روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت السابع عشر

رواية تمرد عاشق 2 الجزء السابع عشر

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة السابعة عشر

أنا التي أحببتهُ ثم آذاني
أفنيْتُ فيه مشاعري، وقام بضرّهُا
لو قابل الحبُ بالحبِ لما تعبت مشاعرنا
يضيق قلبي عندما ألتفت حولي ولا اجده
واحتاجه ولا أبصره..
أتعلم إنني افتقدك كثيرا… أشتقت لك بحجم الألم الذي سكن قلبي من بعادك
قبل ساعتين بفيلا صهيب
وصلت غزل أمام منزل صهيب.. قابلت ياسين الذي وصل للتو
اتجه إليها بإشتياق
– ماما حمدالله على السلامة.. وحشتيني أوي… رجعتوا إمتى وليه محدش كلمني
ملست على وجهه بحب أموي وتحدثت بإشتياق
– حبيبي وإنت كمان وحشتني.. لسة واصلين حالا… إتجهت بنظرها لمنزل صهيب
– انت متعرفش إن عمو صهيب عمل حادثة
توسعت عيناه من الذهول وهز رأسه برفض
– لا محدش قالي لسة أول مرة أسمع منك
ضمت ذراعيه متحركة للداخل بعدما تركها جواد حازم متجها للمشفى
– روح على الفيلا عندنا لحد ماأجيب روبي واحصلك
قبّل جبينها متجها لمنزله وهو يردف
– متتأخروش.. ثم توقف ينظر لوالدته
– روبي كويسة مش كدا
هزت رأسها بالموافقة
– أيوة حبيبي كويسة… بتسأل ليه
معرفش ياماما بس عندي إحساس انها مش كويسة
ربتت على ظهره رغم إحساسها بما يقوله إلا أنها أردفت
– لا ياياسو هي كويسة حبيبي
وصلت أمام فيلا صهيب بعدما تحرك ياسين لمنزلهم… قابلتها جنى
– انطي غزل حمدالله على السلامة.. نظرت حولها علها تجد عمها
– هو عمو جواد فين
حاولت غزل السيطرةعلى نفسها أمامها حتى لا تعلم بما أصاب والدها… ضمتها لأحضانها
– عمو راح مشوار وجاي… فين مامي.. والبت روبي وحشتني أوي
وقفت جنى تفرك بيديها وتنظر بمختلف الجهات بعيدا عن مرمى نظرها
رفعت غزل يديها تملس على خصلاتها
– حبيبتي بسألك عن ماما وروبي إيه ماسمعتيش
أشارت جنى للأعلى
– في أوضتي فوق… روبي نايمة وماما جنبها… أومأت براسها متجهة سريعا للأعلى
استمعت نهى لطرقات خفيفة على باب الغرفة… أذنت بالدخول
– أسرعت غزل تضمها وهي تنظر لأبنتها النائمة بفراش جنى… وأثار دموعها على وجنتيها… اتجهت تجلس بجوارها
– لسة تعبانة يانهى… وكابوس إيه اللي رعبها أوي كدا
تنهدت نهى تحاول أخذ نفسا تملأ رئتيها ثم زفرته ببطئ تنظر لغزل التي عيناها على أبنتها.. تملس على وجهها وخصلاتها… توقفت عند شفتيها المجروحة… ضيقت عيناها.. ثم اقتربت تنظر لأبنتها بذهول
– هي روبي تعبانة ولا إيه.. قالتها وهي تنظر لنهى
هناك ألم قاسي ما إن يقف بين فمك وحنجرتك عندما لا تستطيع البوح به.. فقط تشعر بالأختناق… هذا ماشعرت به نهى عندما شعرت بالعجز للبوح بما يؤلم صدرها
أغمضت نهى عيناها وانسدلت دموعها على وجنتيها… ذُهلت غزل من حالتها
جلست أمامها تتمسك بيديها وتسائلت
– بتعيطي ليه يانهى بنتي مالها.. هي واقعة ولا إيه… استيقظت رُبي بعدما استمعت لحديث والدتها
اعتدلت سريعا تلقي نفسها بأحضانها وتبكي بشهقات مرتفعة
-مامي.. مامي خديني في حضنك ضميني أوي ياماما
ذهول… ألم اجتاح جسد غزل من حالة ابنتها عندما افاقت من نومها… عيناها المتورمة.. شفتها المجروحة.. صدمة ذلذلت جسدها بالكامل بعدما رأت أثار عنقها
هزت رأسها وفقط مايحطم عقلها إبنتها تعرضت للأغتصاب من أحد الحيوانات الضارة التي لا تنتمي للبشر
ضمت وجهها تنظر بعيناها وتساقطت دموعها بغزارة وذبحة صدرية أصابتها
– حبيبتي إيه اللي حصل… مين اللي عمل فيكي… طبعت قبلة مطولة على جبينها عندما وجدتها … تصرخ
-“ماما أنا بموت… أنا اندبحت ياماما ”
قالتها بإنهيار تاما… صرخة من أعماق قلبها عندما تذكرت هجومه عليها وصراخه
أغمضت عيناها وإحساس عنيف يضاريها بقوة من آلامها التي أصبح عليها
ضمتها غزل لأحضانها تحاول أن تلملم شتات ابنتها وهيئتها المذبوحة التي لم تعلم كيف وصلت لتلك الحالة… شعرت برجفة بجسدها وهي تتخيل ماصار إليها… احست بأختناقها وهي تردف..
– مستحيل.. آه ياربي… آه… ضمتها بقوة محاولة اطمئناتها
❈-❈-❈
– بابا يرجع ونشوف مين قدر يعمل في بنت جواد الألفي كدا
– “عز” قالتها نهى بصوتا باكي.. رفعت نظرها لغزل المذهولة وأكملت
– ابن عمها اللي عمل كدا… حبيبها اللي عمل كدا ياغزل قالتها بقهر
هزت غزل رأسها برفض…توسعت عيناها مما استمعت… صمتت هنيهة تحاول إستيعاب ماسقط على أذنيها
– أكيد أنا فهمت غلط… لا مستحيل،” عز”
تسائلت بها بصدمة.. أشارت لرُبى التي تبكي بقهر
– عز اغتصب بنت عمه… هزت رُبى رأسها برفض وأردفت بصوتا متقطع
– لا ياماما.. هو.. هو قالتها بتاقطع ثم ألقت نفسها بأحضانها
أطبقت غزل جفنيها عندما علمت بما صار… ولكن كيف سيصمت جواد بعدما يعلم ما صار لأبنته
ضمت وجهها بعدما أخرجتها من أحضانها
– ليه عز يعمل كدا… احكي لمامي، ماهو مش معقول عز يعمل كدا… حاجة ماتدخلش العقل
أسبلت أهدابها متحاشية النظر لوالدتها
ماما عايزة اروح بيتنا
هزت غزل رأسها عندما أيقنت أن أبنتها لها يد بما صار
اتجهت لنهى التي تجلس تضع رأسها على خديها وتبكي بصمت
– نهى خلاص إنسي أنا هعرف إزاي عز وصل لكدا… رفعت نهى نظرها
– أبوه ممكن يقتله ياغزل… صهيب لو عرف هيموته.. أنا بحمد ربنا إنه مجاش من إمبارح… وكمان عز معرفش عنه حاجة وتليفونه هنا.. أنا هموت من القلق عليه…
وضعت يديها على صدرها
– متزعليش مني ياغزل بس دا إبني ومهما يعمل مااستحملش عليه الأذى… قالتها بصوتا باكي مرتفع
ضمتها غزل لأحضانها تربت على ظهرها…
– إن شاء الله حبيبتي كل هيكون كويس..رغم ألمها إلا انها اتجهت بنظرها لروبى التي تنظر بشرود لنقطة ما
– محدش هيعرف اللي حصل يانهى… والحمد لله صهيب معرفش لحد دلوقتي… هنا تذكرت حادثة صهيب… فنهضت وأوقفت أبنتها
– اللي حصل بينا وبس لا جواد هيعرف ولا اي حد… وأنا هشوف عز فين هخلي جاسر يوصله
نهضت نهى تضمها
– شكرا ياغزل.. شكرا إنك هتمنعي مواجهة عز بصهيب.. دا رعبني ياغزل متزعليش مني
لكمتها غزل بخفة بصدرها رغم نيران صدرها ثم أردفت
– بتقولي إيه يانهى نسيتي عز بيكون لي إيه دا ابني أكتر ماهو ابنك.. ومتنسيش دا تربية جواد مش صهيب.. وإن كان عمل… توقفت عن الحديث تنظر لأبنتها.. ثم نهضت متجهة لباب الغرفة وهي تضم رُبى
– هنمشي علشان ياسين راجع من الكلية.. واجهزي علشان ساعة كدا وهاخدك مشوار
ضيقت نهى عيناها وأردفت متسائلة
– رايحة فين وأنتِ لسة تعبانة… وبعدين فين جواد هو مش في البيت.. إنت بتقولي ياسين بس
خرجت وتحدثت
– بعدين يانهى… لازم اروح حالا
بعد فترة تجلس مع إبنتها على فراشها
ابتلعت غصة من مظهر ابنتها ثم تسائلت
– سمعاكي ياروبي إحكي لمامي ليه عز عمل كدا… ماهو أنا هتجنن مش مصدقة دا واحد عاشق مستحيل يوجع حبيبته كدا
– دا واحد خاين ياماما… واحد محبنيش والدليل اللي عمله دا… حضرتك ليه مش مصدقة
ذهبت غزل بذاكرتها لأكثر من عشرون عاما في ذاك اليوم الذي أخرجت جواد عن شعوره وتهجم عليها… كأن التاريخ يعيد نفسه اليوم.. أستدارت لأبنتها وتسائلت
– اتكلمتي مع عِز في إيه خلتيه يخرج عن شعوره وبلاش كلامك اللي يزعل بأنه خاين… عِز مستحيل يخون سمعاني.. لو الناس كلها قالتلي خاين هقول لا… ياله احكي قولتيله إيه خلتيه يصل لدرجة الحيونة كدا
وضعت يديها على وجهها وهي تبكي بنشيج… تنتابها حالة من الوحشة والأفتقار والخوف عليه…هي أضعف أن تقاوم ضجيج قلبها…صدرها يعلو ويهبط عندما تشعر بفقدانه
اتجهت لوالدتها تنظر إليها نظرة غريق
– أنا خايفة عليه ياماما وعايزة أطمن مش حضرتك قولتي هتخلي جاسر يوصله… ليه مكلمتيش جاسر
رفعت غزل حاجبها بسخرية
– اللي هو ايه دا بقى إن شاء الله… مش دا كان خاين
ضربت رُبى على صدرها وأردفت
– طب قوليلي ياماما ازاي اخلي دا يشتقاله.. قوليلي ياماما ازاي بكره وبحبه
زفرت غزل بيأس منها عندما علمت بما صار
– احكي لي الأول عملتي إيه؟
عصرت عيناها وتذكرت حالته الجنونية وحديثه… انها هي التي جنت عليه
دققت غزل النظر إليها ثم اردفت
– غلطانة من ساسك لراسك.. وقبل ماتقولي حاجة هو طبعا الغلط عنده اكبر… ياله احكي ياتربية أمك… أنا سمعاكي
إرتبكت وتلعثمت الكلمات بحلقها… انكمشت ملامح وجهها بأمتعاض عندما تذكرت تلك الرسالة
بدأت تقص لوالدتها كل شيئا حتى كلماته الأخيرة عندما تركها… أغمضت عيناها تبكي بقهر على ماوصلت إليه
كانت غزل تمارس أقصى درجات ضبط النفس كى لا تلكمها بقبضتها وتحطم فكيها
تنهدت بحسرة على ابنتها التي فكرتها بغبائها قديما.. عندما اعتصرت الذكريات قلبها
نهضت من مكانها ونظرت لأبنتها بأعين تخترقها وتسائلت
– دلوقتي سؤال ولازم تجاوبي عليه علشان اجابتك دي هيكون وراها تغيير حاجات كتيره ياروبي.. وبعدها هنقفل الباب دا للابد
– عايزة عز ولا لا… وبتحبيه ولا لسة زي مابتقولي متشوشة زي ماقولتي لعز
ثم رفعت سبابتها وأشارت لقلب أبنتها
– اقعدي مع قلبك وفكري كويس… هتقدري تعيشي من غيره… هتقدري تستحملي واحدة تانية تكون حبيبته… ولكن قبل ماتجاوبي عايزة أكدلك أن عز ماحبش غيرك ودا متأكدة منه زي ماانا متأكدة انك واقفة قدامي دلوقتي
مسحت على وجهها وتحركت بالغرفة
– متعرفيش حالته ممكن تكون إيه دلوقتي.. دا ياحبيبي من إمبارح محدش يعرف عنه حاجة حتى تليفونه هنا… ياربي هوصله إزاي دا
خطت رُبى إلى أن توقفت أمامها
– إنتِ زعلانة عليه بعد اللي عمله
صرخت غزل وجسدها يرتعش لا تعلم شعرت بجواد في ذاك الوقت
– لأني مريت بنفس تجربتك الغبية دي.. بس أنا مكنش ليا أم ارتمي في حضنها وافهم منها آه منكرش طنط نجاة مقصرتش بس فيه حاجات مينفعش تخرج غير للأم فهماني… . اتكلمت معاكي كتير وفهمتك كتير… قولتلك عز بيحبك لكن إزاي الدكتورة تقعد ساكتة… رسالة إيه اللي جاية تحاسبيه عليها… دا أنا قولت اتمنيت غيرك وضربت نفسي مليون جذمة علشان وجعته مجرد كلمة… إنما حضرتك فضلتي تدوسي عليه… حبيبتي الراجل ممكن يعدي كل حاجة الا رجولته وممكن يستحمل وجع قلبه… الإ إنك تحسسيه إنه ولا حاجة… إزاي بس جالك قلب وإنت عمال تهدي فيه… للاسف ياروبي
اتصدمت فيكي… وعايزة ارد على شيطانك اللي عمال يوزك إزاي واقفة معاه ضدك بعد اللي عمله… اللي عمله مستحيل حد يقبله… طبعا دا زنا وحقارة وكل حاجة مقرفة تتخيلها لكن تعالي هنا وجاوبي
ينفع نحط البنزين جنب النار ونرجع نقول الله إزاي النار شعلت…
بالمشفى
خرج جواد ينظر لطارق بأذراء وغضب
نهض طارق واقفا أمامه
– والله ياجواد ماكنت أعرف إنها بنتك.. والله ماكنت اعرف
أقترب جواد متعمد خفض صوته.. فهو بحالة لم تدعو للصراخ… نيران تتأكل احشائه فقط:
– أنا جتلك ياطارق وقولتلك بنتي اتخطفت من سبعتاشر سنة… أنت كان ردك إيه ولا حاجة… أنا مش هحاسبك دلوقتي ياطارق
رفع نظره لمقلتيه وأردف
– ماتتحركش من هنا… لحد ماتعمل العملية ماهو مينفعش أروح اقولها في الوقت دا أنا أبوكي ياحبيبتي… ربنا يشفيها وبعد كدا ربك يسهل
اتجه بنظره لتهاني التي تبكي بصمت
– إنت اللي زورتي التحاليل مش كدا
هز رأسه عدة مرات…
ازاي وصل بيا الغباء دا اللي مخلنيش أعمل التحليل من أول مرة شوفتها…. مسح على وجهه وأردف مفسرا
– ماهو إزاي كنت هشك فيكوا… مستحيل.. بس برضو أنا غبي مليون المية… كله لازم يتحاسب صبركم عليا افوق بس والحيزبونة التانية مش هرحمها
قالها متحركا لبيحاد الذي يجلس مغمضا العينان
جلس بجواره مربتا على ساقيه
– هتقوم بالسلامة إن شاء الله … ووعد مني أعملكم أحسن فرح… فتح عيناه ينظر في نقطة ما وأردف وهو مازال على حالته
– مش عايز فرح ولا عايز حاجة غير إنها ترجع تتشاقى معايا صدقني حتى كل اللي املتكه مش عايزه… اتجه بنظره لجواد وتسائل
-إنت ازاي كدا… إزاي قادر توقف على رجلك وبتدعم نفسك… أنا حتى مش قادر أقوم أشوفها علشان عارف إني هنهار قدامها
جذبه جواد لأحضانه وربت على ظهره
– تعرف يلآ من وأنت لسة عندك سبع سنين أول ماشوفتك فيها استرجلتك أوي… كان كل تصادمنا مع بعض كنت بحسك ابني مش مجرد ابن صديق…
تنهد جواد بحزن وأكمل
– حتى بعد ماغنى اختفت… ماسبتنيش وكنت دايما بتديني أمل مع إنك لسة صغير
بس كنت بتقويني بكلامك..
تغلغلت روحه بابتسامة باهتة
– ورغم بعد دا كله حاولت تأكدلي إنها بنتي مصدقكتش وروحت صدقت واحد المفروض كان صديق في وقت ما
وللمرة الألف بتأكدلي إني محظوظ براجل زيك لبنتي… غنى هتقوم بالسلامة يابيجاد وهتفرحوا وتتجوزوا وتجيبوا عيال كمان
شهق شهقات مرتفعة وبكاء بنشيج وهو يتحدث من بين بكائه
– يارب ياعمو… أنا زعلتها كتير أوي عايزاه ترجع علشان أخليها تسامحني… خرج من أحضانه ينظر لمقلتيه
– صدقني مكنتش أعرف إني بحبها أوي كدا… نزل بنظره للأسفل وتحدث
– هموت لو حصلها حاجة
نصب عوده وهو يمد له يده ليساعده على النهوض
– قوم شوف مراتك شوية وأنا هدخل بعدك علشان بعدها محدش هيقربلها بقولك أهو
مسح بيجاد دموعه… وتحرك متجها لغرفتها
أمسك هاتفه وقام الأتصال بنهى
كانت تجلس تبكي بصمت… لا تعلم كيف وصل الأمر لولدها لهذا الحد… قاطعها رنين هاتفها
ضيقت عيناها عندما وجدت اسم جواد… رفعت الهاتف سريعا للرد
– أيوة ياحضرة اللوا
– نهى اسمعيني كويس واعملي اللي هقوله لك بالحرف الواحد
عند عز
أفاق من حلمه على صوت أحد العاملين بالحديقة…. ظل يبحث عنهاوجد نفسه مازال بالحديقة… تمنى لو حلمه أصبح حقيقة لظل يشبع نظراته بها… يضمها لأحضانه حتى يبرد لهيب احتراقه
نظر إليه الرجل مردفا
– ايه اللي نومك يابني كدا في البرد… وايه الجروح دي ياحبيبي… عايز مساعدة
هز رأسه برفض ثم
نهض متجها للسيارته التي تبعد عدة كليو مترات… كان فاقدا القدرة على الحركة أو الحديث… وصل لسيارته جسدا مهلك ومحطم دواخله بالكامل… استقل سيارته عائدا لمنزله وشيئا واحدا سيفعله
بمزرعة على طريق مصر اسكندرية
استيقظ على رنين هاتفه… امسكه ليقوم بالأيجاب ومازال نائما
– ايوة ياعثمان… هب معتدلا على فراشه
وتسائل بصراخ
– مين اللي عمل كدا وجواد عرف ولا لسه
أجابه عثمان على الجهة الأخرى
– منعرفش بس ريان المنشاوي مقوم الدنيا حريقة في أمن القاهرة بيقول إن ابنه اللي كان مقصود… والطلقة جت في بنت جواد
يانهارد اسود عليك ياجواد… اكيد طبعا غنى مش رُبى بدل الموضوع يخص ابن ريان..
هبطت للأسفل وجدته يتحدث بهاتفه…عاري الصدري لم يرتدي سوى بنطال….شعرت بتذبذب داخلي..تمنت لتلقي نفسها بأحضانه ولكنها تذكرت مافعله بها…جلست بمقابلته… رمقها بنظرة جانبية واردف لعثمان
– فيه ناس ميعرفوش حاجة عن الدين عندهم الدم زي المية
المهم هجهز وأنزل لجواد هو في مشفى القوات المسلحة ولا… قاطعه عثمان مردفا لا هو في مشفى الخاص تبع ريان المنشاوي
تمام ساعتين وهكون هناك… وانت كثف البحث وشوف الكاميرات وهاتلي الحيوان اللي قدر يقرب من عرين المنشاوي
انهى مكالمته ونهض متجها للمرحاض
اقتربت منه تصرخ بوجهه
– هتفضل حابسني لحد إمتى ممكن اعرف
مط شفتيه ينظر إليها بتسلي… كانت امامه كقطة شرسة غضبها يروقه كثيرا
جذبها بقوة حتى ارتطدمت بصدره العريض… ينظر لمقلتيها
– وقت مايجي لي مزاج همشيك ياقلبي.. تمام ياقطة ياللي عايزة اكلك حالا… قالها وهو يداعب انفها
لكمته بصدره فكان كالحائط لم يتحرك انش واحدا..
رائحته غلفت جسدها بالكامل.. جعل صدرها يعلو ويهبط وبدأت دفعه بقوة واهية
اقترب منها ملتقطا قبلة طويلة من ثغرها تغدغ جسدها فكان بارعا حتى جعل كل جوارحها تنتشي بقربه… فصل قبلته وهو يوزع نظراته على وجهها الجميل… فكانت مغمضة العينين تستند بجسدها عليه.. اخرجه من تأمله عندما تذكر ابنه وزوجته اللذان دفعوا تمنا حياتهما بسبب اباها المنحل… دفعها بقوة حتى سقطت على الارضية وأشار بسباته ثم اردف بغضب
– إياك تقربي مني تاني سمعتي.. قالها متجها للمرحاض الذي دفع بابه بغضب ليهتز جدران المنزل مماجعلها تفزع بجلوسها
جلست تبكي وتصيح به
– بكرهك ياباسم ربنا ينتقم منك
بفيلا عمر المصري
تتسطح على فراشها وضحكات مرتفعة.. تتلاعب بخصلاتها وتردف:
– اهي راحت في داهية من غير حتى مااعمل اللي كنت ناويله ياديما
أجابتها صديقتها على الجهة الأخرى
– ماسة بلاش حبيبتي اللي بتفكري فيه… متنسيش إن حضرة اللوا دا صديق لبابا يعني ممكن باباكي يعرف
مطت شفتيه مع تقويس فمها وأردفت بسخرية
– طيب ماأنا بعت الصور لمراته ومعرفش كنت عايزة اضرب على الحديد وهو سخن وأصورها وهي بأحضانه…وابعتهاله واعرفه أد إيه إنها واطية وبتحب واحد أد أبوها بس للاسف راح خطبها الغبي وملحقتش أعمل حاجة… بس وحياتك ياديمة لأخليه يرميها….
على الجانب الأخر
– ماسة بلاش اللي ناوية تعميله متسمعيش كلام شهندة هي مبتحبكيش… أسمعي مني بيجاد لو عرف ممكن يموتك
– أوف ياديمة معرفش ليه دايما تخليني أحس بالعجز على العموم دلوقتي مفيش حاجة بإيدي هي في المستشفى انضربت بالنار عقبال ماأسمع خبر موتها
زفرت صديقتها بحزن عليها
– ليه بس تدعي عليها.. على العموم أنا هقفل علشان أروح اجيب ذياد من الجاردن سلام
بالمشفى
دلف بيجاد إليها مازالت بين اليقظة والنوم.. كان جاسر يجلس بجوارها ممسكا بكفيها واثار دموعه على وجنتيه
ربت بيجاد على كتفيه وهو ينظر إليها
– هتخف إن شاء الله… الدكتور هيكون خلال يومين هنا مع إني مش موافق ان العملية تكون هنا… كان نفسى تسافر برة
نهض جاسر من مكانه واهتزت حدقتيه
– ليه هو ممكن يكون هنا فيه خطر عليها
جلس بيجاد بجوارها يمسد على وجنتيها مقبُلا يديها
– معرفش… لكن برة أفضل إمكانيات اعلى دا قصدي
بنفس ملامحه الهادئة ونبرته المتزنة أجابه
– كل حاجة قدر ياجاد مفيش حاجة إسمها أمكانيات فيه حاجة إسمها قدر ومكتوب
وعندي ثقة بربنا إنه ينجيها إن شاء الله
دلف جواد يناظر ابنته النائمة
– جاسر تعالى عايزك… أومأ لوالده وخرج دون حديث
اتجه بيجاد إليها بنظراته… نزل برأسه يضعها بالقرب من أنفاسها
– تعرفي أنا غبي زي مابتقولي… لا مش غبي بس ومغرور كمان… انسدلت دمعة خائنة من عينيه ثم أخذ نفسا وزفره ببطئ
عارف إني بحبك وبكابر نفسي.. ممكن أكون كنت متذبذب شوية ومعرفتش أفهم إحساسي علشان مفيش بنت حركت مشاعري لحد ماقبلتك… حتى مكنتش متأكد منك… بس اتشديت ليكِ جدا
رفع يديه ووضعها على وجنتيه
– موضوع جوازنا دا أكتر حاجة اسعدتني وبحمد ربنا عليها… غنى أنا بحبك أوي عايزك تحاربي علشاني…
قبّل وجنتيها…. فتحت عيناها تنظر لقربه منها ثم أردفت بصوتا ضعيف
-بيجاد أنا حلمت حلم
اعتدل يبتسم لها… ممسكا يديها يقبّلها
حلمتي بإيه ياحبيبة بيجاد قالها وهو يمسد على وجنتيها
– حلمت إن طنط غزل بتحضني وبتعيط أوي وتقولي مستحيل أسيبك تروحي بعيد عني
كلاماتها جعلت قلبه يأن وجعا.. لا يعلم كيف سيخبرها الحقيقة… ولكن مهلا لتصل مرحلة شفاؤها اولا
اقترب يهمس أمام شفتيها عله ينسيها حلمها وأردف بشقاوة
– محلمتيش بحبيبك ياغنايا… رايحة تحلمي بطنط غزل… أنا زعلان ولازم تصالحيني… ولا اقولك روحي احلمي بيا..ومش اي حلم لازم تحلمي بيا وأنا بتشقى
تبسمت له بحب ثم تذكرت شيئا
-مين اللي كان عايز يقتلك يابيجاد.. عملت ايه يخليهم يفكروا يؤذوك كدا
اقترب اكثر وهمس
– يمكن شافوني بتعذب منك وحبوا يريحوني
– بعد الشر عليك… ليه بتقول كدا… وايه اللي معذبك
لمس شفتيها وأشار
– دي اللي معذباني ومطيرة النوم من عيني… ونفسي ادوقها أوي.. حرماني كدا
ضحكت ضحكة بوجع واردفت
– من أول ماشفتك وقولت مستحيل تكون مؤدب على طول منحرف
لمس خديها واردف
– غِنى إنت بتحبيني مش كدا.. يعني حاسة بحبي ليكِ
تبسمت له
– لما أقوم بالسلامة هعرفك أد إيه بحبك
اقترب وهو يقهقه عليها..
– حتى وانتِ عيانة لسانك طويل
يخربيت تقل دمك يابيجاد مش قادرة اتكلم
لم تكمل حديثها وضحكتها التي اسعدته
فالتقط ثغرها بقبلة ناعمة حتى يريح قلبه من عذاب مرضها… ورغم قُبلته لها إلا أن انسدلت دموعه رغم عنه جعله ينهض سريعا متجها للخارج دون حديث
بالخارج ضم جواد أكتاف جاسر
– هتروح مع ريان وتعرف مين اللي حاول يقتل ابنه وإياك ياجاسر تتهور… باسم شوية وهيقابلك على هناك…
رفع ذقنه ينظر لمقلتيه
متتحركش من غير ماتعرّف باسم متخلنيش أندم إني اعتمدت عليك… عايز افتخر بيك… وجواد معاكم كمان تسمع كلامهم ياجاسر
هز رأسه رافضا حديث والده
– آسف يابابا اللي بتفكر فيه دا مستحيل
صفعه جواد بخفة وتحدث
– واللي بفكر فيه هو اللي هيتعمل ياجاسر.. ياله إلحق ريان هو راح مديرية الأمن.. ووصل لبعض الأشخاص.. خليك معاه خطوة بخطوة
اتجه لبيجاد الذي خرج سريعا متجها للخارج بدموعه التي تغرق وجهه… تحرك سريعا لغرفة “غِنى” عندما شعر بشيئا ما قد أصابها بعدما قام بمنادته ولكنه خرج ولم يلتفت اليه
دلف سريعا وتكاد أنفاسه تنحبس داخل صدره ويشعر بالاختناق
وقف أمام فراشها وهو يتنهد بوجع عندما وجد نظراتها المستفهمة
– معرفش إيه اللي حصل.. ضيقت عيناها وتسائلت
– هو بابا وماما فين ليه مشفتهمش لحد دلوقتي… محدش قالهم
تسائلت بها غنى… دلفت الممرضة تتحدث
– لو سمحت ياحضرة اللوا… جه وقت الحقن بتاعة آنسة غنى
اتجهت متحركة إليها لتنفيذ أوامر الطبيب
اوقفها بيديه
– اخرجي دلوقتي وبعدين هبعتلك.. قالها عندما شعر برجفة أصابت جسده حينما أحس أنه لم يستطع لمسها بعد ذاك
خطى إلى أن وصل إليها وجلس أمامها
– الدكتور طارق عنده عمليات والدكتورة تهاني دخلتلك كذا مرة وإنتِ نايمة
رفع يديها يقبّلها… شعر بوخز قلبه وقال بألم:
ممكن تخلي عمو جواد ياخدك في حضنه شوية.. لو مزهقتيش منه
لم تستطع كبت دمعة عيناها… وبصعوبة تحدثت
– لو قولتلك نفسي أنام في حضنك بس خوفت تفهمني غلط… وخوفت أن بيجاد يزعل مني… تبدلت ملامحها الحزينة إلى أخرى متألمة عندما حاولت الأعتدال
نهض سريعا يجلس خلفها يضمها لصدره وشهقة وجع خرجت من أعماقه وهو يضمها بقوة عندما شعر بدموعها تنسدل على خديها وتتحدث
– والله ماقصدي أزعل حد فيكم لا إنت وهو بس بجد في حضنك بس بحاجة غريبة.. استدارت بوجهها تنظر لوجهه القريب منها
– هتصدقني لو قولتلك مفيش بنت تتمنى من راجل تاني إنه يكون أبوها.. أنا بابا مش وحش بس… صمتت ولم تعرف ماذا تكمل
أغمضت عيناها
– أنا مش وحشة أنا تعبانة أوي ياعمو والله تعبانة ومعرفش تعبي من إيه… كل اللي عايزاه أن محدش يزعل مني لما أنام في حضنك ومحدش يزعل مني لما أقول إني بحبك أوي… والله مااقصد اخطفك من مراتك ولا اوجع قلب بيجاد وجاسر
حاولت التنفس الذي شعرت بإنسحاب الهواء من حولها وتحدثت بصوتا متقطع
يارب أموت ولا حد يزعل مني… أنا بحب بيجاد احوي وهيزعل لو دخل ولقاني كدا… وممكن طنط غزل تكرهني أوي..
آهة صارخة خرجت من جوفه بالحسرة وهو يضمها بقوة لأحضانه مما جعلها تتألم من أصابتها… قبّل رأسها.. نزع البونيه الخاص بالمشفى… وظل يقبل خصلاتها
– انت مسمحولك تعملي اللي عايزاه… وملكيش دعوة بأي حد والولد بيجاد دا خليه بس يقولك حاجة وأنا أفعصه برجلي
وضعت رأسها على صدره مردفة
– لا متزعلوش… هو بيحبك أوي… بس جاسر إبنك دا لسانه طويل أوي قالتها بإبتسامة
– دا رزعنى حتة قلم ياعمو لسة معلم لحد دلوقتي… ضحكت ضحكة بسيطة وأكملت
بس تعرف حبيته أوي وحبيت غيرته على مامته وحسيته كدا مفيش منه خالص.. استدارت برأسها تنظر له
– اقولك حاجه بس متقولش لحد… أنا غيرت عليه من يُمنى صاحبتي… كان بينهم نظرات كدا كنت بضايق أوي وكان نفسي أضربه واقوله البنت دي متنفعكش… لكن الحمد لله جت من عندها واتخطبت لواحد تاني
ابتسم بحب لأبنته التي تشبه والدتها كثيرا.. ليس شبها فقط شكلا وأنما تشبهها بكل شيئا
ذهبت بنوما عميق في أحضانه
خرجت نهى وغزل من باب المنزل بعدما اتجهت نهى إليها تفعل كما طلب منها جواد
خرجوا متجهين للسيارة… توقفوا عندما وجدوا دلوف سيارة عز إلى الحديقة
اتجهت نهى سريعا إليه وهي تصرخ بوجهه عندما ترجل من سيارته
– لسة بدري يامحترم.. كنت فين ياحيوان
كان يكاد يقف بسبب شعوره بدوران انتابه من شعوره بالمرض
أطبق على جفنيه وهو يكاد يخرج صوته بصعوبة
– آسف ياماما.. كنت.. توقف عن الحديث عندما تلقى صفعة على وجنتيه مما اذهل غزل جعلها تضع يديها على فاهها من الصدمة
دفعتها بقوة بعيدا عنه حينما وجدت ذهوله ودموعه التي أغرقت وجهه… صرخت نهى بوجهه
– ابعدي ياغزل… الحقير واطى راسنا.. ازاي هنقدر نوقف قدام عمه وبنته.. أنا مربية حيوان في بيتي
تلفتت غزل حولها حتى ترى احدا إستمع لحديثها وجدت إبنتها تقف خلف الستارة تنظر إليهما وتضع يديها على فمها وتبدو إنها تبكي
دفعت نهى تضم عز لاحضانها
– ابعدي يانهى عن الولد مالكيش دعوة بيه إنتِ مش شايفة حالته… رفعت وجهه بين راحتيها
– زيزو حبيبي إيه اللي عمل فيك كدا… ياخبر جسمك سخن أوي… قالتها غزل بحزن
أنزل يدي غزل بهدوء وقبّلها مردفا
– أنا آسف والله ماكان قصدي والله ياطنط ماكان قصدي أنا مش حيوان زي ماما ما بتقول معرفش عملت كدا إزاي..أنا أفديها بعمري… ارجوكي سامحيني… رفع نظره إليها ونظر لغرفتها
– وخليها تسامحني مع إني عارف إنه صعب أوي إنها تسامحني… أنا هريحها وأريحكم كلكم.. قالها متحركا إلى منزله
– هريحكم كلكم
توقف عندما اردفت نهى
– روح خد شاور وفوق وألحقنا على المستشفى أبوك من إمبارح محجوز هناك ومعرفش ماله ياكبيره.. قالتها بغضب متجه لسيارتها
توسعت عيناه مما استمع ثم اتجه
ورفع نظره لغزل وتسائل بعيناه
أومأت برأسها وتحدثت
– هو كويس متقلقش،… إحنا رايحين دلوقتي وإنت خد مسكن ضروري و الحقنا وفوق… تحركت حتى وصلت إليه ونظرت داخل مقلتيه
– انسى اللي حصل حاليا ياعز علشان الموضوع لو تعرف من عمك صدقني معرفش ردة فعله ايه… ربتت على كتفه وحثته على الحركة… ثم قامت الأتصال على ابنتها
– إنزلي ادي ابن عمك حقنة مضاد حيوي.. جسمه سخن ممكن تقلب عنده بحمى… وياريت تعملي اللي بقولك عليه من غير مااسمع صوتك
❈-❈-❈
بعد قليل اتجهت لياسين واردفت
– ياسين تعالى معايا علشان ادي عِز حقنة ماما اتصلت بيا وطلبت مني كدا… ومفيش حد هناك
نهض من فراشه يرتدي جاكتيه وهو يقاوم النعاس
– ياله حبيبتي انا مقتول نوم وعايز انام
وصل لمنزل صهيب وجسدها يرتعش كلما تذكرت الأمس… قابلتهم جنى تنظر اليهم بتسائل
ابعتي لعز ياجنى.. علشان ياخد الحقنة وأنا هنام هنا شوية… قالها ياسين عندما اتجه للاريكة يلقي نفسه عليها
اتجه للأسفل وهو جاهزا للخروج
تسّمر بوقفته عندما وجدها تجلس بجوار جنى وياسين.. احست بوجوده بعدما اشتمت رائحته.. رفعت نظرها إليه وتقابلت النظرات
أتعلم إنني افتقدك كثيرا… أشتقت لك بحجم الألم الذي سكن قلبي من وجعك
ناظرته وتحدثت
لم أنسى تلك اللحظة تحديدًا التي اخترتُ فيها الصمت بدلًا من إخباري أنك متمسك بي حد الموت..اشعر بالحزن لأنك لم تَعُد أنت.
أجابها مرة اخرى بنظراته
و إن سألوك عني قُولي لهـم خيب ظني بكل الطرق ، إلى أن كرهته
بنت قلبي..
‏احبك وكأني أرى فيكي قوتي عند ضعفي
‏وابتسامتي عند حزني وكل العالم في وحدتي…
اجابته
– لم تعد الحياة حياة لي دونك.. فياأياما تنسى أوجاعنا
ورغم ما تحدثت به نظراته إلا عندما اقترب بها شعرت بإحتراق قلبها.. وهزة عنيفة اصابت جسدها بالخوف منه… تحركت سريعا متجه لجلوس ياسين الذي غفى متهالكا على المقعد… صرخت باسمه حينما وصل عز بجوار
– “ياسين “نادته بقوة صوتها بالكامل
قالتها عندما توقف خلفها وشعرت بأنفاسه وحاوطت رائحته رئتيها تلك الرائحة التي تستولى على جسدها منذ الأمس
اهتز جسده وشعر بأسهم نارية تخترق قلبه عندما أسرعت تستنجد بأخيها…نيران بل ألم مزق جسده لأشلاء
جلس على المقعد دون حديث… عندما هب ياسين فزعا من صوتها
– إيه فيه إيه
كانت تقف بجوارها… انسدلت دموعها على حالها وحال اخيها الذي وصل اليه
بعد قليل وصلت غزل ونهى إلى المشفى
توقفت أمام صهيب الذي يجلس امام الغرفة بجواره أوس وبيجاد وبالمقابل تهاني
تبحث عن جواد… وصدمة تبعها ذهول على وجهها وأردفت بتقطع
– صهيب فين جواد… وإنت إزاي وهو مين اللي… بدأت تتخبط بكلماته وعيناها تبحث بتشتت… جحظت عيناها وتسائلت
– جاسر فين جاسر لا… هزت رأسها وصاحت ابني فين.. استدارت لنهى وأردفت
– انتوا مخبين عليا إيه… لم يكن عقلها يجمع ماصار… اخوك فين ياأوس… فين جاسر… فجأة شُل لسانها عندما وجدت جاسر يهرول إليهم… وتورم عينين بيجاد وشهقات تهاني
رجعت عدة خطوات للخلف
– هو مين اللي تعبان… لا محدش يقولي اللي بفكر فيه صح… غِني.. لا غِنى لا.. تعبانة إزاي شوية برد صح هي قالت كدا…ظلت تتمتم بحديثها كالمعتوه..
أسرعت تقف أمام بيجاد الذي انسدلت دموعه بصمت وينظر في اللاشئ
-حبيبي إنت أكيد مش هتخبي عليا صح
غنى عندها برد ولا أيه الموضوع
امتقع لونها بشدة وانسحبت الدماء من اوردتها وتبدل توهج بشرتها إلى شحوب وشعور بالدوران يروادها عندما تذكرت مكالمة ريان ونزولهم سريعا
هوت على المقعد ورجفة بجسدها وعينان تغشاها الدموع
– بنتي فيها إيه ياصهيب اللي يخليكم تعملوا لعبة كدا
وصل جاسر يضمها لأحضانه
– ماما حبيبتي غِنى هتخف… عايزك قوية زي مااتعودت منك.. هتعمل العملية والعملية هتنجح حبيبتي صدقيني… أنا عملت التحاليل وكل حاجة تمام… ياله ياماما شدي حالك… جه الوقت اللي تبيني إنك الدكتورة غزل الألفي القوية اللي قدرت تنقذ بنتها من الموت
بملامح وجه شاحبة… وشعور بوخز بقلبها
رددت موت… بنتي بتموت، ليه عندها اي
ثم توقف لسانها وتشنج كامل بجسدها عندما أعادت حديث إبنها
– أنا اخعمل عملية لبنتي.. ليه هي عندها إيه
نهضت تنظر بدموع ألم… دموع أبت التوقف عن صدمات القدر التي دائما يصفعها دون رحمة…
امسكت بيد صهيب الذي يهرب بنظراته عن نظرها
– طول عمرك حنين معايا ياصهيب. صح فاكر أيام زمان.. لما كنت بتفهمني من نظرة.. ادارت وجهه وصرخت بإنهيار قلب أم فقدت أعز مالديها… ثم أشارت على جاسر
– فهمني الكلام اللي بيقوله جاسر… قولي إنكِ غبية وفهمتي غلط
وصلت مليكة وحازم وتسرع إليها تتلاقها بأحضانها
– غزل حبيبتي كله هيهون ياقلبي.. كله هيعدي إن شاء الله وتفرحي بيها
هزت رأسها برفض عن ماتوقعته… رجعت عدة خطوات للخلف وهي تهز رأسها بهستريا.. لا مستحيل، ضمها حازم بقوة لأحضانه
– غزل فوقي حبيبتي بنتك محتاجكي.. إحنا بنستنى اليوم دا من زمان وأهي رجعت.. نحمد ربنا…
وضع وجهها بين راحتيه وعبراتها تغسل وجهها كالشلال وتهز رأسها
– فين جواد… أنا عايزة جواد.. جوزي فين ياحازم
رفع حازم نظره وتسائل
– جواد فين؟
أغمض صهيب عيناه بألما وهو يجلس على المقعد كان يعلم وقت المعرفة سيكون صعب على كليهما
جلس واضعا رأسه بين يديه ودموعه تنذرف بقوة على أخيه وزوجته الذي عانوا اكثر مماعاشوا
نظرت غزل لأنظار صهيب على الغرفة التي توضع بها ابنتها…. ركضت سريعا ودقات قلبها تتقاذف بعنف… تسمرت بمكانها عندما وجدت جواد يجلس يضمها لأحضانه كطفلة في الخامس من عمرها
ارتجف جسدها بشدة وهي تهز رأسها
– مستحيل… لا مستحيل، والله كدا كتير
اطبق جفنيه وألما يشق صدره لنصفين… كان سيعرف الأمر صعب ومؤلما على كلاهما… وضع ابنته بهدوء على فراشها
ونهض سريعا إليها عندما رأى إنهيارها
نزلت بساقين مرتعشة وهي تبكي بنشيج وجسدها يرتعش… دلف أولادها
جاسر وأوس إلى الغرفة يحاولون إسنادها
– ماما حبيبتي قومي متعمليش كدا… إن شاء الله هتقوم بالسلامة
ضمها أوس وبكى بإنهيار تام عندما وجد حالة والديه
– ماما حبيبتي قومي معانا… ياله حبيبتي
تنظر لجواد فقط الذي نهض متجها إليها… تقابلت نظراتهما بألم وتنهيدات منحسرة على ماوصلوا إليه
جلس أمامها وجذبها من أحضان أوس
– قومي يازوزو… قومي حبيبتي بنتنا محتاجكي ياقلبي… مش وقت ضعف ابدا ياغزل… عدى علينا أكتر من كدا.. والحمد لله على مااصابنا
نهض يجذبها بين ذراعيه.. ينظر لأولاده
هاتوا ياسين وربى لازم كلكم تكونوا جنب اختكم مشوفش دموع حد فيكم…
ثم اكمل مفسرا
– اكيد ربنا له حكمة في كدا… منقدرش نعترض على قضاء ربنا… سامعين.. ولادي مش ضعفا ابدا.. ولاد جواد الألفي لازم يكون اقوياء ويسندوا بعض… زي ماكنت أنا واخواتي لازم تكونوا كدا.. إحنا مش جبناكم على الدنيا دي علشان نضعف بيكم
هز رأسه وهو يضم زوجته بين احضانه واكمل مستطردا
– جبناكم علشان نقوى بيكم وقت ضعفنا.. واحنا دلوقتي ضعاف وعايزين اللي يقوينا
أشار بيديه على فراش غنى
– دي عايزة قوتكم كلكم.. عايزكم جنبها زي شبكة العنكبوت… مستحيل تغيب عنكم لحظة.. علمناكم الاحتواء والحب والحنان.. عايزينه دلوقتي محتاجينه منكم علشان دي… أنا معرفش حياتها كانت إزاي ومهما كانت حياتها لازم نتقبلها
رفع نظره لجاسر وأردف
– خصوصا منك ياحضرة الضابط.. سمعتني كان نفسي تكون أكتر واحد تكون حنين عليها
اتجه أوس إليها لأول مرة ليراها.. ذهل عندما تذكرها.. إستدار لوالده
– البنت دي في الجامعة بتاعتي صح.. ايوة اتقابلنا واتخنقت معايا… قاطعه جواد بصراح ونظر اليه شرزا
– اسمها اختي.. غنى جواد الألفي ياباشمهندس… مسمهاش البنت دي، سمعتني وياله روحوا هاتوا اخواتكم ولا كلموا ياسين يجيب ربى ويجي.. عايز ربى خلال نص ساعة تكون قدامي
بعد فترة
كانت تضع رأسها داخل أحضانه وتبكي بنشيج عندما علمت بمرضها… ربت على ظهرها بحنان
– زوزو حبيبتي معقولة إيمانك ضعيف كدا
رفع وجهها ينظر لمقلتيها
– التحاليل فيها إيه ياغزل… ليه من ساعة ماشوفتيها وانهرتي اكتر… متخبيش عليا حاجة
هزت رأسها وفرت دمعة من عينيها تسيل فوق وجنتها ببطئ وضعت كفها المرتعش على وجنتيها لتزيلها.. قبّلها جواد مبتلعا دمعاتها وهو يضمها لأحضانه
– ريحي قلبي ياغزل لو سمحت.. اديني أمل حتى لو بسيط
طافت عيناها على ملامحه ورفعت يديها على وجهه.. هو اللي بيحصل دا طبيعي ياجواد… قولي وفهمني بالراحة كدا.. فيه أم تتحمل اللي أنا فيه دا
ضمها بقوة لصدره وهو يهز رأسه بيقين
– فيه ياقلبي فيه الست المؤمنة بقضاء ربنا.. أنا راضي يازوزو بكل اللي يحصل.. حتى لو… صمت لحظات ثم اردف
حتى لو ربنا مااردش إنها تعيش في حياتنا ماهي مش هتغلى على ربنا ياغزل مش كدا ولا إيه… قالها بقلب أب مرتجف عله يداوي زوجته من آلامها وجراح قلبها
❈-❈-❈
وطأت رأسها للاسفل بحزن
– البنت كانت بتاخد علاج قوي من فترة اتجهوا لحاجة غير الكيماوي.. يعني مسكنات بس.. معرفش إزاي طارق يعمل حاجه زي دي..
تنهدت ثم استطردت
– المسكنات دي مبقتش بتأثر.. حبيبتي يابنتي شكلها كانت بتعاني اوي..
تنهدت وسحبت هواء لعلها تتنفس عندما شعرت بالأختناق
-البنت لازم تاخد فترة كيماوي ياجواد.. وبعد كدا تعمل العملية.. واللي مخوفني إنها مش صغيرة.. نسبة النجاح فيها عالية للاطفال جدا.. أنا مقدرش اجازف واقولك نسبة النجاح عالية.. بس اللي متاكدة منه
لازم نتخلص من الخلايا الخبيثة بالكيماوي وبعد كدا نتجه للعملية… وعندي يقين بربنا أنها تعدي الكيماوي بخير
اغروقت مقلتيه بالدموع والحزن على فلذة كبده عندما أدرك ماتجتازه طفلته.. نهض من مكانه وتحدث إليها
جهزي البيت ياغزل أنا هاخدها من المستشفى مستحيل اخليها ساعة واحدة هنا أنا مكنتش بطلب منك تكوني دكتور علشان اخلي بنتي طول عمرها بالمستشفيات… قالها وخطى متحركا للداخل… اوقفته عندما أمسكت يديه
بكرة هنخرجها بكرة.. ثم نظرت اليه
– جواد رايح فين… تسائلت بها غزل
– رايح لريان… لازم اتكلم معاه علشان بيجاد… مينفعش يكمل في الجوازة دي
نظرت إليه بصدمة، ظلت تناظره مدهوشة
– اوعى تعمل كدا ياجواد
هز رأسه واردف بجدية
– لازم أقوله كدا.. مش عايز يجي وقت وبنتي تموت من بعده وقت مايزهق ولما يشوف شكلها بعد الكيماوي… أنا مش عايز بنتي تتوجع أكتر من وجع مرضها ياغزل.. لازم اتكلم معاه
جذبته من مرفقيه وأوقفته
– بالعكس بيجاد هو الوحيد اللي ممكن يخلي عندها أمل في الحياة.. هي اعترفتلي إنها بتحبه.. وطبعا مش محتاج أقولك هو بيحبها أد ايه
تحرك مغادرا
– لازم اتكلم معاه علشان بعد كدا لو حصل حاجه اعرف احاسبه
وصل سيف وميرنا في تلك اللحظة
ضمه جواد بإشتياق
– حمدالله على سلامتك حبيبي
إيه اللي سمعناه دا ياجواد.. لقيت غنى وطلعت مريضة
ربت على كتفه هتكون كويسة… روحو لغزل محتاجكم ياسيف
بالفيلا تجهز سريعا متجها للخارج… تسمر بوقفته عندما وجدها تخرج متجه مع ياسين للمغادرة…تذكر عندما كانت تعطيه العلاج وجسدها يرتعش خوفا منه..ظل يناظرها .. أشار ياسين لعز الذي وقف أمام سيارته ينظر إليها
خطى بخطوات بطيئة كأنه يخطو فوق جراح قلبه.. حتى وصل اليهما
لم يقو على رفع إنظاره إليها نظر لياسين وتسائل
– رايحين فين ياياسين
ظلت على صمتها تحاول تنظيم دقاتها الهادرة وانفاسها السريعة عندما وجدته بهيئته التي ظهر بها من جرح برأسه ويديه الملفوف بالشاش عندما دققت النظر إليه … تمنت لو تبرد نار قلبها وتنظر لعيناه ولكن كيف لها بعدما جرح كبريائها وقتل برائتها واستباح انوثتها
تصاعد الغضب بداخلها حتى أعماها فلم تتمالك نفسها اذ قالت بصراخ
– ياسين هتمشي ولا أنزل أخد تاكسي
قالتها وهي تنظر لذاك الواقف نظرات جحيمية تتمنى اختناقه عندما وقف يتحدث لياسين و لم يعيرها اهتمام
التفت ياسين يطالعها مذهولا من ردة فعلها
– إيه ياروبي هناخد عز في طريقنا… ياله يازيزو تعالى ناخدك بدل ماتاخد عربية احنا رايحين المستشفى برضو
قام الاتصال بشخصا ما
– مرحبا هيلينا..
– اهلين بيجو… كيفك.. اشتقتلك كتير
– أنا تمام.. هبعتلك فستان عايزه بكرة
نفس التصميم
هبت واقف ورفعت صوتها
– What do you say?
زفر بضيق وتحدث
– ايه اللي مش مفهوم في كلامي.. انت ديزينر وطالب فستان فرح.. ايه الغريب اللي مش مفهوم
– ﭢتقصد إنك ستتزوج
مسح على وجهه من تلك الثرثارة واردف
– عايزه بكرة وتبعتيه مع ديزينر برفكت علشان لو فيه حاجة عايزة تتعدل
– وماذا عن مادلين… اتعرف إنك ستتزوج
حاول الضغط على اعصابه وفتح باب سيارته مردفا
– وهي مالها.. بقولك عندي شغل هبعتلك عامر ياخد منك الفستان تمام.. جود باي
وصل إلى باب المزرعة
دلف كالثور الهائج ينظر اليهم بعيونا كنيران جهنم وأردف بصياح فكوهم
توقف المسؤل عن حمايتهم
– معندناش أوامر من الباشا يابيجاد بيه
– “محسن “صرخ بها بيجاد واردف بغضب
– قولت فكوهم
فرحت امل كثيرا
– شكرا كثيرا مسيو جاد… أي ان كان اسمك شكرا… قالتها بصوتا مرهق
ضحك ضحكات مرتفعة ونظر اليها بأشمئزاز وتحدث
– لا مدام أمل لسة الشكر جاي.. اصبري مستعجلة ليه
نظر لمحسن المسؤل
– قدامك خمس دقايق لو مفكتهمش هفرتك المسدس دا في دماغك وارتاح من قرفك انت كمان
أسرع محسن وبعض رجاله بفكهم… وخرجوا من البيت متجهين لباب خلفي للمزرعة خلف بيجاد الذي يسير نحو مكانا ما… توقف أمام قفصا من الحديد يبدو به اسدا… رجفت أجسادهم عندما استمعوا لزئير الأسد
نظر إليهم ورفع حاجبه وتحدث بانتشاء
– الاسد جعان اوي بيرحب بيكم مش كدا ولا إيه يامحسن… قالها بيجاد وهو ينظر إليه شرزا عندما وجده يحادث احد بالهاتف
بالاسكندرية
كانت تجلس بجوار إبنها وتقوم بعمل كمادات مائية لأنخفاض درجة حرارته… استمعت لطلقات نارية بالخارج تحاوط الفيلا والأمن يحاول مقاومتهم
رفعت هاتفها سريعا وجسدها ينتفض من الرعب
– ريان إلحقنا في ضرب نار برة… وياسمينا خرجت على الشاطى
هب ريان فزعا متجها للخارج..
– نغم خدي مالك واطلعي من الباب الخلفي، وانا هتصل بعمر وحمزة وياسمينا بسرعة مفيش وقت
خرج سريعا من مكتبه يحادث أمنه
– في عربية هتوصلكم حالا أنا عايزهم أحياء ياعمر سمعتني.. اختك خلي بالك منها… ماما خرجت من الفيلا خلي حد موثوق فيه يخرجها للمطار فورا
بالمشفى
قبل قليل
وقف جواد أمام اخواته (سيف وصهيب وكذلك حازم) مفيش فايدة من قعدتكم هنا.. هي بقت كويسة وهتخرج بكرة وغزل هتابعها في البيت.. خدوا اولادكوا ورحوا
سيف وميرنا وكمان حازم ومليكة شكلكم مرهق من السفر.. روحوا علشان ترتاحوا
وأنا وغزل هنفضل معاها وكمان اخواتها كلهم هنا
هز صهيب رأسه رافضا
– مستحيل اسيبكم ولا دقيقة ريح نفسك وماتتكلمش كتير… اما سيف الذي نظر لبناته
– تمام ياجواد أنا هاخد البنات علشان يرتاحوا وميرنا لكن هرجعلك على طول أنا مش تعبان
كان حازم يجلس بجوار غزل ويضمها من أكتافها رفع نظره لجواد
– لو شايف اننا منستهلش نكون معاك دلوقتي ياجواد.. يبقى اعذرني يابني عمي لما اقولك مالناش لازمة لو موقفناش مع بعض في الأوقات اللي زي دي
نظر لمليكة وتقى ابنته
– قومي روحي علشان تقى متفضلش لوحدها.. وزي ماقالك بكرة هنرجع كلنا
مسدت مليكة على ظهر غزل الراكدة بأحضان حازم
– مقدرش اسبها كدا ياحازم وأمشي
❈-❈-❈
وصل كلا من ربى وياسين وعز
الذي ينظر اليهم بذهول من تجمع العائلة بالكامل ووالده الذي يجلس بجوار عمه سيف.. اسرعت ربى تلقي نفسها بأحضان والدها
– بابي حبيبي وحشتني أوي
قبل جبينها ضامما اياها لأحضانه مبتسما
– حبيبة بابي وإنتِ كمان وحشتيني أوي،
إنتِ كويسة حبيبة بابي
أومأت برأسها وتحدثت
– كويسة طول ماانتو جنبي ياحبيبي
ضمها وتحدث
– عندي ليكي خبر هيسعدك أوي هنا رفعت نظرها لعز الذي ينظر لوالده بصمت وأسئلة ترواده من نظراته
نهضت سنا ابنة سيف واتجهت إليه تبتسم
– زيزو عامل إيه وحشتني أوي.. زعلانة منك ماردتش على رسالتي…
هزة اصابتها بالكامل عندما علمت بهوية التي أرسلت الرسالة
أيعقل انها ابنة عمها سيف
هزت رأسها وهي تنظر إليها بغضب تود لو تجذبها من خصلاتها… ولكن قاطع تخيلاتها
. اتجاهه لوالده ووقف أمامه:
– ايه اللي بيحصل بالضبط.. رفع نظره لغزل التي بأحضان حازم ثم وزع نظراته على الجميع
– كلكم موجودين.. والحمد لله بخير،.. ممكن اعرف مالكم ومال طنط غزل
قاطعتهم الممرضة
– المريضة صحيت وعايزة الاستاذ بيجاد
استمع لرنين هاتفه… أجاب سريعا عندما علم بهوية المتصل
– ايوة يامحسن
– جواد باشا… الاستاذ بيجاد هنا وشكله مش ناوي على خير
-يعني ايه؟ تسائل بها جواد
جحظت عيناه مما استمع.. ظل يسبه
اتجه لغزل
– غزل هروح مشوار ادخلي وخلي بالك من غنى… وخلي تهاني تقعد معاها وتفهما كل حاجة… ارجع الاقي البنت عرفت الحقيقة… اينعم هتنصدم في الأول لكن لازم تعرف ياغزل فهمتيني
توجه بأنظاره للجميع
– أنا قولت كله يروح مش عايز حد هنا.. غير ولادي وبس، صهيب انت بقالك كام يوم هنا لازم تروح ترتاح
وقف ياسين بجوار جاسر وهمس له
– جاسر البنت رافضة الأكل خالص وبتسأل عليك… علية كلمتني مليون مرة لما زهقت من تليفونك
ضيق عيناه وتسائل
– ليه مش راضية تاكل..
رفع اكتافه مردفا
– معرفش… ممكن تروح عشر دقايق تشوفها وترجع قبل مابابا يجي
أومأ براسه متحركا للخارج
– خلي بالك من ماما.. وانا عشر دقايق وراجع هي مش بعيدة من هنا.. ثم ذهب بنظره لربى التي تجلس وكان نيران تخرج من مقلتيها بمقابلة سنا وهي تجاور عز وتتحدث معه.. اتجه اليها وتحدث
– لما بتحبيه اوي كدا… ليه شغل الاستعباط جتكم هم انتوا الاتنين والله شكلي هشربكم حاجة زي مابيجاد عمل مع غنى واجوزكم من ورا بعض… قالها ثم تحرك للخارج
وصل بعد قليل لمبنى في مكان يبدو عليه الرقي… فتح باب الشقة يبحث بنظره عليها
اتجهت العاملة التي تدعى بثريا
– اهلا حضرة الضابط
– فين فيروز…
تسائل بها جاسر
بالمشفى
كان يجلس يستمع بذهول مما تقوله زوجته
شعر وكأن دلو من الماء المثلج سقط فوق رأسه… ناهيك عن شعوره بالأختناق
نظر إليها بغضب
– ازاي عز يعمل كدا.. مستحيل قولي حاجة غير كدا يانهى.. هز رأسه كالمجنون
– ابني أنا يطلع حيوان وكان هيضيع بنت عمه… بكت بجواره بصوتا مرتفع…
انتزع يده من قبضتها بقوة والتفت يتحدث صارخا والدمع يقطر من مقلتيه… ويضرب على صدره عندما شعر باشتعال نيران صدره… اتجه كالمجنون للخارج..
وجده يجلس بجوار اوس وياسين..
صرخ باسمه عز زززز
نهض ينظر لوالده وعلم بالمواجهة المحتومة من هيئة والده التي ظهر بها
وقف صهيب أمامه واسودت عيناه عندما تذكر حديث زوجته… رفع يديه وقام بصفعه بقوة ارتد جسده من قوته
تسمر جواد الذي وصل للتو عندما وجد اخيه يصفع ابنه… كانت صدمة تجتاحه بالكامل فظل ينظر لأخيه مدهوشا
ثم صرخ به: “صهيب”
اطبق عز جفنيه وتمنى بدل الصفعة رصاصة الرحمة للتخلص من تلك الحياة البائسة
خرجت غزل على أصوات الضوضاء بجوارها رُبى التي وقفت تنظر لعمها والغضب الذي تحكم به
امسكه صهيب يهزه بعنف
– معقول إنت ابني… صرخ به
– انت مين يلآ
نظرت غزل لنهى التي تقف تبكي بدموع الوجع على ولدها… رفعت نظرها لغزل تهز رأسها: مقدرتش كان لازم يعرف
وزع جواد نظره بين صهيب الذي يراه لأول مرة بهذه الحالة وعز المستسلم لوالده دون حديث… اتجه متحركا إليه
فيه إيه اتجننت بتضرب ابنك قدام ولاد عمه الاصغر منه
دفعه صهيب وكأنه مرض مؤذي لجواد
– قول لعمك عملت إيه يامحترم.. وخليه بعد كدا يوقف قدامي ويحامي لك
اغتاظ جواد من أسلوب أخيه المستفز م سخريته ولكن سرعان ماتحول لذهول عندما اقتربت رُبى ووقفت بجوار عمها
– أنا هقولك إيه اللي حصل يابابا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *