روايات

رواية آدم الفصل السادس 6 بقلم جهاد عامر

رواية آدم الفصل السادس 6 بقلم جهاد عامر

رواية آدم البارت السادس

رواية آدم الجزء السادس

آدم
آدم

رواية آدم الحلقة السادسة

– راحة في يا حوَّاء بالليل كدا؟!
رديت عليها من غير أتلفت..
– هتمشَّى يا ماما.. |كملت قبل ما تتكلم.. |- عارفة الطريق يا ماما وماتخافيش مش هتوه ولا هتأخر..
مشيت بسرعة لحد ما بعدت مسافة كافية تخلي صوت الغُنا والطبل يخف عن مسامعي.. هدّيت خطوتي وكملت مشي لحد ماوصلت الكوبري، ياما لعبت عليه وأنا صغيرة.. قعدت على أرضية الكوبري وافتكرت أيامي هنا.. ابتسمت وبعدين اتنهدت عليها أيام!
– يااااه كل دا دا انتي شايلة ومعبِّية بقـ..
أول ما سمعت صوت جنبي اتلفت بسرعة وشهقت بخضة فـ اختل جسمي وكنت هقع لكنه لحقني ومسك دراعي..
– حاسبي!!
خدت نفس وظبطت مكاني وبصيتله بغضب..
– ايه العبط اللي انت عملته دا في حد يخض حد كدا؟!
اتفاجئ ورجع براسه لورا.. وفجأة ابتسم..
– انت اللي قلبك رهيف يا رهيف انت!!
جملته برجلتني وبعد ما كنت فـ وضع الهجوم خلاني اتوترت!!
– افندم!
– يا ستي ابلعي ريقك كدا واستهدي بالله.. أنا لقيتك جاية من بعيد وباين عليكي الهم راقبتك لحد ما قعدتي وقولت ما أشوفك زعلانة ليه..
اتكلمت بسخرية..
– ناقص تقولي عينك فيها حزن!!
ضحك..
– لا قديمة وأنا بحب التجديد..
فجأة قرب مني أوي وبص في عيني بتركيز..
– قوليلي بقى عينك فيها حزن ليه؟!
ضحكت لحد ما دمعت عيني!!
– ضحكتي.. اشطا أنا بحب كدا!!
– طب امشي بقى من هنا..
– ألاه! ما كنا حلوين يا قمر دلوقت!
بصيتله بقرف..
– قمر!!!!!
ميل راسه وابتسم..
– اه قمر يا قمر زعلانة ليه يا قمر مش بتحبي كلمة قمر ولا ايه يا قمر؟!
سكت لحظتين واتكلمت بهدوء بيتلاشى..
– لو سمحت امشي..
اتعدل وملامحه قلبت جد..
– أنا كنت بحاول أضحكك لإن فعلاً باين عليكي مضايقة.. وبما إنك استتقلتي دمي فـ خلاص أنا آسف..
بصيتله شوية.. هو أنا باين عليا خنقتي كدا؟.. امال عمل ليه مش ملاحظين؟.. ولما هما ملاحظين بس عاملين مش واخدين بالهم؟!
خدت نفس بتنهيدة وقولت..
– عادي ولا يهمك اتفضل انت..
بصيت قدامي وسرحت..
وفجأة سمعت صوت صفير هادي!
اتلفله بسرعة بدهشة.. هو لسه مامشيش؟!
– أنا صفرت بهدوء عشان متتخضيش تاني اهوه!
– انت لسه هنا؟
– أنا بصراحة عايز أعرف إيه اللي مضايقك.. باين عليكي مش من هنا أول مرة أشوفك!
ضميت حواجبي..
– انت من هنا من البلد؟!..
– اه من هنا بس عايش برا.. وانتي!
– ماما هيا اللي من هنا.. لكن احنا عايشين في القاهرة..
– امممم يعني انتي جاية تحضري الفرح على كدا!
هزيت راسي وسكت..
– وهو اللي ييجي فرح يبقى زعلان كدا!.. دا حتى يقولوا عليكي غيرانة من العروسة ولا حاجة!!
نفَسي سرعته زادت وضميت ايدي بتوتر!!
بصلي باستغراب.. أكيد لاحظ!
– انتي خوفتي كدا ليه؟!.. هو أنتييي…
بصيتله بتوتر..
– أنا!!.. أنا ايه؟!
سكت لحظة وضيق عينه بتركيز..
– انتي بتحبي العريس؟!
عيني زاغت بتوتر..
– لا لا لا أبدًا!!
– امال مالك!
سندت بإيدي..
– أنا اتأخرت هقوم أمشي..
مسك دراعي وقعدني..
– انتي بتحبي العريس وهو رفضك و هيتجوز غيرك! انتي غيرانة من عروسته؟!
هزيت راسي برفض وبصيتله بعصبية..
– أنا مش بحبه!!
اتكلم بصوت عالي..
– امال متوترة ليه؟
بصيتله كام ثانية وبعدين خدت نفس.. هو عايزني احكيله.. أنا لازم احكي.. حابة احكي وأفضفض!!
– مستعد تسمعني؟!
– حابب أسمعك..
– وايه الفرق؟!
– الفرق إني هسمعك عشان حابب أسمعك وأفهم شعورك، حابب أساعدك.. مش مجرد مستعد لعمل حاجة واجبة عليا!
– أول مرة حد يكون حابب يسمعني..
– يمكن عشان شايفينك مش محتاجة لدا؟!
اتكلمت بنرفزة..
– بس أنا محتاجة لحد يسمعني ويحس بخوفي!!
– طب ما أنا هنا اهوه.. هسمعك وهحس بخوفك و أطمنك.. احكي يلا وأنا سامع ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة وربعت رجلي.. ربع هو كمان زيي ولف جسمه كله ناحيتي.. سند خده على إيده وبدأ يسمع حكايتي..
– أحمد ابن خالي.. العريس اللُّقطة اللي مافيش لا قبله ولا بعده.. جالي طالب إيدي بدل المرة تلاتة، رفضته.. مش عشان هو وحش أو فيه عيب!.. لكن عشاني أنا.. أنا بحب نفسي وبحب حياتي ومستقبلي!
وأحمد مش الراجل اللي يخليني أستمر بشغفي عشان ابنيني وابني حياتي ومستقبلي.. أحمد راجل عايز الست اللي معاه تكون معاه بكل كيانها.. اه يمكن أُعجب بيا، حب الهالة اللي حطاها حواليا.. بنت عمته.. حلوة وطموحة.. اتعلمت كويس وهتعرف تربي عياله.. لكن غير كدا لأ..
– متعصب لفكرة إن الست مكانها بيتها ونجاحها من نجاح جوزها وولادها..
هزيت راسي بتأييد..
– بالظبط.. فرفضته.
– كويس فين المشكلة؟!
– المشكلة إني لما جيت هنا.. وشوفتهم.. شوفت أهله وهما بيبصولي ونظرة الشماتة في هنيهم كإنهم بيقولولي “بكره الندم هياخدك ومش هتعرفي ترجعي!”.. قلقي إني ماقدرش أنجح وييجي اليوم اللي يشمتوا فيا.. ييجي اليوم اللي أضطر أوافق على واحد كبير في السن أو مطلق أو وحش بس عشان قطر الجواز فاتني!!.. كل الكلام دا دلوقتي مش فدماغي عشان لسه صغيرة والحماس ماليني.. لكن لو كبرت ومعرفتش أحقق حاجة؟!
هضطر أوافق على قوانين الطبيعة!!
بصيتله لقيته مركز معايا اوي.. كملت كلامي وأنا بسأله..
– تفتكر هندم على قرار أخدته في طيش شباب!!
فضل على وضعه لحظتين وبعدين اتعدل..
خد نفس طويل وبص للسما شوية وبعدين اتكلم..
– حلوة أوي السما بس ايه رأيك لو كان القمر دا مختلف؟!
بصيتله باستغراب..
– مش فاهمة؟!
– يعني لو القمر دا مثلاً أصغر شوية، لونه مختلف عن البياض لو كان لون الشمس مثلاً؟!
تخيلت شكله وشكل السما لو فعلاً شكل القمر زي ما بيقول فـ ملامح وشي كشرت..
– لا طبعاً هيكون شكل السما وحش اوي! وبعدين لو القمر كان صغير هيفرق ايه عن النجوم؟!.. القمر حلو عشان مختلف.. ولايق على السما بلونها الغامق وهو بلونه الأبيض!
فجأة لقيته ابتسم..
هز راسه بتأكيد..
– بالظبط..
– مافهمتش برضو ايه علاقة دا بكلامي؟!
فرد دراعاته واتعدل ناحيتي تاني وضحك..
– كلامك دا إجابة سؤالك..
– ازاي..
اتنهد وابتسامة خفيفة لسه على وشه..
– يعني انتي السما، ونصيبك هيكون هو القمر.. هيكون مختلف عن غيره.. هياخد منك ويكون لايق عليكي!.. الكل هيبصلكوا ويتعجب من الشبه الكبير اللي مابينكوا رغم اختلافكوا ف حاجات أكبر!
– يعني مش هندم!!
– مش هتندمي طول ما انتي مش عايزة تندمي..
– ازاي!
– يعني لو انتي شايفة نفسك في موضع الندم.. هتفضلي ندمانة على كل اللي فاتك حتى لو كان أحسن حاجة.. انتي مقتنعة إنك حابة نفسك وحياتك ومستقبلك يبقى ماتتنازليش.. حتى لو قطر الجواز فاتك!.. خليه يفوت، احنا متولدناش عشان نتجوز.. الجواز سنة الحياة مش فرض الحياة!.. والحياة إنك تفرحي، افرحي بالطريقة اللي انتي عايزاها.. اشتغلي، حققي نفسك وحياتك وابني مستقبلك.. افرحي وعيشي حياتك واضربي كلام ونظرات الناس عرض الحائط.. المهم إنك تكوني راضية!!..
سرحت في كلامه ورددت وأنا بهز دماغي..
– المهم إني أكون راضية..
ابتسملي..
– صح المهم انك تكوني راضية..
كلامه طمنّي.. دخل عقلي وارتاحت بيه!.. بصيتله بابتسامة أول مرة ابتسمها من فترة عدت، بصيتله بامتنان..
– أنا متشكرة أوي!
– طب بعد الابتسامة دي أغز نفسي بسكينة من الجمال ولا أعمل ايه؟
ضحكت بصوت عالي..
ابتسامته زادت..
– يا سلام سلِّم على الضحكة وصاحبة الضحكة!!
قومت وقفت فـقام وقف هو كمان..
– أنا همشي عشان اتأخرت..
– اجي أوصلك!
بصيتله بطرف عيني فـ اتكلم..
– اطمئنانًا عليكِ أيتها الأميرة الحزينة!
– لا عليكَ أيها الفارس الغامض!
ضحك وانحنى بتحية ملوكي.. عملت زيه ومسكت فستاني ونزلت بركبي..
ضحكنا لبعض واديته ضهري ومشيت مسافة..
سمعت صوته العالي..
– ماقولتيش اسمك!!
بصيتله..
– يمكن في يوم من الأيام لو اتقابلنا بعد ما أكون حققت جزء من حكايتي الجديدة نتمشي وأقولك اسمي هدية!
ضحك وقال .
– بس لو اتقابلنا تاني مش نتمشى معاكي بس!
– امال؟!
– مين عارف مش يمكن أخطفك على حصاني وأتجوزك؟!
ضحكت وفردت دراعي زي ما عمل قبل كدا..
– ساعتها هاجي معاك وأقولك زوجتك نفسي يا أمير..
ابتسم وشاور بايده..
– إلى اللقاء يا أميرة..
ابتسمت ومشيت وأنا بقول في سري..
– إلى اللقاء يا جميل الروح!
روحت وأنا مبسوطة، طبعاً اتهزأت من ماما على التأخير بس مش مهم كان لقاء يستاهل إني اتهزأ عشانه.. حضرت الفرح بابتسامة واسعة وروح راضية وكلها أمل.. كل اللي كانوا فاكرين إني هندم وكانوا بيحاولوا يوصلولي الشعور دا ابتسامتي ونظرتي الصافية يخلوهم يجزموا إني لسه عند رأيي وقراري.. رجعت القاهرة، بس رجوعي كان عكس مرواحي تمامًا.. كنت حوَّاء مختلفة.. اه كان عندي طموح واه كنت بحب شغلي ومستقبلي وبحب نفسي بس كنت خايفة م المستقبل!.. دلوقتي لا.. دلوقتي بقيت عايزة افرح وبس، بقيت سايبة المستقبل لصاحب المستقبل!.. وبقيت منتظرة اليوم اللي أشوف فيه جميل الروح..
فات شهر و اتنين وخمسة وسنة.. خدت كورسات، حضرت تدريبات، اشتغلت أكتر، اترقيت في شغلي وبقيت ماسكة العلاقات العامة.. سافرت واتفسحت، شوفت الأماكن اللي ياما حلمت اروحها، قرأت كتب كتير وعملت ليا مكتبة في بيتنا مليتها كتب مش كانت بس روايات.. كانت كتب عن كل حاجة منها العلمية والأدبية.. قرأت كتب عن الزواج و تربية الأطفال.. اتعلمت حاجات في الحياة اليومية مش بس العملية، نفسي بقت مختلفة.. حوَّاء بقت إنسانة تانية بتفكير تاني، أهلت نفسي إني أكون زوجة كويسة وأم سويّة قادرة تربي ولادها صح.. انهارده فات سنة ونص على اليوم اللي قدر يخليني زي ما أنا دلوقتي!
يمكن يكون هو نسيني.. أو يمكن فاكر واحدة حزينة قعد معاها في ليلة سمعها وغير مودها.. أنا بس كنت عايزة أقوله إنه غير حياتي مش بس مودي!
– أستاذة حوَّاء الوفد الأجنبي وصل..
– تمام يا إسراء اتفضلي انتي وأنا جاية..
قومت من مكاني وطلعت برا، نزلت دورين ودخلت أوضة الاجتماعات.. كانت لسه فاضية!!
المفروض اسراء تستقبلهم وتدخلهم هنا.. قعدت على الكرسي خدت بوق ماية من الكوباية اللي قدامي..
من الصبح وأنا حاسة اليوم مُختلف.. حاسة الشمس منورة زيادة!!.. النهار بيضحك وأنا مبسوطة.. يمكن اترقى ولا حاجة؟!.. كشرت وبصيت للسقف.. هو الترقية حلوة وكل حاجة بس بعد إذن الاسترونج اندبندنت ومن اللي جوايا أنا عايزة عريس بقى!!!!
نفخت وخبطت على الترابيزة..
– عايزة عريس يا خلق!!
ربعت إيدي على الترابيزة وحطيت دماغي عليها..
– طب ما سهلة على فكرة.. لو ماعندكوش رجالة بتشوف في مستورد ينفع؟!
رفعت راسي بصدمة!!.. شهقت لما شوفته!!!!
كان واقف ماسك اوكرة الباب بإيد وحاطط أيده التانية في جيبه!.. كإني شايفاه امبارح.. كإنه قاعد مربع رجله قدامي وساند خده على أيده بيسمعني باهتمام الكون!!.. كإنهم ساعة ونص مش سنة ونص!!
ابتسمت ووقفت.. خدت خطوة ولسه هكلمه لقيت إسراء داخلة..
– أستاذ آدم اتفضل حضرتك.. أستاذة حوَّاء دا الأستاذ آدم المتحدث الرسمي باسم الوفد الأجنبي..
وقفت بحيرة.. فجأة لقيته ابتسم وخد خطوتين ومد أيده فـ ابتسمت أنا كمان ومديت إيدي أسلم عليه..
– أهلاً يا أستاذة حوَّاء.. اتشرفت بحضرتك واتمنى التعامل بينا يكون أحسن حاجة!
ركزت في كلامه وفي ابتسامته.. مش دي الابتسامة اللي شوفتها من سنة ونص!
دي ابتسامة رسمية مالهاش طعم!..
هو مش فاكرني؟!!!!!!
ابتسامتي بهتت بس ما اختفتش.. هزيت راسي بخفة ساعتها كان دخل مع اسراء أربعة كمان غيره شاورتله على ترابيزة الاجتماعات..
– اتفضلوا ارتاحوا.. إسراء لو سمحتي شوفي الأساتذة يشربوا ايه.. |بصيتله وبابتسامة دبلوماسية| بعد إذنكوا دقيقتين بس!
شاور بإيده ورأسه بمعنى أكيد اتفضلي..
طلعت من أوضة الاجتماعات ومشيت لحد اخر الكوريدور وقفت وسندت على سور البلكونة.. خدت نفس، عادي يا حوَّاء ايه المشكلة؟! أكيد مش هيفتكر واحدة قعد معاها نص ساعة من سنة ونص! موقف وعدا.. ودلوقتي جاي في شغل، هزيت راسي بتأكيد ورجعت..
خبطت ودخلت بنفس الابتسامة اللي خرجت بيها.. ديرت الاجتماع واتكلمنا في كل التفاصيل.. كل شوية عيني تيجي عليه ألاقيه مركز معايا، أكيد مركز في كلامي مش معايا!!
خلصنا الاجتماع واتفقنا على التفاصيل والاتفاقيات الجاية..
وقفوا فـ وقفت، شكروني على حسن التعامل و الرسميات إياها!
استنيت أي إشارة تدل على إنه فاكرني أو حتى بيشبه عليا!!.. بس لأ الظاهر إني كنت ذكرى واتنست!
خرجوا وإسراء رافقتهم لبرا.. طلعت مكتبي وقولت هتناسى اليوم واللي حصل.. الحقيقة قولت اتناسى الشخص بالذكرى والكلام.. بس لأ مش هحاول حتى!!
لو أنا مأثرتش فيه فـهو أثّر فيا.. هو ليه عندي ذكرى جميلة مش هنساها ولا هنساه..
خلصت اليوم وطلعت من الشركة، فتحت شنطتي أطلع مفتاح العربية ورفعت راسي أبص عليها اتفاجئت بيه واقف ساند على عربية ورافع رجل عليها والتانية على الأرض وأيده الاتنين في جيبه ولابس نضارة.. المنظر ولأول مرة في حياتي خطف قلبي!!.. دا احنا ماشوفناش رجالة حلوة كدا قبل كدا.. والله ماشوفنا!!
وقفت مش عارفة أعمل ايه.. أكمل طريقي وأفهمه إني مش فاكراه ولّا أروحله ويكون هو اللي مش فاكرني وأكون في موقف لا أُحسد عليه؟!
تقريباً حس بحيرتي فـ اتحرك ناحيتي.. وصل لعندي ووقف قدامي، ملامحه كانت جامدة مش موضحة هو عايز ايه!
رفع نضارته على شعره اللي بالمناسبة طويل وناعم و.. هايل!!
نفضت الأفكار دي عن راسي وبصيتله بتركيز.. ملامحه كانت ثابتة اه بس.. عينه لأ!!!
عينه كانت بتتحرك عليا بشكل خلاني أتأكد أنه… فاكرني!!
– الظاهر الأميرة الحزينة مابقتش حزينة!!
فجأة ابتسامة على وشه بدأت تظهر!!
اتصدمت للحظة وبعدين رجعت خطوة وضحكت بفرحة.. قدمت خطوتين وبصيتله وأنا الدهشة محتلاني..
– انت فاكرني؟!
ضحك وفرد دراعه..
– ومين يقدر ينسى أميرة كانت هربانة في ليلة وقابلت فارس كان مسافر وحده ورجعت هيا لبيتها وفضل هو متونِّس بكلامها سنة ونص على أمل يتقابلوا تاني وتحكيله حكايتها الجديدة!!
شاورت على الشركة وسألته بحيرة..
– بس انت..
– كنت حابب أشوف البنت اللي رفضت العريس اللقطة عشان مستقبلها نجحت في التحدي دا ولا لأ!!
رفعت عيني وبصيت في عينه بتركيز.. وسألته بصوت واطي..
– ونجحت؟!
ميّل عليا وبنفس الصوت الواطي..
– بجدارة..
– طب مستعد تسمع حكايتي الجديدة؟!
– حابب أسمع حكايتك الجديدة..
– كنت عايزة أحكيلك حكايتي وأقولك اسمي هدية بس إسراء قالته وضيعت عليا اللحظة!
– مش مهم.. قوليه تاني واعتبريني لسه معرفهوش..
– نتمشى؟!
استنيته يقول اخر حاجة قالها يومها عشان أرد عليه بنفس الرد..
– نتمشى..
جالي إحباط مؤقت بس مش مهم..
سيبنا عربياتنا و عدينا الطريق.. كانت الشمس بتغرب، في جو شتوي هايل، وعلى كورنيش النيل مع حكايات سنة ونص وحب استماع وكوزين درة مشوي وبعدها حمص الشام..
– يااااه الساعة ١٠؟!! أنا بقالي كتير أوي بتكلم!!! أكيد صدعتك!
– صدقيني ماحستش بالوقت!
– انت مستمع هايل.. يا بخت كل اللي في حياتك!
ضحك بخفة وبصلي بنظرة غريبة..
– هتصدقيني لو قولتلك أنا عمري ما سمعت لحد كدا؟.. عمري ما قعدت قصاد حد وحبيت كلامه وحكاياته كدا!!
فرحة جوايا اتولدت وبدأت تنور.. داريت فرحتي وسألته باستهبال..
– ياااه ولا حتى خطيبتك؟!
ابتسم وفرد دراعه كالعادة
– ولا حتى خطيبتي..
ضميت حواجبي باستغراب وقلبي انقبض مرة واحدة..
– انت خاطب؟!
قال ببساطة وهو بياكل حمص..
– لأ..
زادت حيرتي..
– امال ايه؟
– انتي اللي قولتي وأنا رديت..
– يعني انت مش خاطب!
– تؤ
خدت نفس طويل مرتاح..
بقينا مع بعض على طول.. أخلص شغلي واطلع الاقيه واقف قدام الشركة مستنيني.. نتمشي وأحكيله ويحكيلي.. اكتشفت إنه هو كمان بيحب يحكي وحد يسمعه، وأنا كنت بحب أوي أسمعه.. أي نعم نص الكلام كان بيطير مني وأنا سارحانة فيه وأفوق عليه وهو بيبصلي ويقولي انتي معايا وارد عليه أقوله معاك وأنا جوايا بقول “مش مع حد غيرك يا جامد يا ابن الجامدة انت!”
وفي يوم.. خرجت مالقيتهوش!!
قلبي انقبض!!.. هديت نفسي وقولت أكيد أتأخر.. استنيته.. ربع ساعة.. نص.. ساعة.. الليل جه وهو مجاش!!
اكتشفت إني مش معايا رقمه حتى!!
أنا بقالي شهر بقابله وعرفت عنه كل حاجة إلا رقمه!!
روحت بيتي وصلت العمارة واتفاجئت بيه هناك!!!
لقيته واقف قدام عربيته كالعادة نفس الوقفة بنفس الشكل!! مشيت لحد عنده بعصبية..
– انت بتهزر؟!
– أنا بقالي ساعتين مستنيكي!!
– ومستني هنا ليه؟!
– عشان ماكنتش حابب نتمشى!!
– امال حابب ايه إن شاء الله؟!
سكت شوية وعينه كانت عليا بنفس النظرة الغريبة اللي لحد دلوقتي مش عارفة أفسرها!
– فاكرة قولتلك ايه من سنة ونص؟!
– قولت حاجات كتير!
– لأ.. لما قولتيلي لو اتقابلنا تاني نتمشى وهحكيلك حكايتي الجديدة..
قلبي دق ونفسي زاد.. معقول هيقول اللي في بالي؟!
بصوت واطي مهزوز..
– هزرت ساعتها..
ابتسم وهز رأسه وبنفس الصوت..
– ايوا قولت ايه بقى؟!
– قولت.. قولت هتخطفني وتتجوزني!
– رديتي قولتي ايه ساعتها؟!
بلعت ريقي..
– هقولك زوجتك نفسي يا أمير!
ابتسامته زادت..
– طب فاكرة لما دخلت عليكي أوضة الاجتماعات أول مرة! لما قولتي عايزة عريس يا خلق..
هزيت راسي بتوتر وقلبي دقاته بتزيد!!
– فاكرة قولتلك ايه؟!
– قولت لو مافيش رجالة هنا بتشوف فيه مستورد ينفع!
– ساعتها انتي ماردتيش عليا!
قرب وميل عليا وأنا نفسي اتقطع!
– ها ينفع؟!
– هو ايه؟!
ضحك بخفة على توتري..
– المستورد؟!
زقيته فجأة لما لقيته بيقرب زيادة عن اللازم.. خدت نفس عميق أهدي ضربات قلبي..
بصيتله بحزم.. لازم أنهي المهزلة دي هو فاكر نفسه ايه؟! هو عشان قمر وحلو ومسمسم وضحكته بتخطف قلبي هيستهبل ولا ايه؟!
– انت عايز ايه يا آدم؟!
ميل راسه على جنب وابتسم وحسبي الله ونعم الوكيل في ابتسامتك دي يا اخي!!
– عايزة أخطف الأميرة حوَّاء وأتجوزها!
مايستهبل براحته يا جماعة انتوا بتهزروا؟!
غصب عني ابتسمت وماقدرتش أمنع فرحتي من الظهور..
قرب خطوة وبنفس الابتسامة..
– بس للأسف مافيش حصان أبيض في عربية بيضة تنفع؟!
بصيت على عربيته ورجعت بصيتله..
– والله لو حمار أبيض ينفع برضو..
ضحك بصوت عالي و أنا وقعت في حبه خلاص..
فرد دراعه وبابتسامة واسعة..
– يعني خلاص كدا نقول مبروك!
فردت دراعي زيه وبضحكة مبسوطة..
– زوجتك نفسي يا عم الأمير المستورد انت!
وبعد سنة ونص من اللحظة دي..
واقفين قدام سرير صغير في أوضة أمير صغير عنده ٣ شهور.. واقفين بنحكي حكايات والأمير بيبصلنا مش فاهم حاجه لكنه مبتسم.. فجأة لقيت دراعه حوالين كتفي وبيقربني منه.. حطيت دماغي على قلبه وابتسمت..
بصوت هادي جميل..
– شايفة نفسك ازاي دلوقتي؟! ندمانة؟!
– ندمانة على عمري اللي فات بدونك.. وشايفة نفسي ازاي!!
رفعت راسي وبصيت في عينه وبابتسامة انتقلت تلقائي له فـابتسم..
وردة الجزائرية قالت جملة كانت قاصداها عليا بعد ما شوفتك.. عارف ايه هيا؟!
هز دماغه بلا فـ قربت منه زيادة.. زيادة أوي وهمست..
“إنسان لقىٰ نفسُه فِيك من بَعد توهانُه..”♥️✨
جئت جبرًا لـ قَلبي فـ فَلِّيَطْمَئِنَّ عَقلك وَ عَقلي♥️✨

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية آدم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *