روايات

رواية بنتي فين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين البارت الحادي والعشرون

رواية بنتي فين الجزء الحادي والعشرون

رواية بنتي فين الحلقة الحادية والعشرون

كان قاعد في المكتب لوحده.
خبطت خبطتين ودخلت.
تقريبًا كان مشغول فمبصش عليا بس بدأت أفتح الموضوع أنا.
_ مش هتزروا سَليم تاني؟
رفع راسه وبصلي.
“- حابة تيجي معانا!”
هزيت راسي بالموافقة.
فأبتسم وسكت.
قربت عليه وهو على مكتبه
_ بابا أنا عاوزة أخد رأيك في موضوع.
ساب اللي في أيده وانتبهلي.
“- موضوع أيه؟”
_ أنا عندي واحدة صاحبتي…هما أهلها صعبين شوية…لا أوي صعبين أوي..
وهي في حد عاوز يجي يتقدم…

 

 

‘قاطعني من قبل ما أكمل.
“- جميلة صاحبتك دي أنتِ؟”
أتخصيت من السؤال ومكنتش عارفه أكدب فهزيت راسي.
ولرد فعله أستغربته لقيته ابتسم.
“- وبتقولي صاحبتك لية؟”
_ علشان..علشان..
طبطب على كتفي.
“- خليه يكلمني”
هو اللي سمعته صح!
هو قال ليا يكلمه بجد! كنت باصة ومتنحة فيه مكنتش مصدقة اللي بيقولوا زي ما يكون بطلب منه يعيد الجملة تاني.
إبتسم تاني.
“- خليه يكلمني يا جميلة ”
هزيت راسي ولسة بقوم.
فسألني

 

 

“- هو معاكِ في الجامعة”
معرفتش أرد عليه أقوله أيه! فهزيت راسي لية وهو مسألش تاني وأنا خرجت برة الأوضة مبسوطة..مبسوطة أوي.
أنا عارفة الأول ان المشكلة مش في بابا ومش هيعترض قدها هي، المشكلة كلها عندها.
فمكنتش عارفة افتحها في الموضوع أزاي.
أعتقد هو هيفتحها.
ده كفاية أوي! أنا مليش دعوة بالموضوع.
كنت ببص في الوقت اللي هتيجي فيه من بره علشان تتم الخن..اقة ونخلص!
سمعت فتحة باب الشقة.
لامحتها بتدخل من الباب وبتقعد على الركنة.
كنت جوه أوضتي بس شايفة كل حاجة، جه بابا وقعد جمبها.
في غمضة عين يدوب بس شديت تليفوني من جمبي علشان أحاول اراقبهم كويس هيقولوا أيه.
أتحركت ناحية الباب.
كانوا قاعدين جمب بعض بس هي كان شكلها مهموم قوي ومتضايق.
مكنتش فاهمة هيكون أيه مضايقها!
ومرة واحدة أنفجرت من العياط وأترمت على حضن أبويا جمبها.
كنت سامعة بيردد وهي في حضنه
“- في أيه! في أيه مالك ! مالك يا س..كينة!”

 

 

قامت من حضنه ومسحت دموعها.
كنت لسة بقرب منها علشان أشوف مالها.
سمعت صوتها بيقول وهو ضعيف أوي
“- أنا عندي…سر..طان”
أتفزعت من الخضة والتليفون وقع من إيدي حست بيا فبصت عليا.
جريت عليها بسرعة وأنا مش عارفة هعمل أيه
قعدت على ركبي ودخلت في حضنهم هما الاتنين وأنا بعيط.
_ هتبقي كويسة..هتبقي كويسة والله!
كانت ليلة حزينة قوي..ليلة مش باين لها ملامح.
أجلت كل حاجة مع آدم وحكيت له على تعبها حاول يساعدني بأني ابعت له التحاليل والاشاعات اللي أكتشفنا بعدين أنها عملتها لوحدها لما شكت في الموضوع ولغاية ما أتاكدت وجت تقول لنا.
لا يارب أنا مكنتش عاوزة عقابك يكون صعب قوي كدة.
أنا كنت عيزها تحبني بس!

 

 

آدم رد عليا بعدها بكام يوم وقالي ” سألت كذا دكتور ومتخافيش يا جميلة والله حالتها مش متأخرة”
كل ما بيقرب مني بحس أن العالم بيتفق على هد علاقتنا.
كنت بين نا..رين
أني أفضل موجودة جمبها واتابع حالتها، وأني اتابع حالة سَليم وأطمن على أبويا كل شوية.
لما كنت بنهار كنت بفضل أعيط لآدم للصبح.
مش عارفة أزاي كان مستحمل كمية الكآبة دي اللي فيها!
زورت سَليم لوحدي وعرفت أن حالته بدأت تتحسن.
دخلت له الأوضة كان شكله أفضل من المرة اللي جيت فيها.
بس برضه قاعد ساكت!
_ حساك أحسن يا سَليم.
بص عليا ونظرته ليا كانت غريبة المرة دي.
قرب مني ولقيته بيركع على ركبه ويبوس إيدي.
“- أنا آسف..آسف حقك عليا، سامحيني يا جميلة ”
خوفت يعمل زي المرة اللي فاتت فبعدت عنه.
“- متخافيش، بس أنا عاوزك تسامحيني”
بصيت ليه وإبتسمت طبطبت على كتفه.

 

 

شدني لحُضنه وعيط! كنت أول مرة أشوفه بيعيط بالشكل ده..أول مرة أحس انه عنده مشاعر بجد.
وتمر ايام كتيرة أوي شهور وسنة
شهور ما بين الحُزن والسعادة والفرح.
سَليم خرج ورجع وسطينا تاني كان شخص مسالم أوي المرة دي، شخص بسيط وجميل وبيخاف عليا.
أمي هدها المرض بقيت ما بين الحياة والموت.
مبقتش قادرة تعمل أي حاجة غير أنها تاخد جلساتها وتنام وبس.
حتى وقت ما الأمور أستقرت من ناحية سَليم ورجعت افاتح بابا تاني في الموضوع بتاعي أنا وآدم وقتها قرر أنه يتم خطوبتنا ولما قال لأمي مدتش أي رد فعل غير أنها باستني وبس!
قد أيه المرض ده محارب جبار بيهد أي قوة على الأرض.
° وحياة ربنا ما مصدقة يا جميلة.
_ ولا أنا زيك يا روان زيك.
ضحكت.
_ أقفلي بقى افرح آدم.

 

 

قفلت معاها وأنا مبسوطة أن أخيرًا بعد طول السنين دي كلها معاد الفرح أتحدد!
رغم أننا مكناش قادرين نحس بطعم أي فرحة وهي لسه مريضة.
بس ده كان قرار من ابويا ولأن الخطوبة طولت أوي.
أول خطوة عملتها بعد ما قفلت مع روان أني كلمت الدكتور بتاعي.
وشكرته.
شكرته على كل مرة سمعني فيها وشكرته علشان مندمتش لحظة أني روحت له.
أكتر حاجة شكرته عليها أنه شجعني أخد الخطوة أني اجيب آدم معايا الجلسات بعد فترة الخطوبة.
ورغم أني كنت خايفة منها جدًا ليقول عليا أني مجن..ونة ولا حاجة بس كان عكس توقعاتي كلها.
هو رحب قوي بالفكرة وجه معايا وهو مبسوط.
بتوقيت سبعة بليل كنت في حضن قلبه.
برقص على الأغنية اللي أختارنها سوا زي ما حلمت بالظبط.
بيوشوشني في ودني ويقول ليا ” بحبك ” وأنا بهمس في ودنه وأنا بقرب منها ” الناس يا آدم!”
فيرد بفرح ” وأنا فوزت بيكِ من الناس ”
لما جوه بابا وماما وسَليم يسلموا عليا في كوشتي، حضنوني أوي.
كنت أول مرة أحس بحضن العيلة.
أول مرة أحس أني بحبهم!
°°°°°°°°°

 

 

لسة الحكاية مخلصتش.
الدنيا موقفتش هنا، الدنيا بدأت تحلو أكتر رغم سوس الحُزن اللي داخل جواها
بدأت أتعمق في الندوات أكتر من الأول، بقوا يحضروا ليا ناس من برة وبيتم ترجمة المحاضرات النفسية والصحية اللي بديها.
أتجوزت آدم.
ومر سبع سنين على جوازنا!
بقفل الشباك وأنا بحس بشد في شعري فبلتفت لورا.
_ يا كارما سيبي شعري.
• ماماي يلا نصحي باباي..
إبتسمت.
_ يلا يا حبيبتي.
أنهاردة يوم مهم جدًا في حياتي، غير أنه مر سبع سنين على جوازنا وغير أن بقى معايا كارما حياتنا كلها.
بس أنهاردة الندوة الأهم في حياتي، الندوة اللي عشت طول عمري أسعى علشان أقف وسط الكم الهائل ده من الناس علشان أتكلم عنها.
وقفت في القاعة ومسكت الميكروفون وسط كم التصقيفات اللي كان بينزل عليا.
كنت شايفة كارما قاعدة في حضن جدها، جدها اللي رغم أنه عارفه أنه مش أبويا بأعتراف أمي بس عمري ما قدرت أواجهه خصوصًا أني كنت بشوف حنيته عليا.

 

 

ورغم ده فـ أنا عارفة أن أمي أعترف له أنها قالت ليا على كل حاجة.
شايفة آدم قاعد جمبهم وجمبه سَليم ومراته وابنه وبنته.
بقى معاه بنت وولد.
ومراته كانت زي القمر شبه! ما أصل العمل الصالح بيحلي وسليم بقى حلو في عينا من وقت ما أتغير.
شايفة أمينة أخت آدم قاعدة زي القمر جمب خطيبها.
عملتها روان أتجوزت العميد قاعدة جمبه وهي طايرة من الفرحة، شايلة في بطنها بيبي منه ومبسوطين قوي بيه.
كنت ببص عليهم واحد واحد وأنا ببتسم.
خدت نفس عميق وبدأت أتكلم بعد ما عرفت نفسي زي كل مرة وبعد ما قدمت المقدمة.
الندوة المرة دي ليا أنا ! لوحدي أنا مطلوبة بالاسم علشان أجي أعمل الندوة.
مسكت الميكروفون وكملت كلامي.
_ الدراسة أثبتت حاجتين مهمين.
أول حاجة.. فاقد الشيء لا يعيطه..و تاني حاجة فاقد الشيء يعيطه.
الناس سكتوا شوية
_ وده بحث أنا عملته.
بحث هقدمه لكم بشكل بسيط.
شغلت فيلم على الشاشة

 

 

أول شق فيه بيترسم وردة حمرا بتقع في وسط أرض جافة من غير زرع خالص! بيجي ولد كان بيلعب في الجنينة وبيخدها يحطها في جيبه.
بيجي ولد تاني بيخبط فيه بالعجلة وبيض..ربه وبياخد منه الوردة وبيفضلوا هما الاتنين يتخانقوا عليها عليها ما تت.قطع وتقع في الأرض من غير ورق فيها!
فبيقعد الطفلين جمب بعض وبيعيطوا، بييعيطوا كتير قوي.
تاني شق في الفيلم بيشوفهم ولد تالت بيسوق العجلة على الطريق بيلمحهم فبيقرب منهم ويبص عليهم وهما قاعدين بيعيطوا ويحاول يسألهم لكنهم بيرفضوا الكلام.
فـ بييأس وبيمشي بعيد عنهم بيقعد جمب شجرة كبيرة ويخرج من جيبه ورود كتيرة ويحطها في الأرض ويجيب المياه ويسقيها!
فيتجنن الولدين اللي قاعدين بيعيطوا وبيجروا عليه علشان يخطفوا منه الولد علشان يعرفوا يلعبوا بيه.
فبيتراجهم أول ما بيلمحهم أنهم ميدسوش على الورد ولا يلمسوها.
فبيقطف وردتين الولد وبيدي كل واحد فيهم وردة وبيديه المياه علشان يسقيها.
ولد منهم استجاب وسقها زيه وشافها بتنعش وبتتنفس.
وولد منهم اخدها وفضل يلعب بيها ويدوس عليها لغاية ما أتحولت لرماد.
الفيلم كان قصير وكارتون.
خلصت الفيلم مع أهداء بسيط في نهايته ” أهداء إلى أمي..رحمها الله”

 

 

مسحت دموعي اللي نزلت لما أفتكرتها كنت بتمنى أنها تفضل معايا في اليوم ده بس النصيب!
وصلت فكرة أن أحيانًا فاقد الشيء بيعطيه وأحيانًا لا..زي أمي! معرفتش تديله غير لما أتقرصت من عقاب ربنا.
المؤتمر خلص والناس بتقرب عليا علشان تتصور معاياا.
كارما جات شبطت في إيدي فندها بابا عشان متهش وسط الزحمة.
وأنا واقفة بتصور معاهم سمعت صوت جمبي.
= بس كنتِ هايلة أنهاردة.
بصيت ورايا لقيته.
_ آدم!
= قلب آدم وعيون آدم!
ضحكت.

 

 

_ الناس!
= بس..بس
مكملش كلامه ولقيته بينزل تحت كأنه بيتلافا حاجة.
فلقيت كارما على كتفه..فضحكت.
أتكلمت بلماضة.
• أنتوا بتقولوا أيه؟
آدم بص يمينه وشماله.
وقرب مني.
= هي أتعدت من روان ولا أيه؟
ضربته في كتفه.
_ يووه بقى يا آدم.
رد بسرعة.
= بيحبك.
“إذا اردت النجاة؛ فأمسك بقلبي”
أنتــــهت….تمت

لقراءة باقى حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنتي فين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *