رواية تالا وآريان الفصل الرابع 4 بقلم مارينا عبود
رواية تالا وآريان الفصل الرابع 4 بقلم مارينا عبود
رواية تالا وآريان البارت الرابع
رواية تالا وآريان الجزء الرابع
رواية تالا وآريان الحلقة الرابعة
– مُمكِن ادخُل؟
– تعالي يا تالا.
– أنتَ فاضي؟
– ولو مش فاضي افضالكِ.
ابتسمت على جَملتُه وقربت قعدت جنبه، كان قاعد بيشتغل على اللابتوب كعادتُه، غمضت عنيا لثواني ورجعت فتحتهم واتنفست بعمق قبل ما اصدمه بقراري.
– نائل أنا فكرت في كلامكَ وفي طلب تيتة وفاء، وخلاص أخدت قرار
– وياتره إيه هو قراركِ؟
– أنا موافقة على جوازي من صديقك آريان.
ابتسم وقام حضني بحب وفرحة كبيرة:
– كنت وأثق إنكِ هتوافقي، أنا هروح ابلغهم بقراركِ.
ابتسمت وهزيت رأسي بهدوء، مَر أسبوع على اليوم إللي جت فيه تيتة وفاء وطلبت إيدي لحفيدها، في الأسبوع ده أنا فكرت كويس وبصعوبة أخدت القرار ده، معرفش إذا كان القرار إللي أخدتُه صحيح او لا، بس اللي اعرفُه أنه قلبي مرتاح وراضي عن القرار ده.
– مُمكِن اقعُد؟
رفع رأسه وبصلي، نائل قالي أنه رن عليه وطلب نتقابل في كافية قريب من بيتنا وأنا وافقت، بصراحة لقيتها فُرصة علشان نتكلم وأعرف عنه أكتر، ساب الموبايل وشاورلي اقعُد، ابتسمَت وقعدت قُدامُه وأنا متوتره وبفرُك في إيدي.
– مفيش داعي لكُل التوتر ده، أنا مُش برعِب على فكرة.
رفعت رأسي وبصيت لُه، كان بيبُصلي وعلى وشه إبتسامة جميلة تشبه لجمال عيونه، أنا لو في يوم وقعت في حبُه ، هيكون بسبب جماله عيونه إللي تخطف دي ولله.
– أنا مش متوترة خاالص!
ابتسم وطلب من الويتر يجبلنا اتنين عصير بالطعم إللي بحبُه، أخد نفس وقال بنبرة رجولية مميزة.
– نائل بلغني امبارح بموافقتكِ على جوازنا، وطبعًا لأني عارف أنه اول لقاء بينا مكانشِ احسن حاجة، طلبت من والدكِ اننا نتكلم شوية على انفراد، وبما أنكِ وافقتِ على طلب جدتي قوليلي أنتِ راضيه عن قراركِ ده؟ ياتره أنتِ هتقدري تستحمليني ?
– لو أنا مُش راضية عن قراري اكيد مكُنتِش أخدتُه!! بس أنا مُش فاهمة أنتَ قصدكَ إيه بإني هقدر استحملكَ؟
– بُصي يا تالا، أنا هتكلم معاكِ بكل صراحة، أنا ظابط في الداخلية، شُغلي مُتعِب ومُرهق شويتين، أوقات كتيرر بغيب عن البيت، وأوقات ببقا طالع وأنا مُش ضامن هرجع او لا، أنا شخصية جامدة وعملية وشغلي بالنسبالي هو أهم حاجة في حياتي من بعد جدتي طبعًا، مبحبِش اتكلم كتيرر وبميل أكتر للهدوء، أوقات كتيرر ببقا عصبي ومش طايق وجود حد جنبي، وأوقات هتلاقيني هادئ وبضحك كأني طفل صُغير قُدامكِ، وبالمُختصر المُفيد أنا شخصية غريبة، وشايف أنه مُش أي وحدة هتقدر تستحملني خصوصًا إني مُش بأؤمن بالحُب والكلام الفاضي ده، وعلشان كده أنا عاوزكِ تفكري كويس اووي قبل ما تاخدي قرار تندمي عليه في يوم، وافتكري أنه الجواز مسئولية كبيرة وقراركِ ده أنتِ هتبني عليه حياتكِ وحياة أطفالكِ في المُستقبل، وواجبكِ أنكِ تختاري صح علشان متندميش، جوازنا لو تم لأزم يكون مبني على التفاهم والاحترام بينا، لأنه لو مفيش احترام وتفاهم بين الزوجين، وقتها أساس العلاقة هيبقا مهزوز وفي أي لحظة العلاقة دي هتنهار وتدمر، وصدقيني محدش بيدفع تمن الأختيار الغلط غير الأطفال فيما بعد، وعلشان كده أنا هسيبكِ كام يوم تفكري كويس وترجعي تردي عليا، بعد أذنكِ.
أخد موبايله ومفاتيحه واتحرك كام خطوة فوقفته وأنا بقول بثقة.
– بس أنا فكرت كويس، وخلاص أخدت قراري.
قولتها وأنا بضم إيديا قدامي، رجع حط حاجته على الترابيزة وقعد قدامي، ابتسم بخفة وقال بهدوء.
– أفهم من كده أنه قرار الموافقة ده قراركِ النهائى؟
بصيت لعيونُه للحظات قبل ما اتكلم، كان بيبُصلي وهو مُنتظر الإجابة، أخدَت نفس وابتسمت،
– أنا عارفة كويس اني قد المسئولية اللي هتحط فيها، وأنا فكرت كتيرر قبل ما أبلغ بابا بقرار موافقتِ، بس أنا عندي إحساس أنه أنتَ اللي مش حابب الجوازة دي تتم، يعني لو حضرتكَ موافق بس علشان خاطر جدتكَ، مُمكِن تقولي وأنا اتصرف.
– مكدبش عليكِ أنا في البداية كُنت رافض الموضوع بس بعد تفكير كتيرر ومحاولات من زمايلي وجدتي قولت ليه لا، تأسيس عيلة جميلة ده حلم من أحلامي، بس الأهم من إني اعمل عيلة هو إني اختار شريكة الحياة إللي تقدر تساعدني احقق الحلم ده، شريكة حياة تقدر تستحملني للنهاية، تكون واعية وبتقدر تتحمل المسؤولية، والأهم من كل ده نكون أنا وهي متفاهمين.
– خلاص اتفقنا، وأنا أوعدكِ هحاول أكون زوجة كويسة، بصراحة أنا اتعلمت حاجات كتير حلوه من والدتي، واظن إني بشبه لها في حاجات كتيرر، وعندي ثقة إني هكون زوجة شاطرة زيها.
كنت بتكلم بعفوية وأنا بشرب العصير، ابتسم ورجع بضهره لوراء.
– بصراحة عجبتني ثقتكِ في نفسكِ، ومن قلبى اتمنى تكوني زي طنط فرحة، دي حاجة تفرحني جدًا، بس في حاجة أنا مستغربها بصراحة.
– وإيه هي الحاجة دي؟
– تمسُككِ الغريب بيا!! يعني أنا أعرف من نائل أنكِ بتتعلقي بالناس بسرعة، مش خايفة تتعلقي بيا وييجي يوم واطلع مُهمة ومرجعش
طيب ليه الكلام اللي يغم النفس ده بقاا!! رفعت رأسي وبصيت لُه، عيوني صادفت عنيه، للحظات حسيت بغصة في قلبي، كلامه ضايقني وحسسني بالخوف، هو أنا فعلًا ازاي هقدر اسيطر على خوفي وقلقي عليه وهو في شُغله؟ طيب ازاي هستحمل بعده عني بالشهور؟ لبست شنطت وطلعت بره الكافية، معرفش أنا ليه اضايقت من كلامُه!! فضلت واقفة بفكر في كلامُه، قاطع شرودي صوته.
– تالا
– التفت وبصيت لُه، قرب ووقِف قُدامي وقال بقلق.
– أنتِ كويسة؟ احم أنا مكنش قصدي اضايقكِ بكلامي، أنا بس كُنت بهزر معاكِ مش اكتر.
– أنا مضايقتش أنا بس كُنت حابه اطلع اتمشى في الجو ده.
– مِش مُقتنع بكلامكِ، بس ماشي يا ستِ تعالى نتمشى لحد بيتكُم بما أنه قُريب من هنا.
هزيت رأسي بهدوء وبدأنا نتمشى، الجو كان لطيف اووي، نسمات الهواء الباردة كانت بتداعب وشنا بلُطف، والسماء مليانه نجوم، أنا من عشاق ليالي الشتاء حقيقي.
********
– شكلكِ بتحبي الجو ده؟
قولتها وأنا ببص لحماسها وعنيها إللي غمضتهم وكأنها بتستمتع بجمال الجو، فتحت عنيها وبصتلي بحماس.
– بحبه جدًا يا آريان، بحبُه فوق ما تتخيل.
قالتها بحماس فابتسمَت وبصيت لها، كُنت حاسس بحاجة غريبة جوايّا، كُنت حابب بس ابصلها واتأمل جمال ملامحها وهي مبسوطة، حسيتها اتكسفت من نظراتي فلفت وشها وبصت الناحية التانية، ارتبكت أنا كمان وبصيت قُدامي، أنا حقيقي مُش عارف إي الِلي بيحصلي النهاردة، بقيت بتعامل كأني مُراهق!! مش شاب عنده 27 سنة، أنا بقول اوصلها بيتها بسرعة علشان أنا حاسس أنه هيبتي بدأت تروح وراء الشمس بجد.
– أنتَ هترجع البيت دلوقتِ؟
– اه، زمان فوفا مستنياني على العشاء.
– ماشي، تصبح على خير.
– وأنتِ بخير.
ابتسمت ومشيت بعد ما رَنت عليا والدتها وبلغتني أنها بقت في البيت، اتمشيت لحد ما وصلت العربية، ركبت عربيتي وروحت القطاع، أخدت ملف القضية الجديدة إللي بدأت اشتغل عليها ومشيت، ركبت العربية ورجعت البيت، وكالعادة دخلت لقيت جدتي مجهزه اجمل من أكل من عمايل إيديها القمر.
– إيه يا ولاا اتأخرت كده ليه؟
– معلش يا حبيبي، بعد ما وصلت تالا روحت القطاع جبت ملف القضية وجيت علطول.
– امم أصلُه في شخص كده رن أطمن عليكَ كذا مرة.
– مين الشخص ده؟
قولتها وأنا ببُصلها باستغراب فبصتلي وقالِت بمُكر.
– حد كده هيموت من قلقه عليكَ، ومستني مني اتصال علشان اطمنه أنك وصلت البيت.
لعبت في شعري بحيرة فضحِكت وقربت حطت الموبايل في إيديا وقالت وهي بتضحِك بصوت عالي.
– خُد طمنها أنك رجعت البيت.
بصيت للموبايل ورجعت عطتهولها وأنا بقول بتوتر لأول مرة في حياتي أكون فيه، ولله أنا ما بقيت عارف مالي!!
– وانا مالي كلميها أنتِ، هي رنت عليا ولا عليكِ؟
– يا ولاا اتلحلح كده واتعلم تكون رومانسي شوية.
– يا جدتي أنا ظابط، يعني انزل مهمات، اقتل مجرمين، امسك سلاح، لكن أكون رومانسي وشغل المراهقين ده أنا مليش فيه لو سمحتِ.
– لا ده أنتَ فعلًا عاوز تضرب زي زمان.
قالتها وهي بتجري ورايا بالعصاية، جريت من قُدامها وطلعت بره في الجنينة، أنا لو حد من زمايلي اللي شغالين معايا في القطاع شافني وأنا بتصرف التصرفات دي هي هيقولوا عليا ملبوس من كتر ما هما بيخافو مني.
– ايوه يا تيتة، طمنيني حفيدكِ النقيب رجع البيت ولا لسه؟
– حفيدها النقيب بنفسه معاكِ على الخط.
قولتها وأنا بضحِك، حمحمت بإحراج وقالت بتوتر وتلعثم.
– احم أنا انا اسفة، بصراحة نائل كان عاوز يطمن عليكَ فقولت ارن على تيتة وفاء واطمنه عليك.
– طيب طمني قلب نائل وقوليله إني وصلت البيت.
– م ماشي تصبح على خير بقاا.
قالت جملتها وقفلت السكة، ضحِكت وفضلت ببص للموبايل وعلى وشي إبتسامة، عسل، ولله عسل.
– هي مين دي إللي عسل؟
بصيت ورايا لقيت جدتي واقفة ورايا وبتبصلي بمُكر، بلعت ريقي وقولت بثبات وأنا بضحِك على شكلها.
– تيتة أنتِ إيه اللي موقفكِ زي المُفتِش كورمبوا كده !!
– كلمتها ؟
– هي مين؟
– أنتَ هتعمل نفسكَ عبيط عليا يا ولاا!!
– عيون الولاا ولله، أنا بقول ندخل نأكل لأني هموت من الجوع.
قولتها وأنا بحضنها وبدخل البيت، الظاهر أنه جدتي من النهاردة هتراقب تصرفاتك يا آريان!!
********
مرت الأيام بسرعة، أنا وآريان اتخطبنا وبدأنا نجهز لتحضيرات جوازنا، كل حاجة كانت بتمُر بسرعة بطلب من جدة آريان، أسبوعين! كُل حاجة حصلت في أسبوعين بس، وخلال يومين بس هكون مِراتُه، مكنتِش مصدقة نفسي، كل ما بيقرب معاد الفرح كل ما بخاف أكتر، صحيح أنا وآريان علاقتنا لطيفة مع بعض بس مش عارفة ليه حاسه بخوف، يمكن لأنه اهالينا استعجلوا معاد الفرح فَمصحليش وقت اتعود عليه أكتر! بس رغم كده بقيت أول ما بشوفه بحس بإحساس غريب اووي، بحس أنه قلبي فرحان وبيرفرف في السماء، ببقا مبسوطة بوجوده بس أنا مش عارفة ليه خايفة!
– أنتَ فين؟
– انا في الشغل.
– تمام، خلى بالك من نفسك.
– في إيه، أنتِ كويسة؟
– اه اه أنا كويسة متقلقش.
– لا أنتِ مُش كويسة، صوتكِ مُش عاجبني، قوليلي مالكِ؟
– خلاص لما تخلص شُغلكَ نبقا نتكلم.
– لا ثواني بس أنتِ بتعيطي كمان!! البسي وانزلي استنيني في الكافية القريب من بيتكُم، مش هتأخر عليكِ.
– بس شُغل…
قاطعني بصوت عالي.
– متشغليش بالكِ بشُغلي، بطلي عياط وأنا جايلكِ.
قفل المكالمة قاتنهدت وبصيت للموبايل بتعب، أنا وهو مش بنتكلم كتيرر، بس أول ما بيحس إني مضايقة فورًا بيجيلي، من وقت ما عرفتُه وأنا يكتشف فيه صفة جديدة جميلة، وأهم صفة موجوده فيه هي الحنية، هو حنين بشكل ميتوصفش ودي أكتر حاجة مخلياني مطمنة وحاسه بالأمان معاه.
– قوليلي يا ستِ كنت بتعيطي ليه ؟
– آريان أنا مش عاوزه اتجوز.
– نعم ياختي!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تالا وآريان)