روايات

رواية فارس من الماضي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي البارت الثالث والعشرون

رواية فارس من الماضي الجزء الثالث والعشرون

فارس من الماضي

رواية فارس من الماضي الحلقة الثالثة والعشرون

بعد مرور عدة أشهر……
قد تغيرت فى هذة الأشهر كثير من الأشياء، فأقام زين وزياد حفل زفافهم فى موعده، من أجل عمل زين، وسافر معه زياد وأية لقضاء شهر العسل، أصرت أية على البقاء فى ايطاليا وقت أطول، فهى لم تسافر خارج مصر من قبل، ووافق زياد على رغبتها، وقد علم مؤخراً، بخبر حمل أية ونغم وهم الأن فى شهرهما الثانى من الحمل، أما نغم فقد اكملت دراستها، بمساعدة زين لها، فهو لا يحملها فوق طاقتها، بسبب الحمل، ويحاول تخفيف الضغط النفسى عليها، وها هى لم يتبقى سوى أمتحان واحد لها، وتنهى مرحلتها الجامعية، وتبدأ فى عملها برفقة زين، بعد عودتهما من مصر، فخلال هذه الأيام سيعقد حفل زفاف رنيم، ومعتز بعد طول إنتظار هذة المدة بأكملها، فأصبحت رنيم علاقتها بمعتز أكثر ترابطاً وإستقرار، اصبح معتز يقضى معظم وقته برفقة رنيم ووالدتها وحليمه، يسترجعوا ما فاتهم طوال هذة السنوات، كل منهم يقص للأخر ما فعله فى حياته، وقد استعاد معتز ورنيم ثروتهم بعد أن اصبح ميراث رمزى من حقهم، ولكن رنيم رفضت ان تعود لمنزلها وتعيش هناك، وفضلت البقاء فى بيت معتز، وكذالك داليا لم تود ان تعود الى هذا المنزل الذى دمر حياتهم.
فتح معتز الباب ودخل وهو يحمل عدة حقائب، وضعهم أرضاً بإهمال فصرخت رنيم به:
– معتز براحه، انت بتعمل اى
تحدث معتز بلا مبلاه :
– اهدى محصلش حاجه، أعمل اى انتى اشتريتى حاجات كتير، انا زهقت من اللف طول اليوم معاكى، انتى مبتزهقيش!
تحدثت رنيم بغضب:
-معتز أنا بجد تعبت، وأنا بدور على الحاجات دى، اوعى حاجه منهم تتكسر، بكرة هنروح نجيب بقيت حاجاتى، ومش هتعترض.
نظر لها معتز بزهول وقال:
– هو لسه هتشترى تانى!!
تحدثت رنيم بتأكيد قائله :

 

-اكيد، فى حاجات تانيه عجبانى بس هطلبها اون لاين متقلقش.
اقتربت منهم داليا وهى تبتسم قائله:
– فرحكم قرب، ولسه بردو بتتخانقوا
تحدث معتز وهو ينظر إلى رنيم بغيظ:
– أنا مش بتخانق، هى الل. بتتعمد تضايقنى، زهقت كل يوم اخرج نشترى حاجه، مش متعود على كده امتى نخلص بقا.
تحدثت رنيم إلى أمها:
– متصدقيش معتز، هو اللى دايما بيزعق ليا، لو كانت أية ونغم هنا كنا روحنا مع بعض،
تحدث معتز بحسره:
-محظوظين زين وزياد قربو يجيبو احفادهد على الدنيا وانا وانتى لسه بنجهز لفرحنا وبنتخانق هنا
طرق الباب فصاحت رنيم بلهفه:
-حاجتى وصلت.
نظر لها معتز بيأس، فضحكت داليا على أبنتها، واقتربت حليمة توقف، رنيم قائله:
-استنى يا رنيم هفتح أنا الباب
فتحت دادة حليمة الباب، وجدت عامل البناية يدلف وبيدة، عدة حقائب، ووضعهم هو الأخر أرضا قائلاً بتعب وهو ينظر إلى رنيم:
-حاجتك وصلت يا أستاذة رنيم
قالت له رنيم:
-شكراً يا عم رضا، اتأخرت ليه كده
قال العم رضا:
-حجاتك كتيرة يا أبنتى، والمصعد عطلان
قالت رنيم بتذاكر:

 

– اه صح، نسيت أمر المصعد، شكرا يا عم رضا، ارتاح شويه من طلوعك السلم، اجيب ليك حاجه تشربها؟
نظر العم رضا إلى السيدة حليمة بهيام قائلاً:
– ياريت كوباية مايه يكون من ايد الست حليمه.
ضحكت رنيم، فالعم رضا لا يفوت فرصه لمغازلة السيدة حليمة، ويتعمد الصعود لهم عدة مرات فى اليوم بحجه، إذا يحتاجون، لشئ لكى يجلبه، ويأتية نفس الرد الغاضب من حليمه فى كل مرة، بالرفض وانها لا تريد اى شئ منه.
دخلت حليمه بغضب تجلب لهذا الرجل المسن كوب الماء لعلة يرحل ويحل عنها قليلاً، جلبت السيدة حليمة كوب الماء، ووضعته أمامه بنفاذ صبر، تناول العم رضا كوب الماء رشفه تلو الأخرى ببطئ شديد، مما جعل معتز ورنيم يفلت منهم ضحكاتهم الذى يحاولون عدم إظهارها، نظرت لهم حليمه بغضب، كذالك داليا، فقالت حليمه بنفاذ صبر:
– انت باشرب براحه كده ليه هو عصير! خلص خلينا نشوف اللى ورانا
تصنع العم رضا عدم السمع، وظل يرتشف من الكوب ببطئ شديد، انهى تناول الماء ووضع الكوب على الطاوله، وقال لحليمه برومانسيه:
– عقبال لما اشرب شربات فرحنا
شهقت السيدة حليمه بخضه وقالت:
– انت قولت اى يا راجل يا خايب، انت تخرس خالص دا انت شكلك كبرت وخرفت، وعايز دار مسنين تقعد فيه وتحل عنى.
تحدث العم رضا وهو مستمر فى غزله بها:
– عندك حقك، انا عايز حد يرعانى، ومش هلاقى احسن منك.
قالت حليمه بنفاذ صبر:

 

– امشى من هنا، متجننيش راجل قليل الأدب.
وقف العم رضا وهو يرتب جلبابه، ويتحدث بغضب:
– مش فاهم رفضانى ليه؟ وأكمل بفخر دا انا بواب قد الدنيا وماسك رئيس البوابين هنا، ومعايا فلوس تعيشنا أنا وانتى، انهى حديثه وأخرج حفنه من المال من جيب جلبابه ونظر إلى معتز، الذى يتابع ما يحدث أمامه، محاولاً تمالك نفسه من الضحك حتى لا تغضب منه السيدة حليمه كا كل مره فقال العم رضا:
– معتز يا ابنى انت مش راجل البيت دا، انا طالب منك ايد الست حليمه، ودا مهرها لو عايزه اكتر أعطيها.
إلى هنا لم تعد تتحمل حليمه، وحملت المال من على الطاوله، ووضعته، فى يد العم رضا بعنف، ودفعته إلى الخارج وهى تقول:
– اخرج من هنا وإلا أقول لمراتك وولادك يا راجل ياناقص، خد فلوسك وعالج نفسك شكلك كبرت و خرفت، ودفعته خارج الشقه بعنف، وقامت بغلق الباب فى وجهه بعنف.
وقفت تلتقط أنفاسها لكى تهدأ بعدما أغضبها هذا الرجل بحديثه، فى هذة الأثناء أ رتمت رنيم ومعتز أرضاً، يضحكون بشدة، فما فعله العم رضا اليوم فاق توقعهم عن كل مره يأتى فيها، وقفت حليمه تنظر لهم بغضب، حتى يتوقفوا عن الضحك، ولكن لم يتوقفوا، وجهة نظرها إلى داليا، وجدتها واقفه تضحك بخفوت هى الأخرى، شتمت فى سرها هذا العجوز الذى جعلها أضحوكة، فى هذا السن هل بعد ان وصلت إلى عقدها الخمسين يأتى الرجل العحوز لطلب يدها، ومن من رنيم معتز الذى تعتبرهم بمثابة أولادها، عند هذة النقطه، تخلت هى الأخرى عن غضبها، وشاركتهم بالضحك، وهى تتذكر وجه العجوز وهو يتحدث بجدية عن زواجهم، وطريقة طلبها لزواج من معتز.
توقفت رنيم عن الضحك، وأقتربت من حليمه وهى تقول لها بمرح:
-ليه يا دادة متوفقيش، وتعملى فرحك معايا.
قامت حليمه بضربها على رأسها برفق قائله:
– انتى بتقولى اى يا بت انتى، بعد العمر دا كله اتجوز واعمل فرح كمان يادى الخيبه، اعملى انتى فرحك على الواد الغلبان اللى خلل جمبك دا الأول.

 

اقترب معتز هو الأخر من حليمه، وقام بتقبيل رأسها وهو يهتف بمرح:
– قوليلها يا دادة، أنا خللت جمبها.
ثم نظر إلى رنيم وقال:
-اسمعى كلام داده، وركزى فى فرحنا أولاً، انهى حديثه بغمز عابثه من طرف عيناه.
خجلت رنيم وقالت له:
-اسكت يا معتز، معتش غير أيام قليله
قال معتز بمرح لدادة حليمه:
– بعد ما نتجوز، أفكر فى طلب عم رضا اذا كنت هوافق ولا لاء انه يتجوزك يادادة، من هنا لوقتها متكلميش مع الراجل دا.
ضحكت داليا، وقالت:
– انتم مش هتسكتوا، الا لم تزعل منكم، وتقضوا اليوم بتترجوها تسامحكم، زى كل مره.
قالت حليمه هو تبعد رنيم معتز عنها، وتتجه للجلوس على المقعد:
– سبيهم يا داليا، مش هسامحهم المرادى
ركضت إليها رنيم بسرعه وقالت:
– خلاص يا دادة سكتنا اخر مره، انتى كنتى بتحبى جوزك اوى كده.
ابتسم حليمه لها وهى تتذكز زوجها الراحل منذ سنوات كثيره قبل أن تعمل فى منزل عائلة رنيم، وقبل ولادة معتز فقالت لها:
– مكنش فى حد حنين عليا زى زوجى الله يرحمه، كلن ونعمه الزوج والرفيق، بعد جوزنا لما قعدت فترة، طويله بدون خلفه وروحت لدكتور، عرفت انى مش بخلف، وقتها حسيت بقهرة ودمعتى منشفتش، لكن جوزى الله يرحمه كان راضى بقضاء ربنا، ومن بعدها مفتحش معايا موضوع الخلفه دا تانى عشان مزعلش، لكن فى يوم تعب جامد وكان سخن جدا، والحراره مش بتنزل وانا كنت هنا فى بلد غريبه معرفش دكتور ولا اروح فين، روحت لجارتى قالتلى استنى لما جوزها يرجع من الشغل، وياخده لدكتور، لكن جوزها اتأخر، ووقتها ربنا استرد أمانته وجوزى مات، جارتى دلتنى على بيت جدك الله يرحمه اشتغل عنده، مكنش ليا حد اروحله ولا يصرف عليا، لكن جدك الله يرحمه فتحلى بيته لما عرف انى مقطوعه من شجرة، وفضلت شغاله عندكم طول السنين دى، اول لما اتولدت يا معتز حسيتك انك حته منى ربنا يعلم انى حبيتك انت ورنيم، وربيتكم كأنكم ولادى، وعشت حياتى مكتفيه بيكم، ومفكرتش اتجوز بعد جوزى الله يرحمه.

 

انهت حليمه حديثها بحزن على زوجها، فوضعت رنيم رأسها على كتف حليمه وهى تقول بتأثر:
– وانا كمان بحبك جدا يا دادة، انتى احسن ام فى الدنيا، كفاية حنيتك وخوفك عليا ربنا يخليكى ليا.
ربتت السيدة حليمه على كتفها بحب وقالت:
-ربنا عالم انا بحبكم ازاى يا بنتى، انتوا عوضى فى الدنيا.
نظرت حليمة إلى معتز بحنان وقالت:
-وانت يا معتز، أبنى الكبير، كبرت وبقيت راجل عايشين تحت حمايتك، ويعتمد عليك، وفرحتى بيكم هتكمل لم تتجوزا بإذن الله.
مال معتز وقبل يدها وتحدث بحنان قائلاً:
– ربنا يبارك فى عمرك يا دادة، وتعيشى وتربى ولادنا أنا ورنيم.
نظرت له حليمه بإبتسامه، ثم نظرت إلى داليا قائله:
-كفايه عليا كده، داليا تتعب شويه وتربى هى ولادكم
ابتسمت داليا قائلة:
– لا يا حليمه مش هتهربى، هتربى ولادهم معايا، ربنا يطول فى عمرك، وتشوفى أولادهم ويكبروا قدامك
أمنت حليمه على دعاءها، ونهضت لكى تنام فقد تأخر الوقت، ولحقت بها داليا هى الأخرى، فهذة الأيام ترهقهم، بسبب تحضيرهم لزفاف.
بقى رنيم ومعتز جالسون ينظرون إلى بعض فجأت رنيم معتز بسؤلها قائله:
-معتز انت هتحبى زى ما زوج دادة حليمه كان بيحبها.
قال معتز بإبتسامه:
-انتى عندك شك فى حبى ليكى!

 

أجابته رنيم ببساطه:
-لا، لكن لو حصل معايا زى دادة حليمه، هتفضل جمبى، ولا هتتخلى عنى وتتجوز واحده تانى عشان تجيب ليك أطفال.
اجابة معتز بهدوء:
– ازاى تفكرى كده يا حبيبتى، طبعا لاء…
قالت رنيم براحه:
-كنت عارفه انك مش هتسيبنى وتتجوز.
تحدث معتز بإبتسامه:
-لا قصدى كنت هروح ادور على زوجه، تجيب ليا أطفال
نظرت له رنيم بزهول وامسكت الوسادة التى كانت بجانبها، وألقتها على معتز بغضب، تفادى معتز الوسادة وهو يضحك وقال:
– ريحى قلبك يا رنيم، قلبى ما يقدرش يحب حد غيرك، ولو ربنا مأردش أن يكون عندنا أطفال، مش هعترض على قضاءة، كفاية انك هتكون موجودة فى حياتى ومعايا.
شعرت رنيم بالرضا من حديثه، هو يعرف كيف يخمد نار قلبها، ويخمد حواسها، فقالت رنيم له بحب:
– وانا كمان يا معتز، عمرى ما حب حد غيرك، وكان عندى استعداد استناك طول حياتى ولا أكون لحد غيرك.
نظر معتز فى عينيها بعمق وقال:
-قومى يا رنيم ادخلى اوضتك، احنا قاعدين لوحدنا، وبعد كلامك دا انا فى دايرة الخطر
لم تفهم رنيم حديثه، اهذا ردة عليها بحد حديثه الذى جاهدت لكى تخبره به، لحظات وفهمت مغزى حديثه العباث، نظرت له بأعين متسعه، ونهضت تركض إلى غرفتها.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فارس من الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *