روايات

رواية قمر والسلطان الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية قمر والسلطان الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية قمر والسلطان البارت الرابع

رواية قمر والسلطان الجزء الرابع

رواية قمر والسلطان الحلقة الرابعة

……. نزلت قمر إلى البحيرة في الليل واستحمت ومشطت شعرها ولبست ثوبا أبيض من حرير سمرقند ووضعت في رقبتها عقدا من اللؤلؤ وتجملت ثم جلست تنتظر السلطان
وقد ظهرت عليها اللهفة بعد قليل جاء جمال الدين ولما رآها إنحبس الكلام في حلقه من شدة حسنها وبياضها قبل جبينها وقال :من اليوم مقامك بين الأميرات تعالى الآن للنشوي لحمنا ودجاجنا وأخبريني كيف سرقت دجاجة حارس البستان ؟
ضحكت قمر وقالت آه نعم لقد إحتلت عليه وأشبعني سبا وشتما لا بد أن أعوّض له عن ما أكلته أمضيا جزءا من الليل وهما يتنادمان ويضحكان حكت له عن قصتها وعن الحدأة التي خطفتها عندما كانت صغيرة
فتعجب منها وقال : أما أنا فقصتي محزنة لقد إختار لي أبي فتاة من بنات الملوك لكني لا أشعر نحوها بالحب فهي مغرورة وهي كثيرا ما تلومني على مجالسة البسطاء وتقول لي أن هذا لا يليق بك
أما أنت فقلبي يحس بالسعادة معك الوقت الآن متأخر لا بد أن أنصرف وغدا سأعطيك غرفة في القصر إن أردت
نظرت إليه بتردد وقالت: أنت في خطر يا جمال الدين
رمقها بدهشة وسألها عن ماذا تتحدثين ؟
روت له ما سمعته في الصباح فظهر على وجهه الاهتمام وقال هل بالإمكان أن تصفهما لي ؟
أجابت : أحدهما يرتدي ملابس الحراس والآخر يحمل وشما فيه حيتين على ذراعه
ضرب يده على جبينه وقال لها :لقد رأيت في المنام رؤيا مزعجة منذ أيام والآن عرفت تفسيرها : فالحيتين هما ذلك الرجل الذي يريد قتلي أما الطائر الذي خرج من الغابة و أنقذني هو أنت يا قمر وقال لها بقلق أمامي وقت قصير لأتدبر الأمر وإلا ضاع ملكي

 

طلب من الحراس إيقاظ الحكيم من النوم وإحضاره على الفور ولما جاء فتح عينيه بصعوبة وسأل ماذا يحدث ؟
لا شك ان الأمر خطير ؟ Lehcen Tetouani
أجاب السلطان أكثر مما تتصور ثم حكى له قصة الحلم والحوار الذي سمعه من قمر
قال له الحكيم : لأنك أمرت بترميم المساجد والزوايا وما فسد من المدينة فإن الله أرسل لك هذه البنت من آخر مملكتك لتحذرك من مكائد القوم سبحان الله الذي جعل لك مخرجا وأنت لا تعلم
أما الحل فهو أن ترسل في طلب الأمراء والقادة واحدا تلو الآخر ثم تسجنهم وتنصب كمينا للحارس الذي سيفتح باب السرداب وللقاتل ذو الحيتن لما أتم الحكيم كلامه تثائب
وقال للسلطان: أما الآن فسأرجع لأنام وقبل أن أنسى إذا قضيت على الفتنة فتزوج من تلك البنت قمر فأنت تحبها وهي أيضا تحبك كلنا نحس بذلك
في الصباح أرسل جمال الدين في طلب الأمراء والقادة وأوصى رسله أن يأتون بهم واحدا بعد الآخر لكي لا يثير ريبتهم ولما لاحظوا أنّه يعلم كل شيئ اعترفوا بخطيئتهم
كان السلطان يسمع وقد هالته المؤامرة وفهم أن رأس الشر هو أخاه المنصور الذي كان وليل للعهد لكن حكيم الزمان نصح أباه باستبداله بالابن الأصغر وعاب عليه الفسق وسوء التدبير

 

وكان يعلم أن أخاه لم يعجبه ذلك وهدد الحكيم بفقع عينيه وقطع لسانه لو آل العرش إليه ونسي أنّه مؤدبه
ولماّ أحصى السلطان من بقي مخلصا له لم يجد سوى القلة من الأعوان كان مازال يثق في الحرس رغم خيانة رئيسهم وهم من المماليك الذين تربوا في القصر وكان يلعب معهم عندما كان صغيرا
نادى على سليمان وهو من أشجع مماليكه وروى له ما يحدث فأجابه : لا تقلق فكل الحرس في صفك وهم لا يحبون أخاك لغلظته سنقبض أولا على رئيس الحرس وذو الحيتين ثم نتدبّر أمر المنصور الذي سيجد نفسه وحيدا .
في الليل كان كل شيئ هادئا عندما تسلل شبح إلى غرفة العرش حيث يوجد السرداب ولقد حفروه لكي يتمكن السلطان من الهرب خارج المدينة في حالة الحصار وفقط السلطان وولي العهد يعرفان بسره والمنصور هو من دل رئيس الحرس على مكانه
ضغط محمود عن زر في قاعدة أحد التماثيل فتحرك من مكانه وظهرت تحته فجوة وبعد قليل أطل منها رأس وما كاد ذو الحيتين يخرج حتى وقعت عليه شبكة ووقعت أخرى على رفيقه الخائن وأحاط بهم الحرس وهم يصوبون إليهم سيوفهم وحرابه
جاء السلطان وقال لمحمود : أمن أجل حفنة دراهم تبيع سلطانك ألا تخجل من نفسك
استغرب محمود وتساءل كيف عرف بالأمر فلم يكن في الحديقة سواهما وذلك الجمل الصغير ثم ضرب رأسه بيده وتمتم : لم يكن جملا وإنما أحد عيون السلطان لقد كنت مغفلا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قمر والسلطان)

اترك رد

error: Content is protected !!