روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت التاسع عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء التاسع عشر

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة التاسعة عشر

سقطت دموعها تأثرًا بحديثه وأرتجف جسدها رغمًا عنها بأحضانه ليعلم على الفور بـ أنها تبكي ليبتسم هو ويهمس في أذنها قائلًا:أُحيطكِ علمًا بأني أنا … أنا ذاك العاشق لسموكِ أيتها الأميرة
____________________
“انا مش عارف في ايه”
أردف بها حُذيفة وهو ينظر أمامه ويقود سيارته بهدوء بينما كانت لارين تجلس بجانبه لتقول:يا ابني في ايه هو مش علي كلمك وقالك توديني عيد ميلاد صاحبتي
نظر لها ثم نظر إلى الطريق مره أخرى وقال:وهو أتشل يا ستي انا عايز أروح لـ أيسل عشان متزعلش
لارين:متقلقش أيسل كلمتها وقولتلها إنك هتتأخر عنها شويه عشان هتوصلني مشوار وعلي كلمها وقالها برضوا
زفر حُذيفة وقال:عارفه يا لارين لو قولتي حاجه لـ أيسل هوريكي
ضحكت لارين بخفه لتنظر لهُ قائلة:ايه خايف منها ولا ايه
نظر لها بطرف عينه وقال:يبقى عرفتيها
لارين ببراءة:بصراحة كدا اه ومش هي لوحدها … علي عرف
صق على أسنانه بقوه وقال:يا غدارة … قولتلك كنت مش فايق ومخدتش بالي انا بقول ايه انتِ حرباية أقسم بالله
ضحكت لارين ليقول هو:عمي مخدش باله إنه بيربي حرباية
ضحكت لارين أكثر ليقول هو بحسرة:انا مني لله إني فكرت أستعين بيكي أصلًا انا كنت المفروض أكلم روزي لما استعان بيها أحمد مفتحتش بوقها
رمشت بعينيها عدة مرات وقالت:خلاص بقى يا حُذيفة ميبقاش قلبك أسود ايه يعني هتاخد كام تهزيقه من مِسك على بوكسين من علي مش حوار
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو يقول:علي يحمد ربنا إني سايبك عايشه لحد دلوقتي
توقف بالسيارة وهو يقول بغيظ:أدينا وصلنا يا اختي أتفضلي وابقي خلي خطيبك يوديكي ويروحك انا مش فاضيلكوا
نزلت لارين وأغلقت باب السيارة وهي تحمل الحقيبة الكبيرة بعض الشيء وهي تقول:بقولك ايه خليك دقيقة في حد جايلك دلوقتي
عقد حُذيفة حاجبيه وكاد يتحدث ولكن لم تعطيه لارين فرصة التحدث لينظر إلى أثرها وهو لا يفهم شيء مما يحدث
____________________
أقتربت منها لارين وهي تقول بـ أبتسامه:خطتك ماشيه يا ستي زي ما انتِ عايزه أهو
أخذت أيسل حقيبة الهدايا منها وقالت بأبتسامه وشكر:شكرًا أوي يا لارين انا عارفه إني تعبتك معايا
لارين بأبتسامه:أي خدمة يلا هو مستني برا
تركتها لارين وذهبت لتنظر أيسل إلى الأغراض بهدوء وهي تبتسم برضا، نظرت إلى الحقيبة بـ أبتسامه وخرجت
كان هو يجلس وهو يزفر بضيق من الوقت للأخر وهو لا يعلم لِمَ ينتظر كل هذا الوقت، مسح على وجهه وكاد يذهب ولكن أوقفه طرقات على زجاج سيارته نظر إلى الطارق ولم تكن سوى أيسل تعجب حُذيفة كثيرًا وترجل من سيارته وهو ينظر لها قائلًا:انتِ بتعملي ايه هنا يا أيسل … هو مش انتِ في القصر برضوا … انتِ تعرفي صاحبة لارين
أبتسمت أيسل وأمسكت يده وسحبته خلفها وهي تقول بأبتسامه:تعالى معايا وانتَ هتفهم كل حاجه
ذهب معها حُذيفة وهو لا يفهم شيء مما يحدث، دلفت أيسل ونظر هو حوله بتعجب ليقول:دا عيد ميلاد ميت ولا ايه دا محدش غيرنا هنا
توقفت أيسل ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:ايه رأيك في الفستان والخمار
نظر لها بعدم فهم ثم فرك عينيه وقال:لا أستني أكيد في حاجه غلط … انا نايم مغناطيسيًا صح … انا مش لسه سايب لارين لابسه نفس اللبس زيك .. هو انا موت وبتحاسب في ايه
ضحكت أيسل بقوة وهي لا تصدق ما تسمعه لينظر هو حوله بعدم فهم ليسمعها تقول بأبتسامه وحب:كل سنة وانتَ طيب يا حبيبي النهاردة أحلى يوم ليا وليك
تفاجئ حُذيفة وقال:ايه دا .. لا أستني انا عيد ميلادي بكرا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه لتقول:أيوه … حبيت أحتفل بيه معاك لوحدنا
في الواقع كان حُذيفة متفاجئ للغاية ولم يتوقع حدوث شيئًا كـ هذا، أبتسمت أيسل وهي تراه ينظر حوله وعيناه تلتمع لمعة تعلمها جيدًا، نظر لها مره أخرى وقال بأبتسامه وسعادة:بتهزري … يعني انتِ كل دا كنتي بتضحكي عليا وانا زي الأهبل ماشي معاكي على أساس إنه عيد ميلاد صاحبتك وفي الآخر طلع بتجهزي لعيد ميلادي
ضحكت بخفه وهي تنظر لهُ بدموع وسعادة، مسح تلك الدمعة التي سقطت من عينه ليقول:انا مش عارف أقولك ايه يا أيسل بجد … شكرًا بجد على مجهودك وتعبك في إنك تخليني مبسوط في يوم زي دا
وضعت يدها على يده وهي تقول بأبتسامه وحب:متشكرنيش على أي حاجه بعملها معاك يا حُذيفة … انا بفرح لما تتبسط بـ أي حاجه بعملها … وبعدين دا أول عيد ميلاد ليك واحنا مع بعض عشان كدا حبيت أخليه يوم مُميز
مسح دموعه لينظر لها بأبتسامه سعيدة وقال:لا الموضوع دا لازمله حضن مش هقدر
ضحكت أيسل لتتفاجئ بهِ يضمها لأحضانه بحنان وهو يقول:انا بحبك أوي يا أيسل
أبتسمت أيسل وربتت على ظهره برفق وهي تقول:وانا بحبك أوي … انا محظوظة إني معايا واحد زيك تعرف كدا
أتسعت أبتسامته وقال:انا اللي محظوظ إنك معايا دلوقتي يا أيسل … ربنا يباركلي فيكي يا نور عيني
أبتعد عنها لينظر إلى وجهها المحبب إليه وقال بـ أبتسامه:انا هكتفي بيه وانا معاكي عيد ميلادي معاهم ملهوش لازمه
ضحكت أيسل ونظرت لهُ بأبتسامه لتقول:تعالى بقى نطفي الشمع وبعدها أديك هديتك
أخذته ووقفت أمام الطاولة وهو بجانبها ليبتسم فورًا وهو يرى كعكة عيد ميلاده مُزينة بطريقة لطيفة وصورتهما سويًا مطبوعة عليها جعلتها في غاية الجمال، وضعت أيسل الشموع والتي كانت من ضمنهم شمعتان عبارة عن رقمان “25” أشعلتها بأبتسامه ثم بدأت تُغني بسعادة وهي تُصفق بحب:هابي بيرث داي تو يو يا جميل .. هابي بيرث داي تو يو يا جميل .. هابي بيرث داي يا حُذيفة هابي بيرث داي تو يو .. سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا جميل سنة حلوة يا جميل .. يلا حالًا بالًا فالًا حيووا أبو الفصاض هيكون عيد ميلاده الليلة أحسن الأعياد فـ ليحيا أبو الفصاض هيييييييه
ضحك حُذيفة بملئ فاهه فور أنتهاءها من الغناء لتنظر لهُ بأبتسامه ويقول هو بصوت ضاحك:رجعتيني كمان عشرين سنة لورا ولوهلة حسيت إنك بتحتفلي بعيد ميلاد طفل عنده خمس سنين بس بـ أمانة انا فرحت أوي ورجعتيني لأيام الطفولة تاني أيام ما كنت برفض أحتفل بيه طالما انتِ مش موجوده فيه ودلوقتي انتِ معايا من غير ما انا أقولك خليكي
أبتسمت أيسل بحب وقالت:ولحد آخر العمر … يلا طفي الشمع بقى عشان انا ناوية آكل دماغك
ضحك حُذيفة وأطفئ الشموع ثم قال:ليه يا مؤذية دا انا حتى طيب وغلبان
رفعت حاجبها الأيمن وقالت:غلبان وتعبان … بقى شايفني لارين يا حُذيفة وتقولها مفيش مناسبة أحلى من أننا نتجوز
ضحك حُذيفة هذه المره بقوة وهو لا يصدق ليقول من بين ضحكاته:يا لارين يا غدارة … والله كنت تعبان ومصدع مش مركز انا بقول ايه طلع عيني في الشركة النهارده وحقيقي مش شايف قدامي
حرك رأسه برفق وهو يقول:واطية مطمرش فيها الزلابية والمشبك اللي جبتهم
أيسل بـ أبتسامه:وانا مصدقاك وبعدين هي كانت بتهزر
قطعت الكعكة ووضعت لهُ وسكبت المشروب الغازي وهي تتحدث معه في أمور عديدة حتى وضعت الحقيبة على الطاولة أمامه وهي تقول بـ أبتسامه:هديتك أهي يا سيدي أتمنى تعجبك
ترك الكوب وقال:أنتوا مربطينها مع بعض صح
حركت رأسها برفق وهي تقول بـ أبتسامه:أيوه عرفت منين
حرك رأسه برفق وهو يقول:باين ما شاء الله … مكانش ليه لزوم يا أيسل انتِ هديتي والله
أيسل بـ أبتسامه:مينفعش يعني أعمل عيد ميلاد واجيب تورتة ومجيبش هدية أزاي يعني قولي بالله عليك
أبتسم حُذيفة وقال:عندك حق
نظر إلى الحقيبة وقال:أشوفها دلوقتي ولا لما أروح
أيسل بـ أبتسامه:اللي يريحك كدا هتشوفها وكدا هتشوفها
حُذيفة بـ أبتسامه:يبقى أشوفها دلوقتي
__________________
لا تعلم كم مر من الوقت وهي مازالت على وضعيتها لم تتحرك، شعر ليل بالقلق عليها ليقول:روزي انتِ معايا
كاد أن يُبعدها عن أحضانه ليتفاجئ بها تضمه بقوة وكأنها أستفاقت أخيرًا مما هي عليه، ضمها هو أيضًا بهدوء وهو يُمسد على خصلاتها بحنان ليسمعها تقول:منك لله يا ليل
صُدم ليل وتوقفت يده عما كانت تفعله وهو يشعر بـ أنه صُعق للتو، نظر لها وكأنه يُكذب ما تلقطه أذناه ليقول:انتِ قولتي حاجه صح
ضربته بقبضتها على ظهره بقوه وهي تقول بدموع وغضب:انتَ معندكش دم
بكت مره أخرى ليتفهم هو ما يدور بداخلها ليقول ببرود:وايه الجديد ما انا عارف
أزداد غضبها هذا اللعين يُحول لحظاتها الوردية إلي كتلة رماد في لمح البصر ليشعر بها تُحاول دفعه بعيدًا عنها وهي تقول بغضب:أوعى انا بجد مش طيقاك انتَ بارد
شدد من أحتضانه لها وهو يُربت على رأسها برفق وكأنه يُهدهد طفلة صغيرة قائلًا:خلاص يا حبيبتي أهدي انا بارد ومستفز وبجيب جلطة لأي حد قدامي وفيا كل الصفات القذرة أهدي
صرخت بهِ بغضب وقالت:انتَ بتهدي بنت أختك
ضحك هو رغمًا عنه وقال:اه انتِ عرفتي منين
شعر بحرارة جسدها أرتفعت فجأه ليعلم أنه أغضبها وبشدة ليطبع قُبلة على رأسها وهو يقول:خلاص يا معفنة متتعصبيش أوي كدا أيش حال لو كنتي حلوة شوية يعني
زفرت بقوة وهي تقول:يارب صبرني يارب وقويني
ربت على ظهرها وقال:خلاص مش هضايقك تاني أهدي … انا بهزر معاكي يا روزي
أبعدت رأسها وهي تنظر لهُ قائلة بغضب:دا هزار بذمتك لعلمك لو دا هزارك معايا فـ أحب أطمنك إني مش هعمر معاك شهر واحد
ضحك بخفة وأعاد خصلة خلف أذنها وقال بـ أبتسامه:لا يا حبيبتي متقوليش كدا انتِ هتفضلي معايا لحد ما نعجز زي تيتا وجدو كدا
طبع قُبلة على خدها وقال:خلاص بقى فُكي كدا … عيزاني أتغزل فيكي عشان تبتسمي طيب
نظرت لهُ بطرف عينها ولم تتحدث ليقول هو بـ أبتسامه:قولي متتكسفيش انا في الغزل محدش يقدر ينافسني
قامت بنفخ خدودها بضيق مصطنع ليبتسم هو أكثر ويَمُدّ يده اليُمنى مُمسكًا بوجهها ضاغطًا عليه برفق ليبتسم هو قائلًا:متنفوخيش خدودك
نظرت لهُ ليقول هو:بقولك ايه انا رايح فرح واحد صاحبي تيجي معايا
روزي بهدوء:أمتى
ليل:بعد بكرا
لم تتحدث ليقول هو بخبث:هناك هيكون في بنات كتير ولو شافوني مش هيسيبوني وكل واحدة هتيجي تلزق فيا يرضيكي أكون مُحاط بدايرة بنات كلهم لابسين قصير ومكشوف
شعرت بالغضب والغيرة يتملكان منها لتقول بغيرة:انا جايه معاك وتبقى واحدة تستجري ترفع عنيها عليك
أبتسم ليل أبتسامه واسعة ليقول:ظهرتي على حقيقتك يا بنت عُدي
_________________
“رايح فين يا عُمير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
توقف عُمير مكانه ليلتفت إليها بهدوء ويراها تقف على باب غرفتها ليعود لها مره أخرى وهو يقول:رايح مع الشباب مشوار
غدير بهدوء:هتتأخر
حرك رأسه برفق وهو يقول:على حسب محتاجه حاجه
حركت رأسها برفق وقالت:لا خلاص
نظر لها عُمير بترقب وقال:لا كنتي عايزه … قولي
ضغطت على يدها بتوتر وقالت بخجل:مفيش كنت محتاجه أقعد معاك شويه بس طالما عندك مشوار روحه ولما ترجع نبقى نقعد مع بعض
أبتسم عُمير بخفة وقال بـ لُطف:وعد أول ما أرجع هعدي عليكي ونقعد مع بعض زي ما انتِ عايزه انا بس مضطر أطلع المشوار دا عشان مُهم جدًا ومينفعش مروحش
حركت رأسها برفق وتفهم وقالت بـ أبتسامه خفيفة وهي تنظر إليه:خلي بالك من نفسك
أبتسم عُمير وأقترب منها قليلًا وطبع قُبلة على رأسها وهو يقول:متخافيش عليا
تركها وذهب لتنظر هي إلى أثره بـ أبتسامه هادئة لتدلف إلى غرفتها مره أخرى
__________________
كانوا يقفون أسفل الظلام بشكل مُهيب، ضوء القمر يُنير المكان بشكل مُخيف، يقفون في مشهد يجعل القلوب تتوقف عن النبض لا يظهر منهم شيء في الظلام سوى أعينهم التي تحمل شر وتوعد كبير، الجميع يترقب وينتظر الإشارة، يستندون على سيارتهم السوداء والتي تُشبه سواد قلوبهم في هذه اللحظة، أقترب منهم ثلاثة رجال ذو بنية قوية بعض الشيء ليقفون أمامهم ويعتدلون هم بوقفتهم وهم ينظرون لهم
نظر لهم أحمد بمعالم وجه تملؤها القسوة والحقد ليقول بنبرة باردة:طبعًا عارفين هتعملوا ايه … كل واحد يخلي باله وكل واحد هيعمل بدوره زي ما أتفقنا … عايزهم يتسلموا شبه ميتين
نظروا لهُ بجمود وتركيز ليتحدث ليل هذه المرة وهو يقول بشر:مش عايز حد يضعف .. كلنا واحد وكلنا قوة واحدة مفيش كبير وصغير كلنا كبار وكلنا وارد نتحط في نفس الموقف وعشان كدا تتعاملوا على أساس إن اللي اتحط في الموقف دا اختكوا مش بنت عم او خال في الآخر اللي أتأذت واحدة من حريم الدمنهوري يعني دي فيها قطع أيد بالنسبالنا على طول … جاهزين
توقفوا في أتم الأستعداد للدلوف لينظر ليل إلى أحمد وعلي الواقفان بجانبه، تحرك أحمد أولًا أتبعه علي وليل وخلفهم الشباب
فُتح الباب ببطء شديد يُثير الرعب في قلوبهم ومن ثم دلفوا جميعهم يتقدمهم أحمد والجميع خلفه يرتدون ثياب سوداء في مشهد مُريب ومرعب لهم، كانوا يسيرون والظلام يُحيطهم لا يُظهر منهم شيء
كل ما يُسمع صوت أقدامهم وأنفاسهم العالية التي توحي عن عاصفة قوية تُنبئهم بدمار شامل سيسحق الجميع دون رحمة، كانوا هم يجلسون على الأرض ومُقيدين في الجدار خلفهم
تحدث واحدٍ منهم وهو ينظر أمامه قائلًا:أهم حسوا على دمهم وجم بنفسهم
توقفوا هم أمامهم في مشهد مُريب، أربعة عشر حفيد أمام سبعة شباب طائشين يجهلون ما سيحدث، صمت دام للحظات قبل أن يتقدم أحمد منهم وحده يقف أمامهم ليُظهر ضوء القمر وجهه أمامهم
أبتسم الشاب الذي كان يُحاول الإعتداء على مريم وهو يقول:أهلًا … أخو مريم الظابط
أبتسم أحمد أبتسامه سوداوية وهو ينظر لهُ ليتقدم هلال ويقف بجانب أخيه وهو يرمقهم بشر ليقول هو ضاحكًا:آه أخوها الصغير العبيط اللي صدرتهولي على أساس إنه هيعرف يخوفني وكدا
ضحك مره أخرى بسخرية ليشعر هلال بـ الأدرينالين يرتفع بجسده بقوة وقد أسودت عيناه بشكل مخيف، جاء ليقترب منه منعته يد أحمد الذي كان ينظر لهُ بهدوء مُريب
تحدث هذا الشاب مره أخرى وهو يقول بأبتسامه واسعة:انا شايف رجالة كتير وراك لعلمك دي متبقاش رجولة متفتكرش أنهم هيخوفني ولا إني أول ما أشوفهم هكش واعيط زي العيل لا يابا مش انا اللي ييجي عليه الشغل دا … بس مجبتوش معاكوا حريم ليه بدل ما تبقى القاعدة كلها رجالة كدا … كانت محتاجه مريم القاعدة دي
حسنًا لقد فقد آخر ذرة تماسك لديه ليندفع إليه بسرعة البرق يركله بقدمه في بطنه بعنف شديد ليصرخ الآخر بقوة وألم، سدد لهُ ركله أخرى أقوى لتعلو صرخاته أكثر تصم أذانهم ولكنها لا تأتي شيء بجانب بكاءها وخوفها وارتجافه جسدها بـ أحضانه، يُعميه هيئتها وكأنه يرى كل شيء يحدث أمامه في هذه اللحظة وهذا لا يُزيده إلا عنفًا وقسوة
أبتعد أحمد بعدما أبرحه ضربًا وصدره يعلو ويهبط بطريقة مرعبة، تقدم هلال ليستلم ذِمام الأمور من أخيه وهو ينقض على الآخر الذي جذب حجابها من رأسها وتطاولت يده عليها يُبرحه ضربًا وهو لا يهتم بصوت صرخاه الذي صم أذان الجميع، تقدم خمسة أحفاد يتسلمون أمور الآخرين ليبتعد هو ببرود وهو يُشاهد ما يحدث بـ أستمتاع شديد، أغمض عينيه يستمتع بسماع صرخاتهم التي تصم أذان الجميع وكأنها موسيقى تُحسن حالته المزاجية
تحدث فادي بنبرة عالية وهو يقول بجمود:خفوا شويه يا رجالة لسه في غيركوا عايز يلعب شويه متطمعوش أوي كدا
وفي وسط هذا العراك الطاحن والصرخات والتكسير والآهات العالية صدح هاتفه يعلنه عن أتصال من شريف لينظر إلى شاشة هاتفة قليلًا قبل أن يرفع بصره لهم ويترك المكان ويخرج
وقف بعيدًا وهو يقول:ايوه يا شريف
أتاه صوت شريف على الطرف الآخر وهو يقول:ايه يا أبني أنتوا فين أختفيتوا كلكوا مره واحده مفيش غيري هنا
أجابه ليل بهدوء وهو يقول:انا في الشركة يا شريف ومعايا الشباب لسه مخلصناش معرفش الباقي فين بس أكيد بيتصرمحوا
شريف:هتخلصوا أمتى طيب
نظر ليل إلى ساعة يده وقال:لا لسه شويه قول ساعة أو ساعتين كدا
زفر شريف وقال:طب بقولك ايه هو أحمد جنبك
فهم ليل ما سيقوله ولكنه أجابه بهدوء وقال:لا
شريف:كنت عايز أسألك على مريم بقالها فترة متغيرة ومبتظهرش كتير هو أحمد قالك حاجه أو عرف إني بحبها
أجابه ليل بهدوء وهو يقول:لا متقلقش ميعرفش حاجه هي بس مخنوقة الفترة دي وعايزه تبقى لوحدها شويه … زي ما بيقولوا كدا بعيد عنك هرموناتهم طفحت عليهم فـ نصيحة مني ليك خليك بعيد عنها الفترة دي عشان ميطلعش على عينك في الآخر
زفر شريف ومسح على خصلاته وقال:طب انا عايز أتطمن عليها دلوقتي أعمل ايه
ليل بهدوء:هبقى أطمنك عليها من أحمد أو هلال بس خليك بعيد دلوقتي لحد ما الدنيا تتظبط
زفر شريف وقال:ماشي … آسف لو عطلتك
ليل بهدوء:ولا يهمك
أغلق معه وزفر بهدوء وهو يُفكر في علاقة شريف مع مريم وكيف سيقوم بـ إقناع أحمد بـ أن شريف يُحب شقيقته
____________________
“يا رجالة متبقوش طماعين كدا وسيبوا حاجه لـ أخوكوا أبو جبل يعملها انا مش جاي أتفرج يعني”
أنهى ليل حديثه وهو يقف ينظر لهم ببرود ليبتسم على الفور وهو يرى واحدٍ لم ينال من الضرب ما يكفيه ليقترب منه بخطوات ثابتة وهو يقول بنبرة خبيثة:أووووه … ظلمتكوا يا رجالة طلعتوا رُحماء وسيبتولي واحد مش واخد غير بوكسين في وشه
شعر الشاب بالرعب وهو ينظر لهُ ليعلم على الفور بـ أنه سيرى الجحيم على يده، مال ليل بجذعه قليلًا وهو يقول بـ أبتسامه:انتَ بقى الحيوان اللي لمس أختي وخوفتها … ليلتك سوده … أسود من سواد قلبي انا شخصيًا لعلمك انا معنديش رحمة مع اللي يمس حريم عيلتي بسوء
أبتسم فادي وهو يفرد ذراعيه في الهواء ويقف أمام أبناء عمومته قائلًا:أعزائي وأحبابي … مرحبًا بكم في مخزن الظلام مع الأشخاص الأكثر خطورة على الإطلاق … أنتم على أتم الإستعداد لقضاء ليلة من أجمل الليالي على الإطلاق … نحن أصحاب الظلام الأسود
_________________
“ليل انتَ متأكد من اللي بتعمله دا”
أردف بها محمد بقلق شديد وهو ينظر إلى ليل الذي اعتدل في جلسته وقال:أيوه يا محمد متأكد … انا واثق في أحفادي وعارف هما بيعملوا ايه وبيفكروا في ايه … كل واحد جواه غريزه مخلياه يتحرك بتلقائية من غير ما يكون مرتب هو هيعمل ايه … والغريزه دي اللي أشتغلت بيها ليل … الغيرة
داوود بترقب:وضح
أبتسم ليل وقال:لما العريس اللي جه لـ روزي عشان يتقدملها انا كنت عارف كويس أوي أن ليل هيرفض وهيوقف الجوازه دي بـ أي طريقة … أعرف نقطة ضعف فريستك وعلم عليها ودا اللي انا عملته … ليل نقطة ضعفه الوحيدة روزي ودا انا عارفُه من لما كان لسه طفل مكملش خمس سنين … مره بعد مره عرفت بيفكر أزاي وعايز ايه وهيعمل ايه ولما كبر وشخصيته أتغيرت مية وتمانين درجه كل حاجه جواه أتغيرت ما عدا حُبه لـ روزي ولما شوفت حُب روزي ليه خدت قرار إني لازم أحركه من غير ما يحس .. فـ قررت ألعب على حتة الغيرة وبدأتها بـ كُحل العين اللي روزي مؤخرًا بقت تحطه وكانت كل يوم تيجي تقولي القلم مكسور فـ أفهم إنه هو شويه وضغطت عليه أكتر من غير ما يحس لحد ما ختمتها بالعريس اللي قدر يحركه بكل سهولة ويطلع ليل اللي بيحب من جواه .. نفس الموضوع مع أحمد ومريم .. لازم يغير على أخته ويحس إنها مسئولة منه بعيدًا عن إن عمر موجود
نضال بتفهم:أفهم من كلامك إنك بتصحي غيرتهم
أبتسم ليل وقال:بالظبط كدا … كدا انتَ فهمتني … انا عارف إنهم فاهمين دا بس لازم يكون ليهم ردّ فعل ومنهم اللي أتجوز واللي لسه هيتجوز فـ لازم تحطهم تحت الأختبار من غير ما يحسوا وتشوف كل واحد فيهم هيتصرف أزاي .. مثلًا ليل حفيدي همجي شويه ومبيعرفش يتحكم في أعصابه .. أحمد نفس الشيء .. علي ممكن يحاول .. عُمير وحُذيفة بيعرفوا يتحكموا في نفسهم ويحلوها بعقل من غير ما يستخدموا أيديهم … مش كلهم ردود أفعالهم هتكون واحده .. بس وارد تكون ردودهم واحده في موقف معين .. زي اللي هما بيعملوه دلوقتي
سامح بإنبهار:دماغك دي سم .. بس بتعجبني
أبتسم ليل بغرور ليقول بهاء:وهما بيعملوا ايه دلوقتي
ليل بـ أبتسامه:بيضايفوا ضيوفهم ضيافة تليق بـ أحفاد الدمنهوري
يعقوب:تالين هتنزل مصر بكرا هي وريان
بهاء بـ أبتسامه:ايه الخبر الحلو دا ناويين يقضوا العيد معانا ولا ايه
حرك يعقوب رأسه برفق وهو يقول:اه طلبت من ريان أنها تيجي تقضيه معانا وهو وافق وحجزوا الطيارة وبكرا الصبح هيكونوا هنا
ليل بـ أبتسامه:توصل بالسلامة يا صاحبي انا عارف إنها وحشتك أوي
يعقوب بشوق:أوي يا ليل … حفيدتي الأولى مشوفتهاش بقالي سنتين طبيعي أكون مبسوط
أشرف:وتمارا
يعقوب:تمارا برضوا كلمتني وقالتلي أنها هتنزل هي وسفيان برضوا بكرا
حرك ليل رأسه برفق وهو يقول بمشاكسة:أيوه بقى حفيداتك سافروا وأتجوزوا أجانب وراجعين واحدة متجوزه إيطالي والتانيه فرنسي
ضحك يعقوب وقال:انا إنتاجي مستورد البركة فيكوا يا محلي
ضحكوا جميعهم ليقول ليل بتوعد:وحياة العيش والملح اللي بينا لـ أوريك يا يعقوب بس الصبر
_____________________
“تمارا أين قميصي الأبيض يا فتاة”
أردف بها سفيان وهو يبحث عن قميصه الأبيض وهو يزفر بضيق فهذه أول مرة يختفي بها قميصه وهذا يُغضبه كثيرًا
دلفت تمارا لتقول بتفاجئ:سفيان ألم ترتدي ثيابك بعد
ألتفت سفيان إليها وهو ينظر لها ويُشير لنفسه قائلًا:يا فتاة بحق السماء أيُعجبكِ مظهري هكذا أتريدين مني النزول وأنا عاري الصدر هكذا
أبتسمت تمارا وقالت:ومن سيسمح لك بالنزول هكذا ها
عقد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر لها بهدوء ينتظر سماع ما ستقوله لتبتسم هي بأتساع لتقول:ضروري بـ أن ترتدي الأبيض عزيزي أعني أرتدي الأسود فـ أنا أُحبك بهِ كثيرًا
نظر لها سفيان قليلًا قبل أن تجحظ عيناه قليلًا ليجذبها فجأه تجاهه وهو يقول بنبرة هادئة مترقبة:مهلًا تمارا … هذا القميص قميصي يا فتاة
نظرت لهُ تمارا ببراءة ورمشت بعينيها عدة مرات وقالت:لا إنه قميصي أنا
نظر لها مره أخرى ليقول بتأكيد:لا أنا متأكد أنه قميصي
جذبها مره أخرى وهو يقول بشر:اللعنة تمارا سرقتي قميصي أيتها اللصة الخبيثة
ضحكت تمارا وقالت:وماذا حدث يا رجل أهي نهاية العالم
صق سفيان على أسنانه وقال:ألم أجلب لكِ أربعة قمصان بيضاء البارحة يا فتاة لِمَ أرتديتي قميصي
أجابته ببساطة وقالت:شعرت بـ أنه مُريح أكثر عن ما جلبتهم إليّ … ثم سفيان أنا زوجتك يا رجل لستٌ بغريبة حتى تُعاملني بهذه الطريقة الغير لائقة
أبتسم سفيان وقال:آسف للغاية سمو الأميرة ديانا ولكن أنا أود أستعارة قميصي
تمارا ببرود:أرتدي الأسود وأترك لي ذلك
سفيان بذهول:يا فتاة من أين جئتي بهذه الوقاحة أعيدي قميصي .. ثم أنني أشعر وكأنكِ ترتدين ملاءة يا امرأة ألم تنظري إلى المرآة
أبتسمت تمارا إبتسامه واسعة وقالت:لا فـ الواثقين في أنفسهم لا ينظرون إلى المرآة
رفع حاجبيه قليلًا وقال بـ أنبهار زائف:رائع أهذه حكمة جديده من أحكامك البغيضة تلك حسنًا على أيا حال إنها سيئة مثلكِ تمامًا … نعم خذي قميصي لا أريده تبًا لكِ تمارا أسأل الله بـ أن أستيقظ غدًا وأجدكِ سمينة كالبقرة حتى لا ترتدي ثيابي مره أخرى
تركها وتوجه إلى غرفة تبديل الملابس لتنظر هي لهُ حتى أختفى من أمام أنظارها لـ ترنّ ضحكاتها أرجاء الغرفة، تحدثت بـ أبتسامه ونبرة عالية قائلة:أسأل الله بـ أن لا يتقبل دعواتك تلك سفيان … ولكن دعني أقول لك تهانينا فـ أنا سيزداد وزني حقًا خلال الأيام القادمة وستعاني معي يا رجل لكي أعود نحيفة مرة أخرى ولا تتأخر حتى لا تُقلع الطائرة أُريد رؤية عائلتي
____________________
“تالي عزيزتي هيا بنا لم يتبقى الكثير علينا الذهاب”
أردف بها ريان وهو ينتظر زوجته التي خرجت واقتربت منه لتقف أمامه وتدور حول نفسها قائلة بـ أبتسامه:ما رأيك
أبتسم ريان بحب وهو ينظر لها ليقول بحنان:أجمل امرأة رأتها عيناي
أبتسمت تالين وقالت بحماس:حسنًا هيا بنا فـ أنا متحمسة للغاية لرؤية عائلتي وشقيقتي
أبتسم ريان وحاوط كتفها وقال:حسنًا رغم أن هذه ستكون أول زيارة لهم وسأقضي العيد خارج إيطاليا إلا أنني أشعر بالحماس أيضًا مثلكِ تمامًا
منحته تالين أبتسامه صافية وقالت:حسنًا هيا بنا
خرجا من منزلهما وأغلق الباب خلفه ثم أقترب من السيارة وجلس على مقعد السائق وبجانبه تالين التي كانت تنظر في هاتفها وتُحادث شقيقتها بحماس، أرتدى ريان نظارته الشمسية وتحرك بسيارته بهدوء في طريقه إلى مطار إيطاليا
_______________________
“وحياة أمك دلوقتي عاملي فيها ميت قوم ياض”
أردف بها حُذيفة بحده وهو يجذب ليل من فراشه والذي كان يدعي النوم ليتحدث حُذيفة بحده وهو يقول:انا عارف إنك صاحي متصيعش عليا وبعدين انا لو موت مش هموت لوحدي قوم
جذبه بعنف ليُسقطه أرضًا ليتألم ليل في هذه اللحظة وهو يقوم بسبّه بغضب ليبتسم حُذيفة بتهكم وقال:قومي يا بيضه انا مش هروح لوحدي أخلص
فتح ليل عينيه ورمقه بشر وهو يقول:انتَ خدت عليا أوي على فكرة
أبتسم حُذيفة وقال ببرود:أخلص أحنا مستنيينك تحت وإحمد ربنا أني مخليتهمش يطلعوا هما يصحكوا كانوا زمانهم جابوك سلبوته أخلص
أنهى حديثه وهو يغادر الغرفة لينظر ليل إلى أثره بضيق وهو يقول بغضب:مش عايز أروح في حته انا هو إجبار ايه البيت اللي ساكن فيه سفاحين دا
وضع يده على وجهه وهو يُحاول أن يهدء لتمر دقائق وينهض هو بضيق متجهًا إلى المرحاض وهو يتمتم قائلًا بغيظ:أقطع دراعي من هنا إن ما كانت دي خطة جدي
______________________
“نازل لوحدك ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها عُمير الذي كان ينظر لهُ بتعجب ليُجيبه حُذيفة قائلًا بهدوء:نازل ورايا
ليل الجد بخبث:بالسهولة دي
نظر لهُ حُذيفة وقال:لا يا جدي عاملي نفسه ميت
ضحكوا جميعهم ليقول ليل الجد بـ أبتسامه:عيب عليك انا عارف إنه مش سهل وهيعمل أي حاجه عشان ميروحش
حرك حُذيفة رأسه بقله حيله وقال:متقلقش يا جدي انا عملت اللي عليا وزيادة
طه:دا حرباية ومش سهل
“سمعتك يا حيوان”
أردف بها ليل الذي نزل من الأعلى وأقترب منهم ببرود ليبتسم طه لهُ سريعًا ويقول:حبيب قلبي
وقف ليل أمام جده وهو ينظر لهُ نظرة ذات معنى ليبتسم ليل بدوره وهو يقول:الساعة سبعة دلوقتي والناس على وصول تطيروا تجيبوا الدبايح وترجعوا قبل ما هما يوصلوا
ليل بضيق:انتَ لو قاصد تمسح بكرامتي الأرض قدامهم مش هتعمل فيا كدا
نظر لهُ ليل الجد وقال بأستفزاز:معلش يا حبيبي حسيت إنك هتنفع في الطالعة دي وأهو تجرب تجربتي زمان
أبتسم وقال:فاكر ياللي في بالي
ضحك بهاء وقال:دا كان يوم عسل
نظر لهما ليل بشك وقال:حاسس أنكوا ناويين على موتي
أبتسم نضال وقال:متقلقش جايلك جايلك
رمقهم ليل نظرة شك قبل أن يقول:يلا خلينا نخلص قبل ما أخلص انا
تحرك للخارج وتركهم ليتحركوا هم خلفه بهدوء دون أن يتحدث واحدٍ منهم بحرف ليبقى النصف الآخر في أنتظارهم كما أمرهم ليل
______________________
“حسنًا نحن نسير قرابة الساعة ونصف تالي ماذا بعد”
أردف بها ريان بملل وهو يقود السيارة وينظر أمامه لتقول هي:تمهل قليلًا يا رجل كِدنا نصل
زفر ريان وقال:سأسحقكِ تالي ولكن صبرًا … والآن أنحني يمينًا أم يسارًا
نظرت تالين أمامها ثم قالت:يمينًا
أنحنى ريان يمينًا وهو ينظر أمامه بهدوء، سار قليلًا حتى قالت هي:ها هو القصر
أبتسم ريان برضا وتوقف أمام بوابة القصر وهو يطرق بوقها بهدوء ليرى الحارس يخرج ويتقدم منهما ليقف بجوار نافذة ريان وهو يقول:مين حضراتكوا
تحدثت تالين وقالت بـ أبتسامه:تالين حفيدة يعقوب
أبتسم الحارس وقال:حمدلله على سلامتك يا هانم دقيقة هفتح البوابة لحضرتك
ذهب الحارس لينظر لها ريان وهو يقول بضيق:هل أنا شفاف يا امرأة بحق الله هذا الرجل مصاب بعمى حتى لم يبصق بوجهي هذا السمج
ضحكت تالين وتحرك ريان بهدوء للداخل ورمق الحارس بنزق وهو يقول بضيق:معتوه
نظر حوله حتى سمع تالين تقول:حسنًا ريان توقف هنا
توقف ريان حيثما أشارت هي ليوقف سيارته ويترجل منها ومعه تالين التي أغلقت باب السيارة خلفها ونظرت حولها بسعادة وأبتسامه فها هي سترى عائلتها الودودة التي أشتاقت إليها
أغلق ريان السيارة وأقترب منها وهو يجذب حقيبة ثيابهم خلفه وهو يقول بـ إعجاب شديد:خاطفًا للأنفاس
أبتسمت تالين وقالت:هيا دعنا ندخل
جذبته خلفها واقتربت من بوابة القصر الداخلية ووقفت تدق باب القصر ثم انتظرت حتى يُفتح الباب، تحدث ريان هامسًا لها وهو يقول بتوتر:تالي أشعر بالتوتر أُريد العودة
أمسكت تالين يده وشددت عليها برفق ونظرت لهُ قائلة بـ أبتسامه:لا تقلق عزيزي هذا أمرًا طبيعيًا ستحبهم كثيرًا أنا واثقة من هذا
ريان بهمس:ولكن تالي هذه أول مرة أأتي فيها إلى هنا وأيضًا أول مرة أرى عائلتكِ الكبيرة تلك أنا لم أرى سوى والديكي
فُتح الباب وقابلتهما الخادمة التي قالت:أتفضلوا
نظرت تالين إلى ريان وسارت وهي تجذبه بـ لُطف خلفها ودلفت بهدوء وكانت دقات قلبها تعلو شيئًا فـ شيء فـ هي تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر
وقفت فجأه ومعها ريان وهي تنظر إلى الجميع بعينين دامعتان وأبتسامه واسعة تُزين ثغرها، أقترب نادر ووقف على مسافة وجيزة منها وهو ينظر لها بحنان وشوق كبيران، مدّ يديه لها لتترك هي يد ريان وتركض إلى أبيها سريعًا ترتمي بـ أحضانه وهو تضمه بقوة وكأنها تتأكد من أنها لا تحلُم وهو أمامها بالفعل
شدد نادر من أحتضانه إلى أبنته وهو لا يصدق بأنها بأحضانه الآن بعد مرور سنتين بعيدة عن دفئ أحضانه ها هي اليوم تعود إلى مكانها الصحيح
بكى نادر وهو يضمها أكثر يُربت على ظهرها بحنان وهو يقول بنبرة متأثرة سعيدة:وحشتيني أوي يا تالين … وحشتيني أوي أوي يا نور عيني
سقطت دموع تالين تأثرًا وقالت:وانتَ كمان وحشتني أوي يا بابا مش قادرة أوصفلك انا حسيت بـ ايه أول ما أترميت في حضنك تاني حاسه إني رجعت بيتي تاني .. بيتي اللي المفروض أكمل فيه
طبع قُبلة على رأسها وقال:حمدلله على سلامتك يا حبيبتي نورتي القصر يا حياتي
ربتت تالين على ظهره برفق ليبتعد هو بعد لحظات وتقترب هي من مكة ترتمي بـ أحضانها لتضمها مكة بقوة وهي لا تصدق بـ أن أبنتها عادت إلى أحضانها مره أخرى، ربتت على ظهرها بحنان وهي تقول بدموع وسعادة:وحشتيني يا تالين أوي
أبتسمت تالين وقالت وهي تُمسد على ظهرها بحنان:وانتِ كمان أوي يا ماما .. انا قعدت طول الليل مستنيه الوقت يعدي عشان أشوفكوا وأترمي في حضنكوا
طبعت مكة قُبلة على رأسها وربتت على ظهرها برفق وهي تقول بدموع وأبتسامه:حمدلله على سلامتك يا حبيبتي
أبتعدت تالين عنها ونظرت إلى جدها الذي كان ينظر لها بـ أبتسامه لتقترب منه سريعًا تضمه قائلة بـ أبتسامه:وحشتني أوي يا جدو
ضمها يعقوب وهو يقول بنبرة حنونة:وانتِ وحشتيني أكتر يا قلب جدك … الواد دا خطفك مننا وهرب
أبتسمت تالين ونظرت إلى ريان الذي أبتسم بخفة بعدما فهم ما يقوله يعقوب عن طريق السماعة التي ترجمت لهُ فورًا ما يُقال لتقول تالين وهي تنظر إلى جدها بـ أبتسامه:ريان طيب أوي يا جدو
أبتسم يعقوب وقال:عارف يا حبيبتي وإلا كدا أحنا مكناش سمحناله إنه ياخدك مننا
رحب بها الجميع بحب وكذلك بـ ريان الذي كان يشعر بالحرج قليلًا ولكن الأحفاد كان لهم دورًا في هذا
تحدث عز وهو ينظر إلى ريان وقال:انتَ إيطالي بقى ولا بتضحك علينا
نظر لهُ عادل وهو يقول:بذمة أمك دا منظر واحد مصري
عز:أفتكرته بيضحك علينا ويشتغلنا بكلمتين
تحدث ريان الإنجليزية وهو يقول بـ أبتسامه:لا أنا إيطالي بالفعل أتُريد رؤية جواز سفري
نظر لهُ عز بشك وقال:انتَ فهمتني أزاي
أبتسم ريان وأشار إلى السامعة التي كان يرتديها ليفهم الآخر ويقول:يا بنت المحظوظة يا تالين البت فلتت وخدت أجنبي
فادي:لم نفسك الراجل لسه أول مرة يقعد معانا
عز:وآخر مره إن شاء الله
زين:لا يسطا انتَ كدا غبي بقى
عز:بقول الحقيقة بذمة أمك دي أشكال يتقعد معاها أحنا مسجلين خطر يابا ودا واد متربي عشر مرات مش هيمشي معانا سكة دا
ضحك ريان وقال:يبدوا بـ أنك تمتلك روح فكاهة رائعة
أبتسم عز بـ أتساع وقال:حبيبي الله يعزك
حرك فادي رأسه بقلة حيلة وهو يرمق أخيه بيأس، أندمج ريان معهم سريعًا وتلاشى توتره وقد صرف نظره عما كان يعتقده ليشعر وكأنهم عائلته، بينما كانت تالين تجلس مع الفتايات تتحدث معهن بـ إندماج شديد
____________________
كان يقف بعيدًا وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويرمقهم بضيق شديد فـ هو الذي لم يُجبر من قبل على فعل شيء لا يُريده الآن يقف رغمًا عنه كي يجلب الذبائح كما أمره جده ليشعر بالغضب فـ هو يعلم بـ أن جده يتعمد فعل ذلك ولربما يجهل السبب ولكن على أيا حال سيرى نهاية تلك اللعبة
وقف علي بجانبه وقال:الباشا مش ناوي يتحرك بدل ما هو لازق مكانه كدا
نظر لهُ ليل نظره حادة بطرف عينه ولم يتحدث ليبتسم علي بتهكم وكأنه وحده مُجبر على ذلك مثلًا، كان أحمد يقف بعيدًا وحده ينظر أمامه بشرود ليراه ليل بهذه الحالة التي يراه فيها لأول مرة ليشعر بـ أنه لا يملُك شيئًا ليفعله لهُ
يشعر بـ أنه مُقيد فـ حتى المواساة صُعبت عليه يراها شيئًا فارغًا، أقترب عُمير منهم بعد مرور القليل من الوقت وهو يقول بحده:هتطفحوا حاجه ولا اطفح لوحدي
نظرا لهُ بهدوء ليقول عُمير بضيق:أخلصوا متبصوليش كدا
علي:براحه على نفسك هيطقلك عرق
ليل ببرود:هاتلي قهوة عشان دماغي بترن من حوارات أم العيلة دي
نظر عُمير إلى علي وقال:وانتَ يا زفت
علي:تصدق وتؤمن بالله انتَ لسانك دا عايز أقطعه لم نفسك كلنا جايين بضرب الجزم حتى الكبير جاي بضرب الجزمة فـ براحة بقى عشان منموتش بعض … وبالمناسبة هطفح قهوة زيه
رمقهما عُمير بضيق ثم تركهما وذهب ليُحرك علي رأسه بقله حيله وهو يفرك جبينه قائلًا:هنعمل ايه مع أحمد
استند ليل على سيارته بظهره وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا:محدش يكلمه خليه لوحده كدا طول ما أحنا على راسه أضمن جنان وخراب ديار ودا لو أتجنن مش هنعرف نوقفه
رمق علي رفيقه بحزن فـ هو لا يود أن يتركه هكذا وحيدًا، أهذا كان تعاهدهما سويًا بـ أن يكونا سندًا لبعضهما البعض وداعمان لبعضهما البعض في الشِدة
ترك علي ليل وذهب إلى أحمد ليقف بجواره محاوطًا كتفيه بذراعه وهو يُربت عليه قائلًا:طلبت من البومة دا حاجه أصله ناوي يطفح صاحبك قهوته
تحدث أحمد بجدية وهو يعقد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر أمامه قائلًا:هطفحاله انا
أبتسم علي وقال:فُك يا عم شويه بلاش تنشنة كدا دا العيد فرحة يا راجل مش كدا دا انتَ هتاكل خروف سيد حتى
حرك أحمد رأسه برفق وقلة حيلة ليضحك علي قائلًا بخبث:بقولك ايه انا عرفت هتفُك أزاي خلاص
نظر لهُ أحمد بطرف عينه ليُحرك الآخر رأسه برفق وهو يقول بـ أبتسامه واسعة:ليك عندي حتت بت جامدة زي البت بتاعت أسبانيا دي
______________________
“حسنًا أين حارس هذا الباب لم يأتي حتى الآن؟؟؟؟؟؟”
أردف بها سفيان وهو ينظر حوله يبحث عن هذا الحارس وهو يقول بضيق:تمارا حدثي والدكِ وأخبريه بـ أن يجعل هذا المعتوه يُحرك جسده العفن هذا ويفتح لنا الباب
وضعت تمارا الهاتف على أذنها وهي تنتظر إجابه والدها بينما أكمل سفيان تمتمته الحانقة وهو يقول:يا إلهي مورا هذا الرجل لا يستيقظ اللعنة أهو مدمن الرجل لا يستيقظ أقسم بـ أن الكلب أنزعج من طرقي على بوق السيارة وهذا لم يتحرك إنشًا من مكانه
زفرت تمارا وقالت:أبي لا يُجيب على مكالماتي
في هذا الوقت توقفت سيارة خلفهم ليطرق سائقها بوقه لينظر سفيان من المرآة المعلقة في الأعلى وقال:تبًا سيارة أخرى تُريد الدخول وهذا الخرتيت متسطح في عالم آخر نحن نطرق الأبواق وهو يحلُم بـ أنه يركض خلف شطيره لحم في أحلامه
ضحكت تمارا بخفه ونظرت لهُ قائلة:هيّ يا رجل تمهل قليلًا لقد أكتسى وجهك بـ الحُمرا
مسح سفيان على وجهه وهو ينظر أمامه بضيق، في هذه اللحظة أقترب زين وأيقظ الحارس وهو يسكب كوب الماء بوجهه ليستيقظ الحارس سريعًا وينهض وهو يقول بعدم وعي:باشا والله ما عملت حاجه
رمقه زين بسخط وقال:دا انا هسلخك أفتح الباب
هندم ملابسه وذهب سريعًا وفتح الباب ليدلف سفيان وهو يرمقه بسخط ويليه سيارة ليل التي دلفت خلفه، توقف سفيان أخيرًا وأوقف سيارته وهو يقول:تهانينا لقد وصلنا أخيرًا
ترجلت تمارا من السيارة ويليها سفيان الذي أغلق الباب خلفه وهو ينظر حوله بهدوء، أقترب زين منهما وهو يُشير إلى تمارا قائلًا بـ أبتسامه وعدم تصديق:لا متقوليش إنك تمارا
أبتسمت تمارا وقالت بسعادة:زين أزيك
صافحها زين وقال بـ أبتسامه سعيدة:حمدلله على السلامة ايه المفاجئة الحلوة دي انا مصدقتش إنك جايه فعلًا
تمارا بـ أبتسامه:ياه يا زين انتَ لسه واخد عني الفكرة دي
زين بـ أبتسامه:صعب أغيرها صدقيني .. لا بس أحلوينا انا معرفتكيش بصراحه
تمارا بـ أبتسامه:يعني عايز تمارا اللي مشيت بقالها كام سنة ترجع هي هي من غير ما تتغير يعني
زين بـ أبتسامه:أكيد لا بس عرفتك برضوا في الآخر
نظر إلى سفيان وقال:طبعًا مش هيفهم مني كلمة ولا انا هفهم منه كلمة
نظرت تمارا إلى زوجها وقالت بتذكر:صحيح تذكرت
أخرجت سماعة من حقيبتها وأعطتها إلى سفيان وهي تقول:أرتديها حتى تستطيع فهم ما يقولونه
أخذها سفيان وأرتداها بينما قال زين وهو ينظر لها:أتأخرتي شويه
تمارا:الطريق كان طويل شويه تقريبًا انا حسيت إني جايه من صحرا ايه دا
زين بـ أبتسامه:خدتي على فرنسا بقى خلاص
ضحكت تمارا وقالت:عرفت منين
نظرت تمارا إلى سفيان وقالت:فاهم كدا اللي بيتقال؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك سفيان رأسه برفق لتنظر هي إلى زين قائلة:السماعة أشتغلت كدا
أبتسم زين ومدّ يده لهُ قائلًا:نورت قصر وعيلة الدمنهوري أتمنى تروح سليم بعد ما تقضي أجازتك هنا
أبتسم سفيان ومدّ يده أيضًا وصافحه قائلًا:أهذا شيئًا طبيعيًا أم أن الأمر مُريب بعض الشيء
زين بـ أبتسامه:لا دا الإنجليزي لعبتنا … حسنًا سأتركك تكتشف انتَ هذا بنفسك
أقترب ليل منهم في هذه اللحظة وقال بحدة:انتَ يا بني آدم بنادي على أمك بقالي ساعة
نظر لهُ زين وقال:لسانك يا حبيبي وملافظك معانا ضيف
نظر ليل إلى سفيان بحذر وقال:ومين الأخ
تمارا:شكلي مش باينة أقف هنا طيب
نظر لها ليل وقال بتفاجئ:ايه دا انتِ جيتي أمتى؟؟؟؟؟
تمارا بـ أبتسامه:في نفس التوقيت اللي جيت انتَ فيه
أبتسم ليل وقال:مخدتش بالي بعيد عنك جدي معذبنا كلنا
أقترب علي منهم وهو يقول بـ أبتسامه:وبيطفي في جسمه سجاير … ملكيش دعوة بالمعقد دا بنعالجه ولسه مخفش
منحه ليل ضربه بمرفقه الأيمن في معدته ليتألم علي وينظر لهُ بغضب ليبتسم ليل وهو ينظر لها قائلًا:الأجنبي اللي هيخرج من هنا عبده موته دا جوزك
ضحكت تمارا وقالت:اه
نظر لهُ ليل ومدّ يده لهُ قائلًا بـ أبتسامه:أزيك معاك ليل الدمنهوري النسخة الباردة عديمه المشاعر عكس الراجل اللي جوه دا واه معروف إني لوح تلج ومبحسش … من الآخر إنسان تكره تتعامل معاه دي وظيفتي هنا في البيت فـ لو أستقبلتك بـ أبتسامه ودودة وحب وكدا فـ أعرف إنك عشان جديد على العيلة بس مش أكتر وكدا كدا تمارا مش غريبة وعارفه إني قليل الأدب
كانوا يرمقونه بصدمة وفم مفتوح بينما هو كان ينظر إلى سفيان بـ أبتسامه واسعة والذي كان ينظر لهُ بتشوش وعدم أستيعاب ليقول ليل مره أخرى بـ أبتسامه واسعة:ناديني بـ لوح الثلج فقط أتفقنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *