رواية أصفاد الصعيد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد البارت الثالث والعشرون
رواية أصفاد الصعيد الجزء الثالث والعشرون
رواية أصفاد الصعيد الحلقة الثالثة والعشرون
تتجول فيروز بالحديقة الخاصة بالقصر بينما عقلها يستعيد حديثه معاها وجفاه الذي يغزو فؤادها بصمتِ .. هل بالفعل يصدق بأنها الجانيه.. هل هي السبب في موتها بالفعل ..؟!
سقطت دمعة هاربة من مُقلتيها لتُزيلها سريعًا وهي تتجه ناحية الإسطبل الخاص بهم ..
جلست بجانب حُصانها المُفضل” رعد” وحصانه أيضًا ..ابتسمت وهي تتلمس عُنقه وهو يستجيب لها وكأنه يشعر بالحزنِ الكامن بداخلها ..
استعاد عقلها ذلك اليوم الذي أصبح رعد فيه حُصانها المُفضل..
***********************
كانت تتجول بالحديقة وعيونها تتلألأ بإندهاشِ بسبب تلك الورود النادرة التي تراها لأول مرة..
تلمست تلك الازهار وهي تشم رائحتها الطيبة.. لتتفاجأ بتلك اليد الحاضنة لها من الخلف ..
ولكن عادت لثباتها عندما علمت ماهيه الشخص،اعتدلت وهي توجه انظارها للخلف قائلة: حلو اوى الورود دى يا رحيم ..شكلها مميز اوى ..
اقترب رحيم منها وابتسامته تزين ثغره قائلاً: دا عشان عيونك أنتِ اللي مميزة يا قلب رحيم ..
عادت مُقلتيها تتجول علي تلك المناظر الخلابة أمامها..
أصبح كفها اسير كفه ليتجه بها إلي روحه وسكونه الآخر “الإسطبل”
انطلقت كلماتها وهي في استغرابِ من أمره مُرددة: رحيم انت عارف اني بخاف من الخيل وبخاف اركبه او اقرب منه اصلا..
انطلقت ضحكاته عليا ليُردد قائلاً: مينفعش يكون جوزك خيال اد الدنيا ويكون الإسطبل عشقه ومراته تخاف من الخيل ..
عبس ما بين جبينها قائلة: هو غصب احبهم يعني يا استاذ رحيم !؟..
اقترب منها أكثر وهو يهمس بجانب أذُنها اليمني قائلاً بنبرآت خافتة: واللي يخليكي تحبي الخيل يا فيروز !؟..
اتجهت فيروز للجهه الأخري قائلة: مش هتعرف أنا عارفة!..
استكمل حديثه وهو يسحب يديها لتصبح خلفه بينما تتبع خطواته بسبب مقبض يديه لتنتبه لصوته قائلاً: خليتك تحبيني بعد ما كنتي مش طايقانى .. متخيلة بقي إنه صعب عليا اخليكي تحبي الخيل كمان !؟..
استكانت خطواته ليقف أمام ذلك الخيل الأسود والذي يتمتع بجمال خلاب خصوصًا مُقلتيه الواسعة والبنية لتشبه عيون رحيم ولكن ما يزيدها جمالاً ذلك البريق المُضئ بداخلها ..
اقترب رحيم منه وهو يضع يديه علي رأسه بهدوء وابتسامه تُزين ثغره ليعلو صهيله وهو يلف حول رحيم في سعادة وخفة..
نظر رحيم إليها مرة أخرى قائلاً بصوتِ راعد: دا بقي يا ستي رعد خيلي المُفضل وكسبت بيه مسابقات كتير انا وهو كبرنا سوا .. ابوه كان خيل ابويا المُفضل برضو ..
ابتسمت فيروز بتعود خطوه للخلف وهي تجاهد لعدم الفرار من أمامه بسبب ذلك الخيل الذي تهابه..
لتتحدث بخفوتِ قائلاً: في حد برضو يسمي الخيل بتاعه رعد يا رحيم !..
كادت بالفرار من أمامه ولكنها تفاجأت بيدِ تسحبها لتعود تلك الخطوات التي تراجعتها مرة أخرى..
أصبحت اسيرة لذراعه الأيسر وفؤاده اغمضت مُقلتيها وهي تشعر بقرب ذلك الخيل منها وضربات فؤادها تُقرع كالطبول من قُرب رحيم منها ولكن ليس أمامها خيار آخر فخوفها تغلب علي خجلها لتتخذ أحضانه مخبئ لها لتُردد بخوفِ ونبرآت خافتة : كفاية كدا يا رحيم ..!انا بخاف منهم بجد خليني امشي ونبي ..
التقط رحيم يديها وهو يضعها علي جبين رعد بخفة بينما يديه حصن ليديها المُرتشعة ليهمس لها بهدوء قائلاً: افتحي عينك يا فيروز متخافيش انا جانبك ،وهو مش هياكلك متقلقيش ..
كادت أن تسقط دموعها اثر ذلك الفزع الذي تعرضت له تواً عندما شعرت بيديها تلمس جبين رعد ..
كادت أن تقسم بأن ذلك رحيم سيكون هالكها في يوماً ما ..
لم ينتهي رحيم عند ذلك الحد فقد جعلها تجلس أمامه علي رعد بينما هو يتولي اللجام لينطلق رعد جريًا..
فتحت عينيها لتجد نفسها تهو فوق رعد وخلفها رحيم وصوت ضحكاته يغزو وجهها بينما حديثه تردد بعقلها قائلاً: افتحي عينك يا فيروز وحاولي تستمتعي..
بدأت في رفع رموشها في هدوء وهي تنظر أمامها في دهشة لتستكين برة من الوقت ..
بدأت ملامحها تستكين وتحتل البسمة ثغرها وهي تستمتع للهواء الضارب لوجنتيها ..
لمست جبين رعد مرة أخرى وهي تبتسم تارة وتارة أخرى تعبس لتحسم أمرها في نهاية الأمر وتنطلق ضحكاتها بينما يتابعها رحيم في استغراب هل جنت فيروز !؟..
انطلق حديثه هامسًا مُردداً: انا اكيد متجوز مجنونة علي اللي بيحصل دا ..
نظرت له بعبوس مُرددة: والله ! شايفني مجنونة يا رحيم ..
استكمل حديثه قائلاً: ابداً ولا عمرى قولت كدا ..
نظرت أمامها مرة أخرى وهي تبتسم لتعيد انظارها له قائلة: رحيم انا حبيت رعد اوى وعاوزة اجي كل يوم هنا ..
_ يا سلام من عنيا يا احلي فيروز ..
“””””””””””””””””””””
“عودة للوقتِ الحالي ”
أغمضت عينيها وهي تسمح لدموعها بالتمرد علي وجنتيها لتتساقط كشلالِ هادر ..
لتُتمتم مُرددة: يارب أنا معملتش حاجه..
لتتفاجأ به أمامها يحتضنها وهو يهمس بكلماتِ جعلتها تهدأ بينما يديه تُربت علي ظهرها كأنها ابنته ولكن عند إدراكها الأمر ستعود غاضبة ، فهو يعلم بأنها تظنه خيال الآن ولا يمت للواقع بصلة..
بينما فيروز كانت في عالمِ اخر تتجول به بفؤادها بينما عقلها في غياب تام ولكن انتبهت بأن ملمس يديه حقيقة وليس خيال كما تظن .. فهي ظنت بأن مُخيلتها نشأت لها وجوده كي تطمئن..
ابعدته سريعاً وهي تتراجع للخلف وقد تيقن شكها فهو ليس بخيال!.. بينما وجوده حقيقي ، بدأ الزعر والغضب يحتل معالم وجهها وهي تشعر بالنفور منه او تتظاهر بذلك!..
اقترب رحيم منها مرة أخرى وهو يرفع يديه ليُزيل دموعها لتتقابل عينيه بعينيها التي أصبحت تشبه السماء وقت الغيوم فتلك الحمره سيطرت علي زرقة مُقلتيها الصافية التي طالما تأسره..
شعر بتلك الإتهامات الكامنة بمُقلتيها .. تلك الإتهامات التي اصابت فؤاده ، فهو يعلم بأنه مُذنب بحقها ولكن هل ستسامحه وتشعر بالنيران المشتعله بفؤاده وعقله ..؟!
تفاجأ بحركتها السريعة وهي تنزع يداه بعنفِ وتتراجع للخلف بعده خطوات..
لتُزيل دموعها بألمِ مُرددة بنبرآت خافتة: غريبة انت السبب في الدموع دى وانت اللي جاي تمسحها ..! بجد براڤو عليك ..
علت يديها لتُصفق له بينما كلماتها تنطلق منها بدون وعي ولكن كانت سهام تُصيب فؤاده مباشراً..
اقتربت خطوة للأمام لتقترب منه قائلة: بكرا هسمع قرارك اي يا رحيم وصدقني هعمل بيه بس بعدها هسيب البيت وهمشي انا مش قادرة استحمل تاني يا رحيم .. فتطلقني
كانت كلماتها الأخيرة تقع علي مسمعه بصدمه تجلت بداخل عينيه بينما عقله يعيد كلماتها بغير وعي “فتطلقني” ..
كيف استطاعت التفوه بتلك الكلمة!.. نعم هو مخطئ ولكن لا يستحق ذلك العقاب القاسي الذي تفرضه عليه..
كاد أن يتحدث ولكن تركته وذهبت لتبدأ بترتيب أشيائها لتُغادر بعد قراره غداً..
خبّراني بهولِ يومِ الفراقِ
أيّ صبرٍ يكون للمُشتاقِ
فلقد أصبحَ الفؤادُ كئيباً
وغدا الدمعُ دائمَ الانسياقِ
وبراني الهوى وبرّح بي الوجْ
فأصبحتُ ذا حشاً خفّاقِ
بيّن البينُ فقْدَ خَوْدٍ رِداحٍ
كعبةِ الحُسنِ فتنةِ العشاقِ
***********************
في ڤيلا “سليم النجعاوي”
تصدح الاغاني وتجتمع مجموعة من الرجال تهنئ كلا من سليم و وليد فاليوم كتب كتاب وليد من فرح ..
بينما يجلس مجموعة من النسوة وقد شرعوا في إطلاق الزغاريط لتتوجه أنظارهم ل فرح التي تكمن اعلي الدرج وقد همت بالهبوط للأسفل..
تعلقت عيناه بتلك التي تهبط للاسفل في خجلِ وارتباك قد احتل ملامحها ..
بينما فؤاده تعلق بهيئتها الرقيقة .. فكانت ترتدى فستان زيتي اللون ليس بغامق ولا بفاتح رقيق الهيئه ويزينه حجابها من نفس اللون وقد رُسم الكحل مُقلتيها ببراعة أبرزت لونهم المموج بين الاخضر والرُمادى لتشبة إحدى الأميرات الهاربات من عالم ديزني لتخطف فؤاده المسكين ..
اقتربت منه وقد رأت هيامه وانظاره المُتعلقة بها .. لتتجه لجدها الذي استقبلها بتراحبِ واسع وهو يحتضنها وقد ظهرت الدموع بعينيه الحادة وهو يتذكر كيف نشأت أمامه لتصبح عروسة بين يديه الآن يُسلمها لعريسها المنتظر .. طبع قبله علي جبينها وهو يتمتم ببعض الادعية لتحميها من عيون الناظرين إليها حتي هو!..
تقدم بها لتجلس بجانبه علي الجهه الأخري من جلوس وليد الجالس بجانب المأذون المُتمم لزواجهم..ليضع يديه بيد وليد الجالس بالجانب الاخر ..
وضع المأذون المنديل علي يدِ كلا من سليم و وليد ليبدأ سليم بتردد كلمات المأذون بقلبِ يكاد الخروج من حوله ،فهو يُزوج أغلي ما يمتلك فهي بالنسبة له الحياة الذي يحيا من أجلها ..
بينما فرح قد كسا التوتر معالم وجهها وبدأت ضربات فؤادها تقرع مع كلمات المأذون ..
ولكن وليد كان يتأمل هيئتها وهو يعيد كلمات المأذون خلفه بينما عقله يحثه علي التوقف عن تلك الزيجة الآن!..
انطلقت الزغاريط مرة أخرى حينما أعلن المأذون وهو يسحب منديل الزواج
_ اعلنهما زوجًا وزوجة..
بدأت التهاني هنا وهناك.. بينما اختلس وليد إنشغال سليم مع الضيوف الخاصة به ليقترب من تلك الواقفة أمامه ومُقلتيها تتعلق بالاسفل..
اقترب منها ليرفع وجهها لتنظر له وها قد سمحت لنفسها بتفحص هيئته فهو أصبح زوجها .. كانت هيئته خاطفة وهو يرتدى ذلك الجلباب الرُمادى وعباءته التي تُزينه وعمامته الملفوفه بإحترافِ بادى عليها ..
فهو يمتلك جسمًا رياضي يجعله يشبه إحدى أبطال التلفاز المُندهشة بهم مُنذ الطفولة..
كان وليد يلاحظ فحصها ل ملابسة لتظهر تلك النظرة المُحبة في مُقلتيها لينتقل له كمية الحب الكامن بفؤادها..
اقترب منها أكثر ليحتضنها بقوة.. فهو يريد تخبأتها بين ضلوعة ..
أبعدته بخفة عنها وهي تنظر حولها بكسوفِ تمكن منها .. ابتسم وليد وهو يطبع قُبله طويلة علي جبينها.. قائلاً: آلف مبروك يا فرح ..
لاحظت فرح تبدل ملامحه للحده وهو ينظر الجهه الأخري يتلاشي النظر لها من جديد ..أليس هو من احتضانها مُنذ قليل وطبع قبله علي جبينها!.. لترى حبه لها الواضح بعينيه .. ماذا حدث الآن ليتبدل لذلك الجفاء !..
بينما وليد يقف في الجهه الاخرى وقد مُقد وجهه وهو يعيد احداث ما حدث مُنذ قليل وقد عاب نفسه علي حركته تلك!..
صدح هاتفه ليُعلن وصول مُكالمة ما ..
قرأ اسم المتصل ليزفر بضيق متجهًا للخارج ليجيب عليه .. وصل عند الجنينة بالخارج ليُردد قائلاً بحده وهو يجيب علي الهاتف : نفذت اول خطتي النهاردة !..
ليغلق الهاتف سريعًا قبل سماع الرد الآخر.. فهو اخرج جملته واغلق الخط ..
بينما تنفسه يضيق محاولاً تهدئه فؤاده وعقله الذي يدور حول تلك الرقيقة فرح وكيف ستستقبل حقيقته!..
***********
في مكانِ ما تجلس القرفصاء بينما جسدها يرتجف ودموعها تهبط دون توقف فخبر وفاتها أُعلن وهي تُسجن بين تلك الجدران حيث يعم الظلام الذي تخافه..
حاولت تهدئه نفسها مُرددة بنبرآت باكية: يارب نجيني يارب انا ماليش غيرك .. يارب احميها يارب هي كمان عشان عاوزين يموتوها هي كمان .. يارب
لتجهش بالبكاء مرة أخرى وهي تضم نفسها لتشبه الكره في حجمها الضئيل وهي تنظر بخوف وهلع للظلام حولها ..
بعد مُدة قصيرة ..
ظهر ذلك الضوء الدال علي دخول شخصِ ما .. انتهبت لنفسها وهي تتراجع للخلف وتتكور أكثر وبداخلها تظن بأنهم سينهوا حياتها الآن.. ولكن ظهر شخص قوى البُنيان لم تراه مُسبقا ..
حاولت أن تبتعد وعيونها الباكية لم تعد قادرة علي الحفاظ علي وعيها..
رأت يداه تمدد لها مُردد بنبرآت هادئه حتي لا تصل لمسمع أحد قائلة: تعالي يا منة متخافيش انا هساعدك و هخرجك من هنا متقلقيش ..
ظهر لها ضوء الامل من حديثه لتُردد كلمته الأخيرة بلا وعي قائلة :
_ هتساعدني !!..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)