روايات

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثاني عشر 12 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثاني عشر 12 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل البارت الثاني عشر

رواية صماء لا تعرف الغزل الجزء الثاني عشر

رواية صماء لا تعرف الغزل الحلقة الثانية عشر

يلقيها بعدم رحمة فوق فراشه ويثبتها بجسده مع تثبيت يدها فوق رأسها يقول:
– عايزة تهربي مني؟ مش هتقدري ياغزل.. أنتِ ملكي وهاخد اللي عايزه منك.. صدقيني مش هتندمي.
فتصرخ بقوة لعل أحد يسمعها تقول:
– فوق يا يوسف.. أنت مش في وعيك، سبني أرجوك.. انا بنت عمك حرام عليك.
لكنه لم يسمعها، فشيطانه كان يغلبه لتصرخ مرة أخرى عندما نزع قميصها عنها ويكمم فاها بقوة حتى لا يسمعها أحد مع تقبيل جسدها، فتقوم بقضم يده المكمة لها.. فيصدر عنه صرخة رجولية.. وتستغل ذلك لدفعه عنها والهروب لتحتمي بأي شيء داخل الحجرة.. تقع عينيها على سكين صغير بجوار صحن الفاكهة، فتحمله مهددة إياه.. و يقف يلهث من شدة مقاومتها له كأنه خارج من معركة شرسة يقول بلوم زائف:
– كدة ياغزل.. تعضيني.
يحاول الاقتراب منها لتصرخ بوجهه مهددة بالسكين تقول بكره:
– لو قربتلي هقتلك.. فاهم هقتلك يا يوسف.
شعر أن الأمور اتخذت مجرى غير متوقع ليشعر بثقل في عينيه ودوار يداهمه فيقول مهدئًا إياها:
“خلاص.. خلاص إهدي.. مش هقربلك.. بس هاتي السكينة دي.
غزل بحدة وانهيار:
– قولتلك ابعد.. متقربش.
لتتفاجأ باقترابه وتقوم بجرح كف يده اليسرى كرد فعل مفاجئ منها.. لينظر إلى كفه متألما بذهول مع ازدياد الدوار.
………………..

 

 

ضربات بالرأس وطنين متزايد بالأذن يشعل رأسه وثقل بجفونه لا يستطع فتح أعينه.. ليستمر صوت الضربات برأسه ليتألم أكثر وأكثر.. كأن أحدهم يدق رأسه باستمرار.. ليفتح عينيه بثقل شديد ليكتشف أن هذه الضربات المؤلمة ليست سوى صوت طرقات على الباب ليسمع صوت هناء تناديه:
– يوسف بيه.. يوسف بيه.
فيجيبها بإرهاق:
– ايوه ياهناء.
هناء برسمية:
– حضرتك اتأخرت عن الشركة الساعة ١٢حضرتك.. تحب احضر لحضرتك الفطار؟
يوسف يعتدل من نومته ليكتشف وجوده فوق ارضية الحجرة ليقول:
– هناء اعملي كوباية كبيرة قهوة.. لحد ما أنزل.
يجلس بإرهاق عاقدًا حاجبيه فيشعر بألم شديد بكف يده ليرفعها أمام وجهه فيكتشف وجود جرح غائر بكفه وتجلط الدماء به ليقول بتعجب:
– إيه ده؟ هو إيه اللي حصل.
يتحامل على نفسه ويستقيم واقفًا يمرر نظره بالحجرة متعجبًا من حاله وحال الحجرة ابتداء من الفراش المبعثر للأشياء الساقطة ارضًا فتقع أعينه على شيء موضوع فوق الفراش ليرفعه أمامه فيجده قميصًا أنثويا ممزقًا ليعقد حاجبه أكثر متسائلًا:
– بتاع مين ده؟
لم يلبث أن يتحرك ليلاحظ شيئًا يلمع فوق الفراش فيمد يده إليها وتجحظ عينيه من الصدمة وتتسارع ضربات قلبه ليضرب الدماء في أوردته ويقبض قلبه المًا ويهمس بصدمة:
– غزل!
………….

 

 

 

يخرج كالمجنون يبحث عنها في حجرتها ليجدها فارغة فيصدح صوته بغضب مناديا عليها لتخرج هناء مهرولة تقول:
– غزل هانم سفرت هي وناجي بيه؟
يوسف بغضب:
– سافروا؟ سافروا فين؟ وأمتى؟
هناء:
– معنديش علم ..هو ناجي بيه قالي ابلغ حضرتك بسفره.
لينصرف مهرولا عائدا لحجرته يبحث عن هاتفه.
……..
بصالة الانتظار بالمطار
– هتفضلي مكشره كده؟ اديني عملت اللي انتِ طلبتيه ومعرفتش يوسف اننا مجهزين للسفر.. ممكن اعرف بقى ليه كل ده قالها ناجي مداعبا ابنته.. لتقول بحزن:
– مافيش أسباب حبيت بس نعمل كل حاجة وبعد كدة نبلغه.
لم يقتنع ناجي بتبريرها أنه يعلم انها تخفي شيئا خاصًا بخصوص يوسف.
ليجد هاتفه يدق ليقول لها:
– جبنا في سيرة القط.
فيكمل:
– ايوه يايوسف.. اخيرًا صحيت.
يوسف بتوتر يشد خصلات شعره:
– عمي ..عمي إنتوا فين؟
ناجي بوقار:

 

 

– احنا في المطار خلصنا الاوراق ومنتظرين الطيارة … انا قولت لهناء تبلغك.
يوسف يبتلع ريقة متسائلا:
– هي غزل كويسة.. هي جنبك؟ عايز أكلمها.
لينظر ناجي الي ابنته الحزينة يقول :
– ايوه جنبي ..معاك أهي.
تتناول الهاتف من والدها بأيدي مرتعشة تبتلع خصة مؤلمة بحنجرتها حابسة دموعها فتبتعد بالهاتف تحت مراقبة ناجي تجيب بألم :
– نعم؟
عند سماعه صوتها قام منتفضًا يقول بسرعة:
– غزل.. غزل.. اسمعيني ..انت كويسة؟ ردي عليا …غزل طمينيني انتي كويسة ؟..كويسة صح ؟
ليسود الصمت بينهما ليكمل بلهفة:
– أرجوك طمينيني ..انا اذيتك ؟…ماتسكتيش كدة.
ليجد انقطاع الخط فجأة لينظر إلى الهاتف بصدمة ويحاول الاتصال مرة اخري ليجده مغلق ..فيفقد أعصابه ويضرب هاتفة بالحائط ليتهشم إلى اجزاء.
…………..
تجلس مضطربة من هذه الخطوة كيف جاءتها الجرأة لتلبية طلبه في مقابلته بشقته بعد ان امتنعت عن مقابلته في الأماكن العامة غضب كثيرا منها ..ليذكرها دائما بانها زوجته وله حقوق عليها …كيف وافقت علي الزواج منه لا تعلم ..ما تعلمه انها أحبته وعشقته بقوة .ولا تريد التخلي عنه.
يقطع افكارها حضوره حاملا كأسا من العصير قائلا:
– الحقيقة يا ملك انا اسعد راجل في الدنيا دي عشان وافقتي تيجي معايا هنا ..وما هنتش عليكي تزعليني زي المرة اللي فاتت.

 

 

ملك بتوتر:
– جاسر انت عارف اني بحبك ،.وكنت رفضت فده عشان خايفة من يوسف يعرف مش عشان عايزه ابعد عنك .
جاسر يمسك كفها ويجلس بجوارها :
– قولتلك ميت مرة ..سيبي يوسف علي جنب …المهم احنا ..احنا مش بنعمل حاجة غلط ..انتِ مراتي وانا جوزك وليا حق اشوفك ولا ايه ؟
تهز رأسها موافقة علي حديثة ..فيتشجع ليقترب منها يهمس في أذنها:
– انا مشتاقلك جدا يا ملك.
ليطبع قبلة بجانب عنقها ويضمها لصدره وترفع ذراعيها تحيطه بهما.. فتشعر به يحملها بين ذراعيه قائلا:
– ملك انت وحشاني اوي ..ارجوكي ماتقوليش لا ..مش قادر اصبر اكتر من كدة.
– جاسر انا خايفة.
فيدخل بيها حجرته يهمس لها :
– طول ما انا معاكي ماتخافيش ابدا.
………..
تنام منكمشة بخوف مما حدث لقد أصبحت زوجته فعليا.. ماذا عليها ان تفعل ؟..تشعر بخيانة اهلها وسندها …فتسيل دموعها بصمت على وجنتها بسبب تهورها الغير محسوب وتشعر بحركته بجوارها ليلامس ذراعها المكشوف بحنية يقول بعشق:
– مبروك ياحبيبتي ..دلوقت بقيتي حرم جاسر الصياد.
فيتفاجأ ببكائها الشديد فيزداد قلقه عليها قائلا:
– ملك ..بتعيطي ليه ؟..صدر مني حاجة ضايقتك ..؟!….طيب في حاجة بتوجعك؟
ملك ببكاء:

 

 

 

– خايفة ياجاسر من اللي جاي ..خايفة تكون بتلعب بيا ..خايفة من يوسف.
جاسر بلوم حقيقي:
– بقى كدة ! خايفة منى ازاي تشكي في حبي ليكي ياملك؟ انت ماتعرفيش مدى عداوتي مع اخوكي شكلها ايه؟..مع ذلك اول مرة شفتك حبيتك من غير ما اعرف انك اخت يوسف ولما عرفت مقدرتش ارجع واسيبك.
يراها تعتدل في جلستها وتقوم بتغطية حالها بخجل :
– ماتزعلش مني ..انا الأفكار بتاخدني وتوديني ..ياريت يوسف زي يامن ياريت.
فيلاحظ بحثها عن ملابسها ليقبض على ذراعها بنعومة يقربها اليه قائلا :
– رايحة فين؟..انا لسه ماشبعتش منك.
ملك بخجل :
– كفاية ياجاسر عشان…
يضمها إلى صدره يلاعب شعرها بيده قائلا:
– مافيش عشان! مافيش غير حاجة واحدة بس انك هتفضلي في حضني النهاردة.
فيهبط ليقبلها قبلة ناعمة طويله لتستسلم له وتلاعب خصلات شعره بيديها .ليسرقا بعض السعادة المكتوبة لهما.
…………….
يدخل عليها مكتبها والغيظ يملأه من تجاهلها.. نعم اعترف بحبه لها.. نعم يحبها ولكن لمَ لا تعترف هي الأخرى؟ لماذا تعانده؟
يقف أمام مكتبها بوجه صارم وبيده ملف متحججًا به كعادته يقول:
– قولتلك عايز اقابلك في الأرشيف واستنيتك ومجيتيش.
ترفع عينيها برسمية مزيفة عن الحاسوب تقول:
– أستاذ محمد؟ فيه حاجة حضرتك طليبها مني؟!
ليصدم من طريقة حديثها فيقول:

 

 

– سوزان! بلاش البرود ده.. انا بعتلك رسالة وانتِ شوفتيها عشان تقابليني في الأرشيف، ممكن اعرف ايه اللي اخرك السيادة.
يراها ترجع ظهرها لمقعدها وتنظر إليه نظرة مبهمة تقول:
– حضرتك عايزني اقابلك ليه؟ فيه حاجة بينا.. حضرتك يا أستاذ محمد زميل في الشركة دي وما اعتقدتش ان أي زميل كل شوية يقولي اقابلك اروح أقابله.
محمد يحجز علي اسنانه:
– أنتِ عايزة توصلي لإيه؟ أنا اعترفتلك اني بحبك.. عايزة ايه تاني؟
لتبتسم بسخرية:
– اولًا أنا مش عاوزة أوصل لحاجة.. ثانيًا اعترافك ده مش جديد عليا تعرضت لده كتير قبل كده.
ليهجم عليها ممسكًا ذراعها بقوة:
– تقصدي إيه انك تعرضتي لده كتير؟
– شيل ايدك!
قالتها بنظرة تحذيرية جديدة عليه، ليتركها ببطء ذاهلاً من اسلوبها لا يعلم ما الخطأ الذي اقترفه لتعامله هكذا.. عندما اعترف لها بحبه في غرفة الأرشيف من قبل لاحظ بريق عينيها والسعادة التي حلت عليها.. لما تغيرت بهذا الشكل؟
يخرج مندفعا من أمامها تارك اياها تبكي لقد تماسكت أمامه كثير حتى لا تظهر ضعفها فكبريائها يمنعها ان تتسول خطوة جدية في علاقتهما معا.
…………….
– انت هتفضل علي الوضع ده كتير.. انت مبقتش مركز نهائي.. وشغلك كله اخطاء اول مرة اشوفها ..حتي هيئتك بقيت مهمل فيها ..حصل ايه لكل ده مش فاهم ؟..انت حتى مش متأكد من شكوكك.
قالها شادي بلوم شديد ليوسف …
يجلس أمامه واضعا راسه بين كفيه مستندا علي مكتبه يقول ببطء:
– مش قادر افكر ياشادي ..دماغي بقالها شهرين مشلولة …خايف أكون أذيتها بغبائي وهي مش عايزة تريحني ..مش بترضى تكلمني.

 

 

 

شادي بلوم:
– يابني اهدى…انت قولت لي انك مش فاكر وانك لقيت حاجتها علي سريرك ..ده مش دليل ان في حاجة حصلت بينكم.
يوسف بغضب:
– وجرح ايدي والعضة اللي فكفي.. وصدري اللي مليان خرابيش ..مش دليل اني أذيتها واعتديت عليها ..؟؟؟.بلاش كدة ..ليه مش بترد عليا ليييه؟
شادي بمراوغة:
– طيب نفرض ان ده فعلا حصل ..انت هتعمل ايه ؟
– هتجوزها
قالها مندفعا بدون تفكير ..
فيكمل بارتباك:
– غلطتي ولازم أصلحها ماتبصليش كدة.
ليرفع شادي حاجبه بابتسامة:
– من امتى يوسف الشافعي بيفكر في كدة؟ اقولك الحق انت تتمنى من جواك انه يحصل عشان غرضك ده.
يوسف هروبًا من صديقة يمسك هاتفه محاولا الاتصال بها للمرة الذي فقد عدها.
…………
تقف امام الموقد تعد وجبة الغداء تشعر براحة نفسية بهذا المكان مكان هادئ له حديقة صغيرة من طابقين وله طابع خاص كسكان هذه الدولة ..تشرد في اول مرة وضعت قدمها علي ارض هذه الدولة كان يتملكها التوتر والخوف لتمسك بيد والدها متشبثة به ..لقد كان ينتظر شخصا ما فتراه بعد لحظات يلوح بيده من بعيد بابتسامة عجيبة عليها مملوءة بالخب لتلاحظ اقتراب شاب ابيض متوسط الطول يشبه والدها ويوسف بعض الشيء يظهر علي ملامحة الدعابة وخفة الظل يقول:
– اخيرا ياعمي حنيت عليا.
ليحتضنه بقوة صادقة ..ثم يقوم بمد يده لها دون ان يفقد ابتسامته يقول :
– نورتي تركيا ياغزل.

 

 

كان يعرفها ويعرف اسمها ..علمت بعدها انه ابن عمها الثاني المغمور الذي لم يذكر اسمه مرة واحدة أمامها فكانت صدمة لها ان تعرف بوجود ابن عم شقيق ليوسف وملك …كانت متخوفة من البداية منه ظنًا منها انه سيكون بنفس أخلاق شقيقة ..ولكنها اكتشفت انها تتعامل مع شخص مختلف كليا عن شقيقة ..مرح ..كثير المداعبة …متعاون لأبعد الحدود.
لتكتشف بعدها وظيفته التي سببت لها توترا جليا كان يعمل طبيبا متخصصا في الانف والأذن والحنجرة
علمت بعدها سبب اتجاه والدها لهذه البلدة بالأخص بعد ان طلبت منه ببكاء في المكتب عرضها علي طبيب متخصص لحالتها مع الإبقاء علي سرية الموضوع وقد كان ….
لتنتفض فزعة صارخة من صوت عالي كصوت انفجار وتسمع صوت ضحكات يامن عليها لتقول له بغضب:
– انت مش هتبطل اللي بتعمله ده اعمل فيك ايه.
يامن بضحك :
– طيب اعمل ايه بذمتك بقالي ساعة عمال انده عليكي وانا شايل اكياس من السوبر ماركت والحاجة تقيله ..قولت اجرب افرقع كيس منهم عشان اطمن علي العملية ..انتي عارفة لازم اطمن علي حالتي.
غزل بطفولة :
– طيب !!!..خد عقابك بقي مافيش اكل ليك ولا حاجة حلوه.
يامن باستسلام :
– لا أبوس ايدك انا جعان وراجع من المستشفي هلكان يادوب رحت اشتريت الحاجة ورجعت علي طول.
غزل بتفكير :
– خلاص سماح المرادي يا ابيه.
يامن يتلفت يمينا ويسارا:
– أبيه!.. انا ابيه!!.. الكلام ده ليا انا ؟
تهز رأسها بمشاكسة وتضحك ليقول:
– غزل ! .احنا حبايب اه ..لكن تكبريني في السن لا ..ده انا اخوكي الصغير ولسه مادخلتش دنيا تطلعي سمعة ما اتجوزش.
غزل بجدية:

 

 

– ياريت يايامن والله ..انت اساسا تستاهل كل خير ..يارب يرزقك ببنت الحلال عشان اخلص من مقالبك بقي.
يامن بلوم :
– كدة !!..طيب مافيش ايس كريم علي البحر النهاردة.
غزل برجاء:
– لا لا حرمت خلاص .. إلا الآيس كريم.
يدخل ناجي عليهما يقول:
– موال كل يوم ..إنتوا مش هتبطلوا نقار مع بعض صدعتوني.
يامن بتحية رسمية:
– لا يافندم هنسكت خالص.
ناجي موجهها حديثه لها:
– يوسف كلمني النهاردة زي كل يوم ..وطلب انه يكلمك وانا قولتله انك نايمة ..زي ماقولتي.
انا نفذت رغبتك اللي مش عارف سببها ايه ومستني تيجي بنفسك تصارحيني باللي مضايقك..
فينصرف تحت نظراتهما المراقبة.
وتسمع يامن يتساءل :
– لسه مش عايزة تكلميه وتردي عليه؟
تهز رأسها بالرفض والضيق ليكمل بجدية:
– عمي بدأ ياخد باله ان في حاجة ..وهروبك مش صح لازم مواجهة ..ومسيرك هترجعي ..انت هنا بس لحد مااطمن علي العمليتين اللي عملتهالك وتعدي فترة النقاهة مش اكتر.
يسمعها تجيبه بحزن :

 

 

– مش عايزة ارجع ..ولا عايزة أواجهه ……انا بكرهه ..خليني معاك هنا ..صدقني مش هضايقك.
يامن بتأثر لحالها يرفع كف يده يربت علي وجنتها :
– غزل !!..يوسف مش وحش اوي زي ما انتِ متخيله بالعكس يوسف قلبه كبير بس هو غبي اوي مع اللي حوليه ..سيبي الأيام هي اللي هتحدد هيحصل ايه.
غزل بتساؤل محير:
– ممكن اعرف حاجة محيراني من ساعة ماوصلت ..انت ليه مش بتكلم يوسف ولا هو بيكلمك ؟..وليه محدش جاب سيرتك هناك ؟…حتى المدة اللي عشتها هناك مارجعتش ولا مرة تزورنا.
يامن بابتسامته خلابة:
– زي ماتقولي كدة ..في خلاف كبير بيني وبين يوسف ..الخلاف ايه؟..مسيرك تعرفي في يوم.
يقطع حديثه رنين هاتفها المستمر ليقع عينه علي اسم المتصل فتصدح ضحكة عالية منه عندما شاهد الاسم التي تسجله به …ليقول اثناء ضحكه :
– مش ممكن انتِ مشكلة.
غزل ترفع حاجبها وتهدده بالضرب بملعقة الغرف تقول :
– ممكن افهم بتضحك علي ايه دلوقت.
يامن مهدئا حاله :
– انت عارفة لو يوسف عرف انتي مسجلاه ايه علي التليفون هيعمل فيكي ايه؟
غزل بكبرياء :
– اعمل ايه ؟!…مالقتش وصف يناسب اخوك الا ده …بقولك ايه انت ناوي تقوله؟
يامن :
– لا طبعا انا مش مستغني عنك ..بس اطمني هو مسيره يعرف لوحده.
فتشرد هي في شاشة الهاتف التي تضئ باسمه المستعار(البذيء قاطع الأنفاس )
…………….

 

 

يقول بغضب:
– برده مش بترد اعمل ايه انا هتجنن؟
شادي بعقلانية:
– ممكن تهدى انت كده هتخلي عمك يشك ..اهدى هي مسيرها ترجع مع عمك ..هو ماقالش هيرجعوا امتى؟
يوسف بضيق :
– هو انا اعرف سافروا فين وليه عشان اعرف هيرجعوا امتى ؟..عمي بقاله مدة مش صريح وبيلاعبني ..كل اما اساله حاسس انه مخبي حاجة مش عايزني اعرفها؟
– طيب انا هقوم انا ..واه ..ابقي رد علي مكالمات نانسي عشان قلبت دماغي وحالفة لاتيجي الشركة لو ماردتش عليها؟
يوسف بشرود:
– هترد شاء الله.
………………….
تجلس امام كتابها شاردة في صفحاته لاتفقه شيء منه منذ ساعات حاولت التركيز اكثر من مرة لتعود الذكري السوداء لخيالها وتشتت افكارها ..أين كان عقلها عندما تهور قبلها معها ؟؟..يؤلمها ضميرها علي ماصدر منها ..تتمنى لو كانت تتصف ببعض الشجاعة لتواجه الجميع بأفعالها البذيئة
فتسمع صوت طرقات حجرتها ليدخل محمد علي وجهه ابتسامة خلابة :
– توتا بتعمل ايه؟
تجيبه تقى بهدوء:
– كنت بحاول أذاكر لان الامتحانات قربت.
لتراه يجلس أمامها كأن يوجد شيء يريد قوله :”تقى ..انا ملاحظ بقالي مدة انك قافلة علي نفسك ومتغيرة ..ومش متعود علي سكوتك ده طبعا ..في حاجة مخبياها عليا ..انا اخوكي ومهما كان سندك.
لتعقد حاجبها بتوتر :
– حاجة ؟..حاجة زي ايه ؟…مافيش طبعا ..انا بس حاسة اني مرهقة وكسلانه اروح الجامعة ..فقولت استغل ده واذاكر في البيت.

 

 

محمد بعدم اقتناع :
– بس كدة.
فتهز رأسها بنعم ليكمل هو بحب:
– طيب انا هحاول اقتنع بكلامك لكن لو حسيتي في يوم انك عايزة تتكلمي انا موجود.
فيتحرك ليلثم رأسها بقبلة اخوية ويتركها بألم ضميرها وندمها.
……………
بعد مرور اسبوع على الجميع
تخرج من حمامها ملتفة بشرشف قطني بشعر مبتل لتلقي نظرة علي من يستلقي علي فراشها وينعم بنوم هانئ ..لتنظر الي نفسها بالمرأة تقييم جمال جسدها الأبيض وخصلات شعرها الذهبية التي تتميز به ..لا تعلم الي متى ستظل اسيرة لعشقه وحبه التي تملك منها منذ سنين كالوباء ..؟؟هل ستبقي هكذا مكتفية ببعض اللقاءات ام آن الأوان لتنعم ببعض الاستقرار ..فتلاحظ تململه بإرهاق اثناء نومه ..فمن يراه الان لا يقارنة بمن هجم عليها منذ ساعات قليلة لقد كان غريبا تشعر بشروده وقلقه وهو معها..
وأثناء تأملها له سمعت صوت هاتفه فينفض النوم من عينيه ويمد يده يفتح المكالمة لينتفض جالسا بجزعه العاري يقول :
– ايوه ياعمي.
– مطار ايه؟
– يعني انتو فين؟
يكمل حديثة وهو يقوم بارتداء ملابسه على عجالة:
– معلش اصلي كنت نايم ومش مركز.
– يعني وصلتوا.. انا جاي في الطريق خمس دقايق.
يكاد ان يغلق ليقول بلهفة :
– عمي ..عمي..هي !!هي غزل معاك ؟
فيبتسم بدون ان يشعر ليقول :
– انا جاي حالا.
ليخرج مهرولا بسعادة غريبة علي وجهه ممسكا بحذائه تحت أنظارها الذاهلة لتقول لنفسها :
– هو اتجنن ولا ايه ..ده حتي ماسلمش عليا.
………

 

 

يجلس خلف المقود قابضا عليه بكفه بغضب شديد وحيرة …يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبا اياها وهي محتضنة والدها بملامح مبهمة بالنسبة له …ملامح باردة ترتدي نضاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها .
يرجع بذاكرته منذ لحظات عندما كان يقف متوترا بصالة الانتظار منتظرا وصولها ليس الا ….ينظر الي ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا ..ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين ….الذراعين ؟…الذراعين؟ يامن يحتضن ذراعها ؟!..ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صدمته …عندما رأي أخيه يامن يحتضن غزل اليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه وعلى وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة.
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر:
– يوسف …اقفل بوقك ياحبيبي ..الدبّان هيدخل جواه.
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل إليه يامن وهو محتضن غزل بمرح :
– ايه ياجينيرال مش هتسلم علي اخوك حبيبك.
ليفيق يوسف من صدمته يقول من بين اسنانه:
– شرفت يا ياخويا.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صماء لا تعرف الغزل)

تعليق واحد

اترك رد