روايات

رواية نفق الجحيم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم البارت الرابع والعشرون

رواية نفق الجحيم الجزء الرابع والعشرون

نفق الجحيم
نفق الجحيم

رواية نفق الجحيم الحلقة الرابعة والعشرون

دقايق من الصراع بين توفيق وكرار وإنتهت بإن الرجاله فصلوهم عن بعض بس بعد ماتوفيق كان أذى كرار على كد مايقدر بالضرب والخنق، وكرار كل اللي كان عيدور فعقله إنه معميلش غلط وخد حقه الشرعي من مرته وإن داي حاجه متخصش حد ولا المفروض حد يتحدت فيها معاه أو يحاسبه عليها، وشاف إن اللي عيعمله أبوه فيه قدام الكل ظلم جديد ينضاف علي ظلمه القديم ليه، وإن أبوه عدى معاه كل الخطوط الحمره.
بعد توفيق عن كرار وهو عينهج من التعب وقعد على الكنبه وفضل باصص لكرار اللي واقف قدامه ومثبت عليه عنيه كيف ديب متأهب للأذى بس معارفشي يبدأ كيف ومنين ولا لاقي بصاره عاللي قدامه، وبكل قهر رفع اديه للسما وهو باصصله وقال:
يارب أني غلبت فيه وإحتار فيه العقل والفكر وخفق التأديب، يارب أدبه بطريقتك وإكسره بجبروتك وعرفه في القريب العاجل إنك حق ومعترضاش غير بالحق وإنك جلاب الحقوق، يارب سلط عليه الاعفى منيه وعرفه إن العفي فيه الأعفي منه والقوي فيه الأقوى منه، يارب اشهِدك إني ممسامحهوش ولا راضى عنه دنيا ولا آخره.
خلص دعوته وبعد عينه من على كرار ونزل اديه وهو واعي أمه عتطلع من الباب وتشاور لورده، وورده راحتلها ودخلوا وردوا الباب، وبعد شويه الباب إتفتح وطلعت ورده وكانت شام نايمه على السرير ومتلكلكه باللحاف
قام توفيق وراح عليها بخطوات مهزوزه ولغاية ماوصل حدا سريرها وبص لمونظرها وقالها بحسره:
سامحيني يابتي عاللي جرالك وانتي فبيتي وتحت حمايتي، سامحيني واعذريني لان الأذى والشر اللي حوالينا ساعات كتير عيكون اقوى من إننا نتصدوله، سامحيني على وجعك يابوي اللي مقدرتش اتصداله.
وإهنه شام سالت من عينها دمعه وهي مغمضاها توفيق حسها مية نار نزلت على قلبه وكوته كوى، وبص على أمه عديله وشاف فعيونها هي كمان لوم متحملهوش، وهمل الموطرح كله وطلع لما حس بنغزه فقلبه وراح يشوفله موطرح يقعد فيه لحاله بعيد عن كل البشر ويجالس إحساسه بالتقصير والندم والوجع.
أما كرار فبعد ماأبوه طلع فوق والكل راح موطرحه يقضى باقي ليله اللي إتكدر بعملة كرار، وعديله لازمت شام وشاركتها السرير، كرار ملاقالوش بُد غير إنه يطلع من البيت كله ويروح لأبو دراع يفك عن روحه معاه هبابه.
فطلع وراحله ودور عليه في البيت وحواليه ملقيهش، وإستغرب إنه مقاعدش في البيت في الوكت ديه وهو معروف عنيه إنه لا مش عيطلع من البيت وخصوصي في الوكت ديه من الليل.. بس الدمسه لساها ساقره وديه دليل علي إنه كان قاعد إهنه، فما كان منه الا إنه يقعد جار الدمسه يستناه.
أما أبو دراع فبعد ماقعد الوكت الكافي واللى إتوكد إن أكيد كرار خلص فيه جريمته قرر يعاود للبيت وخصوصى إن البرد نفض جتته نفض برغم النار اللي قايده فقلبه فقرر يعاود للبيت ويستني الصبح بفارغ الصبر عشان يشوف كرار ويحاسبه عاللي عمله، بس ربنا كان بيه رؤوف رحيم وهو واعي كرار قاعد جار الدمسه ومهيضطرش يستنى للصبح بناره القايده من تلاه.
وبسرعه وبدون تردد إتقدم ناحيته ووقف قدامه وبحركه سريعه قومه من موطرحه، ومسكه من قبه بيده الشمال، ورفع يده اليمين وفردها قدام وشه وبص فبطنها عالجرح اللي خاوى بيه كرار قبل مايغمض قبضة يده ويضرب بيها كرار على خشمه بكل حيله خلى خشمه بك دم في الحال.. وداي كانت المره التانيه اللي تترفع فيها إيد أبو دراع اللي خاوت كرار عليه وتأذيه بدال ماكانت دايماً تدافع عنه والمرتين بسبب شام.
أما كرار فمن أول ماأبو دراع قرب لمه ومن بعدها عيمل فيه اللي عيمله وهو واخده العجب ومش فاهم أبو دراع عيتصرف معاه إكده ليه، بس ابو دراع فهمه وهو عيقوله:
بالك ياكرار إنت النهارده ندمتني على محبتي وأخوتي ليك اللي اتوكدت دلوكيت إنها كانت فغير محلها ولغير أهلها.. عمري ياكرار ماكان يخطر فبالي إنك ممكن تعمل إكده فوليه ضعيفه وتتعافى عليها بقوتك.. أول نوبه كنت حاططلك عذر السكر والعربده عشان إكده فوتهالك، لكن النهارده ايه العذر اللي يتحطلك فهمني.
كرار رد عليه بعصبيه وهو عيمسح الدم من خشمه:
النهارده مفيش اعذار تتحط ولا محتاجلها، عشان اللي حوصول النهارده حقي ومحدش يقدر يلومني عليه ولا يغلطناي.. ولا نسيتوا إنها مرتي؟
أبو دراع بعصبيه مماثله:
مرتك وحقك بس مش إكده، كل شَي بالاصول ولو مشيت بالأصول محدش يقدر يغلطك ولا يمسلك طرف، لكن إنت كل مشيك بطال وحتى الحلال عتاجيه من السكه الحرام.
كرار وهو عيبعد عن أبو دراع كام خطوه لورا عشان يعلن إحتجاجه الكامل بكل مافيه من قوة:
وانتوا مين عينكم وصايا علي وعلى كل حاجه ععملها، مين عيحاسبكم إنتوا عشان تحاسبوني؟ بأي سلطه الكل طايح فيا وعمالين تلطشوا فيا شمال ويمين؟
ابو دراع: بسلطة الرحمه والشفقه ياعديم الرحمه، إنت كيف كنت سامع حس البنيه وهي عتصرخ من الوجع والخوف وبرضك قادر تكمل فاللي عتعمله ديه؟ أيه أصله اللي بين ضلوعك ديه يابوي بس؟!
كرار: أبو دراع بعد مامديت يدك عليا وهنتني عشان خاطر حرمه مليكش صالح واصل باللي بين ضلوعي ولا ليك صالح بيا أني من أساسه، خلاص إنت فى حِل من رباط الدم واللي بيني وبينك بقي زي اللي بيني وبين أي حد.
خلص كلامه وإتحرك عشان يمشي لكن حس أبو دراع وقفه وهو عيقوله:
طيب إسمع مني الكلمتين دول قبل ماتمشي، حتي لو اللي بيني وبينك إتقطع اني مهسمحلكش تعمل الغلط قدامي وأشوفك بعيني وأقف أتفرج عليك، وإن مليكش رداد ولا عتخاف من حد أني ردادك ياكرار.
لف عليه كرار وساله وهو مش مصدق روحه:
عتبيعني وتتحداني عشان مره ياأبو دراع؟
أبو دراع: قولتلك من هبابه عشان الرحمه مش عشان مره ولا راجل.
كرار: بس ديه عمره ماكان موقفك معاي فاي حاجع اعملها؟! إيه جرالك دلوك!
أبو دراع: كنت متغمي وفوقت، كنت غلطان وإنتبهت لغلطي، كنت فرحان إن بقي ليا أخ كيف ماطول عمري عتمني وحبيته أكتر من روحي ومحبتي ليه عمت عيني وقلبي وعقلي.
كرار: طيب ياأبو دراع براحتك واللي عايز تعمله إعمله، بس مرتي محدش ليه دخل بيها ولا باللي هعمله فيها، أصلا هي سبب كل حاجه عفشه عتوحصول معاي، هي سبب بُغض كل الناس ليا، هي اللي من ساعة مادخلت حياتي خربتها، هي اللي وقعت فزوري أني لحالي والتنين اللي لعبوا بيها لعب قبلي عيرمحوا في الدنيا ومحدش كدهم ولا عاتلين للدنيا هم.
وهي اللي لازمن يتعمل فيها كل اللي هيتعمل فيا، هي اللي هتكون مرايه لأفعال الكل معاي، وكل ماهشوف كره فعيون الناس ليا بسببها هكرهها فحياتها وعيشتها وفخلجاتها اللي لابساهم كمان.
قال إكده وراح عالبيت بالخطوه السريعه وراح على أوضته قوام وفتح الباب مره وحده خلى سته عديله قامت مفزوعه من نومها وشام فتحت عنيها وبدت تتلفت حواليها وهي عتلملم فروحها بخوف، ووقف قبالهم هما التنين وفضل باصص لشام هبابه، وبعدها بص للفرشه بتاعتها وراح عليها ونام من سكات
أما عديله فإبتدت تهدى فشام وتطمنها وتبرطم علي كرار وعلى تربيته وعلى أمه لما شبعت.
وطلع النهار عالكل
توفيق جه يقوم يصلي الفجر بصعوبه وهو حاسس بوجع فصدره وتقل فدراعه، وبالعافيه صلى ورجع لفرشته مره تانيه، ولأول نوبه فحياته مينزلش يتجمع مع أخوه وعياله وعيال أخوه وأمه على طبلية الوكل ويقول لحوريه تجيبله فطوره فى الفرشه، وتقولهم إنه مرايحش الشغل النهارده، وديه اللي خلى الكل اتضرع عليه وكلهم قطروا علي السلم لفوق على أوضته وأولهم نعيم أخوه.
والكل دخل عليه الأوضه ولما شافوا حالته قلبهم وجعهم عليه وخدهم العجب، كيف شكله إتغيرر إكده فكام ساعه لشكل واحد كنه عيان بقاله شهور، كيف الصفار كَسَىَ وشه إكده!
إتقدم عليه نعيم وقعد جاره وبحنيه قاله:
سلامتك ألف سلامه ياولد أبوي، مالك ياخوي إيه اللي تاعبك؟
توفيق بحس مجهد:
سلامتك ياخوي مفيش حاجه، هبابة تعب بس وهيروحوا لحالهم.
نعيم: عمر التعب اللي وصلك لرقدة السرير ماعرفلك طريق جته ياحبيبي مالك بس، روق وهمل كرار ومتحطش عمايله فبالك هتتعب وتخسر صحتك إكده وهو الدنيا هتعلمه وحدها وتخليه يوبقي عال العال.
توفيق: كرار أمره فيد ربه عاد أني سلمت أمره فيد القوي الجبار، ودلوك هملك من كرار ومني، تفطروا وتاخد إنت وصفوت الدهبات وتروحوا لوليام وتبيعوهم وتاخد قرشيناتهم عالقرشينات اللي فى الخزنه دول، وشاور لحوريه عشان تجيبهم وهي راحت قوام عالخزنه وبالمفتاح اللي علي صدرها فتحتها وطلعت منيها الفلوس وجابتهم ادتهم لنعيم، وكمل توفيق..
تاخدوهم كلهم وتروحوا للمقاول السمان اللي فالبر التاني وتشتروا منيه اللودر وتكتبوا ورقته وتجيبوه وتاجوا، ولو فضلت فلوس تجيبوا بيها عجل عفي تدبحوه وتفرقوه للناس حلاوة اللودر.. والباقيين يروحوا عالموقع النفق آخر يوم شغل حفر فيه النهارده تخلصوه خالص عشان هنتنقلوا للشغلانه الجديده.
الكل قال آمين وسمع الحديت، وبعد ماإطمنوا عليه وعلي حاله نزلوا ينفذوا اللي أمرهم بيه.
أما هو فبص لحوريه مرته وسألها بإستغراب:
أمال أمي فين ياحوريه مركبتش معاهم؟
حوريه: نايمه فباط العروسه النهارده وناموسيتها كحلي لساها مصحيتش.
توفيق سمع سيرة شام وإتنهد بوجع وهمس لروحه:
آه من العروسه واللي جرالها آه.. أني كمان عقول أمي مش معقوله تسمع بيا عيان ومتاجيش تطل عليا وتطمن.
أما حوريه فبعد ماقفلت الخزنه عالاوراق اللي فيها نزلت طوالي عشان تجيب لتوفيق الفطور وتفطره.
وأول مانزلت الحوش شافت عديله حماتها طالعه من أوضة كرار وشام وبلؤم إتكلمت:
ياعيني عليك ياتوفيق صعبان عليا العيا واعر قوي يابوي.
وعديله سمعت إسم توفيق ولدها وورا منيه كلمة عيا وشهقت بخوف:
ولدااي.. ماله توفيق ياحوريه إيه صابه، عيتيه إنتي وولدك بعمايلكم ربنا يجازيكم بعدله يابُعده.. خلصت كلامها وهي رايحه على السلم تموج شمال ويمين وتجرى على كد حيلها، وكملت السلم وهي عتبرطم وتشتم علي حوريه وولدها بكل الشتايم اللي جات علي بالها في اللحظه داي.
أما حوريه فدخلت الموطبخ وادت أمر لفكريه تحضر فطور لأبوها، وراحت على اوضة كرار فتحتها ودخلت، وضربت على صدرها بغيظ وهي واعيه ولدها نايم على الأرض في السقعه وشام نايمه علي السرير المفروش ومتكلفته بالغطا، وراحت عليها وشدت من فوقها الغطا فزعتها وهي عتقولها:
قومي قامت قيامتك، غاطسه ياختي في القطن والحرير ومهمله ولدي السقعه والرطوبه تاكل جِنابه، قومي فزي خلي الواد ينام ففرشته.. قوم ياسبع الرجال نام ففرشتك نومة الارض مليقاش لبدنك ياغالي.
قالت كلامها وراحت علي كرار اللي كان صحي في الوكت ديه ومغمض عنيه وعامل روحه نايم وحاطط يده على عنيه ووطت عليه تهز جسمه تصحيه وهو رد عليها. بتقل:
همليني يمه وروحي أني مهصحاش دلوك، وردي الباب وراكي لما إتفتح جاب تيار هوا.
وحوريه إمتثلت لكلامه وبعدت عنه وراحت علي الباب تقفله بعد ماتطلع، وفالوكت ديه كانت شام قامت ونزلت من فوق السرير بوجع وصعوبه، وحوريه ادتها أمر من غير ماتبصلها:
دقيقتين وتاجي تاخديلك بستلة ميه تتسبحي بيها وتحصلينا عالموطبخ ورانا أشغال لازمن تتقضي.
خلصت كلامها وطلعت وقفلت الباب وراها وهملت شام واقفه مغلوبه على أمرها وع الوجع اللي فيها وعلي الهم اللي مستنيها، وآخر المطاف إستسلمت وطلعت تجيب بستلة الميه.
وبمجرد ماطلعت من الأوضه واللي في الحوش وعيوها كل الرجاله نكسوا وشوشهم للارض بخجل من اللي جرالها، ومفيش غير عيون عزت النجسين هما اللي كانوا متعلقين بيها وعياكلوا ويشربوا فجسمها وباين فيهم التمني، وديه خلى شام نفسها تفزع من الوساخه اللي فرجالة العيله داي، ونفسها غمت عليها لما إفتكرت كرار وريحة أنفاسه، وعاودت لأوضتها ودخلت الحمام وإبتدت تستفرغ.
وعلى حس إستفراغها شال كرار اديه عن عنيه وإتعدل نص عدله وسند على كيعانه وفضل باصص عليها بتركيز ومتابعها لغاية ماطلعت من الحمام.
وراحت شام بعدها علي الموطبخ وعاودت بالميه وإتسبحت وغيرت، ولساها هتطلع كرار قالها تجيبله بستلة ميه وهي خدت البستله وراحت تجيبله الميه من سكات تجنباً للمشاكل اللي هي أغني مايكون عنها النهارده بالذات.
أما حد عديله وتوفيق
عديله:
سلامتك ياحبة القلب إيه تاعبك شاله اللي فيك يروح لحوريه يارب
توفيق بضحكه: مفياش حاجه ياحجه متقلقيش، كل الحكايه إن العضمه كبرت بس.
عديله: العضمه معتكبرش ولا الجته عتشيخ طول مالقلب خالى.. مفيش غير الهم بس هو اللي عيخلي الجته تِبلىَ.. وإنت همك تقيل ياتوفيق ولو مارميتهوش ورا ضهرك العضمه هتنطحن طحن مش هتكبر وبس.
توفيق: وفين اروح من الهم يمايه بس دليني؟
عديله:
قولتلك من زمان إتجوز اللي تنسيك الهم وتخلي كل حاجه عفشه تهون عليك وإنت اللي مسامعش كلامي، قولتلك غير الوشوش العكره عشان ترتاح ونفسك تتفتح للدنيا وإنت اللي مقابل إبليسه وساكت، غلبت أفهمك إن الدنيا فيها ناس حلوه وصلح بختك العفش وكل اللي كنت احصله منك ضحكه.. اديك بركت والهم ركبك من بوزها الناشف أهه خليها تنفعك.
توفيق لساه كان هيفتح خاشمه يرد عليها لكن حوريه قاطعته وهي عتدخل من الباب بصنية الوكل وترد هي موطرحه:
يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم، قومي يامرت عمي إتوضي وصلي الصبح والفجر اللي فاتك النهارده وانتي واخده السنيوره فباطك ونايمه ومنومه ولدي عالارض فعز السقعه.
حوريه بصتلها بطرف عينها ومردتش ورجعت بصت لتوفيق وقالتله:
هندلى اقول لسلام منزلش الشغل النهارده وياخدك ويندلى البندر يوديك مستوصف ويعرضك على حكيم يطلعلك علاج عشان تطيب قوام أني مش هتحمل نومتك قبال عيني ياولدي.
توفيق رد عليه وهو عيتعدل عشان ياكل من الصينيه اللي حطيتها حوريه بينه وبين أمه:
ممستاهلاش يمه دول شوية برد استوطنوا الجته وكلها يومين ويروحوا لحالهم، مدي يدك يلا بسم الله أوفطوري معاي.
عديله:
له ياولدي أوفطور إنت بالهنا والشفا، اني معحطش حاجه فخاشمي قبل مااصلي، وكفايه إن النهارده فاتتني صلاة الفجر ولا حد فيكم صحاني، وكماني عشان هفطور مع شامه واغصب عليها تتقوت عارفاها هتقعد من غير وكل متفكرش فروحها ولا حد هيفكر فيها.
توفيق إتنهد بحسره ورد علي أمه:
خدي بالك منيها يمه وحاجي عليها وخلي عينك وقلبك معاها، وعلى كد ماتقدري داوي اللي غيرك هجرحه وطيبي اللي غيرك هيوجعه..يمكن يقدرك ربنا عاللي مقدرتش أعمله أني معاها.
عديله: متخافش ياولدي أني مههملهاشي واصل، وبعدين إنت طيب بس وأقف فنص الدار وأزعق في الغجر دول بحسك اللي ربنا مايغيبه وكل قرد هيلزم شجرته لما يشوف أسد البيت.
خلصت كلامها وقامت عشان تنزل وهي ماشيه إدت لحوريه بصه مكيوده وحوريه ردت عليها بنفس البصه وبعد مالعيون ردت على بعضها نزلت عديله تبرطم على حوريه نفس البرطمه اللي كانت تبرطمها وهي طالعه.
وعدي اليوم بكل مافيه وبكل ماشال للناس من وجع وتعب وعيا، وعلى آخر النهار قدر توفيق ينزل في الحوش تحت لما سمع حس ولده صفوت وعمه نعيم، ومن حسهم الفرحان عرف إنهم أكيد تتموا الشروه بتاعت اللودر، وفعلا اللي حسبه لقاه وأول مانزل باركله أخوه وولده ووروله العقد وخده نعيم يبصصه عاللودر اللي كان صفوت موقفه قدام الباب، وع العجل اللي كان مربوط في الجنينه ومستني مخلوف يفضى ويدبحه ويفرقه هو وأبو دراع عالحبايب والغلابه، ورجع توفيق للبيت مع نعيم وهو فرحان، وقعد جار أمه اللي شافت الفرحه فعنيه وقالتله:
وشك رد من شوفة المعيشه الجديدة. ربنا يطعمك خيرها ويكفيك شرها يارب ياحبيبي.
توفيق: آمين يمه، يطعم الدراري الطالعه للدنيا جديد داي عاد، أني خلاص يلا مسك الختام.
عديله: ربنا يعطيك طولة العمر ياولدي إنت لساك عشت أيه ولا شفت إيه من الدنيا دانت العمر كله قدامك.. وإتبسمت وكملت كلامها وهي واعيه شام طالعه من الموطبخ:
عارف ياتوفيق الخير الجديد ديه جه على وش شامه، البنيه داي قدما اخضر ووشها وش خير عالبيت.
توفيق وهو عيبص علي شام ويهز دماغه بتأكيد لأمه:
كلامك صوح يمه، علي وشها السمح جه الخير صوح.. ونادي علي واد صفوت الكبير ممدوح وقاله:
ممدوح، إنت ياد تعالى إهنه.
وجاله ممدوح يجري بعد ماساب العجله اللي كان عيلعب بيها واللي معموله من فلاتر الجرار القديمه والجريد، ووقف قدام توفيق وقاله:
أيوه ياسيدي عاوز ايه؟
توفيق حط يده فجيبه وطلع فلوس ومدها لممدوح وهو عيقوله:
خد ياممدوح الفلوس داي وروح الدكان، وتجيب من كل حاجه في الدكان حاجتين تلاته وتملا كيسين كبار وتحط فيهم لب وتسالي وتجيب ٦ براطيم عصير قها فكيس لحالهم وتجيبهملي إهنه قوام.
ممدوح بص للفلوس اللي فيده بإستغراب وقال لسيده:
بس دول كتير قوي ياسيد؟
توفيق : ماني عايزك تجيب كتير يابجم، تجيب بكل ديه محلويات أمال اني لسه كنت عقولك ايه يابوا مخ زنخ كيف مخ عمك كرار حتي شكلك طالع كيف شكله الله لا يعطي امك العافيه عشان مكنت فيه وجابت كيف الطبع والصوره.
وبعد الكلمتين دول مشي ممدوح من قدام جده طوالي يشتري، وبعد شويه عاود ومهو ماسك كيسين كبار بالعافيه كان ماشي بيهم، وحطهم جار جده وأخوه جه جري عليه أول ماشافه، والتنين قعدوا جار جدهم اللي فتح الكياس وشاف اللي فيهم، واتوصى بكيس عن التاني وخد الناقص إداه للعيال وقالهم ياكلوا منيه ويروحوا يدوا لحريم البيت ويتوصوا ببدور عتحب التسالي، أما الكيس التاني فأداه لأمه وقالها أديه لشام تخليه فأوضتها وتاكل منيه وكت ماتحب ولما يخلص تقول عشان يجيبلها غيره.
وعديله خدت الكيس منيه وإبتسمتله برضى، ونادمت على شام وادتها الكيس وقالتلها إنه من أبوها توفيق، وشام أول مافتحته وشافت اللي فيه غصب عنها خشمها أنفرج عن إبتسامة فرحه برغم كل اللي فيها، وتوفيق أول ماشاف إبتسامتها الحلوه وسنانها اللولي ظهروا من مجرد شوية تسالي حس كد أيه إنها لساها عيله صغيره، وإنها معاوزاش أكتر من مجرد طبطبه وإتنهد وهو معارفشي يدعي علي كرار بسبب عمايله فيها ولا يدعيله بالهدايه عليها، وفي الأخر إستقر إنه يدعيله ربنا يبعد أذاه عنها.
اما شام فشكرت توفيق ودخلت أوضتها وهي حاضنه الكيس وحاسه بفرحه، وقعدت علي فرشتها وفتحته وبدت تطلع منيه التسالي وتاكل منهم، ونست خالص إن حوريه باعتاها تعدل الطبالي وتمسحهم عشان يحطوا الوكل، ماافتكرتش وقامت منتوره غير وهي سامعه حس حوريه عيلعلع في الحوش بالشتيمه عليها.
وطلعت شام وقوام إبتدت تحط الطبالي في الحوش فوق القياس الحلف وتمسحهم، ودخلت ورا حوريه تجيب الوكل مع الحريم، واللي كان عباره عن وليمه من البح والوز اللي جابوه اهل شام، واللي توفيق لما لقاه كتير قال لسلام يطلع منيه لأبو دراع ومخلوف نايبهم.
وقعد الكل وكلوا، والحريم كلوا في الموطبخ، ولأول مره شام تقعد تاكل معاهم وكد أيه حست بغرابه وهي شايفه وكلهم اللي كنهم عياكلوا وحد طاير وراهم، وكل بمنتهي السرعه، وقوام الكل قاموا، مفضلش عالطبليه غير شام وعدويه، وطبعاً إتكسفت شام وهمت عشان تقوم زيهم بس عدويه داست علي رجلها رجعتها تقعد تاني وهي عتقولها:
ونى الوكل عذره معاه يابنيتي، وانتي وَنيه وأني سناني متخلعه وعاكل على مهل مليناش دعوه بيهم، كلي كلي دا الوز بتاع امك عفي وشايل لحم كتير وطعمه مسكر هي عتزغطه أيه؟
شام: أمي معتزغطش طير عتسيب الطير علي وكل خشمه عشان عنسعوا كتير ومهنلاهموش زغيط.
عدويه: اممم يوبقي عاد، بس والله لحمه مسكر!
شام: بالهنا والشفا ياخاله.
كل كلامهم مع بعض وودودتهم كانت بدور شايفاه وهبت فشام وهي عتقولها:
ماكفاياكي ياسنيوره وكل وتشبعي وتقومي، ولا هتقعديلنا طول النهار تقرطفي في الوكل قرطيف، ديه على رأي المثل كلى وكل الجمال وقومي قبل الرجال.. وانتي عتنسي نس كيف العنزه العيانه إكده ليه؟
عدويه لبتها بدور: ماتهمليها تاكل علي راحتها يابدور مالك بيها؟
حوريه بزعيق: إنتي اللي تهملي بدور تعلم الهامله داي وتوريها عوايدنا، وبعدين ماكلامها صوح واللئيمه داي اديلها ساعه عتنس فالوكل نس ومقايماش من ع الطبليه؟
وإهنه قامت شام من علي الوكل وهي عتحمد ربنا، وراحت عالطرومبه تغسل أديها، وبعدها مسكت السباطه وإبتدت تكنس في الموطبخ عشان تهروب من غسيل المواعين.
وعدى اليوم وجه الليل، وشام دخلت الأوضه وراحت على فرشتها اتلكلكت ونامت أو عملت حالها نايمه عشان لما يعاود زفت الطين يلقاها نايمه ويحل عنيها.
وبالفعل عدت الليله سلامهات، وبعدها عدى يوم ورا يوم، ولحد اليوم التالت من اليوم اللي إتقرب فيه كرار من شام،
دخلت شام الحمام عشان تتسبح قبل ماكرار يعاود من بره ، وطلعت ومكانش فيه حد في الأوضه، وراحت على الصندوق بتاع خلجاتها عشان تجيبلها جلابيه بدال اللي وقعت منيها في الحمام غصب عنها، وبعد ماطلعت الجلابيه وخلعت اللي عليها عشان تبدلها، إتفتح الباب ودخل منيه كرار على غير ميعاده، وبمجرد ماشاف شام ومونظرها وقف متسمر في موطرحه وهو عيتأمل اللي عينه شايفاه واللي غيب عقله للمره التالته وخلاه فقد الإدراك وسكر بخمر الأنوثه الطاغيه اللي قدامه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *