روايات

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثاني 2 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثاني 2 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل البارت الثاني

رواية صماء لا تعرف الغزل الجزء الثاني

رواية صماء لا تعرف الغزل الحلقة الثانية

افاقت من شرودها على صوت محمد:
– يلا هي خروجه باينه من اولها.
احست غزل بغضب محمد منها لأنها تسرعت وتحركت دون تنتبه للسيارات فأرادت أن تخفف عنه واقتربت منه ورفعت يديها اليمنى أمام عينيه ليتدلى سلسالها أمامه.
عقد حاجبيه يسألها ماذا تقصد فسريعًا فهم أن سلسالها لا يوجد به دلايته، فسألها:
– الدلاية فين؟
رفعت كتفيها بأنها لا تعرف وظهر الحزن على وجهها، في هذا الوقت كانت تقى تقف بعيدًا تشاهد ما حدث وهي تغلي من الغضب لاهتمام محمد أخيها بغزل أكتر منها كالمعتاد.
بعد بحث وجد محمد دلايتها بمكان ما، وأعطاها لها لترتديها ويتألق علي صدرها سلسال متوسط باسم (غزل).
تجد نفسها بفستان أبيض مملوء بزهور وردية وشريط ستان حول خصرها لينزل باتساع فوق ركبتها وفوق رأسها شريط مماثل ليتدلى شعرها الطويل البني العسلي على كتفيها الذي يصل لبعد منتصف ظهرها.
تقوم بالالتفاف حول نفسها بسعادة في وسط حديقة صغيرة لمنزل بسيط من طابقين وفجأة تجد فتاة أخرى بنفس ملامحها ونفس الفستان، تقف أمام المنزل وتشير إليها وتبتسم وتدور مثلها حول نفسها، فتعلو ضحكاتهما معًا. تنتهي هذه الضحكات بصوت انفجار عالي، لتجد المنزل أصبح كتلة من اللهب فتصرخ وتصرخ ولكن فجأة اكتشف ان صوتها لا يخرج من حنجرتها فتنتفض من نومها لتجد نفسها بسريرها المتهالك تتصبب عرقًا من هذا الكابوس الذي يلازمها دائمًا، فتعود بظهرها مرة أخرى وتشرد في ما قالته لها الخالة صفا من قبل.
– إيه يا هندسه مالك مش مظبوط النهاردة.
قالها شادي وهو يمد يده بسيجارة فشادي صديق يوسف المقرب ومساعده بالعمل وكاتم أسراره
يوسف:
– ولا حاجه هو اليوم لما يقفل من اوله بيفضل قافل لآخره.
شادي:
– خير يابني وهو في حاجه تقدر تقفلك؟ ده حتي السهرة لسه بتقول يا هادي والبت نانسي في الطريق.
فاقترب منه وهو يهمس له:
– ما تخليك جدع وتقولها تعرفني على حد من أصحابها؟
ضحك يوسف ثم قال:
– هو لازم من صحابها، ما انت مش عاتق.
شادي:
– يا عم دول حريم نانسي برده، حاجة تانية ومستوى تاني والبت بتموت فيك.. انا عايز واحدة زيها ..يا أخي كل مرة تتخانقوا والغريب إنها اول ما اقولها يوسف تيجي جري.
قهقه يوسف:
– يابني إمكانيات لما تكبر ابقي اعلمك.
_________________
في منزل محمد
– عاجبك الكلام اللي بتقوله بنتك ده يا امي؟
راويه:
– لا مش عاجبني ولا انت عاجبني.
محمد:
– ليه يا امي هو انا عملت حاجه ؟
راويه:
– حبيبي انت لازم توازن في تعاملك، انا عارفه انك بتحب أخواتك بس لازم تعدل.
رفع حاجبه وقال:
– اعدل هو انا متجوز اتنين عشان اعدل دول اخواتي.
– يابني لازم تتعود علي انك تعدل في كل شيء، مش الجواز بس.. عمومًا انا عارفه انت بتحب غزل زياده بسبب ظروفها بس حاول ما تحسسش تقى بكده روح بقى صالحها.
– خلاص بعد ما ارجع من الشغل عشان هستلم النهاردة، ادعيلي يا أمي يوفقني.. ابنك نفسه يستقر بقى في شغلانه.
راويه:
– دعيالك يابني من قلبي، وبدعي لإخواتك.
لثم رأسها وودعها وتركها في ذكرياتها عندما تعرفت علي صفا وشقيقتها صفوه من عشرون عامًا
________________
في قصر الشافعي.
في حجرة الطعام بالأخص، تحدث ناجي بضيق:
– هو لسه البيه ماصحيش؟
– لا لسه شكله رجع متأخر كالعادة.
قالتها ملك وفمها مملوء بالطعام
ناجي:
– انا قولت قبل كده ماتتكلميش والأكل في بوقك كده.
ملك:
– سوري يا عمي مأخدتش بالي.
– جايبين في سيرة مين على الصبح؟
قالها يوسف وهو يتجه للجلوس بجوار عمه الذي رباه بعد موت والديه هو وملك.
ناجي:
– في سيرة واحد معندوش أدنى مسؤلية، تقدر تقولي ايه اللي اخرك بره امبارح كده؟,
يوسف بابتسامه مغتصبة:
– كنت سهران مع شادي.
زفر ناجي وقال:
– عايزك تفوق شويه للشغل الفترة دي، هكون مشغول عندي حاجات هتشغلني شوية.
نظر ملك ويوسف لبعضهما نظرة ذات معني، ثم قال يوسف وهو يبتلع الطعام:
– مفهوم، بس ياعمي أنت لسه عندك أمل انك تلاقيهم؟
ناجي:
– لحد أخر نفس عندي أمل.
يوسف:
– بس أنت قولت ان كل الدلائل بتأكد انهم ماتوا.
ناجي بشرود:
– بس قلبي بيأكد أنهم لسه موجودين.
يوسف في سره:
(هتفضل عايش في الوهم).
ناجي: بتقول حاجة؟
يوسف:
– لا أبدًا، بقول ربنا يقرب البعيد.
ثم هبَّ واقفًا وقال لملك:
– تروحي جامعتك بالسواق، وهيستناكِ لحد ما تخلصي، وياريت بقى نخلص، مش كل سنه تجيبي مواد.
ملك بضيق :
– خلاص بقى يا يوسف مش كل شويه تفكرني، خلاص فهمت.
_________________
في نفس الوقت بمنزل الريس صابر.
يخرج عامر من حجرته مرتديًا سرواله الجينز وقميص قطني يظهر من خلفه عضلات صدره فهو ذات جسد رياضي وذو ملامح شرقية تجذب أي فتاه من أول نظره، فمن يراه لا يصدق أن هذا الشاب المتخرج من كلية الطب صاحب مقهى ورثه من أبيه الريس صابر.
لقد اختار ملئ إرادته ترك العمل في مجال النسا والتوليد، ليتابع مال أبيه الذي كافح كثيرًا للحصول عليه واكتفي بإدارة هذا المقهى الذي تحول إلى كافيه حديث بعد التعديل.
– صباح الخير يا أمي.
قالها عامر وهو يقبل يديها، فربتت على رأسه بيدها الحرة وقالت:
– صباح النور عليك ياحبيبي، هتفطر معايا ولا هتفطر في القهوة؟
عامر:
– لا هفطر في القهوة، افطري انتِ وما تنسيش الدواء عشان ما تتعبيش.
– خايف عليا يا عامر؟
عامر:
– أنتِ بتسالي يا أمي؟ أمال أخاف على مين لو مخوفتش عليكِ!
ام عامر:
– لو بتخاف عليا حقيقي كنت ريحت قلبي وطمنتني قبل ما اموت.
عامر :
– ليه بس السيرة دي؟ ألف بعيد الشر عنك وكمان احنا مش قولنا كل شيء بأوانه مستعجله ليه، عليا ياستي اتجوز وأخليكِ تصدعي من كتر العيال.
قالها وهو يداعب وجنتيها فقالت:
– أيوه كلني زي كل مرة، أديني مستنية اما اشوف امتى هيجي اليوم ده.
عامر:
– إن شاء الله قريب، بس ادعيلي أنتِ، يلا سلام انا عشان اتأخرت.
ام عامر بتنهيده ونظرها معلق مع ابنها الذي تركها وتوجه للباب:
– دعيالك يابني يجعلك في كل خطوة سلامة.
____________
امام المقهى كان يقف عامر وواضع يده اليمنى بجيبه وكل ثانيه ينظر إلى ساعته، فقطع تفكيره سيد وهو يقول:
– دكتور عامر أنت مستني حد؟
رفع عامر نظره للسماء بقله صبر وزفر:
“كام مرة اقولك ما تقوليش دكتور، انت مابتفهمش ولا عايزني اعلقك جوه، انا هنا تقولي ريس عامر أو أستاذ عامر بلاش دكتور دي الله يسترك.
سيد:
– خلاص مش هقول تاني بس أنت مستني حد؟
– يا الله، يعني مش بتفهم وحشري؟ اجري شوف الزباين.
تلفت سيد يمينًا ويسارًا وهو يرفع حاجبيه متعجبًا، فحتى الآن المقهى خالي من الزبائن.
فهم عامر ما يدور بعقله، فقال بغضب:
– روح امسح الارض.
فهز سيد رأسه سريعًا وانصرف حتي لا يتعرض لصراخ عامر.
بعد لحظات وقف عامر منتبهًا لمرور محمد وهو يلقي عليه السلام فجري اتجاهه يرد التحية:
– وعليكم السلام يامحمد.
قالها عامر بتوتر يحاول إخفاءه.
محمد:
– اخبارك ايه والحاجه ام عامر صحتها عامله ايه؟
هز رأسه وهو يقول:
– الحمد لله بخير.
محمد:
– يارب دايمًا، طيب بلغها سلامي.. عن إذنك.
“وهم بالانصراف، إلا ان يد عامر منعته ليقول عامر:
– محمد كنت عايزك في موضوع.
ضيق محمد عينه قال له:
– دلوقت؟ خير يارب.
– معلش مش هعطلك.
قالها عامر بتوتر فأجابه محمد:
– طيب قول بسرعة على السريع اصل متأخر.
عامر وهو يبتلع ريقه بصعوبة:
– احم، اممم اه كنت عايز أخد رايك في…
– ايه يا عامر مالك متوتر ليه؟
قالها محمد فمسح عامر بأصابع يديه المرتعشة عرق جبينه وقال:
– لا مافيش توتر، أنا كنت عايز اقولك لو ينفع الأنسة غزل تعملنا للقهوة المعجنات والأكلات بتاعتهم دي، أصل بصراحة كانت بعتت لي طبق منهم وكان حلو اوي، فبقول لو ينفع تعمل وننزلها بالقهوة و أهي مساعدة برضوا.
تحول وجه محمد إلى اللون الأحمر من شده الغيظ وقال:
– انا مش مخليها محتاجة حاجة، ولا انت شايف انها محتاجه عشان كده عرضت عرضك؟
رد عامر سريعًا وهو يبرر طلبه:
– لا ابدًا والله، أنا قولت تشغل وقتها.. انا عارف أن وقت فراغها كبير ومأقصدش اللي انت فهمته.
أشار له محمد بيده ليتوقف وقال:
– خلاص ياعامر حصل خير، على العموم انت وصلك ردي في الموضوع ده.
طأطأ عامر رأسه بسبب فشل الخطوة التي كان يظن انها ستقربه منها، فودع محمد وتوجه إلى المقهى ليكمل عمله.
________________
في شركة الشافعي
كان يوسف منهمك في عمله في قراءة العقود التي تحتاج مراجعة قبل الالتقاء بالوفد الفرنسي للتعاقد معهم، دخل عليه شادي وقال:
– ايه ياعم المدخنة اللي قاعد فيها دي، ارحم نفسك شويه أنا لو مكان سوزان السكرتيرة كنت قدمت استقالتي بسبب ريحة السجاير.
رفع يوسف نظره عن الأوراق وقال:
– اتلهي واكتم انا مش ناقصك.
شادي:
– ليه كده يا بوص دا أنا حبيبك.
فجلس امام مكتب يوسف ينتظر أوامره فزفر يوسف باختناق:
– دلوقت قدامنا مشكلة المفروض الاستاذ إسماعيل في قسم الترجمة واخد اجازه لمده شهر والعقود المفروض حد يترجمها قبل ما نمضيها عشان تتراجع قبل التعاقد.
شادي:
– طيب الحل؟ احنا لو عملنا اعلان اننا محتاجين مترجمين مش هنلحق، الوفد جاي الأسبوع ده.. هو كده مافيش حل غير اننا نعمل اعلان علي وجه السرعة، أو نأجل التعاقد.
يوسف:
– مش هينفع نأجل كده هنخسر كتير.
شادي:
– ما تشيلش هم، هحلها إن شاء الله.
في نفس الوقت كان محمد أمام مكتب سوزان.
محمد:
– من فضلك، حضرتك ماتعرفيش الأستاذ شادي فين؟
أجابته دون أن ترفع نظرها عن شاشه الحاسوب:
– مين حضرتك؟
محمد بحرج:
– انا المحاسب الجديد، والمفروض أقابل أستاذ شادي وادخل للبشمهندس يوسف.
رفعت نظرها من علي شاشه الحاسوب وظلت تنظر إليه بهيام ثم تداركت نفسها وقالت:
– احم اه ..حضرتك.. احم اه.. حضرتك اتفضل ثواني، أستاذ شادي عند البشمهندس، ثواني اديه خبر.
وأشارت له للجلوس.
داخل الحجرة طرقت سوزان الباب، فأعطاها يوسف الأذن بالدخول.
سوزان
– اسفه يافندم بس في واحد بره اسمه أستاذ محمد، بيقول انه المحاسب الجديد وطالب يشوف أستاذ شادي.
شادي:” اه ده انا نسيت خالص كنت المفروض استناه في مكتبي كويس انه جه، معلش دخليه بسرعه يا سوزان.
ثم وجه حديثه ليوسف:
– ده المحاسب الجديد، بس ايه شكله ملتزم جدًا يارب يعجبك شغله وماتطردوش زي اللي قبله.
– أما نشوف.
محمد:
– السلام عليكم.
شادي:
– وعليكم السلام، تعالى أعرفك على البشمهندس يوسف رئيس مجلس إدارة الشركة ونائب عن الأستاذ ناجي الشافعي صاحب الشركة.
نظر كل من يوسف ومحمد لبعضها بغضب وفي نفس اللحظة قالوا:
– أنت؟
نظر لهما شادي وقال:
– انتوا تعرفوا بعض؟
ألقى يوسف نظرة ساخرة على محمد وقال:
– معرفة مهببه على دماغك، ملاقتش غير ده؟
انفعل محمد:
– احترم نفسك يابني ادم انت.
قال شادي بتعجب:
– لا لا لا استهدوا بالله فهموني في ايه الاول؟
يوسف:
– ولا أفهمك ولا أنيل، الزفت ده يطلع بره معندناش شغل ليه.
تحرك محمد جهة الباب وتلفت له وقال:
– انا اللي ما اقبلش اشتغل مع واحد همجي زيك.
– عندك مش معاك اسمها عندك.
قالها يوسف بثقه وهو يضع يديه بجيوبه.
شادي:
– استني بس يا محمد، لو سمحت انتظرني بس شويه عند سوزان وانا جايلك.
بعد خروج محمد قال شادي:
– ممكن افهم في ايه؟ ده رابع محاسب تمشيه أبوس إيدك ارحم امي العيانة وفهمني ايه الحكاية ورافضه ليه؟
يوسف:
– الزفت ده اتخانقت معاه في الشارع، ومسك فيا كل ده عشان واحدة ملهاش لازمة كنت هدوسها بسبب غباءها، واكلمها تتجاهلني اكنها مش شايفاني.. فجاه ألاقي البيه عايز يعمل قدامها راجل وبيتخانق عشانها.
– حلوه؟
قالها شادي بخبث وغمز بعينه ليوسف.
يوسف:
– ما اخدتش بالي اوي، هي بيضه وشعرها بني زي العسل كده وعيونها رمادي أوف صاروخ بنت الإيه.
همس بها يوسف دون أن يدرك أن شادي يسمعه فضحك شادي قائلًا:
– كل ده وما اخدتش بالك؟ اومال لو اخدت كنت عملت ايه؟
يوسف:
– يوه بقي ياشادي، ما انت عارفني مغناطيس جنس ناعم وما بحبش أعدي حاجة جميلة من تحت ايدي.
شادي:
– خلينا في المهم امشي محمد ولا ايه دلوقت؟
يوسف وهو شارد أمامه وبمغزي لا يفهمه إلا هو:
– لا خليه يمكن يجي من وراه مصلحه.
_________________
في منزل الخالة صفا، بحجرتها كانت تجلس غزل فوق سرير الخالة صفا تقوم بتدليك قدم خالتها لتزيل عنها آلامها، أما الخالة فتستند بظهرها على السرير وبيديها صورة قديمة تتأملها.
اشارت لها غزل بيديها لتنتبه لها الخالة
فكتبت برزمتها الورقية:
– احكي لي مرة ثانيه عنهم.
قالت الخالة:
– ألم تملي من تكرار القصة؟
فهمتها غزل من شفتاها فهزت رأسها بطريقه طفوليه بلا، فنظرت صفا في الصورة القديمة وقالت:
– كنّا فتاتين صفا وصفوه كنت أكبر من صفوه بخمس سنين وكتب لي الله اني اتجوز من عبدالله الزايد.
أما صفوة فكانت تشبهك كتير في جمالها وبياض بشرتها وعيونها وشعرها البني، كانت جميلة تجذب كل اللي يبصلها.
وفِي يوم شافها شاب اعجب بها جدًا، كان الشاب ده مهندس ابن صاحب الشركة الذي يعمل بها والدنا ساعي رحمة الله عليه، وحاول يقرب لها وحبته وأقنعها بالزواج رغم اختلاف الجنسية، وأقنع والدي بالزواج وانه هياخدها معاه لما يبلغ اهله بالزواج.
مع ضغط صفوه على والدي وافق علي الجواز، ولكن احنا ماتوقعناش ان يرسل لها يبلغها بزواجه مكرهًا من بنت خالته، بعد ما عرفوا بجوازه بأختي ببلد أخرى، وانه يعتذر لها بكل بساطة وطلقها.
طلقها وماكانش يعرف إنها حامل، كانت مستنية لتفاجئه.. ولكن هو اسقط هذه الورقة من حساباته كأنها لم تكن.
حاولت صفوه التواصل معه اكثر من مرة ولكن رفض أن يسمعها حتى، وطلب منها انها متتصلش بيه مرة تانية، كان خايف من اهله يحرموه من الميراث.
فقررت صفوه أن تسافر له لتبلغه بحملها، بس مقدرتش.
كتبت غزل:
– لماذا لم تسافر له؟
الخالة صفوه:
– حصل عندنا حروب اهليه وحظر تجول وكانت البلدة بعيده كل البعد عن الطرق البريه أو الطرق التي توصلنا للمطار، فكنا مهددين فتره كبير بالخطر، وصبرنا لحد معارفنا إن صفوه حامل بتوأم بنتين، ورزقنا ببنتين غايه بالجمال وسميناهم ( بيسان وغزل)
كتبت غزل: انتِ لم تخبريني كيف اختفت بيسان؟
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد الولادة عانت صفوه بسبب الحالة النفسية السيئة، الوردة الجميلة انطفت بسبب أنانية شخص.
ومرت الأيام وكان صعب على صفوة انها ترضعكم، كان لينا جيران بالحي مغتربين.. كانت خالتك رواية وزوجها ومعهم محمد تقريبًا العشر سنوات، كانت تقى مولودة بنفس توقيت ولادتك انتِ وبيسان فتطوعت بإرضاعك وتركت بيسان لصفوه فأصبحت اختًا لتقى ومحمد، ابتسمت غزل وأشارت لها لتكمل، فتنهدت صفا وأكملت اكتشفت بعد جوازي اني مش هخلف بسبب مشاكل بالرحم، فحمدت الله واعتبرتكم بناتي.. وكنا نعيش بسعادة وكبرتم أمامنا حتي صار عمركما اربع سنوات، وحصل مالم نتوقعه.
فجاه لقينا طليق صفا يطلب منها الرجوع وأن يأخذها هي وبناته لبلده بعد علمه بانها انجبت منه بنتين.. فرفضت صفوه الرجوع لان كرامتها مجروحة منه، وسكت الموضوع واختفى مرة تانية، وبس مكناش نعرف باللي يدبره ليكم، لكن في ليلة كانت اختك بيسان تعبانة ودرجه حرارتها مرتفعة، فطلبت صفوة مني ان أخدك معايا عشان ماتمرضيش، وبليل لقيتها بتتصل تبكي بانهيار لان طليقها اتهجم عليها وخطف منها بيسان، وهي خايفة عليكِ ليعرف مكانك انتِ كمان، تنهدت صفا والدموع محبوسه ترفض الخروج:
– قولتلها انه ميعرفش مكاني، وفجاه سمعت صوت انفجار شديد جريت انا وعبد الله في الشارع. وجرينا بالشوارع بليل بس انصدمنا.. حصل قذف على منزل والدي وكانت صفوة جواه.. بكت صفا بحرقه على هذه الذكريات الأليمة فربتت غزل على يديها وهي بعينيها الدموع.. فكتبت غزل:
– كيف جئنا إلى هنا؟ ولماذا لا اتذكر شيئا؟ كثيرا احلم أنني أتكلم واصرخ.. ردت صفا:
– لا انتِ كنت كويسة، بس بسبب القذف والقنابل اثرت على سمعك.. فهذه الحروب تخلف اجيال مريضه ومصابه بإصابات نفسية وجسدية.
– كيف اتينا الي هنا ؟ وكيف وصلتي لخالتي راويه ام محمد؟
كتبت جملتها بروزمانتها، أكملت صفوة بعد هدوء الخطر، كان يوجد شبه استقرار.. فقررت أن أغير شهادة ميلادك باسم غزل عبدالله الزايد بدل اسمك الحقيقي عشان اقدر اخرج بيكي من البلد مع عبدالله رحمه الله، وعشان مايوصلش ليكي ويأخذك انتِ كمان مني، وبعد رجوع راويه هي وجوزها لبلدهم كانت سايبة لي عنوانها من قبل، وقدرت أوصل لها بعد ما سبنا وطننا. وادينا زي ما احنا من اكتر من خمسه عشر سنة نسكن معهم ببيتهم وساعدوني نأجر منهم الشقة دي، وانت عارفه كنت بدرس فرنسي وإنجليزي في البيت والأكلات بتاعتنا كنت ببيعها كان الله ييسرها معنا.. عارفة إيه اللي قلقني يا غزل؟ ان يوصلك والدك وياخدك مني. هزت غزل رأسها بالرفض وكتبت:
– لن اعود معه ابدًا واتركك أنتِ أمي.
بكافيتريا الجامعة، تجلس تقى تشرب كوبًا من الشاي وتسجل بعض الملاحظات بدفترها، وانتفضت فجاة علي صوت تعرفه جيدًا ثم قالت:
– حرام عليكِ يابنتي، أنا عايزه اتجوز وأخلف.. كده مش نافعه في حاجة.
ردت ملك وهي تقهقه:
– اعملك ايه؟ ما انتِ بتركبي الهوا على طول.. يابنتي فكك شويه بلاش تكشيره العسكري دي.. هو بغبائه.
تسألت تقي وهي تشرب الشاي:
– هو مين؟
ملك:
– جنيرال يوسف، هيكون مين.. نسخة ياربي في التكشيرة ولا حب الامتلاك لما يمتلك حاجه محدش يقدر يلمسها.
ابتسمت تقى عند ذكر اسم يوسف، فبالنسبة لتقى هو مثال لفارس أحلامها ولكنه لا يلتفت لها ابدًا، ارتبكت تقى عند ذكر اسمه وقالت:
– هو صحيح يوسف عامل ايه؟ بقالي كتير ماشوفتهوش يجي ياخدك زي الاول!
ملك وهي تنظم كتبها أمامها:
– لا ابدًا، اصل ياستي عمي سايب كل الشغل على يوسف وبيسافر كتير فتلاقي يوسف في الشركة الصبح ومع أصحابه بليل، ومش بيرجع إلا متأخر.. ربنا يتوب عليه بقى بيبقى راجع مش شايف قدامه.
– تساءلت تقى:
– ليه للدرجة دي بيتعب في الشغل؟
ضحكت ملك وقالت:
-:شغل ايه انتِ طيبه اوي، قولي بيتعب من السهر والشرب.. هيييح ربنا يهديك يايوسف وتيجي اللي تهديك بقى يارب.
– امين يارب.
قالتها تقى وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة التي داعبت قلبها بأمل.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صماء لا تعرف الغزل)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *