روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت الثاني عشر

رواية تمرد عاشق 2 الجزء الثاني عشر

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة الثانية عشر

وقل ربي ذدنى علما
“أَينسَـىٰ القَلـبُ إنسَانًـا
لـهُ فِـي رُوحـهِ مَسـرىٰ.”
”وكأن الحياة أقسمت أن تجعلنا نتألم دائماً .!”
خرج من معمل التحليل… ينظر في كل الاتجاهات بلا هوادة… نظر لسيارته التي تركن جانبا.. ثم تحرك بخطى بطيئة يسير بالشوارع شاردا… وطعنات تنحره بقوة من الأقارب
ظل يسير ولا يعلم لأي خُطى سيأخذه الحال.. تذكر ذاك اليوم الذي رجع بهما من فرنسا
كان يقف أمامهم يمارس أقصى درجات ضبط النفس كي لا يذبحهما بما فعلوا … فهو وصل من خلال هواتفهما إنهما السبب الرئيسي بخطف ابنته
آهة حارقة خرجت من صدره تكوي بلهيب من يصطدمها… جلس بجانب حديقة عامة ينظر لسرعة السيارات في الشوارع
اطبق جفنيه بوجع لو توزع على عالمه ليكفيه حرقة
تذكر تلك المكالمة
فلاش باك
– أيوة يامنال كله تمام البنت اخدوها بقالهم نص ساعة اتصرفي وسفريها قبل ماجواد يرجع لطبيعته… هو دلوقتي بيدور زي المجنون
على الجانب الآخر
– تهكمت منال وضحكت ضحكات صاخبة وأردفت بسعادة
– يستاهل ابن الألفي.. كدا ناري بردت والحمد لله هو اللي بدأ والبادي أظلم… ياله عقبال ولاده الباقيين… ثم تذكرت شيئا
بقولك ياأشجان اللي يدلك عشرة مليون كمان وتخلصي من واخد من ولاده التانين كمان.. ثم وقفت متحركة تنظر للخارج وتردف بمقت
– لازم أحرق قلبه على ولاده كلهم… هخليه يتمنى انه مخلفش.. تعرفي إن خطف البنت أحسن من موتها مع إن كان نفسي في الولد أهو نخلص من جاسر وذكراه
قاطعتها أشجان
– المهم انتِ عايزة تخطفي حد في الوقت دا… هيكون صعب أوي.. الدنيا ملغمة مقدرش اقرب حتى من البيت
ضيقت عيناها وأردفت بخبث
– لا مش بنتك عندها كورونا على ماأظن
❈-❈-❈
تفاجأت بها أشجان وأردفت
– أمل أيوة إيه اللي جاب بنتي في الموضوع
زيارة بسيطة لغزل هانم وحضن مع شوية قُبلات للعيال… سمعت إن بنتهم عندها مشاكل في القلب… دا اللي وصلني… وكمان كان المفروض يسافروا بيها يعملولها عملية في القلب
هزت أشجان رأسها وأردفت
– ايوة حسين قالي كدا..
ضحكت بصخب… خلاص ياشوشو اعملي اللي قولت عليه والفلوس هتكون في حسابك النهاردة… ولو حصل اللي في بالي ليكي إدهم كمان… شاووو ياشوشو
أفاق من تلك المكالمة التي حولت حياته لجحيم تمنى لو منال التي فعلت ذلك كان ألمه سيكون أخف حدة..
صرخة بآهة عالية خرجت من جوف حسرته تنبع من أعماق قلبه…
قبض على ركبتيه بكفيه حتى ابيضت مفاصله
– اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك… ماض في حكمك.. عدلا فيى قضاؤك.. أسألك بكل إسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك.. أو علمته أحد من خلقك… أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ”
صار يكرر ذلك الدعاء حتي يذهب عنه غضبه… يارب أخرجني من حولي لحولك ومن ضعفي لقوتك
– يارب إني عبدك الضعيف فقويه بإيمانك
مسح على وجهه وحاول أن يتنفس بهدوء عندما شعر بآنفاسه الثقيلة من كثرة الهموم
ولما لا وزوجته أصبحث أثقلهم هما
استند بظهره على المقعد خلفه وتذكر ليلة أمس مع زوجته التي فاقت قدرتها على الإحتمال
بسط يديه إليها
– تعالي حبيبتي نطلع أوضتنا ونتكلم براحتنا.. مش عايزين الولاد ياخدوا بالهم خصوصا رُبى
نهضت واقفة… ضمها من أكتافها مقبّل رأسها.. متجها لغرفتهما
قابلهما ياسين على درجات السُلم
– مساء الفل ياحضرة اللوا… إيه يابابا مبقتش أشوف حضرتك زي الأول… البلد دي أحسن من غيرها ياحضرة اللوا
جذبه جواد مقبلا رأسه
– بتلعب على أبوك يالا… المهم رايح فين كدا
نازل النادي من زمان ملعبتش باسكت وغلبت يحيى
أومأ برأسه متحركا للأعلى وتحدث
– خلي بالك ياحبيبي من نفسك
تمام يابوب… سلام وسهرة سعيدة مع غزالتك
نظر إليه فاغرا فاهه
– نعم يااخويا بتقول إيه.. بتطاول عليا ياسين
توقف ياسين عن السير
– آسف حضرتك… مكنش قصدي اتعدى حدودي مع معاليك ياباشا
هبط جواد درجتين واقفا أمامه
– متبقاش أهبل يالا… بهزر معاك ثم أشار بسبابته وتحدث
– لكن دا ميمنعش إن اللي بيني أنا وماما خاص بينا وحدنا مينفعش حد فيكم يتجاوزها تمام
قبّل كتف والده مبتسما
– تمام معاليك ياحضرة اللوا عُلم ويُنفذ
ابتسم له بهدوء.. وراحت ذاكرته لأبنته الغائبة التي وجد تربيتها الغير سوية.. تخطت حدودها في المعقول
كانت تقف تراقب زوجها وتستمع لحواره مع ولدها مبتسمة بحب إليهما
– “جواد”… أردفت بها غزل به
رفع نظره إليها… نظرة ضالا عن طريقه ثم انتابه الضياع إلى أن وجد ضالته في تلك العيون التي تذيب لهيبه لتحوله لثلج يبرد به صدره
تلك نظراتها التي تقاوم ضجيج قلبه وضعف عيناه بالحزن والحب في آن واحد.. راقبته بعيناها المرتعشة وقلبها الذي تزيد دقاته بصخب وصدرها الذي يعلو ويهبط من شدة مشاعرها وعشقها الدفين بخبايا السنين
صعد بهدوء إلى أن وصل إليها وضمها من خصرها ثم تحرك لغرفتهما
جلس على أريكة بغرفته ضامهها لأحضانه كطفل رضيع.. يريد حنان والدته
– حبيبك سامعك.. اشكيله ياقلبي وهو هيسمعك بقلبه وبكل جوارحه
رفعت رأسها ومازالت بأحضانه وتقابلت النظرات في حديث ملام طويل.. ترقرقت عيناها بالدمع وأشارت على قلبه
– عايزة اشكيلك من دا… ماله؟ ليه بعيد عن حبيبه الأيام دي.. بقاله فترة مش حاسس باللي حواليه
كل ماعليه إلا أن التقط قبلة طويلة من ثغرها دغدغت جسدها حتى باتت كل جوارحها تتمنى قربه أكثر فأكثر
فصل قُبلته عندما أحتاج لبعض الهواء
ظل يربت على خصلاتها.. فقد كان بارعا في ترطيب جفاف روحها الغائرة … مصافحا قلبها بنظراته التي تشبه زخات المطر في يوما عاصفا
لامس خديها متنهدا بحزن
– عندي شوية مشاكل جبارة في الشغل… غير بعض الشركات دخلت في قضايا ضرايب وتزوير وهم كبير… ثم رفع نظره
– وطبعا موضوع ربى ومليكة اللي حستها واخدة جنب من وقت اللي حصل
مشاكلي كتير أوي حبيبي.. ومحتاجة مني طاقة وللأسف ياغزل طاقتي خلصت ومبقاش ليا قدرة على التحمل
استدارت بجلستها فأصبحت بأحضانه كاملة.. نظرت إليه بتمعن وترقب
– الكلام دا ممكن تقوله لحد من الولاد ياجواد.. أو حد تاني… أي حد غير غزل..
نزل بنظره للأسفل عندما فقد قدرته على النظر بعينيها فهي تفهمه من نظراته
رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه
– غزل حافظة جواد أكتر من جواد نفسه فبلاش تستخف بقلبي ياحبيب قلبي
ابتلع غصة بجوفه وحاول الإبتسام عله يسيطر على نفسه أمامها.. فاليوم اكتفى من الصدمات
عقد كفيه خلف ظهرها جاذا إياها إليه حتى تقلصت المسافة بينهما وهو يحاوطها بنظراته العاشقة فلفحت أنفاسه الحارة ملامحها الجميلة
– سيبك من دا كله وقولي كل الستات اللي بتكبر بتحلو كدا ولا غزالتي بس
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناه بحزن ثم وقفت متجهة للخزانة
– هحضرلك الحمام… أدخل خُد شاور وأنا هجهزلك لبسك… شكلك تعبان وعايز ترتاح
أطبق جفنيه محاولا أخذ أنفاسا عميقة.. عندما شعر بحزنها الدامي لقلبه.. كيف له أن يعود ابتسامتها في ظل مايمر به
خرج من ذكرياته مغمض عيناه بوجع لما وصلت بينهما تلك الأمور.. الأمر الذي جعله أن يتخذ قرار ويقوم بتحليل DNA
❈-❈-❈
زفر بهدوء قلبه يتمنى أن تكون ابنته وعقله يتمنى الأ تكون… فهل سيغلب القلب على العقل.. أم للقلب رأي آخر
قاطع ذكرياته الحزينة مع نفسه رنين هاتفه من اخيه صهيب
– فينك ياجواد.. خرجت من بدري أوي
نظر لمرور السيارات من حوله وتحدث بحزن
– جاسر فين ياصهيب من أمبارح مشفتوش
– جاسر عندي… فوق مع عز متخفش معملش حاجة.. ثم اخذ نفسا عميق وتحدث
– “جواد عايزة اقولك وأكدلك البنت دي بنتك ياحبيبي والله بنتك كل حاجة بتعملها بتدل على إنها بنتك.. متزعلش منها هي حبها فيك دا فطرة خرجت منها غصب عنها بس فسرته بمعنى تاني
ثم استطرد بهدوء والدليل على كلامي تعلقها ببيجاد أي حاجة بتحصلها بتجري عليه مع إنهم مش قريبين من بعض
زفر جواد بإختناق وعزم أمره للتحرك لسيارته ثم أكمل حديثه
– أنا عملت التحاليل ياصهيب علشان اريح الكل.. وعلى أد ماأنا خايف من اللي جاي سواء بنتي ولا لا.. لكن الموضوع هيكون أصعب عليا فوق ماتتخيل
بالأسكندرية
قبل يوما
هبت واقفة وتحدثت
– الست دي لازم تخرج فورا من بيتي ياريان سمعتني
نظر إليها شرزا ثم تحدث بصوتا مكتوما من الغيظ
– من إمتى وإحنا بنتطرد ضيوفنا ياهانم
قالها متحركا ثم اتجه لغرفة مكتبه
دلف للغرفة ينظر بغموض لتلك التي وقفت تناظره بإشتياق
– ريان… تحركت تخطو متجهة إليه… ولكنها توقفت عندما وجدت نغم تدلف خلفه وتحاوط ذراعيه
التوى ثغرها بابتسامة خبيثة
– اهلا ياجميلة الجميلات لقد اشتقت لكِ كثيرا
خطت نغم إلى أن وقفت أمامها
– نورتي مملكتي ياجاكي… بس الصراحة مش اوي نورك نص على وربع ممكن تقولي حاجة زي كدا
ضحكت بصوتا مكتوم ووقفت معاندة تنظر بدهاء
– أنا دائما انير أي مكانا أذهب إليه ياجميلة حتى زوجك يشهد بذاك
نظر ريان لنغم وتحدث
– اعمليلي قهوة من إيدك حبيبي وهاتيها لحد مااشوف ضيفتنا عايزة ايه
خرجت نغم بهدوء وهي تبعث له ابتسامة
– تمام حبيبي
ولكنها تسمرت عندما إقتربت منها تلك الحية الرقطاء منه متعمدة خفض صوتها الذي أشعل الغضب ونيران قلب نغم
– فكرت جيدا ياريو فلقد اشتقت لك كثيرا
ضحكات صاخبة خرجت من فم ريان وهو ينظر لنغم ثم أرسل قبلته إليها
– القهوة يانغوم
خرجت نغم وهي تتأكل بخطاها الردهة
– ماشي ياريان.. اصبر عليا… آه صرخت بها
في منزل المزرعة
جذب بيجاد خصر غِنى وتحدث رافعا حاجبيه
– ودا سؤال يتسأل يابنت عمتي… فيه حد يسأل واحدة بتعملي أيه في بيت جوزك
برقت غنى عيناها تنظر لبيجاد ثم أردفت بصدمة
– بيت مين يااخويا
دنى منها حتى تلاشت المسافة واختلطت الانفاس وتحدث رافعا حاجبه بشقاوة
– بيت جوزك ياروح جوزك…
❈-❈-❈
لكمته بصدره
– حبك بورص ياخويا… أنا متجوزتش حد
بينما ماسة التي وقفت وكأنها تراهم بجحيم جهنم.. ظلت تهز رأسها وتردف
– مين دي اللي مراتك.. لا، لا أكيد بتكذب
تحركت إلى أن توقفت بينهما
– بص في عنيا يابيجاد وقولي إنك بتغظني بس.. اكيد بتغظني… قالتها غير مستوعبة مااستمعت إليه
امسكها بيجاد من مرفقيها
– صوتك ميعلاش… وتعالي قوليلي جاية هنا ليه..
عقدت غِنى ذراعيها وأردفت
– طبطب على الجميلة يازوج الأحلام.. قالتها وهي تنظر له بغضب
وصل إليها بخطوة واحدة ثم جذبها من خصرها وهمس بجانب أذنيها
– والله ابدا دا زوج واقعي فوق تخيلاتك الغبية دي زوجتي المجنونة
لكمته بجنبه
– جن لما يركبك.. أوعى تفكرني علشان كنت عايشة برة معرفش حاجة عن لؤم وخبث اللي زيك.. دنت وتهمست مثلما فعل
– لا ياحبيبي دا شوفت محمد رمضان وعبده موتة كمان.. قالتها وهي ترفع حاجبيها بسخرية
ضيق عيناه ولا يدرك ما رمت إليه بكلماتها
– مش فاهم يابت تقصدي أيه
دفعته بكلتا يديها وتخلت عن قبضته ولكنه جذبها مرة أخرى
– اثبتي وفهميني كلامك ياعفريت العلبة إنت
رفعت نظرها لماسة ثم اتجهت تهمس له بقوة أكبر جعلت دقات قلبه تضرب بعنف
– حبيبتك هتموت عليك من الغيرة… هبلة متعرفش إنك متلزمنيش
اتجه بنظره لماسة التي تطالعهم بغضب تود لو تستمع لحديثهما
ورجع إليها يطالعها بغموض جعلها ترتجف بين أحضانه.
– عندك حق طبعا وزي ماقولتي إنت كمان متلزمنيش ثم اكمل
– هروح أوصل ماسة وراجع تتحركي من هنا… أقترب وهمس أمام شفتيها
– هجيبك حتى لو روحتي الصين وصدقيني مش هرحمك زوجتي الحلوة
توسعت نظراتها وضربت قدميها بالأرض
– لو مشيت هترجع مش هتلاقيني… لا تعرف لماذا قالت له ذاك الحديث…
هل نيرانها التي احترقت صدرها بعدما جذب ماسة وتخطاها للذهاب.. أم أوامره التي دوما يؤمرها بها… أم كلماته عن زواجه بها… هنا تحدث عقلها
– كيف ينعتها بزوجتي… اسرعت خلفه بعدما لم يهتم بحديثها
– بيجاد صرخت بها…
استدار ينظر إليها بإستفهام
– خُدني وصلني بيت بابا أنا مستحيل أقعد هنا دقيقة واحدة… وأهو تقعد مع قريبتك براحتكم
ضيق عيناه ثم ترك ذراع ماسة واتجه إليها
تغلغلت روحها بداخلها عندما وجدته متجها إليها… ولكن اختفت ابتسامتها عندما اردف
– ماسة روحي عند العربية هقول حاجة لغنى وراجعلك على طول
تمتمت بإستياء، من كلماته
– الولد دا مش راحم نفسه يخربيته… ليل نهار مفيش غير البنات
تسلطت عيناه على شفتيها التي تتمتم تلك الكلمات واقترب منها
– بتقولي إيه… بيت مين اللي عايزة تروحيه
هزت ساقيها بعنف ونظرت بغضب
– تليفون واحد يابيجاد وأعمل بلاغ فيك انك خاطفني… وشوف بقى ممكن ازود في البلاغ ايه
جذب ذراعيها بقوة عاقدا خلف ظهرها وهمس بجانب اذنيها
– طيب اعمليها كدا… وشوفي هيحصل ايه
وياريت تكتري من الحاجات التانية بتاعة الخطف دي ياروحي… علشان احقق بلاغك واخليه حقيقة..ثم دنى حتى اختلطت انفاسهما واكمل
– وحياة غنى عندي إنك مراتي دلوقتي
جحظت عيناها من حديثه
– اكيد بتهزر…لا دا إنت مجنون
ضحك بصخب ونظر إليها نظرات لأول مرة نظرة حبيب…بل عاشقا
وحياة مراتي الجميلة مابهزر إفتكري كدا يوم الحفلة وإنت تعرفي كلامي مش هزار ابدا.. رفع ذقنها عندما نظرت للأسفل مضيقة عيناها تحاول تتذكر تلك الليلة
تلاقت نظراتهما وأردف بصوتا مبحوحا فاضت به مشاعره ولم يقو على سيطرته
– دلوقتي إنت غنى بيجاد… قولتهولك من سبعتاشر سنة مكنتش اقصد ابدا إنك هتكوني ملكي كل اللي قصدته وقتها إنك اميرتي اللي كانت كل اهتمامي…
رفع إصبعه يزيح خصلاتها من على عينيها يضعها خلف إذنيها ثم أكمل حديثه الذي جعلها لا تعي شيئا كالمعتوه
– لكن دلوقتي إنتِ ملكي ومراتي… اينعم جواز مش شرعي اوي علشان بالسر بس جواز..
نظر لمقلتيها وأكمل مسلوبا بالكامل
– يمكن دا لعبة من القدر انه يبعدنا… ونرجع نتجمع بعد السنين دي كلها بس اللي متاكد منه إنك تخصني أنا وبس
شعرت برجفة بعمودها الفقري وكأنها لم تقو على الوقوف… فأمسكت بذراعيه عندما مس كيانها بالكامل… نظراته… همساته… ورغم ماقاله إلا إنه لم يرحم حالتها واكمل
– خلي بالك من نفسك.. نص ساعة بالكتير وراجعلك.. أنا خلاص مقدرش أبعد اكتر من كدا
جذب رأسها واضعا جبينه فوق جبينها
– جبتي ابن المنشاوي على رقبته يابنت الألفي…
ظل يقاوم نيرانه الملتهبة عاجزا على ارتعاشة شفتيها من حالتها التي اوصلها إليها… لم تعي ما يقوله.. توهان.. تشتت من قربه وأنفاسه القريبة… أحنا كنا نعرف بعض
❈-❈-❈
تذكرت تلك الليلة التي خرجت بها من الحفل وجدته يترجل من سيارته بهيئته الخاطفة للقلب
توقف أمامها عندما وجد عبراتها تنزلق على وجنتيها
-” غنى ” أردف بها بيجاد عندما جذبها بعيدا عن تلك السيارة
وقفت أمامه ولم تفكر إلا إنها القت بنفسها بأحضانه
حدق فيها بعينين عندما فعلت ذلك… كان عاجزا لم يعلم ماذا يفعل في تلك الاثناء
لم يبادلها حضنها ظل واقفا كالتمثال
أخرجها من أحضانه يستند بذراعيه متكأ على سيارته ينظر إلى عيناها التي تسحره كلما رآها
– ليه الدموع دي.. وبتعيطي ليه
أشارت على الحفل وبدأت تبكي كالمختل عقليا
– شوفته جوا حاضنها كدا… شافني واتلاشني كأني مش موجودة والله لاندمه
هي مش احسن مني
كانت نبضاته الهادرة تتخبط بعنف بين ضلوعه كأنها تعلن ثورتها ضده… من قربها وارتعاشة شفتيها
قبض على معصمها بقوة ونظر لداخل عيناها
– إنتِ قصدك مين
دفعته بقوة بعدما أزالت عبراتها وصرخت بوجهه
– الله يلعن اليوم اللي قبلتكم فيه إنت وهو
أنا بكرهكم انتم الأتنين
هو علشان بيتلاشني كأني مش موجودة
ثم اقتربت ولكمته بصدره
وإنت علشان بتغيب عليا بالأيام.. بكرهكم
استمعت لهدير سيارة بالقرب منهما
رفعت رأسها تناظر الذي يصيح بإسمها
– غنى تعالي ياله… تركت ذراع بيجاد وأسرعت إليه
– يحيى بتعمل إيه هنا
رفع حاجبه وتحدث
– كنت بوصل ماما يابنتي الحفلة… ايه تحضري الحفل ولا نروح حفلة تانية
اتجهت بنظرها لبيجاد الذي يناظرها شرزا.. ثم استدارت تفتح سيارة ابن صديق والدتها
– لا نروح حفلة تانية يايحيى.. امشي من هنا بسرعة قبل سبع الليل مايجي يطربق عربيتك
ضيق عيناه وتسائل
– مين سبع الليل دا… ضحكت ضحكات صاخبة بعدما وجدت بيجاد يتجه نحوهما
– امشي بسرعة وأنا هقولك.. ثم أشارت بيديها ورغم ضحكاتها الإ أن دمعة انسدلت على وجنتيها.. هي تعلم ان يحيى ليس الشخص السوي ابدا… ولكن ماذا تفعل كي تطفئ نيرانها المشتعلة التي تزيد اشتعالا كلما اقتربت من ذاك الاثنين
عودة للحاضر
– هو إيه اللي حصل.. أنا خرجت اليوم دا مع ابن صاحبة ماما ودخلنا ديسكوا وسهرنا شوية.. ورجعنا… فجاة توقفت وتذكرت تلك الليلة ونظرت إليه
ذهب بذكرياته وبدأ يقص لها
دلف لذاك المكان الذي يعرف بالنادي الليلي
يجمع الكثير من الشباب والشابات… ناهيك عن خروجهم عن القيم الأخلاقية ودينهم الذي لا يعلمون عنه شيئا سوى الديانة مسلم فقط
جذبها بقوة إليه ولكم الكثير من الشباب الذين كانوا يحاوطونها في ذاك الوقت وهي لا تدري بحالها
ضمها عندما وجد قوتها على المشي متلاشية.. اشتم رائحة الكحول الخارجة من فمها
دفعها بقوة لداخل السيارة
– ادخلي والله لأدبك يابنت عمو جواد
الرؤية كانت مشوشة لديها.. اتجه بها بعد قيامه الإتصال بصهيب
– بنت اخوك معايا ومصايبها كترت والله لو عمو جواد شافها كدا ليدفنها بالحيا
تحرك صهيب بعيدا عن الجمع
– بتقول إيه يالا.. إنت شارب ولا إيه
ضحك بيجاد بسخرية
– لا والله مش أنا بنت اخوك اللي شاربة ومتكيفة على الأخر
توسعت عين صهيب وأردف بغضب
– دا مش جواد بس اللي هيموتها.. دا لو عز عرف هيموتها هو كمان إنت فين يابني
زفر بيجاد بغضب من كلمات صهيب الذي اذهبت عقله
– نفسي الاقي حد في العيلة دي الواحد يفهم منه جملة… عيلة كلها مفوتة عقليا
صاح صهيب
– روحت فين يابيجاد… توقف بيجاد بالسيارة جانبا عن الطريق وهو يمسح وجهه بغضب عله يستطيع السيطرة على نفسه… ناظرا لتلك التي تتحدث وكأنها بعالم آخر
– اتجهت له ثم وضعت رأسها على كتفه وتحدثت
– تعرف إنك شخص جذاب أوي.. رفعت يديه على قلبها واردفت
– دا محتار بينكم.. بيحبكم انتوا الاتنين.. بس هو أكتر.. هزت رأسها وأشارت بيديها
– لا إنت أكتر… انسدلت دموعها فجأة وأكملت
– بحبك أوي يابيجاد وبزعل منك أوي علشان كل شوية بشوفك مع بنت.. وبحبه هو كمان وبزعل منه علشان بيحبها أكتر.. طيب انتوا الاتنين واجعين قلبي… كنت عايزني اروح لمين
❈-❈-❈
صعق بيجاد من حديثها… وهزة عنيفة اصابت جسده بالكامل لا يعلم أيسعد من حديثها ام يحزن….. شعر بوجع قلبه عليها
إحتوى وجهها بين راحتيه وتحدث
– غنى حبيبتي طبيعي إنك تحبينا إحنا الاتنين… قاطعه صراخ صهيب الذي ركب سيارته متجها إليهما ظنا منه يتحدث على رُبى
– بقولك انتوا فين أنا في الطريق… نظر للخارج ووقع نظره على تلك اللافتة
“مأذون شرعي”
ابتسم بخفة ينظر لتلك التي وضعت رأسها على كتفه وهي تتمتم
– بحبكوا انتوا الاتنين
– إحنا في شارع ( ) عند مكتب الماذهون.. تعالي علشان تشهد على عقد الجواز ياعمها
صرخ به صهيب..ولكنه اغلق الهاتف سريعا
– لما أشوف اخرك إيه ياعمو جواد..انت مش ناوي تعمل التحليل…يبقى ادخل انا بطريقة تانية وشوف مين اللي هيثبت للتاني انه صح
وصل صهيب ينظر حوله في كل الاتجاهات…وقع نظره على ذاك المكتب
اتجه سريعا يدلف المبنى
دلف لداخل المكتب وجد بيجاد يجلس بجواره غنى…هنا فاق من صدمته وعرف قصده
❈-❈-❈
سار ببطئ حيث جلوسهما ونظر أليه
– انت اتجننت يالا جايب البت وعايز تتجوزها وهي مش دريانة بنفسها…دي جريمة
عقد ذراعيه أمامه وتحدث
– المرادي جبتها من ديسكو ياعمها…بكرة أجيبها من شقة دعارة
جذبه من ذراعيه وتحدث
– بيجاد احنا مش متاكدين إن البنت بنت جواد
اقترب بيجاد ينظر بداخل مقلتيه بقوة
– بس أنا متأكد البنت دي بنت عمو جواد.. ولو هو نفسه مش عايز يصدق يبقى براحته… على العموم أنا هكتب عليها بس علشان أعرف اتحكم فيها دي مجنونة على الأخر.. ومتنساش ان بابا لو عرف هيضربني بالنار… الموضوع هيكون سري لحاجتين مهمين
انهم ميعرفوش يخرجوها بر مصر تاني والسبب التاني
– علشان محدش يكون له حكم عليها واقدر اتحكم في جنانها… دي بتقول بتحب ابوها… معرفش دماغها فيها ايه
نظر صهيب إليها وهو مقتنع بكلامه ولكنه يخشى ثوران جواد وريان بعد ذلك… وماذا يحدث إذا لم تكن ابنته.. في تلك الحالة سيكون بيجاد المبتلي بها
رفع نظره وحاول التحدث معه
– طيب استنى يومين وأنا هقنع جواد بموضوع التحليل دا
أجابه:
– وايه يعني وهي مراتي مفهاش حاجة..
نظر صهيب إليه
– انت بتحبها يابيجاد
اجابه بيقين دون تفكيرا
– أنا بحب عمو جواد ياعمو صهيب الراجل دا صعبان عليا أوي بحسه زي أبويا… هو بيحاول ميظهرش وجعه لحد.. ومعرفش ليه مش عايز يقتنع إنها بنته… دا المفروض اقرب واحد ويتاكد بدون شك
قاطعهم صوت المسؤل عن المكتب
– اتفضلوا… جذبه صهيب
– انت مُصّر على الجنان دا
أجابه بيجاد بيقين
– أنا مُصّر ومقتنع أن البنت دي بنت عمو جواد… وهفضل وراه لحد مايقتنع وعلى فكرة مش محتاج تحليل
أشار صهيب بعينيه لغنى
– ودي هتتجوزها إزاي وهي مش حاسة بحاجة
ميهمنيش إنت عمها وولي أمرهاوأحسن حاجة إنها مش حاسة
– بقولك ياغبي البطاقة فيها إسم تاني
جذبه من يديه
– تعالى بس ياعمو متقفلهاش…أنا هتصرف هو أنا هعمل حاجة حرام دا جواز
بعد قليل هبطوا للاسفل حيث وجود سيارتهما
وقف صهيب أمامه
– يارب تكون خطوة صح يابيجاد وفعلا تطلع بنت جواد… عملتك دي مش سهلة ابدا وخصوصا لو البنت انكرت… ومعرفش أبوك ممكن يعمل إيه بعد مايعرف
جذب غنى من خصرها وتحرك لسيارته
– أنا همشي دلوقتي دي نامت زي ماحضرتك شايف وبلاش عمو جواد يعرف حاجة دلوقتي… ومتخفش من بابا وقت مايعرف كان ربنا حلها من عنده
فتح باب السيارة وأدخلها بهدوء
نظرت إليه وتبسمت
– إحنا رايحين فين… هتوديني عند حضرة اللوا
خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة وتحدث
– أهو حضرة اللوا دا ممكن يموتني لو عرف
كانت تناظره
– تعرف أنتوا أكتر اتنين بحبكوا أوي معرفش ليه… مع أنكم أكتر أتنين تاعبين قلبي
قبّل خصلاتها وتحدث
– وإحنا بنحبك ياقلبي متخافيش محدش هيقدر ياخدك تاني
نهاية الفلاش
خرج من شروده وهو ينظر إليها
– متخلنيش أتجه لأساليب تانية ياغنى لو سمحتي… استمع لصرير السيارة…
اتجه بنظره وجد ماسة تحركت سريعا
تحرك سريعا خلفها لأنه يعلم جنانها وما ستقوم به… أسرعت غنى خلفه وجذبته من ذراعيه… استيقظت روحها الثائرة بداخلها ماإن تركها وأسرع خلف ماسة
– تعالى هنا… رايح فين؟
رفع حاجبه ينظر إليها بسخرية
– ماسكاني كدا ليه… وسعي لازم ألحقها دي مجنونة
رفعت عيناها لعيناه وتحدثت بغضب
– مفيش خروج ورا الزفتة دي لحد ماتعرفني إنت مجنون ولا بتتكلم بجد
هزت رأسها
– لا أكيد مجنون كلامك مش حقيقي
انزل يديها بهدوء وتحدث
– ممكن ألحق المجنونة بدل ماتعملي مشكلة مع بابا وبعد كدا اذكر حضرة جنابك
دفعته بقوة وتحدثت كقطة شرسة
– والله ماانت متحرك من هنا وشوف كلام مين اللي هيمشي.. صرخت بصوت مرتفع
– مين دي اللي تجري وراها وتسبني هنا استنى حضرتك واشربي من البحر يابت
❈-❈-❈
اظلمت عيناه وهو يتحدث بغضب
– صوتك مترفعهوش واه هتفضلي هنا.. ودلوقتي تعالي بقى علشان اخرك كدا
جذبها من مرفقيها وهي تحاول دفعه وصرخاتها تصم أذنيه… دفعها بقوة داخل المنزل
– اياكي ياغنى تعملي حاجة لحد ماأرجع
في فيلا صهيب
دفعها بقوة على الأريكة وصرخ بوجهها مما أسرعت نهى لصوت صراخه
– عز في إيه بتزعق كدا ليه
كان ينظر إليها شرزا وتحدث بغضب
– إزاي تسمحي لنفسك تقعدي بشعرك كدا قدام جواد… ايه ياهانم فين إحترامك لدينك ولنفسك
مطت شفتيها بحزن ونظرت للأسفل حتى لا تضعف امامه وتبكي
جذبته والدته وصاحت بوجهه بعدما وجدت حالة ربى
– إيه اللي بتقوله دا اتجننت..
رفع يديه وتحدث بعيون حمراء كلهيب جهنم… يشعر بنيران تحرق دواخله كلما تذكر نظرات جواد إليها
– لو سمحتي ياماما.. محدش يدّخل بينا..
اصابتها رغبة عارمة بإحتراق صدره… وقفت تنظر لعيناه التي تبعث إليها نظرات غاضبة
– الحجاب وقع غصب عني… وبعدين جواد اخويا زيك زيه عمره مايبصلي نظرة مش كويسة.. اقتربت منه وأردفت ماجعلت قلبه ككتلة من النيران الملتهبة تحرق من يدنو إليها
– آبيه عز أنا فاهمة خوفك على اختك وشعورك بالغيرة عليها… بس دا ياآبيه لو حد غريب.. انتو الاتنين عندي زي بعض.. وصدقني أنا سعيدة علشان يوم ماهفكر ارتبط هلاقي اخواتي كلهم حواليا بيخافوا عليا… علشان خطيبي يعملي حساب.. طبعا بعد جاسر وأوس وياسين… أنت وجواد
أصلي ناوية اعيد التصنيف ياابن عمي
وقريب جدا هتسمع اخبار تفرحك
قالتها وهي تنظر بغرور انثى جُرح كبريائها
تنهدت نهى بحزن عندما شعرت بآلام إبنها.. اقتربت منهما.. عندما علمت بما يفكر به
خطى إليها بخطى سُلحفية وتحدث بهدوء رغم نيرانه المحترقة بصدره
– وإيه كمان يااختي الصغيرة… عرفي أخوكي واجباته علشان يقدر يقوم بيها.. وامتى عريس الغفلة هيجي
على رغم ماوصلت إليه وسعدت بإحتراقه إلا إنها تحركت للخارج
– لما أفكر يبقى هقولك… إستدارت تنظر له
ياآبيه
هرول خلفها يجذبها بغضب حتى اصطدمت بصدره
– إغلطي كمان صدقيني هخليكي تندمي إنك وقفت تناطحيني كدا… دنى حتى همس بجوار أذنيها
– انا دلوقتي بكلمك بصوت عز حبيبك.. بلاش تخليني اكلمك بعز الألفي الغيور.. تمام ياروح عز
جملة أحيت روحها مرة أخرى لترفع انظارها تتأمله بحب.. لم تشعر بقرب المسافة بينهما الذي أصبح ضئيلا للغاية للحد الذي باتت أنفاسه تداعب وجنتيها
ولكن فجأة ايقظها عقلها من دوامة عشقها له… دفعته بقوة وهي تتحدث بإهتزار وشفتين مرتعشتين
– متتخاطش حدود معايا ياباشمهندس لو سمحت…
خرجت الكلمات من فمها غاضبة.. بادلها حديثه بهدوء
– دي مش حدود بينا ياروبيا… حدودي معاكي حاجات متأجلة لكن برضو مبتخطهاش يا… صمت للحظة وناظرها
بنت عمي
كانت تقف تناظرهم من بعيد… تتمنى لو يتوج حبهم بزواجهما… ولكن كيف بعدما صار
بعد أكثر من ساعتين بالأسكندرية
كان الجميع يتناولون طعام الغداء.. دلفت ماسة تصرخ أمام ريان
– ليه يعمل فيا كدا ياخالو.. حضرتك قولت اديني وقت تتكلم معاه… مش لحد مايتجوز
اتجهت سيلا اختها زوجة عمر ضمتها لحضنها.. عندما وجدت انهيارها
– ماسة حبيبتي اهدي بتعيطي ليه… ومين دا اللي بتتكلمي عنه
خرجت من أحضان سيلا وتحدثت
– والله أنا بحبه ياسيلا.. معرفش ليه من صغري وهو بيعاملني كدا… نظرت لريان وأردفت بصوتا باكي
– هو أنا وحشة ياخالو.. طب لو وحشة ليه الكل يتمنى اتكلم معاه وأصاحبه… وقفت تناظرهم بقلبها المكسور
– أنا عمري مااتمنيت حد غيره هو.. استنيته السنين دي كلها… رفضت أصاحب حتى أي شاب علشان عارفة إنه مابيحبش البنت اللي بتصاحب الشباب… لبست الحجاب وحبيت الألوان اللي بيحبها… تمردت على شخصيتي الحقيقية علشانه ياخالو… رفعت نظرها لنغم ودموعها تنسدل بقوة على وجنتيها
– قوليلي ياانطي نغم… هو أنا وحشة يخليه يحب واحدة تانية ويتجوزها من وراكم.. ثم دققت النظر إليهما… واتجهت لعمر الذي يتهرب من نظرات الجميع
– كنت تعرف صح ياعمر… كنت تعرف إن بيجاد متجوز صح… اتجهت لريان… ودققت نظرها إليه
– كنت تعرف ياخالو… مخبي عليا
صرخت وصاحت بهم
– ماهو اكيد بيجاد ميعملش حاجة زي دي من غير ماحضرتك تعرف
اتجه إليها ريان ويتمنى مافهمه يكون خاطئا… يؤكد لعقله مستحيل ان بيجاد يفعل شيئا مهينا له كهذا
جذبها لأحضانه وتحدث بهدوء رغم حزنه الداخلي من ولده
– إيه اللي حصل حبيب خالو وبيجاد عمل إيه
خرجت تبكي بقهر وأردفت
– ابنك راح اتجوز البت الحقيرة اللي، بقاله شهور بيجري وراها… ومقعدها في مزرعة القاهرة… وعامل عليها كردون امني… زي الملكة… خايف حد يقرب منها
صاعقة ضربته بقوة.. مما جعله يسقط جالسا على المقعد كمن تلقى ضربة موجعة قصمت ظهره… هز رأسه رافضا حديثها
وتحدث مردفا
– مستحيل.. بيجاد ميعملش حاجة زي دي بدون علمي… رفعت نظرها لعمر وتحدثت
– مايمكن الباشمهندس عمر عنده الحقيقة ياخالو
اتجه ريان بنظره لعمر وناظره بإستفهام
– إيه الكلام اللي بسمعه دا
نزل عمره بنظره للأسفل
– الموضوع مش زي ماحضرتك فاهم يابابا
نهض يسير بخطى بطيئة كأنه يسير على جمرات
– متجوزها صحيح ولا لا… تحدث بها ريان بهدوء رغم نيرانه المستعيرة
– اسمعني يابابا مش الجواز اللي في بالك
صاح ببعض القوة
– سؤالي واضح ياباشمهندس متجوزها ولا لأ… جاوب
هز رأسه وتحدث
– متجوزها يابابا بس… صفعة قوية سقطت على وجهه
– لحد كدا وتخرص… أنا اللي غلطان إني ادتلكم ثقة زيادة عن اللزوم… وثقت فيك ياكبير… وثقت إنك مستحيل تعمل حاجه دون علمي… وهو وثقت وادتله الحرية المطلقة
❈-❈-❈
اتجهت ماسة لعمر وأردفت بغل
– خليته يتجوز واحدة حقيرة… واحدة كل يوم ماواحد شكل ياعمر
اخرصي ياماسة… هذا مااردف بها بيجاد عندما دلف… ثم اكمل وهو ينظر إليها بمقت وغضب
– كنت عارف أنك مستحيل تكوني بني أدمة جيتي هنا على طول تبخي سُمك… مفكرة كدا إني ممكن افكر فيكي واتجوزك…
جذبه ريان من ثيابه ونظر إليه بغضب
– براحة علينا ياكابتن… استنى كدا وتعالى قولي إحنا بالنسبالك إيه… ياترى الأوتيل اللي بتلجأله كل فترة… ولا دا مكان لزهق
– بابا لو سمحت ممكن تسمعني
رمقه بنظرة تفحصية وتسائل
– اتجوزتها يابيجاد… روحت اتجوزت من ورا ابوك
بابا ممكن تسمعني… كان لازم
رفع ريان يديه ونظر لنغم التي تتساقط عبراتها وحزن الدنيا سيطر عليها… لأنها تعلم زوجها لم يسامح أبنها
– شوفتي ولادنا عملوا فينا إيه… بعد ماربناهم…دا أنا كنت صاحبهم مش ابوهم
تحرك كأنه رجلا عجوزا محمولا بهموم العالم فوق اكتافه
– بابا لو سمحت لازم نتكلم
أشار بيديه وتحرك صاعدا للأعلى
– نغم هاتيلي قهوتي فوق…وانت ياكابتن بيتي معدش يسعنا إحنا الأثنين
❈-❈-❈
بعد ثلاثة أيام بفيلا جواد الألفي
استيقظ مبكرا يتجهز لذهابه لإحضار ماسيغير ويقلب حياته رأسا على عقب
استمع لرنين هاتقه
– أيوة ياريان… أيوة عملتها ورايح أجبها حالا… ضيق عيناه وتسائل
– انت في القاهرة من إمتى
خلاص استناني في مكتب الشركة
بفيلا طارق عزيز
– ماسألتش يعني ياطارق على غنى
رفع نظره من هاتفه وتحدث
– الخدامة قالتلي عند صاحبتها بقالها خمس ايام.. استدار ينظر إليها
– الحرية المتمادية مع البنت دي غلط ياتهاني… وبعدين معرفش مالك بقالك كام يوم تعبانة ودايما سرحانة… شوفي وشك بقى إزاي… ثم تذكر شيئا
– إحنا مكنش المفروض ناخد غنى ونروح للدكتور غزل الألفي ولا إيه…
قاطعته سريعا
– لا هاخدها ونروح ألمانيا.. الدكاترة برة احسن
ببيت المزرعة
دلفت إليه الغرفة التي كان يجلس بها كلما عاد من عمله دون الحديث إليه… فبعدما رجع من الاسكندريه منذ ذاك اليوم وهو بغرفته لا يخرج إلا للطعام فقط معها
– بيجاد أنا زهقت وعايزة ارجع بيتنا… متبقاش مستفز… والقضية خلاص صرفت نظر عنها
رفع نظره من جهازه وتحدث
– كان نفسي تعملي القضية علشان اخليكي طول سنينك بالسجن… ماهو انتِ هتكوني متعددة الازواج ياحبي… رفع هاتفها
– خدي تليفونك وبلاش شغل الأطفال
اتت للتحدث قاطعهم رنين هاتفه
– بيجاد أنا جبت تحاليل DNA ورايح للمكتب
ابتسم وتحرك بعيدا عنها
– بنتك إن شاء الله… نهض سريعا يلملم اشيائه الخاصة متجها إلي جواد
بفيلا جواد الألفي
امسكت هاتفها ثم قامت بالحديث مع احدهما
– الصورة اللي بعتها دي عايزة عنوانها فين دلوقتي
لم يمر سوى عشر دقائق واعاد هاتفها بالرنين
– أيوة… تمام.. فين… مزرعة ريان المنشاوي
دلف جواد إلى مكتبه كان يجلس
صهيب وحازم الذي علم بالامر مؤخرا وجواد حازم وريان وبيجاد الذي وصل مع دلوف بيجاد
رفع نظره لصهيب يحبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل خلاياه وتحدث بشفتين مرتعشتين
– جبت التحليل… لسة مفتحتوش… حقيقي خايف أول مرة احس إني ضعيف اوي كدا
جذب بيجاد الظرف من يديه وقام بفتحه ينظر للجميع
بفيلا ريان
– دلفت نغم لغرفة إبنتها جحظت عيناها مما رأت ولم تشعر بنفسها إلا وهي تصرخ بأسم ابنها عمر
بمنزل جواد الألفي
كان تتحدث بهاتفها لأحدى صديقاتها
– تمام حبيبي بعد الجامعة… انا خارجة اهو قدامي سكشن ساعتين وهقابلك
توقفت عن السير عندما اصطدمت بحائط بشري… نفخت وجنتيها بغضب وتحدثت
وبعدين معاك…انت مكنتش مسافر
– رُبى لازم نتكلم
عقدت ذراعيها:
مفيش بينا كلام… اقتربت منه ونظرت داخل مقلتيها وتحدثت بقوة
– ايوة الكلام اللي وصلك صح… فيه ناس جاين يتقدمولي النهارده
كز على أسنانه من تهورها وأردف غاضبا
– ان شاء الله هتشوفي صورتين النهارده في الأخبار القاتل والمقتول
وصلت غزل لبيت المزرعة… كانت غنى تتحدث بهاتفها مع صديقتها يمنى
– دا اتجنن جايبلي حوائط بشرية وكل اللي عليه يبقى بس اعملي حاجة… يخربيته على اليوم اللي قابلته فيه… صمتت لبرهة ثم زفرت وتحدثت بحزن
– يمنى جواد وحشني أوي نفسي أشوفه والبغل دا مش مديني فرصة اخرج
بنفس المزرعة وصلت للبوابة الرئيسية وتوقفت امام الأمن
– أنا غزل الألفي.. عايزة أقابل غنى طارق.. عرف الباشمهندس ريان إني موجودة علشان أقابلها

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *