روايات

رواية وجوه الحب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب البارت الثاني والثلاثون

رواية وجوه الحب الجزء الثاني والثلاثون

وجوه الحب

رواية وجوه الحب الحلقة الثانية والثلاثون

( ٣٢ ) – مـا لا نـبُـوح بـه –
فشاح ” مُـراد ” بنظره إلى المسبح حيث يقف على حافته ونظراته ثابتة رغم العبرات المُتحجرة بداخلها والتي تُهدد بالهطول بين كل لحظة وآخرىٰ فلا أحد يعي حقيقة أن شخص ما قرر أن يتجاوز أمرًا مهلكًا وهو عالقٌ به ، حقيقة أنه يقسم على النجاة وهو لا محالة غارق، يدعى الثبات وهو على حافة الإنهيار. فخرجت نبرته بمرارة لكنه حاول أن تبدو مُتماسكه قدر الإمكان.
– أنا في نار جوايا يا سـهـام..
نار مبتنطفيش ، كُنت متخيل أن الزمن بينسي بس أنا عُمري ما نسيتها..! نطق بها وهو يغمض عيناه بألم فسقطت دمعة هاربة من عيناه اليُسرىٰ ولأول مرة منذ رحيلها أسرعت شقيقته في محوها سريعًا وهمست له بنرة حانية وقلبها ينشطر إلى نصفين من شدة آلمها على شقيقها الأكبر.
– حبيبي أنا حاسة بيك..
واللّٰه أنا حاسة بيك بس مينفعش تحمل نفسك فوق طاقتها لازم تقوىٰ على نفسك عشان تقدر تتأقلم مع الأيام الجاية مينفعش تضعف بالشكل دلوقتي..!
” مُـراد ” بوجع وهو يرتمي بأحضان شقيقته فهي بالرغم من كونها شقيقته الصغرىٰ إلا أنها بمثابة والدته بحنانها وعطفها الشديد عليه حالها كحال إبنتها وإبن شقيقها الآخر وتابع وهو يجهش في البكاء.
– أنا تعبااااان..
تعبااااااان أوي يا سـهـام وحاسس أن جرحي القديم أتفتح تاني ورجع ينزف من أول وجديد..
” سـهـام ” وهي تربت على خصلاته برفق وبكاء على بكائه ونبرتها يملؤها الشجن.
– صدقني يا مُـراد حالتك دي مش هتغير من الأمر الواقع شئ ولا هترجع اللي كان..
” مُـراد ” بقهرة حقيقية وما أدراك من قهرة الرجال وعبراته تتساقط بغزارة أعلى كتفيها فكانت كالنيران التي تحرقها دون رحمة وهو يردد بوجع كاد أن يُفتك بقلبه.
– أنا موجوع أوي ووجعي مش بيخف ولا حتىٰ له دوا..
لما شوفتها قدامي النهارده حسيت أن روحي بتتسحب مني ومش عارفة أعمل حاجة..
حسيت أن شريط حياتي كله بيمر قدام عنيا..
أفتكرت إزاي حبيتها وإزاي عشت معاها لحظات حلوة أوي مقدرتش أعوضها مع حد غيرها..
وأفتكرت إزاي أتجرحت أكبر جرح في حياتي على إيديها..
” سـهـام ” وهي تبكي معه بحرقه مُشدده على إحتضانها له بقوة.
– أنا عارفة..
أنا عااااارفة يا حبيبي أنت بتحبها قد إيه وعارفة كمان أن الحب ده سبب أكبر وجع في حياتك ، أوعي تفكر أني مش حاسة بيك أنت أخويا يا مُـراد واللي بيوجعك بيوجعني أنا كمان واللي عيشته معاك السنين اللي فاتت دي كلها مش قليل وأنا أكتر واحدة في الدُنيا تحس بنارك يا حبيبي..
” مُـراد ” بمرارة وهو يبتعد عن أحضانها ، ناظرًا إليها نظرات يغلب عليها الآسىٰ والحزن.
– مكفهاش عُمري اللي أتسرق مني جاية دلوقتي تسرق مني كياني وحياتي كلها وحياة عيلتي..
” سـهـام ” بعقلانية وحكمة وهي تمسح بيديها عبراته بألم ولمسات حانية.
– أنت ليه شايف الموضوع من وجهة النظر دي..؟!
ليه مُعتقد أنها راجعة عشان تأذيك..؟!
ليه رافض تشوف الموضوع من زاوية تانية ومكان تاني..؟!
ثم أضافت برزانة تتحلىٰ بها جيدًا.
– إحنا كُلنا عاشرنه أصـالـة وعارفينها كويس ولو كانت ناوية على أذية كانت أذتك من زمان أوي مش هتستنا السنين دي كلها عشان ترجع تبوظ حياتك..
ثم إنها هتأذيك ليه وعشان إيه..؟!
الغلط في الأول وفي الآخر كان غلطها هي ، وهي أكيد فاهمة ده كويس ويمكن دلوقتي تكون حست بغلطها ورجعت وهي مقرره أنها تكفر عن ذنبها بمساعدتها ليك في الموقف الصعب اللي بنمُر بيه ده..
” مُـراد ” على نفس نبرته السابقة وهو يهز رأسه بعدم تصديق.
– إستحالة يا سـهـام اللي يخون مرة يخون ألف مرة وأنا عُمري ما هديها الأمان تاني..
ثم أضاف بقوة وهو يمسح عبراته ويستعيد صلابته من جديد مُعدلًا من هندامه وكأنه فاق للتو من نوبة إنهياره اللاواعية التي أنجرف بمشاعره بداخلها بشكل لإرادي وهتف بإسوداد ونبرة يملؤها القوة والقسوة والتجبر على عكس لحظات مضت شهدت فيها شقيقته على أوج لحظات ضعفه.
– أنا مش هديها فرصة تاخد مني كل حاجة..!
أنا أخلع قلبي وأدوس عليه أهون عندي من أني أشوفها بتاخد مني كل حاجة وأنا واقف أتفرج..
أنا أتظلمت يا سـهـام ودلوقتي بظلم شـهـيـرة وهي ملهاش ذنب تعيش كل ده معايا وتحاسب على ذنب غيرها عمله..
أنا تايهه ومش عارف أعمل إيه..؟! قالها وهو يضع وجهه بين راحته محاولًا السيطرة على كل هذا الكم من المشاعر السالبة بداخله.
” سـهـام ” وهي تربت على كتفه بحنان محاولة بثه الدعم والمُثابرة.
– مُـراد أنت مظلمتش حد..؟!
أنت كُنت صريح مع شـهـيـرة من البداية ومخدعتهاش ولا كدبت عليها ومن أول يوم معرفها أن اللي بينكم هي مـريـم وبس..
أنت لو ظلمت حد بجد يبقا الحد ده هو أنت..
أنت يا حبيبي عيشت عُمرك كله تراضي الكل على حساب سعادتك..
عوضت مـريـم عن أبوها وقدرت تملأ الفراغ اللي سابه مُـعـتـصـم في حياتها..
وعوضت شـهـيـرة لما رجعت ليها كرامتها وأتجوزتها حتىٰ لو كانت زوجة بالإسم بس..
كفاية أنك بتقنع الكل وأولهم بابا ومـريـم بأن حياتك أنت وشـهـيـرة تمام وزيّ أي زوج وزوجة طبيعين وأنت حتىٰ مش قادر تديها مكانه الزوجة بينك وبين نفسك..
أنت ظلمت نفسك وأنت عايش السنين دي كلها بتوهم نفسك بأنك سعيد وفرحان بوضع وحياة أنت عُمرك ما إختارتهم بإرادتك..
ثم أضافت وهي تمسك بيديه بكفوفها الناعمة بحنان.
– بس بما أنك ماشي في الطريق ده يبقا لازم تكمل فيه يا مُـراد..
أنت بدءت الطريق ده عشان خاطر مـريـم ولازم تكمل فيه للنهاية عشان خاطرها برضو..
أنت متعرفش مـريـم حالتها عاملة إزاي وخوفها وقلقها عاملين فيها إيه..؟!
مـريـم مينفعش ترجع لدايرة القلق دي من تاني إحنا مصدقنا أنها خرجنا منها..
إحنا كُلنا عارفين أن غياب مُـعـتـصـم من حياتها مسبب ليها أزمة وقلق طول الوقت لأنها خايفة تفقدك زيّ ما فقدته..
ورجوع أصـالـة لحياتك من تاني بقا بيمثل تهديد ليها لأنها مُعتقده أنها راجعة تاخدك منها ومن أمها ؛ غير أن شـهـيـرة برضو مش بتقدر تطمنها لأنها هي كمان محتاجة اللي يطمنها..
أوعي تستهون باللي هي فيه وحساه لأن في حاجات صعب على أي ست أنها تتكلم وتبوح بيها ومـريـم من صغرها عُمرها ما شافت حبك لأمها وده في حد ذاته مزود الضغط عليها..
فتابعت بحنان وهي تُملس على وجنته اليُسرىٰ بحب أخوي صادق.
– عشان كده يا حبيبي بقولك أنك لازم تمشي الطريق اللي بدءته لأن في حياة شخصين كاملة متعلقة في رقابتك..
” مُـراد ” وهو يهز رأسه بألم تزامنًا مع حركته السريعة في إزالة كفها من أعلىٰ وجنته في حركة مُستنكره لما يستمع إليه؛ فكل ذلك خارج عن طاقته الإستيعابية ولا يقوىٰ عليه.
– أنتي عارفة أنا بحب مـريـم قد إيه بس أنا مش هقدر أعمل أكتر من كده يا سـهـام..
أكتر من كده هيبقا فوق طاقتي صدقيني..
أنا في أيام بس حياتي كلها أتقبلت فوقاني تحتاني ومش عارف هلاحقها منين ولا منين ولازم أفوق لحاجة حاجة الأول..
بس كل اللي هقدر أوعدك بيه أني هحاول أطمن مـريـم على قد ما أقدر وأني مش هسيب مشاعري تتحكم فيا مهم حصل..
” سـهـام ” وهي تحتضن شقيقها وتُشدَّد على إحتضانها له وكأنها تحاول بثه بالقوة والطاقة معًا.
– أنت قدها يا مُـراد..
أنت مُـراد نـجـم الـديـن إبن الإمبراطور عـابـد نـجـم الـديـن وهتقدر على أي حاجة أنا واثقة فيك..
فشدَّد ” مُـراد ” من إحتضانه لها وهو يُغمض عيناه ويعتصرهم بألم غافلًا عن زوج الأعين الذي يُتابعهم منذ بداية حديثهم من وراء ستار غرفتها وما كانت تلك الأعين إلا أعين تلك الـ ” شـهـيـرة ” التي غامت بشدة وهي تستوعد لتلك الـ ” صـولا ” خصمها اللدود التي لا يُستهان به أبدًا. فعودتها بعد كل هذه السنوات والقفز من عليها أن دل على شئ فذاك يدل على قوتها ورجاحه عقلها. فـِـ ” أصـالـة ” هي من تلعب الآن ولكن من يُصيب الهدف حقًا لن ولم يكن سواها..
سواها هي فقط ” شـهـيـرة الأنـاضـولـي ” التي كانت ولازالت ترتدي لوجه الحب من وجهة نظرها. إلا أنه في الحقيقة وجه أعمىٰ ، لا يعرف للحب طريق، وجه بشع ، جشع ، بغيض ، لا يوجد مُحب على وجه الأرض يختص به سواها. فختخت بفحيح أفعىٰ وهي تنظر إلى حيث هما من وراء الستار.
– أبكي يا مُـراد..
أبكي كمان وكمااااان عشان اللي جاي مش هيبقا دموع بس..
اللي جاي هيكون دمار..
دمااااااار يا إبن عااااابد..
وفي صباح اليوم التالي وتحديدًا في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأثنين الموافق ١ – ٨ – ٢٠٢٢م. كان يوم صيفي حار حيث أشعة الشمس الساطعة على مـِـصــر وتحديدًا على شركة نـجـم الـديـن بداخل مكتب ” مُـراد ” في الطابق الرابع والذي كان يقف والشرر يتطاير من عيناه وإلى أمامه يجلس ” عـاصـم ” محاولًا تهدئته قدر المُستطاع والتحكم في نوبة غضبه التي إعتادها في الأونة الأخيرة بسبب ضغوطات الحياة والعمل على وجه الخصوص إلى أن ضرب ” مُـراد ” بيديه سطح المكتب بعنف وقوة وصاح بعصبية وإنفعال كبير يظهران على كل أنش به.
– الهانم مبقلهاش ٢٤ ساعة في الشركة وناوية تسوق كل حاجة على كيفها وكأننا صورة ملناش لازمة في الشركة دي..
ثم أضاف بغضب وهو يؤشر بسبابته بتحذير إلى ” عـاصـم ” الذي يُتابع كل ردة فعل تصدر عنه بقلق شديد.
– لو مرحتش ليها دلوقتي وطلبت منها تصرف نظر عن الحوار ده أنا هرتكب جناية النهارده أنت فااااااهم..؟!
” عـاصـم ” بهدوء مميت فهو يعلم أن نوبة غضبه تلك ليست سببها قرارات ” أصـالـة ” بل سببها هو ” أصـالـة ” نفسها.
– ممكن تقعد وتهدأ عشان نعرف نتكلم كلام عقل..؟!
” مُـراد ” بصراخ ونبرة عالية.
– أنت شايفني مجنون وبشد في شعري ما تظبط كلامك يا عـاصـم بلاش تخرجني عن طوري وتخليني أفقد سيطرتي على نفسي..؟!
” عـاصـم ” على نفس نبرته السابقة.
– أنت بجد مستوعب حالتك اللي أنت فيها دي..؟!
أنت مستوعب أن الشركة بتغرق وكل حاجة هتضيع وأنت قاعد ماسكلي في شوية قرارات أصـالـة أخدتها لصالح الشغل والشركة..؟!
” مُـراد ” بغضب أعمىٰ.
– أنا مستوعب يا عـاصـم..
مستوعب لكل اللي بيحصل وفاهم كويس أوي أن الهانم عايزه تنفرد بكل القرارات لوحدها من غير ما ترجع لينا ودي حاجة أنا مش هسمح بيها أبدًا..
” عـاصـم ” بهدوء محاولًا التحكم بذمام الأمور.
– يا مُـراد أنا عارف أنك معاك حق..
وعارف أن اللي بيحصل ده غلط ودي حاجة أنا مش هسمح بيها زيّك بالظبط..
بس لو بدءنا شغلنا معاها على مشاكل الموظفين هيستهيفونا ومش هياخده كلامنا على محمل الجد بعد كده..
لأنهم وقتها هيبقوا شايفين قصادهم أنتين عايزين يضاربوا في بعض وكل واحد فيهم عايز يعلي على التاني ولو الموظفين والعُمال حسوا أنكم مش إيد واحدة وقتها مش هيبقا لينا قيمة قدامهم ولا هنعرف نسيطر على أي حاجة بتحصل في الشركة هنا أو في المصنع هناك..
” مُـراد ” وهو يقتنع بحديثه إلا أنه لازال مُتمسكًا بغضبه وإنفعاله الذي يظهر بوضوح على أنفاسه المُضطربه.
– بس مش معنىٰ كده أني أسيبها تسوق فيها وتسوقنا معاها..
أنا مُـراد نـجـم الـديـن ومش أنا اللي واحدة ست تمشيني وتمشي شغلي أنت فاهم..
وبعدين يـونـان إيه دي كمان اللي عايزه تسافر لها..؟!
إحنا من أمته وإحنا بنتعامل مع يـونـان..؟!
” عـاصـم ” بهدوء ورزانة دومًا ما يتحلى بهم.
– مين قال إننا هنديها الفرصة أنها تعمل كده..
بس لو فكرت في مصلحة الشغل هتلاقي أن الـ Offer المتقدم فرصة وفرصة كبيرة أوي ولازم نستغلها ولولا أصـالـة الفرصة دي مكانتش جت لحد عندنا..
أنت عارف مين يـوچـيـن دارويـن ده وعارف حجم تجارته في الـيـونـان قد إيه..؟!
العرض ده لو كُنا في ظروف طبيعية وعادية عُمرنا ما كُنا حصلنا عليه ودي فرصتنا لأننا بنغرق ودي مش قشاية هنتعلق فيها ده طوق النجاة يا مُـراد اللي هيخرجنا معاه لبر الأمان..
وبعدين زيّ ما قالت في الإجتماع إمبارح إحنا محتاجين ندخل دم جديد وسطنا عشان نقدر نرد هيبتنا في السوق من تاني..
” مُـراد ” بغضب وإستهجان.
– إحنا هيبتنا محفوظة يا عـاصـم متخرفش في الكلام..
دي أزمة وهتعدي زيّ أي ما ياااماااا عدت علينا أزمات كتير وبعدين إحنا ولا أول ولا آخر حد في السوق يقع ويقوم من تاني..
وبعدين يطلع مين سي يـوچـيـن ده كمان وإيه علاقة بست أصـالـة..! قالها بغيرة شديدة يجهلها إلا أن الأخير أستشعرها جيدًا في نبرته ونظرة عيونه الحادة.
” عـاصـم ” وهو يتكأ على كل حرف يتفوه به عن قصد فهو يُريد أن يأتي بنهاية ” مُـراد ” في الحال حتى لا تتطور الأوضاع فيما بعد ويحدث ما يكره عُقباه.
– أولًا يـوچـيـن دارويـن ده من علامات اليونان في تجارة الأغذية وإسمه لا يقل عن إسم نـجـم الـديـن في السوق بل حاصد شهرة واسعة جدًا في أوروبا كلها وبالنسبة لعلاقته بـأصـالـة فاللي فهمته من مـمـدوح أن صديق مُقرب جدًا ليها ووافق على العرض ده عشان خاطر أصـالـة والصداقة اللي بتربطهم ببعض كنوع من أنواع توطيد العلاقات غير كده أن الراجل حابب يدخل مُنتجاته مِـصـر وهتبقا فرصة كويسة أوي لو دخلت عن طريقنا وهيبقا حدث مهم جدًا هيحصل لينا نعوض بيه الخساير اللي بقالنا شهور بنخسرها..
لو عايز الحق يا مُـراد العرض ده ميتفوتش..
أنت عارف هياخد شحنة بطاطس بقد إيه..؟!
ثم أضاف بهدوء محاولًا إمتصاص غضب الأخير.
– أكيد أصـالـة هتبلغنا التفاصيل كلها في الإجتماع اللي هيتم كمان ساعة ووقتها نقدر نقولها أننا مش هنقبل بأي قرارات مُفاجئة تاني بس صدقني العرض ده في صالح الشركة يا صاحبي وهتبقا فرصة متتعوضش لينا..
” مُـراد ” وعيناه تغيم من شدة الغضب.
– فرصة متتعوضش لينا ولا فرصة متتعوضش لأصـالـة هـانـم عشان توطد علاقتها بحبيب القلب..
” عـاصـم ” وهو يهز رأسه في يأس من صديقه.
– يا أخي دع المُلك للمالك..
إن بعض الظن أثم..
ثم تابع بلؤم وهو يتكأ على كل حرف يخرج منه ونبرة ذات مغزىٰ مُتقنه جيدًا.
– وبعدين أنت يهمك في إيه توطد علاقتها بيه ولا تقطعها حتىٰ..
إحنا كل اللي يهمنا الشغل..
الشغل وبس يا مُـراد..! نطق بها بلؤم شديد وهو يتابع تقلص عضلات الأخير بعدما رآىٰ ضغطه على فكه بقوة مما أبرز عروق جبهته بشكلًا ملحوظ.
” مُـراد ” بغيرة ونبرة مُرتبكه مهزوزة.
– يهمنا طبعًا..!
ثم أضاف بغضب غير مُبرر.
– دي سمعة شركة وشركة مُحترمة كمان وأنا عُمري ما أسمح أن إسمي وإسم أبويا يبقوا ستارة تداري بيها على علاقتها القذرة..! قالها وهو ينظر بإتجاه الباب نظرات غائمة يملؤها الغيرة وكأن هناك نيران كامنة بداخل صدره تُنبش بأظافرها قلبه حتى أدمته ومن ثم هب واقفًا إلى الخارج قاصدًا غرفة مكتبها بغضب أعمىٰ كاد أن يُدمر معه الأخضر واليابس بأكمله. فهتف به ” عـاصـم ” مُسرعًا وهو يُلحق به محاولًا إيقافه.
– أعقل يا مُـراد عشان خاطري متفرجش الموظفين علينا وتصغرنا قصادهم يا جدع..
يا مُـرااااااد اسمعني..!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه الحب)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *