روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل العشرون 20 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل العشرون 20 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر البارت العشرون

رواية مسافات مشاعر الجزء العشرون

رواية مسافات مشاعر الحلقة العشرون

ركض سليم على الدرج وبينما هو يركُض إصطدم بـِ شقيقُه نديم
نديم بـِ لهفة: معندكش فكرة إيه اللي بيحصل؟
سليم: لا، هنعرف دلوقتي..
كِلاهُما وقفا أمام باب شقة والِدهُما المُغلق وهُم يلتقطون أنفاسهُم
دق سليم الباب وهو يقِف بـِ توتُر بـِ جانِب نديم، مرت دقيقة حتى فتح رحيم باب الشقة وهو ينظُر لـِ أشِقاؤه بـِ حُزن
نديم بـِ خوف: في إيه!! أمك حصلها حاجة؟؟
رحيم بـِ نبرة مُتألِمة: لا، دي مها
سليمة بـِ خوف: مالها مها! دخلنا طيب!
أفسح رحيم لهُم طريق للدخول لـِ يجدوا الأجواء بـِ الداخِل مُفعمة بـِ رائحة الحُزن ومشحونة بـِ التوتُر
إصطدموا بـِ أعيُن والِدتهُم الباكية، وبـِ نظرات اللامُبالاة في أعيُن فرح
سليم بـ فزع: مُمكِن حد يفهمني إيه اللي بيحصل هِنا؟

 

والِدهُم بـِ صوت باهِت: مرات أخوكُم مها جالها إنهيار عصبي، وقافلة على نفسها باب الأوضة.
جلس سليم على المِقعد وهو يقول بـِ حُزن: لا حول ولا قوة إلا بالله، طب دا من إيه؟
أخيرًا نطقت والِدة رحيم وقالت: إسأل أخوك الكبير، إبني البِكر القدوة، اللي راح إتجوز من ورانا..
نديم بـِ صدمة: نعم!! يعني إيه إتجوز من ورانا!! وإتجوز مين؟؟
نظر سليم لـِ فرح الجالِسة وسط كُل الصِراعات العائلية تِلك وقال لـِ نديم: ما الإجابة قُدامك أهي.
نديم نظر لـِ رحيم قائِلًا بـِ إستفهام: إتجوزتها إمتى وإزاي؟ يابني مش إنت من كام يوم كُنت بتكلمنا إنك عاوز تتجوزها و..
رحيم وعيناهُ مُعلقة على باب غُرفة مها المُغلق: كُنت بحاوِل أمهدلكُم الموضوع.
فرح بـِ تدخُل: هو أنا لازم أعيطلكُم وأعمل تمثيليات عشان تتقبلوني؟
سليم وهو يكور يده قال: يعني إنتِ خربتي بيتها وجاية عشان تـ..
قاطعه رحيم قائِلًا: سليم! حاسب على نبرة صوتك وإنت بتتكلم مع مراتي!
نديم بـِ هدوء نبرتُه المُعتاد: طب ومها يا رحيم، مفكرتِش فيها؟ بُص مش هلومك زي سليم وأقولك ليه لإنِ عارِف بداية جوازك كانت إزاي، لكن.. من الصح إنك كُنت تقول دوغري إنك إتجوزتها.

 

شعر رحيم بـِ ضيق في قلبُه وأنفاسُه، ود لو يقتحِم ذلِك الباب الذي أغلقتهُ مها حتى لا يصِل إليها أحد.. لن تُسامحهُ ما حيت، وذِلك ما يُفتفت شرايين قلبُه ندمًا
مرت نِصف ساعة حتى فُتِح باب الغُرفة، وطلت مها بـِ حِجاب رأسها حامِلة طِفليها على ذراعيها..
رفعوا رؤوسهُم جميعًا ينظرون لها نظرات القلق والشفقة، نظرت هي للجميع مُتجاهِلة رحيم وفرح الذين كانت نظراتهُم قا|تِلة بـِ النِسبة لها
قال والِد رحيم: كِدا يا بنتي تقلقينا عليكِ؟ يا ترى قررتي إيه.. أي شيء تقرريه أنا معاكِ فيه، إنتِ زي بنتي ومقبلش صحتِك تد|مر هِنا.
تمالكت مها نفسها وقالت بـِ ثبات لا تعلم من أين أتت بِه: حضرتك قولت هقعُد في شقِة ولادي كافية خيري شري، وهراعيهُم وهربيهُم
والِد رحيم: مظبوط
مها بـِ هدوء لا يتناسب مع صريخها قبل ساعة قالت: ليا شرط مش طلب، وبقول شرط مش تقليل إحترام مني، ولكن عشان أضمن إن مش هيكون فيه أي باب موارب حتى
والِد رحيم: موافِق عليه من قبل ما أسمعُه
مها بـِ قوة ظلت في الداخِل تُحاوِل إستجماعها: إبن حضرتك مش عوزاه يدُق بابي ولا يجيلي، يقعُد فوق مع مراتُه التانية

 

ومالهوش أي كلام معايا لا بـِ الخير ولا بـِ الشر، لو في أي شيء يخُص الأولاد هقوله لـِ ماما ” والِدة رحيم ” وهي تقوله الكلام دا.. ولو عاوز يشوف الأولاد برضو مش في الشقة فوق، هنزل الأولاد هِنا ويشوفهُم بـِ راحتُه لكن ميقوليش حتى صباح الخير.
كان رحيم يستمِع لـِ شرطها القاسِ لكنِه لم يجرؤ على الإعتراض، كانت تتألم وكان واضِحًا من حديثها المُرتجِف وتظاهُرها بـِ قوة مُزيفة أمامهُم، شعر أن هُناك سور حديدي وقف بينه وبينها، لن يستطيع الأن إقتحامُه مِثلما كان يود أن يقتحِم الباب الخشبي، شعر أن حاجز الدموع المكبوتة داخِل مقلتيه يُعيقه عن روؤية مها بوضوح للمرة الأخيرة، لِذا أزاح الدموع عن عينيه بـ يدهُ وهو يلعن ذاتُه ألاف المرات مِن داخِلُه، لإنه سمح بـِ عُقدتهُ مِن والديه أن تترعرع داخِبه وتكبُر، ويتزوج عِنادًا لـِ يُثبِت لـِ ذاتُه أنهُ لم يُجبر على فِعل شيء، والأن بعد هذا الإثبات السخيف لـِ ذاتُه وبعد فوات الأوان، لم تُفارِق مها مُخيلتُه وعقله وقلبُه.. وها هو ذا القدر يتدخل مُجددًا لـِ يحرمهُ جديًا من المرأة التي يُحبها
لـِ يقطع أفكارُه والِدهُ، مُخيبًا ظنونه مُجددًا قائِلًا: أنا موافِق، ودا حقِك يا مها بعد اللي حصل، وجايز مع الأيام ربنا يهدي الحال
لم تعقب مها بـِكلمة واحِدة أُخرى، بل إستأذنت لـِ تصعد إلى شقتها، التي لم تعُد شقة رحيم بعد الأن!
نظرت والِدة رحيم إلى فرح الجالِسة التي لم تستطيع إخفاء الإبتسامة وقالت لها: يارب تكونِ مبسوكة الحمدُلله
قال زوجها بـِ حزم: مالوش لازم الكلام دا يا حجة، رحيم فرض علينا أمر واقِع ولازم نتقبلُه.. ومها عاقلة لما تهدى هتتقبل الوضع
رفع سليم رأسهُ ونظر لـِ والِدهُ وقال: مها عاقلة، مش معندهاش إحساس ولا مشاعر.. مش حجر يعني يا والدي.

 

والِد رحيم لـِ رحيم: خُد مراتك ” يقصِد فرح ” وإدخلوا باتوا في الأوضة لغاية ما نجيب الشغالة تنظف الشقة اللي فوق وتجهزها.
نديم بـِ هدوء: لحظة لحظة، متجوزين يعني أكيد؟
فرح وهي ترفع ورقة كانت تُمسِكها بـِ يدها: قسيمة الجواز أهي، بـِ التاريخ بـِ كُله وعند مأذون مشهور كمان.
سليم بـِ ضيق: معلش يا جماعة هستأذِن عشان مراتي زمانها قلقانة فوق، وأنا قايلها متنزِلش
نديم بـِ ضيق هو الأخر: وأنا كمان، عن إذنُكم
صعد كُلًا مِنهُم إلى شقتُه فـ قام والِد رحيم مِن مِقعدُه وهو يتنهد ويقول: وأنا كمان عملت مجهود صحي إنهاردة خطر عليا كـ راجِل عندُه القلب، هخُش أستريح.
بعد أن دخل والِدهُ غُرفتُه، دخل رحيم هو الأخر الغُرفة من دون أن يوجِه أي كلِمة لـِ والِدتهُ التي كانت تُطـ|لِق عليه طوال الوقت طلـ|قات نظراتها الغاضبة وخيبة الأمل.
قامت فرح وهي تقول لـِ والِدة رحيم: عن إذنِك يا خالتو هدخُل أنا كمان الأوضة مع جوزي.
نظرت لها والِدة رحيم بـِ قرف ولكن فرح تجاهلتها وهي تلِف خُصلة مِن خُصلات شعرها على إصبعها، حتى دخلت الغُرفة وأغلقت الباب.

 

* داخِل شقة سليم
كان يجلِس على المُقعد في المطبخ واضِعًا رأسه على كفيه، ونجمة تصنع له القهوة حتى يهدأ صُداع رأسُه وهي تقول بـِ حُزن وشفقة: يالهوي دا زمان مها ياعيني نفسيتها في الأرض، حسبي الله ونعم الوكيل في خرابة البيوت دي.
رفع سليم رأسه ونظر لـِ زوجتُه قائِلًا: ليه وإنتِ فاكرة إن رحيم صُغير يعني؟ ما هو اللي عمل فيها وفي نفسُه كِدا
وضعت القهوة أمام زوجها وجلست بـِ جانِبُه وهي تُقبِل كتفُه وتقول: لو ينفع تسمحلي أطلع أواسيها وأكون معاها، مينفعش يا جماعة كُلنا كِدا نسيبها لـِ وحدها
سليم وهو يحتضِن نجمة بـِ ذراعُه قال: أنا أصلًا كُنت هقولك تعملي كِدا، بس لازم هي تقعُد مع نفسها وتهدى شوية بعدها نبدأ نتدخل.
تنهد قليلًا وقال: كان في موضوع بنتكلِم فيه قبل ما أنزِل تقريبًا؟
نجمة بـِ نسيان: موضوع إيه؟
نظر لها نظرة ذات معنى فـ تذكرت وقالت: بـِ الذِمة دا وقتُه
جائت لـِ تقوم فـ سحبها سليم حتى وقعت عليه وهو يقول: إستني بس، هكملك الموضوع.
* داخِل شقة نديم
يارا وهي تُرضِع طِفلتها: بتتكلم جد؟
نديم وهو يجلِس على الأريكة: وأنا ههزر ليه مش فاهِم.
إبتسمت يارا وهي تقول: عشان تعرفوا بس إنها مِش سِت كاملة ولا حاجة زي ما إنتوا فاكرين، أخوك رحيم بـِ نفسُه متبسطش معاها فـ إتجوز عليها، على الأقل فرح مش مُمثلة زيها وسهونة، فرح إنفعالاتها بتبان عليها مبتمثلش الطيبة.
نديم بـِ غضب: عليكِ وعلى فرح، إنتِ خلتيني أفقِد أي إحترام جوايا ناحيتك بجد، أعمل فيكِ إيه أكتر من إنِ حالِف عليكِ بـِ طلاق وإنتِ مبتتغيريش!

 

أرجعت يارا ظهرها للوراء وهي تقول بـِ تشفي: إعمل اللي تحبُه على قلبي عسل، أنا مبسوطة دلوقتي
صفع نديم يد الأريكة وهو يقول: اللهُم طولِك ياروح!
* داخِل غُرفة رحيم وفرح
كانت تجلِس على الفِراش ورحيم يُمسِك بـِ يدهُ هاتِفهُ ويكتِب شيئًا ما
فرح بـِ سعادة: شوفت المواجهة عدت على خير إزاي، هوووف أخيرًا خِلِصنا مِن تحكُمات أهلنا فينا وخلِصنا مِن سِو مها اللي عاملة زي الشوكة في الزور..
ضغط رحيم على زِر إرسال
كان قد أرسل رِسالة نصية إلى مها يقول فيها ” عاوز اشوفك لأخر مرة ونتكلِم، دا طلب بسيط مش شرط قاسِ زي شرطِك “!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *