روايات

رواية حواء الفصل الرابع 4 بقلم جهاد عامر

رواية حواء الفصل الرابع 4 بقلم جهاد عامر

رواية حواء البارت الرابع

رواية حواء الجزء الرابع

حواء
حواء

رواية حواء الحلقة الرابعة

– يا حبيب امبارح وحبيب دلوقتي.. يا حبيبي لبكره ولآخر وق..
= الله الله يا ست حوَّاء ، قاعدة هنا بتغني لحبيبتك أم كلثوم وسيباني مع خالتك فـ المطبخ محتاسة!!
– وهو حد قالك تعملي فالحة وتقولي انا اللي هعمل الأكل؟! قال ايه عشان سي آدم لما ييجي ياكل من ايدك!! خلاص اشربي بقى ومالكيش دعوة بيا أنا أصلاً ماكنتش عايزة اقعد انهاردة من شغلي بس حكم القوي.
= ايتااا ايتااا يا حوَّاء أوعي تكوني لسه بتغيري مني أنا وآدم!!
– أغير منك انتي وآدم!! ليه إن شاء الله دا انتوا الاتنين متخلفين زي بعض وبحمد ربنا إنه أخوكي لوحدك وإن العبط بتاعه ماوصلش ليا زيك.
= لا بقولك ايه ماسمحلكيش تغلطي فيه قدامي دا دومي باشمهندس قد الدنيا وكمان..
” حوووور ..”
= يالهوي خالتك هتنفخني خلصي وتعالي ساعدينا بسرعة،..حاضر يا ماما جاية اهوه.
بعد ما سابتني وطلعت تجري عشان تساعد خالتو وماما في تحضير الأكل لإنّ أخوها على وصول.. طلعت مني تنهيدة وجع!!
آدم جاي انهاردة، جاي بعد تلت سنين غياب!! سافر يكمل تعليمه برا ومن ساعتها مارجعش، أو هما اللي بيقولوا كدا.. بس أنا شوفته وسمعت صوته.. أنا حسيت بيه يوم ما بابا مات وقعدت تلت أيام غايبة عن الوعي كنت بفتح عيني أشوفه جنبي بيطبطب على إيدي.. بس لما فوقت وسألت عليه قالوا إنه مانزلش أصلاً لإنه عنده شغل وماعرفش ييجي، ماعرفتش أصدقهم ساعتها بس مع الوقت ولما هو حتى ماكلمنيش ولا فكر يطمن عليا حتى بمُكالمة.. صدقتهم!!
ومن ساعتها لا شوفته ولا بسأل عليه وحتى لما تيجي سيرته بدخل أوضتي اللي بالمناسبة فـ بيته! .. خالتو لما بابا اتوفى ماوافقتش أقعد أنا وماما لوحدنا في بيت بابا وخصوصاً إنِّي ماليش أخوات.
= حوَّاء!! انتي واقفة هنا بتعملي ايه؟ هيا مش حور جات قالتلك تعالي عشان تساعديني أنا وخالتك! يا بنتي آدم زمانه على وصول خلصي يلا..
– ماما انتي عارفة إنِّي مش بحب أقف فـ المطبخ مع حد يا أقف لوحدي وأعمل كل حاجة لوحدي يا ما أعملش خالص وبعدين أنا مش عايزة أعمل حاجة أصلاً انهاردة ومش جايلي مزاج.
= حوَّاء!! انتي لسه زعلانة من آدم!!
كانت بتبصلي وكأنها بتخترق دماغي عشان تعرف بفكر فـ إيه، ماما طول عمرها بتفهمني من عيني، أو يمكن أنا اللي واضحة ذيادة عن اللزوم!!
– زعلانة من آدم!! و أزعل من آدم ليه هو في حاجة حصلت عشان أزعل منه أو مازعلش! آدم مش فارقلي أصلاً يا ماما عشان أ..
“عشان تفكري فيه أو ييجي على بالك أو تسألي عليه مثلاً!!”
سمعت صوته وهو واقف ورايا، لوهلة حسيت قلبي وقف والأكسجين خلص م المكان كله، ماقدرتش ألف ناحيته وأشوفه! مش عارفة هقدر أتحكم فـ دموعي ولا لا..
= آدم! حبيبي حمد لله على سلامتك نورت بيتك يا ابني
بعدها خالتو وحور جم سلموا عليه وطبعاً السلام دا كان بعياط كتير وأحضان أكتر، ودا كله وأنا لسه مدياه ضهري ومش مستوعبة أصلاً أنه في نفس المكان وبيني وبينه خطوتين بس..!!
= حوَّاء انتي واقفة كدا ليه مش هتسلمي على آدم؟!
غمضت عيني وشتمت حور بصوت واطي، وخدت نفس عَميق وفتحت عيني وقرَّرت أواجه مصيري..
أول ما لفيت لقيته واخد خالتو وماما في حضنه و.. بيبص عليا وبيبتسم!! وايه دا هو قلبي ابن النتن دا بيدق ليه دلوقت!!
– حمد لله ع السلامة
قولتها وانا بتهرب من عنيه وقدرت بأعجوبة ألبس قناع الجمود، وروحت على أوضتي وقفلت الباب ورايا، حور جاتلي بعدها وقولتلها تعبانة شوية ومش هقدر أخرج، وطبعاً عشان هما كلهم عارفين مزاجي المتقلب وإني بميل للعزلة مافيش حد حاول يكلمني تاني.
الساعة 37: 12 أكيد كلهم ناموا دلوقت، ولأني شخصية ليلية دايماً بحب أقعد في البلكونة بالليل وأسمع أم كلثوم وطبعاً بوجود مج الشاي بالنعناع بتاعي، خدت موبايلي والهاند فري وعملتلي مج الشاي بالنعناع وفتحت البلكونة وقعدت.. لكن حسيت جسمي اترعش من السقعة خصوصاً أننا في شهر يناير، فـ حطيت الشاي وشغلت الست وهيا بتغني “سنين ومرت” وروحت أجيب شال من أوضتي.
جبت الشال ودخلت البلكونة لقيت اللي قاعد على الكرسي بتاعي.. وبيشرب من المج .. بتاعي!!!!
=طول عمرك صاحبة مزاج يا حوَّاا وبتعملي كل حاجة بمزاج.. أم كلثوم ف وقت الليل وكوباية الشاي اللي عمري ما دوقت فـ جمالها!
كان بيتكلم وهو مديني ضهره بعدين بصلي وقال
= تعرفي كوباية الشاي بتاعتك دي كانت أكتر حاجة واحشاني!!
كوباية الشاي يا مهزأ ياكش تطفحها يا بعيد*
= ايه يا حوحو انتي بلمتي كدا ليه؟
غمضت عيني وخدت نفس عَميق عشان ماشتمش بصوت عالي دا مهما كان ابن خالتي حتى لو كان حلوف بس معلش بصيتله واتكلمت بهدوء برغم الغضب اللي جوايا..
– أنا اسمي حوَّاء يعني لا حوَّاا ولا حوحو ولا أي حاجة تانية، حووواااء ولو مش بتعرف تقوله يبقى يستحسن تقولي يا دكتورة.. تمام يا باشمهندس!
وخدت موبايلي اللي كان ماسكه في إيده ومشيت.
فضلت أسبوع بعد الموقف دا ماشوفهوش.. كنت بقوم بدري وأمشي على المستشفى، وهو كان بيقعد طول النهار برا لأنَّه بيخلص أوراقه وبينقل شغله هنا، فـ كان بييجي متأخر وأنا كنت بوصل البيت قبله وأدخل أوضتي وما أخرجش منها طول ما هو في موجود.
= هالتووو هووواء!!
صحيت على صوت مَليكة بنت حور، لأ لأ هيا بنتي أنا.. في فرحة غريبة بتدخل قلبي بمجرد ما بشوفها، مليكة خدت حُب أمها اللي في قلبي وأضعافه وخلته ليها هيا!
– تعالي يا قلب خالتو حوَّاء من جوّا انتي..
شاورت على دولابي وقالت “كوكو”..
– كوكو يا أم كرش أنا مش عارفة انتي بتحبيني عشان الشيكولاته ولا عشان انا خالتك! تعالي خدي كوكو يا اختي تعالي..
خدت الشيكولاته وجريت على برا، ضحكت عليها ودخلت لبست هدومي وطلعت لهم برا.
لقيت حور قاعدة هيا وماما وخالتو.. لكن مَليكة مش معاهم.
– صباح الخير
ردّوا كُلهم ، وحور سألتني بضحك..
= مَليكة أول ما دخلت قعدت تنادي عليكي ودخلتلك جوا جري، أكيد خدت كوكو صح؟!
– طبعاً خدت ما هي طالعة بكرش زي أمها..
حور كشرت وماما وخالتو ضحكوا وردت خالتو:
“معاكي حق والله يا حواء البت دي طالعة لحور في حكاية الأكل دي جداااا ”
= انتوا جايبيني هنا تهزقوني ولا ايه!! والله اخد بنتي وامشي..
ضحكت على شكلها وقولتلها:
– لا تمشي فين اعملي حسابك انتي هتقعدي معانا كام يوم القاعدة معاكي واحشاني جداً.
= أيوا أنا جاية أصلاً وعاملة حسابي إنّي هقعد على قلبكوا أسبوع عشان يوسف سافر شغل وانتوا عارفين مش بحب أقعد لوحدي.
وقبل ما حد يرد دخل وهو شايل مَليكة على رقبته وقال:
“انتي تنوري في أي وقت يا أم مَليكة يا غالية..”
قامت حور سلمت عليه وقعدوا وأنا مش مركزة غير في شكله وهو شايل مَليكة وسرحت فـ مشهد ما راحش من ذاكرتي لحد دلوقتي …
……………………..
– نزليييييني نزليني بقولك يا حوووور..
_ ايه يا حوَّاا مالك بتعيطي ليه؟!
– حور عمالة تشيلني وبقولها نزليني مش راضية يا آدم.
= يا آدم أنا عايزة أشيلها عشان تحبني زيك والله ومش بضربها زي ما انت قولتلي.
– وأنا مش بحب حد يشيلني غير آدم..
حور كشرت وآدم ضحك وقال:
_ خلاص يا حور يا حبيبتي معلش انتي عارفة حوَّاا مش بتحب حد يشيلها، وانتي يا آنسة حواا تعالي يلا وأنا هشيلك..
………………..
=حوَّاااااااء!
– ايه يا بنتي صرعتيني..
=ما انا بقالي ساعة بنادي عليكي وانتي سرحانة! بقولك فاكرة وانتي صغيرة لما آدم كان بيشيلك كدا زي مَليكة وكنتي بتعيطي لو حد شالك غيره؟!
كلهم ضحكوا وهو كان بيبص للأرض وبيبتسم!
– لا مش فاكرة..
كلهم استغربوا ما عدا هو بصلي ولسه الإبتسامة على وشه..
“طب يلا يا بنات قوموا اعملوا الأكل يلا على ما آدم يروح يصلي الجمعة وييجي يكون الأكل جهز”
– لا يا خالتوا انتي عارفة حواء بنتك اللي بيقف معاها في المطبخ بتطلع عينيه.. أنا هدخل أعمل الحلويات وهيا تعمل الأكل.
“لااا انتي بتعملي الحلويات مسكرة أوي”
قولت أنا وهو نفس الجملة في نفس الثانية.. كلهم ضحكوا علينا وأنا هو بصينا لبعض وسكتنا.
= لسه انتوا الاتنين مش بتحبوا الحلويات مسكرة ونفسكوا بتتسد منها!!
حور قالتها وهيا بترمي علينا نظرة خباثة كدا..
_ طب انا هقوم بقى أصلّي وآجي ألاقي الأكل جاهز عشان جعان أوي..
قومت أنا وحور هيا عملت الأكل وأنا عملت الحلويات، وخلصنا وقعدنا نتكلم وجات سيرة حسام أخو يوسف جوز حور واللي شغال معايا في نفس المستشفى.
= يا بنتي والله حسام بيحبك أنا مش فاهمة ايه اللي مش عاجبك فيه بس؟!
– يا حور قولتلك مية مرة أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي والموضوع مش في دماغي…
= لحد امتى يا حوَّاء!! هاه لحد امتى انتي بقى عندك ٢٤ سنة يعني خلصتي كليتك وبقيتي دكتورة أسنان ممتازة وشغالة في مستشفى كويسة جداً مستنية ايه تاني؟
– حور هيا ماما كلمتك مش كدا؟!
= يا حبيبتي أنا مش عايزاكي تزعلي منها ولا مني خالتو مالهاش غيرك في الدنيا ونفسها تطمن عليكي، وأنا نفسي أفرح بأختي اللي ماليش غيرها يا حوَّاء! عشان خاطري وخاطر ماما وخالتو فكري في الموضوع..
– حاضر يا حور هفكر ..
= يا حبيبتي ربنا يريح قلبك ويسعدك يار..
” مامااا!! تووومي ممم ”
= يا بنتللل!! يا بنتي هتوقفي قلبي مرة بصريخك دا حرام عليكي!!
“يعني هيا هتجيبه من برا ما أمها نفس الداء.. وبعدين ما تخلصوا بقى انا جعااان ”
= انت بتطلع منين انت كمان؟! ع العموم يا سيدي حاضر الأكل جهز اهوه خلاص.
حطينا الأكل واتغدينا وجيبنا الحلويات وقعدنا كلنا، حور وزعت على كل واحد الطبق بتاعه..
= حوَّاء يا حبيبتي مالك من ساعة ما الأكل اتحط وانتي سرحانة حتى ما أكلتيش كويس! مالك يا قلبي هيا حور زعلتك ولا اي!!
– لا يا خالتو انا بخير ماتقلقيش.
عيني جات في عينه لقيته بيبصلي وضامم حواجبه في قلق!
ردت حور بفرحة:
= لا خالص يا ماما هيا بس أصلها أخييييرااا.. هتفكر في العريس..!!!
“بجد والنبي؟!”
ماما وخالتو نطقوا مع بعض والسعادة هتطلع من عينهم زي ما يكون وافقت مش لسه بفكر!
فضلوا يقنعوا فيا ويشجعوني وحور بتحكي لهم وهيا فخورة أنها هيا اللي خلتني اخد الخطوة دي..
لكن مافيش حد فيهم خد بالوا من اللي فضل متنح عليا ومصدوم م الكلمة اللي رمتها حور.. وفجأة قام من مكانوا وخرج ورزع الباب وراه..
وقفت بمليكة في البلكونة بالليل بعد ما فضلنا أنا وأمها نرغي لحد ما نامت، ومافضلش حد صاحي غيري أنا و مَليكة اللي طالعالي في السهر وحب الليل..
“تووومي”
خرجتني من شرودي بصرختها، بصيت عليها لقيتها بتبص عليه!!
كان واقف تحت البيت وبيبص عليا بنظرة.. عتاب!!!!!
مَليكة أول ما شافته نزلت من على الكرسي وجريت على برا.. طلعت وراها عشان ماتطلعش ع السلم لقيتها عند باب الشقة وهو شايلها وبيبصلي بنفس النظرة..
– تعالي يلا يا كوكو عشان ندخل ننام..
لا هيا نزلت ولا هو اتحرك!
-هات يا باشمهندس مليكة لو سمحت عشان تنام..
_ ليه؟
سألني وهو باين عليه الحزن والغضب مافهمتش هو بيسأل عن ايه بالظبط بس حاولت اهرب مِن نظراته..
– ليه ايه!! هات يا باشمهندس مَليكة عشان ندخل ننام الوقت أتأخر وأنا عندي شغل بكرة.
_ اهاا الشغل اللي فيه دكتور حسام “العريس”
كان بيتكلم بهدوء وآخر كلمة قالها وعينه بتطلع شرار!!
وانا لحد دلوقتي مش فاهمة هو متعصب كدا ليه؟ أو فاهمة بس خايفة أصدق وأطلع غلط تاني وقلبي.. وقلبي ينكسر تاني!!
_ سكتي يعني!! مكسوفة يا عروسة ولا ايه؟!!
– ايوا يا باشمهندس.. الشغل اللي فيه حسام العريس، و لأ أنا مش مكسوفة ولا حاجة مافيش بنت بتتكسف من أخوها.. ولا ايه يا أخويا؟!!
اتكلمت بمُنتهى الهدوء ولأول مرة أكلمه من ساعة ما جه عيني في عينه وشدَّدت على آخر جُملة وخدت مليكة من إيديه ومشيت من قدامه ودخلت أوضتي وقفلت الباب وبعدها بَس سَمحت لدموعي إنّها تنزل…
هو ليه بيعمل فيا كدا؟! مش هو اللي زمان رفضني لما خالتو عرضتني عليه عروسة!! مش هو اللي زعق وقال إن حواء دي أختي ومستحيل أفكر فيها گزوجة ولا حتى حبيبة!! مش هو اللي سافر عشان خالتو ماتضغطش عليه ويتجوزني؟! مش هو اللي ماسألش عليا من ساعة ما سافر!! جاي دلوقت يزعل اني هفكر في غيره!!! لا يا آدم زي ما زمان رفضتني وكسرت خاطري هخليك دلوقتي تتمنى انك تيجي على بالي مُجرد خيال بس..!!
………………………
تاني يوم روحت الشغل وتفكيري كله كان على موقف امبارح وحتى ماكنتش نمت كويس من التفكير دا..
باب المكتب خبط وأذنت للي برا إنه يدخل، الباب انفتح وطل مِنه آخر شخص كنت اتمنى أشوفه وانا بمزاجي دا.. حُسام!!
= صباح الخير يا دكتور..
قالها بابتسامته المعتادة ولمعة عينه اللي مش بتحصل غير ليا واللي حقيقي كنت أتمنى أبادله نفس الشعور لإنه بجد يستاهل.. بَس ليس على القلب أحكام والله يا حُسام يا أخويا!!
رديت عليه بابتسامة حاولت على ما اقدر تكون لطيفة..
– صباح النور يا دكتور حُسام، اتفضل..
دخل و لسه الإبتسامة على وشه:
= بصراحة أنا كنت جاي أتأكد من الكلام اللي سمعته هل دا بجد ولا أنا كان بيتهيألي!
– كلام ايه بالظبط يا دكتور؟
= حور رنّت عليا امبارح بالليل وقالتلي إنِّك وافقتي تفكري في موضوعنا.. دا بجد؟!
معرفتش أقول ايه قدام فرحته اللي باينة ف صوته لمُجرد اني وافقت أفكر بَس!! أنا مش عارفة والله ليه قلبي ابن الجزمة دا مايحبش حُسام القمر دا ويسيبه من الحلوف التاني اللي اسمه آدم!!
بَس للأسف أنا لو وافقت عليه هكون بظلمه وهكون صغيرة قدام نفسي أوي وانا مرتبطة بشخص وبحب شخص تاني، وحتى لو قولتله هفكر وبعدين أبقى أرفضه يبقى عملت زي اللي بعشمه بالحياة وبعدين أسرق روحه!! ومش أنا الشخص اللي يكسر خاطر حد أو يكسر قلب حد وخصوصاً وأنا مجربة الاتنين.. ولإن فعلاً حُسام مايستاهلش كدا..قرَّرت أقوله ع الصراحة وإن نصيبه مش معايا للأسف..
– بصراحة يا حُس..
“طلبك مرفوض”.
بصيت أنا و حُسام ناحية الصوت اللي قال كدا و.. غمضت عيني وخدت نفس عشان أهدى و ماتعصبش ..
– انت بتعمل ايه هنا يا باشمهندس و إزاي تدخل كدا من غير ما تستأذن؟!
مابصش ناحيتي من ساعة ما دخل وعينه على حسام اللي بيبادله نفس نظرة التحدي زي ما يكون عارف هو عايز ايه!
قال حُسام وهو لسه عينه فـ عين آدم:
= قولتي ايه يا دكتورة؟
_ مالكش دعوة بالدكتورة وخلي كلامك معايا أنا، قولتلك مرة طلبك مرفوض.. يبقى تتفضل تاخد بعضك وتتكل على الله.
= والله يا باشمهندس مع كامل احترامي طبعاً لحضرتك وإنك في مقام أخوها الكبير بس أنا واخد الإذن من والدة الدكتورة إني أتكلم معاها، وبيتهيألي الدكتورة لها عقل تفكر بيه ولسان تكلمني بيه..، ها يا دكتورة ممكن أعرف ردك عشان أقوم لإني عندك شغل؟!
يدوب حُسام خلص كلامه وبيبصلي لقيت اللي مسكه من ياقة قميصه و لسه هيتخانقوا هما الاتنين..
– آااااادم!! لو سمحت سيب الدكتور حُسام احنا مش عايزين مشاكل في المستشفى و الناس هتتفرج علينا كدا..
بصلي وشاف نظرة الحزم و الرجاء في عيني فـ سابه.
– معلش يا دكتور حُسام أنا بعتذررلك بالنيابة عنه، الباشمهندس آدم أعصابه تعبانة اليومين دول شوية.. ياريت تتقبل اعتذاري.
= مافيش داعي إنك تعتذري يا دكتورة.. الباشمهندس آدم لسه راجع من برا ومضطرب وأكيد مفهوم شعوره وبعدين إحنا أهل طبعاً.
كان بيتكلم وعينه في عين آدم بتحدي مرعب و متبادل من الاتنين..
حُسام خرج مِن المكتب وفضلنا أنا وهو نبص لبعض نظرة غضب وسؤال مني.. مقابل نظرة غضب وعتاب منه..
– ممكن أعرف يا باشمهندس ايه اللي حصل من شوية دا؟ وانت من إمتى أصلاً بتستخدم أسلوب الهمجية والعنف دا؟!
_ مش ملاحظة من ساعة ما رجعت وانتي بتتكلمي معايا بأسلوب رسمي!! وبعدين كويس إنك عارفة ان عمري ما كنت همجي غير دلوقت..
كان بيتكلم بهدوء ونبرة صوته كان فيها حزن..، آدم حزين!!
قلبي وجعني لمجرد ما حسيت إني ممكن أكون السبب في حزنه.. آدم ماينفعش يحزن.. الحزن ماينفعش يقرب من قلبه لا!!
*وحياة النبي محمد ما حد هيجبلي جلطة غير المهزأ ابن المهزأة اللي بيدق دا!!*
_ ساكتة ليه يا حوَّاا؟ حوَّااا قوليلي انتي هتتجوزي الكائن المتخلف اللي لسه طالع دا بجد ؟!!
– وما اتجوزوش ليه يا باش..
_ آدم اسمي آدم يا حوَّاا ولا انتي نسيتي بجد؟!
كان بيتكلم بأسلوب جاد أوي وتعبيرات وشه كانت بتتغير من الغضب..للحيرة والقلق..للحزن والعتاب في الجملة الواحدة، لدرجة إني ماكنتش فاهمة هو بيفكر في ايه بالظبط!!
اتنهدت وقولت:
– انت عايز مني ايه يا آدم بالظبط!! وياريت تجاوب بصراحة وبسرعة لإني مش فاضية و..
_ عايزك..
قاطعني بكلمة من خمس حروف.. خمس حروف بس كانوا كفيلين يخلوني أقطع النفس!!
– نعم؟!
_ هو ايه اللي نعم ؟ مش فاهمة يعني ايه عايزك؟! يعني عايز اتجوزك يا حوَّاا، ولا البأف اللي قبلي أحسن مني!!
ماكنتش متخيلة إن هييجي عليا اليوم اللي هيقف فيه آدم قدامي ويقولي إنه عايز يتجوزني.. بس لحظة واحدة!!!!!! هو بيتكلم كدا ليه دا لامؤاخذة؟!!
– آدم لو سمحت أنا ماسمحلكش تغلط فـ حُسام بالطريقة دي.. وبعدين هيا مسابقة عشان تقولي مين أحسن!!
_ لا هغلط فيه يا حوَّاا ولو وصل الأمر إني أقتله هقتله، وماتعصبنيش أكتر من كدا بقى عشان انتي عارفة جننونتي لما بتطلع..
– كدا؟ طب تمام يا آدم انت طلبت تتجوزني صح؟ وأنا بقى مش موافقة.
ضربت القنبلة دي ف وشه وما انتظرتش رد فعله لإني لو وقفت ثانية واحدة هبقى في ذمة الله وأنا بصراحة عايزة أعيش، فـ خدتها من قصيرها أحسن وشيلت شنطتي وخرجت من المكتب وسيبته واقف زي عمود النور لوحده..
عشان يبقى يقول عليا أخته تاني ابن سعاد.
وصلت البيت لقيت حور بتجري ورا مَليكة عشان تلبسها هدومها.. رميت عليها السلام لكن طبعاً ماسمعتنيش من الصريخ اللي عمالة تصرخه هيا وبنتها ..
سرينة متحركة عليا النعمة إذا كانت هيا ولا بنتها!!
دخلت المطبخ لقيت ماما واقفة بتحضر الأكل هيا وخالتو
– السلام عليكم! ازيكوا يا حلوين!
_ وعليكم السلام أهلاً ببنوتي الحلوة حبيبة خالتها أهلاً..
والله يا خالتو انتي خسارة فـ ابنك دا بس نعمل ايه بقى ما هي الخلفة العار..!
= يلا يا حوَّاء ادخلي غيري هدومك عشان نتغدى مع بعض آدم زمانه جاي برضو..
هاهاها ماما عايزاني أكل مع آدم!! على سفرة واحدة!! ماتعرفش إنه ممكن يغرز السكينة ف كرشي ويخليها من غير بنت الغلبانة!!
رديت عليها وأنا ماشية من قدامهم :
– لا يا ماما أنا مش جعانة أنا هدخل أغير هدومي و أصلِّي وأنااااام.
سيبتهم ودخلت أوضتي ولسه بقلع الجزمة لقيت الباب بيتفتح وماما بتدخل الأوضة..!
قعدت جنبي ع السرير وفضلت تبصلي! ماما مابتعملش كدا غير وهيا عايزة تستجوبني وبيكون مافيش مفر ليا غير الإجابة.. بس أنا عارفة هيا عايزة تعرف ايه وأنا المرادي مش هقول، عمري عمري عمري ماهحكي لها…
= وبعدين يا بنت بطني؟! هتفضلي معلقة نفسك لحد امتى!! مش هتخرجي من القوقعة اللي انتي فيها دي وتشوفي حالك بقى؟!
– لا لا يا ماما والله أنا مش معلقة نفسي ولا حاجة.. وبعدين دا هو جه انهاردة ليا المستش…
*هوب هوب هوب ايه اللي أنا بقوله دا اسكت يا لسان الزفت انت الله يخربيتك؟!*
= مين دا اللي جالك المستشفى يا حوَّاء؟!
-مافيش حد يا ماما.. داااا دا حسام جه عشان يعرف رأيي فـ طلبه وكدا..
رديت عليها وانا عاملة نفسي مشغولة بتغيير هدومي عشان ما أشوفش النظرة بتاعتها لما بتحطني تحت الضغط.
= امممم ويا ترى بقى طلب حسام اللي خلاكي جاية الفرحة هتنط من عينك كدا!! يعني نقول مبروك و اروح أقوله يجيب أهله وييجي؟
– لاااا!!
بصيتلها بخضة لقيتها بتضحك في خباثة..
= تعالي يا حوَّاء اقعدي جنبي يا حبيبتي واحكيلي ايه اللي حصل وآدم جالك المستشفى قالك ايه؟
– حاضر يا ماما هقولك..
*هو أنا قولت مش هحكي لها أوي يعني!! أنا مني لله والله *
كُنت بحكيلها اللي حصل وهيا كانت بتسمعني للآخر من غير ما تتكلم أو تعترض على حاجة.. خلصت واستنيت رد فعلها…
اتكلمت بهدوء وتعبيرات وشها لا توحي بأي شيء:
= امممم.. طب نتكلم جد بقى ؟!
انتِ رفضتي آدم علشان مش عايزاه ولا علشان كرامتك مجروحة ومش عايزة اسمع غير الحقيقة!!
– هتفرق يعني ؟!
= طبعاً تفرق جداً.. أصل انتي لو رافضاه عشان كرامتك يبقى انتِ عايزاه بس غرضك إنك تعرفيه قيمة نفسك الأول وترديله جرح الكرامة.. لكن لو رفضتيه عشان مش عايزاه يبقى أنا هكلمه وأنبه عليه مايكلمكيش فـ الموضوع دا تاني، ونكلم حُسام يجيب أهله وييجي لو موافقة..
– طب ولو قولتلك إنِّي عايزاه بس عايزة ألففه السبع دوخات الأول؟!!
= تبقي بنتي اللي ربتها على إيدي بجد.. بصي بقى الحكاية دي محتاجة تخطيط ونباهه.. فـ ركزي معايا كدا فـ اللي هقولهولك وطقطقي ودانك كويس…
( أنا قولتلكوا قبل كدا إن أمي دي زعيمة مافيا قديمة والمخابرات خسرتها عليا ولا لا ؟!!)
………………………
1- التجاهل
ماما قالت إن الراجل ما بيحبش الحاجة السهلة ويموت فـ الحاجة اللي تطلع روحه.. و سلاح الست الشاطرة التقل، كُل ما تكوني تقيلة على الراجل اللي معاكي كُل ما كُنتِي أبعد وكُل ما هو جري وراكِ أكتر وأكتر ..
– صباح الخير على أحلى اتنين ستات قمرات في الكوكب والكواكب والمجرات المجاورة..
كانت ماما وخالتو وآدم قاعدين بيفطروا وطبعاً لاحظتوا إني ماعبرتش آدم وفهمته إنه كيس بَلاستيك شفاف..
= صباح النور على أحلى بكاشة في الدنيا، ايه اللي مصحيكي بدري كدا انتي مش المفروض هتروحي المستشفى الضهر؟!
– لا يا خالتو خدت شيفت واحدة صاحبتي انهاردة عشان بكرة عيد ميلاد مَليكة وهيا هتاخد شيفت بكرة مكاني.. أمال هيا فين البت دي هيا وأمها صحيح مش سامعة لهم صوت والبيت هادي كدا..
ردت ماما وهيا بتضحك:
= صحيت بدري وراحت على بيتها لإن يوسف رجع مِن السفر الفجر وواحشها.. دا حتى ما استنتش أما آدم يصحى عشان يوصلها..
– ربنا يسعدهم يارب، على كدا بقى مش هتعمل عيد ميلاد مَليكة هنا؟!
_ لا انتي عارفة يوسف بيحب يعمل مناسباته فـ بيته وكمان عشان أهله وأخواته..
– امممم طب أمشي أنا بقى عشان ألحق أخلص بدري وأجيب هدية مَليكة وأنا راجعة..
طبعاً دا كله وأنا بكلم ماما وخالتو ومابصتش ناحية الأخ اللي قاعد معاهم، بس لمحته بطرف مناخيري من آن لآخر كدا وهو بيبص عليا..
= طب ما تستني وآدم يوصلك فـ طريقه!!
– لا يا خالتو مافيش داعي في حد هيعدي عليا وأكيد مستنيني دلوقتي.. سلام.
مابصتش على رد فعله لإني عرفته من نظرة ماما وابتسامتها الخبيثة ففهمت إنه بيطلع دخان من ودانه دلوقت.. يلا ربنا يعينه ع اللي لسه جاي بقى ..
خوفت يطلع ورايا ويعرف إن مافيش كلبة بلدي حتى معبراني وساعتها هيبقى شكلي قدامه فانلة مقطعة والله، بس الحمد لله ركبت تاكسي وماكنش لسه طلع.. أكيد ماما العظمة اتصرفت..
2- استغلي نعم ربنا عليكِ
الجمال نعمة ربنا ادهالنا.. وكل بنت لها جمالها الخاص والمُميَّز مافيش بنت وحشة أو بنت ملامحها أو جسمها مش مثالي.. بس النقطة الفارقة إن البنت الشاطرة و الواثقة من نفسها هيا اللي تعرف تبين جمالها دا وتفرضه على كل الناس ومش بس كدا دي تخليهم ينبهروا بيها ويتمنوا يشوفوها كل شوية كمان.. ومش عيب إنك تحبي جمالك وتفرحي بيه، بس الغلط إنك تستخدمي جمالك دا في أسلوب غلط أو تفتخري بيه لإنك مش انتي اللي عملتيه أولاً و ثانياً إنه مش دايم يا حبيبتي..
انهاردة عيد ميلاد مَليكة قعدت طول النهار مع حور عشان بجهز معاها للحفلة.. خلصنا وفاضل كام ساعة والحفلة تبدأ ولإني مش بعرف أنام أو البس غير في أوضتي روحت البيت عشان أجهز.. وطبعاً لإن ماما وخالتو مع حور وعلى ما أروح وأجهز وآجي تاني هيكون الجو بقى ليل.. يبقى لازم حد ييجي ياخدني.. من البيت لبيت حور فـ تفتكروا مين اللي هيقوم بالمهمة دي!!!!
براڤوا عليكوا هو بالظبط اللي جه فـ بالكوا… آدم!
لبست فستان وطرحة وجزمة من نفس اللون.. “أحمر” ( اللون الأقرب لقلبي) وحطيت ميكب _على غير العادة_ خفيف، وخدت هدية مَليكة وشنطتي وخرجت لإنه أكيد دلوقتي واقف برا أصله بقالوا نص ساعة متصل وقايل إنه خمس دقايق ويكون قدام البيت والمعروف عن آدم إنه بيكره الانتظار فوق الخيال..
طلعت لقيته باصص فـ الأرض وباين عليه العصبية
*ماكنتش نص ساعة اللي أتأخرت عليك فيهم دول دا انت قفوش أوي!!!*
قربت منه شوية فـ رفع عينه لما سمع صوت خطواتي.. الظاهر كان هيزعق أو هيشتم بس لما شافني سكت.. هو سكت بس عيونه لمعت وشوفت ابتسامته فيهم…
عارفين شعور البنت لما تشوف لمعة عيون حبيبها بمُجرد ما يشوفها؟! طب تعرفوا إن الشعور دا أحسن من مليون كلمة “بحبك” ما تكونش طالعة مِن القلب بجد ؟!
– مساء الخير يا آدم..
_ مساء الجمال..!! ايه الرقة واللطف والطعامة دول؟!
– بجد يا آدم شكلي رقيق؟!
كنت بتكلم بصوت هادي ورقيق واللي ماسمعهوش مني من ساعة ما رجع ، ودا اللي خلاه ينبهر أكتر..
_ مش بس شكلك، كُلك على بعضك رقيقة يا حوَّاا!!
ودي كانت قاعدة ماما رقم:
3- الرقة..
مش مطلوب منك تكوني ست مع كل الرجالة، بس مطلوب منك تكوني ست الستات مع راجلك انتي بس.. الراجل يحبّ الست بتاعته تكون معاه ست بكل ما تعنيه الكلمة يعني لا تقف له الند بالند ولا تتكلم معاه كأنه واحد صاحبه ولا تهزر معاه هزار البوابين دا، خليكي معاه دايماً صاحب واقف فـ ضهره برجولة و فـ نفس الوقت واحدة تكفيه عن ستات العالم أجمعين..
خليه يحس إنِّه آدم اللي ربنا ماخلقهوش غير لـ حوَّاء وَ بَس..
شكرته وفتحلي باب العربية واستنىٰ لحد ما قعدت وظبطت نفسي وبعدين قفل الباب وركب هوَّ
*يخربيتك قمر فـ الشكل وقمر فـ المعاملة وقمر فـ كل حاجة كدا.. يا جدع أحبك أكتر من كدا ايه يا جدع اتقي الله ف قلبي بقى*
4- أوعي تصغري مِن الراجل أو تقللي مِن شأنه حتىٰ لو على سبيل الهزار:
الراجل راجل مش من حقك إنك تقللي مِنه أو تحسسيه إنِّك أعلى مِنه.. ومش معنى إنه بيحبك يبقى ضعيف.. بالعكس حبه واحترامه ليكي يزيد منه ماينقصش، وحبك واحترامك ليه يعليكي فـ نظره ويزود حبك فـ قلبه أكتر خليكي عاقلة معاه والأهم مِن العقل خليكي بنت أصول..
في الحفلة..
كنا واقفين (أنا، وحور، ويوسف، و د. أحمد “يبقى صاحب المستشفى اللي شغالة فيها وكمان يبقى عم يوسف و حُسام”، وابنه “أتنح شخصية ممكن تقابلها في حياتك.. (عاصم)” ، وكان قاعد معانا آدم بس راح يكلم خالتو)..
فجأة وبدون مقدمات سألني عاصم بابتسامة سمجة زيه كدا:
= ويا ترى الباشمهندس آدم بقى يا دكتورة هيعرف يعمل لنفسه اسم ووضع في مجاله بسرعة زي ما انتي ما عملتي لنفسك اسم ووضع لا يهتز بسرعة قياسية كدا ولا ايه؟!
حور كانت لسه هترد مسكت إيديها عشان تسكت وقولت:
– لا خالص مين اللي قالك إن آدم محتاج يعمله اسم ووضع؟! آدم بالفعل له اسمه وله وضعه و مش بس گمهندس لا كمان گراجل له كلمة زي السيف ومتواضع بيساعد كتير من الشباب بعلمه وشغله، شاب رَغم صغر سنه و رَغم إنه ابتدا مِن الصفر في بلد غريبة عليه مايعرفش فيها حد كان في ظرف أربع سنين عمل شركة معمارية لها تقلها و رَغم دا كله كمان لسه بينزل وبيشتغل مع العمال بنفسه وماعندوش نقطة التكبر والعجرفة زي بعض الناس المتخلفة واللي بتكون وصلت لمكانها دا بمساعدة أبوها يااا دكتور عاااصم… واهاا على فكرة أنا لولا آدم بعد ربنا ماكنتش بقيت دكتورة حوَّاء اللي لها اسمها ووضعها زي ما حضرتك بتقول.
خلصت كلامي وهو القطة كلت لسانه.. أحسن عشان يبقى يجيب سيرة آدم على لسانه تاني الفاشل دا..
وسيبتهم وطلعت بحجة إن الجو خنقة وعايزة أشم هوا.. وماخدتش بالي باللي كان واقف ورايا.. بيبتسم!!!
الجو انهاردة مغيم أوي شكل السما زعلانة زيي وناوية تفضفض عن نفسها وتعيط.. بس أنا مش عايزة أعيط انهاردة.. أنا محوشة العياط كله فـ قلبي عشان اليوم اللي أكون فيه مع آدم أعيط على كتفه.. مش عايزة حد يطبطب على كتفي غيره.. ولا حتى أنا!!
_ السما شكلها هتعيط انهاردة هتراضيها ازاي؟!
كنت واقفة مغمضة عيني شميت ريحته قريبة مني فـ عرفت إنه ورايا وابتسمت لما سمعت كلامه.. لسه فاكر!!!
ماردتش عليه فـ وقف جنبي وبص ع السما وقال:
_ لما كانت تمطر وأنا مسافر كنت ببتسم وأسأل نفسي يا ترا انتي بتراضي السما ازاي دلوقتي؟ يعني جيبتي شيكولاته وكلتيها بدلها رَغم إنك مش بتحبي الشيكولاته؟! ولا قعدتي تغني لها لحد ما تخلص مطرة أو عياط زي ما انتي بتقولي؟! ولا روحتي تصلي وتدعي ربنا يخفف عنها؟!!
كُنتِ بريئة أوي يا حوَّااا وانتي صغيرة..
بعدين بص ليا وقال:
عارفة!! انتي لسه لحد دلوقتي بريئة على فكرة، بس الاختلاف إنك كُنتِ بريئة وبتحبيني.. لكن دلوقتي بقيتي بريئة وأنا اللي بحبك…
لساني اتعقد وماعرفتش أرد.. أول مرة اسمعها منه في الحقيقة مش في مُجرد حلم من أحلامي اللي بقالها سنين ودلوقتي أخيراً … اتحققت!!!
_ ساكتة ليه؟! انتي بجد مش عايزاني؟! بجد مابقتيش بتحبيني يا حوَّااا؟!
صعب عليا وأنا شايفاه حزين وقلقان كدا والأهم..صعبت عليا نفسي فاتكلمت وماحستش بالخنقة اللي باينة فـ صوتي جداً:
– بعد ايه؟! هاه.. بعد ايه؟!
انت أتأخرت أوي يا آدم.. مش يوم ولا شهر ولا حتى سنة!
انت أتأخرت أربع سنين… أربع سنين ماشوفتكش ولا سمعت صوتك ولا حتى سألت عني.. معقول ما وحشتكش.. معقول دا كله عشان حاجة أنا ماليش ذنب فيها!!! ياريتني كنت أعرف إن خالتو هتطلب مِنك تتجوزني وإنك مش طايقني كدا كُنت منعتها … والله لو أعرف كُنت منعتها..
_ مش طايقك؟! أنا مش طايقك يا حوَّاا!!! تفكيرك وصلك لكدا.. دا أنا كُنت بعاملك أحسن من حور أختي يا حوَّاا..
– ايوا كُنت بتحبني زي حور يعني زي أختك يا آدم..
_ تبقي هبلة يا حوَّاا.. هبلة ومش فاهمة حاجة.
– خلاص فهمني..
_ هفهمك.. هفهمك يا حوَّاا.
_ من ساعة ما اتولدتي وإنتي قريبة جداً لقلبي، ماكنش في حد يقدر يزعلك ولا حد يضايقك.. ولو حَصل ماكنتيش بتتصالحي غير لما انا آجي وأراضيكي..
كبرتي قدام عيني وعلى إيدي..
آدم فُلان زعلني في المدرسة.. آدم عايزة لعبة كذا.. آدم ذاكرلي.. آدم المدرسة مطلعة رحلة أنا مش عايزة أروح معاهم يلا نتفسح أنا وأنت.. ماكنش فيه على لسانك غير آدم وماكنش فيه فـ قلبي غيرك.!
لما كانوا بيقولوا حوَّاء لآدم كُنت بحس قلبي بيزعرد مِن الفرحة.. كُنت بعد الأيام اللي تكبري فيها عشان تكوني ليا لكن..
انتي فاهمة إن أمي جات وطلبت مِنِّي اتجوزك.. صح؟!
لا.. اللي طلب مِنِّي أتجوزك مش أمي أنا يا حوَّاا دي أمك انتي!!
أي حد مكاني كان هيوافق .. بَس لا يا حوَّاا انتي أغلى مِن كدا.. انتي يتلفلك بلاد وبلاد تستاهلي حد يتشحتف ويطلع عينه عليكِ عشان ياخد نظرة مِنِّك بَس.. و لما أمي جات تتكلم معايا فـ الموضوع تاني زعقت وصوتي بقى عالي وللاسف انتي كنتي جاية عندنا بالصدفة فـ سمعتيني وأنا بقول “انا مش هاجي بالطريقة دي أمي مهما حاولتي.. انتي ترضيها على أختي؟!” ففهمتي إني مش عايزك وإني بعتبرك أختي.. لكن أنا عمري ما شوفتك أختي يا حوَّاا..
ولإني ماكنتش عايزك تعرفي إن أمك حطتك وحطتني فـ الموقف دا سافرت… سافرت وأنا مقرَّر ما أرجعش غير لما تكوني ناجحة ومحققة كيانك.. وتكوني جاهزة أنِّك تكوني ليا..تكوني حرَمي المصون يا حوَّاا..!
ولما والدك اتوفى.. وعرفت إنك غايبة عن الوعي ما استنتش لحظة وحجزت أول طيارة وجيتلك.. فضلت جنبك تلت أيام ما تحركتش.. ولما الدكتور طمنا إنك بخير طلبت مِنهم ماحدش يعرفك وطلبت مِن خالتي ماتمشيش من البيت وتفضل قاعدة مع أمي، في الأول ما وافقتش.. بس مع ضغطي وضغط أمي عليها وافقت.. ومشيت وكنت كُل يوم بطمن عليكِ وكنت عارف كُل أخبارك والأهم إنك كُنتِ واحشاني وماكنتيش بتغيبي عن بالي مُجرد لحظة..
لحد ما جيت عشان أخد نصيبي مِن الدنيا (انتِ) وعرفت إنك نسيتيني وعايزة تكوني لغيري.. عايزة تضيعي حلم سنين فـ قرار واحد أهبل مِنِّك يا حوَّاا؟!!! دا على جثتي لو حَصل..!
– أنا ازاي ماكُنتش أعرف كُل دا؟
ازاي كُنت غبية كدا؟!
_ لا انتي مش غبية أنا اللي غلطت عشان ضيعت كل السنين دي.. حقك على قلبي يا حوَّاا… اختاري العقاب اللي يناسب وجعك إلا إنك تكوني لغيري.. إلا إنك تحرميني منك يا ضلعي الأعوج..!!
ماحستش بدموعي اللي مغرقة وشي وماحستش بحور وماما وخالتو اللي واقفين بيعيطوا على عياطي ولا حسيت بيوسف ولا حتى حُسام اللي كان واقف بيبتسم بحُزن كأنه اتأكد إنِّي خلاص مش ليه.. ولا حسيت بأي حاجة غير بقلبي اللي كان مسمع الدنيا وبيقول
“لا تؤذيني برفضكِ له، لا تحرميني مِن الحياة أرجوكِ”
ولما مالقاش مِنِّي رد قال برجاء ولطف الدنيا:
_ “راضي قَلبي و حنِّي عليه ووافقي تعدلي ضلعي الأعوَج وتكمليني يا سيدة النساء”
وقفت متنحة قصاد كلامه اللي سحر قَلبي.. وفجأة خدت بالي م اللي واقفين ومستنيين قراري بلهفة.. بصيت على ماما لقيتها بتبتسملي بفرحة وخالتو وحور قلقانين لارفض بجد ويوسف بيبتسم و حُسام.. مش موجود!
بصيتله لقيت (واحد مستني روحه تتردله!) فبصيت فـ عنيه بابتسامة حطيت فيها حب سنين حياتي له وقولت:
– قولتلي هنكتب الكتاب امتى يا قرة عَيني؟!♥️

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *