روايات

رواية بنتي فين الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين البارت الخامس

رواية بنتي فين الجزء الخامس

رواية بنتي فين الحلقة الخامسة

دخلنا من باب البيت بعد ما قامت تفتح لينا.
“- أهلًا ياروان”
° أية يا طنط مش هتغديني ولا أية؟
‘إبتسمت ليها وبصت عليا بصة غريبة كأنها بتحاول تعرف منها إذا كنت حكيت لها ولا لا.
دخلنا الأوضة وروان قفلت الباب، كنت قاعدة بتكلم معاها وهي فاتحة المُسلسل وبتحكهولي وبتحرقه ليا في كل حدث.
ضربتها على كتفها.
= خلاص يا بت إديني فرصة بقى..
°والله أبدًا.
دخلت أمي من الباب، دي حتى مبتخطبتش! بتدخل على طول ولا كأن في واحدة قاعدة معايا وجايز تتكسف.
حطت الأكل قدمنا وخرجت.

 

° بُصي أنا هحاول أقعد معاكِ فترة طويلة.
‘رجعت ماما للأوضة تاني.
“- أنا عاوزة أسيبك تاكلي براحتك يا روان مش عوزاكِ تتكسفي مني”
° لا يا طنط خدي راحتك.
“- كنت عاوزة اسألك عملتِ أية في الموضوع اللي قولت لك عليه؟”
° موضوع؟؟ اااه اااه.
شغل لسَليم أبن حضرتك في مصنع بابا، لا يا طنط متشليش هم أنا هظبط له كل حاجة يخلص بس هو وياخد شهادته وكل حاجة متظبطة متقلقيش.
“- تسلمي يا حبيبتي”
وخرجت من الأوضة
_ أية ده !
° أية؟
_ أية الموضوع ده يا روان محكتيش ليا يعني.
° يابنتي محبتش أضايقك أكتر و…
قطعتها.
_ لا يا روان المفروض كنتِ حكتيلي، لية خبيتي عليا؟ وأنتِ فعلًا ناوية تشوفي له شغل!
° ياستي الكلام مش بفلوس يعني وبعدين ده لسة بدري على الكلام ده.

 

_ بس لية محكتيش ليا لية؟
° يا جميلة يعني أنتِ فاكرة طنط بتعاملني حلو كدة لوجه الله.
بصيت ليها بحُزن وكان باين على وشي أني أتضايقت من جملتها، طبطبت عليا.
° لا والله أنا آسفة حقك عليا مكنش قصدي اضايقك بس…
_ لا، ولا يهمك عندك حق.
أيوة فعلًا عندها حق، وأنا طول عُمري بستغرب طريقتها ليها، وبحس أن ماما دايمًا بتكره البنات وأنا كل البنات في نظرها وبتكرهني أنا بس.
بعد مخلصنا أكل.
° يلا بينا..
_ على فين؟
° هقول أن عندنا كورس ونتمشى شوية.
_ لا مش هترضى مينفعش.
شدت إيدي.
° ملكيش دعوة إنتِ يلا.
وعملت اللي قالت عليه، وطبعًا وافقت وافقت علشان توصل اللي هي عوزاه وبس..
لكن علشاني؟ طبعًا لا.
لما نزلنا لقيت روان بتاخدني لمكان.
_ أية المكان ده؟
° تعالي بس.
_ لا مش هطلع غير لما تقولي.
° طيب ياستي دي عيادة.
_ عيادة أية!
° عيادة أسنان يا جميلة علشان نطمن على الكسر.
_ لا مش هينفع.
شدت إيدي بعد ما كنت لسة بسيب المكان وبنزل.

 

° يا بنتي متقلقيش دي واحدة صاحبة أختي يعني مش هتاخد فلوس.
‘بصيت ليها بعد تصديق..
° وحياتك عندي، متخفيش تعالي بقى.
إبتسمت وشدت إيدي وفعلًا دخلنا والدكتورة كتبت ليا على شوية مسكنات من آثر الكدمات اللي حصلت في أسناني ومضمضة.
أنا بكون مبسوطة أوي وأنا في الشارع، رجوعي البيت ده بمثابة كارثة وخنقة بتتملك مني وأنا مش قادرة أفكها ولا أتحرر منها.
_ خلاص كدة الوقت خلص؟
طبطبت عليا.
° هستناكِ تحت البيت من بُكرة الصبح.
_ أنا مش هعرف أنام.
° لية بس؟
_ أنا خايفة أنام في بيتي يا روان!
‘دموعي بدأت تنزل تاني، بس لا العياط ده للبيت وبس أنا مش هعيط وأنا برة أبدًا.
حضنتني.
° خايفة أجيب لك شكولاتة باقي اسنانك تتكسر ومنلاقيش حد يتجوزك.
ضحكت وضربتها على كتفها.
_ بس يا روان بس.
ركبتني العربية وسابتني، وصلت لتحت البيت وقلبي أتقبض بطلع السلالم علشان أدخل الشقة وكأني بفتح أبواب مقبرة من الرُعب اللي حسيت بيه وأنا طالعة، دخلت جوه.
نفسي لما أوصل أسمع جملة “حمد لله على السلامة” زي ما بتقولها لأخويا بالظبط.
لكن ده محصلش، مجابتش عنيها في عنيا حتى ودخلت على أوضتي وخليت الباب موارب زي روحي بالظبط، مواربة ومدخلة كل الهوا جواها.
غيرت هدومي وقعدت على سريري.

 

دخلت عليا برضه ومخبطتش، دخلت بهجوم زي عادتها.
“- تاكلي؟”
مكنتش بتسأل بحنية كانت بتسأل بغضب.
رديت.
_ لا مليش نفس.
“-براحتك”
وخرجت! خرجت ورزعت الباب وراها، الغريب أنها هي اللي زعلانة مش أنا..
هي اللي مقموصة مني مش أنا، هي اللي عاوزة تتصالح مني بعد كل اللي عملته فيا مش أنا بس أنا مش هصالحها، أنا مش عاوزة أكلمها تاني ولا عاوزة الامومة دي.
أنا كأنها مش موجودة في حياتي، هعيش لوحدي وفي أوضتي.
سحبت البوم صور، صوري وأنا وصغيرة صور العيلة كلها وقعدت أتفرج عليه.
شوفت فيهم زمن طويل، زمن مر ولا حسيت بيه.
صوري أنا وسَليم وأحنا أطفال! الدموع نزلت على الصور لما أفتكرت اللي عمله، أتخنقت وحسيت إني عاوزة أسيب الصور سبتها..سبتها وقررت إني هنام.
شديت الغطا عليا وغمضت عيني، رجعت بسنين لورا سنين طويلة فيها عُمر كامل.
_ ااااه.
“- وجعتك؟”
_ اووي يا سَليم.
“- طب أستني”
_ هتعمل أية؟
“- هحط التلج عليها علشان يخففك”
_ طب يلا بسرعة قبل ما تيجي ماما.
“- أقولك حاجة يا جميلة”

 

_ قول يا سَليم.
“- المكرونة اللي أنتِ بتعمليها أحلى من اللي بتعملها ماما”
ضحكت وحضنته.
_ أنت بس علشان بتحبني.
“- مش أنتِ أختي”
°°°°°°°°°
_ مالك يا سَليم، قاعد لوحد في الضلمة لية.
“- هوس هوس”
_ مالك مالك بتسحبني من إيدي كدة لية؟
“- مش عاوز حد يصحى”
_ لية في أية ؟
‘قعدت في رُكن وكان بيعيط.
“- أصل..أصل…
_ أصل أية أحكي.
“- في واحد أنهاردة ض*ربني في المدرسة، ووقعني على الأرض وسنتي أتكسرت حتى شوفي”
فتح بوقه وكان في سنه جوه مكسور منها حتة.
_ والله ما هسيبه ه*ضربهولك.
“- لا يا جميلة”
_ ملكش دعوة مش أنا أختك الكبيرة.
حضني.
“- أنتِ حبيبتي”
°°°°°°°°
_ أية يا سَليم ده.
“- دي شكولاتة جبتها من مصروفي”
_ دي علشان مين ؟
“- علشانك”
°°°°°°°°°

 

فتحت عنيا بعد ما أفتكرت مواقفه معايا وأنا صغيرة، أفتكرت أن أمي برضه مكنتش بتسكت وأحنا صغيرين وكانت بتزعق لما تشوفني قاعدة جمبه وبلعب معاه، أو واخدني في حضنه وبيطبطب عليا أو بيلعب في شعري أو بيحط ليا روج من تسريحتها.
كانت بتقول كلام مش مفهوم زي ” عيب ”
حتى لما شافت كدة، منعت أنها تحطنا في أوضة واحدة، وخلت لكل واحد أوضة.
مش هنسى جملتها مع بابا لأني سمعتها بالصدفة.
“- العيال بيكبروا والبنت بتكبر ومينفعش تختلط بأخوها بالشكل ده”
وقتها رد عليها بعد فهم.
“- يعني نعمل أية؟”
“- يعني تتصرف وتعمل لجميلة أوضة حتى لو تاخد من الصالة، الصالة واسعة”
وفعلًا بعدها بفترة لقيتني في أوضة لوحدي في سن صغير بعد مكان سَليم بينام جمبي وبيحضني وكنا متعلقين ببعض أوي.
أنا فاكرة في مرة جه عندي في الأوضة وهو بيتسحب.
“- عاوز أنام جمبك”
وقتها فرحت وأخدته جمبي ونمنا طول الليل! أطفال، أطفال مش فاهمين أي حاجة في الحياة غير أننا نقعد جمب بعض.
بس لما أمي قامت وملقتهوش في الأوضة ولقيته عندي، وقامت بقسوة لاس*عتني بالن*ار أنا وهو.
ومرضتش تكلمه ولا تكلمني لمدة أسبوع بسبب كدة.
أنا بالنسبالي كان عادي لأني كنت بحبه جدًا، بس هو لا هو خاف على زعلها لأنه كان متعلق بيها وبطل يعني جمبي علشانها ومن وقتها والسنين مرت.
الايام عدت بسرعة والشهور أتبخرت والسنين مرت وكل شيء أتغير هو بقى في حاله وأنا في حالي.
صحيت على رنة روان بصيت في الساعة لقيتها الفجر.

 

° أنا آسفة لو صحيتك بس حبيت أطمن عليكِ.
_ أنا كويسة.
صمت..صمت..
° جميلة مالك!
_ مستغربة.
° من أية!
_ من سَليم، أحنا عمرنا ما كنا كدة.
° بجد ؟
روان مكنتش تعرف حاجة زي كدة بس قررت أحكي لها اللي أنا مخبيه عن الكل.
رأيها كان غريب.
° متجربي تحكي معاه؟
_ أحكي معاه أية بس دانا متكلمتش معاه من سنين.
° مش هتخسري، مش بتقولي بيسهر؟
_ أيوة
° حلو يعني ده وقت مناسب قوي أنك تروحي وتتكلمي معاه وتعاتبيه.
_ تفتكري؟
° جدًا.
حسيت إني كلامها صح، لية معملهوش مش جايز يجيي بفايدة وأضمن واحد لصفي.
فتحت باب الاوضة أبص عليه لقيته قاعد على تربيزة في الصالة وفاتح اللاب توب وحاطط المايك في ودنه، فرحت أنه كان صاحي فقررت أني هطلع اكلمه.
سحبت الشال وطفيت النور وجنبت الباب علشان لو حد صحي يفتكرني في الأوضة.
حاولت الطف الجو علشان ميبقاش شكل تقليدي للحوار بنا، اتمشيت على أطراف رجلي لغاية ما أوصله، كنت بحاول أرجع الذكريات تاني.
لغاية ما وصلت عنده ! مكنش حاسس بيا..
وقفت مصدومة من اللي شوفته على اللاب توب!
فضلت مبحلقة شوية هو برضه مش حاسس بوجودي.
حسيت إني ممكن أصرخ بسبب المنظر اللي شوفته، ولكن..قررت أني اتماسك وأرجع لأوضتي تاني.
رجعت الأوضة بدل ما كنت حزينة بس رجعت حزينة وقرفانة! وخايفة وقلقانة وحاسة إني عايشة مع وح*وش لا يمكن يكونوا بني آدمين دول.

 

بعتت ليا رسالة روان على الواتس.
° ها عملتِ أية؟
هقولها أية! هقولها على اللي شوفته!
هقولها على القرف اللي حسيت بيه!
قررت أعمل سين للمسدج ومردش.
لغاية ما جت ليا تحت البيت تاني يوم زي ما أتفقنا ونزلت ليها
كنت نازلة مكشرة ومش نايمة بسبب التفكير من ليلة أمبارح.
° في أية يا بنتي!
مردتش عليها.
° أية يا جميلة في أية!
كنت سرحانة ومردتش.
° طب عملتِ أية أمبارح!
_ أنا مش نايمة كويس ومش عاوزة أنزل الكلية.
روان شخص طيب وجدع، صاحب صاحبه بجد بالقاموس مش كلام على ورق.
محبتش أحكي لها حاجة محبتش أخلي كل عيلتي كدة صورتها وحشة بالشكل ده، وعلشان خوفت لتبعد عني.
طلبت منها ترجع معايا البيت بعد منقعد شوية في كافية ونقعد شوية في البيت علشان مش طايقة أقعد معاهم لوحدي.
بعد ما اليوم خلص وروان خلصت، قررت إني لازم أقول لماما على اللي شوفته وسمعته.
دخلت لها المطبخ كانت واقفة بتعمل اكل، رغم إني مكنتش قادرة أتكلم معاها بس قررت إني لازم أوقف سليم عند حده.
_ ماما…ماما..
‘بصت عليا وسألت.

 

“- خير”
_ عاوزة أتكلم معاكِ.
‘سابت اللي في إيدها وأنتبهت ليا كنت خايفة من بصتها، وحاسة أنها ممكن تزعق فيا تاني.
_ بُصي….
“- عملتِ أية تاني يا جميلة!”
_ معملتش…معملتش أنا…
كنت مرتبكة ومكسوفة أقول اللي شوفته من سَليم.
_ سَليم…سَليم يا ماما.
“- ماله أخوكِ!”
_ شوفته..شوفته يا ماما
“- شوفتيه أية ما تنطقي!”
_ شوفته بيكلم بنت فيدو كول على النت!
‘ضحكت.
“- وأية المشكلة يختي”
_ ماما..البنت مكنتش…
“- مكنتش أية!”
_ مكنتش لابسة هدوم…وكانت…كانت بتعمل حركات مش كويسة..
‘رجعت تبص للي بتعمله تاني.
_ ماما! ده حرام.
“- وأنتِ مالك أنتِ مش راجل يعمل اللي هو عاوزة”
_ وبنات الناس يا ماما مش حرام!

 

“- دي واحدة مش متربية”
_ وممكن سَليم يكون بيضحك عليها! حرام..حرام يا ماما.
“- بت أنتِ أنا مش فاضية لك، أتنيلي أدخلي أوضتك”
عادي! أية المشكلة..
هو ولد يعمل اللي هو عاوزة،
حتى لو هيعمل حاجات حرام وغلط ومتصحش فهو ولد..راجل يعمل اللي هو عاوزة.
هروح من فين في أوضتي يعني، دخلت علشان أنام..
فتحت عيني في عز النومة الحلوة علشان حسيت بحركة في أوضتي.
صرخت لما لاقيته في وشي..
_ سَليم أنت بتعمل أية هنا !!
كان واقف قُصاد الدولاب ومش عارفة بيعمل أية…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي :  اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنتي فين)

اترك رد