روايات

رواية شخص آخر الفصل السابع 7 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل السابع 7 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر البارت السابع

رواية شخص آخر الجزء السابع

شخص آخر
شخص آخر

رواية شخص آخر الحلقة السابعة

” احسنلك اعترفي… ولا ابلغ البوليس ؟
‘ اعترف بحاجة معملتهاش ؟ ده اسمه ظلم…
” لا يا روح امك انا اللي هعترف !!
غضبت كثيرا و صفعته على وجهه بقوة و قالت
‘ متجبش سيرة أمي على لسانك ده بأي شكل… انت فاهم !!
غضب يحيى كثيرا و امسكها من ذراعها و نظر إليها بغضب… لم تخاف منه و نظرت إليه و داخل عيناه بدون اي ذرة خوف…
” اد القلم ده انتي ؟!
‘ اه اده… لانك اتماديت في كلامك معايا !!
” اتمادى براحتي… انتي هنا في شركتي و الارض اللي وافقة عليها دي مِلكي… ف براحتي بقا…
‘ ابعد عني !!
” اوكي… قبل ما ابعد أحب اقولك انك مرفودة من الشركة… لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !!
اتصدمت رهف مما سمعته منه الآن… تغلغت الدموع في عيناها و دفعته بعيدا عنها و خرجت من مكتبه في الحال…
* يووووه بقا رهف… يا بنتي عايزة اتكلم معاكي زي الناس… شيلي ام البطانية دي من وشك…
‘ لا… و قولتلك اخرجي من هنا يا حبيبة… مش عايزة اتكلم مع حد…
* و انا مش حد… انا حبيبة صحبتك لو نسيتي…
‘ معلش يا حبيبة نتكلم بعدين… والله ما هي طاقة اتكلم…
* ما انا مش هسيبك بالمنظر ده… اخلصي اتكلمي عشان متبقي ساعة و الشيفت بتاعي يخلص… انتي جاية من بره تعيطي و تقولي انك اترفدتي… بعدها مستخبية مني تحت البطانية دي و مش عايزة تحكيلي اللي حصل ليه ؟!
نزعت رهف الغطاء عن وجهها
‘ ايوة اترفدت… اترفدت لان الباشا متهمـ,ـني بسر*قة 60 مليون من سيولة الشركة…
* يلهوي !! انتي بتتكلمي بجد ؟!
‘ ايوة بتكلم بجد… انا مسر*قتش حاجة و معرفش ازاي المبلغ ده وصل لعندي…
* طب استني… نفترض انك سر*قتيهم فعلا… اكيد انتي مش غيبة عشان تحولي المبلغ لحسابك البنكي المعروف…
‘ ده كنت اللي عايزة اوضحوله… لو انا فعلا سر*قت الفلوس دي اكيد كنت هخفيها تحت الارض… مش احطها في حسابي في نفس الدقيقة اللي اتسحبت من حساب الشركة…
* في حاجة غلط… دي اكيد تلبيسة… حد قاصد يعمل فيكي كده…
‘ طب ازاي ؟ بسوردات حسابات الشركة معايا انا و هو بس… و انا حذرة اوي في كده و مش بقول حاجة خاصة بالحسابات لأي حد… يعني الحوار ده مش هيعمله غير حد مننا… يا أنا يا هو…
* طالما انتي محولتيش الفلوس دي… ممكن هو عملها عشان يطردك ؟ يعملها والله اصله اتجنن الايام دي…
‘ على رأيك… يعملها ابن ناهد القذ*ر… انا يقولي يا روح امك ؟! ماااشي يا مستر غرور…
* ماخدتيش حقك منه ليه ؟
‘ ضر*بته بالقلم بس برضو محـ,ـروقة من جوايا… عايزة عـ,ـصاية حديد كبيرة و انزل فيه ضر*ب لحد ما تهدى اعصابي…
* انتي ضر*بتي مستر يحيى بالقلم ؟! حاسبك تمشي عادي كده ؟
‘ كمان يقدر يتنفس بعد ما تمـ,ـادى في كلامه معايا… لو كان اتكلم تاني كنت هضر*ب تحت الحزام بعد كده… خليه يغو*ر
* ده انتي طلعتي ولية قادرة يا رهف…
‘ بلا قادرة بلا نيـ,ـلة… بقيت عاطلة اهو… لسه هرجع ألف على وظيفة… سهيلة امبارح بعتالي بتقولي اجهزلها مصاريف الشهر الجاي… طب انا اطردت اهو… و احتمال اقعد شهر كامل عاطلة لحد ما ألاقي وظيفة… اجبلها من فين الفلوس ؟! منك لله يا يحيى… إلهي ما تشوف صنف راحة في حياتك زي ما خليتني ارجع اشيل الهَم فوق دماغي تاني…
* انا عايزة اقول حاجة يا رهف بس متزعليش مني…
‘ قولي…
* سهيلة اختك أنا*نية و رامية حِمل تعليمها كله عليكي و فوق كده بتتعلم بره يعني مصاريف اضعاف المصاريف اللي هنا… دي بتاخد اكتر من نص مرتبك لوحدها… الفلوس بتاعتك دي من حقك انتي… انتي اللي بتتعبي و هي بتاخدهم على الجاهز…
‘ مش عايزة اخليها تعيش نفس مُعاناتي زمان…
* بس مش على حساب نفسك يا رهف… ردي عليها قوليلها وظيفتي راحت و مفيش مرتب الشهر الجاي… خليها تصبر لحد ما نشوف هتستقري فين…
‘ بس…
* بصي انا هديكي الفلوس اللي بتديهالها من عندي انا و ابقي رجعيهم وقت ما تحبي… ادينا قاعدين في وش بعض… بس بشرط…
‘ ايه هو ؟
* تكلميها و تقوليلها المرة الجاية مفيش فلوس… و قوليلها انك مشيتي من الشركة… خليها تتهد عليكي شوية…
‘ و احتياجاتها هتجيبها ازاي ؟
* اختك عندها 20 سنة… يعني مش صغيرة… تقدر تشتغل اونلاين او اوفلاين و هناك الشغل ما كَتر الله منه… بعدين متنسيش ان هناك الاكل و اللبس رخيص اوي… يعني الحاجة اللي انتي بتشتريها هنا ب 600 هناك ب 10 دولار بس… مفيش غير مصاريف الدراسة هي اللي غالية شوية… لما تتصل عليكي قوليلها ظروفك و قوليلها بعد كده مش هبعتلك غير مصاريف الدراسة وبس… اكلها و شُربها و سكنها هي تتصرف فيه… مش كله ترميه عليكي…
‘ ماشي هشوف…
ربتت على شعرها بحنان ثم نهضت… دخلت حبيبة المطبخ و بعد دقائق عادت لها بكوب عصير
* خدي عصير لمون بالنعناع… هَدِي اعصابك يا فنانة…
ابتسمت رهف و اخذته منها و شربته…
* يلا اطير انا ألحق الشيفت بتاعي بدل ما اطرد زيك و نبقى احنا الاتنين عواطلية…
ضحكت رهف و كذلك حبيبة… حضنتها حبيبة و اخذت حقيبتها و ذهبت… امسكت رهف هاتفها و قالت و هي تقلب فيه
‘ ماشي يا يحيى المغـ,ـرور… لما تعرف الحقيقة و تيجي تتحايل عليا ارجع شركتك… ابقا شوف لو عَبَرتك أو تفـ,ـيت على وشك حتى… انا اسر*ق قال… عيل نطـ,ـع…
ذهبت للأسماء المسجلة على الهاتف
‘ والله لأبكلك من كل حته… بلوك مكالمات اهو على كل أرقامك… بلوك واتس… بلوك فيس و انستا… و بلوك على بابجي كمان… د*م ياخدك…
في الشركة….
كان يحيى يجلس على مكتبه… فاتح الاب توب أمامه و يراجع لقطات البارحة من كاميرات المراقبة… الساعة 9 أمسًا… كانت رهف داخل مكتبه… وجودها في ذلك الوقت أمس يُثبت التهمة عليها… لكن قلبه لا يصدق و يشعر انه تسرع بطردها… نادى بصوت عالي
” غادة… يا غاااادة
جاءت غادة بسرعة
* نعم يا مستر يحيى ؟
” تروحي تناديلي محمد اللي ماسك التحكم بكل كاميرات الشركة… زودي الأمن على اوضة محمد…
* حاضر يا مستر يحيى…
ذهبت غادة… أخذ آخر رشفة من فنجان قهوة… هذه آخر قهوة اعدتها له… لم و لن يتذوق قهوتها مجددا…
” في خا*ين في الشركة… و انا هعرفه !!
تذكر عندما طردها ” لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !! “… كيف تسرع لهذه الدرجة ؟ ألهذه الدرجة غضبه سَيطر عليه و دفعه لتفريغه بها دون أن يفهم أي شيء و دون ان يستمع إليها حتى ؟! وضع رأسه بين يديه و يحاول استيعاب كل ما يحدث هذه الفترة… شعر بالصداع الشديد و عروق جبهته برزت كأن رأسه سينفـ,ـجر من كثيرة التفكير… فتح الدرج و اخرج عُلبة الحبوب المُهدئة… فتحها و لسه سيضع حباتين في فمه… توقف للحظة… ماذا سيحدث اذا أخذ حبتين ؟ سيهدأ بِضع ساعات ثم يقوم ڪالثور الغاضب مثل كل مرة… سأل نفسه… ما فائدة تلك الحبوب المُهدئة طالما عندما ينفعل بوحشيه و يخسر أحبته… أصبحت مُدمن مُهدئات يا يحيى… لا تهدأ من نفسك… بس يجب ان تكون تلك العُلبة و الحُقن بجانبك… لماذا كل هذا يا يحيى ؟ في نهاية السطر لقد خسرت كل شيء… ستهدئ نفسك لمَن يا يحيى ؟ انظر حولك… كل شيء فارغ… انت اصبحت بمفردك… فلا فائدة من تلك الحبوب…
نهض يحيى و ذهب للحمام… اغلق الباب بالمفتاح عليه… اخرج الحبوب المُهدئة من جيبه و فتحها… و قام برميها داخل الحوض ثم فتح عليها المياة حتى ذابت و تبخرت… ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا… نظر لنفسه في المرآة… منْ هذا ؟ هذا ليس هو… لماذا تحول لهذا الحَد ؟! لماذا أصبح شخصًا آخر ؟ تكلم إنعكاسه و قال
” مبسوط بنفسك و انت كده ؟
” مبقتش كده بمزاجي…
” لا بمزاجك… كل اللي حصل ده و كل اللي عملته ده كان بإرادتك…
” لا مكنش بإرادتي… متتكلمش على حاجة انت متعرفهاش… محدش هيستحمل ربع اللي حصلي…
” يحيى… بطل تَقمُس دور الضحـ,ـية اللي انت اتعودت عليه ده… ده مش أنت… و دي مش حياتك…
” الشخص اللي قدامك اتحكم عليه يبقى بالمنظر ده… كَسـ,ـرة القلب وحشة و قِلة الحيلة اوحش… انت مش حاسس باللي انا حاسه دلوقتي…
” يعني هتفضل كده لطول عمرك ؟
” مفيش حاجة بتتغير…
” بإيدك تغير و تصلح كل ده… بس انت اتعودت تبقى كده… بتكابر مع نفسك و حاصر نفسك في نقطة سودة مش راضي تخرج منها… و نتيجة ده كله ايه ؟ بقيت وحيد…
” هم اللي مشيوا… خالد مشي و سابني بإرادته…
” مشي بإرداته عشان زهق منك… كام مرة نصحك و قالك يا يحيى اللي بتعمله ده تد*مير لحياتك… لكن انت مسمعتش له ولا سمعت لأي حد… حتى عِيلتك… بسببك اتفككوا… مش هتشوف لمتهم تاني سوا…
” اخرس !!
” لا مش هخرس… اخرج من دور الضحـ,ـية… ضيعت نفسك و ضعيت كل الناس اللي بيحبوك… فوق بقا لنفسك يا يحيى !!
ضر*ب يحيى يده بالمرآة بقوة… انكـ,ـسرت المرآة و الزجاج غرز في يده…. نظر للد*م الذي ينز*ف من يده ڪ الشلال… جلس على الأرض و ضَمَ نفسه بيداه و انهمرت الدموع من عيناه… لم يهتم لجُر*ح يده… لأن قلبه مجر*وح أكثر !!
كانت حبيبة في الكافتيريا… الآن وقت استراحتها… فتحت مكينة القهوة و اعدت قهوتها… سمعت إحدى الموظفات تقول
– سمعت ان مستر يحيى طرد رهف النهاردة…
• حتى انا كمان سمعت… يا خسارة كان دمها خفيف…
– اه والله… بس نعمل ايه ؟ كله بسبب الطمع… دي بتاخد ضعِف مرتب كل موظف هنا… مش مكفيها ده كله على قلبها…
• على رأيك… يلا اهي راحت… الشركة هادية من غير صداعها…
ضغطت حبيبة على أسنانها بغضب و إلتفتت لهم و قالت
* في ايه منك ليها ؟
– ايه ده حبيبة ! ازيك عاملة ايه يا حبيبتي ؟
* ايه الكلام اللي بتقولوه على رهف ده ؟
• ايه ده هو انتي متعرفيش ؟ ده انتي حتى صديقتها الصدوقة و لازقين في بعض 24 ساعة و كمان سمعت انكم ساكنين في نفس الشقة…
* اه ساكنين سوا… عندك مانع ؟
– على كل الـ 60 مليون قسمتوهم سوا ؟! يا بنت المحظوظة يا حبيبة !!
اقتربت منها حبيبة و أشارت لها بإصبعها تحذرها و تقول
* اقسم بالله لو ملمتيش نفسك يا سلمى انتي و دينا لوريكم وشي التاني اللي محدش يعرفه… رهف مسر*قتش جنيه من لشركة دي و هي مش حرا*مية… رهف انضف منكم انتوا الاتنين… تلاقيكم انتوا اللي عملتوها و لبستوها فيها هي… مش بعيدة على اشكالكم يا عقا*رب !!
اخذت هاتفها و ذهبت و هي حزينة على رهف… ف تلك الموظفتان يفترض انهن اصدقاء رهف… مجرد ما طُردت انقبلوا عليها و هذا الكلام خرج منهم هُن… ف ماذا يقول بقية المواظفين على رهف ؟!
بعد 5 أيام…….
‘ هااا… اتقبلت صح ؟
– لا للاسف يا استاذة… الـ CV بتاعك متقبلش…
‘ ليه متقبلش ؟ الـ CV بتاعي في حاجة غلط ؟
– كنتي سكرتيرة في شركة الـ DRD ؟
‘ اه…
– و اطردتي ليه ؟
‘ يعني… خلاف بيني و بين صاحب الشركة…
– كده فهمت… استاذة رهف… اظن الخلاف اللي حصل بينك و بين صاحب شركة الـ DRD كان كبير اوي… جالي أمر منه مديري بعدم توظيفك هنا بأي شكل…
‘ يعني تقصدي إن مستر يحيى خلى مديرك ميوظفنيش هنا ؟
– ايوة… آسفة… مش بإيدي اعمل حاجة…
‘ تمام…
أخذت رهف ملفها و خرجت من الشركة… كانت تتمشى في الشارع بلا هدف… الآن فهمت لماذا لم يتم قبولها في الشركات التي قدمت بها اليوم… فهي من الساعة 8 صباحًا حتى آتى الليل تلف على وظيفة جديدة و لكن لم يتم قبولها في أي مكان… لماذا يا يحيى ؟ لماذا تفعل هذا برهف ؟ اتهمتها بالسر*قة و طردتها و الآن تمنع توظيفها في أي مكان ؟ ألا يوجد في قبلك أي رحمة ؟
جلست رهف على الرصيف في الشارع… بكَت بحُرقة على نفسها… تشعر أن الدنيا ضاقت بها كثيرا… رنت حبيبة عليها لكن لم ترد و اغلقت هاتفها… ظلت تبكي بمفردها و تنظر لملفها… بعد وفاة والدتها عانت الكثير في حياتها لتُكمل تعليمها بمفردها و فوق كل ذلك كانت تهتم بأختها الصغرى… مرت بعاقبات كثيرة في حياتها… سعدت لانها نجحت في دراستها و تخرجت… ظنت ان الامور ستتحسن مجرد ما تُقبل في وظيفة… لكن لا… الأمور تتعقد أكثر من السابق !!
مسحت دموعها بكف يدها الرقيق و ظلت تنظر لمفها لدقائق…
‘ والله ماشي يا ابن ناهد !!
نهضت من الرصيف… ركبت سيارة أجرة… و بعد نص ساعة وصلت شركة يحيى…
‘ عمو أيمن ممكن كارت الاسانسير ؟
* بس انتي مبقتيش موظفة هنا…
‘ رايحة اشوف صحبتي حبيبة
* حبيبة مشيت من ساعتين…
‘ والله ؟ يا سبحان الله…
نظرت إليه وجدت كارت خاص بالاسانسير في جيب قميصه
سحبت منه الكارت و ركضت
‘ انا آسفة يا عمو أيمن… بس حرام اركب السادس على رجلي…
* بت انتي تعالي هنا !!
ضحكت و اكملت ركض… فتحت على الاسانسير بالكارت و اغلقت الباب قبل ان يُمسكها أيمن… بعد دقيقة وصلت للسادس… مشت امام الموظفين كلهم و هم تفاجئوا من وجودها… وصلت لمكتبه… امسكت مقبض الباب و فتحته بدون ان تطرق على الباب… نظر الجميع للفتاة التي فتحت الباب بتلك الطريقة و بما فيهم يحيى تفاجئ من وجودها…
” ازاي تدخلي بالشكل ده ؟
تقدمت منه نظرت له بغضب… أشار يحيى للجميع ان يخرج… و في لحظة خرجوا…
” ايه الدخلة دي يا رهف ؟
‘ بدل ما تقولي نورتي… مفكر انك مش هتشوفني تاني ؟
” رهف… جاية ليه ؟
‘ ايوة صح انا جاية ليه ؟ امممم… يمكن مثلا عشان الاستاذ اللي قدامي طردني من هنا ظُلم و اتهمني بالسر*قة… و كمااان خلى كل الشركات ترفض توظيفي عندهم !!
” قولتلك يا رهف اتقي شَري…
‘ اعمل ايه يا عنيا ؟
” اتكلمي عِدل و بإحترام يا رهف بدل ما انادي على الأمن ياخدوكي من هنا…
‘ انت خليت فيها احترام بعمايلك دي !! انت ايه يا اخي ؟ مبتفهمش !! طول الفترة اللي غبتها انا شيلت الشركة دي بقر*فها على كتفي انا لوحدي… كنت برجع البيت الساعة 4 الفجر كل يوم… انت مكنتش موجود… فايلات و راجعت و مضيت كمان… إشراف على السفن و اشرفت… الكارتين قفلتها بإيدي… صيانة المصنع تمت على ايدي انا… تعبت و جبت اخري… كنت فين انت هااا ؟ مكنتش موجود… و بعد ده كله مش عاجب و كماااان اطلع حرا*مية ( ضحكت بسخرية من نفسها ) انت وحش اوي… بحمد ربنا عشان طردتني… اصلا مكنتش طايقة وشك ده… لما تعرف الحقيقة ابقا شوف لو رجعت شركتك العِر*ه دي تاني…
رمقته بنظرات غاضبة و ذهبت… أما يحيى على شكلها و هي غاضبة…
بعد اسبوعين… في مكانٍ ما…
دخل يحيى بدون أن يطرق على الباب… رفع الطبيب يوسف رأسه و عندما رأى يحيى أمامه ابتسم… قالت السكرتيرة
* والله يا دكتور حاولت امنعه يدخل و يستنى دوره بس دخل برضو…
* خلاص انتي اخرجي و اقفلي الباب…
اومأت له و خرجت… أشار يوسف ل يحيى بالجلوس أمامه
* اتفضل…
جلس يحيى و قال يوسف
* بقالك فترة مبتجيش…
” كنت مفكر اني كويس… بس طلع العكس…
* اممم… قولتلك انك لسه مخلصتش جلساتك كلهم… طبعا اعتمدت على كام جلسة و لما لقيت في تحسن خلعت بدل ما تكمل للآخر…
” قولت اكمل بنفسي… ادور على الحاجة اللي تسعدني… بس انا عملت العكس… انا دورت على الحاجة اللي بتجر*حني… و فوق ده كله جر*حت كل الناس اللي بتحبني و بعدت عنهم…
قال آخر جملة و هو ينظر للارض بحزن… تنهد يوسف و قال
* اتفضل اقعد على السرير…
اومأ له و اتكأ على السرير و نظر للسقف… جاء يوسف جلس على الكرسي الذي بجانب السرير… ارتدى نظارته و قال
* قولي كل اللي حاسس بيه…
” انا تايه… مش عارف بعمل ايه… بقيت بتهو*ر دايما… و قاصد التهو*ر ده خسرت صديقي… و عِيلتي… رجعت لاحساس الوحدة اللي كنت عايشه زمان… بس فيه فرق… وحدتي زمان كانت نمط حياة مفروض عليا… اتحكم عليا اني اعيشه…
* و دلوقتي ؟
” دلوقتي انا رجعت للوحدة برجلي… كنت عارف انا بعمل ايه… بس مكنتش واعي لعواقب أفعالي و مع ذلك كملت… كأن عيوني مربوطين بشريط أسود… كنت اعمى… ليلة وحدة بس… ليلة وحدة بس و كل حاجة كنت بمكلها ضاعت مني…
* ضاعت عشان ايه ؟
” عشان انتقـ,ـم… انتقـ,ـامي بدل ما يريحني… خلاني اتو*جع اكتر و أكتر…
* عشان مش قادرة تنسى يا يحيى…
” طب انسى ازاي ؟ ماشي انا غلطت بس الصدمة اللي عيشتها من 3 سنين لسه مأثرة فيا… مش عارف انسى ازاي اصلا…
* ابدأ من جديد مع نفسك… ارمي كل حاجة ورا ضهرك… اسمع اللي هقوله ده… انت عندك 30 سنة صح ؟
” اه… هتم الـ 31 النهاردة الساعة 12 بالليل…
* طب كل سنة و انت طيب مُقدمًا… عايزك تعمل اللي هقوله بالحرف… هتنفذ ولا هتخلع ؟
” هنفذ…
* جدع… النهاردة الساعة 12 بالليل هيتولد يحيى جديد… ارمي الـ 30 اللي عدوا دول كأنك مش عشتهم ولا مريت بيهم اصلا…
” مش فاهم…
* انا افهمك… مش انت عايز تتغير و تبدأ من جديد بس عارف تاخد الخطوة دي ازاي…
” ايوة…
* عايزك اول ما تيجي الساعة 12 النهاردة… اعتبر نفسك لسه مولود… ابدأ من جديد في صفحة بيضة فاضية و نضيفة… خُد قرار لا رجعة فيه ان اول تدق الساعة 12 بالليل اول ما تِتم الـ 31 سنة هتبقى يحيى جديد بفِكر جديد و قَلب جديد… المهم تبقى اد القرار ده و متتهربش منه…
” لو بدأت من جديد هبدأ لوحدي… كل اللي الناس اللي بيحبوني بعدوا عني…
* بُص الساعة دلوقتي داخلة على 2 الضهر… يعني من 2 لحد 12 تقريبًا 10 ساعات… قدامك 10 ساعات يا يحيى قبل ما تتولد من جديد… في ال 10 ساعات دول حاول بقَدر الإمكان ترجع الناس اللي خسرتهم… عشان لما تتم سنة جديدة و تبدأ حياة جديدة متبقاش لوحدك… بما انك بتحبهم هتعرف ازاي تكسبهم تاني…
” انت شايف كده ؟
* مش شايف غير كده… بس في الأول و الآخر… القرار ده هيبقى نابع منك انت… عايز تكسب نفسك من تاني… متقعدش تعيط على اللي عدى… لا… قوم أقوى من الأول… و مفيش حاجة مستحيلة… صدقني لو عملت اللي بقولك عليه ده… هترضي نفسك و تريح روحك و ترجع تحس بطعم السعادة من تاني… و تتخلص من إحساس الوحدة ده نهائيا… محدش هيقدر يغيرك غير نفسك… انت بس اللي تقدر تغير نفسك من الاوحش الى الاحسن بعلامة نهائية كمان…
نهض يحيى و قال
” هغير نفسي… انا فعلا عايز اتغير… زهقت من يحيى الكئيب… عايز عيلتي تكون حواليا من تاني و صاحبي يكون معايا… ( عانق يوسف ) كلامك جه في وقته… مش هندم اني جيتلك…
ربت على ظهره و قال
* الساعة 2 إلا 3 دقايق… انطلق يلا…
اومأ له و ذهب مسرعًا و هو مُفعم بالأمل…
” بابا…
تفاجئ ياسر عندما سمع صوت ابنه… فقد اشتاق له كثيرا و لكن مازال حزينًا مما فعله… لم يلتف له… تنهد يحيى و وقف أمامه
” ممكن نتكلم ؟
* مفيش حاجة نتكلم فيها يا يحيى…
” لا فيه… في كتير اوي كمان… بس أنت اسمعني…
* اسمعك عشان تتطاول عليا في الكلام تاني ؟
جَسَ يحيى على ركبتيه و امسك يد والده و قَبلها… نظر له و قال
” انا آسف على كل اللي عملته… والله انا كنت تايه… مكنتش واعي لأفعالي… بس خلاص انا أدركت كل حاجة… مش هزعلك مني تاني…
صمَت ياسر و ابعد عيناه عن ابنه… حزن يحيى… ف قد تمادي كثيرا و الآن يتذوق نتيجة أفعاله…
” يا بابا…
* امشي يا يحيى…
” ليه ؟
* انا غلطت زمان لما رميت تربيتك كلها على امك… و عارف ان ده كله حصل بسببي… حتى جوازك من ريم كان بسببي… يمكن لو كنت واعي ليك و اهتميت بيك زي ما عملت مع عاصم و إسراء… مكنش ده كله هيحصل… انت اتغيرت اوي… بقيت شخص معرفهوش…
” هرجع يحيى اللي انت تعرفه… سامحني بس… و هتشوف بنفسك اني هتغير… رجاءًا اديني فرصة اثبتلك فيها كلامي ده… انا مش عايز امشي… انا عايز افضل وسطكم…
* وسطنا ؟ شكلك متعرفش ان ناهد طالبة مني الطلاق…
” محصلش…
* هكذب يعني ؟ بعد ما مشيت من البيت خالك جه كلمني و قالي ساعتها انها عايزة تتطلق…
– بس انا غيرت رأيي يا ياسر…
إلتفت لذلك الصوت… رأى ناهد أمامه… ابتسم بسعادة كأن الحياة رجعت له من جديد
* ناهد !!
وقفت أمامه و قالت
– وحشتني على فكرة…
* انتي اكتر… انا كنت همو*ت من القهـ,ـر عليكي…والله يا ناهد كانت غلطة… وَزِة شيطـ,ـان و عدت لحالها… انا لو كنت فعلا مش بحبك كنت هسيبك… لكن مقدرش اجبلك دُرة هنا… ده بيتك انتي و بس… انتي مراتي و ام عيالي و انتي اللي وصتلي معايا لحد هنا و شجعتيني لحد ما نجحت… مقدرش اعيش من غيرك… متمشيش تاني…
– مش همشي…
ابتسم و قَبَل رأسها و عانقها…
– كفاية عشان يحيى قاعد على فكرة…
* و هو ماله ؟ انتي مراتي و من حقي احضنك…
– على فكرة… يحيى هو اللي رجعني هنا… لولاه مكنتش هتشوف وشي تاني… عِرف يقنعني…
نظر ياسر الى يحيى الذي يبتسم لأن ابيه و أمه تصالحا… فتح والده زراعاه له و قال
* تعالى هنا…
فرح يحيى كثيرا و دخل في حِضن والده… ربت ياسر عليه برفق ثم كَنش له شعره…
” يا بابا قولتلك مبحبش حد ينكشلي شعري… ما بصدق ارتبه…
* شعرك طالع كثيف لامك… حتى نفس درجة الاسود التقيل لشعرها… قمر زيها…
” ايه خلاص… هتعاكسـ,ـها قدامي ؟
* اخرس يا ولد…
” خرست اهو… خلاص اجيب هدومي من الفندق و ارجع هنا ولا ايه يا بابا ؟
* اه طبعا هاتهم… ده بيتك و متمشيش منه تاني… آسف لأني طردتك…
” انا آسف على كل اللي عملته… اتمنى تسامحني…
* سامحتك…
ابتسم يحيى و ظل في حضن والده و يستشعر حنانه الذي افتقده… كان عاصم يتمَشى في الطُرقة… مَرَ بالصدفة من جانب غرفة أبيه… وجد أباه مع والدته و يحيى أيضا…
• لا كده اسمها خيا*ينة… ازاي انتوا التلاتة قاعدين هنا تحضنوا في بعض… و انا و الغلبانة إسراء من صباحية ربنا بنذاكر عشان الامتحانات ؟ والله لافضحـ,ـكم ( عَلَى صوته ) يا بت يا اسراااااء….
ظل ينادي عليها حتى اتت إسراء
° فيه ايه ؟
• بصي… هم التلاتة هنا بيحضنوا بعض… و سايبنا انا و انتي عايمين وسط الكتب…
° اخس عليكم… مكنش العَشم أبدًا…
ضحكوا عليهم و أشارت ناهد لهم بالمجئ إليهم… ركضوا إليهم و دخلوا في ذلك العناق الاسري اللطيف الخُماسي…
كانت رهف جالسة على السرير… رابطة إشارب على رأسها و تبكي و تَسِـ,ـب يحيى
* والله يا رهف انا مقدرة الحالة اللي انتي فيها بس اهدي شوية دي رابع عِلبة مناديل تخلصيها يا عيوطة… انتي عارفة المناديل وصلت بكام !!
‘ انا… انا رهف مصطفى… اطرد و كمان يمنع توظيفي في أي شركة تاني !! ابن ناهد الكلـ,ـب…
* طب ايه ذنب مامته ؟
‘ انا مش بشتـ,ـم عليها… بشتـ,ـم على ام وشه اللي شبه الجوافة ده… والله ما عرفت تربيه… انا بستغرب ازاي ناهد السُكرة دي… تخلف النطـ,ـع ده…
* انتي اهدي بس… كل حاجة هتتحل… و لما يعرف الحقيقة اديه فوق دماغه بالجز*مة…
‘ انا مغـ,ـلولة منه… عايزة امسك كده ايده و اعضهـ,ـا عـ,ـضة اصعب من عـ,ـضة سمكة القر*ش… عايزة امسكه كده او*لع فيه… على فكرة يحيى ده لو اتجوز و خَلف هتبقى مصـ,ـيبة… ده كائن حقيـ,ـر مينفعش يتكاثر… لانه لو تكاثر و بقى فيه منه نُسخ كتير هتبقى مدعكة و قر*ف على المجتمع… صنفه ده مفروض ينقر*ض…
* انا مش عارفة اضحك ولا ازعل… بس خلاص يا حبيبتي اهدي… متاكليش في نفسك عشانه… ميستاهلش اصلا…
‘ على رأيك… على العموم انا لقيت وظيفة و اتقبلت فيها…
* بجد ؟ فرحتيني… في انهي شركة ؟
‘ مش في شركة…
* اومال فين ؟
‘ كاشير في سوبر ماركت…
* كاشير ؟! انتي مصدقة اللي بتقوليه ؟ يا بت ده انتي معاكي 6 لغات… اي شركة تتمناكي… ازاي تنزلي لوظيفة كاشير ؟
‘ اهو ده اللي لقيته… احسن ما ابقا عاطلة و قاعدة طول اليوم هنا في وش الحيط… بعدين الشغل مش عيب أيًا كان مُسمى الوظيفة…
* و الكاشير ده مرتبه كام ؟
‘ 4000 جنيه…
* يا ربي… من 13 ألف دولار… إلى 4000 جنيه ؟ بذمتك دول هينجزوا ايه ؟ خليكي عاطلة احسن…
امسكت رهف الوسادة و وضعتها على وجهها و ظلت تصرخ بداخلها و تضر*ب السرير بقدماها… عانقتها حبيبة حتى تهدأ
– ده كل إيراد الصيدلية الشهر ده يا دكتور خالد…
* خصمتي منهم مرتبك انتي و زميلك ؟
– اها…
* تمام… شكرا…
– العفو… تنور في اي وقت…
ابتسم لها خالد ابتسامة خفيفة و أخذ المال وضعه في حقيبته… ثم خرج… وجد يحيى أمامه
” طب بذمتك… انا موحشتكش ؟
تفاداه خالد و أكمل طريقه… و يحيى مشى بجانبه
” للدرجة دي انت شايل مني ؟
لم يرد عليه… تنهد يحيى و امسكه من ذراعه
” طب اضر*بني… لكن متقعدش ساكت كده… يعني انا لولا افتكرت ان آخر الشهر جه و اكيد هتعدي على الصيدلية و جيت هنا… لولا كده مكنتش هشوفك خالص ؟
* عايز ايه يا يحيى ؟
” مهما اتخانقنا… احنا لسه صحاب…
* لا مش صحاب يا يحيى…. ابعد عن طريقي
” انت ازاي بتقول كده ؟
* واحد كان عايز يقـ,ـتلني عشان منعته من دخول السجن… هقوله ايه غير كده ؟
” انا عارف اني غلطت في حقك… مكنش لازم أمد ايدي عليك… انا آسف
* يحيى انت عمرك ما سمعتني… زمان كنت تفرح لما انصحك… أما دلوقتي مش انت مش طايق اي كلمة مني…
” مين قال كده ؟
* افعالك…
” انا آسف… والله هتغير…
* معتقدش انك تتغير… عدى اكتر من 3 سنين… متغيرتش فيهم ليه ؟
” هتغير… و هتشوف بنفسك… هرجع يحيى اللي تعرفه… صحابك و اخوك الصغير…
* امشي يا يحيى…
شد ذراعه من يده و ذهب… وقف يحيى مكانه ينظر له و هو يذهب… لـ,ـعِن نفسه لانه لم يستمع له من البداية… كيف خسر صديقه المقرب ؟ لقد تبعثرت صداقتهم للابد… ف يحيى يعرف خالد جيدًا… عندما يحزن بشدة من أحد يقرر الاختفاء و التخلي مثل ما فعله معه منذ فترة و الآن !! ظل ينظر لضِله حتى اختفى من مرأى اعينه… تنهد يحيى بحزن و نظر للأرض… إلتفت ورائه ليذهب… صُدم عندما وجد خالد بوجهه
* بخ يا يحيى…
” ازاي انت هنا ؟ انت مشيت قدامي…
* اه فعلا… بس لفيت من الشارع التاني…
” زعلان مني ؟
* لا… اظن اتربيت كويس و عرفت قيمتي في الايام اللي غبتها… صح ولا ايه ؟
” صح… انا كنت تايه من غيرك… مش عايز اخسرك…
ابتسما لبعضهما ثم عانقه خالد… ثم ضر*به بمزاح
* بس ايدك طلعت تقيلة… مكنتش مفكر انك شديد كده… ده انا لحد الآن مناخيري وجعا*ني من البوكس بتاعك…
” مش هعمل كده تاني… توبنا…
* الاشاعات اللي سمعتها دي صح ؟ هترجع يحيى صاحبي ؟
” اه…
* الشارع اللي وراه…
ضحكا في صوت واحد… وضع خالد يده على كتفه و قال
* نرجع نصـ,ـيع في المطاعم و نضر*ب بالعشر طباق كُشري ؟
” نرجع و ماله… بس خُد هنا… انا روحتلك شقتك… لقيت الباب مقفول بالقفل… كنت فين ؟
* ما أنا عزلت…
” امتى الكلام ده ؟
* من كام شهر اشتريت شقة… و كنت هقولك اني هعزل من العمارة المعفـ,ـنة اللي كنت ساكن فيها… بس حضرتك اتخانقت معايا… فقولت اختفي فيها لحد ما تتربى
” مش هيحصل تاني… انا حرمت خلاص… هو انا عندي كام خالد… اتصالحنا خلاص ؟
* ايوة… كنت واحشني على فكرة… تعالى اوريك شقتي…
” توريني الشقة ولا فيه شوية مواعين مزنوق فيهم و عايزني اغسلهملك ؟
* بحب غسيلك انت… اخلص يا يحيى تعالى ساعدني… المطبخ مليان مواعين… امشي يلاااا…
ضحك و ذهب معه…
الساعة 11 ليلًا…….
كانت رهف عائدة لشقتها بعد ما انهت أول يوم عمل لها في السوبر ماركت… وقفت عند محطة الاتوبيس على أمل أن تجد أي وسيلة مواصلات لتعود للمنزل… كانت حزينة و معنواياتها النفسية محطـ,ـمة للغاية… فهي لا تصدق ولا تستوعب انها عادت لنفس ألايام التي عاشتها بالماضي بعد ما تعبت و بذلت مجهود كبير حتى تعيش حياتها مثل الباقي… هااا هي عادت لنقطة الصفر !!
‘ كل ده بسبب الغتت يحيى اللي اد عمود النور ابو قفا طويل…
” انا قفايا طويل ؟
هذا الصوت… انه صوت يحيى !! رفعت رأسها وجدته بالفعل أمامها… جلس بجانبها و قال
” محدش عَلمك ان التنـ,ـمر حرام ؟
‘ كانوا علموك انت الأول يا فالح…
قالتها بغضب ثم سحبت حقيبتها و نهضت… ضحك يحيى من رد فعلها… مشت رهف لكن يحيى جاء ورائها و امسك يدها
” استني يا رهف…
‘ عايز ايه !!
” اول مرة اشوفك متعصبة بالشكل ده و بتردي بالأسلوب ده… اهدى شوية
‘ ده أنسب أسلوب أرد عليك بيه يا بارد…
” بارد ؟
‘ اه بارد… سيب ايدي كده…
ضر*بته بكلتا يداها على صدره و دفعته بقوة
” يخربيتك ايدك تقيلة… مين يصدق ان الكيوت دي بتضر*ب بالشكل ده… ( ذهب ورائها و ينادي ) استني يا رهف
لحقها مجددا و قال
” عايز اتكلم معاكي…
‘ لا متتكلمش… و اخفى من قدامي بدل ما اشو*هلك وشك المستـ,ـفز ده…
” الآه ؟ مش ملاحظة ان لسانك بقا طويل ؟
‘ مش اطول من قفاك…
” لا كده غلط كبير… عيب يا رهف انا قفايا طوله عادي !!
‘ لا واضح… هتمشي من قدامي ولا اصرخ ألم الناس عليك ؟
” اهدي يا رهف… انا عايز اتكلم معاكي…
‘ تتكلم ليه معايا ؟ مش انا حرا*مية ؟ ابعد عني بدل ما اعديك بمر*ض السر*قة اللي عندي…
” اهو انا عايز اتكلم معاكي بخصوص كده…
‘ ايوة ايوة قولي اني حرا*مية و سر*قتك تاني…
” لا انتي مسر*قتيش حاجة… هو انا لسه معرفتش مين عمل كده… بس متأكد انك مسر*قتيش حاجة…
‘ بجد يا صغننة ؟ جاي تتأكد بعد ما دمر*تلي حياتي ( دفعته بقوة ) ده انت طردتني… خليك سيرتي على لسان كل فرد في الشركة… و فوق ده كله قطعت رزقي من الشركات التانية… في الآخر بقيت كاشير في سوبر ماركت بقف على رجلي 12 ساعة و باخد 4000 جنيه بس !!
” حلوة الـ 4000…
‘ انت هتهزر معايا !!
” اهدي و اسمعيني…
‘ لا مش هسمع… و ابعد عني لانك لو اتقلبت قِرد من هنا للصبح انا لا هسامحك ولا هاجي تاني شركتك العِر*ه دي !! غو*ر ابعد من قدامي بقا…
تركته لكنه أسرع بإمساك ذراعها و شدها إليه
‘ ايه اللي انت بتعمله ده ؟! ابعد عني !!
” مش هبعد…
‘ ابعد يا يحيى احسنلك…
” قولتلك مش هبعد…
جاء رجل كبير في سن و قال
* في حاجة معاكي يا بنتي ؟
دفعت يحيى و ابتعدت عنه… نظر الرجل المُسن ليحيى و كيف كان قريب من رهف
* الشاب ده بيضايقك ؟
نظر يحيى لرهف و رهف نظرت ليحيى و قالت بسرعة
‘ اه بيضايقني… ده كمان كان لسه بيتحر*ش بيا…
” اتحر*ش بيكي ؟!
‘ ايوة… كان بيعا*كسني و بيقول كلام قلـ,ـيل الأدب…
” انا ؟!
‘ ايوة انت… و عايزني اروحله الشقة…
” انا ؟!
‘ ايوة انت… و لما رفضت اروحله الشقة يا عمو كان عايز يبو*سني في بؤي بالعافية…
” انا ؟!
‘ ايوة انت…
* ايه يا بني كل ده… دي زي اختك… ازاي تعمل معاها كده ؟ ملقتش يربيك ؟ محدش قالك ان ده غلط و حرام ؟
‘ عشان وحيدة و مليش حد عايز يتسلى بيا… مفكرني زي البنات الو*سخة اللي ماشي معاهم…
* ليه يا ابني كده ؟ ترضى حد يعمل كده مع اختك ؟
” يا عمي دي قريبتي… في خلاف ما بينا و كنت بصالحها مش أكتر…
‘ كذااااب… بُص يا عمو ( رفعت يدها ) قطعلي زُرار الشيمز بتاعي بسبب تحر*شه بيا…
كان يحيى مذهولًا مما قالته رهف أمام ذلك الرجل…
* لا كده كتير… انا هربهولك ( عَلى صوته ) يا رجالة…
جاؤوا مجموعه من الرجال و سألوا عما يحدث هنا
* الجدع ده كان بيتحر*ش بالنت الغلبانة دي… قطعلها زُرار الشميز و كان يبو*سها من بؤها بالعافية… عايزكم تعملوا الواجب معاه…
نظروا ليحيى و انقضوا عليه في الحال… قالت رهف
‘ ايوة كده يا رجالة… اعملوه بوفتيك… تسلم ايدكم…
ضحكت رهف و اخذت حقيبتها و ذهبت…
” في سوء تفاهم… يا رجالة والله ما كنت بتحر*ش بيها…
– اهو كل المتحر*شين اللي زيك بيقولوا كده…
• العالم مش هينضف غير لما اشكالكوا تختفي من وش الدنيا…
” يا رجالة والله انا مظلوم !!
ضر*بوه بالفعل و هو قاوم و استطاع الهروب منهم… كانت رهف تتمشى في الشارع و تغني و في غاية السعادة
‘ هي الشماتة حرام بس انا شمتانة فيه… احسن يستاهل…
فجأة وجدت سيارة يحيى تقف في وجهها… نزل من السيارة و نظر لها بغضب… وجدت كدمة بوجهه… أشار لها بيده و قال
” شايفة بسبب كذبك خلتيهم يعملوا في وشي ايه !!
‘ مش مهم… المهم انك فعلا كنت محتاج العَلقـ,ـة دي… تعيش و تاخد غيرها يا مستر يحيى… تستاهل…
” بقا كده ؟
‘ اه بقا كده… اتفلق…
كانت ستذهب لكن وجدت يحيى يحملها بين يديه… شهقت بذعر و نظرت له و صرخت في وجه قائلة
‘ انت بتعمل ايه ؟! نزلني !!
ابتسم بشَر و قال
” تصدقي وزنك حلو…
‘ يحيى بقولك نزلني !!
لم يستمع لها و مشى لحد سيارته… ظلت تقاومه لكي تذهب لكن لم يتركها و ادخلها في سيارته رغمًا عنها و اقفل الباب جيدا و ركب سيارته و ذهب بها…
حاولت رهف فتح باب السيارة لكن لم تنجح… ركلت الباب بقدمها كذا مرة
” بتضر*بي ازاي الباب برجلك يا متـ,ـخلفة… انتي عارفة العربية دي بكام ؟!
‘ ده انت المتـ,ـخلف… ازاي تحسبني هنا ؟ نزلني من العربية دي يا يحيى بدل ما اكسـ,ـرها فوق دماغك…
” مش هتنزلي قبل ما نتكلم…
‘ مش عايزة اتكلم معاك… سيبني بقا…
” مش هسيبك… عارف انك مضايقة مني و ليكي حق تتعصبي بالشكل ده… عشان كده نتكلم…
‘ انا مش عايزة صوتك اصلا ولا اشوف خِلقتك دي… بعدين انت اخدني على فين ؟
” لأي مكان هادي نتكلم فيه…
‘ مش هتكلم معاك يا يحيى… احسنلك نزلني…
” مش هنزلك ولا اسيبك… افركي زي الفرخة في العربية براحتك… مش هسيبك النهاردة…
‘ انت واحد بارد و متكـ,ـبر و مغـ,ـرور… اوعا تفكر اني هنسى اللي انت عملته… أنا بكر*هك !!
اصدمت السيارة بشيء لكن يحيى ضغط على الفرامل و قبل أن تصطدم رهف بالزجاج… وضع يده عليها حتى لا تتحرك و حماها…
” انتي كويسة ؟!
نظرت له و هي في حالة ذهول مما حدث الآن…
” رهف… انتي كويسة ؟
اومأت له إيجابًا على سؤال…
” العربية خبطت في حاجة… هنزل اشوف في ايه…
و بالفعل نزل من السيارة… وجد نفسه في طريق فارغ شبه مُعتم ولا يوجد به غير عمود إنارة واحد فقط ولا يوجد به ناس… لاحظ ان هناك جذع نخلة كبير على الارض و هذا ما اصطدمت به السيارة… نزلت رهف و رأت الجذع
‘ العربية خبطت في ده ؟
” اه…
‘ الشارع اللي وراه…
” ههه دمك خفيف…
‘ خفيف غصب عنك… منك لله… كنت هتمو*تني…
” والله ؟ مش سيادتك شغالة تتخانقي معايا مخلتنيش اشوف قدامي…
‘ إلزق السبب فيا انا دلوقتي… انت اللي خطفتني !!
” كنت عايز اتكلم معاكي مش أكتر… و اضر*بت ظلم بسببك و دلوقتي العربية اتخبطت و قاعدين في حتة مقطوعة…
‘ تستاهل كل اللي حصلك… بعدين انت اللي جبتنا هنا…
” جبتنا هنا بسبب زعيقك و مشوفتش اصلا انا داخل قي انهي حته…
‘ اقولك ايه انا متصدعة لوحدي… بطل رغي متتكلمش معايا و رجعني بيتي…
” قصدك شقة حبيبة
‘ انا و حبيبة واحد… ملكش دعوة… اخلص اركب ام عربيتك دي و رجعني البيت بخير…
” طيب يا ختي اركبي…
إلتفو هم الاثنان… وجدوا عُمر أمامها و معه مجموعة من الرجال… اتسعت عينا رهف و قالت بتفاجئ
‘ عمر !
* ازيك يا رهف ؟ ليا مُدة مشوفتكيش… اصل كنت في المستشفى…
” ألف سلامة يا عمر الصاوي…
قالها يحيى بإبتسامة شريرة… ضحك عمر و قال
* يحيى ياسر الكيلاني بنفسه قدامي… ياااه الدنيا طلعت صغيرة فعلا يا جدع… مين كان يفكر اننا هنتقابل في يوم…
” يمكن اتقابلنا بسبب عمايلك الو*سخة…
* بسبب عمايلي الو*سخة !! ( نظر لرهف و اكمل ) مش قولتلك يا رهف اللي بينا ده سِر و حذرتك انك متخليش ابن الكيلاني ده يعرف حاجة ؟
‘ ابعد عننا يا عمر و شيل رجالتك دول عن طريقنا…
* وااو ده بقا في تطور و بقيتي تتكلمي بصيغة الجمع… زعلتيني بجد… ده حتى انا احلى منه… ازاي تفضليه عليا ؟
” كلامك يبقى معايا مش معاها…
* ليه بقا ؟ انت مين اصلا عشان تتدخل بينا ؟
” بُص لرجلك اللي انت مش قادر تمشي عليها غير بالعكاز و تعرف انا مين…
اجتاح الغضب وجه عمر و قال
* رهف تعالى هنا… عشان مينفعش تشوفي اللي هيحصل ده…
امسك عمر يد رهف… غَلى الغضب بداخل يحيى و ضغط على أسنانه بغضب… و في الحال ابعد يد عمر عن رهف و وقف أمامها ليحميها بظهره و قال بغضب مكتوم
” لو قربت منها او لمـ,ـست شعرة وحدة منها… هقتـ,ـلك !!
* يا ماما… مفروض اخاف لما تحمرلي عيونك و تفردلي كتافك ؟
” لازم تخاف…
* ليه بقا ؟
” عشان كده…
و بحركة سريعة ركله بركبته تحت الحزام… وقع عمر على الارض متألمًا… في تلك اللحظة إلتفو رجالة عمر حول يحيى و رهف و وجههوا مسد*ساتهم عليهم… صعَد الخوف لقلب رهف… تشبست بملابس يحيى من خوفها
” اهدي متخافيش…
صرخ عمر متألمًا من ركلة يحيى القوية… استند على عكازه و نهض بصعوبة… نظر ليحيى بكل غِل و غضب
* والله لدفعك تمن اللي عملته ده !!
” اوبس… شكلي كده ضعيت مستقبلك…
* بس انا هضيعلك حياتك مقابل كده…
أشار لرجاله بالهجوم و انقضوا عليه… دخلوا في مُشادة قوية دامت لدقائق لكن يحيى ضر*بهم جميعًا و تغلب عليهم و اوقعهم أرضًا و مازال مستمرًا في ضر*بهم… استغل عمر انشغال يحيى بضر*ب رجالة… امسك يد رهف و شدها إليه…
* انتي هتيجي معايا… سيبتك حُرة كتير…
‘ لا يا عمر… أرجوك سيبني…
لم يستمع لها و هي ظلت تقاومه حتى تهرب لكن لم تنجح… اوقع يحيى آخر رجال عمر أرضًا و خافوا منه و تراجعوا هاربين… نظر الى رهف… وجد عمر يجرها لسيارته رغمًا عنها… ركض إليها مسرعًا و دفع عمر بعيدًا عن رهف ثم امسكه من ملابسه و ضر*به بالبوكس ثم بالروسية و وقع عمر على الارض يشعر بأن جمجمته قد كُسـ,ـرت… إلتفت الى رهف و قال و هي ينظر لها بتفحص
” انتي كويسة ؟!
اومأت له إيجابًا… لكن كانت خائفة مما حدث الآن أمامها و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف و جسدها يرتعش… لاحظ يحيى انها خائفة كثيرا… لم يعرف ماذا يفعل حتى تهدأ… ف قام بضمها إليه و عانقها و ربت على شعرها برفق… تفاجئت رهف من عانقها له و ظنت انها تتخيل مثل العادة… لكن لا… هذا العناق حقيقي… اغمضت عيناها و سندت رأسها على صدره حتى هدأ قلبها رويدًا رويدًا…
كان عمر لا يستطيع النهوض لانه قوته نفذت… استشاط غضبًا عندما رأى يحيى يعانق رهف… نظر الى جانبه وجد مسد*س مُلقى على الارض سقط من احدى رجاله… زحف حتى وصل الى مسد*س … شد الزناد و قال
* يحيى…
نظر له يحيى و بحركة سريعة ضغط على المسد*س و أصاب يحيى !!
صرخت رهف قائلة
‘ يحيى !!
تنا*ثر الد*م من جسد يحيى و فقد توازنه و وقع على الارض !!

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *