روايات

رواية جميلة الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا

رواية جميلة الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا

رواية جميلة البارت السادس

رواية جميلة الجزء السادس

جميلة

رواية جميلة الحلقة السادسة

كانت في غرفتها بعد أن عادت تبكي بحرقة وهى تجلس على سريرها.
دلفت لها ياسمينا ببشاشة: كل سنة وأنتِ طيبة يا جوجو.
رفعت جميلة وجهها لياسمينا التى توقفت مكانها مصدومة ثم أسرعت نحوها تقول بقلق: مالك في إيه؟
عادت تبكي مجددا وهى تغمض عينيها وترتمي في أحضان ياسمينا التي ضمنها لها والقلق يزداد في نبراتها: في إيه يا جميلة؟ ردي عليا!
قالت بشهقات من بين بكائها: ق….قاسم.
عقدت ياسمينا حاجبيها بإستغراب: ماله قاسم؟
حاولت أن تتكلم ولكن خرج صوتها غير واضح بسبب البكاء: ات…اتقدملي و…رفضته!
أبعدتها عن حضنها بذهول وهتفت بعدم تصديق: إزاي! وأمتى!
تنهدت جميلة بعمق والدموع مازالت تنحدر على وجهها: مش قادرة أتكلم يا ياسمينا احضنيني دلوقتي وبس.
ضمتها ياسمينا لها مجددا وهى تفكر وتتسائل بحيرة عما حدث وما أوصل جميلة لهذه الحالة.
حين هدأت اتبعدت عنها وهى تمسح دموعها، ربتت ياسمينا على كتفها: قومي اغسلي وشك وتعالي نتكلم.
أومأت جميلة برأسها وهى تنهض لتغسل وجهها ثم عادت تجلس أمامها ياسمينا.
قالت ياسمينا بجدية: حصل إيه بقا؟ أحكي لي.

 

بدأت تسرد لها ماحدث ومجئ قاسم لها مع باقة الورود ثم تقدمه بالزواج لها ورفضه، غشت الدموع عينيها حين تذكرت ردة فعله ثم حديثها مع وسيم إنتهاء بنظرة قاسم لها.
ظلت ياسمينا صامتة لعدة دقائق فقالت جميلة بحنق: قولي أي حاجة ردي عليا! متسكتيش كدة.
قالت ياسمينا بصوت هادئ: أنا مش عارفة أقولك إيه يا جميلة أنا مش مصدقة اللي بسمعه ده!
ثم تابعت بعدم تصديق: بقى قاسم يبقى جواه كل ده وساكت! طب وأنتِ رفضتيه ليه يا جميلة؟
حدقت بها جميلة بإستنكار: وأنتِ كنتِ عايزاني أوافق!
ردت ياسمينا بتعجب: ومتوافقيش ليه بقا؟ ماله قاسم؟
هتفت جميلة بها بإندفاع: أوافق إزاي بس وبعدين أنا بكرهه!
اتسعت عيون ياسمينا بعدم تصديق وقد أفلتت منها ضحكة: بتكرهيه؟ إيه اللي بتقوليه ده؟
نظرت لها جميلة بإرتباك فتابعت ياسمينا بعقلانية ممزوجة بالعتاب: الكره كلمة كبيرة أوي يا جميلة متقدريش تقولها كدة بالساهل وبعدين قاسم عمل إيه يستاهل الكره؟ علشان شوية حركات تافهة يعني؟ هى أه تضايق لكن عمرها ما تصل للكره يا جميلة أنا مستغربة كلامك ده مش طبعك أبدا والرجل معملش حاجة غلط للدرجة دي.
صمتت جميلة وهى تعتب على نفسها كذلك ف قالت ياسمينا بمكر: وبعدين ما يمكن تكوني بتحبيه وأنتِ مش واخدة بالك؟ الكره بيتقلب حب بسهولة جدا على فكرة.
صاحت بها جميلة بفزع: إيه اللي أنتِ بتقوليه ده!
ضحكت ياسمينا بمرح ولكنها نظرت لها بجدية: بعيدا عن كل ده أنا بوعيكِ للمنطق يا جميلة وبعدين ده جه لحد عندك وطلبك للجواز وكان بيوعدك أنه دايما هيخليكِ مبسوطة ده يتكره بالله عليكِ؟

 

حدقت لها جميلة بعيون مليئة بالدموع والشعور بالذنب فضمتها ياسمينا: وأنتِ كمان مش شايفة نفسك زعلانة عليه أوي كدة، أنا مقدرة لغبطتك لكن ياريت تكوني متأكدة من قرارك.
ابتعدت عنها جميلة مجددا تقول بتوتر: و وسيم جه وكلمني.
ارتفعا حاجبا ياسمينا بدهشة: وقالك إيه؟
رفعت جميلة كتفيها بحيرة: كان بيقولي ألف سلامة وبس تقريبا قالي حاجة كمان بس أنا مسمعتش.
كانت ياسمينا على وشك الكلام حين دلفت والدة جميلة.
قالت بنبرة ترحيب: أزيك يا ياسمينا يا حبيبتي؟ كل سنة وأنتِ طيبة وبخير.
أبتسمت لها ياسمينا ونهضت لتسلم عليها: الحمدلله بخير يا طنط وأنتِ طيبة و بخير.
قالت والدة جميلة بفرح: بصي بقا أنتِ مش غريبة فأنا هتكلم قدامك.
ثم نظرت لجميلة وتابعت: جاي لك عريس بكرة يا جميلة.
حدق جميلة وياسمينا ببعضهما بذهول ثم هتفت جميلة: عريس إيه يا ماما؟
جلست بجانبهم على السرير وهى تقول بسعادة: وسيم صادق عارفاه؟
تبادلت جميلة و ياسمينا نظرات سريعة ثم قالت جميلة بهدوء: اه.
أومأت والدتها بحماس: هو ده، كلم والدك وأن شاء الله هيجي بكرة.
قالت جميلة بضيق: طب مقولتليش ليه يا ماما؟

 

مسحت والدتها على رأسها بحنان: يا حبيبتي هو الرجل خد ميعاد من أبوكِ، أنتِ أقعدي وقرري ومحدش عمره غصبك على حاجة صح؟
أومأت جميلة بصمت فقبلت والدتها رأسها ثم خرجت من الغرفة.
أمسكت ياسمينا يديها بعدم استيعاب: صح اللي أنا سمعته ده يا جميلة مش كدة؟
هزت جميلة رأسها بصمت فحدقت بها ياسمينا بتعجب: مالك يا جميلة؟ أنتِ مش مبسوطة ولا إيه؟ مش ده اللي كنتِ عايزاه؟
أبتسمت جميلة إبتسامة باهتة وقالت بنبرة فارغة: أيوا أكيد مبسوطة بس الدهشة بس.
تفحصتها ياسمينا بنظراتها بدقة: مش باين، أنتِ مش مبسوطة يا جميلة.
تنهدت جميلة: مش عارفة يا ياسمينا بس حاليا أنا متلغبطة وعايزة بس أريح بالي شوية.
أمسكت ياسمينا بيدها بعطف: بتفكري في قاسم صح؟
تصدقي أنا كمان صعبان عليا أوي يا جميلة قاسم شاب ممتاز وكويس وحنين أوي بعيدا عن الجانب الطفولي شوية بتاعه بس نصيب.
حين غادرت ياسمينا لم تتمكن جميلة من النوم ليلتها جيدا بل حين تغمض عيونها تجدها تنظر لوجه قاسم حين رفضته والدموع التي رأتها في عيونه ثم يتحول الحزن لغضب واحتقار.
في اليوم التالي أتت ياسمينا حتى تساعدها للاستعداد وكانت معاها حين أتى وسيم مع والدته ولكن لا تعلم لما لا تشعر بتلك السعادة التي تخيلتها حين تأتي هذه اللحظة ولا الحماس المفترض لهذا اللقاء.

 

وضعت ياسمينا يديها على كتفي جميلة: زي القمر يا روحي، ربنا يوفقك يارب.
أبتسمت لها جميلة إبتسامة هادئة ثم خرجت لتجلس معهم، لم يمر قليل من الوقت حتى تركوهم وحدهما ليتحدثا سويا.
قال وسيم بإبتسامة: أزيك يا جميلة عاملة إيه؟
أجابت بصوت خافت: الحمد لله بخير.
تابع وسيم بنبرة جدية: فيه أي حاجة عايزة تسأليها ليا ؟
تطلعت له جميلة: أنت اخترتني ليه؟
اتسعت عيونه بدهشة ثم ضحك: إيه السؤال ده؟
ردت جميلة بإصرار: مهم ليا لو سمحت جاوب.
برغم تعجبه قال ببساطة: علشان أنا محتاج إنسانة تكون شريكة حياتي وزوجة ليا وأم لأولادي وأنا شايفك الإنسانة المناسبة لكدة.
لم تعجبها إجابته نوعا ونظرت أمامها وترأى أمام عينيها وجه وهو يقول”بحلم تكوني الإنسانة التي تكمل معايا بقية حياتي وتشاركني الأحلام دي، أنا بحبك بجد ونفسي أتجوزك”.
أفاقت من شرودها على صوت وسيم المتعجب: جميلة! جميلة روحتي فين؟
انتبهت له جميلة: ااا أنا آسفة سرحت.

 

حدق لها بعدم رضا وقال: طب قولتي إيه؟
ازدردت ريقها وقالت بصوت ثابت: هفكر وأن شاء الله خير.
أبتسم وسيم بثقة: وأنا واثق من الرد.
عقدت حاجبيها بإستغراب أما هو تابع: على العموم عايز أقولك لو عملنا خطوبة هتبقى على الضيق بين عائلتي وعائلتك بس وأن شاء الله بعد الجواز إحتمال أسافر تاني بس هتكوني أنتِ هنا وممكن في المستقبل تيجي لي زيارات مع الأولاد.
كاد فك جميلة يتدلى من عدم التصديق وردت بإرتباك: اااه ثانية واحدة إيه ده؟ وبعدين مين قالك أني وافقت أصلا؟
رفع حاجبه وقال بنبرة بها بعض الغرور: ومتوافقيش عليا ليه؟ هو مش شكر في نفسي لكن أنا عارف أني فرصة كويسة لأي حد وخصوصا بنت زيك.
لم تستطع الرد عليه لثواني بسبب صدمتها التي تزداد: بنت زيي؟
رد بلامبالاة : أيوا يعني معلش في الكلام بس يا جميلة أنتِ فرصك قليلة في الجواز أولا عذرا الرجل بيفضل البنت الرفيعة عنك وجمالك مش مبهر ثانيا أنتِ بنت بسيطة أوي يعني معندكيش إنجازات ولا طموح عايشة كدة مش زي صاحبتك ياسمينا حتى.
مع كل كلمة تقع على مسامعها كانت لا تجد كلاما تصف به ما تسمعه، حدقت به بصدمة وأدركت الآن أنها لا تعرفه ولم تعرفه قط، من كان يتخيل أن تحت تلك الواجهة الأنيقة المتحضرة تفكيرا كهذا!

 

كانت كأنها تراه أمامها للمرة الأولى، إنسانا غريبا بالكامل وهو بالفعل كان هى من خدعت نفسها على أسس واهية.
بعيون تلمع بالغضب: وأنت مين فهمك بقا أنت العريس اللقطة اللي مفيش منك اتنين يا أستاذ وسيم؟ ده بردو نفس الجهل بتاعك اللي مخليك مفكر أني عايشة كدة من غير هدف؟
نهض بعصبية: جميلة أنا مسمحلكيش…
قاطعته وهى ترفع يدها أمام وجهه: أنا اللي مسمحلكش يا أستاذ وسيم تيجي هنا في بيتي وتهيني بكلام زي ده وكأنك بتشفق عليا وتمن عليا لما تطلب تتجوزني!
نظرت له بإحتقار وقالت بكبرياء: ومع أنه ميهمنيش أنك تعرف بس أنا عايزة أقولك أنه أنا مناقشة الماجستير بتاعتي بعد يومين مش من غير إنجازات زي ما بتقول ومع أنه الإنجازات مش بتتقاس بالحاجات دي لكن ده لمعرفتك بس غير كدة كلامك وكلام أي حد في الزبالة ميهمنيش.
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بنبرة جامدة: اتفضل برة يا أستاذ وسيم، أنت مرفوض!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جميلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *