رواية أحببت مشوها الفصل التاسع 9 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الفصل التاسع 9 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الجزء التاسع
رواية أحببت مشوها البارت التاسع
رواية أحببت مشوها الحلقة التاسعة
غادر مراد وانطلق بسيارته وهو يدعو الله إن ييسر له أمره… ولا يعلم لما چومانا حزينه بشدة ولا تريده ان يسافر… ما بها تبدو قلقه اكثر من اللازم ظل يقود سيارته بشرود وفي لمح البصر ظهرت أمامه شاحنة كبيرة فنظر بخوف اليها وهو يحاول ان يبتعد بسيارته عنها ولكن لم يستطيع وانحرف المقود من يده ثم انقلبت السياره على جانب الطريق
بعد عدة ساعات
كانت چومانا قد وصلت الي ذروة قلقها….. فقلبها يؤلمها بشدة فتشعر إن شئ قد حدث او على وشك الحدوث نظرت الى الساعه بيدها وهى لا تعلم هل وصل مراد الى وجهته ام حدث له شئ… ام…تشعر بشئ غير مريح فأخرجت هاتفها وطلبت رقمه وهي تنتظر الأجابة وسماع صوته ولكن جاءها صوت انثوي…. فغمغمت چومانا بترقب: انتي مين… مراد فين
جاءها الرد من الطرف الآخر بعملية: حضرتك صاحب الفون دا عمل حادثه وموجود في المستشفى
صرخت چومانا بهلع وتمتمت : حادثة…… حادثة ازاى… وامتي…….مستشفى… مستشفى اي
املتها الممرضه اسم المستشفى واغلقت الهاتف لتسرع چومانا الي والدها وهي تشعر ان قلبها يكاد يتوقف من الخوف ولكن حاولت تهدئت نفسها وهي
تقول انه بخير ولم يحدث له شئ فبتأكيد حادثة بسيطه وستمر بسلام…هتفت بقوة حينما رأت والدها يجلس يتناول قهوته الصباحية: بابا… بابا
نظر لها ممدوح بترقب وهي تهرول إليه ويبدو على وجهها الشحوب الشديد وتكاد تسقط من الخوف
وأجاب: ايه في ايه
انفجرت چومانا في البكاء وهي تجيب بتلعثم: مراد… مراد.. عمل حادثه… في المستشفى
سقط قلب ممدوح بين قدمه والماضي يعود اليه من جديد حينما أخبروه من قبل ان اخوه والد مراد تعرض لحادث ثم فقده بعد ذلك فتمتم وهو يبتلع ريقه بصعوبه: اهدي وقوليلي مستشفى اي… واكيد هو كويس مفيش حاجه
هزت چومانا رأسها بقوة واخبرته بأسم المستشفى ثم اسرعوا بالخروج والذهاب إليه سريعا
بعد مرور نصف ساعه كانت چومانا تحارب كي تصل إليه سريعا كي تطمن على إنه بخير
هرعت بمجرد وصولها تسأل عن وجوده واخبروها انه مازال في العمليات وحالته لا تنبئ بالخير… انهارت چومانا وسقطت تبكي بعنف وهي لا تصدق إن مراد قد يفقد حياته و يتركها في اي لحظه
ضمها ممدوح إليه يحاول تهدأتها وقلبه يتألم بشدة على ابن اخية وسنده فهو يتعمد عليه في كل شئ
ويعتبره الولد الذي لم ينجبه
بعد مرور ساعتين
خرج الطبيب وهو يظهر عليه علامات الارهاق فهرعت چومانا إليه وقد انهارت اكثر من مره حتى كادت ان تفقد عقلها من شدة خوفها عليه
هتفت بصوت متحشرج من أثر البكاء: طمني يا دكتور… أرجوك
تمتم الطبيب بعملية وتعاطف: احنا عملنا كل اللي علينا… الحادثه كانت شديدة جدا للأسف وكدنا نفقده بس الحمدلله هو افضل… بس لسه لم يتجاوز مرحلة الخطر … بعد مرور 48 ساعة نقدر نحدد… ادعوله
انهارت چومانا جالسة على الارضية وهي تبكي بعنف
شكر ممدوح الطبيب وجلس بجانبها يربت عليها وقلبه يلهج بالدعاء
…………………………….
بعد بعض الوقت
قامت تالين بمهاتفت فريده التي ردت بخمول وتعب: ايه يا تالين
ردت تالين بحزن: آسفه يا فريدة…. انا عارفه انك مش كويسه…. بس مراد عمل حادثة وچومانا منهارة في المستشفى ولازم نروحلها
فزعت فريدة وقامت وهي تقول بحزن وشفقه: لا حول ولا قوة إلا بالله….. تمام يا تالين… ربع ساعه بالظبط واكون جاهزه
اغلقت معاها وقامت بتغيير ملابسها و ذهبوا سريعا الي چومانا كي يطئنوا على مراد ويكونوا بجانبها فبتأكيد تحتاج وجودهم بجانبها
دخلت تالين المستشفى ومن خلفها فريده واسرعوا الي العناية المركزه حيث وجود مراد
في نفس الوقت
كان سيف يقف بجانب هنا وهو يسألها عن شئ ما وبمجرد ان رأي فريدة تركض سقط قلبه بين قدميه وهو يركض خلفها كي يطمئن عليها ويعرف لماذا تركض بهذا الشكل
نادها بصوت أجش مختنق : فريدة
وقفت فريدة وصوته يصل إليها ويتغلغل بين حنايا قلبها يجعلها تتألم بشدة…أدارت تالين وجهها ونظرت له بحده ثم امسكت بيد صديقتها تجرها خلفها بعد ان تسمرت قدم فريدة في الأرض غير قادره على الحركه
ركض سيف ووقف امامهم وسأل بخوف : في ايه
ردت تالين بحده وهي تنظر له بإذدراء: مفيش حاجه… وابعد من قدمنا عشان مش فاضيين
شعر سيف بالحرج والألم وهو ينظر الى وجه فريدة الشاحب بشدة وقال: طب بس طمنوني في اي… انا شايفكوا وانتوا بتجروا
ردت عليه تالين كي تنتهي من هذا الحوار وتذهب بصديقتها قبل ان تنهار أمامه وتظهر ضعفها ووجعها منه: مراد السعدني عمل حادثة واحنا جاين نطمن عليه
شحب وجه سيف وتمتم: مراد…مراد… ازاي
ثم انطلق امامهم حتي يفهم ماذا حدث فقد علم انه جاء شاب الي المستشفى تعرض لحادث ولكن لم يعرف أنه مراد صديقه
راقبتهم هنا من بعيد بعدم فهم وهي تنظر الي فريدة
وهي تتذكر اين رأتها…..ثم تنبهت انها الفتاه التي اصطدمت بها حينما خرجت من مكتب سيف وهي تبكي بشده.
بمجرد وصولهم الي غرفة العناية المركزه أسرعت تالين الي چومانا وضمتها الي صدرها بحنو وهي تشاركها البكاء… جلست فريدة بجانبهم تبكي معهم وهي تربت على كتف چومانا… واسرع سيف كي يذهب الي الطبيب المعالج ويفهم منه حالة مراد
غمغمت چومانا ببكاء: مراد هيسبني يا تالي… هيسبني قبل ما اقوله إني مقدرش اعيش من غيره.. وانه سبب كل حاجه حلوة في حياتي….انا مكنتش عارفه اني بحبه اوي كداا…. انا حاسه إن حياتي بتروحي مني….وعاوزه مراد هو الوحيد اللي بيفهمني….. انا ازاي كنت غبية كدا… ومش حاسه بقيمته وبتعامل على انه أمر واقع في حياتي…وهو كان بيحبني وبيستحملني…. انا خايفه اوى يا تالين… خايفه وعاوزه مراد…. يا مررراد
ضمتها تالين اكثر وهي تقول: اهدي يا چومانا… اهدي عشان خاطري وصدقيني هيبقا كويس… متقلقيش… امسحي دموعك وادعي له
بلعت چومانا ريقها بصعوبة وهمهمت بتضرع: يارب… يارب
…………………………
ظل فارس يدور حول نفسه لا يدري كيف يطمئن على مراد… فمنذ ان اخبره فادي وهو يكاد إن يجن
فمراد صديق عمره…. واخيه يكفي وقوفه بجانبه حينما تخلى عنه الجميع فكان مراد اول الداعمين له
ولولاه هو وفادي وسيف لم يكن ليقوم من جديد
شرد فارس وهو يفكر ماذا عليه إن يفعل… فهو لا يستطيع إن يغامر ويذهب اليه فسوف ينكشف امره
ويسلط الأنظار عليه… وبالأخص ان لا احد يعلم انه هنا… فهو منذ زمن بعيد اختفى عن الاضواء.. وظن الجميع انه سافر ولن يعود أبداً
………………
دخلت چومانا الي غرفة العناية المركزه بعد إن أصرت علي الطبيب وظلت تبكي حتى سمح لها ان تراه نظرت الى جسده المسجي على الفراش والاسلاك الكثيره الموصوله من حوله…..وقلبها ينفطر عليه
فقد اكتشفت إن مراد هو عالمها وبوصلة أمانها فمن غيرة لا يوجد للحياة معني… فقد علمت ذلك متأخره واكتشفته بالطريقة الأكثر صعوبة…. اقتربت منه
تمسك يده وتقبلها بحنو وتدفن وجهها بينها وهي تبكي وتتمتم بصوت مبحوح من بين بكاءها : مراد…ارجوك متسبنيش…. عشان خاطري خف وابقا كويس… انا مقدرش اعيش من غيرك… فوق عشان اقولك إني بحبك اوي….. مش انت كنت عاوز تعرف انا بحبك ولا لاء… وقولتلي مش هستعجل عليكي… وهسيبك تقوليها لما تحسيها….. انا بقولك اهووه… انا بحبك اوي…. بحبك…. وعرفت قد اي انا كنت غبيه.. وانا بعاملك ببرود وانت بتستحملني…. وبتقف دايما في ضهري وبتساعدني في كل حاجه…. انت طول حياتك وانت معايا… حتى مرضتش تسافر عشان تبقا معايا وانا مقدرتش كل دا….. كنت غبية اوي… فوق يا مراد عشان في حاجات كتير اوي عاوزه اقولهالك… فوق عشان خاطري
دخلت الممرضه ونبهتها قائله: چومانا هانم لو سمحتي لازم تطلعي… الدكتور قال خمس دقايق بس
…. ارجوكي اخرجي عشان ميزعقش
أومأت چومانا برأسها ومسحت دموعها ثم قبلت يد مراد وخرجت بتثاقل و أرهاق شديد
………………………….
بعد مرور يومين
خرجت من المطار وهي تركض بسرعه شديدة وعيونها تزرف الدموع بشكل متواصل… ظلت تتطلع حولها بتشوش ثم رأت سيارة سوداء تقف أمام المطار فأتجهت إليها وركبتها سريعا
نظر إليها السائق وهو لا يفهم من هذه التي ركبت سيارته دون أذنه ولكن إزدات دهشته حينما هتفت
ببكاء: أرجوك وديني المستشفى بسرعه
بلع أسر ريقه بصعوبة وهو ينظر إليها بإنبهار فكانت شديدة الجمال شعرها بني تعصقه في ذيل حصان طويل وعيونها ذهبية وأهدابها طويلة ومبللة من البكاء… انف صغير وشفاه ممتلئه بإغراء…. فاق من شروده بها حين هتفت بحده:انت واقف ليه بقولك وديني المستشفى
شعر بنكزه في قلبه من بكائها فغمغم: مستشفي ايه
ابلغته بإسم المستشفى وأسندت رأسها على باب السياره ومازالت تتدفق دموعها بقوة
راقبها أسر وهو يقود السياره ولا يعلم لما إنصاع لتنفيذ أمرها…… فكان ينتظر صديق له كي يقيلة الي منزله بعد ما اخبره بموعد وصوله… ولكن هبطت عليه هذه … ال… لا يعلم كيف يصفها ولكن…. تبدو ساحرة…. ولكنها تبكي بصمت ولا يعرف لما… ولما تريد الذهاب الي المشفي اهي مريضه… ام احد من اقاربها مريض
اما هي فكانت في عالم آخر لا تدري بشئ سوى انها تريد ان تطير وتذهب الي المشفي سريعا كى تراه بعينها وتطمئن عليه
بعد مرور بعض الوقت
وقفت السيارة امام المشفي فتنبهت ونظرت امامها ثم أسرعت بالنزول وهي تركض الي باب المشفي
نظر أسر في أثرها بدهشة لا يصدق ما حدث….. ثم تمتم بغيظ: دا حتى ما قالتش شكرا
رن هاتفه فقام بالرد عليه ثم استمع الى محدثه وعيونه تتسع بشدة ثم هتف بقوة: اقفل… انا جاي
حالا
………………………..
في داخل المشفي
صرخت چومانا بقوة: يعني اي… انا مش فاهمه حاجه….. مش انت قولت إنه بقا كويس… اومال مش راضي يصحى ليه
رد الطبيب بهدوء: ايوا… بس للأسف هو دخل في غيبوبه… ومش عارفين هيخرج منها امتى… ممكن يوم او يومين… او شهر… او… سنه.. ع حسب كل مريض واستجابته
صرخت چومانا تتمتم بذهول: سنه…. سنه اي
.. انت اتجننت
غمغم الطبيب: انا بقول ممكن… وانا فهمت حضرتك إن الحادثه كانت شديدة جدااا…. ومعجزه انه نجا منها اصلا…. فحضرتك اهدي وافهمي
هتفت چومانا وهي غير قادره على تصديق ما يقوله: انا مش عاوزه افهم حاجه…. انا عاوزاه يفوق
أردف الطبيب بتعاطف: للاسف مش بأدينا
جلست چومانا بتعب ووضعت يدها بين كفيها
ثم انفجرت في بكاء مرير
……………..
قبض علي قمة ملابسه وهو يصيح بعنف: انا عاوز اعرف ايه لازمتك في الشركة دي…. كل يوم ورا التانيه خساره وصفقات بتروح من ايديناه …. انت اي يا اخي …. عاوز تدمرنا…. هتبقا قد المسؤوليه امتي…..انا قرفت منك
ظل أسر يجز على أسنانه كي لا ينفجر به فهو مهما كان والده… استطرد عمران: ما تنطق… رد عليا… ولا انت مش فالح غير في الجرى ورا الستات… دا بس اللي انت فالح فيه…. ياريتني ما لمعتك وما خليك تمسك الشغل… غرقت وغرقتني معاك….ياريتني ما خسرت فارس ولا فضلتك عليه… كان زمان الشركة واقفه ع رجليها وانا مرتاح….. بس انا السبب انا اللي عملت كل دا في نفسي…. انا اللي ظلمت ابني واتخليت عنه.
الي هنا ولم يستطيع أسر الصمود أكثر من ذلك فأنفجر هاتفاً: كفايه… كفايه….كفايه بقا…. انت اللي دمرتنا…. ابنك…. وانا ايه…. هو ابنك وانا مين….. انت ليه ع طول بتفرق ما بينا… ليه دايما بتفضله عليا… لحد ما كرهتني فيه…. اخوياا وتوأمي كرهته بسببك….بعدت عنه وسيبته لوحده في اكتر وقت كان محتاجني فيه….اتخليت عنه وسمعت كلامك وهو عمره ما اتخلى عنى…. انت قرفت مني… دا انا اللي قرفت من حياتي ومن نفسي بسببك… ابعدي عني بقا…. انا مش عاوز اشوفك…. ومن النهارده انا هسيبلك كل حاجه… ومش هتشوف وشي… وشوف هتتصرف ازاي وهتعمل ايه
ثم ابعد يد والده وخرج من المكتب وهو يصفع الباب خلفه بعنف
سقط عمران على المقعد خلفه بتعب غير قادر على فعل شئ فخسر ولداه وبدأ يخسر كل شئ
دخلت السكرتيره وقالت بتردد: انا آسفه يا فندم
…. بس حضرتك طلبت مني اعرف اسم الشركة اللي المناقصه رسيت عليهم
هز عمران رأسه فأبلغته بأسم الشركة التي ما إن سمعه
حتى انتفض واقفا وهو يتمتم بحقد: لا كدا الموضوع زاد عن حده اوي
…………………
بعد مرور ساعة
دخل عمران الي مقر شركة FMS بغضب شديد
وهو ينفث الدخان من فمه وأنفه فهو أصبح متأكد أن صاحب هذه الشركه يريد تدميره فكل صفقه يخرج له ويأخدها منه… وقف أمام السكرتيره وصاح بعنف: انا عاوز اقابل المدير
ردت السكرتيرة ببشاشة: حضرتك في معاد سابق
هز عمران رأسه بنفي: لا بس لازم اقابله حالا
أردفت السكرتيره: انا آسفه يا فندم بس لازم يبقا في معاد سابق
هدر عمران بقوة وهو يضرب على المكتب امامها بعنف: قولت هقابله… يعني هقابله… ومش هستنى حتى انك تبلغيه
ثم انطلق يذهب الي مكتب المدير….. هرعت السكرتيره خلفه بخوف وهي تقول: مينفعش يا فندم لازم ابلغه الاول
لم يعرها انتباه واكمل طريقه وفتح الباب بعنف
وهو يصيح بعنف: انت يا اللي اسمك فادي… انا عاوز اعرف انت عاوز مني ايه
ولكن انحشر الكلام في حلقه وهو يستدير إليه بإبتسامة واسعة….. فنظر عمران له بصدمة وهو يهمس بخفوت : فارس
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببت مشوها)