روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل السابع عشر 17 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل السابع عشر 17 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر البارت السابع عشر

رواية مسافات مشاعر الجزء السابع عشر

رواية مسافات مشاعر الحلقة السابعة عشر

دق قلب مها بـِ عُنف وهي تستمِع لـِ حديثُه الصريح، رفعت رأسها ونظرت لعينيه فـ بادلها النظرة وقال وكأنه شخص مُغيب: مش عارف مالي، حاوِلت والله أتمسِك بـِ رأيي إنك خربتي حياتي وخسرتيني البنت اللي حبيتها، بس لما بنزِل مع فرح بتخيلها إنتِ، ولما بروح البيت ميروحش في النوم غير لما عقلي يجيبلي مشاهِد..
إزدردت لُعابها وهي تنظُر إليه بـِ براءة تنتظره يُكمل، فـ قال بصوت هامس: مشاهِد بيني وبينك إنك في حُضني
تلمس ذراعيها وقال: وإنهاردة لما قالولي أعزِمك على سبوع إبن نديم، قومت جري عشان أجيلك.. عشان أشوفك
رقت نظراتها ورق قلبها، وتنفست الصعداء بـِ صعوبة وهي تقول: طب ليه عاوز فرح؟ لازم تحدِد موقفك يا رحيم يا تِختار تكمِل معاها يا ترجعلي.. لكِن..
إبتعد رحيم عن مها وهو ينظُر لها بـِ نظرة مُختلِفة، بل أنه نظر للمنزل حولهُم وكأنه كان داخِل حُلم وأفاق منه
نظرت له مها بـِ كسرة خاطِر وهي تقول: فهمت، هتختارها هي، وصدقني أنا خلاص مبقتش مستنية منك حاجة، بس لو سمحت بطل.. بطل كل ما أحاول أبعد نفسي عنك توقعني على جدور رقبتي بمشاعرك اللحظية دي، عشان أنا بني أدمة وبحس
بدأت مها في البُكاء، رن هاتِف رحيم فـ أخرجه من جيب بِنطالِه لـِ يجِد فرح تتصِل بِه
رفع رأسه ونظر لـِ مها التي قالت بـِ رقة وهي تبكِ: رُد عليها وطلقني، إرحمني وإرحم قلبي بمعنى أصح
حذف رحيم هاتِفُه دون تردُد، وقطع المسافة بينه وبين مها وهو يُقبِلها ويقول لاهِثًا من بين قُبلاتُه: أنا عايزِك إنتِ، عايزِك أكتر من أي حاجة تانية في الدُنيا

 

حاولت مها الإبتعاد عنه وذهبت لـِ تقِف بعيدًا وهي تخلع ثوب الصلاة الذي ترتديه وقالت: لا إنت مش عاوزني، أنا مش هخليك تعمِل كِدا تاني، المرة الأولى جِبنا التوأم وعاملتني أسوأ مُعاملة، المرة دي مش هسمحلك يا رحيم بتكرار دا غير لما من جواك توقف قُصاد عيلتك وتقول أنا عاوز مها مش فرح، تواجِه الكبرياء اللي جواك وتِكسر حلقة الخوف دي، وقت لما تعمِل كِدا مش هتردد أكون معاك يا رحيم من غير خوف وحواجز من مشاعرك، عشان إنت حبيبي وأبو ولادي.
نظر لها رحيم ولم يرُد، كانت نظراتُه كـ مُكعب الثلج الذي يُذيبه شمعة، وضع يده في جيب بنطاله وقال: مش هقربلك يا مها، مش هلمسك تاني ولا هنجرف لأي مشاعر لحظية، أنا جاي أخدِك إنتِ والولاد عشان أمي عاملة غدا وأنا مرضيتش أكُل من غيركُم، وتباتِ معاها في شقتها عشان متباتيش معايا في بيت واحِد، عشان بُكرة سبوع بِنت نديم، وهنحتاجك
مها بـِ رقة: أكيد طبعًا دا واجِب أكون معاكُم في أفراحكُم، وكمان عشان ماما صحتها مش هتتحمل إنها تشيل حوارات السبوع لوحدها، إديني ربع ساعة أغير وألبس الأولاد
رحيم وهو عاقِد حاجبيه: إلبسي براحتك وهاتي الولاد هنزل أستناكِ أنا وهُما في العربية، إبقي غيريلهُم لما نروح
مها بـِ طاعة: حاضر..
* في شقة نديم
نديم بغضب: أنا مش فاهِم ليه أسمع كلمتين زي دول من أخويا بسبب السـِ|م اللي بتبُخيه في كُل قعدة! إنتِ إيه مبتتهديش؟
يارا بغضب: وطي صوتك وإنت بتتكلم معايا!
دفعها نديم بيده فـ وقعت على الفِراش، نظرت له بصدمة فـ قال: أنا عمال أطبطب وأدادي وبُصي خلاص نفذ صبر الدُنيا اللي عندي، وإنتِ بتتفرعني مبتتعدليش، فـ من الأخر وأقسم بالله لو ما إتعدلتي يا يارا ما هيفرق معايا سبوع ولا زِفت، هنكد عليكِ وهوديكِ عند أمك معيطة، إنتِ متعرفيش الوش التاني بتاعي عامِل إزاي

 

وقفت يارا أمامُه وهي تقول بصوت مُرتفِع: لا وعلى إيه، أنا هروح لأمي بنفسي إنت هتقرفني ولا فاكر إن عشـ..
نديم وهو واضِعًا كِلتا يديه في چيب بِنطالُه: لو خرجتي من الشقة إنهاردة تبقي طالِق، ومش هروح أرجعك.
تسمرت مكانها بصدمة وهي تنظُر له بصدمة، وقالت: هي حصلت؟
إلتفت ونظر لها وهو يقول: إتقِ شر الحليم إذا غضب، وأنا عملت بأصلي وإستحملت معدنِك الرخيص دا كتير، خلاص طاقتي خِلصت مع واحدة سودا من جواها زيك.
جلست يارا على الفِراش وهي صامِتة تمامًا وتنظُر له
حملت طفلتها وهي تربُت عليها ولازالت أثار الصدمة على وجهها
إنحنى رحيم ونظر لها في عينيها وقال: أيوة كِدا، إعرفي قيمة بيتك وجوزك زي ما مها بتعمِل، وإقعُديلنا على جنب اليومين الجايين، عاوزة ترجعي بيت أمك مطلقة معنديش مشكلة، يبقى إخرُجي من بيتك إنهاردة، أنا نازل عند أمي، طبعًا إنتِ ملكيش خروج.
تركها وخرج من الشقة، عضت يارا على شفتيها في غيظ وقالت: مها مها مها، طالعين بيها السما معرفش على إيه السهُنة الخبيثة، والله لما تيجي لا أسـ|مم بدنها بكلامي.
* في شقة سليم
هو بضيق: مينفعش اللي عملتيه دا يا نجمة، أنا عاتِب عليكِ بجد.. أنا مش عيل صُغير تسحبيني من وسط النِقاش اللي داير بيني وبين رحيم في وجود أمي وفرح!
جلست نجمة على المرٱة وهي تُحرِر خُصلات شعرها وقالت: فرح دي كيادة وكانت قاصدة توقعك مع أخوك، أنا محبيتش إن دا يحصل ويتحقق غرضها، قبل ما تشد مع أخوك الكبير سحبتك
جلس سليم على الفِراش وهو يفرُك وجه وقال: أنا أسِف يا حبيبتي عشان إنفعلت عليكِ، لما فهِمت وجهِة نظرِك عرفت إن معاكِ حق.

 

قامت نجمة من أمام المِرٱة وهي تحتضنُه وهو جالِس على الفِراش، قبلت رأسه وقالت: بستغرب إنك أصغر واحِد لإنك أكتر راجِل مُخلِص ومُتفهِم شوفتُه في حياتي، أنا الأكثر حظًا والله
سحبها سليم مِن ذِراعها وأجلسها في حُضنه وقال وهو يُعدِل خُصلات شعرها بـِ أصابعه: دا أنا اللي يا بختي والله، سِت بتفكر كِدا وبتلحقني قبل ما أقع مع أخويا.
قبل عُنقها فـ غارت وإنكمشت في ذاتِها، إحتضنها بقوة وقال: وكمان زي القمر، مكونش مُخلص إزاي بس.
وقف ووقفت هي أمامُه، حملها بين ذراعيه وهو يقول: حاسس إنِ عايز أصالحِك عشان إنفعلت عليكِ، إطلُبي وإتمني.
لمست هي وجهه وهي تقول: تحبني طول العُمر.
سليم وهو ينظُر لها بحُب: بتطلبي حاجة هي ملكِك مِن الأساس؟ ♡
* في شقة والِدة رحيم
هي: لا يابني غلط اللي عملتُه، مينفعش تحلِف عليها بالطلاق وتخلي الطلاق لبانة في بوقك، يارا مُستفزة أه بس برضو الطلاق وخراب البيت مش لِعبة
إرتشف نديم من كوب قهوتُه وهو يقول: وهي ليه متخافش على البيت؟ ليه موازنِة البيت عليا أنا بس! يا ماما دا أنا مبرفُضلهاش طلب ولا عُمري شخطت فيها، دايمًا عامِل حِساب ليها ولكرامتها لكن هي مقللة مني جامد، كان لازِم أخُد موقِف
والِدة رحيم: لاحول ولا قوة إلا بالله، طب أتكلم مع أمها تقعُد معاها تفهمها؟
عقد نديم حاجبيه بـِ تعب من زوجته وقال: ولا هتعمل حاجة، صدقيني هي اللي مدلعاها كِدا، سيبيها إنهاردة تراجِع نفسها وأنا برضو نزِلت أقعُد معاكِ عشان مزودش التوتُر والمشاكِل بيننا
ربتت والدته على كتفه وهي تقول: ربنا يكمِلك بعقلك يابني

 

سحبت هاتفها وهي ترتدي نظارة النظر وتنظُر للأرقام
نديم: عاوزة تتصلي بحد مُعين؟
والِدتهُ: هتصل برحيم أخوك أشوفه أتأخر ليه، أهو رقمُه أهو
ضغطت زِر الإتصال ووضعت الهاتِف على أذنها في إنتظار الرد
* داخِل سيارة رحيم
كانت مها جالِسة بجانبُه وهو يُطمئِن والِدته أنهُم قادمين في الطريق، أغلق الهاتِف وقام بتشغيل الموسيقى في السيارة، أغنية وائِل جسار
” حبيبتي ليه تعاتبيني، وقولت لـحُبي حُرية، وشيفاني يا نور عيني.. في كُل دقيقة شخصية.. أنا حنين وعرفاني ”
إبتسمت مها لإنها لاحظت أنه يسترق النظر لها بين الحين والأخر وكأنه تعمد تشغيل تِلك الأغنية خصيصًا كـ كِلمات تصِف مشاعرهُ لها
شعرت بالدوار فـ وضعت يدها على رأسها وهي تتأوه بألم
أوقف رحيم السيارة جانِبًا وهو يقول بقلق: إنتِ كويسة؟
بلت شفتيها بـِ لسانها وهي تقول: الضغط عالي بس
رحيم بصدمة: من إمتى عندِك الضغط؟
نظرت له مها بأعيُن دامِعة وقالت: من كُتر ما بكتِم جوايا الحُزن بقى عندي، الحمدلله على كُل حال.
قال رحيم بتلقائية دون حِساب وهو يتلمس وجنتها بإصبعُه: طب واللي بيكتِم الحُِب، بيجيلُه إيه؟
نظرت له بصدمة وإلتقت عيناه بعينيها.. تنهد وهو ينظُر لها ثُم..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *