روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل الخامس عشر 15 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل الخامس عشر 15 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر البارت الخامس عشر

رواية مسافات مشاعر الجزء الخامس عشر

رواية مسافات مشاعر الحلقة الخامسة عشر

وفجأة قرب رحيم رأسهُ مِنها وقبلها، إندمجت شفتيهُما في قُبلة أخذت أنفاسها وتفكيرها بعيدًا، وأخرجت الشوق المكلوم داخلُه، وتناسوا كِلاهُما سيـ|وف الحديث الذي أطلقها رحيم بـِ غضب في منزل العائِلة
رويدًا رويدًا حاوط ظهرها بـِ ذراعُه، يُقربها لـِ جسده أكثر، حتى أنها ذُهِلت مِن طاقة مشاعرهُ تِلك نحوها، في المرة الأولى قبل حملها في التوأم، كانت تعلم جيدًا أنه غير واعِ، تحت تأثير الخمـ|ر، فعل ذلك لإنها إمرأة تسكُن ذات المنزل معه
لكن الأن تستشعر من شفتيه نبضات قلبُه المُتلاحِقة، حتى أنفاسُه تود أن تحتضنها داخلُه
إبتعدت عنه بـِ صعوبة بالِغة، وهي تُجفف شفتيها بـ أصابع يدها وتنظُر له بـِ عتاب، أما نظراتُه هو كانت شوق للمزيد، وكأنه يود تعويضها عن ليالٍ كثيرة غفت وهي تبكِ مِن قسـ|وته وتبلُد مشاعرُه
خرجت من الغُرفة حتى لا يستيقظ الطفلين، وخرج رحيم خلفها وهو يُهندم من ذاتُه ويقول: أسِف يا مها، مقدرتش أتحكِم في نفسي..
كانت مها توليه ظهرها، مُكتِفة ذراعيها حتى إلتفتت ونظرت له وقالت: عشان ترجع تندم إن في حاجة ربطتني بيك حتى لو لحظات حلال لإني مراتك؟ عشان تعايرني قُدام أهلك إنك محبتنيش وإنِ أنا اللي خربت علاقتك بـ فرح؟

 

أغلقت عينيها وبلت شفتيها كأنها سـ تتفوه بأحرُف ثقيلة وقالت: أنا قلبي بيوجعني يا رحيم من تصرُفاتك وكلامك وحتى نظرات عينيك، لو عاوزها أنا مشيت وفضيت ليها المكان، تقدر تعيش معاها بس خلي ولادي معايا، إنت كِدا كِدا مبتحبهُمش!
رحيم رد قائِلًا بـِ نبرة دِفاع: مفيش حد مبيحبش ولادُه!
مها بـ حُزن: إنت مبتحبهُمش! مبتحبهُمش عشان مني، إنت لما جيت إتقدمت كان صعب أرفُضك حتى لو شيفاك بتتعذ|ب بحُب واحدة تانية عارِف ليه؟
ثُم قالت بـِ نبرة بُكاء مُثقلة بـِ مشاعر جياشة: عشان بحبك، كُنت أشوفك من بعيد أحس الدُنيا كُلها إتزينت حواليا ورود، كان نفسي تحبني وأنا، أنا كُنت هعمل أي حاجة تسعِدك، دا إنت لما كُنت بتبتسم كُنت بقعُد أركِز على خطوط وشك، وعينيك وهي بتقفل وبتفتح تاني، وأنفاسك وهي بتتقطع في الضحكة وبترجع تاني وأحس بيها، كُنت كُل ما تصحى الصُبح عشان تغير هدومك وتروح الشُغل وأشوفك وإنت بتربُط زراير قميصك، أقف بعيد أبُصِلك من المطبخ، وأبقى نفسي إيدي اللي تعملهالك بس بخاف من نظراتك، ومن تنهيداتك المتضايقة من وجودي، بخاف أستشعر كُرهك ليا.
رحيم: يا مها أنا..
مها بـِ مُقاطعة رقيقة: إنت مبتحبنيش يا رحيم، طلقني وإرجع لـِ فرح، وطالما هي قابلة وتقربت منك وإنت معايا، أنا مش هستحمل قُرب مخلوق منك وأنا معاك، فـ سيبني أفضل وروحلها

 

بكت مها وقالت: عشان خاطري.. أقصُد عشان خاطر ربنا لإن ماليش خاطر عندك.
عقله كان يُحدثه أن ما يُريده قد حدث بـِ الفِعل! ها هو ذا سـ يتخلص من المرأة التي فرقت بينه وبين حبيبتُه وإبنة خالتُه وسـ تتركهُم لـ ينعمون بـِ بعضهُم البعض
إنفرج ثُغرة في نية لـ قول يمين الطلاق، لكن لِسانُه لم يُحرِك ساكِنًا
لم يستطع النُطق
كانت مها تتأملُه بـ عينين لامعتين كـ الأطفال الذين يبكون بـِ صمت، وكان رحيم يود إلتهامها داخل أحضانُه، شعور غريب كأنه يود إحتجازها بين ذراعيه لا أن يقطع صِلة الحلال بينهُما
لذا أغلق فمه وعينيه ثُم نظر لها قائِلًا: معرفش هتقولي عني إيه في عقلك، بس أنا مش عاوز أطلقِك
تقدم خطوتين تجاهها وقال: سميني أناني، عندي إنفـ|صام، مريض.. بس عاوزك على ذِمتي
إلتقطت أنفاسها بـِ صعوبة وهي تنظُر له فـ قال وهو يقترب مِن أذنها: مش هاكُل أي حاجة إنهاردة، ولا حتى هشوف فرح، عشان تفضل اللحظة اللي حصلت بيننا من دقيقة
طعمها على بوقي..

 

خرج من المنزل وأغلق الباب، من فيض المشاعر التي أشعرها بِها وضعت مها يدها على صدرها تُحاول تهدِئة قلبها مِما حدث، وعينيها مُتسعتين كـ نافذتين في حارة شعبية، تعجُبًا من رحيم
هل قال لها للتو أنهُ لا يود رؤية فرح أو أي شيء لـِ تبقى ذِكراهُم أمامُه طوال الليل!
تلمست شِفتيها وهي ترتجف رهبة وحُب، رغم ما حدث سابِقًا ورغم أنها لم تكُن المرة الأولى التي يُقبِلها بِها، إلا أن تِلك المرة كانت ساحِبة للأنفاس
كانت تشعُر أنها تُقبِل قلبُه وليس شِفتيه
نزل رحيم وركِب سيارتُه وهو ينظُر للبناية وأنفاسهُ تتلاحق مِن سُرعتها
تعجب من ذاتُه كثيرًا وقال بـِ غيظ: إيه اللي إنت عملتُه دا يا مُتخلِف؟ فاكِر نفسك بـِ تحبها! إنت إزاي مطلقتهاش؟ لا لا
لا أنا مبحبهاش، ومكانش ينفع أتكلِم كِدا قُدامها
خبط بـ يديه المقود بـِ غضب شديد وقلبه لازال ينبُض
لِما يُكابِر؟ لِما لا يستطيع قلبُه رؤية الحقيقة حتى يرتاح؟
* داخِل منزل والِدة رحيم
نظرت هي لـ إبنة شقيقتها ” فرح ” وقالت بـِ نبرة مُختنِقة: إيه اللي جابِك في نُص الليل؟

 

نظرت فرح لـِ خالتها وقالت: هو دا اللي فارِق معاكِ يا خالتو؟ مشوفتيش صاحبِة مرات إبنك الراقية عملت فيا إيه تحت؟
رفعت والِدة رحيم حاجبيها وقالت: ما هي معاها حق، شايفة بيت صاحبِتها مخروب والعيال هيتلطموا بين أبوهُم وأمهُم، بس هقول إيه الإحساس نِعمة
فرح بـ غضب: أنا هِنا برجع حبيبي اللي أجبرتوه يتجوز واحدة مبيحبهاش ويسيبني ويتخلى عني عشان..
قاطعتها خالتها بـ صوت مُرتفِع وقالت: مين قالك مبيحبهاش؟ حتى لو في الأول كِدا لكِن أنا عارفة إبني إنُه بيحبها، إنتِ مش إتخطبتِ زمان عشان تعاقبيه؟ أنا بقى جوزته جاية بتجري وراه ليه بعد ما إتجوز وخلِف
وقفت فرح وقالت بـِ دِفاع وقِح: رحيم مبيحبهاش وقالي كُل حاجة وكلمني أول ما هي غارِت مِن هِنا، وولادها خليهُم معاها دول شبهها هي وعيلتها مش شبه رحيم
ثُم قالت بـِ بُكاء: يا خالتو أنا اللي مِن د|مك مش هي، المفروض تحسي بيا وبـِ التعب اللي مريت بيه، إنتِ فاكرة إنُه سهل عليا رحيم يكون مع واحدة غيري؟
ثُم مسحت وجهها وقالت: بس ربنا عوضني وخلصنا مِنها ورجِعت لـِ مكاني، متوقفيش في وشي

 

والِدة رحيم بـ غضب: مقفش في وشك وأخرب بيت اليتيمة الغلبانة؟ والعيال نفسيتهُم تتعقد عشان إنتِ جاية تفوقي متأخر!
فرح: العيال دول لو كبروا ومها ورحيم لسه متجوزين هيتعقدوا ويكرهوا عيشتهُم عشان شايفين أبوهم تعيس وأمهم زي الخدامة، خليهُم معاها هناك ورحيم يبعتلهُم مصاريفهُم، أنا اللي شبهكُم أنا اللي هجيب لرحيم عيال شبههُ يحبهُم ويعيش مبسوط هو مش إبنك ولا إيه!
إقتحم سليم الشقة وقال موجهًا حديثُه لـِ فرح: تصدقِ إنك بنت..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك رد