روايات

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم ماهي أحمد

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم ماهي أحمد

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت الثاني والخمسون

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء الثاني والخمسون

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة الثانية والخمسون

فلتتذكري ياذات العيون الأَسره أنتِ من وافقتِ على أسري لكِ بكامل أرادتك وأنتِ من وافقتي أن تتراقصي على الحان حبي ، ليس هناك من أرغمك فقد أتيتِ برغبتك
—————–
ما يحدث هنا من توتر الأجواء ليس كأي توتر بل اشتعال ، اشتعال النيران بكل مكان الكل يهرول ناحيه الطريق الذي يبعث منه النيران فأتت أمرأه من أهل القريه تسأل أحد الرجال
_في أيه يابني؟
اخبرها مسرعا كي يكمل طريقه:
_بيقولوا ان فريد اللي كان هيتجوز شمس بنت عيله الصاوي حـ ـرق بيت عيله مامتها القديم وكل عيله الصاوي هناك دلوقت
شعرت المرأه بالشفقه حقاً تتبع أثر الرجل بعينيها:
_استر يارب انا برضوا قولت الحكايه دي مش هتعدي على خير أبداً
هرولت “زهره” الى منزلها القديم تطالعه والحريق يأكل جدرانه يتحول الزرع الأخضر أمام منزلها الى رماد لم تقدر قدماها على تحملها الكل يساعد في أطفاء الحريق تناول غدير دلو الماء الى بدر وحسان لأخماده أتى “الطبيب” يهرول من خلفها قائلاً والدهشه تملىء عينيه:
_الحريق ده حصل ازاي؟
طالعته والدموع تقبع بعينيها:
_معرفش ياعلي معرفش ، البيت اتحرق والزرع اتاكل والحريق مابيطفيش كل اهل القريه بيقولوا أن فريد حرقلنا البيت عشان ينتقم من اللي عملته فيه بنت المهدي
قالت جملتها تطالع تلك الواقفه مقابلها بعتاب تقدمت “شمس” ناحيتها خطوه وأثنت ركبتيها تطلب منها برجاء نابع من عينيها قبل لسانها:
_قومي ياماما ماتقعديش كده في الشارع
لم تستجب لها ثم سمعت صوت يأتي من خلفها صوت عالي نسبياً حتى يصل لها:
_قومي من مكانك يازهره ماتفرجيش اهل القريه علينا
استدارت تطالعه لتجده “ياسين” يسند بظهره على موتوره الخاص بهِ يأمرها بالوقوف فألقت بنظراتها الملامه عليه:
_ مش كفايه أنتَ السبب في اللي احنا فيه كمان الشماته باينه في عنيك
مسح على عنقه بتعب يقترب منها وظلت هي ثابته لم تتحرك وكأنها ترسل لهُ بأنها ليست خائفه استرسل حديثه ساخراً:
_أخص عليكِ “يازهورتي” أنا برضوا اشمت في حماتي، مكانش العشم انك تقوليلي كده شيفاني قليل الأصل ولا ناقص ربايه
هربت بعيونها تنفي ماقاله:
_انا ماقولتش انك ناقص ربايه
برزت ابتسامه جانبيه على وجهُ قبل أن يقول:
_بس ماقولتيش اني مش قليل الأصل
زاد اقترابه منها يجلس القرفصاء يهمس بأذنها بشيء جعل الدماء تغلي بعروقها تابع بعد أن ابتعد يصعد الى موتوره ويرتدي خوذته السوداء ساخراً:
_وعشان أبقى صادق معاكي يازهره
غمز لها بطرف عينيه يضغط على دواسه موتوره:
_أنا فعلاً ناقص ربايه
ثارت ثورتها أمام اقواله التي همس بها بأذنها وبان هذا في صرختها بأسمه تتتبع أثره بعينيها وهو يبتعد عنها:
_يــــــاسين
———————(بقلمي ماهي احمد)—————-
منذُ أسبوع مضى…
يقف كل منهما الأن على أعتاب منزل “مشيره” بالقاهره كانوا بأنتظارها لفتح الباب أما عنها تقف خلفه شارده بما حذرها منذ قليل:
_أوعي تحبيني ياشمس اليوم اللي هتحبيني فيه هختفي من حياتك فيه ومش هتشوفيني تاني
فاقت على صوت “مشيره” المنبه:
_ادخلي ياشمس واقفه عندك ليه؟
قالتها بود مزيف تبرر تأخيرها:
_اسفه اني أتأخرت عليكم في فتح الباب اصل كنت نايمه
قالت كلماتها مما جعل “شمس” تجمدت مكانها بسبب ماوقعت عليهِ عيناها ترى “مشيره” تقوم بتقبيله أمامها من على وجنتيه بترحيب تضمه اليها بحب وهي تقول:
_احسن حاجه عملتها أنك اتصلت بيا وقولتلي أنك هتبات عندي بس مكنتش اعرف ان شمس جايه معاك
عادت تنظر الى “شمس” وأمام نظراتها الرافضه لكل ما يحدث وجدت نفسها تقول:
_أنا تعبانه وعايزه أنام
تحركت “مشيره” خطوتين ناحيتها تطالعها بنظرات متحديه:
_اي ده كده على طول!!
مش لما تشربي حاجه الأول ولا أنتِ زعلتي ياشمس أني ببوس ياسين قدامك
كانت تطالع “مشيره” بأنزعاج شديد شعرت “شمس” بالارتباك ارتجف جسدها دون أن تشعر فلاحظ “ياسين” ارتجافها حاوط كف يدها بعدما لاحظ ازعاج “مشيره” لها فقال ما يثير استفزازها :
_مش عايزك تبقي قلقانه شمس عارفه كويس أوي ان زيك زي بربروس وعلي بالظبط بالنسبالي
نزلت “مشيره” بعيناها الى كف يدهُ المتشبث بكفها تطالعه بانزعاج قائله تصطنع الأبتسامه:
_طب كويس انك معرفها كل حاجه لا عروستنا تغير ولا حاجه
جاوبتها “شمس” بتحدي بعينيها:
_هو ينفع برضوا اغير من بربروس او دكتور علي وانتِ بالنسباله زيهم بالظبط
سحبت “شمس” كف يدها من يده بأنزعاج طالبه منه الأنصراف برزت على شفتيه ابتسامه جانبيه من رده فعلها ابتلعت “مشيره”ريقها بصعوبه ثم تحدثت بأصرار :
_لا والله مش هينفع تطلعي الا لما تشربي حاجه انتِ عايزه تقولي عليا بخيله ولا ايه
أشارت بعينيها سائله :
_تحبي تشربي بيبسي ولا شيري كولا
عقد “ياسين”من بين حاجببه بقرف:
_بلاش البيبسي
سألته “مشيره”مستفسره:
_ليه ؟
_اصلها بتفكرني بزهره
استغربت “شمس”من حديثه حثها فضولها للسؤال :
_وايه علاقه امي بالبيبسي
جاوبها بدون تردد :
_الاتنين نيتهم صودا
بان ضيقها من حديثه على والدتها ، جذبها من يدها برفق يتوجه بها الى غرفه النوم استدارت تصعد معه الدرج بنار دفينه تحرق بها وقبل دخوله اغلقت الباب صافعه اياه بوجهه قبض عينيه بتأفف قائلاً:
_افتحي ياشمس
خرج صوتها من الداخل وهي تقول:
_انا تعبانه وعايزه أنام
هز رأسه موافقاً وهو يقول:
_طيب مش عايزه حاجه قبل ما تنامي
اخبرته دون تردد:
_عايزه أنك تسيبني انام وماتخبطش عليا تاني وبكده مش هعوز حاجه
صمت لثواني ثم نطق اخيراً وهو يمسح على عنقه بتعب:
_بس انا عايز
حثها فضولها ثم اقتربت من الباب ودون ان تنطق استرسل هو حديثه:
_عايزك ماتناميش زعلانه واعرفي ان ابن الصاوي مابيحبش يشوفك زعلانه ياشمس
ابتسمت ابتسامه حانيه وتركها هو وعاد الى تلك المنتظره تخبره بود:
_انا عملتلك مشكله معاها ولا ايه ياياسين
فأخبرها وهو يجلس على الأريكه بتعب:
_خفي شويه على شمس يامشيره
اقتربت منه تجلس بجواره:
_ وانا عملتلها أيه؟ هي اللي تقمصت وطلعت على فوق على طول
ربتت على ذراعه بحب:
ياسين انا حاسه انك ضعيف بيها ماتخليهاش تحسسك بأن مافيش زيها وأنها مالهاش بديل
ماتحسسني أنتِ مالك!!
كلماته موحيه تضربها في مقتل تسارعت أنفاسها من فرط الأرتباك فأخبرته بتهكم:
_ليه وانا عملت ايه لكل ده كل ده عشان رحبت بيك وبوستك قدامها الهانم زعلت
ابتعد عنها وأمام سؤالها ذكرها هو بحدث مر:
_اسمعي يامشيره حركاتك دي لما كنتي بتعمليها مع أي بنت بتحاول تقرب مني واحنا في ألمانيا أنا كنت راضي عشان هما مايهومنيش بس دي لاء.. دي شمس
نطق اخر اربع كلمات ببطىء شديد محذراً اياها استفسرت بعينيها فنطق:
_أنتِ عارفه أنتِ بالنسبالي أيه أنتِ غاليه أوي عندي وماحبش أن غلاوتك تروح من قلبي
قطبت حاجبيها وتفننت ببراعه لأبراز الدموع في عينيها:
_افهم من كلامك ده ان عشره عشر سنين ممكن تروح في أي وقت عشان شمس ممكن ماتبقاش راضيه عني
استدارت تقص عليه بعتاب:
_نسيت ، نسيت انا عملت ايه عشانك واحنا في المانيا ، نسيت مين رجعلك عمار ، نسيت عشنا ازاي هناك سوا احنا كنا هناك ايد واحده نسيت كمان الود اللي مابينا ، ايه اللي جرالك ياياسين
زاد نحيبها عل تثير شفقته عليها وتكسب نقطه لصالحها بداخله مسح على وجهُ بتعب فكل كلمه قالتها لها الحق بها فهي كانت السند لأيامه العجاف فنطق بما يطيب خاطرها:
_أنا مش ناسي وعمري ما هنسى وقفتك معايا ولا الود اللي ما بينا في يوم ، بس اختلافك معايا في معزتي لشمس يفسد الود كله، يفسد الود ويفسد العشره ويفسد المعرفه ويكشف أنكِ عمرك ما كنتي في يوم السند ويكشف كمان أنك عدو ليا جديد كان مختفي بضمير مستتر
عشان كده بنبهك ومابحبش انبه تاني مش عايز اخسرك يامشيره أنتِ الوحيده من بعد اهلي اللي لو خسرتها هزعل عشانها عشان أنتِ غاليه عندي
مسح دموعها من على وجنتيها بلين:
_وبطلي عياط أنا مابحبش اشوف دموعك دي وبالذات لو انا السبب فيها
لانت تقاسيمها بعض الشىء تستطيع دائماً اكتساب نقطه لصالحها فما فعلته طوال السنين العشر يشفع لها كل شىء ومع ذلك قام بتحذيرها للمره الأخيره وهو يقول:
_شمس لاء
ابتسمت تضربه على كتفه بلين:
_خلاص فهمت
استدارت تتحرك ناحيه المطبخ وقد استعاد وجهها ملامحه المتهكمه تخبره بنبره عاليه عل صوتها يصل اليهِ:
_تحب تشرب حاجه قبل ما تنام
أشار برأسه بالموافقه وهو يقول:
_لو عندك
فبترت حديثه قبل أن يكمل:
_اكيد عندي شيري كولا طبعاً
جلس هو على الأريكه بينما هي تصب محتويات الزجاجه بالكوب ولم يتخل وجهها عن التعبير القاسي بعدما أخرجت حبيبات الدواء التي تضاعف عنده حالات الهيستريا وتجعله فاقداً للشعور بنفسه
ولكن هذه المره ضاعفت حباتها فأكملت بتركيز حديثها الذي لم تسمعه الا هي:
_أنتَ عندك حق أنا بعد كده مش هقربلها بس هخللي عمار هو اللي يقربلها مـ ـوتك على أيده ياشمس
——————–(بقلمي ماهي احمد)—————-
بينما الجميع نيام تبذل “غدير” مجهوداً ذهنياً وهي تتقلب على فراشها حتى تأخذ حقها من النوم وما ان غفت حتى أفاقها صوت اتصال هاتفي حرمها من الساعات المتبقيه للصباح ابتسمت ابتسامه حانيه عند رؤيتها لأسم المتصل وقامت بالرد تسمع صوت شقيقها “رعد ” يسألها عن حالها وعن حال البقيه كادت أن ترد ولكنها تذكرت تحذير ياسين لها بعدم البوح بأي شىء لكي يعيشوا بسلام ابتسمت ابتسامه حانيه بقول:
_احنا الحمدلله كلنا كويسين انتوا هترجعوا أمتى؟
تناولت “ميرا” الهاتف من كف رعد:
_لسه شويه ياغدير مخلصناش كل اللي احنا جايين عشانه المهم خللي بالك من نفسك داغر وهدير معانا وعايزين يطمنوا عليكي
أنهت الأتصال بعد محادثه طويله بينها وبينهم
يطمئنون فيها عن حالها بعدما حادثت “عمار” ابنهما الصغير توجهت ناحيه الشرفه
عند سماع صوت دراجه تمر اسفل المنزل في هذا التوقيت وقعت عينيها على بدر “بدر” وهو يضع المسامير أمام منزلهم تأففت بضيق ثم هرولت لكي تلحق بهِ لكي تنهيه عما يفعله:
_أنتَ بتعمل ايه.. أنتَ اتجننت
هز رأسه بالأيجاب ناطقاً:
_اه اتجننت
كررت سؤالها مره أخرى:
_بدر بجد بتعمل ايه؟
برر “بدر” فعله قائلاً بسخريه:
_مسامير في أيدي ووش الفجر هكون بعمل ايه ما انا قولتلك قبل كده
علمت “غدير” بأن الجدال سيزيد التعقيد نظرت حولها تطالع الجوار بحذر حتى لا يراه أحد ويكشف فعلته جذبته من يده مبرره:
_تعالى ، تعالى نمشي من هنا قبل ما حد يشوفك وتتعلق
——————-(بقلمي ماهي احمد)——————
في نفس التوقيت يقف “ياسين” على عتبه باب غرفتها من جديد بعدما رفضت دخوله داهمه دوار لا يوصف عند تجرعه لمشروبه المفضل
“الشيري كولا” دون علمه بما داخله ، فحاوط جبهته بكفه بألم توقف لثواني يحاول استعاده اتزانه وما شعر بأنه اصبح بخير حتى هتف بأسمها فلم تجب ، فتح الباب ثم دلف بحذر ليجدها غافيه على الأريكه ، متدثره جيداً بسبب بروده الأجواء حيث تسند برأسها على كتفها ثني ركبتيه يجلس مقابلها دون أصدار صوت يتأمل ملامحها لثواني برزت ابتسامه بجانب شفاه رغماً عنه وهو يتأملها عن قرب كم هي جميله عند سكونها هكذا ، سكونها هذا جعله يعود بذاكرته عشر اعوام فكرهُ بحدث مر بألمانيا بمزرعه المرأه العجوز وهو يتأمل ملامحها كذلك اثناء نومها وحين أفاقت تسأله عن سبب قربه رد وهو يقول بتلعثم:
_مش عارف انام من شخيرك ياشمس بتشخري طول الليل
ابتسم ابتسامه حانيه ثم عاد الى واقعه يخرج هاتفه من جيب بنطاله يلتقط لها صوره وهي غافيه كالملاك الصغير وكأن ملامحها البريئه تحثه على حفظها، نهض بهدوء يحملها واستندت هي برأسها على صدره تحرك بخطوات بطيئه الى الفراش يخشى أن يصل اليهِ ويضطر الى ابعادها عن احضانه يضطر لفقدان ذلك الدفء الذي يحيط قلبه وضعها على الفراش يعدل من نومتها ، قرب كفه يعدل من خصلات شعرها المتروكه على وجهها ثم مسح بكفه على شعرها بحنان لمسات حانيه بأمان أعادت لمحات من شريط حياته سريعاً أمامه والمشهد الوحيد الذي أوقف اللحظه عنده كان وجهها .. تركها وغادر الى الشرفه يخرج لفافه تبغه ينعش الهواء البارد ملامح وجهه اشتد الدوار عليه مره أخرى ولكن هذه المره وجد عمار بجواره يسند بمرفقيه على سور الشرفه يخبره بسخريه:
_طلعت أناني أوي ياياسين
اخبره وهو يسحب الهواء من لفافه تبغه:
_أنا عمري ما كنت أناني أنتَ اللي من أول ما بقينا سوا وأنتَ دايماً اللي بتتحكم أنتَ الأَمر الناهي ، أنتَ تؤمر وانا أنفذ أنتَ تهدد وأنا اركع، أنتَ تقول وانا أسكت عشر سنين وأنا خاضع ما سألتش حتى ليه ، بس لما جينا هنا
ارتسمت على وجه “عمار” بسمه ساخره وأكمل حديثه:
_لما جينا هنا وقعت زي الجردل وأكن العشر سنين اللي بعدتهم عنها كانوا عشر دقايق
نطق نافياً لكلامه:
_محصلش
سبه “عمار” من بين شفتيه فشعر “ياسين” بالأهانه مردداً كلماته بصراخ حتى شق صراخه أذن تلك النائمه لتجده يقول:
_كفايه بقى ، كفايــــه ، كفايـــــه ياعمار شتيمه كفايه اهانه كفايه تحكمات لحد كده
سألته بخوف ليس منه بل عليه:
_بتكلم مين ياياسين
اقتربت منه تجده ينظر للفراغ أمامه يطالعه بنظرات حاده لاحظت “شمس” تلك الرعشه في يده فعلمت أنها الكارثه حاولت التقرب منه في محاوله بائسه منها لجعله يلتزم الهدوء قائله:
_ياسين فوء أنتَ بتكلم مين مافيش حد هنا
لم يكن يراها أمامه فقد كان شبه مغيب جرعه الدواء كانت مضاعفه زادت من نوبته مما جعل “عمار” يسيطر على عقله بالكامل قائلاً بتهكم:
_لاء مش كفايه وهتقتـ ـلها عشان ترجعلي وهترجع تسمع كلامي من جديد هنمشي من هنا وهنعيش بعيد ياياسين أنتَ فاهم
اصبح الأن مغيب وصلت حالته للذروه فقد سيطرت عليه الشخصيه الوهميه التي نسجها من وحي خياله على عقله بالكامل احتدت نظراته لها وهو يؤمره:
_اقتـ ـلها عشان نرجع سوا ، اقـ ـتلها وانا هسامحك وهفضل معاك وارجع معاك زي الأول وخليك عارف ان اللي قدامك دي هي السبب الوحيد اللي هيبعدنا عن بعض وأنا عارف أنك مش عايزني ابعد ياياسين
اصدر أمره وما عليهِ سوا الأيجاب اقترب منها ببطىء فعادت خطوات للخلف كانت ترتعد داخلياً من نظراته حل الذهول عليها لأول مره ترى الشر في عينيه لهذه الدرجه منذ فتره، منذ خروجها من ذلك القبو حاولت تهدئته بقول:
_ياسين أهدى ، ماتخليش حاجه تأثر عليك ياسين أنت بتبصلي كده ليه
طالت يدها الكوب الزجاجي الموضوع على الطاوله فقذفته على رأسه ، نزف جبينه مما زاد غضبه أكثر مع حاله اضطرابه التي ما زالت متمكنه منه وضع كفه على جبينه يفرك د مـائه بيده يخبرها باستفزاز:
_حلوه ، بصي أنا بقى الحركه دي
قبض بكف يده على عنقها أصبح كل أنش بجسدها يرتعد حاولت التملص منه ولكن دون جدوى وضعت يديها الأثنتين على كف يده في محاوله بائسه لعلها تستطيع الهرب ولكن كفه كالأفعى التى تحاوط عنقها أصبح وجهها كالدماء حاوطته بنظرات عينيها ، عينيها التى لطالما أحبها
سمع صوت داخلياً ينبههُ لما يحدث فقد قاربت روحها على فراق جسدها ، ملامحها البريئه التي اقرب اليه من الوتين للقلب نظرات عيونها التى لطالما أحبها جعلته يستفيق لما يحدث فك قبضه يده من على عنقها ببطىء فشهقت شهقه وكأنها حرمت من الأكسچين لعاماً كامل وضع يده على جبينه وكأنه بصراع مستمر مع داخله أما هي وجدت أحداً ما يفتح باب الغرفه ببطىء هرولت ناحيته كغريق لمح طوق نجاه بعد يأسه من نجاته لتجد “مشيره” أمامها جذبت حقيبتها وهرولت للأسفل هرولت وكأنها تهرب من وحش توعد بألتهامها نعم أنه وحش عند تحوله يسمى بـ”ياسين”
—————–(بقلمي ماهي احمد)——————-
أتي الشروق وانتشر ذلك الضوء الذي يبعث الراحه في النفوس يجلسان في منتصف الزرع والخضرا.. تلفح النسمات البارده وجهها قطف “بدر” واحده من ثمار التفاح الموجوده على الشجر يعطيها لها ابتسمت تمد كف يدها وهي تقول:
_ انا برضوا مستغربه أنتَ مابتخافش حد يشوفك بجد
أهمل سؤالها بقوله:
_وأنتِ مابتخافيش تنزلي وش الفجر
سردت له ماتريد بصوت منخفض:
_أنتَ اصلك غلبان أنا مابخافش لو تعرف انا اتربيت ازاي مكنتش هتفكر تسأل سؤال زي ده
سألها وقد جسد الأهتمام ببراعه:
_واتربيتي ازاي ، واحده زيك من عيله الصاوي متربيه في بيت كبير مع عيله بتحبها
ابتسمت وقد علت صوت ابتسامتها بسخريه:
_اصلاً عيله الصاوي مش عيلتي الحقيقيه أنا اه منهم بس مش هما اهلي الحقيقيين بس في نفس الوقت تقدر تقول اكتر من اهلي
لم يقتنع بما تقول فحثها للتوضيح:
_مش فاهم فهميني أكتر
تطلعت حولها ثم اجابته:
_حكايه طويله هبقى احكهالك بعدين
فنطق هو بلهفه:
_وليه مش دلوقت
استفسرت بعينيها فتابع بارتباك:
_اقصد يعني وراكي اي دلوقت ادينا قاعدين بنتسلى بس لو مش حابه تحكي خلاص بس ماتسبنيش خليني افضل ابص لملامحك الجميله واشبع منهم
ابتسمت بخجل تضع عيونها بالأرضيه:
_أهي حتى ملامحي دي لو كنت شوفتني من كام سنه كنت هتقرف تبص في وشي
قطب حاجبيه باستفسار فبدأت بقص ما يخصها:
_أنا اتولدت في بيت مرعب بوش محروق اي حد يشوفني كان يترعب مني أتولدت واللي رباني كان مايعرفش للرحمه طريق هو كان قاسي على نفسه فمن الطبيعي يقسى عليا عشت كل طفولتي بفضل الصمت عن الكلام من اللي كنت بشوفه من قطع الرقاب اللي بتدخل بيتنا
لمعت عيناها وهي تتذكر حدث مر:
_كنت بشوف داغر اخويا بيفصل رقبه أي حد يدخل البيت قدامي قدام طفله عندها اربع سنين
طفله اي حد يشوفها يترعب من ملامحها البشعه لحد ما دخلت علينا هدير وكأنها الضوء اللى جه يبدد العتمه
هز “بدر” رأسه بتأثر:
_عيشتي حياه صعبه
فنطقت دون تردد:
_جداً ، بس دايماً بيبقي أخر الضلمه نور والنور ده كان ياسين والخاله واصبح لينا عيله وبعد ما مكانش لينا اهل بقوا هما اهلنا
جائت تسرد له ما يريد فحاول عدم الاهتمام بقول:
_ازاي مش فاهم
اصل..
وقبل أن تنطق سمعت صوت يناديها من بعيد طالعت الصوت خلفها لتجده حسان قامت تهرول قائله:
_معلش انا لازم امشي دلوقتي حسان بينادي عليا
ابتسم ابتسامه حانيه لها يتتبع اثرها بعينيه وارتفع صوته قائلاً:
_هشوفك تاني اكيد
——————(بقلمي ماهي احمد)—————-
دقات الباب المتتاليه بعنف جعلت “يزن” يهرول ناحيه الباب ينظر لساعته يجدها السابعه صباحاً تسائل من الطارق بمثل هذا التوقيت فأتاه الرد من الخارج:
_ افتح يايزن أنا شمس
فتح الباب وتراجع ليعطيها فرصه للدخول ولم تنتظر هي دخلت بالفعل وقبل أن تتفوه بأي شىء سأل:
_شمس حصلك حاجه.. ايه اللي جايبك في وقت زي ده.. الخاله بخير.. طب أنتِ بخير
اسئله ، اسئله عديده منه ولم تسمح حالتها بالأجابه أتت “ساره” من الداخل مسرعه لتسمعها وهي تقول:
_أنا بخير بس
تلعثمت بالأجابه فنطقت “ساره” بود:
_واقفه كده ليه ياشمس تعالي ، تعالي ندخل جوه
استجابت لها تحركت تحت نظرات “يزن” المستفسره عن وجودها بالقاهره بحالتها المبعثره هذه فهدأت “ساره” من روعه:
_مافيش حاجه يايزن اهدى انا دخلتها الأوضه سيبها ترتاح دلوقتي وهتحكيلنا كل حاجه بعدين
——————–
اما عنه فقد انتهت نوبه اضطرابه تنفس بعمق وجلس على الأريكه بتعب يحاول الأسترخاء قليلاً تقدمت “مشيره” بأتجاهه بعدما تأكدت من رجوعه لحالته الطبيعيه سألته بخبث:
_حصل ايه ياياسين وشمس سابتك ومشيت ليه؟ وازاي تسيبك تمشي وأنتَ تعبان بالشكل ده
تجاهلها ورحل يهرول على الدرج حتى لا يسرد لها ما حدث ساحباً مفاتيحه من على الطاوله وما أن خرج من المبنى السكني ركل بقدمه أطارات سيارته وكأنه يفرغ بها كامل غـ ـضبه نظر لأنعكاس صورته بزجاج السياره يطالع انعكاسه وقد سأم من كل شىء أغمض عينيه بقوه فلم يظهر في عقله سوى نظراتها المستغيثه نظرات الخوف منه عادت اليها من جديد عاد الى واقعه يقبض بكف يده على زجاجه مياه قد اتى بها من داخل السياره فتح الزجاجه بأنفعال وأخذ يدفع المياه على وجهُ وسكب محتواياتها كلها على رأسه ظل يسكب المزيد وكأن هذه المياه ستزيل من على عاتقه ماحدث منذ قليل القى بالزجاجه بقوه بعدما اصبحت فارغه وجلس على مقعده امام عجله القياده ثم تبع ذلك بصفع الباب.. لم يقم بالقياده بل ضرب بقبضتيه عجله القياده بشده صارخاً وهنا فرت دموع قليله هاربه من داخله ، دموع لم يكن يعرف لها معنى أخذ يسأل نفسه هل اصبحت دموعه قريبه الى هذا الحد ، وكأن القلب يعرف مالكه أكثر من نفسه
——————————–
العديد والعديد من الأتصالات التى قام بها “الطبيب” لـ “ياسين” وأتى مقابل أتصالاته عدم الرد حاول “بربروس” أن يبث بقلبه بعض الطمانينه قائلاً:
_لا تقلق عليها أيها الطبيب فهي برفقته
رد عليه ساخراً من حديثه:
_ما المشكله انها برفقته طب على الأقل يفهمني، يعرفني هما فين زهره هتتجن دي معاه من امبارح
جلس بارتياح على الأريكه يضع طاوله الأفطار قائلاً:
_ألم تخبرني بأنها أصبحت زوجته أذاً فما المانع أن تبيت معه هذه الليله
حرك مؤخرة رأسه يجيب ساخراً:
_هو مافيش مانع بس زهره عندها كل الموانع سيبك من ياسين دلوقتي وقولي هتعمل ايه مع مارال
أجابه بلا تردد:
_سأتزوجها الليله
ترك “الطبيب” مقعده واستقام واقفاً ثم قال بعدم فهم للجالس أمامه:
_ازاي هو اخوها وافق
اشار برأسه نافياً:
_لا ، بل والدتها باركت هذه الزيجه وهي ليست بقاصر اتفقنا انا وهي عبر الهاتف على الزواج الليله
عند مغادره شقيقها الى عمله وأريدك ان تشهد على زواجنا
ضحك “الطبيب” بلا تصديق ورد عليه بسخريه:
_والله أنتَ دماغ
هز رأسه مبتسماً يؤكد على كلامه:
_أعلم ذلك، وهيا هاتف ذلك الملعون للمره المليون حتى يستعد للحضور
——————————-
الكثير مر من الأحداث خلال فتره النهار أوصلتهم الى هذه النقطه ولكن الحدث الأهم هو اتصال “يزن” بهِ يخبرهُ بمكانها حاول التحدث معها ولكنها أبت محادثته، يجلس الجميع بمنزل “يزن” تقف “مارال” أمام المرآه في غرفه “ساره” طالعت “مارال” الواقفه بجوارها تعتصر كف يدها بارتباك:
_ياخيييياشي حاسه ان قلبي هيقف هاتي أيدك كده ياشمس
قبضت بكف يدها على كفها تضع يدها على فؤادها قائله بارتباك:
_حاسه أن قلبي هيقف مش مصدقه أن خلاص هتجوز أنا وبيدقوس بجد
برزت ابتسامه على ثغرها ونطقت عينيها قبل لسانها بحب :
_أنتِ بنت حلال يامارال وتستاهلي كل خير وبربروس هو الخير اللي متشال ليكِ في الدنيا
دخلت “ساره ” الى الغرفه تابعت بغلق الباب خلفها وعند وقوع عينيها عليها اصدرت صفير من بين شفتيها من شدة جمالها بيومها هذا قائله بصدق نابع من قلبها :
_أيه الجمال ده كله ده يابخت شيخ عجوه بيكِ
غزه وجهها الحزن تقول بنبره حزينه :
_كان نفسي أوي أخويا يوافق على الجوازه دي ويبقى معايا في ليله عميي
أشارت “ساره “برأسها على والدتها الجالسه على المقعد المتحرك تخبرها بابتسامه :
_البركه في مامتك هي الخير والبركه
أتجهت “مارال” الى والدتها تثني ركبتيها ترى الدموع بعينين والدتها لرؤيتها هكذا قبلت “مارال”كف والدتها ونطقت عينيها قبل لسانها:
_دي هي اللي بيقيالي في الدنيا ، ومعيفش من غييها هعيش ازاي
ربتت والدتها بكفها المرتعش تطالعها بحب قد نبت في عينيها ضمتها “مارال ” الى فؤادها قائله بود :
_من اللحظه دي أنا وأنتِ بقينا مسؤولين من راجل بجد ومش هنشوف ظلم أخويا مره تانيه لينا
تجمعت الدموع في مقلتي “ساره”عند رؤيتهما هكذا عندما شردت بوالدتها هي الأخرى مسحت دموعها مسرعه بقول :
_يلا بقى يامارال مستنيينك بره
ثم أشارت بعينيها لـ “شمس” وأردفت :
_زغرطي ياشمس مابتعرفيش تزغرطي ولا أيه
صدح رنين صوتها بالمكان ،وقف بربروس بالخارج وبجانبه المأذون وكأنه اشتم نسمات هواء ردت لهُ روحه المعذبه بعد سنين من الحرمان وقد تعالت على وجهُ علامات الأرتباك بعدما فرك كفيه وتعالت نبضات قلبه مال “ياسين” برأسه يخبره هامساً:
_بالراحه ياشيخ عجوه مش كده شامم ريحه شعر جسمك وهو بيشيط من الربكه
رمقه بنظره معاتبه وكأنه يخبرهُ بأن هذه اللحظه من حقه وهو يقول :
_خسئت أيها اللعين
وقبل أن تتحرك شفتاه لتوبيخه اكثر أشار “ياسين” برأسه لكي ينظر أمامه فقد أطلت العروس بطلتها المبهجه لانت تقاسيمه عند رؤيتها بفستانها الأبيض الرقيق زُين أكمامه بالخرز الصغير المرصع عليه وانتثرت على قماشته دانتيل بسيط على شكل زهور صغيره أعطته بريق وكأن الفستان يتنفس يحمل من الرقه والبساطه ما يكفي قد ابتاعته “ساره” لعقد قرانها قبل ان يؤجل اقتربت بخطواتها البطيئه منه وكلما اقتربت
تحدثت عيناه بدلاً عنه لتخبرها كم هي جميله ووجد لسانه ينطق مايبوح به قلبه هامساً لنفسه :
_أيا فريده الجمال والجيم كاف فقد استجاب الله لدعائى وابتهالي فقد اردت أن تكوني يوماً ملكٍ لي ومن كثره دعائى أبدلت الميم گاف فأصبحت كُلك لي
أشاح ببصره عنها وحاول الحفاظ على أنتظام وتيرة تنفسه جلست مقابله تنظر للأرضيه بعدما غزت الحمره وجهها بنظراته ثم قاطع تلك النظرات
الطبيب وهو يقول :
_مارال وكلتني يابربروس وطالما وكلتني فكنت عايز اقولك كلمتين مع أن عارف أنهم مالهمش لازمه بس هقولهم عشان يبقوا وصيه في رقبتك
انتبه الجميع لهُ بعدما نجح في جذب انتباههم ثم أردف بقول :
_البنت بيطلبها ألف واحد وفي الأخر بياخدها واحد
تمتم “ياسين ” بعدما حك جبينه قائلاً بهمس :
_ماحصلش محدش طلبها غيره
لم يستطع “يزن” كبت ضحكاته بعدما التقطت أذنه ما تمتم بهِ “ياسين”فهو كان الأقرب اليه في الواقفين فمال الى الأسفل يضحك بصمت استرسل الطبيب حديثه وهو يردف:
_الست لما بتوافق على جوازها من الراجل بتوافق عشان تلاقي السند اللي يحميها من الدنيا وشرها ، اهتمامك وقت الحب ده شىء وارد لكن اهتمامك وقت الاختلاف والزعل ده اللي ما يعملهوش إلا محب صادق
حديثه لفت أنتباه “ياسين”وكأنه يقصده بكلماته صمت تماماً يطالع بعينيه الصافيتان تلك الواقفه مقابله ، هناك مسافه محدوده بينهم رفعت “شمس ” رأسها فتقابلت عينها بعينه ثم استرسل “الطبيب”حديثه:
_وهو كمان لو أخطأ في يوم التمسيله العذر وعامليه بلين ارفقي بقلبه اللي اتحمل ظلم السنين
نظراته لـ “شمس” نطقت بدلاً عنه وكأنه يرجوها ان تسامحه على فعلته تلك عاتبته بنظره بان فيها وجعها بينما استرسل الطبيب حديثه :
_ولو أخطأتوا انتوا الاتنين في مره وحصل ما بينكم خلاف اوعوا حد فيكم يكابر في الاعتذار مهما كان شده الألم
صمت للحظات يشير بعينيه الى بربروس وهو يتابع قوله :
_ابدأ واعتذرلها أنتَ الأول علشان دي الأصول ولما هي تزعلك اعتذرلها برضوا عشان يومك يعدي
برزت الأبتسامه على وجه الجميع الا “ياسين ” ، نظراته التي يطالعها بها اربكتها وجعلتها تهرب تتلاشى النظر في عينيه فكانت نظراته نابعه من القلب وماينبع من القلب يصل الي القلب
—————(ماهي احمد)——————————
صنع الأكاذيب هو أكثر ما يخيب الأمال ، ككذبه “أبو المعاطي” ظل سنين يصطنع الود بعدما أخذ الخداع قناع لهُ يستمر بخوض اللعبه والحقاره تسري بدمه واصبح بلا شرف هو الأن يقف أمام “فريد” تستطيع أن ترى المكان الذي اعتاد “فريد”مقابلته فيه يجلس على مكتبه بينما
“ابو المعاطي ” يقف أمامه يقص عليه ما يريد بقول :
_هما المفروض دلوقتي في بيت يزن متجمعين عشان جوازته من مارال ده اللي بربروس قالهولي وبعد كده هيرجعوا يعيشوا في القريه وهياخدوا والدتها معاهم وطبعاً ده من غير ما اخوها يعرف عشان المشاكل
رد عليه “فريد” وقد حملت كلماته الشر :
_بس طبعاً احنا بنحب المشاكل
ابتسم “ابو المعاطي “ساخراً وهو يقول :
_ماتقلقش انا بعت لاخوها رساله من رقم غريب وعرفتوا باللي بيحصل كله بس تقريباً كده لحد دلوقتي لسه ماشافهاش
صمت “فريد”بنظرات مستفسره:
_وانتَ هتسافر معاه امتى ؟
وضع عينيه بالأرضيه يخبره بتردد :
_للأسف بربروس مارضاش ياخدني معاه
بتر حديثه باستهجان :
_عشان حمار
حاول التبرير:
_انا عملت اللي عليا واكتر حاولت كتير انه ياخدني معاه القريه وهو رفض لو كنت اصريت اكتر من كده كان هيحس بشىء
نظرات “فريد”له رافضه تصديقه فاسترسل حديثه بقول :
_بس ،بس انا هحاول معاه تاني انا هاروحله دلوقتي وهعرفك كل شىء بيحصل واتمنى انه يرضى ياخدني معاه المره دي
_ومستني أيه ، انا عايز اعرف كل حاجه بتحصل معاهم تحركاتهم وطريقهم واي شىء بيحصل تقولي عليه أنتَ فاهم
أشار برأسه بالايجاب بعدما ساد التوتر بالأجواء اشار “فريد”بعينيه لكي يحثه على المغادره فاستجاب لطلبه على الفور
——————-(بقلمي ماهي احمد )—————–
هناك لحظات تدوم للأبد ولا يمكن نسيانها أبداً كلحظاتهم تلك علت الفرحه الوجوه بعد عقد قرانهما يهنىء بعضهما البعض على اتمام هذه الزيجه المباركه يلتقطون الصور الفوتغرافيه مع العروسين اقترب “ياسين ” ببطىء من “شمس”قبل قوله برفق مع ابتسامه حانيه زادت من وسامته :
_واحنا مش هنتصور
حاولت “شمس”الابتعاد عنه ولكن منعتها يد “ياسين” الذي قال :
_شمس استني
طالعت بعينيها كف يده الممسك بمرفقها بأحكام فحرر مرفقها من قبضته بلين يرجوها بعينيه قبل لسانه يحاول التبرير :
_شمس اسمعيني انا مش عارف انا عملت كده ازاي
عارف ان مافيش حاجه تبرر اللي عملته بس
قاطعته قبل ان ينطق حديثه بجمود وقد حسمت قرارها قائله بجمود:
_ابعد عني ياياسين انا مابقيتش أامن على نفسي معاك
طالعته بعينين امتزج بهما الخوف فرأى في عينيها تلك النظرات التي كانت تطالعه بها حين كانت بالقبو تخبره مصارحه :
_انا رجعت اخاف منك من جديد
استدارت وتركته يتتبع أثرها بقلب يأس ، تمنى أن تكون اخر دقاته الأن ، فما حدث لا يغتفر ،أما عنه هو عن “بربروس” اقترب من زوجته ببطىء يقف مقابلها بعدما لمعت الدموع بعيناه تعلقت عيناها بعينيه ثم اقترب هو منها بشكل ملفت بعدما اصبحت حلاله مال برأسه عليها يقبلها من جبينها اقترابه منها بهذا الشكل زاد من نبضات قلبها شعر هو بذلك ابتعد عنها يتأمل ملامحها بأعجاب صريح متغزلاً بها :
_ من بين كل نساء الأرض فقد عشقها القلب يالله ، وأنتَ وحدك من أحببتني فيها واخيراً وجدتها ، ومن بين سائر النساء جُبر القلب بها ، واصبحت من القلب قريبه ، وياحظ قرب قلبي بقلبك بعدما كنتِ غريبه ، لم أكن أنويكِ حباً فقد وقع القلب فيكِ سهواً ،فكيف أعدل الميزان وقد ملئتِ الكفتين عشقاً ، ربي اوصيك بها خيراً فعبدك الفقير لم يدق قلبه لأحداً من خلقك كما دق القلب لها دقاً
تجمعت الدموع بعينيها اثر حديثه وتمتمت والدتها من فرحتها بهما اقتربا الأثنان منها بعدما أشارت لهما بالاقتراب حاولت البوح بما داخلها ولكن مرضها منعها ولكنه استطاع فهمها فاسترسل حديثه بقول :
_لا تقلقي يا اماه فلا أريدك ان تحملي همها الأن فقد أصبحتما تحت حمايتي ولن يستطيع مخلوق خلقه الخالق ان يمسها بسوء
ابتسمت والدتها ابتسامه رضا على ما قال فهبت “ساره”تخبرهم بابتسامه واسعه :
_اكيد مش هنعدي اليوم كده احنا لازم نحتفل
رفع “الطبيب ” كفه باعتراض :
_لا ، لو على الاحتفال فاحتفلوا انتوا انا لازم ارجع البلد انا وشمس زهره مابطلتش اتصالات
انتفضت عند سماع اسم والدتها ، وبالرغم من حديثها مع “ياسين ” الا انها بحثت عن الامان بداخله حين تبادلت معه النظرات القلقه فشعر “ياسين”بذعرها فنطق قائلاً:
_سيب شمس ياعلي هاتروح معانا بعد ما نحتفل ببربروس ومارال
اعترضت “شمس”على طلبه بارتباك بينما “مارال”بترت حديثها :
_اخس عليكي ياشمس بقى هتسبيني في يوم زي ده انا اتفقت انا وسايه ان احنا هنحتفل بيومي في مكان حلو اوي هزعل منك اوي لو ماجتيش معانا
ثم اكملت حديثها بابتسامه واسعه تشير بعينيها الى بربروس:
_هو انا هتجوز انا وبيدقوس كل يوم
دعمت “ساره “حديثها بقول :
_وبعدين احنا حجزنا خلاص ومش هينفع ماتجيش معانا
لم يكن هناك اي علم لـ “بربروس”بهذا الاحتفال ولم يكن يعلم على ماذا ينوون ولكنه التزم الصمت على الأقل حتى لا يكسر فرحه مارال بيوم كهذا
لم يكن امامها حل سوى الموافقه فلا تريد كسر فرحتها بيومها هذا ذهبت “مارال “لتغيير ملابسها بعدما اتفق الجميع على العوده الى القريه بعد الاحتفال اما عن “الطبيب” اتفق معهم على العوده قبلهما ومعه والدة “مارال”
——————–
اسدل الليل ستاره ، هي الان جوار “ياسين “في سيارته تجهل وجهته ، حل الصمت واتخذت مكانها النظرات فأصبحت هي المسيطره الوحيده بينهما قاطع “بربروس”تلك النظرات اثناء قياده “ياسين ” بسؤاله وهو في حيره من أمره :
_الى اين سنذهب ايها اللعين أأنا أخر من يعلم بوجهتنا بليله كهذه وأين “ساره ويزن”
أجابه “ياسين” محذراً :
_أنا بحذرك بلاش تعرف احنا رايحين فين ولو على ساره ويزن فهما سبقونا على هناك بعربيه يزن
تبادلت “شمس “و “بربروس” النظرات المحيره بينما ابتسمت “مارال “الى “بربروس ” قائله برجاء:
_سيبلي نفسك خالص النهايده يابيدقوس عشان خاطيي النهايده يومي
وتحت الحاحها بعيون راجيه انصاع لطلبها وما مر سوى القليل حتى وصلا الى وجهتهما بانتظارهما ساره ويزن وعند رؤيتهما قال :
_اتأخرتوا ليه احنا مستنينكم من بدري انا حجزت في الاول
بررت “مارال”التأخير بقول :
_اسفه لحد ما غييت هدومي
عقد “بربروس “ما بين حاجبيه مستفسراً :
_ما هذا الحشد اللعين ، وما ابشع هذا الضجيج بالداخل
اشار لهُ “ياسين “برأسه بعدما حثه على الدخول :
_ادخل ياشيخ عجوه احنا لسه على البوابه الزحمه هتلاقيها جوه مش بره
طالعته “شمس “باستغراب اجبره على الضحك ثم ارضا هو حيرتها بأجابته :
_عارف انك مش فاهمه حاجه هندخل دلوقتي وهتعرفي كل شىء
———————–
هناك من لا يستطيع عقله التوقف عن التفكير هاتفته “زهره” للمره الذي سأم عددها طالع “الطبيب”هاتفه بضجر وهو يستعد للنزول من المنزل وبرفقته والده “مارال” لم يقدر على الاجابه فهو يعلم ما ينتظره عند الرد وقبل مغادرته قابل
“ابو المعاطي ” بطريقه سائلاً:
_واضح كده اني جيت متأخر اومال فين شيخنا
هز رأسه يخبره بابتسامه ساخره :
_مش هتصدق ، بربروس راح يحضر حفله كبيره لحمزه نمره وكلهم معاه
طالعه “ابو المعاطي “بعدم تصديق :
_معـــقــوله
————————
الحشد يملىء المكان والضجيج اصبح صاخب بالمكان أكمله اتسعت ابتسامتها عند رؤيه مطربها المفضل من على بعد تراهُ أمامها لا يوجد بينهما سوا عده امتار قليله يغني اغانيها المفضله يقف “ياسين”خلفها يحميها بذراعيه من الحشد الكثيف وكذلك يزن وبربروس يفعلون المثل مال برأسه هامساً بأذنها نطق بهدوء شديد جعلها تشعر بالقشعريره من كثره اقترابه :
_مفيش شكراً طيب
حاولت التشبث بغضبها استدارت تطالعه ولم تتخل عن تعابير وجهها القاسيه :
_على ايه انا ماطلبتش منك تجيبني هنا
كان جوابها مخيب لأماله اتبع معها اسلوبه الملتوي :
_يعني مش مبسوطه تحبي نروح
ارتبكت وهي تجاهد لكتم بسمه سعيده على وشك فضح امرها ، ناهيك عن صوت نبضات قلبها الذي دوى صوته في أذن “ياسين” اخبرته بعكس ما تشعر به تماماً :
_مش فارقه لو حابب تروح نروح عادي
ابتسم بمكر يطالعها بعينيه الصافيتان ببريق يسحرها كالعاده سألته بتذمر :
_ياسين أنتَ شايف نفسك على ايه بعد اللي حصل
ابتسم بابتسامته الساحره يطالعها بعينيه السوداء كسواد الليل قائلاً بجديه :
_ادب واخلاق ومتربي وخفه دم والله لو ينفع ابوس نفسي كنت بوستني
حاولت كبت ابتسامتها بين شفتيها ففلتت منها ضحكه صامته اقترب منها هامساً بأذنها :
_ اضحكي ماتخبيهاش ، بصي هو نادرا لما تلاقي حد قمر ودمه خفيف بس انا موجود فمتفقديش الامل
طالعها بعيونه واستدارت هي مسرعه تعطيه ظهرها قبل ان تغرق بهما تطالع مطربها المفضل تدندن معه أغانيه بانسجام وما مرت عده دقائق حتى سمعت صوت “بربروس” يهتف معترضاً :
_ وحسرتـــــا ه
استغفرك ربي وأتوب اليك يا الله ، اهكذا نبدأ حياتنا يامارال ، نبدأ حياتنا بما حرم الله
لم تنتبه لما قاله ببادىء الأمر من كثره الضجيج مالت عليه برأسها قائله بصوتٍ مرتفع سائله :
_بتقول ايه مش سامعه
اقترب منها قائلاً بصدق لما يشعر بهِ :
_أنا لا اشعر بالراحه بذلك المكان افتقد لنفسي وانا بداخله اشعر وكأن شياطين الارض تحاوطني اذا اردتِ ستأتين معي واذا اعترضتي ستأتين معي أيضاً ليس هناك خيارٍ اخر هل من اعتراض
تدخل “يزن “بالحديث قائلاً :
_اهدى بس يابربروس هو خلاص الحفله قربت تخلص احنا بقينا في نصها والمطرب اخد الراحه بتاعته
صاح وقد فقد كل ذره ثبات لديهِ:
_لا والله وبعقد الهاء لن أبقى هنا لدقيقه واحده
حاولت “مارال “ان تستعطفه وهي تسعى لايقافه ولكن دون جدوى فقد جذبها من مرفقها الى الخارج هدىء الضجيج قليلاً استدارت “شمس”تبحث بعينيها عن “ياسين” وكأنه تبخر اقترب منها “يزن”طالباً برجاء:
_قربي مني ياشمس ماتبعديش
_هو فـيـ
وقبل ان تستكمل سؤالها بتر “يزن”حديثها بقول :
_مشي وقالي اخللى بالي منك
شعرت بثقل كاهلها عندما علمت برحيله ، هوى قلبها أرضاً هل حقاً تركها ورحل ، شردت للحظات لا تعلم كيف مرت عليها فاقت من شرودها على صوت “حمزه نمره “من جديد يقول هاتفاً بمكبر الصوت :
_الاغنيه اللي جايه هتبقى اغنيه كلكوا حبتوها ونجحت بيكم اغنيه رياح الحياه
صاح الحشد عند سماع كلماته يهتفون بأسمه فاسترسل حديثه قائلاً بصوت مرتجف ينظر يساره وبدا الخوف على ملامحه جلياً :
_الأغنيه دي مميزه لبنوته معانا هنا اسمها شمس المهدي بتحبني
وكأن هناك من توعد لهُ وهو ينظر يساره فصحح حديثه :
_اقصد بتحب الأغنيه دي اوي ومميزه بالنسبالها
هناك افعال صادمه ولكن فعله كان اكثر من صادم
لم تكد تصدق ما تسمعه أذنيها شهقت “ساره ”
عند سماع أسم “شمس”استدارت لها “شمس”ولم تستطع ان تكبح سعادتها هذه المره فاستكمل حمزه نمره حديثه قائلاً وهو يردف :
_احب اهديلك الاغنيه دي واقولك بالرغم من الاغنيه حزينه بس هو مش عايزك تشوفيها حزينه عايز يشوفك سعيده دايما وبتضحكي راحته في ضحكتك ياشمس
ارتجافه صوت “حمزه ” واضحه بنبرته ، مال “ياسين”بجسده شيئاً بسيطاً من جانب المسرح تراه يحرك شفتاه قائلاً ببطىء حتى تستطيع قراءه ما يقول على شفتيه :
_أسف
فعلته جذبت الأنظار اليها ، افعاله تربكها ، هو هكذا مربك دائماً تقف بتوتر ولمعت عيناها ببريق مختلف كل افعاله تأثرها ، كان الجميع يصب نظره عليها وجدت قدميها تسحبها للخارج خرجت بين الحشود بقلب اصابته الرجفه وجدت من ينقر بأصابعه على كتفها وكأن الأنفاس تنسحب منها الأن قلبها يدق بعنف قائله بلين :
_عايز مني ايه ياياسين ؟
فأجابها اخر شخص تتمنى ان تراه :
_عجبك الشويتين اللي بيعملهم عليكي
دب الرعب بقلبها من نبرته فهذه النبره تعلمها جيداً نبره “فريد ” استدارت تطالعه ببغض رائحته مقيته تذكرها بأسوء لياليها ابتسم ساخراً وهو يردف :
_مفاجأه مش كده
لا تعرف ماذا تفعل وكأن محركات عقلها قد أصيبت بالصدأ المفاجئ أردفت بأول سؤال ورد ببالها :
_أنتَ عرفت مكاني منين
أجابها بما هو بعيداً عن سؤالها :
_بس ياترى مفاجأه حلوه ولا وحشه
نبرته مخيفه عادت بخطواتها للخلف حتى اصطدم ظهرها على مقدمه السياره استرسل حديثه بانفعال وظهر هذا في صيحته المنفعله :
_عنيكي بتقول انها مفاجأه بس للأسف مش حلوه مع اني حلو واتحب بذمتك مش انا اتحب
لم تجب بل أجابت الدموع بدلاً عنها تتذكر ما كان يريد فعله بها اخر مره قابلته بها اضاف لحديثه السخريه عند رؤيه دموعها قائلاً :
_بلاش دموعك دي عشان مابقيتش اصدق انك لسه البنت البريئه الشريفه ايه طلعتوا كلكم كدا مافيش بنت شريفه الايام دي
_طب قولت الكلام ده لامك
وجه “ياسين “سؤاله لهُ بعدما ظهر من العدم ووقف بالمنتصف بينهما وكأنه سد منيع
من يصدق الأن انهم يقفون في مواجهه لأول مره بعد زواجه من شمس الذي قلب كل شىء رأساً على عقب طالعه “فريد ” بعدما انفعل وظهر هذا في صيحته المنفعله:
_مش لما تقولوا لامك أنتَ الأول
لم يجب عليهِ بالكلمات كانت الأجابه نظره ناريه منه ، وقبل أن يهتف وتزداد الشراره بينهما طالع “ياسين” من حوله ليجد رجال تابعه لـ”فريد”وكأنهم ينتظرون رده فعله ادرك بأنه ينصب له الفخ فاستدعى كل ذره ثبات لديه ثم مال برأسه عليه هامساً :
_مترفعش صوتك على تلاته
١_امك
٢_ابوك
٣_انا
سأل “فريد “مراوغاً :
_وده عشان ايه ؟
رد مسرعاً :
_عشان مصلحتك
نطق “فريد “بكلماته وقد حملت عيناه الشر ورغبه شديده في أن يذوق مما يشعر بهِ الأن :
_تعرف ان ممكن اقتلك هنا ومحدش يحس بيك
طالعه “ياسين “باستخفاف :
_لا ده أنتَ لو قتلتني اضايق اوي
وقبل أن ينهي حديثه انذر الطقس بنزول امطاره بليله بارده كهذه شعر بأنفاسها البارده من خلفه وعلم بأنه يجب انهاء الشجار من أجلها
تأوه عالي صدر من “فريد “حين قبض ياسين على ذراعه وثناها خلف ظهره هاتفاً بغلظه:
_اسمع يلا ، أنتَ استهلكت ١٠٠٪ من رده فعلي المحترمه انتَ دلوقتي على نظام لو مش متربي اربيك
اخبره بما يتوعد لهُ وهو يحرر يده من قبضته :
_حاول تقرب منها تاني وانا هخليك تحضر زفتك على قبرك
خرج الجميع من الحفله بعد انتهائها وهناك من صور هذه المشاجره حاول “فريد”انهائها قبل ان تعلم الصحافه بمشاجرته اقترب يبتسم بغيظ ويمد يده بالسلام يتمتم من بين اسنانه :
_بكره نشوف مين اللي هيضحك في الأخر
طالع كف يده بسخريه وقد برزت الابتسامه على ثغره قائلاً :
_والله انا كان نفسي أمد ايدي واسلم عليك بس شمس بتغير عليا لما اسلم على حريم
جذب بيده تلك المتشبثه بسترته القطنيه من الخلف قائلاً لها بنبره يأمرها بها :
_يلا ياشمس
تحركوا تحت نظرات “فريد ” صعدت الى السياره ، وجلس هو على مقعده امام عجله القياده ثم تبع ذلك بصفع الباب ضغط على زر المساحات حتى يمسح قطرات المطر من على زجاج سيارته بعدما قاد سيارته بغيظ يمكنك سماع احتكاك صوت اطارات السياره من شده انزعاجه جلست بجواره وهتفت بامتنان لكل ما يفعله :
_شكراً
استدار يطالعها بعدما عقد حاجبيه ثم عاد ينظر للطريق أمامه من جديد سائلاً :
_معنى كده ان احنا اتصالحنا
هربت بعينيها نحو الزجاج جوارها تتابع قطرات المطر التي تتساقط على الزجاج وتجاهلت الرد عليه تطالع الطريق سمعته يقول :
_أنتِ خايفه منه ليه ياشمس ؟ ده حقير ولا يسوى ما تبينيش ضعفك قدامه أنتِ مش ضعيفه ده أنتِ اتربيتي
اكملت حديثه قائله بانزعاج :
_على الخوف ، ماتربيتش غير عليه ولا نسيت
رد عليها بعينين اختلط صفاء بريقهما بحبه لها :
_لاء ، مانسيتش وعمري ما هنسى في يوم وزي ما زرعت الخوف جواكي هحصده من قلبك واقتلعه من جذوره وده وعد مني ليكي ياشمس
عم الضجيج في قلبها وأخفت ابتسامتها مسرعه
وقف بأشاره الانتظار وقد رسم على زجاج سيارته المغيم بقطرات المطر وجه ضاحك عقدت بين حاجبيها تتابع ما يفعله بعدما نقش على الزجاج المجاور لهُ جمله بجانب الوجه الضاحك قامت بقرائتها الا وهي :
_اضحكي ياشمس
أخفت ابتسامتها مسرعه وهي تستدير تقول بحده :
_لاء
——————————-
لم تغفو “زهره “حتى الأن وقد قاربت الساعه على الرابعه صباحاً تراقب النافذه كل عشر دقائق تقريباً حتى سمعت صوت غلق باب السياره أتوا جميعاً سوياً بعدما حادث يزن ياسين بالهاتف هبطت من غرفتها مسرعه صفعت “شمس ” باب السياره من خلفها اوقفها “ياسين ” عند سماع اسمها قائلاً:
_مش قادر اسيبك تطلعي قبل ما تقولي انك مسمحاني
فردت عليه باستياء دون ان تستدير لهُ :
_أنتَ مادوستش على رجلي بالغلط ياياسين دي تاني مره تبقى عايز تقتلني فيها أنتَ لازم تتعالج
مسح على عنقه بتعب وقبل ان ينطق هاتفاً جذبتها “زهره “من ذراعها بحده قائله :
_كده ياشمس كده تعملي فيا انا كده يابنتي
تركته يتتبع اثارها بعينيه فناداها بأسمها مره أخرى
فصمت أذنيها عن نداءه
———————————–
من أكثر الاشياء المغريه في ليله بارده كهذه هو دفء الفراش وخاصهً مع مساء ليله لم يرحمها الشتاء ،اخيراً في غرفتها بعد ليله طويله مرهقه نام الجميع وبالأخص والدتها ولم يبق سواها مستيقظه شردت فيما حدث تستذكر يومها الطويل وما حدث بهِ
———————–
اما عنه يريد الراحه بعد يوم مجهد كهذا ولكن ولأول مره يتفق قلبه وعقله على عدم راحته أرغماه على الأبحار في ما حدث بالقاهره بمنزل “مشيره” والنتيجه هو هنا يقف أسفل شرفتها يناديها بصوتٍ هامس حتى لا تستيقظ والدتها بعدما علم بأنها نائمه بغرفتها اقتربت من النافذه
تنظر خلفها بارتباك لتلك النائمه على فراشها سائله بصوتٍ هامس :
_أمشي ياياسين ، بتعمل ايه هنا
برر “ياسين”حيث هتف برجاء :
_عايزك تسمعيني
رمقت والدتها وهي نائمه بارتباك :
_مش وقته امي لو صحيت وشافتك هتبقى مصيبه امشي دلوقت
طالبته بنبره شبه باكيه اوشكت على البكاء :
_ارجوك امشي
شعرت بتقلبات والدتها على الفراش اغلقت النافذه مسرعه وقبل أن تستدير من غلقها وجدته بغرفتها تمسك بمرفقها ، أدارها اليه لتنظر لهُ وضع كف يده على فمها بقوه بعدما اصطدم ظهرها بالنافذه تعلقت حينها عيناها بعينيه وفي عيناه نظره لن تنساها أبداً وقد غزت حصونها الدموع التي صارت اقرب رفيق لها ، ولكنها رفيق أجباري رمقته بخوف فقد شعرت ببوادر نوبه كما حدث من قبل تلك الرعشه بيده عينيه الزائغه كل شىء تراه امامها الأن ما هو الا بوادر نوبه تحدث لهُ من جديد ،فعلم هو نظرتها وخوفها منه رمقها وقد أنهار أمام عينيها الزيتونيه وفعل عكس المتوقع هذه المره ، حرر فمها بعدما انزل كف يده من على شفتيها سألته بذعر بان بنبرتها :
_بتعمل ايه هنا ياياسين
أجابها بما لم تكن تتوقعه بكلمه واحده ومختصره :
_عايزك
وضع كف يدهُ المرتعش على وجنتيها برفق اقترب منها كاد أن يقبلها ولكنها تراجعت للخلف تحاول الا تصدر صوت على قدر المستطاع حتى لا توقظ والدتها تبعده بعيداً عنها ولكنه استمر بالتقرب منها فأوقفته قائله :
_ياسين كفايه ، ياسين أهدى أنتَ بتعمل ايه
أدارته بيديها بقوه فاصطدم ظهره بعرض الحائط وما وجدت سكين بجانبها حتى رفعته على عنقه قائله :
_لو ما مشيتش من هنا حالاً ، أنا ، أنا
وضع كف يدهُ على يدها القابضه على السكين يغرزها بعنقه أكثر وباليد الأخرى يضمها اليه سائلاً :
_ولو ما مشيتش هتغرزي السكينه في رقبتي
حاول الاقتراب ليقبلها مره أخرى فمنعته من جديد :
_ياسين أنتَ مش في حالتك الطبيعيه
فرد وكأنه غريق يطلب النجاه :
_خلاص خليني اتعافى بيكي
اخبرته بكيل قد طفح :
_انا مش دواك عشان تتعافى بيا
فوء بقى ياياسين أنتَ لازم تتعالج ، عشان خاطري لازم تتعالج
أنهت حديثها وفاق لنفسه يشعر بما فعله للتو ابتعد عنها مسرعاً يخبرها بصدق نابع من عينيه قبل لسانه :
_أنا مش كويس ، حاسس أني مش بخير
كان صريحاً معها براءه عينيه تخبرها دائماً بصدقه وضاعف هذا خوفها عليه ، وهو يكمل :
_حاسس أني بغرق وبعافر مع الموجه مابلحقش اخد نفسي ومش لاقي ايد تتمدلي وتقولي انا جنبك
علمت بانتهاء نوبته اقتربت منه ببطىء رفعت كفها ووضعت يدها على قلبه قائله بصدق بان في عينيها :
_أنا جنبك
كلماتها بثت بقلبه الطمأنينه وكأنها كالجذر الاخضر في عروق ذكرياته اليابسه ،انزلت كفها بارتباك من نظراته اولاً ثم من صرخه “زهره”ثانياً كانت صرخه “زهره” هي الصرخه الناهيه لأي احاديث جانبيه
_يـــــالهــــــوي
كاد صراخها أن يفيق المنزل بأكمله فبادرت قائله :
_هو ده اللي انا كنت خايفه منه ، بتتهجم على البت في نصاص الليالي ياياسين
أصابه التعب وقد أنهك الأرهاق جسده أجابها بعيداً عن سؤالها :
_أنتِ كنتي بتسقطي في ماده الدين
عقدت ما بين حاجبيها وحثها فضولها لسؤاله :
_ليه ؟
أجابها ببرود :
_أصلك مسقطه انها مراتي
صاحت بغيظ :
_ماتقولش مراتك
كرر كلماته بأصرار:
_لاء هقول ، ومش بس كده من هنا ورايح هقولك ياحماتي
تركها ورحل زادت اتساع حدقتي
زهره أن ما تسمعه الأن اصبح واقع مرير لم ترضا بهِ أبداً ستحاول فعل الكثير والكثير حتى ينتهي ذاك الكابوس الذي يدعى بياسين
————————–
حلت الظهيره وحلت معها المشاكل من جديد بعدما عقدت” زهره ” العزم على المغادره والعوده الى بيتها القديم تضب ما تبقى من احتياجاتها بداخل حقائبها حاولت “شمس”منعها ولكن دون جدوى فقد اصرت على المغادره بأسرع وقت لم تمنعها “الخاله ” بل تركتها تفعل ما يحلو لها حاول “الطبيب” منعها ولكن دون جدوى حزن قلبه لفراقها بقول :
_أنتِ كده بتنهي كل حاجه بينا يازهره ومابقتيش باقيه عليا
أجابته متحديه :
_لما تبقى تقف لاخوك المحترم اللي فاكر بنات الناس لعبه ابقى وقتها ابقى عليك لكن أنتَ واقف متفرج وبس
رد على حديثها باستهجان برز فيه اللوم :
_عايزاني اعمل ايه ده واحد ومراته وبنتك مش قاصر
هبت تحمل حقيبتها بين يديها تنادي على حسان متجاهله حديثه :
_يلا ياشمس
ايوه ياماما بس
بترت حديثها بقول :
_من غير بس لو مامشتيش معايا دلوقت ياشمس اعتبري انك مالكيش أم ولا ليكي أخ اسمه حسان
انهت حديثها ووجدته أمامها يخبرها بعكس ما تتوقعه :
_أمشي مع أمك ياشمس ، مش معقول هتخسري أمك وتكسري كلمتها عشاني
قال هذا متصنعاً عدم الاهتمام فرفعت كتفيها تجيبه تسأله باستعلاء:
_أنتَ شايف كده
أنهى حديثه بقول :
_مافيش حل تاني غير كده
حديثه أثار غيظتها تنهدت بعمق تاركه أياه خلفها ذاهبه مع والدتها وقبل أن تغادر القت زهره بكلماتها ساخره :
_لا فيك الخير اوي
ابتسم ساخراً يجيبها بصوت مرتفع حتى يصل لها وهي تغادر :
_طول عمري بس البهايم مابتقدرش
————————————-
دائماً ما تكون الساعات التي تسبق الكارثه هادئه ولكن بحالتهم تلك الساعات الاخيره كانت الكارثه الحقيقيه بالنسبه لياسين ، كل هذه الأحداث مرت واوصلتهم الى هنا الى تلك النقطه تحديداً وهي انهيار “زهره “أمام بيتها المحترق بعدما همس “ياسين”بأذنها بقول:
_بلاش تتحديني يازهره ، انا اصلي يتفاتلي بلاد والبلاد تتفات عشان خاطر عيونها
هنا أدركت بأنه هو من أحرق المنزل تركها ورحل يصعد الى موتوره تتبع أثره بعينيها صارخه بأسمه بنبره مليئه بالقهره على فعلته
—————————–
الأمر اصبح اصعب من كل شىء أشبه بمن وضعك بالغريق وأعطاك قشايه وقال لك قم بأنقاذ نفسك
هنا حيثُ يجتمع الجميع بالبهو بمنزل “الصاوي” الجميع بلا استثنا غير راضيين على فعلته ، الكل بانتظاره ولا يشعر بثقل الوقت الا المنتظر وخصوصاً زهره أما عن “شمس”فكانت تتمنى عدم حضوره حتى لا تتم المواجهه بينه وبين والدتها وهي تعلم مسبقاً بنهايه تلك المواجهه حضر أخيراً ممسك بكف يدهُ خوذته السوداء الخاصه بموتوره يخبرهم ساخراً :
_يــــاه. ، كل ده صاحي عشاني
وضع خوذته على المقعد المجاور لهُ يسترسل حديثه :
_ده أنا طلعت مهم اوي كده وانا معرفش
ضربت “الخاله”بيدها على عكازها تخاطبه بلهجه صارمه :
_أنتَ اللي حرقت بيت زُهره ياياسين
لم ينكر بل هز رأسه بالأيجاب :
_أيوه انا يا أمي اللي حرقت البيت
هبت “زهره ” واقفه تحاول ان تستوعب ما يحدث
وجهت حديثها “للطبيب” مؤكده على ما أخبرته من قبل :
_شوفت مش قولتلك انه عمره ما هيتغير وقولتلك برضوا انك ماتقدرش تعمل معاه حاجه من وقت ما ياسين رجع وحياتنا بقت جحيم ، وانت واقف تتفرج عليه
انهتها “الخاله” عن فعل ما تقوم بهِ قائله :
_بس يازهره ماتقوميش الاخوات على بعض
نطقت بقهر امتزج بوجعها :
_اسكت !!
_ يعني أبقى انا المظلومه وخسرت بيتي وارضي وتقوليلي اسكت
قاطعها “الطبيب “وهو يقترب منه وجعل كل من بالغرفه يوجه انظاره عليه سائلاً بنبره جامده :
_حرقت بيت “زهره”ليه ياياسين من امتى بنيجي على بعض بعد ما كنا بنقف في ضهر بعض
فضل الصمت على الحديث كرر” الطبيب “سؤاله :
_ساكت ليه ماتنطق
أنا بسكت علشان لو اتكلمت هخليها تروح تتعالج نفسياً.
هكذا كان رده مما جعلها تطالعه بغضب شديد وكأن النظرات الغاضبه اليوم من نصيبه هو فقط قائله :
_أنتَ مالقيتش حد يربيك وانت صغير
أجابها ببرود :
_معلش مكانوش فاضيين يربوني
اجابته بارده مما جعلها تستشيط غضباً قائله بسخريه من الطبيب :
_شايف بيتريء ازاي على مراتك ، وانتَ شايف مراتك بتتهزء قدامك وواقف ساكت
نجحت بأشعال غضب “الطبيب”مما جعله يردف:
_أنتَ كده بتيجي عليها بزياده ياياسين
ظهرت على وجه “ياسين”تقاسيم مسترخيه على عكس ما كانت تتوقعه “زهره”فأخبره بهدوء:
_هي اللي جت علينا الاول ياعلي وجت عليك قبل ما تيجي عليا
اقترب منه الطبيب بنبره تهكميه سائلاً:
_هو انا اشتكيتلك
مش لازم تشتكي ، شىء انا شايفه بعنيا مش لازم تنطقه بلسانك
تدخل “بربروس”في محاوله منه لتهدئه الوضع قائلاً:
_ياسين لا تأخذ كل الأمور بشكل جدي هكذا يارچل
أجابه بنبره بها من العصبيه ما يكفي :
_حاضر هاخدها بشكل جدتي
انفعل “الطبيب”وظهر هذا في صيحته المنفعله يركل المقعد المجاور له وهو يهتف :
_ أنتَ كل حاجه عندك تريئه وهزار ولا ياياسين لازم انطقه أنتَ اللي بتيجي عليها دي مراتي
عارف يعني ايه مراتي يعني كرامتها من كرامتي ومسمحش لحد مهما كان انه يقلل منها انتَ فاهم
لم يهتز “ياسين “اثر حكته الأنفعاليه بل أجابه بنبره لا تقل حده عن نبرته :
_وانا بقولك انها ماتستاهلش انك حتى تقف وتتكلم عشانها وتدافع عنها دي كانت عايزه تسيبك وترميك ورا ضهرها خللي عندك كرامه وثور لنفسك مره واحده في حياتك بدل ما هي ممرمطاك وراها بقالها سنين وانت واقف تتفرج وهي بتلعب بيك وبتحاول توقع ما بينا دلوقت انت مش شايف ، مش شايف هي بتعمل ايه الحيه عمرها ما بلعت سمها لكن بتبخ سمها علينا
تنهدت ” بغيظ قائله وقد اشتعلت ثورتها توجه حديثها للطبيب:
_شايف بيقول عليا حيه ازاي ، سايبه يغلط في مراتك
_كفايه بقى ياماما كفايه
كانت هذه صرخه “شمس” صرخه ممتزجه ببكائها مما يحدث فكانت ردت فعل “زهره”ما هي الا ثوره من. الجمر قد اشتعلت بالمنزل :
_أنا عايزه حقي ياعلي بيقول على مراتك حيه وانتَ واقف وببخ سمي ماتبقاش راجل لو مجبتليش حقي دلوقتي وانا مش هقعد على ذمتك بعد كده ولو دقيقه واحده
توترت الاجواء بالمنزل الكل يؤلمه ما يحدث يقف الأشقاء بمواجهه البعض والسبب أنثى تحثه على اخذ حقها منه طالبه “الطبيب” وقد اشتعلت ثورته :
_اعتذرلها ياياسين
وجاءه الرفض بالمقابل :
_تبقى مجنون لو فكرت اني ممكن اعتذرلها ياعلي عارف ليه عشان انا مكذبتش وهفضل اقول انها حيه طول ما انا عايش وهبقى على حق
أثارت جملته الأخيره انفعاله وجاءه ما هو غير متوقع عندما قام “الطبيب” بصفعه على وجهُ من أجلها صفعه دون ذره تفكير واحده في القادم ، صفعه دون تردد ولا تعقل وكأنه بهذه الصفعه يخبره بأن جدار الأخوه بينهما قد هلك
صرخت الخاله بأسمه عند رؤيه الاشقاء يتقاتلون والسبب أنثى
_ولــــــــــدي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقى حلقات الرواية اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2))

‫17 تعليقات

  1. ممكن تركزي علي الاسامي احيانا يتكتبي جمله ياسين تكتبي عمار وكمان في روايه الجميله والوحش بتكتي جنب جمله غالب تكتبي اسم داغر والعكس بتوهيني ارجع اعيد الجمله تاني عشان اركز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *