روايات

رواية نبوية المغسلة الفصل الثاني 2 بقلم مجهول

رواية نبوية المغسلة الفصل الثاني 2 بقلم مجهول

رواية نبوية المغسلة البارت الثاني

رواية نبوية المغسلة الجزء الثاني

رواية نبوية المغسلة الحلقة الثانية

من سنة 1997 وأنا شغالة في تغسيل الجثث، وقبل ما أحكي الكلام اللي يشيب شعر الراس، لازم تفهموا طبيعة عملي، المستشفى اللي فيها، حكومي، وعلشان في ناس بسيطة، وجثث ياما بنلاقيها في الشوارع، المستشفى كمساعدة منها للناس، بتجيب الميتين هنا في المغسلة اللي في دور تحت الأرض، تغسلها ببلاش، بعدها يطلعلها إذن الدفن، ولو الجثث ملهاش أهل، أو عائلات، بتدفن في مدافن الصدقة.. أما بقى لو الجثث ولاد ناس، فالمستشفى بتاخد منهم فلوس بسيطة… ولو طبعًا في شبهة جنائية، حادثة قتل، اغتصاب، مشكلة يعني النيابة بتحقق فيها، الجثث بتتشرح في الدور الأول اللي فوقنا على طول، بعدها تجيلنا، تتغسل، وتتسلم للأهالي..
بداية القصة: وفي يوم، جاتلنا المستشفى جثة لبنت غرقانة، مكملتش 18 سنة، اسمها “سعدية” بنت “عرفة العشماوي” عمدة القرية اللي عايشين فيها… أو سيادة العمدة زي ما الناس بتقوله من حبها فيه، راجل تقي، بيخاف ربنا، مافيش حد طلب منه مساعدة في مرة ورده.

 

 

 

علشان كده القرية، والقرى المحيطة كانوا حرفيًا حزانى على الحادثة دي، وأنا وطاقم المستشفى كنا مهتمين بكل الإجراءات… وطبعًا لأن الموتة مكنتش طبيعية، النيابة حققت، بعدها الجثة اتشرحت، والدكاترة ملقوش فيها شبهة جنائية.. بعدها الجثة جاتلنا، وأنا نزلت بنفسي، ومعايا “صفية” علشان نغسل الجثة… يومها كانت الساعة 5 الفجر، في شهر ديسمبر، الجو ساقع، الدنيا هادية، التمرجية جابولنا الجثة، حطيناها فوق ترابيزة التغسيل، و”صفية” راحت جابت الصابون والمياه… وأنا قربت من الجثة، وقولت بصوت هادي:
-السلام عليكم يا عروسة السماء، اسمحيلنا نغسل جسمك الطاهر.. السلام على روحك الطاهرة، ربنا يرحمك، ويسكنك فسيح جناته.
“صفية” بصتلي وابتسمت، لأن دي طريقتي في تغسيل الجثث، لازم أرمي عليهم السلام… بعدها مسكت الصابون، وقماشة مصنوعة من القطن، مشيتها على جسم البنت، حقيقي قلبي كان بيتقطع، لأنها جميلة، شعرها كان أصفر، بيضاء، وشها بشوش زي الأطفال. كملت تغسيل، و”صفية” راحت شغلت قرآن، ورجعتلي تاني.. بعد ما خلصت، “صفية” مسكت كوباية مياه، وقبل ما تغسل الجثة، حطيت إيدي فيها، واتأكدت إنها دافية، احترامًا لجسد الميت… ولما “صفية” خلصت، قالتلي:

 

 

 

 

-ميس نبوية أنا هروح أجيب العطور والمسك اللي جابهم العمدة.
-ماشي، وبلغي العمدة إننا خلصنا، علشان لو هيحضر نفسه لحاجة، صحيح هو حالته إزاي دلوقتي ؟
-حاضر، حالته صعبة، مش قادر يمشي، ومراته السكر علي عليها، مقدرتش تنزل من بيتها.
-لا حول الله، ربنا يصبرهم.
-بعد إذنك.
“صفية” مشيت، بعدها شيلت الصابون، وكوباية المياه، لاحظت إن التسجيل اللي مشغلين عليه القرآن اطفى، بصيت عليه، لأن كنت مدية ظهري للجثة، ولاحظت إن في صوت ورايا، لفيت براسي، لاقيت جثة البنت قاعدة على ترابيزة التغسيل، ومدلدلة رجليها…
اتصدمت فقدت النطق مرعوبه و عارفه اعمل ايه ..
و”سعديه” بصالي وفي عنيها حزن قالتلي ماتخفيش ياست نبويه مفيش عروسه سما بتاذي
كلمها طمني شويه وانا مش مستوعبه الي انا شايفه
قولتها انتي عايشه الحمد لله هروح اطمن ولدك وأهلك وبسرعه روحت لباب اوضه التغسيل الباب مقفول حولت افتح بكل قوتي واخبط واصرخ..

 

 

 

قربت مني سعديه وقالتلي انا موت خلاص اهدي
قولتها انتي عاوزه مني ايه سبيني اخرج
ردت سعديه وقالت انا حقي هيضيع.. متسبيش حقي يضيع
يعني اعمل انتي موتى خلاص
قربت مني سعديه وحطت اديها على دماغي
حسيت ان المكان كله بيتغير من حوليا وبشوف سعديه وهيا بتجري وفي شاب بيجري ورها بيحاول يمسكها
لحد مامسكها فعلا بيحاول يقطع هدومها ويغتصبها
لاكنها رفضت وضربته على وشه اتعصب اكتر ورماها في ترعه البلد شوفت سعديه وهيا بتغرق مش عارفه انقذها ازاي
واخر كلمه قالتها قبل ماتغرق بصتي وقالتلي متسبيش حقي مسبيش حقي..
فوقت وانا مرميه على الارض في اوضه التغسيل وبتشنج. و”صفيه” بتفوق فيا وبتعيط بتقولي مالك مالك ايه الي حصل
وانا مرعوبه وجسمي بيرتعش
الممرضين اتجمعو ع صوت “صفيه” رفعوني من على الارض وخرجوني من اوضه التغسيل وانا ببص ل جثه ”سعديه” لقيتها موجود على طربيزه التغسيل وكل شي طبيعي
خرجت للاستراحه وانا مرعوبه مصدومه من الي حصل

 

 

 

 

في دماغي اسأله كتير الي انا شوفته دا بجد ولا بتخيل وصوت ”سعديه” وهيا بتسنجد بيا وبتقولي متسبيش حقي مش بيفارقني
دخلت ”صفيه” وفي اديها كبايه عصير لمون وبتقولي اشربي دا هايهديكي
وبتقولي ايه الي حصل قلقتيتي عليكي يانبويه..
قولتلها ”سعديه” اتقتلت..
ردت وقالت اتقتلك ازاي ياست دي غرقت
قولتلها ماغرقتش بصدفه في حد موتها
قالتلي انتي الاقعده معا الجثث لحست دماغك نامي يانبويه
سابتني وخرجت
وبفكر اعمل ايه اقول للعمده ايه اقوله بنتك اتقتلت اكيد مش هيصدقني ولو صدقني هثبت ازاي ان موتها مكنش صدفه … تعبت من التفكير
خرجت من الاستراحه لقيت الظابط معا مدير المستشفى ود. سامح دكتور التشريح بيتكلمو ان االقضيه اتقفلت وان مفيش شبه جنائيه.. انتظرت لما خلصو كلام ومشيت ورا الظابط يافندم يافندم،، وقف وقالي نعم في حاجه،، قولتله انا عارفه الي هقوله مش هيتصدق وهتقول عليا مجنونه بس والله والله مابكدب عليك يافندم ”سعديه” في شاب هو الي رمها في الترعه،، الظابط اتصدم وقالي انتي شوفتي الحدثه دي،، قولتله لأ

 

 

 

امال عرفتي ازاي انها حد موتها انتي عارفه معلومه زي دي توديكي في دهيه ياست اسكتي احسن لعملك قضيه،، ومشي وسبني
روحت مكتب دكتور ”سامح”يادكتور يادكتور،، نعم ياست ”نبويه” اتفضلي
قولتله ممكن اسالك سؤال
اتفضلي ياست نبويه
قولتله هيا ”سعديه” ماتت ازاي،، رد وقال غرقانه البلد كلها عارفه ياست نبويه
قولتله يادكتور في حاجه غلط
قالي قصدك ايه
قولتله وانت بتشرح ”سعديه” كانت مقطوعه؟؟
قالي كان في قطع بسيط في العبايه..
قولتله يادكتور في حد كان بيحاول يغتصبها
ياست نبويه الي يقول كدا إلى بيحقق في القضيه مش احنا
احنا بنعمل الي علينا وانا كتبت تقريري خلاص والتحقيق اثبت ان مفيش شبه جنائيه..
قولتله حرام عليكم حرام عليكم حق البنت هيروح وانا مش هسكت..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نبوية المغسلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *