روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الحادي عشر 11 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الحادي عشر 11 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية البارت الحادي عشر

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الحادي عشر

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الحادية عشر

هبط كف ميرڤت على وجه كريم الذي اتسعت عيناه من شدة الدهشة وهتف باستنكار:
-“أنتِ بتضربيني ليه يا ماما؟!”
لم ترد ميرڤت بلسانها وإنما أمسكت به وسددت له العديد من الضربات ثم التفتت نحو لميس وصرخت في وجهها بعصبية:
-“ادخلي أوضتك يا لميس وإياكِ تخرجي منها”.
أطاعت لميس والدتها بعدما شعرت بالخوف من عصبيتها الشديدة فهي لم ترها من قبل غاضبة إلى هذا الحد.
انتظرت ميرڤت ذهاب لميس إلى غرفتها ثم نظرت إلى ابنها وهمست باستنكار:
-“قولي أعمل فيك إيه؟! أنا بجد مش قادرة أستوعب حجم المصايب اللي أنت كل شوية بتعملها، عمري ما تخيلت أنك ممكن في يوم من الأيام تبص لمرات أخوك وتحاول تعتدي عليها!!”
صاح كريم مدافعا عن نفسه بالاسترسال في سلسلة أكاذيبه التي لا تنتهي:
-“يا ماما دي واحدة كدابة وهي اللي كانت بتعمل تصرفات مش كويسة، مش معقول هتكدبي ابنك وتصدقيها!!”
أمسكته ميرڤت من أذنيه وتحدثت بصوت يملأه الغيظ مع الحفاظ على النبرة الخافتة في الحديث:
-“الكلام ده أنت تقدر تضحك بيه على أي حد بس مش عليا أنا لأني عارفاك كويس وأخدت بالي أصلا من نظراتك لسمية بس كنت بتجاهل الموضوع وبعمل نفسي مش واخدة بالي من قلة أدبك”.

 

نكس كريم رأسه ولم يجادل والدته؛ لأنه يعلم جيدا أنها أكثر شخص يفهم تصرفاته ويدرك طباعه:
-“طيب وإحنا هنعمل إيه دلوقتي يا ماما وهنقول إيه لمراد لما يرجع؟”
استكملت ميرڤت حديثها وهي تحك جبهتها تفكر في حل لتلك المصيبة التي حلت على رؤوسهم، فهي تعلم جيدا أن عائلة سمية لن تصمت عما حدث وسوف يفعلون المستحيل حتى يردوا اعتبار ابنتهم ولهذا السبب قررت أن تتصل بمراد وتملي رأسه بالأفكار التي تريده أن يقتنع بها:
-“أنا مش عايزاك تقلق يا كريم، أنا هتصل دلوقتي بمراد قبل ما سمية تكلمه وهعمل معاه اللازم”.
أجاب مراد على اتصال والدته قائلا بابتسامة:
-“إزيك يا ماما، عاملة إيه؟”
تصنعت ميرڤت البكاء وهي تهمس:
-“مراد أنت لازم تيجي في أسرع وقت لأن اللي مراتك عملته معانا مش هينفع يتسكت عليه نهائي ولازم أنت اللي تتصرف معاها لأنها تخطت كل الحدود”.
فرك مراد جبينه متسائلا بتعجب:
-“اهدي بس يا ماما وفهميني إيه اللي حصل بالظبط وإيه اللي سمية عملته وضايقك أوي كده؟”

 

أجابته ميرڤت بعدما تعمدت ظهور الحشرجة في صوتها حتى يقتنع بفكرة أنها تبكي بشدة بسبب الفعل الذي قامت به زوجته:
-“مراتك يا مراد أساءت لينا كتير وعملت معايا مواقف وحشة أوي بس أنا مكنتش برضى أقولك عشان مش عايزة أبقى سبب في أن يحصل بينكم مشاكل ولكن اللي هي عملته النهاردة فاق كل الحدود لأنها اتهمت أخوك اللي من لحمك ودمك وقالت أنه حاول يعتدي عليها”.
ارتفع صوت شهقات ميرڤت المصطنعة وهي تستكمل:
-“أنا عمري ما كنت أتخيل أن سمية تطلع حقيرة بالشكل ده”.
اتسعت عينا مراد وهو يردد بذهول:
-“إيه الكلام ده يا ماما!! معقول سمية اتهمت كريم بحاجة فظيعة زي دي!! أنتِ متأكدة فعلا أنها قالت أن كريم حاول يعتدي عليها؟!”
أومأت ميرڤت ورسمت أمارات القهر على وجهها وكأنه يراها أمامه قائلة:
-“أيوة يا حبيبي هي عملت كده وكانت عايزة تفضحنا قدام الجيران بس الحمد لله ربنا نصر أخوك وهي اللي اتفضحت لأن الناس كلها عارفة أن كريم محترم ومستحيل يعمل حاجة قذرة زي دي”.

 

احتدت نبرة مراد وهتف بصوت جهوري مستنكرا الأمر الذي قامت به زوجته:
-“أرجوكِ يا ماما بلاش تعيطي وأنا هكون موجود عندك بكرة الصبح وهتصرف مع سمية بطريقتي”.
هتفت ميرڤت وهي تبتسم بمكر ناظرة إلى كريم الذي اتسعت ابتسامته هو الأخر بعدما سمع صوت أخيه وهو يؤكد ثقته التامة به وبفكرة أنه لا يمكن أن يتحرش بسمية:
-“تمام يا حبيبي، أنا هستناك لحد ما توصل بالسلامة وهسيبك أنت اللي تتصرف مع سمية وأفعالها”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استمرت سمية في البكاء لفترة طويلة وهي تسير في الشارع تفكر في طريقة تصل بها إلى منزل عائلتها فهي لا يوجد بحوزتها أي أموال ولا تعرف كيف تتصرف.
ظلت سمية تسير لفترة من الوقت حتى صادفتها سيدة مسنة كانت تجلس بجوار زوجها في سيارته، وقد طلبت السيدة من زوجها إيقاف السيارة ثم خرجت منها وسارت نحو سمية وهي تسألها بقلق:
-“مالك يا بنتي؟ أنتِ كويسة؟”
أجهشت سمية في البكاء، وأخبرتها أنه تم طردها من منزل زوجها وهي ليس لديها ما يساعدها على الوصول إلى منزل عائلتها.
أمسكت بها السيدة وجعلتها تصعد برفقتها إلى السيارة وطلبت من زوجها أن يوصلها إلى العنوان الذي ستخبرهما به.
استيقظت جميلة من نومها وهي تشعر بالفزع بعدما سمعت صوت طرقات على باب شقتها في هذا الوقت المتأخر حيث إن الساعة قد تخطت العاشرة مساءا.
اقتربت جميلة من الباب بحذر بعدما قرأت المعوذتين وهمست بخفوت:
-“مين اللي بيخبط على الباب؟”
شهقت جميلة بصدمة وفتحت الباب على الفور بعدما سمعت صوت ابنتها الباكي وهي تقول:

 

-“أنا سمية يا ماما، افتحي الباب بسرعة لو سمحتِ قبل ما باقي الجيران يشوفوني بالمنظر ده”.
ارتمت سمية في أحضان والدتها تبكي بشدة على ما جرى معها ولم ترد على أسئلة جميلة التي صُدمت عندما رأتها أمامها بهذه الحالة المزرية.
أخذت جميلة تربت على ظهر ابنتها بحنو وانتظرت حتى هدأت قليلا ثم سألتها عما حدث معها وطلبت منها أن تمنحها سببا منطقيا لخروجها من منزلها في هذا الوقت وبهذه الهيئة!!
أخبرت سمية والدتها بكل ما تعرضت له على يد حماتها وشقيق زوجها فصرخت جميلة وصاحت بغيظ وتوعد:
-“اهدي يا حبيبة قلبي وخليكِ واثقة أن ليكِ أهل هيجيبولك حقك من الحيوانات دول، قسما بالله لهخليهم يبكوا بدل الدموع دم على اللي عملوه فيكِ”.
تركت جميلة ابنتها بضع ثوانٍ ثم عادت إليها وهي تمسك بالهاتف وكادت تتصل بمحمد ولكنها تراجعت بعدما تذكرت وضعه الصحي السيء.
فكرت جميلة قبل أن تقوم بالاتصال بآدم وطلبت منه أن يحضر إلى شقتها في أسرع ممكن ولم تخبره بشيء سوى أنه قد حدث أمر سيء مس كرامة وسمعة العائلة.
فرك آدم عينيه يمحو أثار النوم قائلا بإرهاق:
-“حاضر يا مرات عمي، أنا هلبس بسرعة ومسافة السكة وهكون عندك”.
استيقظت نادين ورأت آدم يسرع في تبديل ملابسه فعقدت حاجبيها تسأله بتعجب:
-“أنت بتلبس ورايح فين دلوقتي يا آدم؟!”
أجابها آدم بصوت يشوبه القلق دون أن ينظر نحوها بسبب انشغاله في ارتداء ملابسه:
-“طنط جميلة اتصلت بيا وطلبت مني أروح عندها دلوقتي وكل اللي فهمته من كلامها هو أن في مصيبة كبيرة حصلت ومش هينفع نستنى للصبح”.
انقبض قلب نادين وشعرت بأن هناك أمر سيء حدث لصديقتها ولكنها استعاذت بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس لها بتلك الأفكار السيئة، وقررت أن تتصل بزوجها عندما يصل إلى منزل زوجة عمه حتى تعلم منه بملابسات هذا الأمر الخطير الذي تحدثت عنه جميلة.
مرت نصف ساعة قبل أن يصل آدم إلى منزل جميلة التي أخبرته بكل ما حدث مع سمية وأنه قد تم إهانتها وطردها من المنزل أمام الجيران.
كور آدم يديه صائحا بغضب شديد بعدما شاهد حالة ابنة عمه التي لم تتوقف عن البكاء منذ وصولها إلى منزل والدتها:
-“إذا كان الواطيين دول مفكرين أن سمية ملهاش أهل ياخدوا حقها فأنا هخليهم يشوفوا اللي هعمله فيهم وكل اللي حصل مع سمية هيدفعوا تمنه تالت ومتلت”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

دلفت أمنية إلى غرفة نوم رامز الذي كان يجلس على طرف فراشه ويضع رأسه بين كفيه يفكر في وسيلة تجعله يسترد شقته من داليا فقد تأكد بنسبة مليون في المئة أنها تزوجت منه من أجل أمواله وليس لأنها تحبه مثلما أوهمته.
اقتربت أمنية من أخيها وهمست بخفوت:
-“ماما قالتلي أجي أناديلك عشان تتعشى معانا”.
ازداد تجمد ملامح رامز وهو يهتف بجفاء أكد لشقيقته أنه لا يكترث لأمر الطعام ولا لأي شيء سوى رد اعتباره بعدما قذفته داليا من حياتها وكأنه قط أجرب:
-“أنا مليش نفس للأكل، روحي اتعشي أنتِ مع ماما، بالهنا والشفا”.
بهتت أمنية بعدما رأت الهالات السوداء التي ظهرت أسفل عيني أخيها وأخذت شهيقا وزفيرا لعنت بعده داليا بصوت خافت؛ لأنها تسببت في كل هذا الألم الذي يعاني منه رامز.
أومأت أمنية برأسها وخرجت من الغرفة بهدوء دون أن تتناقش وتتجادل مع رامز؛ لأنها تعلم جيدا أنه لن يغير رأيه ويتناول الطعام وهو يشعر بهذا القدر الهائل من الذل والإهانة.
تذكر رامز كثيرا من المواقف التي استغلته بها داليا وهو كان مغفلا لا يشعر بما يتم حوله من أفعال تثبت له أنه سيندم إذا تزوج بتلك الفتاة التي ترك من أجلها ابنة خالته.
كانت داليا أثناء فترة الخطبة تقترض منه الكثير من الأموال بحجة أنه صار خطيبها ومن الواجب أن ينفق عليها.
ابتسم رامز بسخرية فهو قد سقط في فخها مثله مثل الغبي الذي فقد عقله، وها هو الآن يجني ثمار هذا الغباء بعدما استجاب الله لدعوات منى عليه، وخسر كل شيء، وتدمرت حياته.
ظهرت صورة نادين في عقل رامز الذي تساءل هل كانت ستتخلى عنه بعدما خسر أمواله مثلما فعلت داليا؟
هز رأسه عدة مرات نافيا هذا الأمر فهو يعرف نادين حق المعرفة ويدرك أنها لم تكن لتتخلى عنه عندما يمر بظرف عصيب ليس له دخل به.
فكر رامز في طريقة يستعيد بها شقته من داليا ولكنه لم يجد فكرة مناسبة تمكنه من تحقيق هذا الغرض سوى باستخدام أسلوب واحد وهو العنف.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

وصل مراد إلى منزل عائلته في الصباح ووجد أمامه آدم الذي كان يضرب أخاه بقسوة ومعه بعض الرجال الذين منعوا ميرڤت ولميس من التدخل.
استطاع مراد إبعاد آدم عن شقيقه بعدما أعطاه لكمة قوية وهو يصيح بغضب:
-“أنت اتجننت ولا جرى في عقلك حاجة يا بني آدم أنت، خد الحيوانات دول وامشوا من هنا بدل ما هوديك أنت وأهلك كلهم في ستين داهية”.
أنهى مراد حديثه وهو يشير إلى الرجال الذين يمنعون أي شخص من إنقاذ كريم واستطرد في الحديث بقوله:
-“بدل ما أنت جاي تضرب أخويا المفروض تروح تدفن بنت عمك الحقيرة اللي مفيش عندها ريحة الاحترام لجوزها اللي مسافر وشقيان عشان خاطرها”.
نظر له آدم وهو يتحسس فكه موضع اللكمة ثم رفع يده وانهال على مراد بالضرب المبرح وهو يزمجر بغضب:
-“سمية أشرف منك ومن أمثالك يا واطي ولو أنت كنت راجل فعلا مكانش أخوك الحقير استغل غيابك عشان يتحرش بمراتك”.
وصل وسام بعدما أتاه بلاغ بوجود مشاجرة وتوجه نحو آدم وأبعده بالقوة عن مراد وهو يهتف بخشونة:
-“أنت اتجننت يا آدم، الأمور عمرها ما كانت بتتحل بالهمجية والضرب”.
هتف آدم أثناء مقاومته لوسام الذي يمنعه من استكمال ضرب مراد:
-“سيبني عليه يا وسام، الحيوان بيخوض في شرف بنت عمي ونسي أنها تبقى مراته”.
ارتفع صوت مراد وهو يقول:
-“بنت عمك تبقى طالق مني ومش عايز أشوف وشها مرة تانية وبالنسبة للي أنت عملته ده يا آدم فأنا هخليك تندم عليه”.
تدخل وسام قائلا بحدة موجها حديثه لمراد في محاولة منه لإنقاذ آدم من المأزق الذي أوقع نفسه به:

 

-“الأستاذة سمية هي كمان هتعمل محضر في أخوك اللي اتهجم عليها في شقتها واتحرش بيها”.
اتسعت عينا ميرڤت بعدما سمعت كلام وسام وأدركت أنه يجب عليها أن تسيطر على الأمور حتى لا يتم فضح ابنها.
هتفت ميرڤت بجدية وهي تسحب ابنيها خلف ظهرها:
-“مفيش داعي للمحاضر والشوشرة، مراد خلاص طلق سمية فياريت الأستاذ آدم يمشي من هنا ويورينا عرض كتافه وكل واحد يروح لحاله”.
اندهش مراد من أسلوب والدته التي أعلنت عدم رغبتها في تحرير محضر ضد آدم، وازدادت دهشته عندما وجد أخاه يؤيد والدته في رأيها.
همس مراد لوالدته بجوار أذنها:
-“أنتِ ليه مش عايزة تعملي محضر يا ماما؟!”
أجابت ميرڤت بخفوت وقد شعرت بارتباك شديد بعدما رأت ملامح الريبة التي كست وجه مراد:
-“لأن يا حبيبي أهل سمية ناس واصلين وخليك فاكر أن أخوها كان ظابط ولو كبرنا الموضوع مش هيسيبونا في حالنا وبعدين أنت لو لاحظت هتلاقي أن الظابط ده أصلا كان واقف مع محمد في يوم فرحك أنت وسمية وعلى حسب ما أفتكر هو يبقى أخو طليقته وأكيد هو هيقف في صف آدم وهيعمل حاجة عشان يجيب اللوم كله علينا”.
شعرت ميرڤت بارتياح شديد بعدما رأت أن ابنها قد اقتنع بوجهة نظرها دون أن يشك في شقيقه فهي كانت تخشى أن يصدق مراد حديث سمية وعائلتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

ابتسمت هانيا بعدما رأت شيري التي كانت تجلس برفقة زياد الذي كان صديقا لها في الماضي قبل زواجها من محمد.
تقدمت هانيا نحوهما وألقت عليهما التحية قائلة:
-“صباح الخير، إزيك يا زياد عامل إيه؟”
التفت لها زياد وهو يبتسم قائلا:
-”أنا بقيت كويس يا هانيا بعد ما عرفت أنك اتطلقتِ من جوزك، ألف مبروك على الطلاق”.
تدخلت شيري في الحديث بعدما لكزت زياد وأشارت له بشكل غير مباشر أنه قد جاء الوقت حتى يحقق حلمه ويرتبط بهانيا:
-“هانيا محظوظة أوي لأنها قدرت تكتشف حقيقة محمد وتطلق منه قبل ما تتورط أكتر ويكون عندها طفل منه”.
كتمت هانيا ضحكتها فهي تعلم أنه كان يحبها قبل زواجها ولكنها رفضته؛ لأنها رأت أن محمدًا سوف يكون زوجا أفضل بكثير من زياد.
بعد خطبة هانيا من محمد حدثت بينهما مشاجرة كبيرة بسبب صداقتها بزياد واضطرت في النهاية إلى قطع علاقتها به.
-“الله يبارك فيك يا زياد، طول عمرك أصيل وصاحب واجب وبتحب تباركلي دايما في المناسبات السعيدة”.
قالتها هانيا، وجلست على الطاولة برفقة زياد، وأخذت تتبادل معه أطراف الحديث، وشعرت بالسعادة بعدما تأكدت من أنه لا يزال يحبها ولهذا السبب قررت أن تستخدمه كوسيلة حتى تلقن محمدًا درسا قاسيا، فهو قد طلقها وأخبرها أنه لا يريد رؤيتها بدلا من أن يشكر ربه لأنه حظي بزوجة مثلها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

شعرت حبيبة بالحزن الشديد؛ لأن تحريات رجال المباحث لم تتمكن من التوصل إلى قاتل أشرف كما أن حالة أريج لم تتحسن بل ساءت أكثر من ذي قبل.
تمتمت حبيبة بأسى وهي تنظر إلى الألبوم الذي يحتوي على صورها برفقة شقيقها الراحل:
-“أعمل إيه بس يا ربي، أنا حاسة أن جوايا نار قايدة ومش هتنطفي غير لما أجيب حق أشرف من اللي عمل فيه كده”.
فكرت حبيبة في الاتصال برامز والتحدث معه علها تتوصل لشيء يجعلها تصل إلى قاتل شقيقها ولكنها تراجعت بعدما تذكرت الظروف العصيبة التي يمر بها بعدما رفعت زوجته قضية طلاق ضده.
صدع رنين هاتف حبيبة وصرخت بشدة بعدما أجابت؛ لأن المتصل أخبرها أنهم وجدوا زوجة شقيقها قد أنهت حياتها باستخدام سكين قطعت به رسغها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

ذهب رامز إلى شقته، ودق الجرس بقوة ففتحت له داليا التي وضعت يديها حول خصرها قائلة بحدة:
-“أفندم، عايز إيه بالظبط؟ هو مش أنا بعتلك وقولتلك تطلقني!!”
قبض رامز على عنقها ودفعها للداخل ثم أغلق الباب خلفه وقبل أن تقوم داليا بالصراخ كمم فمها ووضع سكينًا على رقبتها وهو يهمس بقسوة:
-”لو عايزة تطلقي وتغوري في ستين داهية فأنا مفيش عندي مانع بس عندي شرطين، الأول هو أنك تتنازلي عن حضانة إسلام، وبالنسبة للشرط التاني فهو أنك ترجعيلي شقتي وكل حاجة أخدتيها مني”.
أومأت داليا متظاهرة بالموافقة وبأنها على أتم الاستعداد من أجل تنفيذ شروطه حتى لا يقوم بقتلها وبالفعل أبعد رامز يده عن فمها ولكنه أشهر السكين في وجهها تحسبًا لأي حركة غادرة قد تصدر منها.
أخبرت داليا رامزًا برغبتها في الجلوس على الأريكة أثناء توقيعها للأوراق فأومأ لها سامحا لها بالتوجه نحو الأريكة ولكنها سرعان ما أمسكت بالمزهرية وبدون أي مقدمات حطمتها على رأسه بضربة قوية أسقطته أرضا وجعلته يغيب عن الوعي.
همست داليا بشماتة وهي تنظر إلى رامز الملقى أرضا أسفل قدميها:
-“مشكلتك يا رامز أنك واحد غبي وجاي مفكر أنك هتقدر تاخد مني الشقة والدهب وابني، وأنا بقى هخليك تندم على اللحظة اللي فكرت فيها تجبرني على التنازل مقابل الطلاق”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

عاد آدم إلى منزل جميلة وأخبر سمية بكل ما جرى وأن مرادًا قد قام بإهانتها وتطليقها.
أنتِ طالق، مجرد جملة صغيرة مكونة من كلمتين ولكنها كانت كفيلة بتحطيم قلب سمية الذي كان واثقا أن زوجها وحبيبها لن يتخلى عنها.
الذل والخذلان والقهر، هذا ما جنته سمية بعدما سارت في دروب الهوى وظنت أنها وجدت نصفها الأخر ولكنها اكتشفت في النهاية أنها كانت تسير خلف سراب وردي ليس له وجود على أرض الواقع.
أخذت سمية تبكي وبجانبها جميلة تقوم بمواساتها والتخفيف عنها، وأقسمت أنها سوف تجعل مرادًا يندم على الكلمات البذيئة التي قالها في حق سمية.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *