روايات

رواية إنتقام ملغم بالحب الفصل التاسع 9 بقلم سارة الحلفاوي

رواية إنتقام ملغم بالحب الفصل التاسع 9 بقلم سارة الحلفاوي

رواية إنتقام ملغم بالحب البارت التاسع

رواية إنتقام ملغم بالحب الجزء التاسع

رواية إنتقام ملغم بالحب الحلقة التاسعة

في مكتب فخم، جوا شركه كبيرة موظفينها شغالين على قدمٍ وساق، غصب عنهم مش بمزاجهم، لإن صاحبة الشركه هي “تاليا الشريف” اللي مش بتتهاون لغلطة واحده يعملها حد بيشتغل تحت إيديها و بتقوله بمنتهى البرود (مستغنيين عن خدماتك!)
نرجع لمكتبها، قاعده ورا المكتب بتضرب بالقلم ضربه خفيفه عليه، عينيها اللي محاوطه برموش كثيفه أثر الماسكرا و ميكب العيون الرقيق اللي زاد عينيها الزرقا جمال مع روچ ناري باللون الأحمر، كان بتبص على نقطه في الفراغ بشرود، بتسترجع كل اللي حصل في ذاكرتها من يوم ما سابها و مشي لحد دلوقتي!!!
فلاش باك ..

 

قضت اليوم كلُه عياط، عينيها ورمت و جالها حُمَّى كل ده كانت بتصارعُه لوحدها من غير ما يمدلها إيدُه، فضلت يومين على حالها ده، قاعده على السرير رافضة الأكل و الشرب اللي الخدامين بيجيبهولها، أيوا رجّع لها الناس اللي بيشتغلوا في القصر عشان يساعدوها، مكانتش بتاكل و لا بتحط لقمه في بقها يومين، بتشرب بس مايه عشان ميجرالهاش حاجه، عينيها إنطفت و قلبها إتفتت، لما مشي دنيتها ضلمت .. جِه صوت جواها من بعيد بيقول إن لاء .. الدنيا هتنور، و دي بداية جديده لكل حاجه، شردت بعينيها في الصوت اللي طلع جواها، بس كعاده فينا يا بشر .. إتغافلت عن صوت عقلها، ومكانتش سامعه غير صوت قلبها اللي بيبكي دم، بطنها كانت بتتقطع من الوجع من شدة الجوع وصوته اللي بردو بتحاول تكتمه، قامت وقفت عشان تستحمى وتغير هدومها، دخلت الحمام و وقفت قدام المرايه و لسة هتحرك إيديها عشان تغير البلوزة إتصدمت من اللي لاقته في المرايه، مين دي؟!! دي تاليا؟ تاليا اللي كانت بتنبض بالحياه؟ جفونها وارمة و تحت عينيها إسود ووارم، وشها كله شاحب زي الميتين، وشفايفها بيضا و مشققه، شعري الحاجه الوحيده اللي لسه محتفظ برونقه، بس روحها، روحها التعبانه و المُنهكة طلعت على وشها، عينيها إتملت دموع و هي بتمد إيديها على صورتها في المرايه و بتقول بحسره:
– مين .. مين دي؟ مين المهزومه دي؟ مين اللي لابسه دور الضحيه دي؟!!
عضت على شفايفها بتمنع إنفجارها من العياط بصعوبه، غمضت عينيها و حطت إيديها على قلبها، وخبطت على مكانُه بحده و هي بتقول بين أسنانها:

 

– ورحمة أمي .. لهحطك تحت رجلي ومش همشي غير بـ ده!!!
و شاورت على عقلها و عينيها حمرا زي الدم، سندت بإيديها الإتنين على الحوض و نزلت راسها، ضربت على الحوض كذا مرة لحد مـ إيديها إتكدمت بكدمات زرقا، صرخت من قلبها و هي حاسه بحجر على قلبها، صرخت بهيستيرية و عيطت، و بعدين رجعت بصت لنفسها في المرايه بنظرات ناويه على الإنتقام، إتحركت ناحية تليفونها، إتصلت بأبوها و قالتله بمنتهى الجمود و الثبات، كأن اللي بتتكلم دلوقتي دي .. مش هي اللي كانت منهارة من دقيقتين:
– عايزة أنزل الشركه!!! و أنا مش باخد رأيك توافق ولا لاء!! أنا بعرَّفك!!!
إنتهاء الفلاش باك..!
مرت سنه، سنه على اليوم ده، سنه كامله حصل فيها حاجات كتير، أولهم كان موت أبوها بعد ما نزلت الشركه تتدرب بـ شهرين بس، و من ساعتها و مسكت هي زمام الشركه بإعتبارها الوريثة الوحيده لأبوها، عملت إسم في عشر شهور بس، دخلت في صفقات قدام شركات عالميه و خدتها بذكاء أنثوي خطير! إبتسمت بسُخريه، مكلفش نفسه يتصل بيها مرة واحده من ساعة ما مشي .. ده كإنه ما صدَّق!! ضربت بالقلم على سطح المكتب و اللي خرجها من شرودها دخول السكرتيرة بتاعتها و هي بتقول بتهذيب:
– تاليا هانم، في حد برا عايز يقابل حضرتك..!!!
إستغربت وقالت:
– حد مين؟
قالت السكرتيره بهدوء:

 

– مقاليش يا فندم!! مش عايز يفصح عن هويته!!
ضربت على سطح المكتب بحدة و قامت وقفت و هي بتقول بحدة:
– إبه شغل العيال ده يا نادين!!! أنا مش فاضيه للهبل ده!! إعرفي مين اللي برا و تعالي قوليلي يا إما يمشي!!!
إتفتح الباب بطريقة خلِت تاليا تتنفض بذعر، زاد أكتر و عينيه وسعت و هي شايفه قدامها آخر حد كانت تتخيلُه!! بيقول بثقته المعهودة و هو حاطط إيدُه في جيبُه:
– معقول هتمّشي جوزك يا تاليا من غير ما تستقبليه .. بالأحضان!!!
بصتله و هي مصدومه و مش عارفه تنطق، رِجع!!! جسمه زاد ضخامه و دقنه نبتت أكتر من الأول .. و عينيه .. عينيه مليانه إشتياق!!
لف للسكرتيره و قالها بجمود:
– بـرا!!!
طلعت برا فورًا بتخفي نظرات الإعجاب للي إقتحم الشركه بهيبته ده، راح ناحيه باب المكتب و بثبات قفله كويس بالمفتاح، بصتله تاليا بصدمه و لسانها إتربط بسلاسل حديد، قرّب منه بمكر و على شفايفه إبتسامه خبيثه إتحركت لورا بإندفاع و مخدتش بالها من الكرسي اللي وراها فكانت هتتشنكل .. شهقت بتفاجُؤ و كانت هتُقع لولا إيديها اللي حاوطت وسطها و عينيه بتبُصلها بقلق، حطت إيديها على صدرُه و إتحولت ملامحها لوحشيه تامه و بدأت تضربه على صدره بعنف حقيقي و هي بتقول:
– إبعد .. إبعد إبدك عني متلمسنيش!!

 

و كإنه قاصد يستفزها، شدد على وسطها و قرَّبها لصدرُه و على شفايفُه إبتسامه ماكرة، حتى ضربْها مأثرش فيه، مسك دراعها بإيده التانيه، و رفع باطن كفها لشفايفه و باسُه بحنان، إتصدمت في الأول و وقفت ضرب فيه و هي مذهولة، فـ إستغل الفرصه أسوأ إستغلال، و ضمها لحضنُه بحنان، غمض عينيه و هو بيحضنها جامد بشوق حقيقي، باس شعرها المفرود و قرر إنه هيحاسبها على ده بعدين، بِعد شويه وحاوط وشها بإيديه الإتنين و هي بتبصله بتوجس، ملَّى عينيه من ملامح وشها، عينيه بتجري على كل إنش في وشها كإنه بيلحق يصور ملامحها تاني في ذاكرته .. و كإنها هتختفي من قدامُه ف أي لحظة، و بـ حُب .. لاء بـ عشق كان بيميل و بيُقبل كل إنش في وشها، مسابش حتة صغيرة إلا لما طبع شفايفُه عليها، عينيها وسعت بصدمه من اللي بيعمله، سند جبينه على جبينها و أنفه بأنفها، بيتنفس نفَسها، و فجأة إنقض على شفايفها بيهدي النار اللي في قلبه، نار الشوق، قبلة حنونه جدًا، من صدمتها مكانتش عارفه تعمل إيه، فـ رفعت إيديها و فضلت تخبط على صدره عشان تبعده عنها، بِعد فعلًا عشان يسيبلها مجال تتنفس، و قال و نفسُه إتبعثر:
– إنتِ .. مش هتتخيلي .. و لا هتفهمي أنا حاسس بإيه دلوقتي!! أخيرًا طفيت النار اللي كانت في قلبي!!!
بصتله بحده، و صرَّخت في وشُه:
– إنت إيه اللي رجـعـك فـهمـني إيه اللي جابك تاني!!!
مسك طرف دقنها، وطبع قبله سطحيه رقيقه و هو بيقول بحنو:
– يا هبلة!! أنا مسبتكيش لحظة!!!

 

مسحت شفايفها بعنف و هي بتزُقه من صدره و صرخت و عينيها إتملت دموع:
– إبعد عني بقولك .. إبعد أنا بكرهك!!! مش طايقة لمستك
أول ما عينيها إتملت دموع ضرب كلامها عرض الحيطه و حاوط وشها بإيد واحدة مع رقبتها:
– ششش عياط لاء .. إنسي العياط خلاص!!!
مسكت في ياقه قميصه الفخم و وققت على أطراف صوابعها و هي بتصرخ في وشه:
– قولي إيه اللي جابك هنا!! لما لاقيت حياتي ماشية كويس إدايقت و جيت تبوظهالي تاني مش كدا!!!
بصلها للحظات، و قال بهدوء:
– لاء، مسمحلكيش .. أنا فضلت السنه دي بعيد عن مراتي و مش عارف أجيلها عشان حياتك اللي بتقولي ماشيه كويس دي، و عشان أسيبها تبني نفسها بنفسها!!
ضحكت بسُخريه، و قالت بهدوء:
– يا راجل؟! بجد!! يعني إنت مش غيران من اللي عملتُه في سنه واحده!! مش غيران من كل ده!!
فردت دراعها جنبها، فـ إتنهد وبصلها بإستهزاء و هو بيقول:
– غيران!! تبقي عبيطه، أنا شايف بنتي بتنجح و بتتقدم كل يوم عن اليوم اللي قبلُه، حد هيغير من بنته يا تاليا؟
ضربت على المكتب بإيديها وصرَّخت فيه:
– ملكش دعوه!! إمشي إطلع برا و روح مكان ما جيت و ياريت تطلقني تبقى عملت فيا معروف كبير!!!
إبتسم بإستفزاز و هو بيقول:
– ده بُعدِك يا حبييتي!!!

 

بصتله بحده و قالتله بضيق:
– إنت راجع ليه؟! عايز إيه؟
بعد شعرها عن وشها كإنها بنته فعلًا و قال بثبات:
– عايزك!!
بعدت إيديه بحدة و قالت و صوتها ظهر فيها بحة تأثُر:
– و أنت مش عايزاك!! إبه هتاخُدني غص.ب؟ و لا يمكن هت.غت.صبني زي ما عملت قبل كدا!!!
عينيها أظلمت، و ملامحه حمدت لما فكرتُه، فـ مسح على وشُه بعنف، و قال بضيق و المشهد ده رجع تاني لذاكرتُه و هو كان بيبذل كل جهده عشان ينساه:
– بلاش الحته دي!! متتكلميش في الموضوع ده تاني!!
إبتسمت بسُخريه مريره، و هي بتقول:
– إيه؟ وجعتك؟! أومال أنا أعمل إيه و اليوم ده مراحش من قدام عيني لحظة واحده!!!
مسك إيديها و باسها و هو بيقول بنبرة شِبه راجيه:
– سيبيني و أنا هنسيهولك!! قسمًا بربي همسحُه من دماغك خالص!!!
بصتله لثواني، و هو بيبُصلها و كإن روحه كلها متعلقه في كلمه واحده منها، قربت منه و شفايفها قريبه من ودنه، و همست بإستهزاء:
– طلَّقني!!!
• • • • •

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية إنتقام ملغم بالحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *