روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السادس 6 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السادس 6 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت السادس

رواية تمرد عاشق 2 الجزء السادس

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة السادسة

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم
أحبّها
وحنيني يزداد لها عشقتها
وقلبي يتألّم برؤية دمعها
أفهمها حين أرى الشوق في عينها
كم تمنيت ضمّها
كم عشقت الابتسامة من فمها
والضّحكة في نبرات صوتها
لا بل الرّائحة من عطرها
ولاد ريان ونغم
(عمر، بيجاد، حمزة، مالك، ياسمينا)
ولاد جواد وغزل
( جاسر، اوس، ياسين، غنى، ربى)
ولاد صهيب ونهى
( عز، فارس، جنى)
ولاد سيف
(سِنا، هنا)
ولاد عمر المصري ومرام
( سيلا، ماسة، ريان)
ولاد حازم
( جواد، تقى)
بفيلا الألفى
بغرفته بعد إغلاقه الهاتف الذي ألقاه بقوة حتى تهشم.. دلف إليه جاسر
– إيه صوت التكسير دا يابني مالك
جلس على فراشه ينظر بشرود ولا يجب أخيه… اتجه جاسر وجلس بجواره
أوس بكلمك مالك فيه إيه… وبعدين فين بابا وماما.. هم لسة برة!! الساعة واحدة
اتجه بنظره لأخيه وأردف بحزن
– إنت ليه مُصّر توجع قلب ماما وبابا كل سنة ياجاسر… ليه بتحرمهم من فرحتهم بيك
تنهد بحزن وظهر اليأس على ملامح وجهه
– عايزيني أعمل إيه أقعد وأخليهم يفتكروا كل حاجة في الليلة اللي اتحرموا من سعادتهم… عايزني أشوف ضعف أبوك اللي بيحاول يخبيه مع هزاره معانا… ولا ماما اللي بتحاول ترسم بسمة على وشها علشان نفرح بس…
ثم أكمل بإبانة:
-أنا مقدرش ياأوس مقدرش أشوف ضعف أبويا حتى لو إتكويت بنار قلبي واتنازلت عن فرحتي… أنا مستحيل أنسى لما كنت بقوم بالليل وأشوفه قاعد في أوضتها وماسك هدومها وبيبكي زي الطفل
إتجه بجسده إليه بعدما تساقطت دموعه
– تخيل جواد الألفي اللي الكل بيعمله ألف حساب بعيط زي العيال.. إنت مشفتش ولاحسيت بكدا… لكن أنا شوفت
خطى ووقف بمقابلته
– شوفت يعني إيه إنهيار أقرب وأقوى شخص في عيلتك… شوفت يعني ايه العجز وإيدك متربطين ومش عارف تعمل إيه
جلس أمام إخيه ورغم ذلك تبسم له
– أنا مشفتش ضحكة عيون بابا إلا لما ماما خلفت رُبى… تخيل بابا فضل سنين حتى الضحكة ماتت من عيونه
ثم أكمل مستطردا
– أنا دخلت الشرطة علشان إنتقم من سرق فرحتنا ياأوس… وعمر الفرحة دي ماهترجع من مجرد عيد ميلاد واشوفهم مغصوبين بحزن قلوبهم علشان بس يسعدوني
نظر أوس إليه بقلة حيلة
– طيب المفروض نعمل إيه علشان نرجع السعادة دي تاني
ربت على كتف أخيه
– مش مطلوب منك حاجة غير إنك تاخد بالك من دراستك وأشوفك أحسن مهندس في الدنيا كلها
نصب عوده وأقترب منه
– ياسلام ياولاد لما يكون عندك اخ خايف على مصلحتك كدا… وعايز يشوفك أحسن الناس
لكمه جاسر بكتفه
– بتتريق يالا ولا إيه… ايوة أنا أخوك الكبير والمفروض تحترمني وتسمع كلامي
ضرب كف بالأخر
– أيوة صح أصلهم عشرين سنة مش تلاته عُمي
سيبك من كلامك الأهبل دا وقولي مالك
– مفيش!!
إقترب منه وقف ينظر له بعمق وأصر على سؤاله:
– مقولتش برضو ليه مكسر الدنيا كدا
استدار يبحث عن جهازه المحمول
– مفيش حاجة.. كنت مضايق رميت الفون بس دا كل الموضوع
رفع حاجبه وتحدث بسخرية
– يعني مش ياسمينا اللي عملت فيك كدا… دا إنت صوتك مسرسع في الجنينه تحت
دفعه للخارج : إمشي ياجاسر.. أنا مش فاضي تعبان وعايز أنام
قهقه عليه جاسر
– يعيني على اللي الحب بهدله.. يابني قولتلك مفيش حاجة إسمها حب… بس مبتسمعوش كلامي
أغلق الباب بوجه
– جتك نيلة وإنت معندكش مشاعر… ماهو إنت ظابط هتحس إزاي
ضحك جاسر بصوت مرتفع:
– هقول لبابا أوس بيشتمك وبيقول الظباط معندهمش مشاعر
فتح الباب
– ولا إنت فاضي مش لاقي حاجة تعملها فقولت أتسلى بيه
هبط درجات السلم وهو يضحك
– هروح أسلى على عز بحب أضايقه متيجي نعمله كابسة… أموت وأعرف الولا دا بيحب مين… كل ماأروحله ألاقيه بيسمع كاظم… مش زيك ياأهبل بتكسر تليفونات
أغلق الباب بقوة وظل يسبّه
– والله ياجاسر الكلب ليك يوم
❈-❈-❈
بفيلا صهيب
يجلس بمكتبه يعمل على مشروع الوزارة.. دلفت إليه نهى بعدما استيقظت من نومها
– إيه ياصهيب.. مش ناوي تنام ياحبيبي.. الساعة واحدة هتفضل تشتغل طول الليل ولا إيه
نصب عوده واعتدل بوقفته عندما شعر بالأرق:
– فعلا حبيبتي تعبت عايز أخد راحة… المشروع دا مهم أوي يانهى لازم شركتنا تكسبه مش علشان عوايده المادية… لا علشان دا وزاري لازم يكون كامل متكامل
حاوط خصرها بس إيه الجمال دا هم اللي بيكونوا لسة صاحين بيحلوا كدا… ثم قام بفك رابطة مأزرها
تبسمت له وأردفت بصوتا ناعس
– صهيب بتعمل إيه الولاد صاحين..
أقترب مقبلا خديها:
– أموت في العاقل وهو بيدلع على جوزه حبيبه.. طوقت عنقه بيد والأخرى تتلاعب بياقة ثيابه المنزلي قائلة بنبرة أصبغتها بالأغواء
– صهيوبتي عايزة أنزل الشغل تاني… زهقت من القعدة
جذبها بقوة عندما أثارت مشاعره بحركاتها
دنى من وجهها مبتسما وهمس ملامسا كرزيتها
– صهيبتك عايز يقولك كلمة سر في شفايفك الحلوة دي
كزت على شفتيها ومازالت على وضعها
– الأول تجاوبني… هرجع الشغل، هخليكي تقول قصص مش كلمتين بس
جذب رأسها ملتقطا كرزيتها
– مبتهددش يانهنيهو
طوقت خصره واضعة رأسها بصدره
– والله زهقت ياحبيبي… بقالي كتير بعيدة وأنا مش متعودة… فارس خلص أهو ثانويته
نهض ببطئ:
– أنا حاليا تعبان وعايز أنام بكرة نتكلم ممكن حبيبي
أومأت برأسها دون حديث مطوقة خصره
ضمها لأحضاته
صاعداً للأعلى ولكنه توقف عندما وجد جاسر يدلف للمنزل وهو يضحك
ضيق عيناه ثم نظر لنهى
– اطلعي حبيبتي وأنا هحصلك ماأشوف جاسر إتجنن ولا إيه ماشي يكلم نفسه ليه… ذهب لجاسر الذي دلف من الباب الرئيسي
وقف صهيب أمامه فجأة
تسّمر بمكانه ونظر لعمه
– إيه دا حضرتك لسة صاحي ياعمو
رفع حاجبه بسخرية وأردف بابتسامة
– لا ياعمو أنا نمت من بدري… بس دا خيالي
كز جاسر على شفتيه بإحراج
– لا مش قصدي… أنا فكرت حضرتك نمت من بدري… أنا كنت طالع لعز أغلس عليه شويه…
جذبه صهيب من ثيابه
– ولا إنت شارب حاجة… شكلك مش مريح.. إقترب يشم رائحته
ثم رجع خطوة للخلف ينظر له بعمق ثم استطرد
– لا مش شارب… يمكن تكون عيان، حرارتك عاليه ولا حاجة… وضع يديه على رأسه ثم تحدث:
– ابداً مفيش حرارة
رمقه مضيقا عينيه ثم رد عليه بإبتسامة سمجة
– عمو أنا كويس هو ليه حضرتك بتقول كدا… سأله بعبوس طفولي
قطب صهيب حاجبه وأردف
– إنت شايف إنك تجي بيتي الساعة واحدة بالليل وعمال تكلم نفسك وتضحك وجاي تقولي عايز أغلس على عز وتكون طبيعي
قهقه بلا حرج هاتفا من بين ضحكاته
– طب ماتقول كدا من الصبح بدل ماإنت عملي المفتش كرمبو كدا… وضع يديه على كتف صهيب واتكأ عليه
– والله ياعمي الحبيب أنا كنت بعقلي بس الولد أوس وإبنك حضرتك عز وابن عمتي قضوا على حتة العقل اللي عندي
أحس صهيب بإرتفاع ضغط دمه من إبن اخيه… عقد ذراعيه وهو يرمقه بنظرات هادئه
– والله إنت كنت بعقلك وهم هربوه منك… مش كدا برضوا
رفع يديه بمعنى نعم
ثم حرك حاجبيه بطريقة طفوليه
أيوة العيال دول هم السبب
– تحرك صهيب فجأة.. حينها أختل توازن جاسر وكان سيسقط
– وحياة ربنا إنت مش طبيعي يابن أخويا… ولا إنت أهبل أهبل.. طالع لامك… قالها وهو يصعد الدرج
– حضرتك بتغلط في أمي مش ملاحظ
إستدار صهيب يرمقه بغموض
– لما تحاول تلعب على حد إلعب على حد غير عمك صهيب يالا
وقف جاسر ينظر لعمه وكأن السعادة التي كان يمثلها أمامه إختفت.. لأنه يعلم إنه سيهاتف والده
خرج إلى الحديقة يقف أمام المسبح وينظر بشرود يتذكر تلك الليلة
– هاتي الولد ياغزل… ماتخوفهوش
جذبت نغم جاسر من يديها… حاوطته بذراعيها وخرجت به لريان
– ريان خد جاسر و أوس وديهم عندنا البيت… غزل حالتها صعبة اوي
– لا… قالها صهيب عندما أستدار ريان له
سكت لثواني يتأمل قسمات وجه جاسر الحزين ثم أقترب منهما يطبع قبلة عميقة فوق جبين جاسر
– هو ينفع بيت عمه يكون موجود ويروح بعيد مع إحترامي ليك ياريان بس مستحيل إسيب ولاد جواد
أشار صهيب لجاسر
– تعالى ياحبيبي.. روح مع أنطي نهى عند عز وجنى
اومأ جاسر برأسه متحركا بجانب عمه… الذي أرسل الخادمة لنهى
أتسعت حدقت ريان وتسائل
– أنا كدا غريب عنكم ياصهيب..
أستدار صهيب بهدوء وتحدث بحزن
– أنا هنا أبوه يابشمهندس… لازم أراعيهم لحد ماأبوهم يفوق من اللي هو فيه.. أنا مبدورش مين القريب ومن الغريب… أنا بعرّف جاسر وإخواته.. أنا باباهم زي زي جواد بالضبط… اللي مش موجود عند جواد هيكون موجود عند صهيب… يارب تكون فهمت قصدي
ثم استطرد مفسرا
– مش شخصك أبداً… ماهو حازم أبن عمنا جنبنا أهو وكمان أختي… بس أنا أولى واحد فيكم بولاد اخويا… جواد فترة وهيفوق.. هو ممكن يتوه شوية بس موجود وكلها كام ساعة ويفوق لنفسه وولاده… أردف بها مربتا على كتف ريان متزعلش مني ياريان
أومأ ريان برأسه
إبتسم صهيب ثم استدار متحركا
خرج جاسر من شروده عندما وجد عز بجواره
– مالك يالا بقالي ساعة بكلمك مابتردش… نظر بعمق إليه.. ثم اردف
– إنت لسة بتعيط ياجاسر… ألقى جاسر نفسه بحضنه
– انا تعبان اوي ياعز تعبان ومش قادر اخرج تعبي وحزني لحد… مفيش غيرك قدامي… سحبه عز إلى الحديقة الخلفية
جلس وأجلسه بجواره
– مالك إحنا لسة سايبين بعض من ساعة وكنت كويس إيه اللي حصل
– بابا وحشني أوي… نفسي اتكلم معه زي الأول بس خايف… خايف أكون انا سبب حزنه ووجع قلبه دا
لكمه عز بكتفه
– إنت اتجننت ياجاسر… عمو دايما معاك ومحاوطك… دا بحسه إنت اقرب واحده له من اخواتك
رفع نظره إليه
– او يمكن بيحاول يداري وجعه بقربه مني
رفع وجهه ووضعه بين راحتيه
– جاسر متخليش شيطانك يتحكم فيك… ابوك بيحبك اوي.. هو بس موضوع خطف غنى كسره شوية… بس مستحيل تكون بتوجعه
فوق لنفسك واوعى شيطانك يتغلب منك… ومش معنى إنه مشغول عنك الأيام دي يبقى خلاص إنت مش في باله
– تفتكر بابا مش بيزعل لما بيشوفني قدامه
ضرب كف بالاخر وتحدث بغضب
– إنت أهبل يابني… إزاي وهو هيموت علشان يرجع بنته.. إزاي إنت بتوجعه… هو بس صعبان عليه إنه مش لقاها وشغله السبب في خطفها بس
قاطع حديثهما جواد إبن حازم
– خيانة قاعدين من غيري يااندال
رفع عز حاجبه بسخريةوتحدث
– اه قاعدين بنحب في بعض تعالى حب معانا إنت كمان
إلتفت جاسر إليهما هما الأثنين
– أيوة صح إيه بقى موضوع الحب ياخويا منك له… نظر لجواد بعمق وأردف
– شامم ريحة مش كويسة
لكمه عز ووقف ينظر لشرفتها التي ماتزال تضئ
– ولا دي أعراض متتكلمش فيها… وبعدين من شوية كنت بتعيط وقارفني… دلوقتي هتتسلى عليا… عندك جواد اهو شوفته مع بنت حلوة اوي إسئله مين دي
نظر جواد بشرود للأعلى وتحدث:
– دي بنت لسة جاية من طنطا… وعملت تاتش كدا مع بيجاد المنشاوي… وعاملة بلاغ عندنا قال إيه بيجاد بيراقبها
ضيق جاسر عيناه وأردف:
– بنت من طنطا وتعرف بيجاد
وبيجاد رجع من السفر إمتى
وقف عز يضع يديه بجيب بنطاله ينظر لتلك الغرفة يود أن يتسلق إليها كي يشبع روحه من النظر إلى رماديتها التي سرقت النوم من عينيه ثم أردف
– جاسر إيه اللي مصحي” رُبى “لحد دلوقتي
رفع جواد نظره سريعا لغرفتها وجدها مضيئة
اإتجه بنظره لجاسر ينتظر جوابه
تسطح جاسر على العشب وتحدث
– بترسمك ياحمار منك له
رفع عز حاجبه بسخرية ثم ركله بقدمه
– ماتحترم نفسك يالا… ثم تذكر حديثه
– بترسم مين قولت:
وضع يديه تحت رأسه وتحدث
– بترسم عيلة الألفي كلها عايزة تعمل بورتريه وتعلقه على البوابه الرئيسية وعليه صور العيلة كلها… أستأذنت من بابا وأذنلها
تحرك عز وجلس بجواره
– هقولها تشيلك من الصورة… إنت عايز تترسم مع القطط
جذبه معتدلا
– تعرف ياعز الكلب إنت الوحيد اللي مش في الصورة.. شوف بقى خفتك فين
كان يجلس بجوارهما ولكن قلبه وعقله عندها وحدها… استدار لجاسر وسأله
– هو خالي هيبات في إسكندرية… لم يكمل حديثه إذ استمع إلى اشعار رسالة له
فتح هاتفه وجد الرسالة من والده
– دا بابا بيقولي هيجي بعد يومين ابن عمو ريان في المستشفى
إنتبه له جواد وعز
– أنهي فيهم
هز أكتافه… معرفش مقالش… قالي ابن عمو ريان بس
بالاسكندرية
قبل ساعتين
رجع بيجاد من عمله متأخر… ولكنه تسمر بمكانه عندما وجد اخيه مغشيا عليه وينزف من فمه
أسرع إليه وهو يصرخ بأسم والده
كان ريان بغرفته يتحدث مع زوجته فجاة أستمع لصراخ بيجاد… هبط سريعا درجات السلم… وجد مالك بحضن أخيه.. يقوم بمحاولة آفاقته
أسرع إليهما
– اخوك ماله يابيجاد
نظر لمالك ثم لوالده
– معرفش أنا رجعت لقيته كدا… دا بينزف يابابا من بوقه… اتصل بالاسعاف
حمله ريان سريعا إلى سيارته
صاحت نغم بصوته عليه عندما وصلت إليهما ولكنه كان قد اختفى بسيارته بلحظات
وصل للمشفى
أسعفه الأطباء… وقف بالخارج وجسده يرتعش عندما وجد حالة إبنه كذلك… وصل بيجاد وعمر ونغم إليه
خطت بخطوات بطيئة مهزوزة وجسدها يرتعش
– مالك فين ياريان… الولد ماله
جذبها لأحضانه عندما وجد إنهيارها
– الدكتور بيكشف حبيبتي إهدي… هيطلع ويطمنا دلوقتي
ظل يتحرك ذهابا وإيابا إلى أن خرج الطبيب
وقف ريان أمامه وأردف متسائلا
– إبني ماله يادكتور
أصابه الهلع عندما وجد صمت الطبيب
– دكتور لو سمحت طمني على إبني
وزع الطبيب نظره إليهما
– الولد شارب مادة مخدرة عالية عملتله نزيف داخلى لعدم تحمله قوتها
والحمد لله انكم لحقتوه دا كان ممكن يروح فيها
جلست نغم بمكانها كأنها فقدت النطق والحركة فقط ترتعش… جلس عمر بجوارها ضامما إياها بأحضانه
– ماما إهدي إن شاء الله هيكون كويس
أما ريان الذي وقف كالذي تلقى بصاعقة فوق رأسه… لا يصدق مايقال
رفع نظر للطبيب
– ممكن تعيد التحليل… اتأكد إبني مابياخدش أي مخدر أكيد فيه لخبطة في التحاليل
تحرك بيجاد لوالده ثم شكر الطبيب الذي أكد نتيجة التحاليل
جذب بيجاد والده
– بابا لو سمحت إهدى خلينا نعرف نفكر إزاي مالك أخد الحاجات دي.. دا مابيشربش سجاير
وقف مهزوز البنية عندما شعر أن الارض تميد به وأصبح قاب قوسين أو ادنى من فقدان وعيه مما أستمع إليه
نظر بتيه لولده
– اخوك مدمن.. إزاي، دا أنا مش بفارقكم إزاي وصل للحالة دي
أشار بيديه برفض
– لا يابابا مالك مش مدمن… حضرتك مااسمعتش كلام الدكتور بيقول معدته مااتحملتوش علشان كدا حصل نزيف
مسح ريان على وجهه بعنف
– لازم أدخل أشوفه لازم اتكلم معاه.. أشوف مين دا اللي عمل فيه كدا
صباحا باليخت
استيقظ مبكرا وجدها تغفو على صدره… كأنها لم تنم منذ زمن… مسد على خصلاتها مقبلا إياها… تبسم عندما تذكر ليلتهما المجنونة بالأمس… تنهد عندما تذكر حرمانه لأسرته من مسؤلياته الواجبة عليه وأولهم زوجته… رغم قربهما وعشقهما إلا أن حياتهما الزوجية كانت باردة فاترة… ليست وليدة العشق الذاتي بينهما… أصبح عشقهما يموت من جفاه لبعض الوقت ورغم إنهما زوجين عاديين ولكن الشعور بأمان وعشق كليهما كان يغيب لبعض الوقت
أعدل جسدها على الوسادة… ثم أتكأ عليها بذراعيه ينظر إليها بعشق دُفن لسنوات بداخله ورغم مرور السنين إلا أنه حي لايموت
ظل ينظر إليهاثم نزل لمستواه ملتقا شفتيها بشغف حتى أفاقت من نومها…قامت بفتح عينيها وجدته قريبا منها جدا..رفعت يديها على خديه
– صباح الخير ياحبيبي
انزل لمستواها مرة أخرى
– صباح الحب ياعيون حبيبك.. رفعها لأحضانه وهمس لها
– وحشتي حبيبك ياغزالتي
وضعت وجهها بعنقه
– مش أكتر مني ياجود… من زمان أوي وأنت بعيد عني حبيبي
قبّل يديها وأردف حزينا
– مش من زمان أوي يازوزو هو أسبوع بس.. بس شكلك كبرتي ياحبي وبقيتي بتنسي تعدي الأيام
ضحكت على شقاوته
– مش قصدي دا يامستفز… قصدي إحساسك اللي كان غايب عني.. شوف إمبارح وشوف الأيام اللي عدت دي كلها وفرق ياجواد
قبّل رأسها قائلا بإعتذار
– آسف يازوزو مضغوط شوية في الشغل..
شعر بدموعها على صدره.. رفعها ينظر لداخل مقلتيها… أعتدل سريعا ينظر إليها بخوف
– إيه لازمتها الدموع دي بس يازوزو
مسحت رأسها بصدره وتحدثت
– بتخبي عليا ياجواد.. بتهرب، عارفة إنك بتهرب… بتحاول تشيل الحزن من جوايا.. بس نسيت إني بعرف أقرأ عيونك كويس
عارفة إنك لسة مكسور وموجوع،، رغم إن ربنا عوضنا “برُبى” بس نظراتك وأنت بدور عليها في البيت محدش فاهمها غيري
جذب شفتيها ملتهمها عله يزيح آلام كلاهما
ظل يقبلها لفترة من الوقت يهرب من إجابتها حتى اخذها لعالمه.. عالم يخصهما وحدهما
بعد فترة خرج بنزهة على الشاطى وهي بجواره
امسك هاتفه وقام الاتصال بريان
-أيوة ياريان… مستنيك في مطعم ( )
فجأة توقف عن الحديث عندما إستمع بصوت الطبيب
– اعدتلك التحاليل وبتبين ان الولد دمه فيه مخدر
– فيه إيه ياريان…تسائل بها جواد
إحنا بالمشفى…مالك تعبان
بعد قليل وصلا هو وغزل للمشفى
وقف جواد امامه تكاد تخرج مقلتيه من محجريها وقلبه اوشك أن يتوقف من فرط الألم على حالة ريان ونغم عندما عرف بما صار لمالك
رفع ريان هاتفه لجواد لقد تلقى رسالة من أحدهما
– المرة دي قرصة ودن بسيطة المرة الجايةفيها موت إبنك منعرفش الدور على مين
سلام ياحضرة الدكتور
ضيق جواد عيناه واردف متسائلا
– يعني انا لو ماوصلتش للي حصل مكنتش هتقولي حاحة…
قبض على مرفقه
– إزاي تخبي علي إنهم بيهددوك بسببي.. إتجننت
عايزني اقولك إيه إنهم بقالهم سنين بيحاولوا يبعدوني عنك.وتهديدات بس عمري مافكرت إنهم يقربوا من ولادي.. بعد ماعرفوا إني ساعدتك في الوصول لمرات عم غزل
صعق جواد من حديثه
– دا يحصل من غير مااعرف ياريان ليه
صمت هنيهة يحاول تمالك أعصابه
– دول مافيا… عارف يعني إيه، يعني عندهم الدم زي المية.. طيب أنا مضطر اتعامل معاهم علشان شغلى إنت مالك.. يدخلوك ليه في اللعبة.. ثم أستطرد بمهادنة
– هيموتوا على صفقة السلاح اللي اتمسكت على الحدود.. كان لازم يردوا عليا.. بس ماتوقعتش فيك أبدا
قطب حاجبه بدهشة وتسائل
– إنت مالكش دعوة بالموضوع خالص.. هو ممكن كنت في الأول جزء.. هما عملوا كدا علشان رفضت اتعامل معاهم… وكمان ليا صديقة قديمة شغالة معاهم عايزة تنتقم مني
ورحمة ابويا لأندمهم مايعرفوش انهم بيلعبوا مع الشخص الغلط… قالها ريان بغموض
وقف عاقد ذراعيه بجواره ينظر بشرود فيما حدث
اتجهت غزل إليهما
– مالك فاق الحمد لله
اتجه سريعا إلى إبنه… أما جواد الذي قام الاتصال ب
– باسم الولد اللي قبضنا عليه من يومين تبع الخليه… ابعته أمن الدولة خليهم بفوقوه… وعرف نشأت يتصل بضابط المخابرات
عايز أعرف مين له دخل باللي حصل لأبن ريان… قاطعه باسم
فيه موضوع لازم تعرفه ياجواد… محبتش أشغلك إلا لما أتاكد
تحرك جواد بعيدا عن غزل وأردف متسائلا
– فيه إيه
– فارس ابن صهيب… استمع باهتمام إليه
فارس واحد من برة بيكلمه عن طريق واحد صايع اسمه حسن داخل عليه بموضوع الأحتراف… قاطعه جواد بغضب
– اخلص ياباسم وهات المهم
– الولد دا شغال مع المافيا بس مافيا بيع الأعضاء
.جلس مكانه كمن تلقى ضربة موجعة قصمت ظهره لنصفين وهشمت عظامه
– بتقول إيه… وفارس يعرف
– فارس مايعرفش.. المشكلة مش فارس، المشكلة في عز، عرف ومش ساكت ابدا.. أنا براقبه من بعيد، بس للاسف عرفوا إن عز بيدور وراهم وإنت عارف معنى كدا إيه
صعق من كلامه.. واشتعلت نيران الغضب والانتقام بصدره لدرجة جعلته يتوعد لهم
مسح على وجهه وحاول أن يهدأ من روعه
– سيب موضوع عز عليا.. أنا هعرف أوقفه.. عينك ماتغبش عن ولادي ياباسم وخصوصا ربى سامعنى… وجنى وتقى خلي بالك منهم كويس.. أنا هسافر فرنسا يومين وراجع على طول جالي معلومة عن حاجة.. عايز أتاكد منها
– تمام ياجواد.. متخافش الولاد كلهم تحت عيني، زاهر مش مقصر
❈-❈-❈
بفيلا طارق عزيز
تجلس ممسكة هاتفها تنظر لصورها هي وصديقتها الوحيدة لبنى… تبسمت عندما خاطر ذهنها بعض المواقف… فجأة توقفت عندما وجدت صورته أمامها…
لمست صورته وقامت بتكبيرها
ابتسمت عندما تذكرت عصبيته وثوران غضبه أمامها عندما قابلته أول مرة بعدما وصلت للقاهرة
فلاش باك
– كانت على موعد صديقتها التي أرادت رؤيتها بعد علمها بوجودها بالقاهرة
كانت تقوم بركن سيارتها… أستدارت إذ بها تصطدم إحدهما
رفعت النظارة على خصلاتها
-آسفة ولكنها قطعت حديثها عندما وجدته ينهي مكالمته مع احدهما
وقف ينظر إليها بتقييم
شعرت بأن دمائها تغلي من شدة الغضب بسبب بروده
مط شفتيه وقوس فمه ثم تحدث ببرود
– غنى هانم عندنا هنا يامرحبتين… ثم نظر حوله كأنه يبحث عن احدهم
– إنما صحبتك الحلوة فين مش معاكي يعني
إستشاط داخلها لا تعلم لماذا حزنت عندما قام بسؤاله عن لبنى… ايعني هذا إنه يهتم بأمرها… ابتلعت حزنها ورسمت ابتسامة سمجة ثم
عقدت ذراعها و دنت منه وهمست له
– بقولك أي ياأسمك إيه… متقربش مني علشان اللي بيقرب مني بولع فيه
رفع حاجبه بسخرية… ثم اقترب منها
وفعل كما فعلت ولكن اقترب بمسافة أكبر حتى لايفصل بينهما سوى سنتيمترات
– اموت أنا في نارك ياجميل.. ثم همس بصوتا اجش متناغم لايعلم كيف خرج منه
– أقُتٌـربٍي لَأخِـبٍرکْ أنِکْ سِـعٌأدٍة لَقُلَبٍيِ وأنِأ دٍونِكّ لا أکْون…
ثم رفع نظره إليها عندما وجد خجلها من قربه… وأكمل:
– لا بأس أميرتي .. مرحبا بحياة .. نلتقي فيها …كل يوم ألف مرة .. دون لقاء ..!!
أرتدى نظارته واستدار ليغادر
-” بيجاد ” قالتها بصوتا غاضب عندما وجدت حضوره الطاغي عليها بدأ يتحكم بها
توجه بنظره إليه… وهنا رعشة خفيفة أصابته لم يعلم ماهيتها عندما نادته
وقف يستمع إليها
رفعت سبابتها وأشارت له
– متحاولش تستفزني… وتخرج فيا البنت المجنونة
أقسم لنفسه من طريقة حديثها إنها وحدها هي.. هي التي غلب الشوق إليها
مهلا غنى سوف أعرف حقيقة رحيلك
ضربت قدمها بالأرض عندما وجدت صمته
رمقها مضيقا عينيه ثم أردف
– إنتِ مجنونة أصلا يابنتي… لسة هتخرجي جنانك.. وعلى فكرة وحياة سيدي ابو العباس دي كلها صدف
اقترب خطوة ونزل بمستوى جسدها
– متخافيش الميعاد هيجي هيجي.. بس للأسف مش فاضيلك الأيام دي
ثم تركها وغادر دون حديث آخر.. ظلت تنظر لمغادرته حتى أختفى من أمامها
خرجت من غرفتها وهي تزفر بملل
وجدت والدتها تتحدث مع إحداهن
إستمعت بإهتمام عندما تحدثت تهاني
– فيه دكتور إسمها غزل الألفي بيقولوا شاطرة وهي تخصص أورام… وكمان طارق يعرفها بيقولي دي كانت طالبة عندي.. حجزنا عندها ولسة هروحلها بكرة لو مكنش كدا هنسافر ألمانيا
أقتربت منها حتى اصبحت قبالتها تماما لتطوق رقبتها بذراعيها وتبكي
– ماما إنتِ تعبانة… علشان كدا نقلنا القاهرة
هنا تذكرت فلاش باك
ذات مساء رجعت من الخارج وجدت والدها يتحدث بحزن لوالدتها
ضيقت عيناها وتسائلت
– فيه إيه مالكم!!
أزالت والدتها دمعاتها الخائنة… ثم ابتسمت لها
– مفيش ياقلبي.. كنا بنتكلم عن سافرنا للقاهرة
قطبت مابين جبينها وأردفت متسائلة
– سفر القاهرة.. انتوا هتسافروا تاني
اتجه طارق وجلس بجوارها ضامما إياها بأحضانه
– إحنا خلاص هننقل القاهرة حبيبتي
أنا اتنقلت تاني لجامعة عين شمس… كمان هحولك ورق الجامعة هناك
أوكيه ياداد إعمل اللي يريحك… أنا عارفة مش بيفرق معايا المكان أد مابيفرق وجودكم في حياتي… ثم وقفت وإتجهت لتهاني
– بس ليه مامي حزينة.. إيه ياتاهي مش هاين عليكي طنطا… بس متنسيش إننا مااقعدناش فيها خمس سنين على بعض
مسدت تهاني على شعرها بحنان أموي
– طنطا فيها ذكريات حلوة زيها زي تركيا كدا
مطت شفتيها وتحدثت
– والله ياتاهي إنتِ ينطبق عليكي مثل المرأة المصرية
لكمتها بخفة على كتفها
– أنا ست مصرية ياغنى
ضحكت بصوتها الانثوي الناعم
– مامOf course
قالتها بشقاوتها المحببة لقلوبهما
عودة للحاضر
– لا ياقلبي مفيش دا مجرد تعب… عايزة أطمن على نفسي بس
ألقت نفسها بأحضانها
– ربنا يخليكي ليا ياماما يارب
بعد عدة أيام
تجلس بإحدى النوادي تتحدث بهاتفها
– قولي والله باباكي وافق إنك تنقلي القاهرة… أيوة مش مهم جامعة ولا بيت
أنا بحبه عمو دا أوي… مكنتش أتوقع بعد ماأكلمه يوافق… خلاص هستناكي أول السنة ياحبي
أنهت إتصالها نظرت للإمام
جحظت عيناها مما ترى… هو ذاك الشخص
اتجهت سريعا.. فمنذ عدة أيام قامت بعمل محضر ضده… وآلان هو يطاردها
لكمته بكتفه
– إنت بتعمل إيه هنا، مفيش مكان أروحه إلا لما آلاقيك فيه
نظرت سيلا التي حضرت معه لتقدم على وظيفة معيدة بالجامعة…
– مين دي يابيحاد
شهقت عندما وجدت أحدهما معه
أشار بيجاد لغنى وأردف بتسلي
– واحدة مجنونة يالولو سيبك منها… دي عايزة تروح العباسية
أرتدى نظارته وأمسك بيدي إبنة عمته وتحرك
أسرعت غِنى إليه… وقفت أمامه
-هي مين دي اللي مجنونة… والله مفيش مجنون غيرك
زفر بغضب ثم نظر إليها من تحت نظارته ثم اقترب يمسك خصلاتها المتمردة على وجهها ووضعها خلف إذنها وهمس لها
– إهدى يابتوجاز… هتنفجر.. ومفيش اللي يطفيك… وبعدين لمي شعرك اللي فرحانة بيه يخربيتك… هتخليني أشيلك وأحطك قبر وأخلص منك
اهتزت نظراتها أمامه… وشعرت بتذبذب من لمسته إليها ورغم ذلك.. نظرت لسيلا وتحدثت
– لمي البوي فريند بتاعك بعيد عني..
ضيقت سيلا عيناها وأردفت
– دي مجنونة فعلا يابيجو
ضم سيلا وتحرك مغادرا وهو يقهقه.. نظر إليها بتسليه… محركا حاجبيه بطريقة طفولية قاصدا إستفزازها
ضربت قدمها بالارض كالاطفال وأردفت
– بارد ومستفز
رفع يديه من الخلف
– سامعك على فكرة
خرجت كالمطارد ولكنها فجأة اصطدمت بأحدهما
– آسف مااخدتش بالي
زفرت وحاولت الهدوء
– يبقى بص قدامك.. عقد حاجبيه ينظر إليها ويخترقها بنظراته … لايعلم لماذا
رفعت نظرها إليه
– إيه بتبص كدا ليه… بص تحت… دا إيه البلد اللي مفهاش حد محترم دي
أقترب إليها أوس وكاد أن يخنقها
– بت إنت ساحبينك من لسانك… لمي نفسك.. أنا كنت بشّبه وبس
جتك القرف وإنتِ شبه عروسة المولد كدا
جحظت عيناها اتت لتتحدث… تحرك مغادر ولم يرد عليها وهي تسبه
بعد يومين
في غرفة تمتاز بالهدوء وطبعها الرجولى والوانها الداكنة
يجلس امام حاسوبه يرتدي نظارته الطبية
دلف والده وهو يحمل كوب قهوته
– احلى فنجان قهوة لأنشط شاب في الدنيا.. وقف سريعا متقدما… يتناول كوب القهوة من والده
اتفضل ياحبيبي… حضرتك اللي جايب القهوة بنفسك
مسد على خصلاته الحريرية
– ايه رأيك نرغي شوية
وضع خديه على كفيه ونظر بشقاوة لوالده
– سامعك ياحضرة اللوا… كلي آذان صاغية
– لسة مُصّر تدخل حربية ياياسين
مامتك ياحبيبي مش موافقة خالص… ثم أكمل حديثه مفسرا
– والدتك عانت وتعبت كتير من الفراق… بلاش نتعب قلبها
اتجه بجسده لوالده
– يابابا فين إيمانكوا إن كل مايصيبنا إلا ماكتبه الله لنا
لمس وجهه بيديه وتحدث لإقناعه
– إحنا عمرنا ماأعترضنا على قضاء ربنا… وزي ماقولت كل مايصيبنا إلا ماكُتب لنا
بس الفراق صعب يابني.. صعب أوي ربنا مايكتبه عليك ياحبيبي … أختنق صوته بالحديث
أخذ نفس طويل خرج من رئتيه عندما سالت قطرة ضعف من عينيه كلما تذكر قرة عينيها
– لسة قلوبنا واجعانا ياحبيبي على أختك.. بلاش توجع قلوبنا تاني
امسك أيدي والده بين راحتيه وقبلها
– بابا حبيبي.. أنا من صغري نفسي أكون ظابط في الحربية.. لو سمحت متحرمنيش من الأمنية دي… وهرجع أقولك كل مايصيبنا إلا ماكُتب لنا
اومأ جواد رأسه ثم وقف متجها لباب الغرفة… تقدم بخطوات هذيلة لا يعلم كيف يقنع زوجته بقرار ابنه
في منزل عمر ومرام
كان الجميع يجلس يتناول الطعام بصمت قاطع صمتهم عمر عندما رفع نظره لزوجته
– مالكم ساكتين ليه
ثم اتجه لبناته وولده
-إيه الموضوع مزعلين مامي ليه
مطت ماسة شفتيها وتحدثت لوالدها
– مامي زعلانة من سيلا… علشان اتخانقت هي وعمر أبن خالي
ضيق عيناه متسائلا
– وسيلا تتخانق مع عمر ليه… مش انتوا خلاص اتفقتوا على كل حاجة… دا خطوبتكم وكتب الكتاب بكرة… مينفعش نأجله.. دا اتأجل كذا مرة… وأنا شايف مالك بقى كويس
زفرت مرام بسأم وتنهدت
– عمر عايز يسافر ياخد الدكتوراه من انجلترا… عايز يعمل الفرح بعد أسبوعين وياخدها معاه وسيلا رافضة
أغمض عيناه وسحب نفسا طويلا
– سيلا حبيبتي لازم توقفي معاه… مش توقفي ضده هو شايف تعليمه برة هيفيده يبقى أحسن دا لو إنت بتحبيه فعلا وبعدين دا جوزك يبقى تسانديه يابنتي
وضعت محرمة الطعام على المائدة ثم هبت واقفة
– آسفة يابابي بس تعبانة وعايزة ارتاح ممكن نتكلم بعدين
❈-❈-❈
في فيلا ريان
نظر لولده بقيلة حيلة ثم أردف
أنا حجزتلك إنت ومالك هتسافر مع عمر.. كملوا تعليمكم برة
قاطعته نغم
– إيه اللي بتقوله دا ياريان عايز تبعد التلاتة عني
مسح على وجهه بعنف وحاول أن يهدي من روعه حتى لا يغضب عليها… إلتفت لحمزة
– روح على أوضتك بعدين نتحاسب
اومأ له ثم تحرك دون حديث متجها لغرفته
أسرعت تقف أمامه تتحدث بغضب
– فيه إيه ياريان اللي شقلب حالك كدا بقيت تقسى على الولاد ليه… وكمان أخدت منهم الكريتيد كارت ليه…
لا أنا ولادي مش هسيبك تتحكم فيهم كدا
قالتها متحركة إتجاه غرفة حمزة
– حدجها بنظرة مرعبة وتحدث
– سبيني أعرف أربي الولاد يانغم… الولاد بدلعك هضيعيهم
اتسعت عيناها من كلاماته
– أنا ياريان هضيع العيال… إنت مش شايف نفسك بقيت بتعاملهم ازاي
– ايوة إنتِ نسيتي إبنك اللي كان هيموت في لحظة… عايز ابعدهم من الجو دا… ويتعلموا برة افضل.. حمزة سباق الدرجات هيجننه… يمكن لما يبعد يتغير ويعرف مصلحته
عقدت ذراعيها
– بس أنا مش موافقة ياريان… حمزة لسة صغير.. دا خمستاشر سنة بس،
تحرك مغادراً قبل أن يفقد أعصابه
في فيلا صهيب وخاصة بحديقة الفيلا بحمام السباحة
كان يمارس سباحته بشراسة كأنه يخرج مايؤلم روحه… فكلما تذكر حديث جاسر يشعر بنيران قلبه
– ماذا يفعل آلان.. هل يتركها لغيره
ولكن كيف يتركها وعشقها يتسرب بوريده.. وماذا سيكون رد فعل جواد وعمهو
أغمض عيناه وحاول أن يتنفس بهدوء عندما شعر بإنقباض صدره
وقف واضعا يديه بجيب بنطاله ينظر لولده.. يعلم مايؤلم روحه ولكن ماذا سيفعل… هل سينصفه القدر
خرج عز يهز جسده حتى تناثرت قطرات الماء حوله… رافعا يديه يرجع خصلاته للخلف… تفاجأ بوجود والده
– بابا قالها متفاجأ
واقف كدا ليه… استدار صهيب مواليه ظهره
– عايز أعرف ابني الكبير ماله زعلان ليه
تحرك عدة خطوات يحاول إنهاء الحديث
مفيش حاجه ليه بتقول كدا
إقترب صهيب يحاوطه بنظراته
– نسيت إن أبوك دكتور نفساني يالا
ابتسم بخفوت
– مش عليا ياحضرة الدكتور… عندك فارس وجنى طبق عليهم
ضمه والده من أكتافه
تعالى نتكلم شوية
بغرفة الرياضة
كان يمارس رياضته المفضله التنس مع إخته ربى… وقف يمسك منشفته ويقوم بإزالة عرقه
نظر لربى التي تحاول أن تأخذ أنفاسها… ولكنها لم تقو… تغير لون بشرتها فجأة وأصبح شحابا كشحوب الأموات
أسرع إليها ورفعها بساعديه القوية عندما وجد جسدها يترنح لتسقط على الأرض
ضمها لأحضاته وحاول إفاقتها
– ربى حبيبتي إيه اللي حصل
اغمضت عيناه عندما شعرت بغمامة سوداء ولم تقو على الحديث
حاولت التحدث.. نزل بجسده عله يسمعها
همست له
– أوس متقولش لبابا وماما… خدني على أوضتك.. ثم غابت عن الوعي نهائيا
بغرفة مكتب جواد بمنزله
ينظر لبعض المعلومات التي وصل إليها… بعد محاولات كثيرة وتأكده منها… هب واقفا متجها إلى فيلا صهيب
دلف لداخل الحديقة وجد صهيب يجلس مع عز … اتجه إليهما متسائلا
– فين حسن ياعز… بتلعب من ورا عمك يالا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد