روايات

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت الحادي والعشرون

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء الحادي والعشرون

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الحادية والعشرون

كان “عاصم” مستلقي بفراشه فجرًا وهو يحدق بوجه “حلا” وهى نائمة جواره بعد نوبة طويلة من البكاء والخوف، تسائل كثيرًا عما يحدث معها بعد أن ازداد بكاءها بدلًا من أخباره بما يحدث، أشتعل عقله من الفضول وكاد أن يجن من التخيل لما يحدث معها، ربما وصلت لهذه الحالة بسبب حضور “جوليا” التى دمرت حياتها مما أثر على نفسيتها، هذا كان التصور الأقرب لمنطق عقله ربما لهذا طلبت إبعاد والدتها عن المنزل..
رفع يده وهو يمسح على رأسها بحنان ثم وضع قبلة على جبينها وتسلل من الفراش حتى يستعد للذهاب إلى الجامع من أجل صلاة الفجروقد نسي تمامًا ما حدث من “فايق” وطلبه بعد ما سمع ما حدث من زوجته والتغييرات التى طرأت معها فى يومًا واحدًا……
__________________________________
كان “مازن” جالسًا على الدرج أمام المنزل ناظرًا للأمام لتقول :-
-يعنى هتعمل أيه؟
أجابها بضيق شديد قائلًا:-
-معرفش، أصل عاصم سكت وسكوته بيخوفنى ويجلجنى
تمتمت “فريدة” بلطف وهى تربت على كتفه بحنان هاتفة:-
-متجلجش عاصم مهيجوزهش هيام بالطريجة دى

 

نظر “مازن” لها بقلق وحدق بعينيها بغضب كامن بداخله:-
-عاصم أتجوز حلا بالطريجة دى، بالأجبار وهى مموافجش
وقف من مكانه وعقله لا يتوقف عن التخيل لرد فعل “عاصم” وفقالت “فريدة” بهدوء:-
-معتجدش أن عاصم هيعمل أكدة، بعدين أنا مفهماش لازمتها أيه الجوازة دى، هى أى واحدة وخلاص، فريدة اتجوزت يبجي ندخل على هيام
ألتف “مازن” غاضبًا وقد أطلق العنان لهذا الغضب الكامن بداخله وهو يقول:-
-أصلًا كل دا بسببك أنتِ يا فريدة ومن تحت رأسك، أنتِ اللى عاندتى وركبتى رأسك لما موافجتي علي ولد الصديق، بتمنى تكونى مرتاحة دلوجت
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لم تتوقع رده وهو يلحق بها التهمة لتقول بأنفعال:-
-دلوجت بجيت أنا وعنادى السبب، يعنى مش لأنهم مُصرين يأخدوا واحدة من الدار دى وخلاص، مجاش فى بالك أن لولا انكط اتجوزتنى لكانوا ضغطوا عليكم عشان أتجوز مصطفى، خلاص طلجنى يا مازن وجوزنى مصطفى ما دام أنا السبب وأنا اللى هدمر أختك وحياتها
تركته ودلفت للداخل غاضبة من هذا الرجل، تأفف “مازن” بضيق شديد وهو يمسح وجهه براحة يده…….
أستعدت “هيام” للذهاب إلى الجامعة صباحًا وأرتدت فستان أبيض اللون به ورود زرقاء اللون ولفت حجابها ووقفت قليلًا فى غرفتها قبل أن تخرج منها تتذكر رسالته فأخذت نفسًا عميقًا وخرجت من الغرفة لترى عائلتها على السفرة بدون “جوليا” فجلست معهم تتناول فطارها فى صمت لتنتبه إلى نظرات “عاصم” و”مازن” لها فرفعت رأسها قليلًا بحرج وقلق وقالت:-
-هو فى حاجة؟

 

هز “مازن” رأسه بضيق شديد ثم قال:-
-لا، كلي
أومأت إليه بنعم بقلق حتى أنهوا طعامهم، خرجت “جوليا” من غرفتها صباحًا ليراها “عاصم” ثم نظر إلى “حلا” بقلق وقال:-
-جوليا
ألتفت “جوليا” على صوته وقبل أن يتحدث خرجت “مُفيدة” من الغرفة غاضبة وهى تصرخ بأنفعال لينظر الجميع عليها وسألت “سارة” بقلق:-
-فى أيه يا ماما؟
نظرت “مفيدة” إلى “جوليا” وهى تقول بضيق شديد:-
-فى أيه؟ هيكون فى أيه غير أنك يا عاصم دخلت حراميه دارنا، أنا بتسرج فى دارى يا كبير، ذهبي أتسرج
وقف الجميع من مكانه بصدمة وقال “مازن” بأندهاش:-
-أنتِ بتجولي أيه يا أمى
صاحت بانفعال شديد وعينيها تحدق بـ “جوليا” توجه لها الأتهام قائلة:-
بجول اللى سمعته، أول مرة تحصل من يوم ما دخلت البيت دا انى أنسرج
تمتمت “تحية” بذهول تام قائلة:-
-تنسرجى كيف؟ مين اللى هيعملها؟
صاحت “مفيدة” مُنفعلة بجنون قائلة:-

 

-كيف يا تحية تسألنى كيف؟ ما دام معانا حرامية فى الدار دى مش بتسرج الرجالة لا دا كمان…
أستوقفتها “جوليا” بضيق شديد وهى تقول:-
-لا لحد هنا وكفاية، ما بسمحلك نهائيًا أنا ما أخدت حاجة ولا دخلت أوضتك
ضربت “مُفيدة” يديها ببعض وهى تقول بأنفعال:-
-حوشي يا ست شريفة، دا أنتِ بايعة بنتك يا عرة النسوة
توقف “عاصم” وهو يضرب الأرض بنبوته ليصمت الجميع فقال:-
-أنتِ دخلتى أوضتى؟
نظرت “جوليا” له بقلق وتوتر من نظرات الجميع لها ثم قالت مُنفعلة:-
-لا
سار “عاصم” مع “ناجية” لغرفة “جوليا” ثم أمرها بتفتيش الغرفة تحت أنظار الجميع مما جعلهم ينتظروا أن يظهر الذهب لتثبت

 

التهمة عليها، أم “عاصم” فكان هادئًا جدًا و”حلا” لم تدخل خلفهم أو تعري أهتمام لما يحدث بل ظلت تكمل طعامها، رفعت “ناجية” يدها بكيس من القماش يحتوى على الذهب من فوق الدولاب، هرعت “مفيدة” للذهب وهى تقول:-
-شوفت بجى يا عاصم، شوفته كلتكم أنها حراميه، دا ذهبي، دى السلسلة اللى جبتهالى يا عاصم بيدك فى العيد
نظر “عاصم” بضيق شديد إلي “جوليا” ثم قال بحدة:-
-أسمع يا ست أنتِ، أنا جعدتك فى دارى عشان خاطر مرتى اللى هى بتك، لكن فى سبوع واحد تمدى يدك على مرت عمى وتعرضي حياة مرتى وابنى للخطر وكمان تسرجي لا بكفاية أكدة، لمى اللى ليكي وهملنا ومشوفكيش اهنا لما أعاود
خرج من الغرفة غاضبًا وخلفه غادر الجميع لتبتسم “مُفيدة” بسخرية عليها وهى تحمل الذهب فى يدها، تأففت “جوليا” بضيق شديد وهى تستدير لترى بسمة “مُفيدة” فقالت:-
-أنتِ اللى عملتيها صح؟
ضحكت “مُفيدة” بسخرية وتحدثت بنبرة أنتقامية غليظة:-
-أنتِ لسه شوفتى منى حاجة؟ دا أول حاجة طردك من أهنا؟ لسه اللى جاي كتير مهتجدرش عليه حشرة كيفك، أنا لسه هفعسك بجزمتى وأعرف الكل خباثتك وشرك، روجى بالك وأستعدى للطوفان اللى جاي
سارت “مُفيدة” للخارج بحماس وقبل أن تغلق الباب قالت بتهديد:-

 

-وحلا أنتِ مهتجدريش تمسيها مرة تانية لأن مهيجفلكيش غيرى أنا
أغلقت الباب بقوة لتفزع “جوليا” وهى ترتب الاحداث فى عقلها وخمنت أن “حلا” لم تجرأ على التحدث إلى “عاصم” لكنها تحدثت إلى هذه المرأة…..
___________________________
لم تقترب “هيام” من المكتبة نهائيًا رغم عشقها لهذه المكتبة، كانت جالسة على طاولة بلاستيكية خاصة بالكافتريا وتضع رأسها فوق ذراعيها على الطاولة ومُغمضة العينين، رمقها “تامر” من تارة لأخرى و”جاسمين” تشرح له المحاضرة التى تغيبها فقال بضيق:-
-هيام
أجابته دون أن تفتح عينيها قائلة بخمول:-
-امممم
ضرب الطاولة بقبضته غاضبًا من خمولها وهو لا يعرف سببه لتفزع “هيام” غاضبة منه وهى تقول:-
-فى أيه؟

 

تحدث بهدوء وهو يقول:-
-ممكن أعرف أنا بذاكر فى الشارع كدة ليه؟ ما جولت نروح المكتبة
تأفف بضيق وهى تنظر للجهة الأخرى وقالت:-
-روحوا لوحدكم
نظرت “جاسمين” لها بشك من أمرها لتقول:-
-هو فى عفريت فى المكتبة
صاحت “هيام” بضيق مُتلعثمة من كذبتها:-
-الجو حر هناك
رفع “تامر” حاجبه بغرور وهو يفهم كذبتها ثم قال:-
-أولًا المكتبة فيها تكييفات وثاني إحنا فى اول الشتاء يا هيام حر ايه
نمت مُجددًا على الطاولة وهى تخفي وجهها للأسفل وهى تخشي الذهاب للجامعة بعد أن قرأت رسالته، حتما ستعطيها الأمينة الكتاب بالأكراه أم الآن بالمناسب لـ “أدهم” فهى لم تستلم الكتاب ولم تصلها رسالته، كانت خائفة وهى لا تملك ردًا على طلبه، حتى إذا كانت موافقة على الزواج منه فلن تقبل عائلتها بهذا الأمر وربما سيحرموها من الجامعة بعد أن يعلموا بحب “أدهم” لها فتأففت بضيق وحيرة تسكن ضلوعها …..
_______________________________

 

وصلت سيارة “عاصي” على سرايا قيد التجهيزات ليفتح له الرجال البواب الحديدية وولج بسيارته وقاد وسط الحديقة الخضراء الكبيرة وتوقف بجوار النافورة الدائرية وترجل من السيارة بعد أن هرع الرجل إليه ليفتح له الباب، حدق “عاصم” بالسرايا من الخارج وهو ينزع نظارته الشمسية ليرسم بسمة على وجهه بحماس ودلف للداخل وكان العمال يعملون بأقصي طاقتهم فأقترب من المهندس وقال:-
-الله ينور يا باشمهندس
ألتف المهندس له بسعادة ثم قال:-
-أيه رأيك يا عاصم بيه؟ كيف ما طلبت بالضبط، والدورين اللى فوج خلصوا على المفتاح كيف ما بيجولوا، أدينى على أول الشهر أكدة وأسلمك مفاتيح السرايا كلتها
أشار “عاصم” لـ “حمدي” فأحضر له من السيارة حقيبة من المال كبيرة الحجم ثم قال:-
-لا أنا مستناش لأول الشهر، أنا هستلمها منك أول السبوع وأصرف فى اللى ناجص كيف ما بدك ولو أحتجت حاجة أطلبه من حمدى

 

نظر المهندس حوله بحيرة من تعجل الميعاد ليقول بتوتر:-
-أول السبوع كيف يا عاصم بيه لسه النظام الأمنى اللى حضرتك طلبته متركبهاش وحاجات كتير ناجصة
ربت “عاصم” على كتفه بلطف وقال بنرة جادة:-
-كيف ما بجولك أول السبوع هستلمها منك، معلش هتعبك ويايا لكن بعد حريج البيت الكبير كأن لازم أنجل أهنا والحريج دا لغبط حساباتى
أومأ المهندس له بالموافقة وهو لا يعرف كيف يفعل هذا…
خرج “عاصم” من السرايا وأنطلق إلى شركته ورأى “مازن” هناك يعمل بأستماتة وعلى وجهه علامات الغضب ليشير له بأن يأتى ودلف “عاصم” إلى المكتب و”مازن” خلفه يتنهد بضيق ليقول “عاصم” بسخرية من تذمر هذا المهندس الغليظ:-
-وااا مالك يا باشمهندس
-مفيش

 

ضحك “عاصم” بعفوية وهو يعلق عباءته المفتوحة على الشمعة الخشبية جوار مكتبه ثم جلس على مقعده وقال:-
-أنا مخابرش كيف مهندس كيفك أكدة يكون غبي
حدقه “مازن” بضيق شديد ليشير “عاصم” له بأن يجلس وتلاشت بسمته العفوية وتحولت ملامح وجهه للجدية والثقة وتابع حديثه:-
-ايه اللة معصبك أكدة موضوع هيام ولا حاجة تانية أنا مخابرهاش
تنحنح “مازن” بحرج وهو يخفي عنه غضبه من “فريدة” وشجارهم ليقول بخنق:-
-وشايف موضوع هيام ميستاهلش
هز “عاصم” رأسه بلا وهو يقول بثقة:-
-لا ميستاهلش، مش بجولك غبي، أنت ذكاءك مبيطلعش غير فى الهندسة وتصميم البيوت بس يا هندسة لكن فى الحياة غبي، ورب العرش يا مازن لو أنطبجت السماء على الأرض ما هيطوله ضرفها، يمكن لو كان طلبها منى بأدب كنت أديت للموضوع أهمية هبابة لكن بأسلوبه دا وهو فاكر أنه بيهدد الكبير مهيطولهاش حتى لو حكم الأمر أن أجتل ولده مصطفى وأفتح بحور دم، أنا مكسرش رأس واحدة من حريمي وتحت جناحى، كيف ما فريدة رفضت بعد الموافجة أنا كان ممكن أجول دا كلام

 

رجالة وأنا الكبير مرجعش فى كلمتى فى واصل، لكن لا.. لا عاش ولا كان اللى يزعل حرمة من حرايم الشرقاوي، دول كيف ألماظ عائلتنا يا مازن ولازم يتصانوا ، وهيام وسارة كيف فريدة وكيف حلا عندي ميمسهمش أذي واصل
تبسم “مازن” بعفوية وحماس بعد أن أطمئن قلبه قليلًا ليقول “عاصم” بسخرية:-
-خليك أنت فى الهندسة والجواز اللى على الأبواب دا وهمل المشاكل والهموم لي أنا
أومأ “مازن” له بنعم، فتح باب المكتب ودلف السكرتير وهو يقول:-
-التذاكر
أشار له بأن يعطيها لـ “مازن” وهو يقول:-
-أديها للعريس
أخذ “مازن” الظرف وغادر السكرتير بينما فتح “مازن” الظرف وكان يحمل حجز أسبوعين فى ذهب فرفع رأسه إلى “عاصم” ليقول:-
-هدية جوازك يا عريس، شهر عسل برا الصعيد وعن دوشة البيت

 

ثم قدم “عاصم” ورقة أخرجها من الدرج إلى “مازن” وقال:-
-ودا حجك
نظر “مازن” للورقة كانت عقد مليكته ل25% من السرايا الجديدة بأسمه سُجلت فى الشهر العقاري، رفع نظره إلى “عاصم” وقال:-
-أنا …
قاطعه “عاصم” بجدية وهو يفتح الملف الموجود على المكتب ليبدأ عمله قائلًا:-
-دى أتعابك على تصميم السرايا، كنت هديهم لك فلوس، بس خابرك مهتعيش فى دار مش ملكك وأنا معايزيش العائلة تتفرج ولا حتى بعد ترميم البيت الكبير…
أومأ “مازن” له بنعم ووقف من مكانه وهو يقول بمرح:-
-ماشي تسلم يا كبير
غادر تاركًا “عاصم” يبدأ عمله….
_____________________________
لم تجمع “جوليا” أغراضها كما طلب “عاصم” منها بل ظلت بغرفتها غاضبة وحسمت أمرها على تنفيذ خطتها، خرجت من الغرفة وكان بهو المنزل فارغًا لتتجه بغضب إلى غرفة “حلا” ولم تجدها لكن قبل أن تغادر فُتح باب المرحاض وخرجت “حلا” مُرتدية روب الأستحمام وشعرها مبلل لتفزع بهلع عندما رأت “جوليا” فى غرفتها ثم قالت:-
-أنتِ دخلتى هنا ليه؟
أقتربت “جوليا” منها بغضب شديد كالعاصفة ومسكت شعرها بقوة لتصرخ “حلا” صرخة خافتة من الألم لتحنى “جوليا” ظهر “حلا” للأسفل بالقوة وهى تقول:-
-أنا حذرتك تفتحى فمك ولا لا؟ كل دا من تحت رأس عيلة؟
تألمت “حلا” كثيرًا من فعلتها وبطنها تؤلمها من الأنحناء بقوة هكذا لتقول بذعر:-
-أنتِ حذرتنى أنطق بحرف لعاصم، ولحد دلوقت عاصم ميعرفش حاجة
دفعتها “حلا” بقوة غاضبة وأبتعدت عنها أكثر لتقول بتهديد:-
-فاكر عاصم لو عرف كان زمانك واقف قصادى وبتهددنى كدة … عادي
تبسمت “جوليا” بسخرية وهى تضع يديها فى جيوبها لتقول:-
-شوفوا القطة طلع لها لسان

 

تأففت “حلا” بضيق شديد من تصرف هذه المرأة وقالت:-
-لا هفضل ضعيفة وخايفة منك لحد ما تأذنى مرة تانية، لا تانية أيه دى المرة المليون، وأقولك على حاجة أنا ما عايزة أعرف مين اهل، أنا أعتبرت اللى هنا أهلى وكفاية عليا، العبي غيرها يا جوليا، واه أنا ما نطق بكلمة لعاصم، بس أنا اللى طلبت منه يطلعك من البيت وإذا طلبت بس بيطلعك من الدنيا كلها
لم تتحمل “جوليا” جراءة وقوة هذه الفتاة لتنقض عليها فسقطت “حلا” على الفراش و”جوليا” فوقها وتضع يد على عنقها واليد الأخرى على بطنها بقوة وتقول:-
-وأنا لو حبت بأقبض بروحك أنتِ واللى فى بطنك، أنتِ حتى ما بتتخيلي أنا كيف خدتك من أمك وعمرك دقايق يا حلا
أقتربت من أذن “حلا” بغضب مُخيف وهمست فى أذنيها قائلة:-
-أنا شيطان يا حلا
أرتجفت “حلا” ذعرًا من هذه المرأة وحدقت بوجهها وهى تلهث بقوة من الخوف لتقول “جوليا” بغضب شديد:-
-كيف ما تطلبي منه يطردنى، أطلبي منه أن أبقي وإلا راح يكون اليوم أخر يوم بحملك وأنا بعملها كيف ما عاصم بيعملها ويطردنى

 

تركتها على الفراش ترتجف كما هى وسارت نحو باب الغرفة وقالت:-
-وبكرة الصبح يكون عندي ربع مليون جنيه كبداية ولازم تتعلمي كيف تقلبي جوزك الملياردير
تبسمت “جوليا” بسمة مُخيفة وخرجت من الغرفة …….
عاد “عاصم” للمنزل مع أذان المغرب ليري “جوليا” جالسة أمام التلفاز فتنهد بهدوء قبل أن يذهب إليها وقال بحدة:-
-أنتِ لسه هنا؟
واقفت أمامه حزينة وتصطنع الخوف وعينيها بالأرض ثم قالت:-
-كنت رايحة بس حلا منعتنى!!
سار إلى غرفته غاضبًا من زوجته ومعارضتها لأمره ودلف وكانت الغرفة فارغة ليتجه إلى حيث غرفة “مُفيدة” فمؤخر زوجته أصبحت تلازم “مُفيدة” دومًا …
قالت “حلا” بهلع شديد وخوف:-
-أنا بجبلها مبلغ زى دا منين؟
أجابتها “مُفيدة” بحيرة وهى تقول:-
-المشكلة مش فى المبلغ، المشكلة أنها تبجي هنا؟

 

تمتمت “حلا” بيأس شديد قائلة:-
-دى بتهددنى بحياة ابنى، وإذا سرقت عاصم عشان ابنى هخسر عاصم، أنا بين نارين من ناحية سلامة ابنى ومن ناحية عاصم
ربتت “مُفيدة” على قدم “حلا” بلطف ثم قالت:-
-متجلجيش أنا هديكى المبلغ دا من فلوس أبوكي بس لحد ما أفكر كيف نخلص منها نهائيًا
نظرت “حلا” لها بحيرة ثم قالت:-
-بس أنتِ بتعرفي أنى ما بنته؟
تبسمت “مُفيدة” بعفوية وسلام ثم قالت:-
-أنا اعتبرتك بنته، لا ما بيستاهل، أنتِ هتكوني بنتى أنا ، أتفقنا
أومأت “حلا” لها بنعم لتفتح “مُفيدة” ذراعيها إلى “حلا” لتضمها بحنان، فتح باب الغرفة ودلف “عاصم” ليراهم فقال بحيرة:-
-والله أنا بجيت أجلج من الأحضان الكثير دى
أبتعدت “حلا” عن “مُفيدة” ونظرت لزوجها ثم قالت:-
-جيت بدرى
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-اه تعالي عشان عايزك وأنتِ كمان يا مرت عمي تعالي
خرج الأثنين معًا ليقول بجدية:-
-أستنينى يا حلا فى أوضتنا
دلفت للغرفة بقلق من جديته بينما جلست “هيام” و”مُفيدة” معًا بعد أن طلب “عاصم” من “جوليا” أن تلتزم غرفتها وقال بهدوء:-
-هيام جايلها عريسها
اتسعت عيني “هيام” على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأعتقدت أن “أدهم” ذهب لـ “عاصم” كي يتزوجها وتبسمت بخفوت، تبسمت “مُفيدة” بحماس شديد لرؤية ابنتها عروس وقالت بعفوية:-
-مين دا؟

 

نظر “عاصم” إلى “هيام” وقال بجدية:-
-مصطفي ابن فايق الصديق
وقفت “هيام” بفزع بعد أن سمعت اسمه وتلاشت بسمتها فورًا وتحولت لغضب شديد ثم قالت:-
-نعم!!، أنا معايزاش أتجوز، أنا لسه صغيرة وبدرس وبعدين هو مش سبج وأتجدم لفريدة ولا دلوجت فريدة أتجوزت يدخل على اللى بعدها، طب وإذا أنا رفضت هيدخل على سارة
تنحنح “عاصم” بهدوء وهو يستمع لكلماتها ولأول مرة تذهب من أمامه قبل أن يسمح لها فنظر إلى “مُفيدة” التى صمتت وتلاشت سعادتها التى لم تدوم طويلًا ثم قالت:-
-أنت خابر زين أن كلامها صح، دا غير أنهم شغالين فى الممنوع والبلد كلتها خابرة دى، كيف أديهم بتى
وقف “عاصم” بهدوء وهو هيندم ملابسه وقال بجدية:-
-أنا رفضت بس حبت أعرفكم من باب العلم للشيء
دلف إلى غرفته ورأى “حلا” تنتظره بقلق شديد ليقول بجدية:-
-جعدتيها فى الدار ليه؟

 

تنحنحت بحرج وهى لا تملك سببًا فمن الأساس هى لم تسمح بذلك ثم قالت بتوتر شديد:-
-طلبت أسبوع واحدة على ما تدور على مكان تقعد فيه
ألقي عباءته على المقعد وهو يستمع لحديث زوجته المرتجفة ونبرتها المُتلعثمة ليعلم بأنها تكذب فقال:-
-بجيت بتكذبي يا حلا ومن غير ما ببص فى عينيك، بجيتى بتتنفسي كذب
خرج من المرحاض عاري الصدر ويحمل تي شيرته فى يده ليرتديه وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر وقال:-
-ولو عرفت اللى شقلب حالك أكدة لوحدي هتخسري يا حلا
صعد للفراش غاضبًا منها لتنهد بهدوء وخوف من أخبره، لم تملك الشجاعة لتتحدث معه فى هذه الأمور، صعدت للفراش وهو يعطيها ظهره غاضبًا فوضعت يدها على كتفه بلطف وقالت:-
-عاصم
أجابها دون أن يلتف لها قائلًا:-
-هملينى أنام

 

نامت جواره وهى تعطيه ظهرها وحيدة وبدأت الدموع تتسلل من عينيها حزنًا على هذه الفجوة التى ظهرت بينهما وبدأت تكبر لتُتمتم بنبرة خافتة:-
-كان ناقصنى هجرك يا عاصم
أستمع لكلماتها فأغمض عينيه بضيق شديد، هو يدرك تمامًا بأن هناك شيء سيء يحدث معها وخصامه يزيد من حزنها وضغطها، لكن صمتها و وأخفاء الأمر عنه يزيد من غضبه هو كونه عاجزًا عن مساعدتها، ألتف إليها بلطف لتشعر بيديه تحيط خصرها وجذبها لها ليتلصق ظهرها بصدره ووضع رأسه على كتفها الصغير ثم قال:-
-معجول تحكى لمُفيدة وتخبى عني، لو بس أعرف اللى مزعلك يا حلا
لم تجيبه ليرفع يده إلى رأسها وأدارها له ليرى دموعها تتساقط بصمت وهى تكبح غضبها فأعتدل فى جلسته وهو يجذبها لتجلس بانفعال وقال:-
-أتكلم يا حلا، والله دموعك بتجتلنى يا حلا، معجول يهون عليكى جلبي يتوجع
هزت رأسها بالنفي وهى تقول:-
-والله يعز علي وجعك يا حبيبى
جفف دموعها بلطف وعينيه تحتضن عينيها بحنان ليقول:-
-أتكلمي ويايا يا حلا
هزت رأسها بنعم ثم قالت:-
-ممكن تدينى أسبوع واحد، واحد بس يا عاصم وأنا هجيلك لحد عندك وأحكيلك
أومأ إليها بنعم وهو لا يملك خيارًا أخر وقصي عليها طلب زواج “هيام” لتنحنح بحرج وقالت:-
-هيام وافقت؟ لا مستحيل توافق
رفع “عاصم” حاجبه بشك من ثقة زوجته وقال:-

 

-أشمعنا مستحيل، عشان مصطفى اتجدم ساابج لفريدة
هزت رأسها بلا ثم قالت بجدية:-
-أوعدنى ما تعصب ولا تقول لمازن
أشار إليها بنعم وهو يدرك أن هناك أمرًا أكثر من اهتمامها بدراستها لتقول “حلا” بجدية:-
-هيام بتحب
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقول:-
-كيف؟
تابعت “حلا” بلطف شديد قائلة:-
-بتحب دكتور فى الجامعة، بس والله ما بتكلم هو مجرد مشاعر جواها وما قالت له أو أتكلمت معه، بس قلبها حب وأنت يا عاصم بتعرف أن الحب ما بأيدينا
أومأ “عاصم” لها بحيرة من هذا الأمر ثم قال:-
-ومين الدكتور دا

 

تبسمت “حلا” بخبث شديد وهى تقول:-
-أكيد ما هقولك، عاوز تروح تمحيه من على الأرض
تبسم “عاصم” بخبث شديد وهو يقرص وجنتيها بدلال:-
-بالعكس يا حلوتي أنتِ حلتيها، أنا هجوزهما كيف أنا أفرج الأحبة وأنا عاشج
تبسمت “حلا” بعفوية إليه، بسمتها التى لطالما أشتاق لها مُنذ أن جاءت والدتها وأختفت هذه البسمة، حدق بها بهيام وعشق يغمره ليقترب نحوها أكثر وهو يهمس إليها:-
-بس ضحكة منك يا حلوتى بتكفينى عمرى كله
كبرت بسمتها بدلال وهى ترى يده تصل أمام شفتيها تلمس هذه البسمة التى تأسره وتزيد من جنون قلبه ثم قالت:-
-حبيبى، عاصم لو حطكوا بكف والعالم كله بكفة تأكد أنى هتضم كفتك ويتحرق العالم بأكمله، أنت بتكفينى
جذبها بقوة إليه لتلتصق به ويشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه وعينيها تعانق عينيه بنظراتها العاشقة، رفعت “حلا” يدها إلى لحيته تلمسها بدلال وقالت:-
-أنا مستحيل أخسرك يا عاصم!!
قالتها وهى تتواعد بالانتقام من “جوليا” وتستمد قوتها منه لتصبح أقوى حتى تستطيع مداهمة “جوليا” وأفكارها الخبيثة ووعدت قلبها العاشق بأن سقوط “جوليا” ونهايتها ستكون على يد هذه الطفلة الضعيفة الباكية…..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)

اترك رد