روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت الثالث والعشرون

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء الثالث والعشرون

ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة الثالثة والعشرون

شرحت لي تمارا انه بالنظر للظروف الراهنة وبالنسبة لوضعي شخصيا فأن الوظيفة المثالية هي حمال!
اعترضت وانا ازرع الغرفة جيئة وذهاب قلت انا مهندس! بدت الكلمة غريبه علي اذنها فهزت كتفها بلا اكتراث، حمال وظيفه جيده لك؟
لا ليست جيده، لقد تعلمت ان ابني مدارس، اشيد مصانع، قاعات، لا ان احمل اجولة الدقيق والغلال من الميناء لدكاكين التجار، انا لا اري اي فخر ان تحمل أمتعة الناس!
من أخبرك اننا نحتاج لبنائين؟
الكهنة يضعون رسومات المباني الساعة تلهمهم!
أدركت انه لا فائدة من جدالها فتركت الكوخ وخرجت.
كانت لورا تلعب مع أطفال بمثل عمرها أسفل زخات المطر التي اغرقت المدينة فجأة بغير موعدها، كاد الفكر يقتلني لذا مشيت تجاه احمد عبد الهادي وايقظته، قلت تمارا تعتقد أن الوظيفة المثالية لكلينا هي أن نصبح حمالين!
قهقهت فريدة، كنت اكره تلك الفتاه لكن لا انكر ان لديها وجهة نظر معتبره

 

ماذا يعني ذلك؟ يا عوني انا لم حمل قشة من الأرض منذ عشرين عام!
يعني اننا سنحمل طاولات الأسماك، اجولة القمح والقاذورات من الميناء للدكاكين وكل شيء يتسنى لنا حمله من أجل عيشنا.
لا لم نتفق علي ذلك يا عوني! كم تصف فأنها لن تكون قصتنا الخاصة التي سنخبر بها العالم، بل هلاكنا أسفل تلك الاجوله الثقيلة التي ستهري اكتافنا، لدينا من العمر ما يكفي للعيش معززين قبل رحلينا، كل ما علينا فعله ان نصل للسجلات المركزية، نبحث عن عمك ان كان لا يزال حي ونرحل .
كيف سيحدث ذلك دون أن نختلط بسكان المدينة ونستدل علي الطريق سألته!؟
فكر للحظه ثم قال بالرشوة! لا يوجد مكان واحد بالعالم لا يعترف بالرشوة، ربما تلكم الاوغاد تحكمهم الساعة لكن أؤكد لك ان اي شاغل منهم لن يرفض عدة ساعات او يوم بالمجان، فكرة جيدة أجبته!
كل ما علينا فعله العثور علي ذلك المكان وننهي تلك المسألة العفنة، الا استحق لفافة تبغ؟ طالبني احمد عبد الهادي بجديه!
منذ وصلنا هنا انا واحمد عبد الهادي نحافظ على علب التبغ اكثر من نفسنا، منحته سيجاره واخفيت باقي العلبة.
ها؟ فكرت؟ بادرتني تمارا ما ان لمحتني ادندن واهز رأسي وانا امشي خارج الكوخ!

 

عليك أن تبحث عن عمل بالصباح حتي لا ينتهي بك الحال عجوز هرم خلال اقل من عام!
انظري، اريد ان أؤكد لك ان لا رغبه لدي بالموت هنا وإنني سأحافظ على شبابي لمائة عام قادمه!
الكل يقول ذلك يا عوني وينتهي بهم الأمر في المقبرة!
الحياة هنا ليست سهله مثل الحال بمدينتك التي قدمت منها!
أردت أن أخبرها ان حياتي هناك كانت عفنة بصورة ما وان لا رغبه عندي بالعودة لمدينتي حتي بلوحة الرسم.
رحت اتأمل تلك الملامح النابوليتانيه الغجرية!
ابعد عينك عني يا عوني!
لماذا ؟ تزعجك؟
لا لكن الأمل بداخلها يرعبني!
بدت حزينة فرحلت وتركتها علي راحتها، لدي وقت طويل، لم تضيع الفرصة بعد.
عندما فتحت تمارا عينيها كنت واقف فوق رأسها، قلت انا جاهز! سأذهب للعمل معك!
لن يوافق رئيسي بسهولة لكن لدي فكره، اتبعني!
دلفنا من بوابة الساعة وكنت اول مره الحظ ضخامتها، بالداخل المدينة نظيفة ومنظمه، شيدت المنازل من القرميد الأحمر وكل منا يمتلك حديقته الخاصة، يقطع المدينة شارع عملاق يمتد الي ما لا نهاية تتفرع منه شوارع جانبيه ضيقة، رغم كثافة

 

السكان تشعر أن المدينة بلا روح، تركتني تمارا وعرجت لحي راق، قالت الوداع، استمر بالسير حتي تصل السوق وهناك ستجد عمل.
اللعنة لم اخطط ان تجري الأمور بتلك الطريقة، كم انت محظوظ يا احمد عبد الهادي!
كان السوق ضاج بالباعة والمشتريين، العربات تحمل البضائع القادمة من بلاد غريبه.
رأيت تجار بعربات يجرها عبيد واخري تجرها ثيران واحصنه، طلب مني تاجر وقد لاحظني اتسكع ان انقل له بعض البضائع، قلت لا بأس أن أكون رجل، حملت الجوال الثقيل وانا اترنح، وانا امشي تجاه المخزن كان هناك شخصين يحدقون بي كان أحدهم العجوز الذي رأيته بالأمس، هرولا تجاهي وتشبث بالجوال، كيف تحمل الاجوله ونحن هنا، أزاحوا الحمل عني ونفض أحدهم كتفي، انت لست مضطر للعمل يا رئيس كلنا في خدمتك!
كنت مرتبك لذلك صرخت بهم ان يتركوني بحالي واسقطت الجوال من فوق اكتافهم وحملته مرة اخري، ابتعدوا عني لكن ظلوا يراقبوني من بعيد.
نلت أجرتي كانت قليله جدا، أكثر ما اسعدني انني شعرت بالوقت ينسكب بداخلي كشيء ملموس.
تعلمت بعدها ان لا أقبل عمل قبل أن اتفق علي الأجرة، البضائع التي كانت معروضة معظمها أطعمه، توابل، اقمشه، طيور وغلال، رأيت الانغال يعملون بالسوق، قال لي شخص مثقف عندما جلست بحانة الاستراحة ان الانغال يضيعون حقنا، انهم

 

يعملون بأجر بخث، يستنفذون عمرهم في النزوات ثم يضطرون لقبول اي اجر، انها مهزلة انهي كلامه.
كنت علي وشك الرحيل لكني رأيت تاجر اقمشه يلوح لي، انت؟
انا سألته؟
نعم انت، تعالي هنا، مشيت تجاهه، سألتي أين تقيم؟
خارج سور المدينة اجبته!
نغل؟
لست نغل، حضرت للمدينة للتو، منذ يومين تحديدا.
تخضع لقوانينها؟
نعم!
حسنا اريد ان اوظفك بدكاني!
لماذا أنا سألته؟ لأنك تمتلك كل عمرك ولست كباقي الانغال، لن تحاول سرقتي!
مشيت خلف التاجر الخمسيني وكان اصلع الرأس يرتدي بنطال قماش واسع من الحرير الأحمر وستره خضراء من الكتان وينتعل حذاء بأشرطة ازرق وانا امرح في فكرة انني حصلت علي وظيفه ورحت اتوقع رد فعل احمد عبد الهادي وفريده، تمارا خاصه عندما يعلمون انني شخص مميز وان التجار يتكالبون علي للعمل عندهم!

 

فتح التاجر دكانه المغلق وراح يشرح لي انواع الأقمشة ويوضح لي أسعارها وكيف اتفاوض من الزبائن، قال انت جاهز سأجلس هنا واشاهد نباهتك في أول عمليه تقوم بها!
قمت بعمليتي بيع وربحت من خلالهم مكسب ارضي صاحب الدكان كان سعيد جدا انه وجد اخيرا عامل ذكي يمكنه إدارة الدكان وكان علي وشك قول شيء آخر لكن فجأة ارتفع دوي صوت الساعة وارتفعت ابواق تزعق بأصوات حربية، أغلق الدكان طلب مني التاجر وكان الجميع يغلق دكاكينهم ويركضون تجاه ساحة الساعة.
قلت في نفسي ربما حلة مصيبه، أو غزو مثلما شاهدت في مملكة الخواتم، سرت خلف الجموع وانا أمني النفس بمقابلة تمارا، تزايد اعداد الناس، المنازل تفتح وتخرج منها فتيات، نساء، أطفال، عائلات كامله،.
وصلت الحشود باحة الساعة التي تتوسطها ساعه عملاقه اسفلها لوحه جداريه مكتوب عليها بماء الذهب قوانين مدينة أبناء الساعة، بالأمس عندما كنت في صحبة تمارا لم الحظ ذلك.
جلس الناس بسرعة بوجوه واجمة عكس الأمس وانطلق عزف فريد، خليط بين موسيقي الفايكنج والتانجو تتراقص علي نغماته فرقه مختلطه، الرجال عراة الصدر والنساء يرتدين صدريه ضيقة وتنورة قصيره اعلى الركبة مفتوحة الجانب، النساء بقصة شعر ارفو واحذيه زرقاء لياقة عنق طويله، انتهت الرقصة عندما تقدم احد القضاة بيده أوراق كثيره وقف بكل بهاء تحت الساعة، انحني مرتين، ثلاثة ثم بداء عزف كئيب صاخب علي اثره دخل مجموعه كبيره من المجرمين معصوبي الوجه والرأس، أشار القاضي بيده فصمت جميع الحاضرين بعد أن وقف المجرمين في صف واحد!
قال القاضي!!

 

أن قوانين مدينتنا التي سنها آبائنا واجدادنا المؤسسين لهي سبب رفعتنا، تقدمنا، استمرارنا، تلك القوانين التي انجتنا بعد الكارثة اي مساس بها لن يقابل بالتسامح تحت أي ذريعة كانت، اولائك المتمردين كان لهم مخطط وغايه واحده إسقاط مدينة الساعة لكن حراسنا الشرفاء باغتوهم والقوا القبض عليهم.
انهم يطالبون بالمساواة، العدل، بينما أحدهم غير قادر علي قضاء حاجته من الكسل، طامعون بحق الغير ويستحقون، رفع القاضي يده وراحت الساعة تدق، دق، دق،في الدقة العاشرة صاح الجميع سلب العمر!
لوح القاضي بيده فصمت الحاضرين مره اخري، بالسلطة المخوله لي من الرهبان، من الساعة، انا القاضي اسلب عمر اولائك المتمردين وامنحه للرهبان الذين يعملون علي احقاق العدالة والاستقرار، بتلك اللحظة رأيت المجرمين ينهارون أرضا، هلل الحضور وراحوا يصفقون ويصرخون، كنت أحدق بأحد المجرمين والذي تأخر موته، كان يلوح بإشارة النصر، جعلت اتابعه حتي ارتخت يده وانتهي مثل كل شيء نحبه.
انفض الحفل الفجائي وتبعثر الناس نحو بيوتهم واعمالهم وارتأيت ان أعود للقرية، لم تكن لدي رغبة بالعمل، سرت بمنتصف الطريق
اين كنت عليك اللعنة؟ وجدتها هناك بمنتصف الطريق تحملق بالأمد البعيد، خشيت ان يكون قد سلبوك عمرك بالقضاء العشوائي؟
علي اساس انك وضحتي لي الأمور قبل أن ننفصل؟

 

ابتسمت، لم اتوقع ان يحدث ذلك، ما حصل اليوم شيء نادر ما تراه عيوننا، منذ ثلاثين عام لم يحدث، ثم انني لم اثق انك ستجد عمل؟ خلتك ستقفل عائدا من فورك!
حالفني الحظ وحصلت علي بضع دقائق! لم أخبرها عن الدكان، أجلت ذلك.
بداية موفقة يا عوني، اذا بإمكانك دفع كلفة السكن
استأجرت عربه اقلتنا للقرية خارج أسوار المدينة، دلفنا بين البيوت حتي وصلنا اكواخ الانغال القشية التي لون الحزن السرمدي وجوه قاطنيها، سمعت نياح عدة نسوه فتألمت وبدأ ذلك واضحا علي وجهي، لما لاحظت تمارا ذلك قالت بعضهم فقد أزواجهن بسلب العمر لجرمهن والبعض الاخر طاله الاختيار العشوائي!
عشوائي ؟
نعم، يتم سلب عمر بعض الرجال والنساء الميؤوس من حياتهم الأكثر فقرا.
وأين تذهب أعمارهم؟
لحكام المدينة حتي يتمكنوا من أداء واجباتهم بصوره مثالية.
لكن ذلك ظلم صرخت؟
اصمت ولا تنبس بكلمة آخري يا عوني وجذبتني لداخل الكوخ، معارضة القوانين عقابه سلب العمر دون محاكمة، البعض هنا واشارت للخارج مستعد للوشاية بك نظير ثمن وجبة!
الأمور لا تختلف عن وطني، هناك تتهم بالخيانة وتتعفن بالمعتقلات والسجون!

 

ألقيت بجسدي علي جدار القش، لماذا لا تحاولون ان تغيروا حياتكم؟ ان تصبحوا مثل سكان مدينة أبناء الساعة؟
انهم لا يسمحون بذلك، ليس عن طريق القوانين لكن بالحصار الاقتصادي، من يولد فقير، يعيش ويموت فقير..
سرحت بخيالي، انا لم احضر لهنا لأعيد نفس الحياة.
لم اري احمد عبد الهادي ولا فريده كان كوخهم خالي رقدت خارج الكوخ حيث الناموس يطن من حولي والبعوض يزحف فوق وجهي وتمنيت ان انام الي ما لا نهاية وحتي ينتحر العالم وتجف المحيطات.
عندما افقت من النوم وتسللت خيوط الشمس المائعة علي وجهي الخمري لم أجد تمارا!
قلت لن اذهب للدكان اليوم لدي ما يكفي من الدقائق لابتياع الطعام والشراب.
علي مقربة كان الصبية يلعبون بالطمي، يتقافزون ويصوبون علي بعضهم ويتشاتمون بألفاظ بذيئة وغريبة.
كان أحدهم يلاحقني بعينه قبل أن اصل إليهم، هل يمكنك أن تبتاع لي الطعام سألني وقد وصلت اليه، كان مجرد طفل صغير ضعيف قلت له اتبعني، سار الصبي بجواري بفخر وهو يرمقني كل لحظة تقريبا بطرف عينه.
انت الغريب الجديد؟ تجرأ وسألني بعد فترة من الصمت.
اجل انا!
حدق بي وكأنه التقاني للتو، كل القرية تتحدث عنك!
لماذا سألته؟

 

لأنك منحت لورا عمر جديد، اقراني يطلقون عليك الحامي! لقد أنقذت حياتها، لم يفعل ذلك احد من قبلك ثم سألني بنبره متوترة، لو كنت انا هل كنت ستساعدني؟
اجل بكل تأكيد!
تنهد الطفل، وصرخ انا لا اريد طعام، هل يمكنني أن أكون حارسك؟ أعني برفقتك وهكذا؟
لما لا انت طفل شجاع!
سأكون رفقة الحامي قال ذلك وهو يركض مبتعدا مخلفا غيمة من التراب أزكمت انفي.
أبتعت طعام وشراب، بطريق عودتي رأيت لأول مره شباب وفتيات اهل القرية يحدقون بي.
عندما عدت وجدت لورا تلعب أمام الكوخ مع هر صغير، وقفت اتأملها وانا اسأل نفسي، هل منحتها الحياة فعلا ام مزيد من الألم؟
بعد عام ستموت ولن استطيع ان امنع ذلك الا اذا منحتها جزء اخر من عمري، كانت جميلة ورقيقة، عندما لاحظتني ركضت نحوي، احتضنتني وعانقتني كنت أظنك بالعمل؟
قلت لك يجب أن تعمل يا عوني ان تكسب الدقائق انا لا أرغب ان تموت مثلي!
الهبتني سياط كلماتها، قولي لي أيتها الطفلة الشقية اين اختفيت؟

 

اها، كنت مع فريده واخيها، ذهبنا لزيارة الترسانين!
خطفت الطعام مني، تركته لها ومشيت تجاه كوخ فريده واحمد، كانوا يتناقشون بصوت عال، قلت وانا اجلس ماذا فاتني؟
أين اختفيت يا عوني بالأمس؟
ذهبت للعمل الا تتذكري انك طلبتي ذلك مني؟
وتركت احمد خلفك؟ نحن فريق واحد يا عوني لا تنسي ذلك ابدا، رحلتنا واحده.
وانتم؟
كنا …. تهيء احمد عبد الهادي للحديث لكنه صمت فجأة وأطلق ابتسامه، راودتنا فكرة وعملنا علي تحقيقها!
اي فكرة سألته ؟
قال وكأنه اكتشف علاج الأنسولين، لماذا نبحث عن العمل داخل أسوار المدينة بينما هناك قرى اخرى متبعثرة خلف التلال يمكننا أن نعمل بها؟
تقصد التارسنيين؟
من أخبرك؟ تلك الفتاة الشقية؟
اجل يا عوني التارسنيين لا يعملون في المدينة ولا يدخلونها الا نادرا مع ذلك هناك ببعض الحيل يمكنك أن تكسب من الوقت اكثر بكثير من عملك بالمدينة!
كنت أعلم انه صادق، لكن بالنسبة لي كان البقاء جوار تمارا كل غايتي، علي أحدنا ان يكون داخل المدينة يا احمد من أجل محاولة البحث عن عمي، من ناحيه اخري ان نكون مطلعين علي اخر المستجدات ثم قصصت عليهم ما حدث بالأمس، المحاكمات التي طالت المتمردين.
معك حق ، قال أحمد عبد الهادي، علينا بذل كل جهودنا للخروج من تلك المدينة بأقصى سرعه!
تركتهم للراحة وعدت للكوخ ورحت العب مع لورا واحكي لها قصة سندريلا الجميلة والوحش، عادت تمارا وكانت الشمس تتسلل خلف التلال، مقطبه قالت لم تذهب للعمل؟

 

فعلا لم اذهب.
يبدو أنك مستهتر علي كل حال يا عوني؟ لم تكمل عانقتها لورا، قص لي حكاية سندريلا؟
سندريلا من يا لورا قالت تمارا وهي تضيق حاجبيها؟ تركتهم يتسامرون وجلست خارج الكوخ متكئ بظهري علي جدار القش افكر بما يمكن أن أفعله لأجعل حياتهم أجمل!
لو تبرعت بكل عمري للورا سأفرط بحب حياتي الوليد تمارا التي كلما نظرت إليها أشعر انني ولدت من جديد، اذا كان هناك سبب منطقي لحضوري هنا فأنه لملاقاة تلك الشهباء الجميلة.
ادخرت لك طعام يا تمارا قلت ذلك وانا احني رقبتي تجاههم، بعد أن تناولت طعامها جلست تمارا بجواري كان وجهها تجاه القمر والنجوم كحبات لؤلؤ لامعه تقبل خدها.
لماذا تفعل ذلك يا عوني؟ أعني انك لست زوجي وكل ذلك الهراء؟
ماذا تقصدي سألتها بنبره ماكره؟ اقصد ما يخص موضوع الطعام، ابتسمت رغما عني، من حيث أتيت يوزعون الطعام بالمجان.
شردت تمارا لدقيقه، بعدها تنهدت، هل يمكنك أن تصحبني لمدينتك عندما تعود؟
علي قدر علمي فأن ذلك مستحيل يا تمارا أليس كذلك؟
اجل مستحيل، انهت كلمتها ودلفت للداخل، رقدت جوار لورا النائمة تمتمت بحزن، هذا ما أخبرونا به ولا اعرف غيره.

 

استيقظت اليوم التالي مبكرا قبل الجميع كنت قد قضيت ليلتي افكر بما علي فعله، قصدت السوق كان الدكان مغلق، تسكعت بالسوق لساعه لكن ولا شخص واحد طلب مني العمل أو المساعدة، ثم سمعت هرج ومرج، حراس يفسحون الطريق أمام عربه مطرزه أجرها الخيول، ابنة مسئول الشرطة قال شخص بجواري.
التصقنا بالجدار وافسح الطريق الضيق العربة التي مرت ببطيء سافل.
كانت اورا ابنة صاحب الشرطة تشير لتحفة، بضائع، حيوانات، جواري فيقوم الحراس خلفها بجمع تلك الأشياء ونقلها لعربات مرفقة بالركب.
كانت تلك الفتاة من أجمل ما رأت عيني لكن غرورها اضفي علي مظهرها نوع من القباحة حجبت جمالها الصافي، بعد أن عبرتني أمرت الحوذي ان يتوقف، استمرت هكذا وهي مغمضة العينين لأكثر من خمسة دقائق دون حراك والحراس صامتين لكن علي اهبة الاستعداد.
مستحيل صدحت بتلك الكلمة بكل ما أوتيت من قوة بنبره تحمل كل قرف الدنيا وعفنها.
بدء الانغال العاملين في السوق بالهرب عندما شعروا بالخطر بينما تسمرت انا بمكاني غير مدرك بما علي فعله ثم رأيت مجموعة من العمال يجرون ألة مغطاه بالقماش ويمرون بجوار عربتها غير مبالين بها ودون ان يعترضهم الحراس، لكزت الشخص الواقف بجواري فأخبرني انهم عمال المعبد لا أحد يعترض طريقهم.

 

تسللت بخفه ورحت اجر الألة معهم واختفيت بينهم، بعد عشرة أمتار رأيت عربة اورا تتحرك والحراس من خلفها يخضعون كل الأشخاص لفحص الساعة.
تبلل جسدي كله بالعرق، عندها وصلنا المعبد العتيق، انت ماذا تفعل هنا؟ كان شخص يشير الي بيده، احضروه هنا!
اقتادوني الحراس وانا ارتعش، اكشف ذراعك أمرني؟
كرمشت كم قميصي لينظر اليه!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *