روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الرابع والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الرابع والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الرابعة والخمسون

| ما بال قلبك يُحن للماضي، يُريد العودة إلي من كسر ه مُسبقًا، كَيف للقلب أن يقودك إلي شيء كر هته وقسمت أن لا تعود إليه مره أُخري، كيف إليه أن يستطع التغلب علي العقل ومحو جميع الذكريات السيئة لثوان لتعود تُفكر بالعودة. |
#بقلمي
* عند إيلا وسارة
وَقفوا كُلاهُم ينظرون إليها بأعيُن مُنصدمه مما سردته..
صَكت سارة علي أسنانها ضار به الأرض بقدميها قائلة بغضب مُنذفع بسبب حديث مايا:
– إنتِ معندكيش دم ولا أحساس لأول مرة أشوفك بالشكل ده، أنا صاحبه طفولتي مش أنانية بالطريقة البشعة دي!!.. بجد مصدومة فيكي.
أغمضت مايا مقلتيها بحُزن وضيق بنفس التوقيت آمَسكت إيلا سارة من معصمها عندما رآتها تستعد الرحيل، لتنظُر إليها بنظرات أستوعبتها سارة عبر أعيُن إيلا التي كادت أن تنطُق قائلة بأن ترآف بحالة مايا فما مرت به مُسبقًا ليس سهلًا عليها أن تهدأ وتضع لها أعذار لما تفعله مع أمجد لتُساند صديقتها.
بالفعل نظرات إيلا كان لها جانب كبير جعل سارة تهدأ من غضبها أتجاه مايا، في حين أقتراب مايا من سارة تَقُف أمامها مسلوبه الأرادة تخفض رأسها لأسفل قائلة بنبرة هادئة يشوبها الحُزن:
– صدقيني مش هعرف أبررلك أفعالي بس أنا بحكي معاكُم إنتِ وإيلا علي أساس أخواتي اللي مليش غيرهُم، مش علي أساس إنك أُخت أمجد، ومن الواجب عليكي تساندي صاحبتك وتسمعيها وتسانديها كمان في قرارتها مش تتقمصي وتقولي عليها أنانية.
بنهاية حديثها رَفعت يدها تُلكم كتف سارة بخفه، التي نظرت إليها بحُزن وتأثُر بسبب حديث مايا لتسحبها من ذراعيها داخل أحضانها تُربط علي ظهرها بحنو وهي تردف قائلة.
– حقك عليا في كُل كلمه قولتلها ووجعتك أنا مش قصدي بس أنا لو مش شايفه إنك بتحبي أمجد زي ما هو بيحبك مش هقول كده..
سَحبت ساره مايا من أحضانها وأمسكت رأسها بين كفوفها تنظُر إليها قائلة بنبرة صادقة تحمل معها الحُب ونظراتها تحوم علي قلب مايا:
– أدي لقلبك فُرصه وقفي عقلك ولو لساعات وقتها هتعرفي إذا كُنتي بتحبي أمجد ولا لا، بس بلاش تخسريه لو بتحبيه عشان ذكريات؛ الذكريات بتقتل وبتوقف حياتك صدقيني محدش هيندم فالأخر غيرك بلاش توقفي حياتك عشان ماضي كملي يا مايا إنتِ تستاهلي فُرصه.
أقتربت إيلا إليهُم وَقفت بجانبهُم لتضع يدها علي كتف مايا تُحرك رأسها بإيماء علي حديث سارة بإبتسامه تعلو شفاها.
إلي هُنا وأنتهي اليوم بحلوه ومُره هذه هي الحياة يوم لك ويوم عليك..
* بعد مُنتصف الليل ( فجرًا ) داخل غُرفه خالد وجني.
كُلًا منهُم مُتسطح علي الفراش يدعي النوم، لَكن الحقيقة لَم يزور النوم جُفونهُم تلك الليلة.
تمايلت جني بنومها قليلًا مع تنهيدة حاره تَخرُج من جوف خالد، هو يعرف أنها لَم تنام طيله الليل؛ كذلك هي تعرف أنه مُستيقظ من أنفاسه.
شعرت بجسده يقترب إليها وبذراعيه التي تُحاوط خصرها وبأنفاسه التي تقترب لها لتلهب بشرتها بسبب تحريك شفاه علي عُنقها بتلذُذ.
الأمر لُم يأخُذ ثوان بمُجرد أن صفعتها سخونة أنفاسه التي تَخرُج من جوفه بشرتها، أنتفضت من جلستها تَقُف علي أقدامها أمامه، تنظُر إليه بتوتر دون أن تنطُق بكلمة وكأن لسانها أنعقد داخل جوفها، أما عن خالد توسعت حدقتيه ينظُر إليها بأندهاش مازال يتسطح علي الفراش فقط ينظُر إليها.
دقائق من النظرات المُتبادله التي كانت عن شقان صدمه مما وصلوا إليه وتوتر ممزوج بالخوف والفرار.
إلي أن قرر خالد قطع سيل النظرات ليعتدل علي الفراش جالسًا ليمد ذراعه إليها، يردف قائلًا بنبرة هادئة:
– تعالي يا حبيبتي جمبي تعالي احكيلي مالك وإيه اللي مغيرك للدرجادي ؟!
حركت بصرها علي ذراعه الممدود إليها تنظُر إليه ببعض من التوتر لَكن نظراته كانت لها الأمان والسند، رَفعت يدها تُمدها إليه بَبُطء وأرتجافه واضحه لَكن بالنهاية وضعت يدها بيده.
بعد أن تشابكت كُفوفهُم ببعض سحبها برفق تَجلس علي قدميه أعلا الفراش يُحاوط خصرها بذراع وبذراعه الأخر يُبعد خُصلات شعرها المُتناثره علي وجهها للخلف لتعود يده إلي يدها يتمسك بكف يدها بقوة.
تحدث قائلًا وهو ينظُر إليها بحُب:
– خوفك مني اللي ظاهر في عينك مالوش مُبرر عندي غير أنك خايفة مني، السبب معرفهوش بس مُتأكد أن في حاجة غلط وصلالك.
عضت علي شفتها السُفليه بضيق تُحاول أن تَربُط لسانها الذي يُريد البوح بكُل ما تُريد، ليخرُج حديثها قائلة:
– يمكن بس كمان مُمكن إنِ مش عايزه أتكلم دلوقتي.
علامات الذهول والدهشه ظهرت علي معالم وجهه، ليردف قائلًا تحت ذهوله:
– مش فاهم ؟!
نظرت إلي عينيه بشجاعه قائلة:
– خلي كُل حاجه في وقتها، بلاش تسرُع.
حرك رأسه بإيماء ليرفع كف يدها القابع بيده بالقُرب من شفاه ليطبع قبله طويله علي باطن كفها، ومن ثُم رَفع عينيه ينظُر لعيناها بعشق دفين قائلًا بنبرة هادئة يملؤها الحُب:
– عايز أفضل أنا وإنتِ لوحدنا علطول، مش عايز مشاكل تاني ولا خناق تعالي نعيش في سلام وحُب، مش هقدر أسيبك تبعدي عني عايزك علطول جمبي في حُضني.
كانت تستمع إلي حديثه بأهتمام كبير لدرجة أن الخوف زار قلبها بسبب شُكوكها أنه كشف أنها علمت بأمر حقيقة أجهاضها، لذلك يتحدث بهذه النبره الهادئة وكلامه المعسول، لَكنها قررت التأكد لتردف قائلة بنبرة هادئة بارده:
– أنت ليه محسسني إنِ هسافر ولا هموت ده أحنا وشنا في وش بعض، أنا جمبك يا خالد.
دون وعي زاد تمسكُه بها ليضغط بيده علي خصرها ونظراته لا تُحيد عنها قائلًا بنبرة ضعف:
– بجد يا جني هتفضلي جمبي.
نبرة صوته جعلتها تنسي جميع الأمور لتُحرك عينيها عليه ترفع كف يدها دون تفكير علي وجهه تلمسه بأناملها قائلة بنبرة هادئة رقيقة يملؤها العشق:
– بجد يا خالد.
ألتقطت أنفاسها الساخنة بقوة لتردف قائلة:
– خالد أنت لسه بتحبني مش كده، حُبك ليا لسه موجود هنا ؟!
بنهاية حديثها وضعت كفها علي قلبه الأيسر.
حديثها جعل قلبه يُرفرف ليس قلبه فقط بل كيانه بأكمله، تَمسك بكفها القابع علي قلبه يخفيه بين كفه وهو يقترب من وجهها قائلًا بهمس:
– إنتِ مش موجوده هنا وبس إنتِ بتمشي في دمي، حُبك كالأدمان بيجري في عروقي مقدرش أتخيل حياتي من غيرك، أنا بحبك أوي،
– بحبك.. بحبك يا خا..ل..د
قالت كلماتها بتقطع بعد أن سحب شفتها لتندمج مع شفته لينجرفوا سويًا مرة أُخري إلي أبواب عشقهُم.
*صباحًا داخل فيلًا عز نور الدين/ تحديدًا علي طاولة الفطور.
يجلس عز علي طاولة الفطور يحتسي فنجان القهوة تُرافقه المجلس مي، بينما خلود كانت في المطبخ تُحضر الفطور.
تقدمت الخادمة بجانبها تضع يدها علي خصرها قائلة بأعتراض:
– مش كفاية عليكي كده ولاإيه؟!..روحي أقعدي بدل ما أنتِ سيباه مع أّم أربعة وأربعين.
نظرت خلود إليها بغضب لتردف قائلة بنبرة سريعة يشوبها بعض التوتر:
– لا مش كفاية وأسكُتي شوية صدعتيني أنا عارفه بعمل إيه كويس وسيبي أم أربعين دي عليا.
أفأفت خلود بضيق من حديثها الذي أشعل قلبها لتلتفت إليها توجه السكـــين أمامها قائلة بنبرة تهديد:
– عارفة لو عز عرف إنِ أنا اللي طبخت هقطع لحمك وأرميكِ لكلاب الشوارع وما هيصدقوا جعانين ولقوا لحمه طازه.
أرتعبت الخادمة من حديثها لتأخذ خطوتين للخلف قائلة بعجله:
– مش هتكلم بس أخلصي يا هانم البيه هياخُد بالوا، ثُم إزاي هتطلعي من المطبخ من غير ما يلمحك عز باشا.
ألتفتت خلود تُنهي عملها بعجله لتنتهي لتعلو إبتسامتها وهي تلتفت إليها تمُر بجانبها قائلة بثقة وبرود بنفس التوقيت:
– دي لعبتي بقي.
قبل أن تخرُج من المطبخ أمسكت فك الخادمة قائلة بنبرة مزاح:
– أخلصي وهانم متنفعش في جمله واحده، هعديهالك عشان مزاجي رايق بس.. باي يا بُسبوس.
بعد أن خرجت خلود من المطبخ صفعت الخادمة كفًا علي الأخر بصدمة لتتجهه تَضع الطعام علي صينية التقديم لتستعد بعدها بالخروج لتقديم الطعام إليهم.
دَلفت خلود غُرفة الطعام بخطوات ثابتة تَدعي الغرور والبرود حتي لا يظهر عليها إي أرتباك تتجاهل مي نهائيًا، أقتربت من مقعده وقبل أن تجلس جانبه ثنت قليلًا تُقبل وجنتيه برقة مُبالغ بها لتردف قائلة بنبرة عاجله علي غير عادتها وهي تجلس علي مقعدها.
– صباح النور علي نور قلبي، أخبار مزاجك إيه النهاردة.. مصحتنيش معاك ليه يا بيبي كان نفسي أحضرلك النهاردة الفطار بأيدي.
توسعت إبتسامتها بنهاية حديثها.
كان يستمع إلي حديثها بحاجب مرفوع وعينان شبه مُغلقه وما جعله يتأكد أن يوجد شيئًا تُخفيه نبرة صوتها وسُرعتها بالحديث يعرف خلود جيدًا عندما تفعل أمرًا ما وتُريد أخفاءه عنه، لَكن مع دخول الخدم جعله يُخرج من تفكيره هذا.
وَضعوا الخدم الطعام علي الطاولة ومن بعدها ذهبوا ليبدأوا بتناول الطعام، كان عز يتناول الطعام بشراهه علي عكس خلود التي لَم تتذوق إلا الجُبن فقط لَم تأتي إلي جانب باقي الأطعمة، أما مي كانت شهيتها معدومة تدعي تناول الطعام لَكنها لَم تتذوق شيئًا.
كانت خلود النظرات بعينيها علي عز تُراقبه بخُبث ليكتشف أمرها عز، ليتوقف عن تناول الطعام ينظُر لها بأستفهام قائلًا:
– في حاجة يا بابا؟ لو عايزة تقولي حاجه ومترددة قولي أنا مابعُضش.
نفت الأمر تُحرك رأسها يمينًا ويسارًا قائلة بتلعثُم:
– أأ..أنا مش عايزه أقول حاا..جه، أنت اللي مالك م..مش علي بعضك ال..النهاردة.
نظر إليها وهو يضحك بسُخرية عليها ليردف قائلًا من بين ضحكاته:
– والله مجنونة وهرمونات الحمل مجنناكي الفترة دي، صحيح ليكي معاد مع الدكتور في نص الأسبوع ده شوفي يوم عشان نروح سوا عشان عايز أطمن عليكي وعلي البيبي.
أومأت برأسها لتدس وجهها بصحن الجُبن المُقابل إليها تُكمل طعامها بملامح متوتره يشوبها الخوف، نَهض عز سريعًا ساحبًا الصحن من أمامها وهو يُصرُخ بها بخفه قائلًا:
– كفاااية جبن وأتفضلي كُلي…
لَم يُكمل حديثه بسبب ألم معدته الذي أصطحبه فجأتنًا، ليضع يده علي معدته يتألم بأنين واضح، مع أصوات أنينه أنتفضت خلود من مقعدها تصرُخ بتساؤل عما يحدُث إليه بخوف، أما مي أنتفضت من مقعدها تنظُر برُعب إلي ما يَحدُث لتظل واقفة جانبًا تنظُر إلي ما يحدُث بصدمة وخوف جسدها بأكمله وكفيها كانوا يرتجفون بقوة.
صَرخت خلود بجنون علي عز وهي تُحاول مُساندته:
– في إيه يا عز مالك أنت حاسس بأيه ؟!..
زاد أنينه ليسقط جسده أرضًا يتألم بأنين قوي وجسده يتلوي كان يُشبه الأ فعي وهو يتلوي علي الأرض، أنينه كان قوي لتقع خلود بجانبه تُحاول بذراعيها رفع جسده من علي الأرض تَصرُخ بقوة علي الخدم والحُراس كي يُساعدوها، فجأة خرج من جانب جوفه ماده بيضاء تليها خروج دماء.
صَرخت عليه بأنهيار وهي تلتقط جسده بين ذراعيها تُحاول رفعه:
– عز قوم، عز متهزرش معايا، عز قوم عزز أأ..أنا محطتش حاجة غير مُلين وا..والله كُنت ب..بهزر عززز…د..م..د م يا عز.
قالت حديثها الأخير بأنهيار بعد أن رأت الدم يخرُج من فمه.
ثوان والغُرفة أمتلئت بالخدم والحرس من صُراخها الذي دوي المكان.
تَقدموا الحُراس ليُباعد واحد منهُم خلود بأحترام بعيدًا وثلاثه منهُم حملوا عز كان بنيته قوية لَم يستطيع شخصًا بمفرده حمله، بعد أن حملوا توجهوا للخارج إلي السيارة رافقتهم خلود التي قفزت داخل السيارة ليضعوا عز بجانبها بالمقعد الخلفي لتحتضن رأسه علي الفور داخل أحضانها تدس أنفها بشعره تنتحب بقوة وهي تردف بعض الكلمات الغير مفهومة بنبرة مُتحشرجة أثر بُكأئها.
كانت مي تَقُف كالدمية جسدها يلتصق بالجُدران كان الشي الذي يُفرق بينهُم رجفه جسدها كانت ترتجف بقوة ودموعها أغرقت وجهها كانت تأن بصمت تام، وَقفت أحد الخدم تنظُر إلي حالتها وعلامات الاستفهام تدور بداخلها عن الحاله التي تلبستها وعما حدث.
* بأحد المولات المشهورة.
كان الشباب مُجتمعين كما أتفقوا بالأمس، لَكن يوجد من تأخر بالمجيء ( العروسين ).
نَظرت سارة علي ساعة يدها لتردف قائلة:
– والله بيستعبطوا متأخرين ساعة والهانم كُل ما أكلمها تقولي خمس دقايق تلات دقايق خلاص داخلين، بدأنا بقي.
غمز جاسر إليها بطرف عينيه قائلًا بهمس بجانب أذنها:
– مالك يا وزه دول مهما عملوا مش هيجوا في أستعبطنا حاجة فاكرة اللي عملتيه فيا في الشارع ولا الاسانسير فاكرة الاسانسير يا بيبي.
جحظت عينيها من حديثه لتنظُر حولها خوفًا من أن يكُون أحد أستمع إلي حديثه، ليطمئن قلبها بعد أن رآت أن لَم يَكُن أحد مُنصت لحديثهُم لتضر ب جاسر بمعدته بكوعها وهي تهمس إليه قائلة:
– أسكُت يخربيتك هتفضحناا، أنت مبتُسترش أبدًا.
كان رده علي حديثها لف ذراعه حول خصرها يقرُصها بخفه مما جعلها تنتفض من مجلسها.
ليأتي حديث ياسر قائلًا بأفأفه:
– بدأنا شُغل المُرتبطين والتسَكُع بقي.
غَمز مُعتز إليه ياسر قائلًا:
– إذا كُنت ناسي أفكرك، الله يرحم اللي كان بيلبسنا عشان يخرُج يتسكع، ودي خلاص بقت مراته مش خطيبته.. براحتهُم بقي.
حمحمت أميرة لتضرب ياسر بيدها علي معدته قائلة بإحراج:
– أسكُت يالي جايبلي الكلام.
كادت مايا أن تتحدث ليظهر قاسم وإيلا يصعدون الدرج بهدوء ويداهُم مُتشابكان والابتسامة لا تُفارق وجههُم، إبتسمت سارة ومايا كذلك أميرة ونور، لينهض ياسر كاد أن يتحدث لَكنه أبتلع حديثه بعد أن قاسم وإيلا تخطوهُم، كأنهُم لا يعرفونهُم.
صدمه هبطت علي الجميع لتلتفت إيلا إلي سارة ومايا تُخرج لهُم لسانها وهي ترفع أصبعها المُزين بخاتم الزواج، لتُكمل خط سيرها مع زوجها الحبيب.
سباب خرجت من فم ياسر ليركُض جاسر علي الفور يضع كفه علي فم ياسر قائلًا بنبرة هادئة:
– أهدا يا شبح معانا حريم.
صَك ياسر علي أسنانه يدفع كف جاسر من علي فمه قائلًا بضيق:
– ابن المضايقة جمعنا كُلنا من الصُبح عشان يحفل علينا، مااشي يا قاسم.
تَقدم حُسام بجانبه سلمي بيدهُم العديد من الحلوي أيس كريم مع غزل بنات فشار مقرمشات عصير يتناولون جميعهُم دفعه واحده، كان مظهرهُم مثير للضحك وليس الشفقة فمهُم ممتلئ كالأطفال، جاء حديث حُسام قائلًا:
– أما أحنا حجزنالكُم حتت فيلم أنما إيه عنب هنضحك من هنا لبُكرة.
لَم يرُد عليه أحد لتتحدث سلمي قائلة وهي تدس العديد من قطع الفشار بفمها:
– لسه العرسان موصلوش حد يتصل بيهُم يستعجلهُم الفيلم هيبدأ بعد نُص ساعة.
أفأفوا جميعهُم لتردف أميرة قائلة بملل:
– العرسان وصلوا وسابونا ومشيوا.
ضيق حُسام حاجبيه قائلًا:
– ايوة مش فاهم باردوا مشيوا فين ؟!
حركت سارة شفتها لأعلي قائلة:
– محدش عارف والله !
صَرخ حُسام بهُم وألقي الحلوي أرضا وهو يقفز من الصدمة:
– ده أنا أروح فيكُم في داهية، ده أنا هقلعلكُم ملط هنا، أنا دافع خُمسوميت جنيه للنفر عشان فالأخر تقولولي مشيوا.. حد يتصل بيهُم أنجزوا.
لَم يرُد عليه أحد لينهض كُلًا منهُم يتوجهون إلي المكان الذي سار به قاسم وإيلا، ليركُض حُسام خلفهُم وهو يصرُخ عليهُم.
– أنت منك ليه ليه ليها كُل واحد يطلع خُمسوميت جنيه.
تجاهُل تام..
– إنتوا مبتردوش عليا ليه أنا عايز فلوسي، الحقيني ياسلمي.
ضَحكت سلمي تُكمل سيرها خلفهُم وهي تأكل قائلة من بين ضحكاتها:
– الحمد الله أنِ مردتش أطلع جنيه كان زماني لبست زي ما أنت لبست يا حُس.
لَم ينطُق حُسام إلا بكلمات مُتكرره.
– عايز فلوسي، عايز فلوسي..
وصلوا إلي أحد المطاعم داخل المول ليروا العرسان بهُم، صَك ياسر علي أسنانه، يتوجه إليهُم وجميعهُم خلفوا ليسحبوا المقاعد يجلسون بجانبهُم، ليأتي حديث إيلا بأعتراض قائلة بغرور مُصطنع:
– إيه ده بقي؟!، هو أنا مش من حقي أنفرد بجوزي.
نَظر ياسر إليها بحاجب مرفوع قائلًا بتحذير:
– أتلمي.
عض قاسم علي شفته قائلًا بتحذير مصطنع:
– طب متتلم أنت بدل ما ابعترك يا لذيذ.
سَحب ياسر طبق الصحن من أمام قاسم يتناول منه وهو يردف قائلًا:
– يا عم أنا متبعتر خلقه مش ناقص يعني، المُهم هنروح فين بعد ما ناكُل.
وُقف حُسام بين قاسم وإيلا مُنحني بينهُم قائلا:
– قاسم إيلا أنا أتنصب عليا دلوقتي وبسببكُم فلو تسمحوا ترجعولي فلوسي الأربع تلاف ونُص يرجعولي حالًا.
نظر قاسم إليه بحاجب مرفوع وعينان واحده مفتوحه والآخري نصف مفتوحه، لترفع إيلا أنظارها إلي حُسام لتردف قائلة بنبرة جادة تصتنعها:
– بصراحة يا حُسام أحنا معناش فلوس أنت عارف كتب كتابنا كان أمبارح وقاسم أستلف عشان يعملوا أصلا، فأنا حالين مِدينين لطوب الأرض وعاملين حسابنا أنك اللي هتعزمنا أصلًا.
بنهاية حديثها حركت قدميها من تحت الطاولة تضرب قاسم علي رُكبتيه ليستفهم أنها تصتنع الحديث، ليضغط علي شفته بقوة حتي لا ينفــــ جر بالضحك بسبب طريقة حديثها وكأنهم شحاذين، قرر أستكمال الحديث معها ليضع ذراعيه علي الطاولة يستند بكوعيه ليدفن رأسه بين كفيه قائلًا بنبرة حُزن مُصطنعه:
– مش عارف أقول إيه بعد كلام لولو بصراحة أنا مُحرج أوي منك يا حُسام، بس صدقني هعوضهالك.
ليرفع قاسم وجهه ينظُر إلي حُسام بجدية مُصطنعه:
– بس طبعًا أنت أخويا وأكيد هتنقطنا بنقطه كبيرة تخلينا نقدر نفرش بيتنا ونعمل فرح ملوكي.. مش كده يا حُس.
سَحب ياسر مقعدين لتجلس أميرة ومن ثُم جلس هو ليردف قائلًا بعد أن عجبته لعبتهُم ليُقرر أن يُشاركهُم ليغمز إليهُم دون أن يراه حُسام:
– طبعًا يا قاسم أنت بتقول إيه دُكتور حُسام معاه فلوس قد كده علي قلبه، أنا باردوا يا حُس عايزك تسفلني مبلغ رمزي حوالي سته مليون أفُك كربي وأميرة عايزه تعمل شوبينج ليها وللعيل اللي جاي في السكة.
ركضت سلمي إلي حُسام بعد أن جلس الجميع لتقفز عليه من الخلف تحتضنُه قائلة:
– وأنا كمان يا حُس عايزه أغير عربيتي وأفتحلي بيزنس خاص بيا، إيه رأيك؟
مسح حُسام علي ذقنه وهو ينظُر لكُلاهم وعلامات الدهشة تملأ وجهه ليردف قائلًا وهو ينظُر إلي الباقيه:
– وأنت يا زوز منفسكش في حاجة أحققهالك بالمرة؟!
إبتسم مُعتز قائلًا:
– دي بقي أنت وذوقك يعني زي ما أنت شايف أنا معنديش فيلًا.
ضم حُسام شفته لينظُر إلي جاسر وسارة قائلًا:
– عصافير الحُب منفسهُمش في حاجة واخد بالي أنكم ساكتين خالص مش متعود علي الأحترام والأدب ده.
إبتسمت سارة وهي تنظر لأسفل لترفع رأسها قائلة:
– أنت وذوقك بقي يعني المفروض المفروض أن اللي ساكت يفوز باليناصيب الكبير.
أومأ جاسر برأسه ليردف حُسام قائلًا:
– تحبوا أجبلكم قصرين بصف عربيات مرسيدس علي بي أم علي كام لآمبُورجيني.
إبتسم جاسر قائلًا بجدية:
– كده كتير والله بس يدوبك، إيه رأيك يا سو في حاجة تانية في بالك؟!.. قولي متتكسفيش.
أحتضنت سارة جاسر قائلة وهي تنظُر إلي حُسام:
– لا كده كفاية يا حبيبي، الطمع وحش وأنا راضية بالي حُسام قالوا.
حرك حُسام رأسه دون أن يرُد عليهُم ينظُر إلي مايا قائلًا:
– ست الحُسن والجمال الأميرة مايا ملهاش طلبات.
ضُحكت مايا برقتها لتضع كف يدها علي فمها تُحاول أن لا تضحك لتردف قائلة بين ضحكاتها:
– لا لاا تسلملي يا حُس أنا مش عايزه حاجة، أنت يدوب عليك تحققلهُم مُتطلباتهُم.
حرك حُسام رأسه بإيماء وهو يجلس علي مقعدًا لينظُر إلي قاسم وإيلا قائلًا بنبرة هادئة:
– العرسان عايزينِ أنقطهُم.
حرك رأسه علي ياسر وأميرة قائلًا:
– وأنت يا حبيب أخوك عايز ستة مليون تفُك كربك وأميرة تعمل شوبينج..
كانت سلمي تَقُف خلف حُسام ليقوم بسحبها من ذراعها يُجلسها علي قدميه قائلًا:
– وأختي حبيبتي عايزه تغير عربيتها وأفتحلها بيزنس..ومعتز عايز فيلًا..
حرك أنظاره علي جاسر وسارة قائلًا:
– والله أكبر علي عصافير الحُب.
ضَحكت سارة قائلة:
– أظن أننا أقل طلبات ومش طماعين خالص.
نَهض حُسام من مقعده دافعًا سلمي بخفه لتجلس علي مقعده بعد أن تحرك يقُف بين جاسر وسارة قائلًا:
– خاالص، يدوبك عايزين قصرين علي كام عربية حاجة سهله خالص.
بنهاية حديثه ضرب بكفيه علي الطاولة صارخًا بهُم بجنون قائلًا:
– إنتوا فاكرني رئيس الأُمم المُتحدده منك ليه ليها ؟!، يجيلك نقطة يا قاسم..
أنفجــــ روا جميعهُم بالضحك علي مظهر حُسام ليردُف حُسام قائلًا إلي إيلا:
– وحياة أُمك يا شيخه خليهُم يدوني فلوسي اللي هكمل بيها أخر الشهر، أنا دُكتور اه بس كحيان.
حركت إيلا رأسها بدلال يمينًا ويسارًا قائلة:
– لاااا
صك حُسام علي أسنانه قائلًا وهو يذهب يجلس علي مقعدًا بعيدًا عنهُم:
– بكره لما تكوني دكتورة هتعرفي معني كلامي.
جلس حُسام بمفرده علي طاولة بعيدًا عنهم ليظلوا جميعهُم يضحكون عليه، إلي أن نهضوا جميعًا يسحبونه خارج المطعم تحت أعتراضه وتصنعه بالحُزن والتأثُر ليدلفون جميعهُم إلي قاعه السينما يحضرون الفيلم الذي أختاره حُسام.
* بمحافظة سوهاج/ تحديدًا داخل سرايا العُمده
( بغُرفة أصالة ).
كانت أصالة تجلس علي الأريكه والتلفاز مضاء أمامها وعيناها مُتوجهه إليه، لَكن بالحقيقة هي لا تراه أو تستمع إليه هي شاردة بما حدث البارحة بينها وبين نور وعلمها بأن مُعتز مُتزوج، تُفكر بأمر أنه خدعها ولَم يُخبرها بأنه متزوج كانت تُحاول أن تقنع نفسها بأنها الضحية وأنه خدعها وظلمها
هكذا كانت تُحاول أقناع نفسها.
دَلفت أعتماد إليها لتجلس بجانبها لَكن لَم تشعُر أصالة بها لتصرُخ بها أعتماد، لتستفيق أصالة من شرودها، لتنظُر إلي أعتماد بتفاجأ قائلة:
– أنتٍ دخلتي ميتا ؟، في حاجة ولا إيه؟!
نظرت أعتماد مباشرتنًا إلي عيناها لتري الدموع مجتمعه بها لتقترب بجسدها إليها ووضعت كفها علي كتف أصالة قائلة بنبرة هادئة:
– في إيه يا أصالة مالك من وجت ما رجعنا وإنتِ حابسه نفسك في الأوضة لا راضية تخرجي منها ولا تأكلي.. احكيلي مالك وتعرفي منين الشاب بتاع أمبارح ده ؟!
سَحبت أصالة نفسًا قويًا وهي تسحب دموع عيناها دون أن تستمع إلي حديث أعتماد لتردف قائلة:
– بتجولي حاجة؟!
نفخت أعتماد بضيق لتردف قائلة بصدمة:
– بجول حاجة إيه!، إنتٍ كمان مش عم تركزي معايا؟.. أصالة تعرفي منين البنته والشاب بتوع أمبارح ؟!
نغزه غزت قلبها لتُغمض عينيها وهي تنهض من علي الفراش تُحاول الهروب من أمام وجهه أعتماد قبل أن تنساب دموعها، لَكن قبل أن ترحل أتت يد أعتماد توقفها عن السير، تسحبها من معصمها تُرغمها علي الجلوس مرًة أخري.
نظرت أعتماد إلي حدقتي أصالة قائلة:
– لا تعالي أجعُديلي اجده، أظاهر في موضوع وموضوع واعر جوي.
نَفخت أصالة بضيق لتردف قائلة بعصبية واعتماد تدفعها علي الفراش تُجبرها علي الجلوس:
– اووف عليكي يا اعتماد وعلي زنك، عامله كيف الوطواط الزنان اللي لا بيمل من الحديت ولا بيسكُت دجيجتان علي بعض.. بجولك إيه همليني لحالي.
رَفعت اعتماد حاجبيها بأصرار وشك لتردف قائلة:
– طب بالعند فيكي أنا هفضل جاعده علي جلبك، لحد ما تحكيلي اللي حوصل من طأطج لسلاموا عليكوا.
– اوووف خلاص اتهدي هحكيلك اللي حوصل بس تجومي كيف الشطورة تجفلي الباب علينا.
هذا كان حديث أصالة بعد أن ملت من أن تُخبأ شيئًا علي اعتماد، هذه اعتماد الذي فضولها سيقتلها يومًا ما، لَكنها حقًا تفعل هذا من حُبها بأصالة وخوفها عليها.
نهضت اعتماد وأغلقت الباب عليهُم لتجلس مرًة أخري بجانب أصالة تنتظرها أن تتحدث، تَنفست أصالة بقوة لتبدأ بسرد جميع ما حدث مُنذْ البداية إلي حدث البارحة.
بعد أنتهاءها من الحديث أجهشت بَبُكاء مرير، كانت تُخرج كل شيء أوجعها بالبُكاء، حينها لَم تتحدث اعتماد بل سَحبت أصالة تحضنها كي تواسيها وتواسي قلبها الرقيق الذي ياله لحظه الذي ولأول مره يَدُق ودق لرجُل مُتزوج.
بعد أن أطمئنت اعتماد أن أصالة قد هدأت وغفوت بنومها، نَهضت بخفه وحذر حتي لا تُقلقها لتترُكها اليوم تهدأ وغدا سوف تتكلم معها حول هذا الأمر.
* داخل مُستشفي من أكبر مُستشفيات القاهرة
تَقُف خلود أمام غُرفة العمليات مُنهاره بالبُكاء علي القابع بداخل الغُرفه لا حول له ولا قوة، مظهره وهو غائب عن الوعي في السيارة إلي أن وصلوا للمُستشفي لا يذهب من أمام مرأها، قلقه عليه لا كلمة قلقه لا تُناسب ما تشعُر به هي تَموت عليه لا تتخيل أن يحدُث له شيء بل لا تستوعب أن يخدشهْ أحد، لَكن هو الأن هُنا بسببها؛ لَكن كيف بمُلين يفعل به هذا لقد فعلتها مُسبقًا ولَم يحدُث له شيء غير أن معدته ألمته وظل طوال اليوم بالمرحاض؛ لَكنها الأن تلعن نفسها علي ما أوصلته له بسبب مزحها السخيف.
عضت علي شفتها تأن بألم تَفرُك كفوف يدها بقــ سوة تلعن نفسها بهمس ودموعها تنساب علي وجنتها تحرُ قها، أما عن قلبها كان يلعــــ نها بكُل لُغات العالم لقد أحر قت قلبها بسبب فعلتها اللعينه:
– الله يلعــــ نك يا خلود، إيه اللي أنتِ عملتيه ده !.. منك لله يا خلود.
كانت تلعــ ن نفسها بهمس علي فعلتها، ف هي ألقت ما حدث عليها بالعلم أنها كانت لا تستوعب كيف بمُلين يفعل به هذا ؟، لَكن تعب عز جاء بعد أن تناول الطعام التي أحضرتهُ إليه.
أنها ر جسدها علي المقاعد القابعة أمام الغُرفة لتضع كفها علي فمها بقوة تُحاول منع شهقاتها من الخروج، كان مظهرها مؤلم يُقطع نياط القلب مع أنها كانت تُكتم شهقاتها لَكنها لَم تستطع أن تُخفي دموعها ووجهها المُتعب من بداية سقوط عز، تَقدم كبير الحرس إليها ليجلس علي المقعد بجانبها وهو يتخذ مسافة بينهُم ليمد يده إليها بقطعة من القماش قائلًا ووجهه في الأرض:
– أتفضلي يا مدام خلود حاولت أتصرفلك في طرحه من الممرضين بس معرفتش أجبلك لبس حالًا نطمن علي عز باشا وهبعت حد من الحرس يجيبلك هدوم عشان محدش قادر يتحرك غير لما يطمنوا علي الباشا.
سَحبت من يده القماشة تضعها علي شعرها، تنظُر إلي ملابسها تحمد الله أنها ترتدي أحد البيجامات طويله الاكمام ومستوره نوعًا ما.
أستكمل حديثه قائلًا بحُزن ووجهه في الأرض:
– مدام خلود أنا عايزك تتماسكِ مينفعش تنهاري قُدام الحرس بالشكل ده، عز باشا لو كان موجود دلوقتي كان زمانه فرغ طلقا ت مُسد سه فينا كُلنا عشان تجرئنا وشوفنا دموعك..مش أنا اللي هعرفك علي الباشا، عشان كده عايزك تهدي خالص وياريت لو تسمعي كلامي وتخلي حد من الدكاترة يكشف عليكي ونطمن علي الجنين.
أزدادت دموعها علي خديها وهي تستمع إلي حديثه ألمها قلبها، لتُحرك رأسها يمينًا ويسارًا مرة وراء الأُخري ترفض بأن تتحرك من أمام الغُرفة إلا عندما تتطمئن عليه وهي تعتصر أناملها بين باطن يدها.
قاطع حديثهُم خروج الأطباء من الغُرفة، تَحركت
فورًا إليه هي والحارس ليظل طبيب واحد معهُم، حركت رأسها بتوهان وهي تردف قائلة بضعف:
– طمني يا دُكتور علي عز متفضلش ساكت.
رفع الحارس حاجبه ينظُر إلي الطبيب بغضب لقد نفذ صبره، لَكن غضبه من الأساس بسبب سكوت الطبيب السخيف الذي تسبب بحُزن خلود وخوفها أكثر، هكذا هُم حُراس عز لا يطيقون الريشة تأتي علي خلود هُم يحبون عز حقًا لهذا حُبهُم وأحترامهُم لعائلته صادق.
– ماتخلص يا عم الدكتور.
هذا ما نطق به الحارس بعد أن نفذ صبره، نظر الطبيب إليه لوهله بصدمة بعدها تحدث فورًا بعد أن رأي جيش من الحُراس المفتولين العضلات يقتربون، ليردف قائلًا بتوتر:
– بكُل أسف السم وصل للد م بس الحمدلله قدرنا نسيطر عليه وطهرنا جسمه تمامًا من الد م، بس ده ميمنعش أنه لازم يفضل تحت مُراقبتنا وهكتبله علي كورس علاج يفضل مُنتظم عليه فترة عشان نعوض الفيتامينات اللي خسرها الجسم، الســـ م اللي دخل جسمه مكنش ســ م عادي ســـ م قوي بينتشر في الجسم في ثوان معدودة وبيموت لو متلحقش في الوقت المُناسب الحمدلله أنكُم جبتوا علطول.
طيف دوران زارها.. لتُرجع بقدميها للخلف تستند علي الحائط..تردف بتوهان:
– س..ســ م، ســ م أزاي؟!
نظر إليها الطبيب بحُزن علي حالتها ليردف قائلًا قبل أن يتحرك ويتركهُم:
– إن شاءالله خير عز باشا عدي مرحلة الخطــ ر ودلوقتي هنستنا لما يفوق لوحده ونقدر نطمن عليه بعدها.
أوما إليه الحرس قبل أن يتحرك ليقترب الحارس يَقُف بجانبها قائلًا:
– خلود هانم دلوقتي أتفضلي هوصلك للبيت عشان ترتاحي كفاية كده الدُكتور طمنك علي الباشا، ملوش لازمه قاعدتك هنا وأنا أول ما الباشا يفوق هاجي أخدك بنفسي.
حركت رأسها بالنفي وهي تتحرك تَقُف أمام غُرفة العمليات تنتظر خروجه حتي تراه وهُم ينقلونه إلي العناية بقلب مُتهتك، قائلة بنبرة ضعف:
– أنا مش هتحرك من هنا غير وأيدي ف أيد عز.
نظر إليها بكُل أسف ولَم ينطق بشيء يعرف أنه أذا تحدث اليوم إلي غدًا حتي يقنعها لَم تَنصُت إلي حديثه، أبتعد قليلًا عنها ورفع الهاتف يضغط علي رقم جاسر كي يُخبره بما حدث.

* في المول
خرجوا من السينما وهُم يبتسمون ويتحدثون عن أحداث الفيلم النهائية وكُل واحدًا يُبلي برائيه بها، رن هاتف جاسر ليرُد عليه وبعد أن رد صَرخ علي المُتحدث حيثُ ألتفت إليه الجميع.
– عز حصله إيه؟!، وأنتوا في أنهي مُستشفي ؟!
أخترق هذا الحديث بشدة أُذن شخص واحد فقط شعر بقلبه يتألم من فكرة أن يكون عز قد فارق الحياة، حاول أن يُلمم شتات قلبه التي تبعثرت من تلك الفكرة ليقترب فورًا من جاسر ساحبًا الهاتف من علي أُذنيه يستمع إلي حديث المُتحدث.
– عز باشا أتســ مم وحالته خطـــ ر وخلود هانم مش راضية تروح ترتاح، تعالا يا جاسر باشا ضروري أحنا في مُستشفي…
خفض قاسم الهاتف من علي أُذنيه بضياع ليردف قائلًا ببعضًا من التماسُك:
– حُسام خُد إيلا ومايا وصلهُم في طريقك، أنا جاي معاك يا جاسر.
رَكضت إيلا تتشبت بذراعيه ترفع رأسها تنظُر إليه قائلة بأصرار:
– رجلي علي رجلك مش هتروح في حته من غيري.
أغمض قاسم عينيه، ليتحرك جاسر قائلًا:
– طب يلا يا قاسم عشان نلحق نروح.
جاء حديث ياسر قائلًا بغضب:
– قاسم عايزك في كلمتين.
صَك قاسم علي أسنانه بغضب لا يُريد أن يسمع كلمه واحده من أحد لأن مهما حدث سيذهب، ليردف قائلًا:
– بعدين بعدين يا ياسر نتكلم.
بعد أن قال حديثه تحرك هو وإيلا يُرافقه جاسر وسارة، أما ياسر لعــــ ن قاسم بجميع اللُغات ليردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة:
– مُعتز أنا هحصل المعتوه ده وأنت وصل أميرة للبيت.
قاطعت حديثه أميرة قائلة:
– أنا مش هسيبك أنا هاجي معاك.
صَرخ عليها بقوة دون أرادته وجسده يتحرك كالجحـــ يم:
– أميررة علي البيت كلمتي تتسمع مش ناقص زفت دلع، أنا مش هدخلك مُستشفيات ويلا روحي عشان اللي في بطنك ف بهدوء تسمعي الكلام.. يلااا أنتِ لسه هتبرقيلي.
عضت علي شفتها تُكافح دموعها بأن لا تهبط الأن لتتحرك خارج المول علي الفور لتُرافقها نور تركُض خلفها، ليقترب مُعتز بجانب ياسر يُربط علي كتفيه قائلًا بهدوء:
– روح أنت لقاسم وأنا هاخُد أميرة معانا للبيت عشان متفضلش بالحالة دي لوحدها.. أتفقنا يا صاحبي.
أومأ ياسر برأسه ليتحرك بعد أن تحرك مُعتز يستقل سيارته يرفع الهاتف يتحدث إلي قاسم حتي يعرف بأنهي مُستشفي يلحقه.
* داخل فيلًا الشيمي/ تحديدًا داخل غُرفتهُم.
نَهض خالد مُبكًرا ليُقرر اليوم بأنه سيُباشر عمله من المنزل، فاليوم لَم يترُكها بعد ليلتهُم الصاخبة كان كالظمأن وجاءت إليه الفرصة بأن يروي عطشه ليرويه ويروي روحه وكيانه بأكمله، كان أشتياقهُ لها لا يوصف، كان يعمل علي الأريكه المُقابلة للفراش حتي تظل أمام مرآه، ليبتسم علي ذاته إلي هذا الحد وصل عشقه لها، سرح بها وهو يراها تتململ بنومها تتحرك والملائه كانت مُلتصقه علي جسدها كجلد ثان جسدها يتضح أمام عيناه، أشتعلت عينيه برغبه تجاها ليضع الجهاز علي الأريكه لينهض يتحرك إليها بخفه ليجلس بجانبها يُحرك أنامله علي خُصلات شعرها المُتناثرة ليدفن وجهه بين ثنايا عُنقها يستنشقه بقوه وهو يُقبلها برغبه، شعرت بأنفاسه الساخنة علي بشرتها لتنتفض من نومتها تد فعه بكل قوتها مما جعله يصطدم من ردة فعلها، نَظرت إليه بخوف كالمُسبق مما جعله يترنح بجلسته ليرفع كفه يَمسح علي وجهه بأكمله.
ليردف قائلًا بعدم فهم:
– في إيه يا جني إيه البصه دي؟!
حاولت أن تُهدأ من نظراتها وخوفها الظاهر لتردف قائلة بتلعثُم:
– مَ..مَفيش حاجة أنا بس تعبانة من ليلة أمبارح ومش قادرة أستحمل حاجة كمان.
حاول أستيعاب حديثها بصدر رحب ليضع كفه علي وجهها بحنو، لَكن ما جعله ينصدم نفضتها بمُجرد أن لمسها ليردف قائلًا بغضب:
– في إيه يا جني؟، أنتٍ هتفضلي تتنفضي أول ما ألمسك !
أغمضت عينيها وهي تعُض علي شفتها قائلة بنبرة هادئة يملؤها الشجاعة:
– ما أنت لو بتتعامل معايا زي إي راجل طبيعي مش هكره لمستك ليا.
أغمض عينيه وبقي علي نفس وضعيته يُحاول أن لا يغضب عليها ليردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة نوعًا ما:
– ليه بلمسك أزاي يعني مش فاهم ؟!
أردفت قائلة بنفس ذات القوة المُسبقة:
– عربجي كل ما تلمسني بيكون ده حالي تعبانة مش قادرة أتحرك.. فهمت بتلمسني إزاي ولا تحب أوضح أكتر من كده ؟!
أغلق الباب بقوة هذه كانت ردته فعله قرر الخروج من الغُرفة أفضل من أن يُكــ سر جُمجُمتها، هذه الغبية لَم تفهم أنه قد كان مُشتاق إليها حد اللعنة وإذا كان يُريد إحراجها لكان فعل، تجاوبها معه البارحة لَم يَكُن يدُل علي أعتراضها علي طريقة لمسته لها، بل العكس كانت مُشتاقه إليه مثلما هو مُشتاق إليها حد اللعنة، بل كانت تُطالبه بالمزيد من كثرة أشتياقها، والأن تتهمه بالقهوة والعُـــ نف بل تصفهُ بالعربجي عن إي عربجي تتحدث هي؟!
بعد أن أستمعت إلي صوت الباب يُغلق فتحت عينيها علي مصراعيها كانت تظُن أنه سيقيم عليها الحد سيقتــ لها سيضر بها ضر بًا مبرحًا، لَكن لن تتوقع السكوت منه لَكنها إبتسمت علي ردة فعله بسبب شعورها بالتغيُر حتي ولو بنسبة ضئيلة تلك النسبة أرضدت غرورها كأنثي، لتنهض من علي الفراش بغرور تتحرك إلي المرحاض لتُنعش جسدها بمياه دافئه كما أنتعش قلبها مُنذْ قليل.
خرجت جني من المرحاض وهي تضع فقط منشفة علي جسدها تسير بقليل من تعب قدميها لتراه يَقُف أمام المرآه يُمشط شعره، راقبته بأعيُن كالصقر وتفكيرها يدور حول شيء واحد أنه يتجهز حتي يأخُذ ريتاج يوصلها إلي البلد، عند هذا الحد أشتعلت عينيها لتقترب من جانبه تبصق بعض الكلمات المُستفزة بعدها تتحرك سريعًا إلي غُرفة الملابس:
– ماتنساش تاخُد حبيبه القلب تفطرها وتخرجها قبل ما توصلها للبلد ودعها قبلها.
بعد أن قالت حديثها توجهت إلي غُرفة تغير الملابس لتقُف ووضعت إصبعها السبابه بفمها شاردة بتفكيرها وتنتظره بأن يحضر بعد أن قالت ما قالته كانت تُقلب في الملابس بضجر وهي تشتــ عل من الغضب بسبب عدم مجيئه إليها للأن، لتشهق فجأة عندما أحد مسك خصرها من الخلف يحتضنها علمت أنه خالد همست إليه بقول:
– خير جاي ليه مش خايف تتأخر علي الهانم، يلا روح ليها لتزعل.
قاطع حديثها يهمس إليها بجانب أُذنها ويداه تتحسس جسدها من أعلا المنشفة قائلًا بهمس شديد:
– أولًا ريتاج وصلت البلد من بادري خليت السواق يوصلها وأطمنت بنفسي أنها وصلت بالسلامة.
أردفت قائلة بضيق وغيره تنهش بقلبها:
– والله طب كويس بس ليه موصلتهاش بنفسك.
همهم وهو يضع رأسه علي كتفها وبذراعيه يعتصر خصرها بتملُك قائلًا بهمس يتجاهل حديثها السابق:
– عز في المُستشفي وأنا رايحلُه دلوقتي..
قاطعت حديثه تلتفت إليه قائلة بصدمة:
– ع..عز أخويا.
أما إليها برأسه لتدفعه علي الفور تسحب ملابس عشوائيه من الخزانه لترتديها علي عجل، ليرفع حاجبيه بصدمة قائلًا وهو يتكأ بجسده علي الحائط ينظُر إليها وهي تقوم بأرتداء ملابسها بعجله وخوف ظاهر علي ملامحها، حتي أنها لَم تُفكر بوجوده لتُبدل ملابسها أمامه.
– دلوقتي قادرة تتحركي مش كان جسمك متكسر ومش قادرة تحركي بسبب العربجي اللي كان معاكي.
لَم ترُد عليه لتنتهي من أرتداء ملابسها وتحركت إليه قائلة بعجله:
– يالا يا خالد أنا خلصت..يالا بقولك.
بنهاية حديثها تمسكت بذراعه بكفيها تحسه علي التحرُك، ليأومأ إليها وهو يمد كف يده إليها لتتمسك به وتتشابك أناملهُم ببعض ويتحركون.
* داخل المُستشفي
وصلوا إلي المُستشفي ليركُض جاسر إلي خلود بعد أن رأها لتنهض فورًا عندما رأته قائلة بنبرة سريعة وكلام غير مفهوم بسبب شهقاتها:
– أ..ألحقني ي..ا..جا..س..ر..ع..عز.. م..صح..يش..ل..حد..دل..وق..تي..مح..د..ش ر..اض..ي..يف..هم..نا..في..إ..يه..
وضع كفيه علي كتفيها قائلًا بنبرة هادئة:
– طب مُمكن تهدي وأنا هروح أفهم في إيه وهاجي أطمنك.
لينزع الجاكت خاصته ليجعل خلود ترتديه ومن ثُم ألتفت إلي سارة قائلًا لها:
– تعالي يا سارة.
بعد أن أتت سارة إليه أردف قائلًا:
– سارة خليكي مع خلود لحد ما أروح للدُكتور وأفهم منه حاله عز بالظبط.
أومأت سارة إليه وهي تتقدم من خلود، لتتحرك معها إيلا بعد أن شاور إليها قاسم بنظراته بأن تتحرك مع سارة وتظل معهُم.
بعدها تحرك جاسر وقاسم معهُم ياسر إلي مكتب الطبيب، ليستفهموا منه عن حاله عز.
لا يعرف ما حدث له لقد تقطع قلبه عليه وهو يستمع إلي حديث الطبيب وهو يصف لهم ما حدث لجسد عز وكيف الســـ م أنتشر بسرعة البرق في دمــ اءه، وأكثر ما ألمه كلمة الطبيب أن ما حدث مُعجزة جرعه السـ م وقوته التي دخلت إلي جسده كانت مميـ ته ولو شخصًا أخر لكان مات في الحال، لَكن بنيه عز وسرعتهُم في جلبه وقبل هذا قدره الله عز وجل هي السبب في بقاءه للأن علي وجه الأرض.
أردف بنبرة قلقة لُم يستطع أخفاء ألمه علي عز الذي خرج عبر نبرته الحزينة:
– في إي أعراض من الســـ م لسه موجوده في دمـــ ه ؟!
– بكُل أسف.
هكذا كان حديث الطبيب ليستكمل قائلًا:
– الســ م لسه ماشي في دمه مقدرناش نتخلص منه ميه في الميه بس مردتش أقول كده قُدام الهانم عشان متنهارش، بس النسبة اللي في الد م خلال تلات أيام ل أسبوع بأذن الله هتكون مطروده من الد م بس لازم ينتظم بالأكل اللي هكتبه والأدوية والفيتامينات دي اللي هتساعده يتخلص نهائي، وفي حاجة أفضل من كده بكتير.
أردف جاسر قائلًا بعجله:
– لو أفضل وأسرع وهتكون مُريحة ليه تمام قولي أعمل إيه بس.
تحدث الطبيب قائلًا بجدية:
– المحاليل لو أنتظم علي المحاليل لمدة تلات أيام الد م هيعود نقي، المحاليل مع الفيتامينات اللي هيتحقن بيها هتفرق معاه جامد، لو هينفع يفضل معانا تلات أيام هيكون تمام جدًا وهيكون تحت رعايتنا مش هينفع مفيش مشكلة يركبها في البيت بس أهم حاجة الراحه التامة ليه.
جاء حديث ياسر قائلًا بنبرة يشوبها القلق الذي حاول إخفاءه ببداية الأمر:
– طب نسبة الســ م اللي لسه موجوده في دمــ ه متأثرش عليه خلال المده دي يعني مينفعش تدخل طبي أسرع ينجزلنا الليلة دي بسرعة بدل كُل الهري ده ؟!
نَظر قاسم إليه وهو يضر به بخفه علي يديه، يُطالبه بأختيار حديثه مع الطبيب هو لا يتحدث مع مُجر م حتي يقول له هذه الألفاظ، هذا قاسم لا يُحب أن يتطاول أحدهُم علي أحد حتي لو لَم يقصد، بالنهاية هذا طبيب وله كل التقدير.
حمحم الطبيب بهدوء ليردف قائلًا بجدية:
– في حاجات منقدرش ندخل فيها أكتر من كده أحنا بالفعل تدخلنا طبيًا أول ما الحاله جاتلنا وقدرنا ننقذ المريض وخرجنا السـ م من الد م ونقيناه بس مش النسبة كُلها لأن ده مُستحيل خصوصًا أن الســ م قوي وسرعة أنتشاره قوية زي ما قولت مُسبقًا، قرر يا أُستاذ جاسر هتعمل إيه وبلغني.
بنهاية حديث الطبيب وجه حديثه إلي جاسر، الذي نهض وأماء إلي الطبيب ليشكره قبل أن يرحل كذلك قاسم وختم ياسر الحديث قائلًا:
– مُتشكرين يا دكترة علي اللي عملته.
خرجوا من غُرفة الطبيب ليتنهد بقوة هو يعرف عز جيدًا ويحترمه ويقدره، لهذا صبر ولَم يُعلق علي حديث ياسر.
بعد أن خرجوا من غُرفة الطبيب توجهوا إلي الدور الذي أنتقل عز به إلي العناية، صدم قاسم مما رأه ليرفع حاجبيه وهو يتقدم إلي إيلا يسحبها من ذراعها بين الواقف أمامها.
– ما حدث قبل قليل وقاسم بغُرفة الطبيب..
كانت تجلس بجانب سارة وخلود بعد أن ذهب قاسم مرت الدقائق لتري رجُلان وفتاة يدلفون إليهم الفتاة كانت تركُض بعجله لتعرف من حديثها أنها شقيقة عز وجاسر، بعدها فهمت أن الرجلان واحدًا منهُم زوجها والأخر صديقه.
كان خالد والديب جالسين علي أحدي المقاعد بقدم مفتوحه لا يُبالون أنهُم بمُستشفي وليس بقهوة، ليلفت نظر الديب فتاة تجلس حول الفتيات بشعر طويل ذهبي ولؤلؤتين دغدغوا كيانه وبشرتها ناصعة البياض وصوتها الطفولي كُل هذا لفت نظره ليعُض علي شفته هامسًا إلي خالد قائلًا:
– مين الكريزه المحشية بالكراميل دي؟
نَظر خالد إلي ما ينظُر إليه الديب ليردف قائلًا بعدم أهتمام:
– لا ماعرفش مُمكن تبقي قريبه خلود أو سارة.
همهم الديب وهو ينهض قائلًا بهمس يُحرك أصبع السبابه علي أرنبه أنفه:
– حيث كده لازم أقوم أتعرف وأوجب مع الكريزه.
إبتسم خالد لَكن لَم يهتم بالأمر، ليُرجع أنظاره يُراقب حُزن حبيبته المُجتمع بعينيها ليأتي أمرًا ما علي تفكيره هل ستحزن وتبكي عليه مثلما هي حزينة الأن علي عز، ليردف قائلًا بهمس داخله.
– خلاص اتجننت يا خالد نهاية في هتكون في مُستشفي المجانين علي أيديها.
تحرك الديب ووقف أمامهُم ليتحدث ببعض الأشياء إلي خلود وجني بمُحاولة في فتح إي حديث، ليُحرك أنظاره علي سارة قائلًا:
– سارة مرات جاسر صح؟
رسمت سارة إبتسامة مُصطنعه علي شفتها قائلة بهدوء:
– صح.
حرك أنظاره علي الأخيره السبب الأول الذي جعله يقوم ويتحدث لينظُر إلي إيلا قائلًا بفضول:
– أُختك يا سارة؟
أردفت سارة قائلة بإبتسامه:
– إيلا صاحبتي أعتبرها أختي.
إبتسم إليها ومد ذراعه كي يُسلم عليها، هُنا وظهر قاسم ليقترب علي الفور يسحبها من ذراعها يضُمها إليه بحماية وتملُك.
خفض الديب نظراته ينظُر إلي يد قاسم التي تُحاوط خصرها بتملُك، لَم تختفي إبتسامة الديب ليردف قائلًا بتساؤل:
– أختك يا قاسم ؟
حرك قاسم لسانه داخل جوفه ليتجاهل سؤاله ليردف قائلًا:
– قاسم !!
ترك قاسم خصرها ليسحب الديب من معصمه جانبًا ينظُر إليه بشراسة قائلًا:
– غريبه !، إيه المصلحه اللي جمعه بينك أنت وخالد وعز.
ألتفت برأسه يُلقي نظره علي خالد بأستحقار، الذي كان يُتابع حديثهُم من بعيد سيتدخل إذا تطلب الأمر، نفس الأمر ياسر.
حرك الديب أصبع السبابه علي أنفه كالمُدمنين ليبتسم بعدها قائلًا ببرود:
– أكل العيش، التجارة تخليك تعرف عدوك قبل صاحبك.
توسعت إبتسامة قاسم ليردف قائلًا بأستهزاء:
– وياتري أكل العيش ده البودره.
فَتح الديب فمه قليلًا قائلًا بثقة ومزاح:
– إيه يا باشا هو عشان حكيت صابعي في مناخيري يبقي قصدي السكة الشمال دي، لا لسمح الله أنا راجل عارف ربنا وسكتي كلها حلال مليش في الشمال.
وهو يتحدث معه فعل نفس الحركة بأصبعه علي أنفه، وبنهاية حديثه علي الحلال ألقي نظره علي إيلا ليردف قائلًا بعد أن تذكر أن إيلا نفس الفتاة التي تحدث عنها خالد مُسبقًا الذي كان يُريد توريطها بأحد بيوت الدعارة ليعرف أنها شقيقة قاسم، ليردف قائلًا:
– تصدق يا قاسم أن مُقابلتنا دي لسبب.
رَفع قاسم حاجبه بشراسة ليردف قائلًا بأستهزاء:
– والله !..وإيه هو السبب ياتري ؟
بنفس الإبتسامة أردف الديب قائلًا بتلاعُب:
– أنِ أشوف القمر.. أنا بطلُب أيد القمر إيلا…
لَم يستكمل حديثه بسبب هجوم قاسم عليه بالكمات والضرب، علي الفور تدخل ياسر وجاسر وخالد، ليمسك خالد الديب وحراسه عز أيضا تدخلت تُبعدهم، أما قاسم كان يقُف ينظُر إليه بشراسة يُحاول الأنقضاض عليه مرًة أُخري كان يمسكه ياسر وجاسر لَكن إذا أراد قاسم الهجوم لَم يمنعه أحد؛ لَكنه أكتفي بهذا وأحترم أنهُم داخل مُستشفي.
بصق علي الأرضية ليردف قائلًا بشراسة وتحذير:
– أعتبر من اليوم أنك تحت مُراقبتي قسمًا عظمًا ما هحلك أنت ولا اللي جمبك.
التحذير لَم يَكُن من نصيب الديب فقط بل خالد أيضا، بعد أن قال حديثه أنسحب وشد إيلا من ذراعيها وتحرك ياسر خلفه، ليأتي حديث الديب وهو يُقهق بقوة قائلًا بأستفزاز:
– أمرك غريب أوي، هو أنا قولتلك هاخدها في المداري ده أنا بطلُب أيديها علي…
لَم يدعه قاسم يُكمل حديثه بسرعة البرق عاد إليه وأنتشله من وسط الواقفين ليُسدد له لكمات قوية بالوجهه ليبدل الديب الأمر ليضرب قاسم ويلكمه عدت لكمات بوجهه لتصرُخ إيلا وهي تركُض بأتجاهُم لَكن أتت يد ياسر الذي أرجعها بعيدًا وهو يري جاسر وخالد والحراسه يُحاولون إبعادهُم ليصل الأمر بتدخُل أمن المُستشفي، لَكن بحركة واحده من ياسر الذي تدخل بينهُم بكُل قوته وحركه سريعة رفع قدميه وفرق بينهُم ليسقُط كُلاهُم حينها أمسك قاسم ونظر بعينيه قائلًا:
– لو ميهمكش أحنا فين !، أكيد إيلا تهمك أننا نخرُج حالًا عشانها.
يعرف ياسر كيف يُسيطر علي قاسم بطريقته هو ليس أبن عمته فقط هو شقيقه، حرك قاسم عينيه عليها ليراها خائفه تَقُف بزاوية مُنكمشة علي ذاتها بجانبها سارة تحتضنها، ليأومأ إلي ياسر ولَكن قبل أن يتحرك نَظر إلي الديب وأردف قائلًا بشراسة وقلبه يحترق:
– اللي بتتاخد في المداري دي أُمك وأخواتك والأشكال الو سخه اللي بتعرفها مش حرم الرائد قاسم اللي جزمته أشرف من شرف أُمك.
قال قاسم حديثه ليسحب إيلا يُحاوطها من كتفيها يتحرك بها بجانبه ياسر التي توسعت إبتسامته برضا أن صديقه جلب حقه وأرتاح نوعًا ما، مع أنه يعرف أنه لَم يرتاح الأمر الذي كان سيُريحه هو فصل رأس الديب عن جسده.
أما الديب بمُجرد أن سمع هذا الحديث تشنج وكان سيهجم علي قاسم، لَكن تحكم به خالد وحُراس عز الذي أمرهُم بأن يسحبوه معه إلي إي غُرفه فارغه قبل أن يتحول الديب ولَم يتسطع أحد السيطرة عليه مهما تجمع حوله الرجال سيقتلهُم جميعًا حتي يصل إلي قاسم ويقتله.
أما خلود وجني كانوا يتابعون ما يحدُث بصمت تام، لَكن جني كانت تلعن خالد والديب بداخلها علي ما يحدُث.
* بالأسفل
فَتح قاسم باب السيارة ليدفعها بقوة داخلها ليُغلق باب السيارة بغضب، لتصرُخ بقوة بعد أن دفع باب السيارة علي كاحلها الذي تعركل ولَم يدخُل السيارة بسبب د فعه لجسدها بعشوائية، لَكن الباب خبط بكاحلها فقط ولَم يُغلق عليه بسبب رؤية قاسم لقدميها بأخر لحظة، صَك علي أسنانه بغضب من ذاته ليفتح الباب مرًة أخري يجلس علي رُكبتيه علي الأرض يمسك قدمها بين يده يطمئن عليها ليراها أنها أجبرت قليلًا فقط ليضعها برفق داخل السيارة ويُغلق الباب ومن ثُم يتحرك كاد أن يدخُل السيارة، لَكن أوقفه ياسر قائلًا:
– مطلعش عصبيتك عليها هي ملهاش دعوة بكلام النجـــ س اللي فوق، روق ومتخليش عيل تافه زي ده يقلبك عليها.
أما قاسم إليه ليُربط علي كتفه ليصعد السيارة ويتحرك بها، أما ياسر رفع رأسه ينظُر إلي المُستشفي لا يعرف لما هو الأن حزين علي عز ثوان وتحرك يصعد السيارة وأنطلق بها.
* داخل غُرفة بالمُستشفي
يجلس خالد علي أحد المقاعد وهو يُشاهد الديب يُدمر كُل شيئًا موجود بالغُرفة وهو يصرُخ ويسب قاسم روحه تتألم عندما تحدث قاسم عن والدته ليفتح بوابات مر عليها الزمن وهي مُغلقه بقلبه، ليعود ويفتح جروح كافح بأغلاقها.
أغمض عينيه بوجع وجسده ينهار علي المقعد جالسًا فروحه تحترق من الألم، ليأتي حديث خالد قائلًا:
– أنت غلطان ميه مرة أقولك مينفعش تتغاشم مع أي حد.. المرادي أنت اللي غلطان يا ديب.. دي مراته.
صرخ بوجه الشيمي قائلًا بقلب مُحترق:
– عارف دي مين، إيلا أخته اللي أنت كنت عايزني ألبسها في شقة دعاره أنا مفتكرتش غير لما ركزت، وديني هحرق قلبه عليها.
صدمه هبطت علي الشيمي ليردف قائلًا:
– نعم؟، أخته إزاي وبيقول عليها مراته.. أنت متأكد، ه..هو فعلا ليه أخت وأسمها إيلا بس.. إزاي !!
حرك الديب رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا:
– هعرف بطريقتي، وهندمه علي اللي قاله.
نَهض الشيمي وخبط الديب علي صدره قائلًا:
– بقولك إيه لم الليلة أحنا مش ناقصين مشاكل، أنا أصلا مش عارف إيه اللي خلاك تقوم وتكلم البنت.. إيه خلاص مش قادر تمسك نفسك ريلت عليها.
نَهض الديب ليدفع الشيمي بكفيه علي صدره قائلًا:
– شيمي !
أردف الشيمي قائلًا:
– اه كلامي غلط يعني، مش طبيعي باردوا أنُه يشوفك بتتكلم مع جماعته ويسيبك خصوصًا أنه مقالش الكلام اللي قاله أول ما شافك واقف معاها، ده خدك علي جنب تتكلموا سوا والله أعلم أنت عكيت الدنيا وقولت إيه ؟!
فجأة تحول غضب الديب لقهقه بأستفزاز ليردف قائلًا بين ضحكاته التي لا تخرُج ألا مع خالد:
– أنا بصراحة عكيتها جامد لا معكتهاش أنا نيلتها.
رفع خالد حاجبيه ليردف قائلًا:
– نيلتها!، أنت قولتلوا إيه ؟!
سرد الديب الحديث الذي دار بينه وبين قاسم، بعد أن أنتهي الديب من حديثه صَك خالد علي أسنانه ليردف قائلًا بنفاذ صبر:
– يعني أنت رايح تشككه فينا وتخليه يحطنا في دماغه، امم الله أكبر عليك يا مُختار.
زغر الديب إلي خالد بغضب، ليردف خالد قائلًا:
– بالي أنت حكيته مينفعش أقولك غير يا مُختار.
سَحب الديب خالد تحت ذراعيه قائلًا بهمس بجانب أذنه:
– لما تكبر هتعرف أن الكلام اللي قولتهولوا ميطلعش غير من الديب، أنا دلوقتي هخلي دماغه تلف وتدور في كذا أتجاهات، وبصراحة كُنت مبسوط وأنا بستفزه وبخلي دماغه تلف وتدور، ولو حصل حاجه يا بوب أنا موجود.
خرجوا سويًا من الغُرفة وتوجهوا إلي أمام غُرفة العناية القابع بها عز، ليخبرهُم الحارس بأنهم دلفوا إلي عز.
طرق خالد علي باب الغُرفة ليدلف هو والديب ليروا الجميع بالداخل جالسين حول عز المُتسطح يغفو بعُمق ليتحرك خالد جالس علي مقعد فارغ وعينيه علي جني الجالسة علي الفراش بجانب عز علي الجانب الأيمن وخلود علي الجانب الأيسر، ليردف قائلًا:
– هو لسه مافقش كُل ده !
لَم ترُد عليه جني تجاهلت حديثه ليردف جاسر قائلًا:
– الدكتور قال نسيبُه يفوق لوحده، وكُلها نص ساعة ويفوق.
أماء خالد برأسه وهو ينظر إلي تلك الجنيه الجالسة أمامه تتجاهل نظراته، ليعُض علي شفته بغيظ وهو يراها تنحني بجسدها قليلًا علي عز تُقبل جبينه لترفع يدها تضعها علي يد خلود الجالسة تنظُر فقط إلي عز تحبس دموعها داخل مقلتيها.
أردفت جني قائلة بنبرة هادئة:
– خلود عايزاكِ في كلمتين علي جنب.
حركت رأسها يمينًا ويسارًا لا تُحيد أنظارها عن عز، هي بالأساس لا تستوعب ما حدث.
أما عند جاسر وسارة كانوا يجلسون بجانب بعضهُم، كانت سارة تنظُر إلي الديب بشراسة ليري تلك النظرات جاسر ليضع كف يده يسحب كفها ينظُر إليها وهو يردف قائلًا بهمس:
– أنا عارف أنك مش طيقاه بعد اللي حصل مع قاسم ولا أنا بس اللي مخليني ساكت أنِ مش عايز أعمل مشاكل أنا خايف علي خلود ده اللي مسكتني.
أومأت برأسها إليه ليسحب رأسها بين يده يطبع قُبله علي شعرها، رن هاتف جاسر ليسحبه من جيب بنطاله ليري المتصل قاسم، نَظر إلي سارة قائلًا بهمس:
– ثواني هرُد علي قاسم وراجع متتحركيش من مكانك، مفهوم يا حبيبتي.
أومأت إليه ليتحرك خارج الغُرفة قائلًا:
– خلود ثواني وراجع.
تحرك للخارج ليرُد علي قاسم الذي أخبره بأن يأتي إليه عند بوابة المُستشفي، ليتحرك جاسر إليه.
بعد أن وصل جاسر إلي البوابة هبط قاسم من السيارة وتوجه إليه، ليردف جاسر قائلًا بأسف:
– حقك عليا يا قاسم متزعلش..
قاطع قاسم حديثه يُربط علي كتفيه قائلًا وهو يمد يده إليه حقيبة:
– أنا مش زعلان، أنت بس خُد الشنطة دي فيها هدوم لخلود عشان متفضلش قاعدة كده وعز هيضايق لو قام لقاها بالحال ده، وجبتلكُم شوية عصاير علي سندوتشات تاكلوها، وهبقي أتصل عليك أطمن علي عز.. بس ليا عندك طلب عز ميعرفش أنِ جيت.
أخذ جاسر الحقيبه ينظُر إلي قاسم بشُكر وأمتنان ليردف قائلًا:
– أنت جدع أوي يا قاسم، وأنا مُتأكد أن أخويا زعلان أنُه خسر صديق وفي زيك.. هو يقوم بس وكُل حاجة هترجع زي الأول.
حرك قاسم كف يده علي كتف جاسر قائلًا:
– أنت اللي جدع وأرجل من أخوك بمراحل عشان كده مفكرتش أنِ أخسرك، وبالنسبة لموضوعي أنا وعز مفهوش راجعه هو كسر شيء كبير ما بينا مابقاش في ثقة.. المهم لو احتجت إي حاجة مش محتاج أقولك أنِ موجود.. ربنا يقومهولك بالسلامة.
قال قاسم حديثه ليتحرك إلي السيارة بعدها تحرك جاسر وهو يُقسم أنهُ سيفعل كُل مقدرته علي أن يُرجع تلك الصداقة مرًة أُخري.
* داخل غُرفة العناية
دَلف جاسر ليردف قائلًا بعد أن رأي أن عز مازال يغفو:
– خلود قوم غيري قاسم جبلك لبس بيقولك ألبسيه قبل ما عز يصحي عشان لو صحي وشافك كده هيضايق.
قال حديثه خصيصًا أمام خالد والديب حتي يعرفون إلي إي مدي كانت قد وصلت صداقة عز وقاسم، نَهضت خلود بمُساعدة سارة التي مَسكت الحقيبة وساندت خلود لتسير معها إلي المرحاض.
تحرك جاسر إلي جني التي تدفن رأسها بشعر عز يسحبها داخله يحتضنها يَطبع قُبله علي شعرها وهو يَهمس إليها قائلًا يُريد الاطمئنان عليها:
– أنتِ كويسة يا حبيبتي.
ألتفتت إليه بجسدها تدفن رأسها بصدره لتجهش باكيه بقوة دون أن تنطُق بأي كلمة، ليحتضنها جاسر يترُكها تبكي مثلما تُريد، هي تبكي ولا تعرف بما فعلت بهذا الجالس يغرز أظافره بلحم يده وهو يراها تبكي بأحضان غيره حتي لو كان أخيها لماذا تختار البُكاء في حُضن شخص غيره، لهذه الدرجة لا ترتاح في أحضانه كان قلبه يُدغدغ في الثانية الواحده آلف مرة كأن أحدهُم يطعنه دمرته بالحال، فجأة رفع يده علي قلبه الأيسر يعتصره بعد أن أنتابُه نغزات موجعه به، كان الديب يُراقب ما يحدُث بصمت تام.
* داخل سيارة قاسم بالقُرب من المنزل.
كان الصمت حليفهُم لتُقرر الحديث لتردف قائلة:
– هو أنا دلوقتي اللي طلعت غلطانة يعني؟!
رد عليها بجُمله واحده فقط:
– مش هتكلم غير في البيت.
أغمضت عينيها بضيق ليظل الصمت سائر بينهُم.
* عند ياسر
وصل البيت هو وأميرة بعد أن ذهب وأتي بها من عند مُعتز ونور.
بعد أن دلفوا الفيلا تحركت أميرة بغضب إلي الغُرفة لا تُريد الحديث معه، تحرك ياسر خلفها يعرف أنها حزينة بسبب طريقته معها أمام الجميع لَكنه كان حقًا خائف عليها بنفس التوقيت علي قاسم الذي سيذهب بمُفرده إلي عدوه لهذا أراد الذهاب معه دون أن يُعطله أحد.
كانت تجلس أميرة علي الفراش تعُض علي شفتها بضيق ليدلُف ياسر ينظُر إليها وهو يضُم شفته يُفكر بما عليه فعله كي يُراضيها، تقدم من الفراش يَقُف أمامها ليردف قائلًا بندم:
– أميرة أنا عارف أنك زعلانة مني، بس حطي نفسك مكاني عايزاني أخد معايا عند ناس أنا لا بطيقهُم ولا بستأمنهُم أصلًا.. وأنا مش ندمان علي اللي عملتُه إيلا أتعرضت لموقف مش لطيف وقاسم أتخانق أنا ماخدكيش معايا عشان كده لا عايزك تتعرضي لأي سخافه ولا حد يضايقك غير حملك اللي تعبك من الأساس عشان كده مردتش أخدك.. متزعليش بقي يا حبيبي وأدي رأسك أبوسها.
بنهاية حديثه أنحني طابعًا قُبلة علي شعرها، رفعت أعينها تنظُر إليه ببعضًا من القرف لتردف قائلة ببرود:
– والله !، خلاص طالما قولتلي متزعليش مليش حق أزعل.
أغمض ياسر عينيه بغضب ليردف قائلًا:
– يا بنت الحلال مش قصدي متزعليش اللي هو بجبرك أنا قصدي أنِ أصالحك.
نهضت وهي تنظُر إليه بنفس النظره لتتحرك إلي غُرفة تغير الملابس تُغير ملابسها دون أن ترُد عليه، لتعود مرًة أخري إلي الغُرفة تُغلق الاضاءه وهي تتسطح علي الفراش لتردف قائلة قبل أن يتحدث معها:
– أنا هنام مش عايزه لا صوت ولا نور ألاقيه فجأة أتولع وأنا نايمه مفهوم.. وراك شُغل عندك الفيلا كُلها قُصادك تشتغل فيها.
قالت حديثها لتتسطح علي الفراش تضع الغطاء فوق رأسها وهي تكتم ضحكاتها بعد أن سمعته يُدبدب علي الأرضية ويُزمجر بضيق، لتردف قائلة من أسفل الغطاء:
– ياااسر الصوت عايزه أنااام.
صَك علي أسنانه بغضب وهو يسحب أحد الوسادات ليسحب الغطاء من عليها بعند وهو يخرُج من الغُرفة ويستمع إلي صُرأخها عليه بأن يُرجع إليها الغطاء، لَكنه هو أخذه عند بها.
نهضت بعد أن خرج تُغلق الباب وتوصده عليها بالمُفتاح وهي تضحك لتخرج غطاء أخر.
* داخل فيلًا الجارح
بعد أن وصلوا صعد قاسم علي غُرفته فورًا مُتحججًا بأنه يُريد النوم، ليترُكها مع والديه بعد مُده أتت طُرقات علي باب غُرفته ليتنفس بغضب هو كان بالشُرفه يُخرج غضبه بالسجائر لتزداد الطُرقات ليسمح لها بالدخول كان يعلم أنها هي من تطرُق علي الباب.
دَلفت الغُرفة تبحث بعينيها عنه لتري ظله بالشُرفه لتضع صينيه العشاء علي الطاولة ثُم تتحرك بقدميها إلي الشُرفة، وَقفت بجانبه تستنشق الهواء بقوة ليدخُل ألي رئتيها لتُغمض عيناها وقتًا تُعطي لنفسها مُهله من الهدوء وله هو أيضًا، أما هو كان يتجاهلها مُنذ أن دخلت لَم ينظُر إليها رائحتها كفيله بأن يعرف أنها من توجد معه بالمكان، طال الصمت لينفث دُخان السيجاره بالهواء ومن ثُم حرك رأسه ينظُر إليها لتقع عيناه علي ما ترتديه كانت ترتدي أحد المنامات الصيفية بحمالات، فَتحت عينيها بفزع عندما أتِ إلي مسامعها صُراخه.
– يانهار أبوكي أسود ومهبب بستين نيله.. تعاااالي جوه يا هانم.
بنهاية حديثه مسك معصمها بقوة ليطفىء السيجار أرضًا ليسحبها من معمصها داخل الغُرفة خوفًا من أن يراها أحد من الحرس.
بعد أن دخلوا من الشرفة دفعها ليستدير يغلق أبواب الشرفة بعجله تحت نظراتها، ليلتفت إليها يستكمل صرخاته عليها.
– إنتِ مجنونة يا بت إيه اللي أنتِ مش لبساه ده.
أنتفضت من صوته لتنظُر إلي ما ترتديه لتنفُخ بملل قائلة بأعتراض وأستهزاء واضعه يدها بخصرها تتململ بوقفتها:
– أولًا أنا لبسه واللي لبساه ده هدوم وأسمها بيجامه وعاادي طول عُمري بلبسها وبقُف بيها في البلكونة عادي جدًا.
صَك علي أسنانه بسبب طريقة حديثها ويدها الموضوعه علي خصرها تتراقص أمامه بأستهزاء من كلامه ليقترب إليها بأعيُن مُشتعله من الغضب كاد أن يتمسك بها لتركُض علي الفور واقفة أعلاه فراشه، ليردف قائلًا بغضب:
– أولًا الحرس مترشقين تحت في كُل مكان، ومن أمتي ياروح أُمك وإنتِ بتوقفي بالمنظر ده فالبلكونة ولا قصدك لما الحرس كانوا بياخدوا أجازة وكنت بسمحلك عادي وقتها.. وبقولك إيه أنا علي أخري منك.
وضعت يدها بخصرها تتراقص بجسدها بتناغُم ترُد علي حديثه بنبرة أستهزاء:
– وليه علي أخرك مني أكون قتلتلك قتيل ولا قتلتهولك.
– إيلااااااا
هذا كان رده عليها ليقُف أمام الفراش يَمد ذراعه لها قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة:
– هاتي أيدك وأنزلي.
نظرت إليه ببعضًا من القلق لتهبط الفراش من الإتجاه الأخر قائلة:
– شُكرًا مستغنيه عن خدماتك.
سَحب يده وهو يَعُض علي شفته لتردف قائلة بعد أن رأته:
– بُراحه علي شفايفك هتقطعها، لو جعان أنا جيبالك العشاء عشان نتعشي سوا.
غرز أظافره بخصلات شعره قائلًا بهدوء ما قبل العاصفة:
– اطلعي برا.
رَفعت حاجبيها من الصدمة، ليراها لينقض عليها يمسك يدها ليردف قائلًا:
– الله أكبر كمان أتعلمتي ترفعي حواجبك.. ده أحنا فسدنا بقي.
تململت بضيق وضجر من مسكته ليترُكها لتردف قائلة بجدية:
– علي فكرة أنت لما جيت وشوفته واقف معايا ومادد أيديه عشان يسلم عليا أنا لا كُنت أتكلمت معاه كلمه حتي ولا كُنت هسلم عليه، لأنِ عارفة أن حاجة زي دي هتزعلك وأنا مش عايزه أزعلك.
لف يديه الأثنين خلف ظهره ليردف قائلًا:
– أنا متهمتكيش بشيء من الأساس، بس عشان بعد كده تسمعي كلامي لَما أقولك علي البيت أنا مكنتش عايز أخدك معايا من الأساس عشان ميحصلش إي حاجة من اللي حصلت دي.
أقتربت إليه تَقُف أمامه ترفع رأسها تنظُر إليه بسبب فرق الطول الشاسع بينهُم قائلة:
– طب تحب تحكيلي حصل إيه، أو هو ضايقك في إيه خلاك تضربه بالشكل ده !
رفع كفوف يده يُحاوط وجهها الصغير ليختفي بين يديه ليردف قائلًا بحنية وحُب:
– أنسي كُل اللي حصل النهاردة مش عايزك تفكري في حاجة غير أنك بقيتي مراتي حرم قاسم.
توسعت أبتسامتها لتردف قائلة بعشق:
– حرم سياده الرائد قاسم جلال الجارح أول راجل شافته عينيا وتربيت علي أيديه.. أنا بحبك أوي يا يوجيني.
إبتسم وهو يحتضنها بين ذراعيه بقوة قائلًا بنبرة هادئة يملؤها الحُب:
– يااه بقالي كتير مسمعتش الكلمة دي منك، وأنا بحبك وبموت فيكِ يا قلب وعُمر يوجين.
ليسحب رأسها من بين أحضانه ينظُر إليها بحُب وهو يُحاوط وجهها بكفيه ليُقربها من وجهه وعيناه تنظُر إلي شفتها برغبه وتعطش كاد أن يُقبلها لتضع إيلا سبابتها علي شفته قائلة بإحراج زهي تنظُر أسفلها:
– يلا نتعشي أنا جعانه أوي.
تحرك معها وهو يتنفس بقوة لييدأوا بتناول الطعام سويًا تحت أصوات غناء فيروز.
* داخل المُستشفي/ تحديدًا بغُرفة العناية.
بدأ عز بأن يستفيق يُحاول فتح عينيه بصعوبة إلي أن نجح بفتحهُم ينظُر حوله بضياع ووجهه شاحب رقدته علي الفراش بتلك الحاله تؤلم القلب، إبتسمت خلود بعد أن فَتح عينيه لتسحب يده برفق تُقبلها ودموعها تنهار علي وجهها غير مُصدقه أنه أستعاد الوعي لتظل تشكُر ربها.
بعد أن رأي حالتها تلك ضغط علي ألم جسده ليسحب يده لأعلي يسحبها داخل أحضانه يطبع قُبلات فوق حجابها قائلًا بنبرة ضعف:
– خلاص يا حبيبتي أهدي أنا كويس أهو كفاية دموع.
أومأت إليه بالإيجاب وهي تستجيب إلي حديثه تمسح بأناملها دموعها، لتقترب جني إليه تُقبل جبينه قائلة بحُزن:
– سلامتك يا حبيبي إنشاله أنا وأنت لاا.. ربنا يقومك لينا بالسلامة.
نظر عز إليها بحُب وهو يضربها علي خدها برفق قائلًا:
– بعد الشر عليكي يا بت.
أقترب جاسر إليه ليثني جسده قليلًا طابعًا قُبله علي كف يده قائلًا:
– متعرفش وجعت قلبي عليك إزاي، مش عايز أشوفك واقع بالشكل ده تاني.. أنت قوتنا.
إبتسم عز إليه ليقترب خالد والديب إليه، نظر خالد إليه بأبتسامة واقفًا بجانب جني قائلًا:
– تتخيل أنِ خوفت ماشوفكش تاني، هتخانق مع مين وأنت مش موجود.
رفعت جني رأسها تنظُر إليه بغضب، ليتجاهل نظراتها ليبتسم عز إليه ليأتي حديث الديب قائلًا:
– سلامتك يا كبير مايوقع إلا الشاطر يلا قوم محتاجينك ومُفتقدين رخامتك جدًا.
إبتسم عز وهو ينظُر إليهُم قائلًا بإمتنان:
– شُكرًا يا خالد شُكرًا يا ديب علي وقفتكُم جمبي.
كانت جني تنظُر إلي خالد والديب بغضب ليراها الديب ليضُم حاجبيه ببعضهُم قائلًا بمُشاكسه:
– طب بتبُصيلي كده ليه يا جني، إنتِ علطول مش طيقاني كده !
رفع خالد أنظاره إليها ينظُر إليها برفعه حاجب ليردف قائلًا بأستهزاء:
– لا أتعود علي قلبت البوز زاي ما أنا أتعودت كده.
أردفت سارة قائلة تُحاول أن تُهدأ شُحنه الاشتعال التي بدأت بين جني وخالد:
– سلامتك يا عز، بأذن الله هتقوم بالسلامة.
أبتسم عز إليها قائلًا بأمتنان:
– الله يسلمك يا سارة.
تحدث جاسر قائلًا:
– أنا هروح أبلغ الدُكتور إنك فوقت وهيجي يكشف عليك عشان نطمن.
قال جاسر حديثه ليتحرك خارج الغُرفة، ليهمس خالد إلي جني بجانب أذنها قائلًا بتوعُد:
– ده إنتِ وحياة أمك لهفجر دماغك.
ألتفتت إليه تُخرج له لسانها ببرود.
طرقات خفيفه علي الباب ليدخُل الطارق بعد أن سمحوا له بالدخول، لينصدموا بدخول مي التي أنصدمت من وجود الديب لتتوتر، ثوان ينظرون إلي بعضهُم إلي أن تنفست بقوة وهي تتقدم للداخل وقفت أمام فراش عز قائلة بتوتر ملحوظ:
– حمدالله علي سلامتك يا عز، أأ..أنا جا..جاية أقولك أنِ ع..عارفة اللي حطلك السم…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

‫6 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!