روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثالث والعشرون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثالث والعشرون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثالثة والعشرون

إذا شعرت وأنت تقلب الصفحة الأخيرة في الكتاب أنك فقدت عزيزًا، فاعلم أنك قرأت كتابًا رائعًا.
#بول_سويني
________________
ركضت مِسك في ممرات المستشفى وهي تحمل طفلها الذي كان غائبًا عن الوعـ ـي ووجهه يميل إلى اللـ ـون الأزرق قائلة بنبرة عالية:دكتور … محتاجه دكتور بسرعة
تقدم مِنّها أحد الأطباء ليرى ما هو عليه سديم ويقول بنبرة عالية:حالة تسـ ـمم جهزوا أوضة الكشف بسرعة
أخذ سديم مِنّها وتوجه مسرعًا إلى الغرفة لتلحق هي بهِ وقلبها يكاد ينشـ ـطر نصفين على صغيرها وفلـ ـذة كبدها، توقفت أمام باب الغرفة والخوف يحـ ـتل معالم وجهها لتُخرج هاتفها وتعـ ـبث بهِ لحظات ثم وضعته على أذنها وقالت بنبرة مهزوزة:ألحقـ ـني يا أحمد … سديم أتسـ ـمم!
_________________
هب أحمد واقفًا وهو يقول بصدمة واضحة:سديم
نظر إليه ليل قليلًا عاقدًا ما بين حاجبيه ليسمعه يقول بنبرة يملؤها الخـ ـوف:انا جايلك حالًا
أنهى المكالمة معها ثم ألتفت خلفه ليأخذ أغراضه الموضوعة على سطح المكتب تحت نظرات ليل الذي قال بتساؤل وجهل:ماله سديم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه أحمد وقال بخوف:سديم أتسـ ـمم
أنهى حديثه وذهب إلى الخارج مسرعًا تحت نظرات ليل الذي كان يُحاول أستيعاب ما تفوه بهِ إبن عمه، خرج سريعًا مِنّ دوامه أفكاره تلك ولَحِقَ بهِ، بينما كان أحمد يتوجه إلى سيارته وهو يتحدث في الهاتف بنبرة حـ ـادة وهو يقول:انا حاليًا مش شاغلني غير أبني اللي مـ ـرمي فـ المستشفى يا عـ ـديم الد م والإحساس أوعدك أول ما أفوق وأتطمن عليه هاجي أشرب مِنّ د مك حلو
أغلق باب سيارته بعدما أستلق مقعد السائق ليجلس ليل بجانبه وهو يسمع حديثه بهدوء، أدار أحمد سيارته وتحرك متجهًا إلى المستشفى وهو مازال يضع الهاتف على أذنه قائلًا بغضـ ـب:ما انا مش هقـ ـطع نفسي يعني وحاجه كمان عشان تكون عارف لو عرفت إنك ورا اللي حصل لـ أبني أقسم بالله لـ أقتـ ـلك سواء كان انتَ أو الحـ ـرباية مراتك
أنتشـ ـل ليل الهاتف مِنّهُ قائلًا بنبرة حـ ـادة:ركز فـ الطريق وهات دا كدا
وضع الهاتف على أذنه ليسمع هلال هو مَنّ يتحدث معه ليقول:ممكن أفهم في ايه مجـ ـننه كدا!
________________
“أتفضلي دا هيتاخد تلات مرات فـ اليوم مرة بعد الفطار ومرة بعد الغدا ومرة بعد العشا”
“شكرًا يا دكتورة ربنا يباركلك”
خرجت السيدة مِنّ الصيدلية لتزفر شادية بهدوء وتتجه إلى الحاسوب لتسجيل ما تم بيعه، دلفت برلين إليها قائلة بمرح:دكتورتنا اللي مشرفانا فـ المنطقة
نظرت إليها شادية وأبتسمت قائلة:دا الغزالة رايقة النهاردة أهي
ضحكت برلين وجلست أعلى الطاولة قائلة:شوفتي … قولي يارب تفضل كدا بقى
نظرت إليها شادية مرة أخرى بطرف عينها وقالت مبتسمة:يارب
نظرت برلين إلى يدها ثم قالت بتساؤل:أومال فين دبلتك يا شادية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تلاشت أبتسامة شادية التي كانت تنظر إلى شاشة الحاسوب لتنظر إليها بهدوء نازعةً نظارتها تحت نظرات برلين التي كانت تنظر إليها بهدوء وترقب تنتظر ردّاً مِنّها
نظفت شادية حلقها وحاولت الإبتسام أمامها قائلة:سيـ ـبنا بعض .. أو بمعنى أدق هو اللي سـ ـابني
شهـ ـقت برلين بصـ ـدمة لتنظر شادية بعيدًا عن مـ ـرمى عينيها وهي تُحاول كبـ ـح دموعها بشتى الطرق، ولَكِنّ إن أستطاعت إيقاف دموع عينيها كيف لها أن تستطيع إيقاف دموع قلبها الذي يزرف كل يوم الدموع المـ ـؤلمة التي تؤلـ ـمه في كل ليلة!
تحدثت برلين بهدوء وترقب قائلة:سـ ـابك ليه
فلتت مِنّها شهـ ـقة واحدة فقط لتنهض برلين وتتقدم مِنّها واضعةً يدها على كتفها قائلة بنبرة هادئة مترقبة:ايه اللي حصل يا شادية … دا عمل المسـ ـتحيل عشانك
نظرت إليها شادية بعدما فقـ ـدت السيـ ـطرة في التحكم بـ دموعها لتقول بنبرة لاهثة:كـ ـسرني يا برلين … طلع في واحدة تانيه فـ حياته وكنت زي الهبلة معرفش حاجه … كل دا كان في واحدة فـ حياته وانا معرفش وأتحججلي إنه مش قـ ـادر يكمل وعشان ميظلـ ـمنيش معاه … دا لو كان صارحني بـ الحقيقة كانت هتبقى أهـ ـون مِنّ إنه يضحك عليا ويخليني عامله زي الأطـ ـرش فـ الزفة
ربتت برلين على ذراعها قائلة بنبرة حزينة وتأثر:أهدي يا شادية متعمليش فـ نفسك كدا على واحد قدر إنه يسـ ـتغنى عنّك .. بتعيطي ليه على واحد بايـ ـع ميستاهلش إنك تنزلي دمعة واحدة عليه
أجابتها شادية بنبرة باكية والدموع تشـ ـق طريقها على خديها قائلة:عشان حبيته بجد يا برلين
نظرت إليها برلين بحزن وأسى لـ تُعانقها قائلة:ميسـ ـتاهلش حُبّك ولا حـ ـزنك ولا حتى دموعك يا حبيبتي … ميستاهلش أي حاجه هو عايش حياته دلوقتي ودا اللي متوقع بعد ما يبـ ـعد بس انتِ وقـ ـعتي ودا غـ ـلط
حركت شادية رأسها برفق وهي تبكي قائلة:موجـ ـوعة أوي يا برلين ومش عارفه أنساه … قلبي لسه متعـ ـلق بيه ومش عارف يقـ ـسى عليه … مش عارفه أعمل أي حاجه يا برلين انا موجـ ـوعه أوي أقسم بالله وبخبي وجـ ـعي جوايا
ربتت برلين على ظهرها قائلة:حاسه بيكي وعارفه إنه مش سهل عليكي بس حاولي تنسي أو تشغلي دماغك ومتفكريش فيه عشان تعرفي تعيشي … حاولي تعملي موڤ أون يا شادية وتنسيه وتنسي كل حاجه كانت بتـ ـربطك بيه وحاولي تبدأي صفحة جديدة مِنّ أول وجديد وتعيشي … أخرجي وأضحكي وأعملي كل حاجه كُنْتي بتعمليها حياتك مش هتقـ ـف عليه بالعكس دا انتِ المفروض تستقـ ـوي مِنّ بعد التجربة دي يا شادية مش تضـ ـعفي … لازم نفوق ونرجع لنفسنا تاني ونشوف حياتنا
شـ ـددت شادية مِنّ عناقها إليها قائلة بنبرة باكية:انا محتاجاكي جنبي الفترة دي يا برلين
ربتت برلين على ظهرها قائلة بـ أبتسامه:جنبك يا حبيبتي دايمًا .. انا معاكي ومش هسيبك أبدًا
_________________
دلف حُذيفة إلى المطبخ ليرى أيسل تقوم بـ إعداد الفطور بـ إنهماك، تقدم مِنّها بهدوء قائلًا بمشاكسة:يا حلاوتك يا شيف بوراك
ألتفتت أيسل برأسها تنظر إليه لتبتسم قائلة:مجاملة حلوة برضوا
وقف حُذيفة بجانبها ينظر إلى ما تفعله بهدوء ليقول مبتسمًا:مش عايز مساعدة يا جميل انا مساعد شيف ماهر برضوا
نظرت إليه بطرف عينها وأبتسمت قائلة:متعلم على إيد خبرة برضوا
حُذيفة:تصدقي عندك حق دا انا مفيش مِنّي أي قلـ ـق على كدا بقى
أيسل:طبعًا يا حضرة الظابط حد يقدر يقول غير كدا
أبتسم حُذيفة وهو ينظر إليها قائلًا:ولا حد يقدر غيرك
ضحكت أيسل برفق وقالت:طب يلا بقى خرج الأكل بره على السفرة عشان ورايا كذا حاجه هعملها قبل ما نروح القصر
أخذ حُذيفة صحنين وتوجه إلى الخارج قائلًا:يا باشا طلباتك أوامر
وضعهما على سطح الطاولة ليعود مرة أخرى إليها ولكن قاطـ ـع طريقه صغيره الذي كان يقف أمامه ممسكًا بـ دُميته ناظرًا إليه، أنحنى حُذيفة بجذعه لـ يحمله على ذراعه طابعًا قْبّلة عميقة على خده الصغير قائلًا:صباح الخير يا معلم
وضع عدنان رأسه على كتف والده ليقول حُذيفة:هتكمل نومك على كتفي ولا ايه
توجه مرة أخرى إلى أيسل التي نظرت إليه لتقول:عدنان صحي
أجابها وهو يُمسد على ظهره برفق قائلًا:خارج جـ ـارر الدبدوب وراه زي الدبـ ـيحة
ضحكت أيسل بخفة قائلة:يلا يا دودو أصحى عشان رايحين لـ جدو
حُذيفة:خلصتي
حركت رأسها برفق وقالت:اه خلاص
أنهت حديثها وهي تأخذ الصحنين المتبقيان وتخرج ليلحق بها حُذيفة محدثًا صغيره قائلًا:يلا يا عدنان عشان نفطر سوى
أنهى حديثه وهو يجلس على مقعده ليرفع عدنان رأسه ينظر إليه لينظر إليه حُذيفة قائلًا:يلا يا حبيبي عشان هنروح لـ جده مش كُنْت عايز تروح
عدنان بتساؤل:رائد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حُذيفة:ورائد هيكون هناك .. كلهم هيكونوا هناك
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على خده ليبدأ في تناول الفطور بهدوء، مرّت دقائق لـ يصدح رنين هاتفه أنحاء الغرفة معلنًا إياه عن أتصال، نهض حُذيفة وأجلس صغيره على أعلى الطاولة وتوجه إلى الطاولة الموضوعة في إحدى أركان الغرفة ليرى المتصل أحمد
أجابه حُذيفة وهو يقطم قطعة مِنّ ساندويتشه قائلًا:أيوه يا عم فينك مختـ ـفي فين كدا
قاطـ ـعه صوت أحمد المتوتر بشدة والذي أجابه قائلًا:حُذيفة انتَ فاضي دلوقتي ولا مشـ ـغول
أجابه حُذيفة متعجبًا مِنّ نبرته المتوترة بشدة تلك وقال:فـ البيت فاضي ما انتَ عارف النهاردة الجمعة أجازة
تحدث أحمد بلهفة شديدة وكأنه لا يُصدق بـ أنه وجد طـ ـوق النجاة الذي سينتشـ ـله مِنّ بقـ ـاعه السـ ـوداء التي تلتـ ـهمه كل دقيقة، يمرّ بها وحيدًا رفقة مِسك التي يتأكـ ـلها الخوف الشديد على صغيرها، قائلًا:حُذيفة عايزك تجيلي بسرعة على المستشفى بتاعت شغلنا دلوقتي وبسرعة بالله عليك
تعجب حُذيفة كثيرًا، لا يفهم ماذا يحدث إليه ولِمَ ظهرت هذه اللهفة في نبرته، تحدث قائلًا بتعجب شديد:في ايه وبتعمل ايه هناك دلوقتي!
أجابه أحمد هذه المرة بنبرة يملؤها الخـ ـوف الشديد قائلًا:سديم أبني أتسـ ـمم وانا هنا لوحدي مع مِسك ومحتاج حدّ جنبي حاسس إني هقـ ـع فـ أي لحظة مـ ـرعوب أوي على سديم ومحدش طمني لحد دلوقتي
صُـ ـدم حُذيفة بشدة حتى أنهُ لَم يُكمل تناول الطعام ليقول بصدمة:سديم … انا جايلك حالًا ربع ساعة وهكون قدامك متقلقش
أحمد بهدوء:مستنيك
أنهى المكالمة معه ليعود إلى الطاولة مرة أخرى قائلًا:أيسل انا ماشي
نظرت إليه حيثُ تركها وتوجه مسرعًا إلى غرفته دون أنتظار ردّاً مِنّها، عقدت ما بين حاجبيها في تعجبٍ شديد وقالت بنبرة عالية بعض الشيء:في ايه يا حُذيفة مين كان بيكلمك
أتاها صوته مِنّ داخل غرفته قائلًا:سديم أتسـ ـمم وأحمد لوحده هو ومِسك وعايزني جنبه
جحظت عينيها بصدمة وعدم استيعاب لِمَ تفوه بهِ منذ لحظات، يُحاول عقلها أستيعاب ما تلقاه منذ لحظات وكل ما يشغل حَيز تفكيرها الآن، كيف أصـ ـاب هذا الصغير صاحب العامين ونصف التسـ ـمم
خرج حُذيفة وهو يرتدي معطفه قائلًا:انا هروحله ولو أتأخرت أسبقيني على القصر انا عمومًا هشوف ولو لقيت إني هتأخر هكلم جدي حافظ ييجي ياخدك ويوديكي هناك وانا هحصلك بس أهم حاجه يا أيسل محدش هناك يعرف حاجه لحد ما أشوف أحمد هيعمل ايه وايه اللي حصل بـ الظبط وعينك على عدنان أوعي تخلّيه ياخد أي حاجه مِنّ هناك طول ما شريف ومراته ومديحة هناك سمعاني
نظرت إليه أيسل للحظات في صمت قبل أن تقول:متعرفش ايه اللي حصل يا حُذيفة
حرك رأسه نافيًا وقال:لا لمَ أوصل هعرف مِنُه .. انا رايح خلّي بالك مِنّ نفسك ومِنّ عدنان
أنهى حديثه وهو ينحني نحوها طابعًا قْبّلة على رأسها ثم أنحنى تجاه صغيره وطبع قْبّلة أعلى رأسه ثم توجه إلى باب المنزل تاركًا أيسل تنظر إلى أثره بهدوء شديد
_________________
وصلا كلًا مِنّ ليل وعلي إلى المستشفى المتواجد بها أحمد ومينا ليتوجها إلى أحمد سريعًا ليطمئنا على سديم، بينما كان أحمد يأخذ الممر ذهابًا وإيابًا وبجواره مِسك التي كانت تجلس تستند بـ مرفقيها على فخذيها واضعةً راحتيها على وجهها
نظر أحمد إلى نهاية الممر ليرى ليل وعلي يقتربان مِنّهُ، توقف ينظر إليهما ليتقدما هما مِنّهُ لـ يُبادر علي في الحديث قائلًا بقلق شديد:في ايه يا أحمد سديم ماله
نظر إليه أحمد وقال بنبرة تملؤها الخـ ـوف والفـ ـزع يتقافز مِنّ عينيه قائلًا:كل اللي أعرفه إنه أتسـ ـمم أزاي وأمتى معرفش بقالي نص ساعة معرفش أي حاجه وهمـ ـوت مِنّ الرعـ ـب حرفيًا
مدّ ليل يده ووضع راحته على كتفه ضاغـ ـطًا عليه برفق تزامنًا مع قوله:متخافش خير إن شاء الله الدكتور هيخرج ويطمنك تفائل بالخير
نظر إليه أحمد وقال بنبرة تملؤها القلـ ـق والرعـ ـب:مش عارف يا ليل انا هتجـ ـنن ايه اللي هيخلّي طفل سنتين ونص يتسـ ـمم وهو مع أمه فـ بيت واحد ومقفول عليهم … مِسك نفسها هتتجـ ـنن
تحدث علي هذه المرة وقال:هنعرف كل حاجه متقلقش خير تفائل شويه وبلاش أفكار سـ ـوده عشان متتحققش
زفر أحمد ونظر بعيدًا وهو يمسح على وجهه يُحاول تهدئة نفسه لـ يقوم علي بهذه المهمة ويضمه إلى أحضانه ممسدًا على ظهره برفق علّه يساعده على الشعور بـ الطمأنينة ولو قليلًا، لوقتٍ قصير لا يَهُم كل ما يَهُم إيصال الطمأنينة إلى قلبه قبل عقله
لحظات وخرج الطبيب مِنّ غرفة سديم نازعًا نظارته الطبية لينظر إليه ليل ومعه علي وأحمد الذي أبتعد سريعًا ينتظر ردّ الطبيب الذي إما سيُريح قلبه أو يقوم بـ تعذيـ ـبه، نهضت مِسك تنظر إلى الطبيب بلهفة تُريد إطفاء نيـ ـران قلبها الذي يحـ ـترق منذ ساعة
تحدث الطبيب بنبرة هادئة وهو ينظر إلى ثلاثتهم قائلًا:فين أبو الولد
أجابه أحمد بلهفة قائلًا:انا أبوه طمني يا دكتور أبني كويس مش كدا
نظر الطبيب إليهما بهدوء ثم قال:أتطمن أبنك بخير الحمد لله
تحدثت مِسك بلهفة قائلة:أبني حصله ايه يا دكتور طمن قلبي بالله عليك
أجابها الطبيب الذي نقل بصره نحوها وقال:الولد أتسـ ـمم بسبب اللبن اللي شربه كان منتـ ـهي الصلاحية يمكن أكتر من شهرين ولمَ شربه عمله تسـ ـمم بس الحمد لله إنه أتلحق فـ الأول قبل ما ينتشـ ـر فـ جسمه بس محتاج أسألك سؤال واحد أزاي مخدتيش بالك مِنّ تاريخ الصـ ـلاحية
أجابته مِسك بنبرة باكية وهي تنظر إليه قائلة:انا معرفش إن اللبن منتـ ـهي الصـ ـلاحية اللي بيجبلي اللبن دا دايمًا بيجيبهولي ساري الصـ ـلاحية بس أول مرة مخدش بالي إن اللبن منتـ ـهي الصـ ـلاحية وسديم أبني عمره ما أشتكى مِنّ اللبن بالعكس دا بيحبه جدًا حتى بعد ما أتفطـ ـم فضل ميال لِيه وانا مقطـ ـعتهوش عنّه قولت هييجي وقت ويزهق بس انا معرفش إن اللي حصله دا بسبب اللبن
الطبيب:وعشان كدا بنحـ ـذر مِنّ صـ ـلاحية أي منتج الأم بتستخدمه لـ طفلها ياريت نركز على تاريخ الصـ ـلاحية حتى لو فاضله شهرين وينتـ ـهي بلاش مِنُه وهاتي غيره يكون صـ ـلاحيته لسه بدري عليها أضمن وحاولي تخليه يبـ ـطل يشرب اللبن دا وأبدأي معاه فـ الخضار المسلوق وحاولي تحببيه فـ الأكل بتاعنا العادي بس نبدأها واحدة واحدة معاه وهو هينسى اللبن دا مرة بعد مرة
أحمد بتساؤل:يعني أبني دلوقتي بقى كويس يا دكتور مش كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه الطبيب وأجابه مطمئنًا إياه قائلًا:متخافش الولد بقى زي الفُلّ
زفر أحمد براحة قائلًا:الحمد لله
أبتسم الطبيب وقال:حمدلله على سلامته ربنا يحميه ويحفظهولكم .. عن أذنكم
تركهم الطبيب وذهب ليقول أحمد براحة:الحمد لله
ربت علي على كتف أحمد قائلًا بـ أبتسامة خفيفة:حمدلله على سلامته مش قولتلك تفائل بالخير
زفر أحمد مجددًا وقال براحة:الحمد لله كُنْت مـ ـرعوب عليه أوي
تحدث ليل بنبرة هادئة وقال:الحمد لله إنه بخير ربنا يخليهولك
ألتفت ينظر إليهما ليقول بـ إمتنان:انا مش عارف أقولكوا ايه بجد سيبتوا اللي وراكوا وجيتولي جري … شكرًا ليكوا بجد
أجابه علي قائلًا بـ أبتسامه:أحمد يا حبيبي لو قولت كدا تاني أوعدك إنك هتلاقي حاجه مكسـ ـورة فيك
أبتسم ليل أبتسامه جانبية وقال موافقًا رأي إبن عمه قائلًا:عندك حق يا علي قولت اللي نفسي أقوله
أبتسم أحمد ووكز كل واحدٍ مِنّهما في كتفه قائلًا:لا يا حلو انتَ وهو متقدروش تعملوها
أجابه ليل مبتسمًا وقال:حبيبي انا واحد غشيـ ـم ومجـ ـنون بلاش انا
ضحك أحمد وقال:مهما تعملوا على قلبي زي العسل
بينما دلفت مِسك إلى غرفة صغيرها وتوجهت إلى فراشه بخطواتٍ هادئة وهي تنظر إليه حيثُ كان هو متسطحًا على الفراش والمحـ ـلول موصولًا بـ يده الصغيرة ناظرًا إليها بـ شبه إبتسامه، جلست على طرف الفراش ثم أنحنت نحوه طابعةً قْبّلة حنونة أعلى رأسه
نظرت إليه بـ أبتسامه قائلة بتساؤل:حاسس بـ أي وجـ ـع يا حبيبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر سديم إلى يده التي كان المحـ ـلول معـ ـلقًا بها لتنظر إلى مرمى عينيه وتفهم سريعًا ما يؤلـ ـمه، مدّت يدها ومسدت على خصلاته الناعمة السـ ـوداء قائلة:معلش يا حبيبي شويه والوجـ ـع هيروح وهتكون زَيّ الفُلّ
طبعت قْبّلة أخرى على خده الصغير لتشعر أنها تَوّد أن تضمه بقـ ـوة إلى أحضانها غير سامحة لأي أذ ى أن يقترب مِنّهُ، دلف أحمد وتوجه إلى فراشه لـ يجلس على طرف الفراش مِنّ الجهة الأخرى منحنيًا بـ جذعه طابعًا قْبّلة على رأسه قائلًا:حبيب قلبي وقـ ـعت قلبي عليك يا نور عيني … انتَ كويس يا حبيبي
تحدثت مِسك ناظرةً إليه قائلة:المحـ ـلول واجـ ـعله إيده
أمسك أحمد بـ يده السليمة طابعًا قْبّلة عليها قائلًا:معلش يا حبيبي هيروح بعد شويه
نظر إليه سديم للحظات قبل أن تُلوح أبتسامه خفيفة على ثغره ليبتسم إليه أحمد قائلًا بمرح:أيوه كدا أضحك يا عم
أتسعت أبتسامه سديم ليقوم أحمد بملاعبته تحت نظرات مِسك التي كانت تتابعهما بـ أبتسامه
_______________
“يلا يا مينا كُل يا حبيبي متتـ ـعبش قلبي بقى معاك!”
زفر مينا قائلًا بتأ فف:يا أمي صدقيني انا مبحبش أكل المستشفيات دا مش عايز
تحدثت والدته برفـ ـض وقالت:لا مينفعش يلا كُل وبلاش دلع
قاطـ ـعهما طرقات متتالية على الباب عَلِمَ مينا صاحبها سريعًا عن ظهر قلب كيف لا وهي دومًا تطرق أذنيه في العمل، فُتِحَ الباب ليدلف ليل ناظرًا إليه بـ أبتسامة واسعة وخلفه علي الذي كانت السعادة بادية على معالم وجهه فور أن رآه جالسًا على الفراش
تقدم مِنّهُ ليل قائلًا بمرح:عمي وعم عيالي يا جدعان متهـ ـزهوش ريشة
ضحك مينا بخفة وقال:أخويا المشطـ ـشط
ضحك ليل ثم أنحنى بجذعه نحوه معانقًا إياه قائلًا:حبيبي يا أخويا مش قادر أقولك قد ايه فرحت أول ما عرفت إنك بقيت كويس وفايق كدا
أبتعد ليل ليتقدم علي ويعانقه قائلًا بمرح:حبيبي يا خضر كدا تسيب حسنين لوحده
ضحك مينا وقال:وهو خضر يقدر برضوا دا يبقى نـ ـدل حتى
أبتعد علي ليقف بجانب ليل قائلًا بـ أبتسامه:عامل ايه دلوقتي أحسن ولا حاسس بتعـ ـب
أبتسم مينا وقال:بخير الحمد لله داخلتكوا عليا دي بالدنيا كلها
تحدثت والدته وهي تنظر إليهما قائلة بـ أبتسامه:أول ما شافكوا طـ ـار مِنّ الفرحة مكنتش أعرف إنه بيحبكوا أوي كدا انا لو كُنْت أعرف كُنْت جبتكوا تباتوا معاه
أبتسم ليل وتحدث ناظرًا إلى مينا قائلًا:يا سلام نيجي ونبات معاه هو إحنا لينا كام مينا يعني دا أخويا
علي:بُص بقى يا عمي عايزك تخف بسرعة كدا عشان ترجع معانا الشغل ونخـ ـربها سوى
أبتسم مينا وقال:انا لو عليا عايز أخرج دلوقتي
ليل:هتخرج وهنقعد مع بعض كلنا أحلى قاعدة كمان بس شـ ـد حيلك شويه
نظرت والدته إليهما وقالت:بعد أذنكوا عايزاكوا فـ كلمة على إنفراد
نظروا إليها كلًا مِنّ ليل وعلي ومعهما مينا الذي قال مستنكرًا:وليه ما تقولي قدامي
نظرت إليه والدته وقالت:يوه سر
أبتسم ليل وقال:سر يا حبيبي وانا علمتك مينفعش نسمع أسرار حدّ عشان عيـ ـب
أنهى حديثه ونظر مرة أخرى إلى والدته وقال:أتفضلي
توجهوا ثلاثتهم إلى خارج الغرفة تحت نظرات مينا المتعجبة والمترقبة، أغلق علي الباب خلفه ثم نظر إلى والدة مينا ليسمع ليل يقول:خير يا طنط
نظرت إليهما والدة مينا قليلًا قبل أن تقول:زي ما أنتوا عارفين إن مينا عنده شبه فقـ ـدان ذاكرة مؤقت … كل اللي فاكره اللحظة اللي ساب أبوه فيها وراح شغله زي ما قال … انا دلوقتي مش عارفه أعمل ايه وهو مش مبطل سؤال عن أبوه وانا واقفة عاجـ ـزة قدامه مش عارفه أقول ايه … أقوله أبوك ميـ ـت أصلًا مِنّ تلات سنين … ولا أسكت وأخبي عليه … ولا أقوله إن أبوه مسافر … مش عارفه أعمل ايه قولت مفيش غيركوا هتقدروا تساعدوني
نظرا كلًا مِنّ ليل وعلي إلى بعضهما البعض قليلًا قبل أن ينظر ليل إلى والدة مينا قائلًا بنبرة هادئة:متقلقيش يا طنط إحنا هنتصرف فـ الموضوع دا بس أهم حاجه ميعرفش الحقيقة مهما حصل عشان ميتأ ذيش هو وتقلب إنتكـ ـاسة … إحنا هنتفق سوى على قرار وهنقولك عليه قبل ما نعمل بيه
تحدثت والدة مينا قائلة:ياريت بجد
ليل بهدوء:متقلقيش
والدة مينا:حاجه كمان … مينا رافـ ـض ياكل أكل المستشفى وزي ما أنتوا عارفين مينفعش ياكل أي أكل مِنّ بره دلوقتي فـ تكونوا عملتوا واجب لو خليتوه ياكل
نظر علي نظرة مترقبة إلى ليل الذي أبتسم بـ إتساع وألتمعت عينيه قائلًا:مِنّ عينينا يا غالية
كان مينا جالسًا على فراشه ينظر إلى السماء التي كانت متكـ ـدسة بـ السُحب بشرود، يُفكر في والده الذي لَم يأتي حتى الآن للأطمئنان عليه، لحظات ودلف ليل أولًا يليه علي وأخيرًا والدته التي أغلقت الباب خلفها
نظر إليهم ليرى ليل يجلس على طرف الفراش ماددًا يده نحو الطاولة الموضوعة بجانب فراشة ممسكًا بـ طعامه ليفهم سريعًا ما سيحدث ليُسرع بقوله:انا مش هاكل الأكل دا
تجاهـ ـله ليل قائلًا:علي
أقترب علي مِنّهُ قائلًا:نعم يا معلم
تحدث ليل وهو ينـ ـزع الحاجز البلاستيكي الموضوع على كل صحن قائلًا:يلا يا حبيبي
نظر علي إلى مينا قائلًا:يلا يا مينا كُل
رفـ ـض مينا قائلًا:مش هيحصل انا مش هاكل أكل العيا نين دا
نظر إليه ليل قليلًا ثم قال مترقبًا:يعني مش هتاكل
حرك مينا رأسه برفق وقال:لا
حرك ليل رأسه برفق ثم نهض وتوجه خلف فراشه واقفًا قائلًا:يلا يا علولو
حاوط ليل مينا مِنّ الخلف بذراعه ممسكًا بقطعة دجاج مسلوق قائلًا:يلا يا مينا يا حبيبي عشان ليل ميزعلش مِنّك
قـ ـاومه مينا قائلًا:مش عايز يا عم هو عافيه
ليل بتحـ ـذير:يلا عشان متزعلش مِنّي يا مينا وتقول يا ريتني سمعت الكلام
رفـ ـض مينا قائلًا:مش واكل
وضع ليل قطعة الدجاج بفمهِ بالإجبـ ـار قائلًا:انا ميتقاليش لا يا مينا
________________
صدح رنين جرس القصر الداخلي عاليًا معلنًا سكانه عن وصول زائرًا إليهم، تقدمت الخادمة مِنّ الباب وفتحته لتجد الطارق أيسل رفقة صغيرها، تنحت جانبَا لتدلف أيسل وهي تُمسك بـ يد صغيرها “عدنان” متجهة إلى الداخل عبر هذا الممر المؤدي إلى ساحة القصر الكبيرة
نظرت روز إليها لتعلو أبتسامه صافية ثغرها فور أن رأت إبن حفيدها ممسكًا بيد والدته ويسير بهدوء خطوات متعثرة، نزعت روز نظارتها وأبعدت حاسوبها جانبًا رفقة أوراق عملها قائلة بنبرة هادئة تكسوها السعادة:أهلًا بـ الغاليين وانا أقول القصر نور مرة واحدة كدا ليه
أبتسمت أيسل قائلة:أزيك يا تيتا
أنحنت أيسل بجذعها العلوي نحوها مصافحةً إياها لتقول روز:طمنيني عليكي ايه الأخبار
جلست أيسل بجانبها قائلة بـ أبتسامه:بخير الحمد لله يا حبيبتي انتي أخبارك ايه وحشتيني أوي
روز بـ أبتسامه:انا بخير يا حبيبتي الحمد لله وبعدين لمَ انا وحشاكي أوي كدا مبتجيش ليه
أبتسمت أيسل أبتسامه هادئة وقالت:شغل حُذيفة بقى يا تيتا حاكـ ـمنا ما بنصدق يوم الجمعة ييجي واللهِ
أتسعت أبتسامه روز وقالت:لولا ليل مكانش حُذيفة داق طعم النوم ولا أتهنى على أجازة
ضحكت أيسل بخفة وقالت:بصراحة عندك حق يا تيتا ربنا يخليهولنا واللهِ شايل عننا كتير
أبتسمت روز ثم نظرت إلى عدنان الذي كان يقف بجوار والدته مختبئًا في أحضانها، تحدثت روز وهي تنظر إليه قائلة:ايه يا عدنان مش هتسلم على تيتا ولا ايه
نظرت أيسل إلى صغيرها وقالت:مسلمتش ليه على تيتا مش كدا عـ ـيب
تحدثت روز وهي تنظر إلى عدنان قائلة:هو ماله خـ ـايف ولا ايه
أيسل بجهل:معرفش ماله ايه اللي حصل كدا
مدت روز يدها تجاه عدنان قائلة بـ أبتسامه:تعالى يا حبيبي متخافش
نظر الصغير إلى يدها لـ يَمُدّ يده الصغيرة نحوها ليقترب مِنّها بهدوء، حملته روز طابعةً قْبّلة على خده الصغير قائلة:وحشتني أوي دا انا هوري أبوك اللي معندهوش د م دا يحـ ـرمني أشوف السُكر دا أزاي
أجلسته على قدمها ورتبت خصلاته الطويلة السـ ـوداء الناعمة تحت نظرات أيسل التي كانت تنظر إليه بأبتسامه، لحظات ونزل طه مِنّ الطابق العلوي مقتربًا مِنّهما قائلًا بمرح:عاش مِنّ شافك يا ست أيسل دا انا قولت هاجر تي
نظرت إليه أيسل وأبتسمت قائلة:عاش مِنّ شافك يا أستاذ طه ايه مش تسأل ولا ترفع سماعه التليفون للدرجة دي نـ ـدل
أبتسم طه وقال:إبن باسم الدمنهوري مستنيه مِنّي ايه دا انا كفاية إن أخويا ليل
أنهى حديثه وهو ينحني بجذعه حاملًا عدنان مِنّ أحضان جدته طابعًا قْبّلة على خده الصغير قائلًا:وحشتني ياض يا عدنان حاسس إني مشوفتكش بقالي سنين
أبتسمت روز وقالت:لسه كُنْت بقول لـ أيسل كدا
نظر طه إليها وقال:بقولك ايه يا أيسل مش حُذيفة إبن خالي وانا إبن عمته بس انا اللي بقولك الواد دا متر باش وميعرفش يعني ايه عيلة وحلال فيه أي حاجه هتحـ ـصله
ضحكت كلًا مِنّ أيسل وروز بخفة والتي قالت:مفيش فايده فيك يا طه مبتحرمش نهائي
نظرت إليها أيسل ووافقتها الرأي قائلة:دي حقيقة فعلًا
أبتسم طه لينظر إلى عدنان الذي نظر إلى والدته وبدأ في الأنـ ـين كي تأخذه إلى أحضانها ليجعله طه ينظر إليه قائلًا بحـ ـزم وصر امة:ولا .. إنشف ياض في ايه
نظرت إليه روز ثم ضـ ـربت على كفيها بقلة حيلة قائلة بذهول:لا حول ولا قوة إلا بالله هتكره الواد فيك يا أبني
طه:لا يا تيتا الواد دا محتاج ينشـ ـف شويه أبوك شكله مش فاضيلك بس العبد لله مواراهوش غيرك دلوقتي
أنهى حديثه وتوجه بهِ إلى الخارج تحت نظرات عدنان الذي ألتفت ينظر إلى والدته نظرات مهزوزه خائفة، حركت أيسل رأسها بقلة حيلة قائلة بيـ ـأس:مفيش فايده فيك يا طه هتفضل مخوف الواد مِنّك لحد ما هيكـ ـرهك
نظرت روز إليها قائلة بتساؤل:أومال حُذيفة مجاش معاكي ليه دا حتى واخد النهاردة أجازة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليها أيسل قليلًا وصمتت تبحث عن إجابه تقولها إليها، بينما كانت روز تنظر إليها تنتظر إجابة مِنّها ولَكِنّ ما تلقته مِنّها هو الصمت وحسب، تحدثت روز قائلة:في ايه يا أيسل مبترديش ليه
نظرت إليها أيسل قليلًا وهي في حيرةٍ مِنّ أمرها أتقوم بـ إخبارها أم تظل صامتة كما أخبرها حُذيفة ولا تتحدث، ظلت في حـ ـربٍ طا حنة بين عقلها وترددها الشديد هذا لوقتٍ قصير حتى أنقذها رنين هاتفها الذي كان يعلنها عن أتصال مِنّ حُذيفة
أنتشـ ـلت الهاتف مِنّ حقيبتها لتنظر إلى شاشته لحظات حتى نظرت إلى روز قائلة بنبرة متوترة:عن إذنك يا تيتا هردّ على حُذيفة وأرجعلك تاني
تركتها أيسل وأبتعدت مجيبة على زوجها تحت نظرات روز التي كانت تنظر إليها نظرات متعجبة مما تراه مِنّ توتر شديد على وجه حفيدتها، بينما توقفت أيسل بعيدًا عن جدتها وأجابته قائلة:أيوه يا حُذيفة طمني ايه الأخبار دلوقتي!
________________
كان عز جالسًا وحده في الجامعة يضع سماعات الأذن مستمعًا إلى الموسيقى الراب التي أصبح مهـ ـووسًا بها مؤخـ ـرًا متجا هلًا جميع مَنّ حوله، بينما على الجهة المقابلة إليه كان هناك شاب ذو بشرة سمراء وشعر أسود مجعد ذو بنية متوسطة ويمتلك عينان عسليتين ينظر إليه وهو في حيرةٍ مِنّ أمره
صوتًا يد فعه إلى الذهاب وسؤاله عن ما يشغل تفكيره والآخر يمنـ ـعه ويُخبره أن لا يتقدم وفي المنتصف تردده الواضح سواء في حركاتها أو نظراته، بينما كان عز لا ينتبه إليه كان كامل تركيزه على هاتفه وموسيقاه
ظل هذا الشاب هكذا لوقتٍ ليس بطويل وليس بقصير حتى قرر إنهاء تلك الأصوات اللعـ ـينة بتقدمه مِنّ عز عازمًا على سؤاله، بينما كان عز مندمجًا فيما يفعله حتى أنتشـ ـله مِنّ بقا عه تلك ظـ ـل شخصٍ قريب مِنّهُ، رفع عز رأسه ينظر إليه عندما رآه يعود مرة أخرى كما كان، بينما توقف الشاب وهو يقول بنبرة خافتة محدثًا نفسه في ضيـ ـق شديد:وبعدين بقى يا عزاب هتفضل كدا لحد أمتى ما هو يا تروح تسأله وتخلص يا إما تتنـ ـيل تمشي مِنّ سكات .. بس أعمل ايه لو طلع زيهم … انا مش هستحمل وممكن أنهـ ـار بجد
ألتفت ينظر إليه ليراه ينظر إليه نظرة ذات معنى ألتفت هو سريعًا كما كان مجحظًا عينيه بصـ ـدمة قائلًا:يا لهوي شافني
عقد عز ما بين حاجبيه وهو يتسأل عن ما يحدث أمامه مِنّ أفعالٍ مريـ ـبة صادرة مِنّ هذا الشاب، نهض عز تاركًا حقيبته على المقعد مقتربًا مِنّهُ حتى توقف خلفه قائلًا بتساؤل:في حاجه يا أخ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شعر الآخر بـ التوتر الشديد ليبتلع غصته ملتفتًا إليه، نظر إليه عز وقال بنبرة هادئة:انتَ كويس
حرك الشاب رأسه برفق وهو ينظر إليه ليقول عز:أومال مالك خايف كدا ليه وكأنك عايز تقولي حاجه
أبتلع الشاب غصته ثم تحدث بتقـ ـطع قائلًا:انا .. كُنْت .. بس .. عايز .. أسألك … على … حاجه … بس … متردد
عقد عز ما بين حاجبيه وقال:متردد ليه أسأل عادي
أبتلع الشاب غصته وقال بتقـ ـطع “نظرًا لأنه يُعـ ـاني مِنّ تأخر في التحدث مع الآخرين”:انا كُنْت .. عايز أقولك … هي حفلة … التخرج … أتحدد … معادها .. ولا أتلـ ـغت
عقد عز ما بين حاجبيه وأبتسم بخفة وقال:لا متلغـ ـتش ولا حاجه بالعكس لسه نازل بوست حالًا بيقولوا فيه إنها هتتعمل شهر واحد
تحدث الشاب مبتسمًا وقال:بجد .. الحمد لله … كُنْت خـ ـايف … تتلغـ ـي
أبتسم عز وقال:لا متلغـ ـتش … انتَ معايا فـ نفس الدفعة تقريبًا مش كدا
حرك الشاب رأسه برفق مبتسمًا وقال:أيوه … انا .. عارفك على .. فكرة .. عز طارق .. سامح الدمنهوري … شوفتك قبل كدا … مع والدتك تقريبًا … كان عندك مشكـ ـلة .. في قيـ ـدك .. في الكلية
حرك عز رأسه مبتسمًا وقال:أيوه فعلًا .. بس شكلك عارفني أوي يعني
أبتسم الشاب وقال:غني عن .. التعريف
عز:طب عرفني عليك بما إنك عارفني وكدا ومدتنيش فرصة حتى أقولك انا مين
تحدث الشاب مبتسمًا وقال:انا أسمي … عزاب .. حميد
مدّ عز يده إليه قائلًا بـ أبتسامه:أتشرفت بمعرفتك يا عزاب
مدّ عزاب يده إليه مصافحًا إياه قائلًا:وانا كمان … أتشرفت بمعرفتك … ينفع … نكون … صحاب
حرك عز رأسه برفق وقال بودٍ:أكيد طبعًا انا أجتماعي جدًا وماشي بتعرف على تـ ـراب الأرض
ضحك عزاب وقال:انا … عكسك … خالص
عز بـ أبتسامه:باين
تحدث عزاب بـ أبتسامه خفيفة قائلًا بحـ ـزن:محدش .. بيصاحبني … انا .. وحيد .. عشان كدا .. لمَ قولتلي … نبقى صحاب … فرحت أوي .. مصدقت حدّ … هنا قبلني .. صاحب لِيه
تلاشت أبتسامه عز تدريجيًا ليقول بنبرة هادئة متسائلًا:ليه بتقول كدا يا عزاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عزاب بحـ ـزن:أصل .. انا … زي ما … انتَ شايف … بتهـ ـته … في الكلام .. وساعات … بتأخر فيه … المشـ ـكلة دي … عملالي زي … العا ئق في حياتي .. ومخليه الكل .. يبـ ـعد عنّي مع … إن دي حاجه … مش بـ إيدي
حـ ـزن عز بشدة مِنّ أجله لـ يَمُدّ يده مربتًا على كتفه قائلًا:ولا تـ ـزعل نفسك يا صاحبي انتَ عشان مختلف بيبعدوا … مبيقربوش إلا للي شبههم … انتَ مِنّ النهاردة صاحبي
نظر إليه عزاب قليلًا ليبتسم إليه عز ساحبًا إياه خلفه قائلًا:تعالى أفاجئك بحاجه كمان غير حفلة التخرج
_________________
كانوا جميعهم يجتمعون مع بعضهم البعض بعد أن صلوا صلاة الجمعة في قصر ليل الدمنهوري وصوتهم العالي يملئ أرجاء القصر، تعالت ضحكات الشباب على صيحات عز الذي كان ينظر إليهم بشـ ـر وغـ ـضب
تحدث عُمير قائلًا بنبرة ضاحكة:همـ ـوت يخر بيتكوا مش قادر
عاود الضحك مجددًا بينما تقدم عادل مِنّ الخلف إلى عز الذي كان يتحدث بنبرة يملؤها الضـ ـيق ليقوم بـ ضـ ـربه بذلك الحبل البلاستيكي ليصـ ـرخ عز ملتفتًا إليه بسرعة البـ ـرق ناظرًا إليه بشر ليركض عادل مبتعدًا وهو يضحك ومعه تعالت ضحكات الأحفاد ترج أركان القصر
ضحك علي بقوة وهو مستـ ـلقي أرضًا يُكا فح نفسه لإيقاف سيل ضحكاته الرنانة ولَكِنّ ما يفعله أولاد عمومته يقتـ ـله ضحكًا، كانت روزي تجلس على الأريكة وأمامها يجلس زوجها أرضًا والذي كان لا يقل شيئًا عن علي
وضع رأسه على قدم روزي وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك لتضحك هي رغمًا عنها على ضحكاته وليس على ما يفعله عادل وعز، دلف ليل الجد رفقة بهاء وأشرف ليرى هذا المشهد الذي جعل قلبه يتراقص فرحًا وسعادة فقد أشتاق لرؤية هذا المشهد الذي حُـ ـرِمَ مِنّهُ منذ مدة طويلة، ها هو اليوم يراه مرة أخرى بصدرٍ رحب مستمتعًا بـ أصواتهم التي تملئ أنحاء القصر
نظر إلى بهاء قائلًا بـ أبتسامه:عادل فكرني بـ اللي كُنْت بتعمله فـ حمزة وسامح زمان يا بهاء
أبتسم بهاء ونظر إليه بطرف عينه قائلًا:وانا كمان .. الزمن بيعيد نفسه تاني
نظروا إلى أحفادهم مرة أخرى بـ أبتسامه، بينما كانوا يمزحون مع بعضهم البعض بمزاحهم المعتاد لينضم إليهم مؤخرًا معاذ الذي أضاف لمساته الخاصة جاعلًا إياهم يقضون أفضل أوقاتهم
صدح رنين جرس القصر الداخلي يعلنهم عن وصول زائرٍ إليهم، تقدمت الخادمة مِنّ الباب تحت نظرات ليل وبهاء إليها لتفتح هي الباب ويدلف فادي الذي كان ممسكًا بيد فيروز مستندًا عليها
أغلقت الخادمة الباب وتوجهت إلى عملها بينما تقدم ليل مِنّهُ معانقًا إياه قائلًا:حمدلله على سلامتك يا حبيبي مستنيك بفارغ الصبر
أبتسم فادي وعانق جده قائلًا:حبيبي يا جدي وحشتني أوي أقسم بالله
ربت ليل على ظهره برفق وقال:وانتَ كمان واللهِ … طمني عليك
أبتعد عنه قليلًا لينظر إليه فادي قائلًا بـ أبتسامه:بخير الحمد لله
نظر ليل إلى فيروز وقال:ايه مش هتسلمي عليا ولا ايه
أبتسمت فيروز وعانقته قائلة:أزاي بقى يا جدو دا انتَ الغالي
أبتسم ليل طابعًا قْبّلة على رأسها قائلًا:وحشتوني واللهِ
فيروز:وانتَ كمان يا جدو واللهِ
لحظات وأبتعدت عنه لـ تُمسك بـ يد فادي الذي أستند عليها مرة أخرى ليقول ليل مبتسمًا:خشوا يلا
نهض ليل “الحفيد” وأقترب مِنّهم مبتسمًا تاركًا أولاد عمومته ضاحكون، فرد ذراعيه في الهواء مقتربًا مِنّهُ قائلًا بـ أبتسامه:حبيبي يا إبن خالي يا غالي
أبتسم فادي إليه ليعانقه ليل قائلًا:وحشتني أقسم بالله يا حبيبي
تحدث فادي مبتسمًا وقال:وانتَ كمان يا حبيبي واللهِ
ربت ليل على ظهره برفق ثم أبتعد عنه قليلًا ناظرًا إليه قائلًا:طمني عليك يا حبيبي انتَ كويس دلوقتي
حرك فادي رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:الحمد لله يا حبيبي بخير
ربت ليل على يده برفق لينظر إلى فيروز قائلًا بـ أبتسامه:لمؤا خذة يا فيروز
ضحكت فيروز بخفة وقالت:ولا يهمك عامل ايه
ليل بـ أبتسامه:بخير الحمد لله قوليلي الواد فادي دا كويس معاكي
نظر فادي إليها بطرف عينه لتنظر هي إليه كذلك بـ أبتسامه لتقول:زي الفُلّ مفيش أطيب ولا أحنّ مِنُه
نظر إليه ليل نظرة خبيثة وقال:أيوه يا نمـ ـس طول عُمرك قلبك حنين
ضحك فادي بخفة وقال:طول عُمري يا أبني
تحدث ليل وهو يُشير إليه إلى الداخل قائلًا:تعالى دا فيه بارتي جوه فايتك ليلة كبيرة جوه تعالى
توجهوا جميعهم إلى الداخل ليصـ ـيح ليل بنبرة عالية وهو ينظر إليهم قائلًا:فـادي وَصـل يـا رجـالـة الـبـارتـي كـمـلـت!
________________
دلف إيدن إلى الشاطئ ممسكًا بـ يد رهف التي كانت الشريطة السـ ـوداء موضوعة على عينيها تسير على سير خطواته، تحدثت رهف قائلة بتساؤل:إلى أين أنت ذاهبًا إيدن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها إيدن بنبرة هادئة وهو ينظر إليها قائلًا بهدوء:ستعلمين الآن حبيبتي لا داعي للتسرع
رهف:أشعر أن الفضول سيقتـ ـلني إيدن
نظر إيدن إلى وجهته قائلًا:هيا وصلنا الآن
توقف إيدن فجأة لتقف هي أمامه قائلة بتساؤل:وصلنا أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه برفق قائلًا:نعم جميلتي وصلنا
رهف بترقب:والآن
توقف إيدن أمامها مباشرةً وقال بنبرة خافتة:سأنـ ـزع الشريطة السـ ـوداء الآن وعندما أُخبركِ بفتح عينيكي أفعلي ذلك ولَكِنّ بهدوء حسنًا
حركت رأسها برفق قائلة:حسنًا هيا
مدّ يديه وقام بفـ ـك عقـ ـدة الشريطة مبعدًا إياها عن عينيها قائلًا:والآن عزيزتي سيدة إيدن قومي بفتح عينيكِ ودعيها تتأمل المظهر الخلاب حولكِ
أبتعد عنّها إيدن لتفتح هي عينيها بهدوء وحذر لترى ما جعلها تصـ ـاب بدهشة وذهول لم يسبق لهما مثيل، نظرت حولها بعدم تصديق ليبتسم هو ناظرًا إليها
البحر ذو اللون الأزرق القا تم والرمال الذهبية التي كانت تلتمع بفعل أشعة الشمس المصـ ـوبة نحوها وهذه الورود الحمراء التي تُزين طاولتهما التي كانت موضوعة أسفل ظلال شجرة كبيرة تنسدل أوراقها الخضراء من جذوعها، مع الورود الحمراء ونسمات الهواء اللطيفة التي جعلت القشعـ ـريرة تجـ ـتاح جسدها
ألتفتت تنظر إلى إيدن الذي كان واقفًا خلفها ناظرًا إليها بـ أبتسامه جميلة صافية، كان يرتدي بدلته الرصاصية فيما عدا القميص الذي أستبدله بـ تي شيرت أبيض اللون وحذاء مِنّ نفس اللون، مصففًا خصلاته السوداء الفحمية مع لحيته المنمقة التي زادته وسامة مع طابع الحسن، كان وسيمًا!
تقدم مِنّها بخطوات هادئة ليقف أمامها مباشرةً ناظرًا إلى بنيتيها التي سقـ ـطت عليها أشعة الشمس مظهرًا مدى تعمقها وجمالها الرباني، كانت معالم وجه رهف جميلة لا تحتاج إلى مساحيق التجميل لترى أنها فتاة جميلة بلا، لَم تضع أي مساحيق تجميل يكفي كثافة أهدابها الطويلة والتي كانت تُزين عينيها بشكلٍ غير عادي وكذلك حاجبيها الكثيفين
أمسك بـ راحتيها بين راحتيه بهدوء ناظرًا إلى عينيها قائلًا بنبرة هادئة مبتسمًا:رهف … الفتاة ذات البشرة المخملية الجميلة والخصلات الكثيفة البنية الطويلة المموجة … ذات العينان العسليتين التي تشبه حُبيبات القهوة المُـ ـرة … تُزين هذه الحُبيبات أهـ ـداب كثيفة متداخلة جميلة تُجـ ـبرني دومًا على النظر إليها وحدها طيلة الوقت وكأنها تغـ ـار أن أنظر إلى شيءٍ آخر يشغل حَـ ـيز تفكيري عنها ولو لبرهة .. أنتِ فتاة متميزة حقًا رهف … بداخلكِ شيئًا ما يقوم بجذ بي نحوكِ كـ المغناطيس … عندما أنظر إليكِ أشعر أنني لا أرى ولا أسمع مَنّ حولي … فقط عقلي منشغل بكِ وحدكِ … أنتِ مَنّ تشغل حَـ ـيز تفكيري دومًا رهف
نظر إليها قليلًا، إلى معالم وجهها الجميلة، شرد بها لبرهة قبل أن يقول بنبرة هادئة:أنا أُحبّكِ رهف … أُحبّكِ وبشدة
نظرت إليه رهف بهدوء دون أن تتحدث، فقط كانت تنظر إليه وهي في صـ ـدمة، كانت تشتاق إلى سماع هذه الكلمات المسعولة مِنّهُ، كانت تشتاق لسماعها في كل ليلة كان هو بعيدًا عنها كل البُعد، كانت بينهما مسافة كبيرة، بينهم بلاد وبحور ومحيطات وجبال وأنهار، بينهما مسافة كبيرة، كيف لـ الشرق والغرب أن يجتمعا معًا في مكانٍ واحد!
إنهما كانا بهذا الوصف حقًا، وها هي تعود إلى أحضانه مرة أخرى عازمةً على عدم فر ط حقها بهِ حتى وإن كان المـ ـوت هو الفاصل بينهما فمرحبًا بهِ على يقين بـ أن واحدٍ مِنّهما لن يتخلى عن الآخر
عانقته ولَم تتحدث، العناق دومًا يُرسل إلى الطرف الآخر جميع ما يَوّد القلب أن يتفوه بهِ، العناق دومًا هو ردّها الأوحد إليه على ما يقوله، شـ ـددت مِنّ عناقها إليه قائلة بنبرة هادئة:أُحبّكَ إيدن
أبتسم إيدن وقال:وانا كذلك رهف … وأنا كذلك عزيزتي
________________
في منزل إيثان حيثُ يعمُ الظـ ـلام الد امس المكان، كان إيثان مختبئًا في إحدى أركان غرفة مكتبه ضاممًا تقوى إلى أحضانه ناظرًا إلى الخارج بهدوء وحذر
بينما كانت تقوى تقوم بـ لف يديها حول خصره وهي تشعر بدقات قلبها تعلو بقـ ـوة داخل قفـ ـصها الصدري محاولةً التماسك قدر المستطاع حتى لا ينكشفا ويُقـ ـتل واحدٍ مِنّهما، بينما على الجهة الأخرى كانوا الرجال الملثـ ـمين ذو البنية القو ية يملئون أرجاء المنزل يقومون بتد ميره دون تردد باحثين عن إيثان
“لا يوجد لهُ أثر هل أنت متأكد مِنّ أنهُ هُنا!”
“نعم يا رجُل أعلم أنهُ هُنا … سنجده مختبئًا كـ الدجاجة في إحدى أركان المنزل أبحثوا جيدًا مرة أخرى”
نظرت تقوى إلى إيثان الذي كان ينظر إلى الخارج ثم نظر إليها قليلًا وهو يُفكر ماذا سيفعل، شعر بـ إرتعـ ـاش جسد تقوى الذي كان قو يًا هذه المرة لينظر إليها ويرى بدء ظهور نو بتها التي لا يعلم عنها شيئًا
نظر إليها بترقـ ـب هامسًا:تكوى ماذا حدث … تكوى هل أنتِ بخير
بدأت تقوى تفـ ـقد سيطـ ـرتها على جسدها لتشعر بتـ ـراخيه رويدًا رويدًا تزامنًا مع شعورها بـ الاختـ ـناق، رفع رأسها إلى أعلى وأبعد خصلاتها عن وجهها قائلًا بهمس مرتـ ـعب:تكوى .. يا إلهي ماذا حدث لكي .. تكوى أتسمعيني
أنغلقت عينيها وترا خى جسدها فجأة بين ذراعيه ليبقى فمها مفتـ ـوحًا أثر محاولاتها الفا شلة لأخذ أكبر كمـ ـية ممكنة مِنّ الهواء، نظر إيثان إلى الخارج حيثُ بدأوا هم في الإنتـ ـشار أكثر ليعود ناظرًا إليها وهو يشعر بـ الرعـ ـب عليها
لَم يشعر بنفسه إلا وهو يضع الهاتف على أذنه، لحظات وتحدث بنبرة هامسة متوترة:إيدن رجاءً تعال إلى منزلي تكوى ستذهب وتتر كني وحدي أخي وهؤلاء الملثـ ـمين يُحاو طون المنزل بأكمله رجاءً أخي سأفـ ـقد تكوى تعال وبسرعة!
أنهى حديثه تزامنًا مع شعوره بـ إلتصاق فـ ـوه المسـ ـدس في رأسه وأرتفاع صوت الملـ ـثم قائلًا بنبرة حـ ـادة:أترك هذا الهاتف لقد انتهى أمرك الآن!
______________
كيف لحـ ـربٍ كان صاحبها هو البادي أن تنتـ ـهي بطرفٍ لا يعلم عنها شيءٍ سوى أنه طرف بريء وقـ ـع ضحـ ـية بين ذئا بها ليكون وليمتـ ـهم في ليلة جامـ ـحة لن يأتي بعدها خير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

‫8 تعليقات

  1. برجاء تنزيل الحلقه باسرع وقت انا قرأت السبع اجزاء من جمالها عايزاها متنقطعش ولا حلقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *