روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث عشر 13 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث عشر 13 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثالث عشر

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثالث عشر

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثالثة عشر

لقد علمتني الكتب أن أفكر، وأن أشعر، وأن أعيش ألف حياة. ❤️
#كارلوسْ_زافُون
____________________
“بعد مرور القليل مِنّ الوقت”
خرج ليل مِنّ مكتبه ليرى مديحة تقف بـ إحترام وفنجان القهوة على الطاولة، نظر إليها نظرة ذات معنى ثم نظر إلى فنجان القهوة تحت نظرات روز وچويرية التي كانت تترقب ما سيحدث مِنّ بعيد
نظر ليل إلى مديحة وقال بجدية:مظبوطة
مديحة بهدوء:أيوه يا بيه
حرك ليل رأسه برفق ثم صمت للحظات تحت نظرات الترقب مِنّ روز وچويرية، لحظات وقال بهدوء وجدية:أشربيها
جحظت عينين مديحة بشدة بينما نظرت روز إلى ليل بهدوء وچويرية بسعادة والتي قالت:أحسن … وقعتي فـ شر أعمالك
تحدثت مديحة بتوتر شديد وهي تقول:أشـ … أشـ
ليل بصرامة:أخلصي
فزعت مديحة وحاولت إيجاد حجة فارغة كي تقولها تحت نظرات ليل المترقبة، أبتلعت غصتها وقالت بتوتر شديد:أصل … أصل … أصل انا مبحبش القهوة يا بيه
ليل بجدية:أشربيها قدامي حالًا … دا لو عايزاني أصدق إنك مبتحطيش حاجه لأحفادي فـ الأكل زي ما بيقولولي
ظهر الخوف جليًا على وجه مديحة وأرتبكت بشدة بينما كان ليل يُتابع حركاتها الغير طبيعية بهدوء شديد، نظرت إليه روز وبدأ الشك يتسلل إلى قلبها لتعاود النظر إلى مديحة نظرات مليئة بـ الشك، عقد ليل ذراعيه أمام صدره وقال:هفضل مستني كتير يعني ولا ايه مش فاهم … ما تشربي
أبتلعت مديحة غصتها وقالت بتلعثم:مبشربهاش يا بيه صدقني
تحدثت روز وهي ترمقها بترقب قائلة:والفنجان اللي شربتيه وانتِ بتحضري الغدا دا ايه
أرتبكت مديحة أكثر وقالت:لا يا هانم دا مكانش قهوة
روز بحدة:قصدك ايه انا عامية يعني
مديحة بخوف:لا يا هانم مش قصدي والله بس انا يعني…
قاطعها ليل الذي قال بـ إصرار:تشربي الفنجان قدامي حالًا يا مديحة
نظرت إليه مديحة بخوف شديد وتردد لتقابلها نظراته الثابتة ويبدو أنها حقًا ستقوم بـ شرب هذا الفنجان لا محال وربما ستموت بعدها فورًا، مدّت يدها المرتعشة نحو الفنجان بخوف وتوتر وأمسكت بهِ وقربته نحو فَمِها ببطء وهي تتمنى أن يأتي أحدًا ما ويُنقذها
قربته بشدة مِنّ فَمِها تكاد شفتيها تُلامس الفنجان وقبل أن ترتشف مديحة الفنجان أوقفها صرخات في الخارج مِنّ قِبَّل فاروق وشريف
نظر ليل إلى الخارج ومعه روز التي أستدارت تنظر خلفها لترى شريف يجذب فاروق مِنّ تلابيب قميصه ويصرخ بهِ بغضب ويبدو أن الأمر تطور سريعًا وتطاولا الأثنين على بعضهما البعض بـ الأيدي ولذلك تحرك ليل سريعًا وتدخلوا الشباب لـ فض هذا الأشتباك
تدخل ليل في الوقت المناسب وأبعد فاروق عن شريف الذي كان يَوّد إكمال ضربه إليه، تدخلت ليالي وأبعدت زوجها وهي لا تفهم سبب هذا الشجار بينهما، وقف ليل بينهما ونظر إلى فاروق بعدما ساد الهدوء المكان فجأه وقال:ايه اللي حصل
نظر إليه فاروق وتحدث بغضب قائلًا:البيه بيضربني عشان خاطر الست هانم بتاعته
تقدم عمار في هذه اللحظة وقال بنبرة جادة:في ايه
نظر إليه فاروق وقال:أبنك بيضربني عشان الست هانم بتاعته
نظر عمار إلى شريف الذي كان يقف وينظر إلى أخيه وكأنه عدوه وليس بـ أخاه، تحدث ليل بنبرة جادة وقال:ايه السبب
شريف بحدة:البيه بيضايق فيها وبيحاول…
قاطعه عمار الذي قال بـ إنفعال:إخرس
نظر إليه شريف ومعه ليل الذي نظر إلى عمار نظرة مترقبة لـ يقول عمار بغضب شديد:انا مش هسمحلك تتمادى أكتر مِنّ كدا فـ حق أخوك
شريف بحدة:انا بقول الحقيقة
صرخ فاروق على الجهة الأخرى بغضب وهو يقول:أقسم بـ الله العلي العظيم ما حصل
شريف بعناد وغضب:لا حصل يا فاروق
فاروق بغضب:محصلش انا مش هحلف بـ الله كدب والله العظيم ما حصل دي كدابة انا مجيتش جنبها ولا شوفتها
ناهد بحدة:يا سلام والمفروض يصدقوك ويكدبوني انا
تدخلت ليالي في هذه اللحظة مدافعة عن زوجها وهي توجه الحديث إليها قائلة بنبرة حادة:دا أكيد عشان الكل عارف فاروق وأخلاقه كويس انا جوزي ميعملش اللي بتقولي عليه دا واللي بتتهميه دا وبتتبلي عليه عارف ربه أمره بـ ايه وفاهم فـ الدين كويس فـ متجيش واحده زيك منعرفش وراها ايه ترمي بلاها على واحد بريء وكمان عارف فـ الدين ايه الحلال وايه الحرام
أبتسمت ناهد بتهكم واضح وقالت:اه طبعًا … ما هو جوزك ولازم تدافعي عنّه
قاطع كل ذلك ليل الذي قال بنبرة صارمة:كفاية
دام الصمت بينهم ولَكِنّ كان لـ النظرات رأيًا آخر والتي كانت تحمّل العديد والعديد مِنّ الحديث فـ لو صمت الفم تتحدث الأعين، نظر ليل إلى شريف وقال بصرامة:تشوفلك شقة تقعد فيها انتَ والبت دي
جحظت أعين كلًا مِنّ شريف وناهد التي بـ التأكيد لم يروق لها هذا الحديث لـ يُكمل ليل قاطعًا حديث شريف لـ المرة الثانية:اللي أقوله يتنفذ ومش عايز أسمع صوت … مراتك هتعمل كل شويه حوارات إحنا فـ غنى عنّها إحنا عيلة فـ قلب بعض وعارفين بعض كويس متجيش واحدة زي دي تخترع حوارات وتقوم الدنيا وتخسرنا بعض … العيلة دي انا كونتها بـ صعوبة مش بعد دا كله تتفرق مش عيلة سالم الدمنهوري انتَ سامع
تحدث شريف معارضًا إياه قائلًا:بس انا مراتي مبتألفش حوارات بقى
أجابت روز هذه المرة وهي تقول بنبرة حادة:وإحنا مبنتبلاش على حد يا أستاذ شريف ولو مش عاجبك كلامنا اتفضل … الباب مفتوحلك أهو مش هنمنعك … بس أي حد هيتهم حد مِنّ أحفادي بـ الباطل أو أحفاد حد تاني انا مش هسمحله … انا عارفه كل واحد كويس أوي … ومش هتيجي انتَ يا مفقوس تعرفنا إحنا نعمل ايه ومنعملش ايه انتَ فاهم … أتفضل يلا شوفوا هتروحوا فين
تذمرت ناهد بغضب مكتوم ثم تركتهم وصعدت إلى الأعلى لـ ينظر شريف إلى فاروق نظرة تحمّل الكثير والكثير قبل أن يلحق بـ زوجته، نظر فاروق إلى زوجته ثم تركهم وخرج تحت انظارهم بينما نظرت روز إلى ليل الذي نظر إليها بهدوء ثم إلى عمار الذي يكاد يشق قميصه والذي تركهم كذلك وعاد إلى غرفته
نظر ليل إلى مديحة ليراها قد ذهبت ولا يوجد أثر لفنجان القهوة ليفهم سريعًا ما يحدث حوله وكأنهم يظنّون أنه أبلهًا أو أصبح عجوزًا ولن يقوم بـ التركيز معهم، يا لهم مِنّ حمقى حقًا لا يعلمون أنهم يتلاعبون مع ليل سالم الدمنهوري
____________________
“تمام انا كدا يُعتبر قربت أخلص ووقت ما يكتمل العدد تقولي .. تمام”
نظر شُكري إلى أخيه وقال:طمني
زفر شهاب الهواء مِنّ فَمِه وأشهر عصاته أمامه وهو يتحرك قائلًا:هانت يا شُكري … مش عايزك تقلق مِنّ حاجه
تحدث شُكري وهو ينظر إليه قائلًا:خلّي بالك انا نقلت الترابيزة مِنّ مكانها وبقت فـ النص عشان متتكعبلش فيها
أصتدمت عصاته بـ المقعد الأول لـ يجلس شهاب بهدوء وهو يضع عصاته جانبًا تزامنًا مع قوله:نقلتها أمتى دي
أجابه شُكري وهو يقوم بترتيب وسائد الأريكة قائلًا:إمبارح لمَ كُنت بره … آه صح نسيت أكلمك فـ موضوع كدا
أراح شهاب ظهره قائلًا بتساؤل:موضوع ايه دا؟؟؟؟
جلس شُكري على الأريكة المجاورة لمقعد شقيقه وقال:اللواء كلمني إمبارح عشانك
عقد شهاب ما بين حاجبيه وقال متسائلًا بـ إهتمام:قالك ايه؟؟؟؟
شُكري:طلب إنك تنزل بكرا مكتبه قالي انا عايز أتكلم معاه فـ موضوع الحادثة اللي حصلت مِنّ تسع شهور وقالي إنه عايز يعرف مين اللي عمل فيك كدا لأنه شاكك فـ ناس كتير وعايز يتأكد مِنّك قبل ما يتحرك في الموضوع
زفر شهاب بهدوء ولَم يتحدث لـ ينظر إليه شُكري بهدوء وهو يعلم ما يدور بداخل رأس أخيه الآن فـ يوم الحادث لَم يكُن بـ الشيء الهين بـ النسبة إليه فـ مكالمة علي حينها كانت كـ الرصاصة الحاسمة بـ النسبة إليه
************
أصوات طلقات النيران تدوى في المكان منافسةً إياها صرخات البعض وغضب البعض الآخر حينما كان شهاب وقتها يقوم بـ حماية صديقه “علي” مِنّ سيل طلقات النيران التي بدأت تطارده ركض شهاب حينها إلى علي الذي كان يختبئ خلف المدرعة ويحتمي بها مِنّ تلك الرصاصات بعدما أستنفذت زخيرته ولَم يعُد يملُك المزيد مِنّ الرصاصات
وقف شهاب على يساره كي يقوم بـ حِمايته وخرج يطلق الرصاصات بسرعة وحينما بدأو هم بـ إطلاق الرصاصات عليه أختبئ سريعًا ونظر إلى علي الذي ألقى بـ زخيرته أرضًا والضيق يحتل معالم وجهه
تحدث حينها شهاب وقال:معكش رصاص تاني
حرك علي رأسه نافيًا وقتها وأستند بـ ظهره على المدرعة وأغمض عينيه بينما كان شهاب يُفكر كيف يقوم بـ إخراجه مِنّ هذا المكان قبل أن ينتهزون هم الفرصة ويقضون عليهم، نظر عاليًا حيث كانت هناك بِنْاية متهالكة تحتوي على ثلاثة أدوار فقط وحينها خطرت إليه فكرة نجاة علي
نظر إلى زخيرته وقد أتخذ قراره الأخير، إلتفت إلى علي ومَدّ يده بـ زخيرته إليه وقال بنبرة جادة:إمسك
نظر علي إلى زخيرته ثم إليه وقال بتساؤل وهو يُنكر ما يدور بـ عقله:أمسك ايه؟؟؟؟؟؟
شهاب:مفيش وقت أسمع الكلام خلّي زخيرتي معاك إهرب انتَ هما مش عايزينك انتَ أصلًا
أعتدل علي في وقفته ووقف أمامه قائلًا بنبرة جادة:لا انا عايز أفهم انتَ بتفكر فـ ايه ولا بتخطط لـ ايه يا شهاب قبل ما أطاوعك
شهاب:مفيش وقت لـ النقاش يا علي دول شكلهم بلطجية وحد زاققهم علينا وانا المقصود مش انتَ فـ انا عايزك تاخد الزخيره بتاعتي وتتحرك بـ المدرعة بسرعة مِنّ هنا وقريب هيقابلك كمين هيبقى واقف فيه مينا هتقوله إنه في بلطجية هنا هيتحرك معاك هو وكام عسكري لهنا تكونوا مأمنين نفسكوا يا علي وبلاش أستعجال
علي بتساؤل:طب وانتَ … ليه متجيش معايا؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب:مش هينفع وانا عقبال ما توصلوا هيكون ربنا قدرني عليهم … انا مش خايف يا صاحبي طول ما ربنا معايا … المهم دلوقتي تنفذ … إمسك يلا
نظر إليه علي وهو يشعر أنه لا يُريد أن يتركه كيف لهُ أن يكون أنانيًا بهذه الطريقة ويترك صديقه وحيدًا ويَهرُب، أعطاه شهاب زخيرته بعدما أشتدت الأجواء وأزدادت طلقات النيران وقال بنبرة صارمة:نفذ يا علي بسرعه
تركه وركض إلى البِنْاية وهو يتفادى طلقات النيران التي أصبحت مصوبة عليه والآن فَهِمَ علي أن المُراد هو شهاب وليس هو، حينما لمح علي شهاب قد دلف إلى البِنْاية صعد هو على المدرعة وجلس على المقعد وتحرك سريعًا حينما رأهم يلحقون بـ شهاب وقد بدأ الخوف يتسلل حينها إلى قلبه
بينما صعد شهاب وحينها إلى الطابق العلوي ركضًا وهم خلفه، دلف شهاب إلى إحدى الغرف وأغلق الباب خلفه ووقف يلهث وهو يترقب خطواتهم، بينما وقفوا هم في نفس الطابق ونظروا إلى بعضهم البعض نظرة ذات معنى لـ يتحدث قائدهم قائلًا:الخمسة يتفرقوا تلاتة على السطح فوق وأتنين معايا ندور هنا يلا
بـ الفعل بدأو يتفرقون مثلما أخبرهم بينما أشار هو بصمت إلى الإثنين كي يلحقا بهِ ويبدأون البحث عنّه بحذر وهدوء
في ذلك الوقت وبعد مرور بضع دقائق وصل علي وأوقف المدرعة جانبًا وترجل مِنّها سريعًا تحت أنظار مينا وبعض العساكر المترقبة، تقدم مِنّهم علي سريعًا وهو يقول:مينا هات بسرعة كام عسكري معاك وتعالى ورايا
نظر إليه مينا نظرة ذات معنى وقال بتساؤل:أومال فين شهاب؟؟؟؟؟؟؟
أجابه علي قائلًا وهو يلهث:أتهجموا علينا بلطجية وعايزين شهاب المهم دلوقتي يلا عشان نلحق شهاب عشان هو لوحده وهما ستة وشهاب مِنّ غير سلاح دلوقتي
أستشعر مينا مدى خطورة الوضع لـ يلتفت خلفه يُشير إلى ستة عساكر قائلًا بنبرة جادة:ورايا بسرعه
تحرك مينا والعساكر خلف علي الذي كان قلبه يتأكله الخوف والقلق على صديقه الحبيب شهاب، بينما كان شهاب يقوم بضرب الثلاثة الذين تهجموا عليه وفَمِه ينزُف والجروح تعتلي وجهه وثيابه التي بدت تحمل الأتربة والدماء
لكمه واحدٍ مِنّهم في وجهه ليسقط شهاب أرضًا كـ الجثة الهامدة وهو يسعل والدماء تسيل مِنّ فَمِه، تقدم قائدهم ذاك وجذبه بعنف مِنّ ملابسه الحربية ورفعه إلى الأعلى قليلًا وقال بنبرة منتصرة:شهم انتَ كدا ها عشان تدافع عنّ صاحبك وتديله سلاحك وتهربه وانتَ عارف إن انتَ المقصود ايوه انتَ المقصود … واللي زقنا عليك واحد مِنّ عيلة حبيبة القلب بتاعتك بس هو مكلفناش عشان نديك علقة موت وبس … هو كلفنا بـ الأعلى
وحينما أنهى حديثه تركه لـ يسقط جسد شهاب أرضًا مرة أخرى وهو يتألم لـ يشعر حينها بـ ضربة قوية على رأسه وفي موضع خطير لـ يفقد شهاب وقتها وعيه ويستقيم الآخر في وقفته وهو ينظر إليه ببرود قائلًا:يلا يا رجالة قبل ما حد ييجي مهمتنا خلصت خلاص
تركوه بـ الفعل وخرجوا سريعًا هاربين قبل أن يصل أحدًا تاركين شهاب الذي كان ينزُف ووجهه مليء بـ الجروح والكدمات فاقدًا وعيه تمامًا، لحظات ووصل علي مرة أخرى ومعه مينا والعساكر
صعد علي سريعًا إلى الأعلى وخلفه مينا والعساكر وهو يبحث عنّه في الطابق الأول بمساعدة الآخرين ولَكِنّ لَم يكن لهُ أثر ليصعد إلى الطابق الذي يليه وهو يبحث في كل مكان حتى توقف فجأة وهو ينظر إلى جسد شهاب المتسطح أرضًا والدماء تكاد تكتسي وجهه
صرخ بهلع بهِ وهو يقترب مِنّهُ سريعًا وخلفه مينا والعساكر، جسى على ركبتيه بجانبه وهو يضمه إلى أحضانه قائلًا:شهاب … شهاب فوق يا صاحبي … فوق يا شهاب
جلس مينا على الجهة المقابلة وهو ينظر إلى شهاب بذهول ثم نظر بعدها إلى العساكر وقال بنبرة غاضبة:أقلبوا المكان دا بسرعة وهاتوا اللي عمل كدا
تحركوا بـ الفعل بينما بكى علي وهو يضمه إلى أحضانه وينظر إليه قائلًا:قولتلك بلاش أسيبك لوحدك مسمعتش الكلام أدي آخرة عِندك
تحدث مينا في الهاتف وهو يقول:إسعاف بسرعة الظابط شهاب مُصاب إصابة بليغة وبينزف عربية إسعاف تتبعت بسرعة
“مكانكوا فين يا فندم”
مينا:إحنا على بُعض خمسة متر كدا في عمارة آيلة للسقوط قبل الكمين بشوية هتلاقوا العساكر تحت بسرعة
“تمام يا فندم”
نظر مينا إلى علي ثم إلى شهاب وقال:دي محاولة قتل … في حد عارف شهاب كويس أوي يا علي ومتابع تحركاته … اللي حصل دا فِعل فاعل يا صاحبي
نظر إليه علي الذي كان الخوف مسيطرًا على معالم وجهه وقال:شهاب يا مينا … شهاب بيروح مِنّي يا مينا
ربت مينا على كتفه وقال بنبرة جادة:شهاب هيقوم وهيبقى زي الفُلّ إجمد يا صاحبي شويه
“بعد مرور الكثير مِنّ الوقت”
وصل ليل إلى المستشفى القابع بها شهاب وتقدم مِنّ مينا وعلي اللذان كانا يقفان أمام غرفة العمليات ينتظران خروج الطبيب بفارغ الصبر، وقف أمامهما وقال بنبرة حادة:ايه اللي حصل لـ شهاب
قص عليه علي كل ما حدث بينما كان ليل ومينا ينصتان إليه وحينما أنتهى تحدث ليل بغضب بعدما ضرب على الجدار بعنف قائلًا:مكنتش سيبته يا علي ليه سمعت كلامه
تحدث مينا قائلًا بهدوء:وجود علي مكانش هيأثر بـ حاجه يا صاحبي بـ العكس
مسح ليل على وجهه والضيق يحتل معالم وجهه لـ يقول:بقاله قد ايه فـ العمليات
مينا:ساعتين … عنده جرح غائر فـ راسه وكدمات وجروح … دا غير الأشعة اللي عملها وقربت تطلع
جلس ليل على أقرب مقعد وهو يستغفر ربه واضعًا يده على رأسه بينما كان علي كما هو لَم يهتز يكفي ما حدث حتى الآن
مَرّ الوقت ومازال الوضع كما هو حتى خروج الطبيب مِنّ الداخل، نهض كلًا مِنّ ليل وعلي ومينا ونظروا إلى الطبيب الذي نزع الكمامة الطبية وقال:الحمد لله العملية نجحت والخطر راح … نسبة الخطورة كانت كبيرة أوي وكان وارد نفقده فـ أي وقت ولَكِنّ ربنا كبير وأتكتبله عُمر جديد فاضل بس الأشعة اللي عملناها نتأكد إن كل حاجه زي الفُلّ ومفيش أي أضرار
وبعد مرور الوقت دلفوا إلى مكتب الطبيب الذي نظر إليهم وقال:أتفضلوا
أغلق مينا الباب خلفه وتقدموا مِنّهُ حتى وقفوا أمام مكتبه وهم ينظرون إليه بهدوء حينما نهض الطبيب وأرتدى نظارته الطبية وهو يحمّل الأشعة الخاصة بـ شهاب بيده، أضاء الضوء ووضع الأشعة عليه كي يظهر إليهم ما بها
نظر إليهم الطبيب وقال:انا مش عارف أقولكوا دا أزاي وهو هيتقبلُه ولا لا بس صاحبكوا للأسف فقد بصره
ألجمتهم الصدمة جميعًا بينما أسترد هو حديثه قائلًا:إحنا عملنا أشعة على المخ عشان نتطمن إذا كان فيه أي أضرار لقيت إن العين أتأثرت جامد … موضع الخبطة اللي خدها أثرت على شبكية العين وبـ التالي أدت إلى فقدان البصر بس دا هيكون بشكل مؤقت الحمد لله يقدر يشوف تاني بس مش دلوقتي خالص … هو هيعرف أول ما يفوق ويفتح عينيه بس وجودكوا جنبه فـ الوقت دا مُهم جدًا انا عارف إنه صعب عليه وعليكم بس قدرة ربنا فوق كل شيء
دلفوا إلى غرفة شهاب الذي كان بدأ يستعيد وعيه مرة أخرى، وقفوا بجانب فراشه بهدوء وهم ينظرون إليه وبدأ القلق يحتل معالم وجه علي، أمسك ليل يده برفق وقال:حمدلله على سلامتك يا صاحبي
فتح شهاب عينيه بهدوء شديد وهو يتأوه بألم ليقابله الظلام الدامس، عقد ما بين حاجبيه وقال بنبرة مرهقة:الدُنيا ضالمة كدا ليه … أنتوا قافلين النور ولا ايه
أبتلع علي غصته وقال بهدوء زائف:قدرة ربنا فوق كل شيء يا صاحبي … قول الحمد لله
شهاب بهدوء مُريب:قصدك ايه … انا مبقتش أشوف
نظر علي إلى مينا الذي نظر إليه كذلك بينما تحدث ليل وهو يُمسدّ على يده قائلًا:قدر الله وما شاء فعل قول الحمد لله يا شهاب وأرضى بقضاءه انتَ أتكتبلك عُمر جديد انتَ كنت فـ حالة خطر يا صاحبي … وانا أوعدك اللي عمل كدا هيتجاب وهيتعاقب وحقك هيرجعلك … بس انتَ تهدى انتَ لسه خارج مِنّ عمليات يا صاحبي … أوعدك اللي عمل كدا هيتعاقب وحقك هيرجعلك ومحدش فينا هيسكت بس الأهم دلوقتي ترتاح لحد ما شُكري ييجي
*************
أخرجه مِنّ موجه ذكرياته السوداء تلك صوت أخيه الذي قال:يا ابني انتَ
نظر إليه شُكري وقال:معلش يا شهاب سرحت شويه
أبتسم شهاب ساخرًا وقال:شويه ايه بقى دا انتَ تعمقت وانا قاعد بكلم كل دا فـ نفسي
زفر شُكري وقال بضيق:بصراحة بقى يا شهاب مخبيش عليك أفتكرت يوم الحادثة … لحد دلوقتي معرفناش مين اللي عمل كدا وانا مضايق أوي
زفر شهاب الهواء مِنّ فَمِه وقال:بتفكرني ليه يا شُكري انا مصدقت أنسى اليوم المشئوم دا
نظر إليه شُكري واكتسى الحزن وجهه قائلًا:حقك عليا يا اخويا … بس مقدرتش بصراحة أضايقت أوي … بقولك ايه تيجي نعمل حاجه ناكلها أحسن بدل قاعدة المطلقين اللي انا وانتَ قاعدينها دي
شهاب:اللي انتَ قاعدها يا روح خالتك
أبتسم شُكري ونهض قائلًا:طب قوم يا روح خالتك نعمل حاجه ناكلها عشان انا جعان
نهض شهاب وهو ممسكًا بـ عصاته وقال:يلا بينا يا روح خالتك
نظر إليه شُكري وقال:ما خلاص يا حبيبي انتَ ما صدقت
أبتسم شهاب وقال بإغاظة:يلا يا روح خالتك قدامي
رمقه شُكري بسخط وذهب إلى المطبخ قائلًا بضيق:انتَ مستفز يا شهاب أوي بجد
أرتفعت ضحكات شهاب الذي لَحِقَ بهِ وهو يُشهر عصاته أمامه بينما أرتفعت صيحات شُكري المتذمرة والتي لَم تُزيد إلا ضحكات الآخر
___________________
وضعت رهف الصحون على الطاولة وجلست على المقعد واستندت بمرفقها على الطاولة ثم يدها التي وُضعت على خدها وهي تنظر إلى إيدن بـ أبتسامه تتأمله وكأنها لا تُصدق أنه الآن يجلس أمامها
تناول إيدن الطعام وهو يتلذذ طعمه الذي أشتاق إليه كثيرًا قائلًا:لقد أشتقتُ إلى تناول الطعام خاصتكِ رهف … لا تعلمين كم أنا مشتاق إليه حقًا
أتسعت أبتسامه رهف وقالت:وأنت لا تعلم كم أشتقتُ إليك إيدن … كُنْتُ سأموت خوفًا عليك حقًا … كان ينفرط قلبي عليك كل ليلة … كل ليلة أضع رأسي على الوسادة وتُغلفها دموعي التي جعلت عيناي تجف … أشتقتُ إليكَ كثيرًا إيدن أين ذهبت … أنت أختفيت فجأة وفقدت الإتصال بكَ ومعها قلبي الذي لَم يهدئ إلا برؤيتكَ مرة أخرى وأنت تقف أمامي تبتسم إليَّ
نظر إليها إيدن وأبتسم قائلًا:وماذا شعرتِ حينها
نظرت إليه وقالت بنبرة حزينة:شعرتُ أنني أحلُم … شعرتُ أنني أُريد أن أبكي … لَم أصدق حينها إيدن ظننتُ أنني أتوهم … ولَكِنّ عندما عانقتني أيقنتُ حينها أنني لا أحلُم أو أتوهم … شعرتُ بدفء أحضانك التي حُرمتُ مِنّها فجأة وبدون أيا إنذارات … لقد تعرضتُ إلى صدمة قوية وقاسية لـ الغاية بسببكَ إيدن
ترك إيدن الطعام بهدوء واعتدل في جلسته ينظر إليها بهدوء حيث كانت هي تنظر إليه بعتاب، لَم تستطيع منع نفسها مِنّ معاتبته ولومه بينما هو كان يخشى هذه النظرات التي ترمقه بها الآن
مَدّ يده ممسكًا بـ يدها بهدوء ثم طبع قْبّلة حنونة عليها ونظر إليها مجددًا وقال:حتى كلمة آسف ليس لها أيا فائدة الآن … ولَكِنّي نادمًا وبشدة … رهف ثمة أشياء أنتِ لا تعلمين عنّها شيئًا … لقد مررتُ بـ العديد والعديد مِنّ الأيام العصيبة … لقد كانت الأيام قاسية عليَّ وبشدة رهف
أقتربت مِنّهُ رهف وقالت بتساؤل:ماذا حدث إيدن … أود أن أستمع إليكَ … أخبرني ماذا حدث معكَ هيا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كاد إيدن أن يتحدث ولَكِنّ قاطعه رنين جرس المنزل، نظر تجاه الباب بينما نهضت هي قائلة:سأرى مَنّ في الخارج علّه يكون محصل الكهرباء
نهض إيدن ومَنّعها مِنّ الذهاب قائلًا:لا … سأذهب أنا وأرى مَنّ الطارق أبقي كما أنتِ
جلست رهف مرة أخرى ونظرت إليه حيث أنه ذهب وفتح الباب ليرى أخيه وزوجته أمامه، أفسح لهما وقال:أدلفا
دلف إيثان وهو يُمسك بـ يد تقوى قائلًا:سأدلف دون أن أنتظر مِنّكَ السماح أخي العزيز
نظر إليه إيدن ببلاهة عندما رآه يتقدم مِنّ طاولة الطعام وهو يقول:مرحبًا زوجة أخي ماذا أعدتي اليوم على الغداء … ما هذا
أغلق إيدن الباب وتقدم مِنّهم مرة أخرى بينما تحدث هو متفحصَا الطعام:ما هذا الطعام تقوى أنا لَم أرهُ مِنّ قبل
جلس إيدن مرة أخرى حيثُ كان وقال:ولِمَ تسأل هل ستتناول طعامي أم ماذا
أجابه إيثان وقال بوقاحة:نعم فـ زوجتي غضبت عليَّ وأقسمت أنها لن تقوم بـ إعداد الطعام ولذلك جئتُ إليكَ حتى أتناول الطعام لأنني جائع
نظرت رهف إلى شقيقتها التي غمزت إليها دون أن ينتبه أحد لتتفهم هي سريعًا ما خطط إليه هذا اللئيم، جذب إيدن الصحون نحوه وهو يقول:تبًا ولأن زوجتكَ غضبت وأقسمت على عدم إعداد الطعام تأتي وتتناول طعامي
أجابه إيثان ببرود وقال:نعم هذا صحيح
إيدن:تبًا مرة أخرى أيها اللعوب لن تتذوق طعامي … وأيضًا أنا فقط مَنّ يتناول طعام زوجتي
إيثان بسخرية:ولماذا وكأنك تُحدثني عنّ الشيف بوراك يا رجُل تبًا طعام زوجتي لهُ مذاقًا خاص وأنا لا أتناول إلا طعام زوجتي الحبيبة تقوى
أجابه إيدن بسخرية مماثلة قائلًا:حسنًا يا زوج الحبيبة أغرُب عنّ وجهي الآن فقد كُنْتُ أتدور جوعًا وأود تناول طعامي العزيز وجئتَ أنت وأفسدت عليَّ مُتعتي إيثان ككل مرة
نهض إيثان مِنّ مقعده وتقدم مِنّ مقعد أخيه قائلًا بنبرة مترقبة:ماذا قُلتَ إيدن … أعدّ على مسامعي ما قُلته أيها اللعوب هيا أطرب أذناي بـ صوت الكروان خاصتك هيا
نظر إليه إيدن نظرة حذرة وقال:ماذا ستفعل أيها الشقي
أجابه إيثان بنبرة هادئة ومُريبة قائلًا:سأفعل ما كُنْتُ أتمناه دومًا أخي العزيز
عاد إيدن بمقعده إلى الخلف وهو يقول:تقوى أبعدي هذا المجنون عنّي
هجم عليه إيثان وهو يقول:سأوريك أيها الحقير كيف تتركنا جيدًا كل تلك المدة وتهرُب عليكَ اللعنة إيدن لقد كانت الأعباء تتساقط على رأسي دون توقف وحزن زوجتك ودموعها التي جُفت عليكَ أيها النذل وفي الأخير تأتي والابتسامة تشق ثغرك تبًا إيدن سأقتلك أيها اللعين الماكر لأنني سئمتُ مِنّكَ أيها العجوز
صاح إيدن عاليًا وهو يقاومه قائلًا:تبًا أيها الصغير لقد سُجنتُ أيها الحقير ومكثتُ في السجن مع المجرمين القذرة لمدة شهرين حتى أعلنوا عن برائتي منذ عدة أيام وعندما خرجتُ ركضتُ إليكم سريعًا حتى أطمئن عليكم
توقف إيثان فجأة عمَّ كان يفعله وهو ينظر إليه بحذر وهدوء شديد بعد سماعه إلى تلك الكلمات بينما كانت رهف وتقوى تنظران إليه كذلك بهدوء مُريب بينما تحدث إيثان بنبرة هادئة وهو ينظر إلى أخيه قائلًا:هل ما قلّته صحيح … هل سُجنتَ بـ الفعل إيدن
أجابه إيدن بنبرة هادئة وقال:نعم إيثان لقد تم حبسي لمدة شهرين … شهرين وأنا أود كل يوم إخباركم أنني لستُ بخير … شهرين أخي وأنا أتألم في صمتٍ … شهرين وأنا أنام على فراش ليس بـ فراشي ومكانًا ليس بـ مكاني … لقد رأيتُ الكثير والكثير هُناك أخي … أخيك تم تعذيبه عندما حُرِمَ مِنّ رؤيتكم وسماع صوتكم فجأة … أنا طوال الشهرين كُنْتُ في صحةٍ سيئة ولَم أتحسن إلا عندما رأيتكم مرة أخرى
تراخت قبضة يدي إيثان بهدوء وهو ينظر إلى أخيه والصدمة تحتل معالم وجهه وكذلك رهف التي كانت لا تُصدق ما تفوه بهِ زوجها، جلس إيثان على مقعده مرة أخرى بهدوء شديد ثم قال بنبرة هادئة:قُصَّ عليَّ ما حدث معكَ أخي … منذ أن دلفت إلى السجن حتى أن خرجت وعُدّت إلى هُنا … بـ التفصيل أخي رجاءً
أخذ إيدن كوب المياه وأرتشفه بهدوء تحت نظرات إيثان المترقبة ثم وضعه مكانه وزفر بهدوء وهو يُفكر كيف يبدأ سرد ما حدث إليه، لحظات ونظر إليه مرة أخرى وقال:أتتذكر حينما أخبرتُكَ أنني سأُسافر إلى واشنطن حيث هُناك رجُل أعمال بيننا صفقة عمل ويجب أن تتم ولن تتم إلا بـ وجودي في واشنطن
حرك إيثان رأسه برفق قائلًا:نعم أتذكر … ماذا حدث حينها
صمت إيدن لحظات ثم أسترد حديثه واكتسى الضيق نبرة صوته بقوله:ذهبتُ بـ الفِعل إلى واشنطن ولَم أُخبركَ في ذات اليوم الذي مرضت فيه رهف وأصابتها الحمى … عندما وصلتُ إلى واشنطن ومررتُ بعدة آليات أوقفني نباح كلبٍ شرس لا يتوقف عنّ النُباح حينها أوقفني الضابط وطلب مِنّي تفتيش حقيبتي وأنا وافقتُ لأنني أثق أن لا يوجد بها شيء مئة بـ المئة وحينها
بدأ إيدن يشرح إليه ما حدث معه وهو يتذكر كل شيء وكأنه يراه أمام أعينه
*************
توقف إيدن عندما سَمِعَ الضابط يقول:معذرًا سيدي ولَكِنّ أود تفتيش حقيبتك رجاءً
عقد إيدن ما بين حاجبيه وهو ينظر إليه قائلًا بـ أستنكار:معذرًا ولَكِنّ هل تقصدني بحديثك ذاك؟؟!!!
“نعم سيدي رجاءً دعنا نقوم بتفتيشها وحينها يُمكنكَ الرحيل”
حرك إيدن رأسه برفق والجمود يحتل معالم وجهه لـ يُشير الضابط إلى زميليه اللذان أقتربا وبدأ بتفتيش الحقيبة تحت نظرات الضابط المترقبة وإيدن الهادئة، أخرج الضابط كيسًا شفاف يحمّل بودره بيضاء اللون
“وجدتُ هذا سيدي”
أخذه الضابط بهدوء وهو ينظر إليه تحت نظرات إيدن الصادمة، نظر إليه الضابط وقال:أتحمّل معكَ الممنوعات سيدي
نظر إيدن إلى ذلك الكيس الشفاف وهو لا يُصدق لـ يُشير الضابط إلى رفيقيه اللذان تقدما وأخذانه إلى سيارة الشرطة كل ذلك ولَم يعترض إيدن أو يتذمر
***********
“وأُلقيتُ في السجن شهرين حتى ظهر شخصًا كريمًا أثبت برائتي بـ شريط ڤيديو مُسجل مِنّ مجهول يُوضح فيه ما حدث عندما كانت الحقيبة تمُرّ بـ أجهزة الفحص في مطار إيطاليا وأتضح أن هُناك عاملًا هو مَنّ وضع هذا الكيس دون أن ينتبه إليه أحد ولذلك تم إعطائي برائة وخرجتُ قبل ميعاد عرضك بـ يوم واحد فقط … وعندما جئتُ إلى هُنا علمتُ أنك تقوم بـ عرض الهيب هوب ولذلك جئتُ إليك سريعًا حينها
أدمعت عينين إيثان الذي كان يستمع إلى أخيه لِمَ تعرض إليه بهدوء مُريب، حقًا أخيه مَرّ بكل ذلك وحده دون أيا مساعدات مِنّ أحد، لقد تعرض أخيه إلى العذاب في بلد غريبة لا يعلم بها أحد
نهض وعانق أخيه بقوة دون أن يتحدث لـ يبادله إيدن عناقه بهدوء شديد وهو يقول:انا بخير أخي
لَم يصدر مِنّهُ أيا أفعال بل أكتفى بـ الصمت إجابة واضحة وصريحة وإن كان الهدوء يدُل على شيءٍ مطمئن فـ هو بـ النسبة إلى إيثان ليس كذلك بـ الفعل بل وراء هذا الهدوء المُريب بركان سيُعلن عنّ إنفجاره وإخراج حُممه البركانية ولَكِنّ ليس الآن
___________________
حلّ الليل واكتسى الظلام المكان بـ أكمله، جلست روان بهدوء على فراشها وهي تنظر إلى هاتفها بهدوء وتتألم برفق، في ذلك الوقت أيضًا تسلق على الشجرة ثم تمسك بجذعها جيدًا ووقف عليه وهو ينظر إلى شرفتها بهدوء وترقب
تسلق على الجذع الآخر المُطل على شرفتها ثم قفز إليها سريعًا ودلف بهدوء شديد، رآها تجلس على فراشها وتنظر إلى الهاتف لـ يبتسم برفق ويهمس إليها قائلًا:رواني
رفعت رأسها ونظرت تجاه شرفتها لترى ليل واقفًا أمامها وينظر إليها بـ أبتسامة حنونة، جحظت عينيها وقالت بعدم تصديق:ليل … انتَ جيت أزاي
أقترب مِنّ فراشها بهدوء وجلس أمامها وهو ينظر إليها قائلًا بـ أبتسامه حنونة:وحشتيني
أبتسمت روان وقالت:وانتَ كمان يا ليل واحشني الشوية دول أوي
أبتسم ليل وطبع قْبّلة على جبينها ثم عانقها قائلًا:جيت أتطمن عليكي يا حياتي … جيتي على بالي فجأة ومعرفتش أنام غير لمَ أشوفك واتطمن عليكي
أبتسمت روان حينما أبتعد هو قائلة:كُنت لسه برضوا انتَ كمان على بالي على فكرة وكُنت لسه هتصل بيك
أبتسم ليل وقال:سبقتك المرة دي … طمنيني عليكي يا حبيبتي
زفرت روان بهدوء وقالت:لسه زي ما انا … الوجع مش راضي يروح خالص يا ليل
مسدّ ليل على رأسها برفق وقال:معلش يا حبيبتي الفترة الأولى دي بتكون صعبة ووجعها وحش أوي بس مع تاني وتالت أسبوع هتحسي بـ الفرق … هي كلها مسألة وقت مش أكتر صدقيني
حركت رأسها برفق ثم قالت:الحمد لله … بحمد ربنا كل يوم وكل لحظة بتوجع فيها زي ما عودتني … رائد وحشني أوي عايزه أشوفه
زفر ليل وقال:مش هعرف دلوقتي خالص … طول ما جدي مانعني أدخل القصر مش هعرف أجيبهولك مفيش غير ڤيديو كول لحد ما جدك دماغه تلين مِنّ ناحيتي ويفهم إني بعمل كل دا عشانك
وضعت روان يدها على كتفه ونظرت إليه قائلة:معلش يا حبيبي هو خايف عليك والله مش عايزك تتصرف أي تصرف يأذيك … وانا عارفه إنك وقت عصبيتك مبتشوفش قدامك يا ليل ولا بتحس بنفسك
مسح على وجهه ثم نظر إليها قليلًا وقال:بحبك يا روان ومبعرفش أفضل واقف بتفرج عليكي وانتِ بتتأذي ومعملش حاجه … انتِ وطه غاليين عليا أوي … وبخاف عليكوا أكتر ما بخاف على نفسي … أعمل ايه
أبتسمت روان وقالت:تيجي تقعد جنبي هنا وتاخدني فـ حضنك زي ما كُنت بتاخدني زمان
نهض ليل وجلس بجانبها على الجهة الأخرى وضمها إلى أحضانه لـ تضم هي نفسها إلى أحضانه ويضع هو الغطاء عليها قائلًا:كُنتي بتنامي فـ حُضني لمَ تخافي مِنّ الضلمة وانتِ لوحدك … كُنتي تيجي تخبطي عليا بليل وتصحيني مِنّ نومي وتقوليلي تعالى نام جنبي عشان خايفة مِنّ الضلمة يا ليل وأجي انا أنفذ طلب الآنسة روان الدلوعة وانام جنبها طول الليل وأحسس على شعرها عشان تفضل متطمنة إني جنبها … أهو انتِ يا روان بحسك بنتي مش أختي كأني بتعامل مع بنتي الصغيرة
أتسعت أبتسامه روان التي شددت مِنّ عناقها إلى أخيها وقالت:ربنا يخليك ليا يا حبيبي وأفضل قرفاك طول العُمر … ربنا يعلم انا بحبك قد ايه يا ليل انتَ وطه … أنتوا سندي بجد ووجودكوا فـ حياتي شيء مُهم أوي ربنا ميحرمنيش مِنّكوا ولا مِنّ حنيتكوا وخوفكوا عليا
طبع ليل قْبّلة مطولة على رأسها وشدد مِنّ عناقه إليها قائلًا:ويخليكي لينا يا نور عيني وتفضلي بخير دايمًا واشوف الضحكة على وشك دايمًا
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة:هتبات معايا صح
نظر إليها وقال:انا مش عامل حسابي على بيات خالص على فكرة
روان برجاء:عشان خاطري يا ليل خليك لو بتحبني بجد زي ما بتقول خليك
زفر ليل بهدوء وهو يُفكر بينما كانت روان تقوم بـ الإلحاح عليه حتى قال هو:خلاص … هبعت مسدج لـ روزي أقولها عشان متعرفش وهبات معاكي النهاردة
سعدت روان بشدة وعانقته قائلة:انتَ أحلى أخ فـ الدنيا كلها بجد
بـ الفعل أرسل ليل إلى روزي رسالة يُخبرها أنه سيظلّ مع روان الليلة، قام بعدها بمراسلة أخيه وقال:هبعت لـ الواد طه ييجي يقعد معانا بدل ما يفضل لوحده كدا ويزعل
أرسل إليه الرسالة ثم أغلق هاتفه ووضعه جانبًا لتمُرّ لحظات ويدلف طه مِنّ الخارج، تحدثت روان وهي تنظر إليه قائلة:إقفل الباب وراك بقى زي الشاطر وتعالى
وقف طه ينظر إليها ببلاهة لـ تقول روان:بـ المفتاح يا ذكي
أغلقه طه بـ الفعل بـ المفتاح وتقدم مِنّهما قائلًا بتساؤل:ليه هنقـ ـتل قتـ ـيل ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابه ليل وهو ينظر إليه قائلًا:لا بس جدك ميعرفش إني هنا أصلًا
نظر إليه طه بعدما جلس على الفراش وقال:انا نسيت حوار جدك دا خالص معلش مش مركز
تحدثت روان بنبرة خبيثة قائلة:مش مركز ليه يا طه مين واخد عقلك
رمقها طه نظرة ذات معنى وقال:انا كنت نايم يا روان بطلي الخبـ ـث دا
ضحكت روان عندما سَمِعت ليل يقول بتخابث:لو الموضوع فيه واحده قولي متتكسفش انا أخوك الكبير برضوا
أجابه طه بنبرة يملؤها الضيق قائلًا:كُنت نايم يا سوسة وصحيت بسبب كابـ ـوس مش حاجه يعني
نظر ليل إلى شقيقته وقال:هو الواد دا بيكلمني بقـ ـرف كدا ليه
عكصت شفتيها بجهل قائلة:صدقني لو أعرف هقولك السبب
نظر ليل إلى طه وقال بنبرة جادة:تعالى ياض انتَ هنا
رمقه طه نظرة باردة لـ يقول ليل مرة أخرى بحدة:قوم ياض أتحرك
نهض طه بـ الفعل بضيق واقترب مِنّ الفراش وجلس على الجهة اليُسرى لـ يضمه ليل قائلًا بغيظ:انتَ بتكلمني انا بقـ ـرف ومِنّ تحت الدِرس ها دا انا هنفـ ـخك يا طه بس مش دلوقتي
أبتسم طه وقال بـ ضيق زائف:بس يا عم انتَ مقدرتش على جدك جاي تتشطر عليا انا
أعتدل ليل في جلسته إليه وهو يقول بغيظ:بس انا فوقتلك دلوقتي يا طه تعلالي بقى
أستلقى طه على الفراش وهو يضع يديه أمام وجهه يحميه قائلًا:يا لهوي هيقتـ ـلني يا ناس
أبعد ليل يديه مِنّ أمام وجهه وهو يقول بوعيد:إبعد بس عن أختك عشان متديهاش ضـ ـربة كدا ولا كدا بـ حُكم إنك تور وانا بقى يا طه هوريك أزاي هتشطر عليك انتَ عشان انا مضايق أوي مِنّ جدك ومش هعرف أعمل معاه حاجه
صاح بوجهه طه وهو يقول بتبجح:نعم يا ننوس عين ماما وكل ما جدك يتشطر عليك ويزعلك تيجي تطلعهم عليا انا ليه مستعـ ـبدني ولا ايه أوعى يا عم كدا
صاح عاليًا متألمًا وهو يقول:يا جحـ ـش بطني دا انتَ غشـ ـيم أوي يا اسطا ايه دا
ليل:أجمد يابا دا انا بسخن بس
صاح طه مرة أخرى عاليًا وهو يقول:يا باسم إلحقني إبنك هيمـ ـوتني
___________________
“أدخل”
دلف أحمد ونظر إليها مُبتسمًا ثم قال:قاعدة كدا ليه
أغلق الباب خلفه وتقدم مِنّها بهدوء وجلس على الأريكة بجوارها وقال:إحكي انا سامعك
نظرت إليه مريم قليلًا ثم قالت بهدوء:مليش نفس أعمل أي حاجه يا أحمد … حرفيًا كأن الدنيا أسودت فـ وشي أوي
أحمد:ليه يا حبيبتي … يا مريم تجربة وخلصت خلاص … عامله زي الجيم كدا وارد أكسب ووارد أخسر انا أكيد مش هقضي حياتي كلها مكسب … طب هجيبهالك بطريقة تانية … فريق الكورة بيكسب كل ماتش … بيلعب بنفس الريتم بتاع كل ماتش أكيد لا في ماتش بتلاقيه فـ المريخ وكأنك ريال مدريد كدا وماتش تاني بتلاقيه مفيش الكلام دا وفيه بطء ومش فـ أحسن حالاته وبيخسر .. العلاقة زي فريق الكورة دا بـ الظبط مرة تلاقيه بيفضي كل حماسه وشغفه وطاقته فـ ماتش واحد والماتش التاني بتلاقيه مش عارف حتى يجري … انتِ كسبتي آه … وخسرتي فجأة … كُنتي متعودة على المكسب والفرحة ومكُنتيش حابه الخسارة ولا الحزن ويوم ما دا حصل كان دا حالك … انتِ حاربتي لـ الشخص الغلط يا مريم … ودا نتيجة أختيارك لشريك حياتك … بس مش نهاية العالم … ربنا عمل كدا لسبب يا مريم
نظرت إليه مريم وتفهمت ما يرمي إليه أخيها، مسدّ على يدها بحنان وقال:المهم دلوقتي إنسي وعيشي حياتك طبيعي يا مريم … الحياة مبتوقفش على حد ولا القطر بيوقف لحد كملي جري مِنّ غير ما توقفي انتِ مموتة نفسك على واحد انتِ مش فرقاله ولا فـ حساباته أصلًا … أوعي تضعفي ولا تبيني ضُعفك لحد يا حواء … عشان يوم ما يبان هتكوني أداة لكل اللي حواليكي … فاهمة يا مريم
نظرت إليه مريم قليلًا وحديثه يتكرر في عقلها وعلى مسامعها كـ الطبول وكأنه يوقظها مِنّ غفلتها، عانقت مريم أخيها الذي ضمها إلى أحضانه بحنان ومسدّ على رأسها برفق، يفعل ما بوسعه تجاهها حتى تعود مريم التي يعلمها مرة أخرى، مهما حدث سيفعل ما يقدر عليه فقط مِنّ أجلها هي
طبع قْبّلة على رأسها وأخذ عقله يُفكر ماذا سيحدث وماذا سيفعل جده مع شريف وكيف سيتخذ موقفًا رادعًا نحوه
_________________
خرج معاذ مِنّ المطبخ وهو يُمسك بـ فنجان القهوة واتجه إلى الحديقه بهدوء، جلس على المقعد الخشبي وهو ينظر في هاتفه بهدوء في نفس الوقت الذي دلف فيه فادي بـ صُحبة أخيه مِنّ باب القصر الرئيسي
تحدث عز بعدما أوقف السيارة وهو ينظر إلى أخيه قائلًا:بابا قاعد هناك أهو
نزع فادي حزام الأمان وترجل بهدوء مِنّ السيارة يليه عز ثم تقدم فادي مِنّ والده وهو يُمسك بـ الأشعة خاصته، تحدث وهو يجلس أمامه قائلًا:مساء الخير يا بابا
نظر إليه معاذ وقال:مساء النور يا باشا
جلس عز بجانب أخيه وهو يقول بمشاكسة:أيوه مكبر دماغك انتَ على الآخر كـ العادة
أجابه معاذ وهو يُغلق هاتفه ويضعه على الطاولة قائلًا:والله يا عز ما في أحلى مِنّ تكبير الدماغ … ومفيش أحلى مِنّ المرازية فـ خلق الله زي سامح وحمزة كدا
تحدث فادي مبتسمًا وقال:وجودهم كان بيسليك
أبتسم معاذ وقال:أوي والله … طلعوا مصيف ولاد اللاعيبة مِنّ ورايا
عز:هموت وأعرف مصيف ايه دا اللي فـ شهر حداشر
معاذ:دول طايرة مِنّهم يا حبيبي عادي مش فارقة معاهم المهم تحضر تتنفذ على طول مِنّ غير نقاش
أبتسم فادي وقال:كانوا عاملين صوت والله … يرجعوا بـ السلامة
معاذ:هيرجعوا يطلعوا عين أُمي انا يا عم انتَ متعرفش حاجه خليهم هناك … قولي عملت ايه
نظر فادي إلى الأشعة وقال:روحت المستشفى عملت شوية أشعة عشان أتطمن بس قبل ما أبدأ أخد الكيـ ـماوي
معاذ:كله تمام أهم حاجه
حرك فادي رأسه برفق وقال:الحمد لله
معاذ:ربنا يجعله فـ ميزان حسناتك يارب … متقلقش أجمد بس وخليك واثق فـ ربنا وما عليك غير إنك تقول يارب بس … وهتعدي وهتخف وتبقى زي الفُلّ … شكله وراثة فعلًا زي ما الدكتورة وجدتك قالوا
زفر فادي وقال بهدوء:الحمد لله
ربت عز على ظهر أخيه بمواساة وقال:انا قولتلك هفضل جنبك لحد ما تخف مقلق ليه بقى دا انا حتى مصدر أمان يعني
أبتسم فادي ومعه معاذ الذي قال:مقلق يا عفرتة ما بلاش نتكلم دا انتَ مسافة ما بتتلم على عادل مبنشوفش الحكمة والهدوء دول كلهم
تحدث عز بضيق مصطنع وقال:لا انا كدا بيتقل مِنّي يا جماعة كدا عيب يعني مش لـ الدرجة دي
صاح عادل الذي كان واقفًا في شرفته بعلو صوته قائلًا:واد يا عز أطلعلي بسرعة لقيت الأغنية اللي بندور عليها بقالنا شهرين
قفز عز مِنّ مكانه سريعًا وركض إلى داخل القصر تحت أنظار والده وأخيه، نظر معاذ إلى فادي وقال:مش قولتلك لمَ بيتلم على عادل بيتهبل
ضحك فادي بخفة وقال:حمزة وسامح النسخة الحديثة
ضرب معاذ على كفيه وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله … انا أعرف إن العيلة بتورث مِنّ بعضها الجمال العيون الخُضر لَكِنّ أول مرة أشوف عيلة بتورث چينات الهطل والجنان
نهض فادي وقال ضاحكًا:خلّيه … هقوم انا بقى أروح عشان سايب فيروز لوحدها فـ البيت وعشان أشوف عرض الواد إيثان اللي عمالين يتكلموا عليه دا
نظر إليه معاذ وقال بتساؤل:هو نزل؟؟؟؟؟؟؟؟
فادي:اه نزل النهاردة الصبح على اليوتيوب
معاذ:طب لو لقيته أبعتلي اللينك بتاعه عشان أشوفه انا كمان
فادي:ماشي هروح وأبقى سلملي على الواد العبيط دا وعلى ماما وهبقى أجيلكوا تاني
حرك معاذ رأسه برفق ثم قال:خلّي بالك مِنّ نفسك يا فادي وهكلمك شوية أتطمن عليك
حرك فادي رأسه برفق ثم ودعه وذهب بينما نظر إليه معاذ حتى أخذ فادي سيارته وخرج مِنّ القصر مرة أخرى بينما أخذ معاذ هاتفه ونظر بهِ مرة أخرى بهدوء كما كان
___________________
كانت ملك تتسوق ومعها صغيرتها شمس في المول الذي كان اليوم مزدحمًا عن بقية الأيام مما جعلها تتعجب، وقفت تُشاهد الثياب بينما كانت شمس تُمسك يدها
تقدمت سيدة عجوز مِنّ ملك تحمّل حقيبة الطماطم التي سقطت مِنّها فجأة، نظرت إليها ملك ولَم تتردد ومالت بجذعها تقوم بـ لَمِ حبات الطماطم، تقدم شابًا مِنّ على الجهة الأخرى وكمكم فَم شمس وذهب سريعًا
وضعتهم ملك مرة أخرى في الحقيبة لـ تشكرها السيدة وتذهب تاركة إياها، ألتفتت ملك وهي تقول:يلا يا شـ….
بترت حديثها وهي تنظر إلى المكان الفارغ الذي كانت تقف فيه أبنتها بـ عينين متسعتان، ألتفتت تنظر حولها وهي تقول بنبرة مهزوزة:شمس
سارت تبحث بين المارين في كل مكان وهي تُناديها بنبرة عالية قائلة:يا شـمـس … يا شـمـس انتِ فين … يا شـمـس
صرخت عاليًا وقد فقدت آخر ذرات تماسكها وأخذت تصرخ بهيستيرية بعدما فَهِمت كل شيء وربطت الخيوط ببعضها، تقدما مِنّها رجلان مِنّ الأمن بعدما وقفوا جميع مَنّ في المول يُشاهدون ما يحدث
“أهدي يا مدام في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
صرخت ملك عاليًا وهي تضرب على وجهها قائلة:بنتي أتخطـ ـفت … مش لاقيه بنتي
“طب أهدي وقوليلي عندها كام سنة ولا لابسة ايه بـ الظبط
تحدثت ملك هي تلهث ودموعها تتساقط قائلة:عندها سنتين ولابسة فستان أصفر بنتي صغيرة هاتوهالي بالله عليكوا انا عايزه بنتي مليش غيرها بالله عليكوا
نظر رجُل الأمن إلى صديقه وقال بنبرة حادة:بسرعة تفرغلي كاميرات المراقبة اللي فـ المول وتطلبلي الرائد حسام بسرعة يلا
ذهب صديقه بـ الفعل بينما نظر هو إليها وقال:متقلقيش هنفرغ كاميرات المول كله وهيبان مين هو وهيتجاب بس انتِ أهدي مش هيعملها حاجه
بكت ملك أكثر بينما كانت هناك سيدتين يواسونها لـ تسقط ملك على ركبتيها وهي تبكي بـ حُرقة وهاتين السيدتان يُمسكن بها ويواسونها
“الرائد حسام معايا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
“انا الرائد أسامة مش حسام”
“باشا حصلت كار ثة في المول ولازم الرائد حسام ييجي فورًا”
عقد أسامة ما بين حاجبيه وقال:في ايه
“واحدة بنتها أتخطـ ـفت مِنّها والدُنيا مقلوبة هنا”
تحدث أسامة قائلًا:دقيقتين وهكون انا وحسام عندك
أغلق معه لـ يدلف حسام في هذه اللحظة لـ يسمع أسامة يقول:تعالى معايا بسرعة
خرج أسامة بينما عقد حسام ما بين حاجبيه ولَحِقَ بهِ قائلًا:في ايه يا أسامة حصل ايه
أجابه أسامة وهو يدلف إلى المول قائلًا:واحدة بنتها أتخطـ ـفت والدُنيا مقلوبة جوه
ركض رجُل الأمن إليهما ليقول أسامة بجدية:فين الست دي
أشار الرجُل إلى التجمع خلفه وقال:أهيه هناك قاعدة تعيط انا خايف يحصلها حاجه ونلبس إحنا فيها
تقدم أسامة مِنّ هذا التجمع وخلفه حسام، أبعد حسام الجميع كي يستطيعا رؤية هذه السيدة والتحدث معها، وقف حسام ينظر إليها بصدمة عندما رآها ملك ثم يليه أسامة الذي توقف مكانه كـ الجماد وهو يرى أنها زوجته هي مَنّ تبكي
نظر حسام إلى أسامة بحذر والذي جلس القرفصاء أمامها ينظر إليها، نظرت إليه وهي تبكي قائلة:انا عايزه بنتي يا أسامة … خطـ ـفوا بنتي مِنّي رجعلي بنتي هيجرالي حاجه بالله عليك
___________________
دلف إلى القصر والغضب يحتل معالم وجهه وهو يسحبها بعنف خلفه وهي تبكي، توقف أسامة فجأة وهو يلتفت إليها صارخًا بها قائلًا:أسـكُـتـي بـقـى كـلـه بـسـبـبـك
أقتربت بيسان مِنّهما وهي تقف بجانب ملك قائلة بقلق:في ايه يا جماعة بتزعقلها ليه يا أسامة ايه اللي حصل
تحدث أسامة بغضب شديد قائلًا:بنتي أتخطـ ـفت مِنّ الهانم
شهقت بيسان ونظرت إلى ملك بصدمة والتي أزداد بكائها أكثر، تقدم سيف وهو يقف بجوار أبنته تحت أنظار الجميع وقال بتساؤل وجدية:في ايه يا أسامة بتزعق فـ بنتي كدا ليه
نظر إليه أسامة وقال بغضب أشد:أسأل بنتك التايهة … بنتي أتخطـ ـفت مِنّ الهانم
صُدم سيف وقال:أتخطـ ـفت مِنّها أزاي
نظر إلى ملك وقال بصدمة:أتخطـ ـفت مِنّك أزاي
تحدثت ملك وهي تلهث بعنف ودموعها تتساقط على خديها بينما كانت بيسان حينها تُربت على ظهرها برفق لتقول هي:كل اللي حصل كنت واقفة بتفرج على الهدوم وماسكة شمس فـ إيدي … جت واحدة كبيرة فـ السن شنطة الأوطة وقعت مِنّها فـ انا لمتهملها وأدتهالها تاني ومشيت … أول ما هي مشيت بلف لـ شمس عشان أخدها وأمشي ملقتهاش
أنهت حديثها وأنخرطت في البكاء مرة أخرى لـ يصرخ بها أسامة بقوة والغضب هو المُسيطر الوحيد عليه الآن قائلًا:قـولـتـلك ألـف مـرة لـو أي واحـدة حـتـى لـو كـانـت بـتـمـو ت قـدامـك مـتـدخليـش وتـاخـدي البـنـت وتـمـشـي دول خـطـا فـيـن مـفـيـش فـايـدة فـيـكـي
تدخل عبد الله وهو يقوم بتهدئة أسامة وإبعاده عن ملك قائلًا:تعالى يا أسامة عايزك … تعالى
أخذه رغمًا عنّه وأبتعد عنّهم بينما تقدمت مريم وربتت على ذراعها وهي تقول:إهدي هترجع إن شاء الله
بكت ملك أكثر لتضمها بيسان وهي تُربت على ظهرها برفق قائلة:إهدي يا ملك هترجعلك صدقيني … محدش هيعملها حاجه دي طفلة صغيرة
وضع عبد الله الهاتف على أذنه وأنتظر حتى أجابه علاء ليقول:إهدى يا علاء مش وقت زعيق ولا عصبية البنت أهم دلوقتي … في كل الأحوال يا علاء البنت أتخطـ ـفت المهم دلوقتي تكلم اللواء أو تروحله المكتب لو انتَ عنده دلوقتي وتعرفه عشان هو برضوا يتصرف لحد ما نشوف ايه اللي هيحصل هنا … لا هبعت أسامة على المول تاني … خلص وأديني خبر
أغلق معه ونظر إلى أسامة وقال:إطلع على المول هتلاقي علي مستنيك هو وليل هناك بيفرغوا كاميرات المراقبة وأبوك هيكلم ليل دلوقتي عشان ياخد قرار البنت وارد تكون حياتها مُعرضة لـ الخـ ـطر
نظر أسامة إلى ملك والغضب يحتل معالم وجهه ليقول عبد الله:ملك فيها اللي مكفيها يا أسامة متحملهاش فوق طاقتها خصوصًا وهي فـ الحالة دي روح انتَ أعمل زي ما قولتلك الشباب معاك ومش هيسيبوك المهم تتحرك انتَ
نظرا إلى ملك عندما أزداد بكاءها أكثر وتقدما مِنّها، أنتشل أسامة الهاتف مِنّها ونظر بهِ ومعه عبد الله الذي قال:كنت عارف إن اللي خا طفها عايز فدية
بيسان:بس مليون كتير أوي يا عبد الله دا استغل الوضع
مسح أسامة على خصلاته بينما قال سيف:انا هطلع على المديرية وأشوف آخرة الوضع دا ايه
تحدث عبد الله وهو ينظر إليه قائلًا:أستنى انا هاجي معاك
نقل بصره إلى أسامة وقال:زي ما قولتلك يا أسامة يلا
تركه ولَحِقَ بـ سيف بينما تحرك أسامة كذلك خلفهما وهو يُجري عدة إتصالات
________________
تحدث علي وهو ينظر إلى الشاشة التي ترصد كل شيء أمامهم قائلًا:دا لوحده مش كفاية لازم نعرف أكتر اشمعنى ملك دونًا عن كل الأمهات دي كلها
تحدث حسام وقال:دا لوحده فعلًا مش كفاية
كان ليل ينظر إلى الشاشة بتركيز شديد وهو يُتابع تحركات ملك، دقق النظر جيدًا ليرى شابًا يقف على بُعد سنتيمترات مِنّها، تحدث ليل وهو يقول:الواد أهو
نظرا كلًا مِنّ علي وحسام إلى الشاشة ليروا الشاب يتقدم بهدوء مِنّ شمس حتى كمكم فَمِها وحمّلها وذهب دون أن ينتبه إليه أحد، اعتدل ليل في وقفته وهو يقول:هاتلي بقى بوابة المول مِنّ بره
نظر علي إلى حسام الذي نظر إليه كذلك ثم عادا ينظران إلى الشاشة مع ليل الذي رأى الشاب يخرج ويأخذ سيارة سوداء ويذهب
تحدث ليل وهو ينظر إلى رجُل الأمن قائلًا:رجعلي كدا الجزء بتاع ركوبه العربية دي واقف عندها
أعاد رجُل الأمن هذه اللقطة مرة أخرى واوقفها لينظروا ثلاثتهم إلى رقم السيارة الذي كان واضح وضوح الشمس، تحدث علي وهو يكتُب رقم السيارة في ورقة قائلًا:حلو أوي إحنا كدا عرفنا شكله ورقم العربية نطلع على المديرية وندي الورقة دي لـ حسام يجيب مين صاحبها
خرجوا ثلاثتهم مِنّ غرفة المراقبة ليروا أسامة أمامهم، تحدث علي قائلًا:تعالى معانا وهنعرفك كل حاجه
__________________
“يا علاء مش كدا مش انتَ وابنك”
نظر ليل إلى علاء وقال:علاء … انا مقدر موقفك وإن اللي أتخـ ـطفت حفيدتك بس مش معنى كدا إن اللوم كله هيتحط على ملك لوحدها … ملك دلوقتي منهارة على بنتها مش فاضية لـ جَو اللوم والتقـ ـطيم
زفر علاء ليقول عبد الله:إهدى يا صاحبي إحنا دلوقتي مستنيين الشباب لمَ ييجوا ونشوف عملوا ايه
سيف:علاء … شمس حفيدتي زي ما هي حفيدتك وانا دلوقتي زيي زيك بس انا مش هلوم بنتي لحد ما اعرف ايه اللي حصل بـ الظبط
دلف ليل في هذه اللحظة وهو يقول:وإحنا عرفنا ايه اللي حصل بـ الظبط
___________________
وما هي إلا إنذارات عزيزي القارئ تُشير إلى أقتراب فتح باب الجحـ ـيم عليهم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *