رواية لم يفت الأوان الفصل الثالث 3 بقلم نرمين قدري
رواية لم يفت الأوان الفصل الثالث 3 بقلم نرمين قدري
رواية لم يفت الأوان البارت الثالث
رواية لم يفت الأوان الجزء الثالث
رواية لم يفت الأوان الحلقة الثالثة
قطعت اسيل كلامة بحده وقالت بعنف مبالغ فيه :
– لا استنا عندك وركز في ذاكرة السمكة اللي عندك دي وبدأت دموعها بالانهيار فقد حاولت جاهده ان تسيطر علي دموعها ولكن عينها أعلنت الاحتجاج عليها وقالت بغضب
– انت ناسي انك قطعت الورقة بتاعتك قدامي
قال وهو يدعس علي عجل القيادة يزيد من سرعة السيارة:
-انتي عارفة انا عملت كده ليه انتي جرحتي كرامتي
وده كان أقل رد اعتبار علي جرحك ليا
نظرت له بكره:
انت واعي بتقول ايه هو مين اللي جرح مين
ثم أكملت وهي تمسح دموعها:
– كله خير ولا يهمك جت في قلبي بسيطة مجرد وجع متشغلش بالك كله هيعدي
وانا احترمت قرارك مدام بعدي عنك هيحفظ كرامتك
ما كنتش اعرف أن قربي منك بيجرح كرامتك علشان كده فضلت ابعد
حقك عليا اعتبرني مت و لو خطرت في بالك يوم قول الله يرحمها كانت بتحبني وانا وعد مني اطمن علي عمتي ومش هتشوف وشي تاني
لم يعير كلامها اي اهتمام وقال دون النظر ليها
وصلنا اتفضلي انزلي
نزلت دون أن تتفوه باي كلمة ثم التفت له وقالت:
– لو معندكش مانع انا عاوزه ادخل لوحدي لو سمحت
دخلت المستشفى وتوجهت الي طاولة الاستعلامات تسال عن قسم العنايه المركزه اشارت لها الموظفه عن مكان غرف العناية
اقتربت اسيل من الباب الغرفة وفجأة اخذت نبضات قلبها تتسارع و الممرضة ترافقها للغرفة تجمدت اسيل مكانها وهي تشاهد عمتها خلف واجهة الزجاج الضخمة
جسدها الصغير النحيل المتصل بمجموعة من الأجهزة الوجه الذي كثرت فيه تجاعيد الزمن و العيون مغمضة و الفم متصلب وكان الحياه تسحب من الجسد
وفجاءة شعرت اسيل وكان المكان يلف ويدور من حولها وكادت أن تفقد اتزانها لولا أحست بذراعين قوين يحملانها ورأت عيون رمادية تحدق بها بقلل ثم لم تعد تشعر بشيء بعدها
عادت للوعي بعدها وجدت نفسها علي سرير ابيض و نور يجلس بجانبها ويديه تمسكان بيدها
كانت هذه صدمة لها فارتعش جسدها باكملة فور لمسة لها وكأنها عادت مراهقة من جديد
نظر لها نور وكأنه قرا ما بداخلها ظهر شبح ابتسامة علي وجه :
+ايه السبب اللي خلاكي تفقدي وعيك كده
سحبت اسيل يدها منه واعتدلت في جلستها وقالت :.
-ماكنتش متخيلة حالة عمتي وصلت لكده
اعتدل وضع ساق فوق الأخري وقال :
+امال جناب الهانم كانت متوقعة ايه هنعمل اعلان ونفضح نفسنا علشان شوية برد مثلا و لا علشان صباع رجليها الكبير عطس
– يوووووه كفايا طرقتك المستفزة دي بقا
دخلت عليهم الممرضة تخبرهم أن موعد الزيارة القادمة للعناية امامة ساعة
نظر نور لها وقال اتفضلي تعالي ننزل الكافتيريا تحت +تشربي حاجة وزمانك جعانه انتي جاية من سفر طويل
خفضت عينها وهدات من لهجتها وقالت:
-لا مش عاوزة اكل عاوزة اشرب قهوة
قام واقفا وقال :
+تمام حستناكي برا لحد ما توضبي حالك
هزت راسها بدون أن تتفوه خرج أسر وظلت اسيل مكانها تحدق اللي لا شيء وكان الماضي يعود بكل قوة فاتح ذراعيه لها
تذكرت ياسين ابتسمت في نفسها فكان الشي الحلو الوحيد في حياتها
قامت واقفة عدلت من ثيابها والقت نظرة سريعة علي نفسها وفتحت الباب وخرجت وجدته في انتظارها يعطيها ظهرة خفق قلبها ثانية
اقتربت منه وقالت وهي تحاول أن تخفي مشاعرها
-تمام أنا جاهزة يلا بينا
لف رقبته لها وهزها ثم استدار ومشي أمامها مش وراه كالتابعة له جلسوا علي أحدي المقاعد في كافتيريه المستشفى
وجه لها الكلام وقال بجديه
+تحبي تشربي اية
قالت كلمة واحده:
-قهوة
نظر لها باستغراب وقال متعجبا :
+قهوة مرة واحده لا احنا كده كبرنا قوي
ضحكت بسخرية وقالت:
– قول عجزت متكسفش انا فعلا كل حاجة فيا عجزت
نظر لها نظرة تفحصية وكأنه عينيه تقول انها كاذبة فكانت امراه مكتملة الانوثه طاغية الجمال
قام يحضر القهوة وظلت نظرات اسيل عليه وكأنها تتمعن من تفاصيل جسده أكثر فهوة اول من دق قلبها له فهو زوجها وحبيبها و ابو ابنها وهذا اكبر رباط بينهم
رجع أسر وهو حاملا أكواب القهوة و بعض السند تشات
سحبت كوب القهوة ولم تكترث اي اهتمام نحو الطعام
نظر لها وقال بصيغة الأمر:
+مافيش شرب قهوة غير لما تأكلي
رفعت حاجبيها مستعجبه :
-بس انا مقلتش ليك أن جعانه أو عاوزة اكل
+ من غير ما تقولي ويكون في معلموك علشان بس نتجنب المشاكل من هنا ورايح اي حاجة اقول عليها تتعمل من غير نقاش علشان معنديش روح لكده
نظرت له وكأنه كائن فضائي يهبط عليها من السما وقالت ساخرة:
-اكيد امال طبعا
شعر بالسخرية في كلامها وقال:
+اسيل انتي مش حاسة أن عمتك وصلت لهنا بسببك هي هنا علشان انتي سبتيها ومشيتي وهي ماكنش عندها حد في دنيا دي كلها غيرك وغيرنا دي لو طلعت برا السرايا تتوه فا متتوقعيش مني أن ا تعاطف معاكي انا لما صدقت القدر وقعك تاني تحت ايدي تاني
نهض من مكانه وعيونه تزداد حده وهو يحدق بيها متابعا كلامة
الوقت الوحيد اللي شعرت فيه عمتك أنها فعلا حيه خلال تمان سنين اللي فاتوا لما كانت بتهلك نفسها في شغل
قامت واقفة وكأن شيء ما لدغها بقوة وقالت بحده:
– لا لا عندك بقا هي كده طول عمرها شغلها وانتم و السريا. ، الهانم ولدتك ، عادتكم ، تقاليدكم ، مواعيد فطاركم ،قهوتكم عندها في المرتبه الاولى واي حاجة تانية بعدين ودي حقيقة الكل عارفها انا كانت اخر حاجة بتفكر فيها المهم رضاكم الاول وبعدين انا
حتي قبل ما اسبها وامشي كانت عماله توبخ فيها وتتهمني أن انا اللي بشغلك عن بنت خالتك انا اللي واقفة في طريق سعادتكم لسة كلامها محفور جوايا وهي بتقولي بكل عنف من غير حتي متحس بيا
بااااااااك
تقف اسيل تعيث بضفائرها أمام المرآة و هي شاردة ماذا تفعل في مصبيتها هل هي أخطأت حين سلمت قلبها لأحد دون مستواها لقد تطلعت لاعلي ولكن القلب ليس عليه أحكام لم يختر مين يحب
فتح الباب عليها ودخلت عمتها والغضب يعتري وجهها جذبتها بحده من ثيابها وقالت بعنف:
+بقولك ايه يا عاد بنت اخوي كلمتين تعلقيهم حلق في و دانك مليح لو ناويه تجبلنا العار هملينا وارحلي من اهنه الكل اهنه ملهوش غير بت الدادة اللي عمالة تشغل البية الصغير وعاوزة تسرقه من بنت خالته بقولك ايه العالم دي يعطفوا علينا اه يعجبوا بينا يمكن يحبونا ميضرش لكن يتجوزا منينا ده اللي مستحيل يحصل ولو حصل بيكون في السر علشان العار ياخدو متعتهم وفي اقرب زباله بنترمي مش بيكون لينا عازه ساعتها فاعدلي حالك كده واظبطي وبطلي شغل مياعة البنته ده لان العين عمرها ما هتعلي علي الحاجب مهما عملتي كل الي هيعمله اسر هياخد مزاجة منك ويرميكي ويجري علي بنت خالته يتجوزها غير كده متتوقعيش أنه يحصل
نزل الكلام كالسهم علي قلبها
راجعت اسيل من ذكرياتها والدموع تملاء وجهها نظرت له وقالت بكره:
-انت متصلتش بيا قبل كده ليه قبل ما حالتها الصحية تسؤ كده ولا لازم برضوا حضرتك تنول الشرف انك تبقي الاول معاها وبس
لم ينظر اليها بل مشى نحو النافذه واخذ ينظر الى الخارج وقال بعد فترة صمت
+بصراحه ماخطرتش على بالي خالص فكره الاعلان واول ما جت الفكرة في دماغي نفذتها انا معايا عذري انتي بقا ايه عذرك خلال الثمان سنين دول ما فكرتيش حتى بكلمه تسال بيها عن عمتك عايشه ولا ميته خلاص استغنيتي عنها خالص عمتا كله خير ادعلها بس تقوم منها
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لم يفت الأوان بعد)