاچ لما يعرف اللى حوصل . فجولت أچى انا الأول أطمن عليك .
ودلوك هتصل بيه أجوله ، بس مش عارفه كيف أجوله إن ممدوح تعيش انت إزاى ؟
ممدوح ساخرا …يعنى هو كان عيزعل عليه ؟
زهيرة …اكيد ده ولده ، بس كان عيزعل من أعماله الدنية لكن مكانش عيكرهه .
فحرك ممدوح شفتيه بإستنكار وحدث نفسه …لا كان واضح جوى .
لتتصل بالفعل زهيرة بوالده وحدثته بالأمر .
فشهق عزيز وأجهش بالبكاء مردفا …لا حول ولا قوة الا بالله.
خسرت دنيتك وأخرتك يا ولدى .
انا لله وانا اليه راجعون .

 

 

وانا چى أطمن على الغالى منصور وربنا يرحمك يا ولدى .
أغمض ممدوح عينيه بألم وحدث نفسه …حتى فى الموت عتقطم فيا وعندك الغالى بس منصور .
أهو راح بجا مطرح ما راح وانا هكون الغالى دلوك ..
أسرع عزيز الچبالى إلى المستشفى .
فوجده ممدوح أمامه باكيا مردفا بنحيب … ألف سلامة عليك يا ولدى .
حاول ممدوح الأعتدال عند رؤية والده مردفا بتصنع … أبوى ، شوفت اللى حصولى ولى حوصل لـ خوى .
دمعت عين عزيز مردفا …ربنا يرحمه يا ولدى ، والحمد لله أنه سلمك أنت من كل شر .
ثم أقترب منه عزيز ليحتضنه ، ولكنه فجأة ابتعد عنه .
و أطال النظر فى عينيه طويلا ، فأرتبك ممدوح ولكنه حاول الثبات .
ليلتفت عزيز مردفا بفزع مرددا ….ولدى منصور .
انا رايح أودع أخوك وأطل عليه ..
فدق قلب زهيرة وأخذت تطالع الأثتين بترقب حتى غادر عزيز .
لينطلق سريعا بعدها إلى ثلاجة الموتى فى المشفى .
فانتفض ممدوح وحدث نفسه …جلبك دليلك يا بوى .
بس ولا يهمنى انا دلوك منصور الچبالى .
وانا هعرف كيف أسد خشمه لو أتكلم عاد .
وعند باب تلك الحجرة التى بها ثلاجة الموتى صرخ عزيز …ولدى ولدى .
فربت الممرض على كتفه مردفا .. أمسك نفسك عاد يا ابوى .
ولو مش جادر تشوفه بلاش عشان متتعبش اكتر من إكده .
عزيز …لا دخلنى ، عايز أشوفه وأودعه .
فولج عزيز مرتجفا وشعر أن روحه تسحب منه بالبطىء .

 

 

حتى تجمد عندما فتح له الممرض الثلاجة ورآى منصور ممدا بها وقد أزرق وجهه ولا تكاد تظهر ملامحه من الجروح التى به .
فانكب منصور على صدر منصور بأنفاس متقطعة ودموع لا تتوقف …كتلك أخوك مش إكده ؟
وعامل نفسه انت وانا اللى عرفته من ريحته النچسة طول عمره .
اه يا جلب ابوك يا ولدى ، لو أعرف أنه عيعمل فيك إكده ، كنت كتلته انا بيدى من زمان .
ثم بدء يحرك رأسه كثيرا على صدره باكيا بهيسترية مرددا ..كتلك يا ولدى ، يا حبيبى يا ولدى .
فوضع الممرض يده على كتفه مردفا ..مينفعش إكده يا بوى .
وحد ربنا وأدعيله بالرحمة وكفايا أكده ، نطلع بجا عشان محدش يچازينى الله يخليك ..
ولكن عزيز لم يتحرك ولم يجبه ، فتعجب الممرض وأخذ يحدثه مرارا وعندما لم يستجب له أقترب منه ووضع يده على ظهره مردفا …جوم يا حاج ، الموت علينا حق جوم .
ولكنه لم يتحرك ولم يسمع له نفسها ، فأنفبض قلبه وحاول تحريكه ولكنه تفاجىء بسقوطه أرضا .
فذعر الممرض مردفا …لا حول ولا قوة الا بالله .
وانحنى إليه ظنا إنه أغشى عليه ، فتفحص نبضه ولكنه تفاجىء أنه قد مات حزنا على ابنه .
ثم خرجت زهيرة من شرودها على صوت طرق الباب وصوت
نهلة مرددة …انا نهلة يا ست زهيرة ، ممكن أدخل .
ضيقت زهيرة عينيها مرددة …أدخلى يا بتى .
فولجت نهلة على خجل وجلست أمامها صامتة .
فأيقنت زهيرة أنها تود أخبارها بما يعج فى صدرها .
فربتت عليها بحنو مردفة …جولى اللى فى نفسك يا بتى .
انا أصلا حاسه بيكى وعشان كده انا هصدق كل كلمة عتجوليها .
ومتخافيش ابدا منى .

 

 

دمعت عين نهلة مردفة …أحلفلك بإيه يا ست زهيرة ، انى مليش دخل فى اللى حوصل لمنصور .
أنا معملتش حاچة وربنا شاهد .
فتفاجئت نهلة بقول زهيرة….ولو كنتى عملتيها بردك كنت عشكرك يا بتى ، عشان اللى حوصل ده كان نفسى أعمله من زمان جوى جوى ، بس الخوف على عيالى كان هيمنعنى .
ومتزعليش من ولادى ، هو فى الأخر ابوهم وزعلانين عليه .
مع أنه ميستهلش وربنا عيخلص فيه حق اللى ظلمهم .
اتسعت مقلتى نهلة مردفة بعدم تصديق …معجول اللى هسمعه منيكى ده يا ست زهيرة .
يعنى مزعلاش على چوزك أبو عيالك ، ولا عشان أتچوزنى عليكى .
تنهدت زهيرة بغصة مريرة مردفة بإنكسار ….لا أنتِ ملكيش دخل فيه .
دى حاچة بينى وبينه من سنين طويلة .
ثم سددت النظر إليها مردفة …وأظن أنتِ كمان فيه حاجة خليتك تچوزيه ، وجوليها يا بتى وريحى نفسك معايا .
وأثناء انشغال نهلة مع زهيرة ، قام متولى بفتح غرفتها ووضع تلك المادة المسببة لحالة منصور بين طيات ملابس نهلة ، ثم خرج سريعا .
أما براء بانة وزاد وجابر وباسم كانوا فى المستشفى مع منصور ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة التحاليل .
لتظهر التحاليل ويتم استدعاء باسم ، وعندما طالعها ظهرت على وجهه الصدمة .
فسئله براء بقلق ….ايه طمنى يا باسم مكتوب ايه عاد ؟
باس بفزع من الصدمة … أبوك عيتعاطى حبوب هلوسة ، ده غير فى نسبة من سم الزرنيخ اللى أثر فعلا على الكلى وسبب له تسمم فى الدم وحالته خاطرة جدا ..

 

 

ولازم حالا يدخل عناية مركزة .
فأجهشت بانة وزاد بالبكاء مردفة بنحيب …يا حبيبى يا بوى .
منك لله يا نهلة ، والله ما هسيبك وكيف ما شربتيه السم الهارى ده عشان تخلصى منيه ، انا هشربك المر عمرك كله .
ثم تابعت بسخرية ….
وجال ايه معملتش حاچة .
فحدثتها زاد مدافعة عنها ….الله أعلم يا بانة ،مش يمكن حد تانى ، برده منخدوش الناس بالشبهات .
لينفجر بها براء…. شبهات إيه وجرف إيه !
هى من ساعة ما دخلت ما بينا والشوم كله حصل من وشها الفجرى ، الحزينة ده .
وهى السبب أكيد ،وياريت تخلى رئيك لنفسك بعد إكده ،ووفرى على نفسك الحديت عاد .
فتلون وجه زاد من الحرج متمتمة …تشكر يا ابن الأصول .
فأشار باسم إليه بعبوس …..مش وجته نقار يا براء .
دلوك لازم ننقل أبوك حالا ، جبل ما يحصله حاچة وبعدين نكلم عاد فى موضوع نهلة ده .
حرك براء رأسه نافيا ……لا مفيش بعدين ،دلوك هتصل باللواء محمد وهستعجله فى إذن نيابة بتفتيش جناح ابوى مع المچرمة دى والقبض عليها .
وانت خد چابر وأعمل اللازم وانا هحصلكم وأطمن عليه.
أومىء له باسم رأسه وأسرع مع جابر وتبعه زاد وبانة لإنقاذ أبيه رغم ما فعله بهم طيلة حياته من ظلم وقهر ولكن فى النهاية هو والداهم مهما صدر منه .
أما براء فأخرج هاتفه واتصل باللواء محمد ، ليباغته الأخير بقوله ….براء كنت لسه هكلمك .
احنا محتاجينك ضرورى فى عملية بندرس أبعادها دلوقتى ، عشان نكون ملمين بكل اجزائها المرة دى ، عشان ميكونش فيه ولو أحتمال واحد للفشل ..

 

 

براء ..تمام يا باشا ، تحت أمرك فى اوى وقت .
بس دلوك انا مشغول جدا ، ثم حدثه بواقع أبيه وما حدث له .
اللواء محمد …لا حول ولا قوة الا بالله.
معقول كل ده يحصل من بنت زى دى .
لا فى ظرف ساعة هيكون عندك إذن النيابة .
وهكون باعت قوة للقصر ، وياريت تتطمنى على سيادة اللواء منصور .
براء …متشكر لحضرتك جوى ،واكيد هطمن حضرتك .
ليسرع بعدها إلى إخوته .
ليجد بانة مازالت على حالها تبكى .
براء …ها إيه الحال يا باسم والدكتور جال إيه ؟
باسم بحزن …للأسف جال حالته صعبة جوى يا خوى .
لتصيح بانة باكية …. أبوى بيموت يا براء .
فطمئنتها زاد بقولها …..لا معيموتش ، جولوا بس يارب وربنا جادر يشفيه .
جابر بتأكيد ……ايوه ، الدعاء سلاح ، والأعمار بيد الله ، مش بجول طبيب .
براء بصدمة …يعنى ايه خلاص ، معجول منصور الچبالى ، اللى طول عمره چبل محدش يجدر عليه ولا حاچة تهزه ، يموت أكده بالسهولة دى .
لا لا لا .
فبكت زاد واقتربت منه تربت على كتفه بحنو مردفة ….لكل أجل كتاب يا براء ، ومهما بلغت مكانة الإنسان فهو فى الأخر ضعيف ، فمتجولش إكده ،وعليك بس بالدعاء .
ولكن براء دفعها برده مردفا …بعدى عنى ، لا أبوى مش هيموت .
لا مش هيموت دلوك ، قبل ما حتى أحس إنه ابوى ولو يوم واحد بس .

 

 

ليخرج بعد ذلك الطبيب …فيسرعوا إليه ليطمئنوا على حاله .
الطبيب … أظن وجودكم ملوش اى داعى ، وتقدروا تتفضلوا .
بانة ببكاء…ابوى هيموت يا دكتور ؟
الطبيب بتروى ….دى حاجة بتاعة ربنا ، بس مخبيش عليكم الحالة حرجة فعلا ،وهو محتاج الدعاء .
ثم تركهم وغادر ..
لتشهق بانة …يا حبيبى يا بوى .
ثم صرخت مرددة …يلا بينا نعاود الجصر ، عشان أطلع روح نهلة قبل ما تطلع روح ابوى .
ثم أسرعت راكضة .
فهتف جابر بفزع …لا يا بانة ، هتودى روحك فى داهية ،وانا مجدرش حاچة تصيبك أروح فيها .
ثم طالع باسم وبراء مردفا …يلا بينا نلحجها قبل ما تضيع نفسها .
فانطلقوا جميعا خلفها ، واستطاعوا الأمساك بها ولكنها كانت فى حالة هيسترية وولجت للقصر صارخة باعلى صوت …أنتِ يا كتالة الكتلة ، يا حزينة .
يا وش البومة ، اظهرى وبانى على حقيقتك .
خلاص كل حاچة اتفضحت، وابوى فى المستشفى عيموت بسببك ، بس هاخد روحك الأول .
وصل صوتها اللى زهيرة ونهلة ، فارتجفت نهلة ولمعت عينيها بالدموع وأخذت تحرك رأسها بنفى وحدقت زهيرة بعين راجية أن تنقذها من براثن بانة ، فهدئتها زهيرة بقولها …متخافيش يا بتى طول ما انا موجودة ، وهو ربنا مهيسبش حق حد واصل .
ثم أمرتها سريعا بالدخول إلى غرفتها وأغلاق الباب عليها بإحكام حتى تهدىء بانة .
ففعلت نهلة ما أمرتها به زهيرة على وجه الفور .

 

 

لتخرج بعد ذلك زهيرة لهم مردفة بصوت عالى …فيه ايه يا ولاد الچبالى ؟
مالك يا بانة ؟
مش جولتلك بلاش افترى على نهلة وهمليها لحالها عاد .
بانة بإنفعال …مش خابرة كيف عتدافعى عن وحدة خدت چوزك منك ياما ، حاچة غريبة .
مفروض إنك أول وحدة تكرهيها .
زهيرة بغصة مريرة ..ده جدر ومكتوب يا بتى .
بانة بإنفعال …..لا مش مجدر ومكتوب ، ولعلمك اللى عتدفعى عنيها دى ، كانت عتحط سم لأبوى ، ودلوك هو فى المستشفى بين الحيا والموت .
ايه جولك بجا ، لساكِ عتدفعى عنيها !!
لاحت ابتسامة على ثغر زهيرة متشفية بقولها …ياااه اخيرا يا ممدوح ، كنت مستنية اليوم ده من زمان جوى .
بس نفسى جبل ما تموت أطلعلك واتشفى فيك .
ولكنها اصطنعت الحزن مرددة …لا حول ولا قوة الا بالله
كيف ده ؟
وكيف متأكدة إنها نهلة يا بتى ، مينفعش ناخد الناس بالباطل من غير دليل .
فصاحت زاد …جولت إكده يا مرات خالى ،عابوا عليه .
فصاح براء ..ايوه وحطى خشمك چوا بوجك خالص واطلعى على أوضتك ومتعتبهاش برا .
فطالعته زاد بإنكسار وأسرعت إلى غرفتها باكية تردد …مفيش فايدة فيك يا براء .
مصمم تهدم كل حاچة حلوة بنتنا .
باسم بغضب ..وبعدين معاك يا براء ،مس خابر ليه عتعلق كل حاچة على شماعة زاد يا اخى .
خف عنها شوية ،وهى مجالتش حاچة غلط ،وممكن يكون صوح الحديت ده .
وأديك بلغت الحكومة وهى عتحقق مع نهلة ولو فيه حاچة عتظهر .

 

 

لتنطلق بالفعل صوت سرينة سيارة الشرطة التى أعلنت عن قرب الوصول .
فوضعت زهيرة يدها على قلبها ، خوفا على نهلة انت تذهب ضحية لهذا الظالم .
حاول جابر تهدئة نهلة بقوله ……خلاص أهدى يا بانة ودلوك الحكومة عتاخد حق عمى لو فعلا هى اللى عملت فيه إكده .
فملوش عازة العصبية والكلام ده .
فأحرجته بانة بقولها ….مهو مش أبوك عاد ، لو أبوك كنت زعلت عليه وموتها بيدك .
فتلون وجه جابر حرجا ولاذ بالصمت لأنه يعلم أنه ليس وقتا للعتاب .
ليسرع براء لإستقبال القوة وعلى رأسها صديقه محمود .
فرحب بهم براء .. أهلا بسيادة المقدم .
محمود … أهلا بيك يا براء، وألف سلامة على سيادة اللواء .
وأوعدك هيرجع حقه من الشيطانة دى ، وهى فين دلوقتى ؟
فأشار له براء …إنها فى غرفتها .
حركت زهيرة رأسها بحزن محدثة نفسها …لا حول ولا قوة الا بالله.
عملتها يا براء ، بس ذنبها ايه المسكينة دى ؟
ولو تعرف يا ابنى أنه هو اللى كتل أبوك ،كنت كتلته بنفسك .
بس اعمل إيه ، خايفة عليكم من الصدمة ، بعد ما خبيت عليهم الحقيقة ، السنين دى كلاتها .
ثم تنهدت بألم متسائلة …كيف هدافع عنها دلوك كيف ما وعدتها ، والأمر وصل للحكومة .
اه يا ظالم ، يعنى عتموت خلاص وبردك الناس عتظلم منيك .
روح يا شيخ إلهى تنحرق فى نار چهنم الحمرا .

 

 

أما نهلة فكانت فى غرفتها ترتجف تحت فراشها متمتمة…أستر يارب ده انا غلبانة جوى وانت عالم بحالى .
أنا صوح كان نفسى انتقم منيه ، بس مش بكده ، انا عمرى ما هكون سبب فى كتل انسان مهما عمل ، عشان خابرة انك الحكم العدل ومعتنساش حد .
ثم سمعت سرينة الشرطة ، فقامت فزعة من فراشها ، تجوب الغرفة يمينا ويسارا هاتفة بخوف … أستر يارب .
والله ما عملت حاچة .
أما بانة فانفعلت بقولها …ليه چبت الحكومة يا براء ، انا كنت عايزة أخد تار ابوى بيدى .
فعاتبها براء بقوله …وليه تروحى فى حديد عشان وحدة زى دى .
زفر جابر بضيق …وبعدين معاكى ، سيبى القانون ياخد مجراه ..
بانة بتهديد ….لما أشوف ، ولو مكنش عيكون ليا تصرف تانى معاها .
ثم اصطحب براء محمود ومن معه حيث غرفة نهلة .
أما متولى فذهب لمهاتفة حمدان ،يبشره بما حدث .
فقهقه حمدان مردفا …يلا مبروك عليها الحكومة نهلة سيدة الجصر جال ، عشان تعرف كيف تتطلع لأسيادها بعد إكده ..
فزعت نهلة عند سماعها صوت طرقات عنيفة على باب غرفتها ، فكادت تموت خوفا وخاصة عندما سمعت قول
محمود …أفتحى يا نهلة ، بوليس .
وإحنا معانا أمر بالقبض عليكى يا نهلة .
فـأفتحى بالذوق وإلا هنكسر الباب .
فصرخت نهلة …انا معملتش حاجة ، والله ما عملت حاجة .
محمود بتروى …أفتحى ، وهنحقق فى الأمر ،ونشوف فعلا إذ كنتى عملتيها فعلا أو هنثبت برائتك .
فأخذت نهلة تضرب على وجهها مردفة بإنكسار …وهو الضعيف عيعرف ياخد حقه كيف من ولاد الكلب دول .
خرجت عزة من غرفتها على ذلك الصوت المفجع .

 

 

فرآها باسم فأسرع إليها غاضبا …ايه طلعك من أوضتك ، مش جولتلك متخرچيش منيها واصل .
قسما عظما لو لمحتك برا تانى ، لأكون مبلغ عنك أنتِ كمان ودليل إجرامك فى بطنك يا ست عزة .
خشى چوه ، جامت جيامتك .
ربنا يصبرنى عليكى ، فتلون وجه عزة بلون الإنكسار والأمتهانة وأدركت أن جرحها لن يطيب على مر الزمن وأن البشر لن يغفروا قط على عكس رب البشر هو وحده من يتقبلك مهما أذنب ثم رجعت ترفع يدك إليه وتسئله التوبة فيقول لك لبيك عبيدى ويفرح بتوبتك .
فالتفت سريعا عزة وولجت لغرفتها باكية مردفة بإنكسار …يا ليتني مت قبل ذلك وكنت نسيا منسيا .
………
سال لعاب حمدى عندما رأى جمال ملك وأرادها لنفسه ، ولم يشىء قتلها ليتلذذ بها ، وهذا لن يكون إلا بفعل تلك الحبوب المخدرة كما فعل مع قمر .
فحدثها حمدى بعين الشر مردفا …
ايه رئيك حاچة أفضل وتخليها متجدرش تفتح بوجها معاكى خالص وتبجا رهن إشارتك فى كل حاچة .
ومتتأمرش عليكى تانى ولا تحسى إنها أجل منيكى فى حاچة ..
طالعته قمر بإندهاش مردفة ….كيف ده ؟
حمدى بصوت كفحيح الافعى …بسيطة ، حباية فى كوباية عصير فى لحظة صفا بناتكم ، عتروج وعتنسى إسمها خالص كمان .

 

 

وشوية شوية عتبجا كيف العبدة عنديكى وعتسمع كلامك عشان تريحيها .
اتسعت عين قمر بعدم تصديق مردفة …جصدك يعنى يا حمدى ، أخليها تدمن كيف ما عملت فيا يا واكل ناسك .
حرك حمدى شفتيه بإستنكار مردفا …ايه مش حابه الحكاية دى ، خلاص نكتلها ونخلص .
فشورى نفسك وبلغينى .
عشان نفضى للمهم ، عشان الشغل الچى شكله تجيل جوى وهيفرج معانا كتير .
زفرت قمر بضيق مردفة ..لا انا خلاص هتچنن ، ومش خابرة انا وصلت لكده إزاى ؟
ونفسى أغمض عينى وافتحها ألاقى نفسى كنت بحلم وده مش حقيقة .
وأرجع قمر ست البنات اللى كل رايدها ويتمنى كلمة منيها.
مش قمر دلوك اللى بين فكين كلهم أصعب من بعض وخايفة جوى من أخر الطريق ده .
فقهقه حمدى مردفا بثقة …آخره فلوس ونعيم وهنا يا جمرى .
بس أفردى بوزك ده .
وجوليلى ها هنعمل ايه مع أختك ، نكتلها ولا نسبها تتدلع وتشم وتلعلع يا جمرى ؟
وللحكاية بقية مع الجزء التاني بإذن الله 🥰.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *